محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) منقذ البشرية من الطواغيت

[طبع الشمع]

محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) منقذ البشرية من الطواغيت

محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) منقذ البشرية من الطواغيت

شكل رسول الله(ص) حالة فريدة في تاريخ المجتمع البشري حيث قاد حركة تحررية استطاعت أن تنقل البشرية من ظلمات الجهل الى نور العلم وتفجّر ثورة عملاقة حطمت طواغيت البشر وفتحت أذهانهم المقفلة بتبعات الجاهلية وأوساخ العصبية، ليؤسس لمجتمع تسوده الأخلاق والمكارم وتغرد في فناء داره طيور المحبة والألفة والفضائل.

لقد مكث رسول الله(ص) في قومه رسولا فترة قصيرة لا تتجاوز ثلاث وعشرين عاما وهي قصيرة جدا نسبة الى الإنجازات والتغيرات التي حصلت في هذه الفترة، فقد قاد ثورة شملت كل جوانب الحياة الروحية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، حطّم فيها أصنام البشر النفسية والمادية وقلب تعاليمهم نحو الكمال، فقد غيّر عقيدة المجتمع من عبادة الأصنام والأوثان الى عبادة الله خالق الوجود وسابغ النعم على البشر من أدنى مراتبها الى أكمل كمالاتها.

وحوّل المجتمع من مجتمع تسوده العصبية العشائرية الى مجتمع يسير تحت راية واحدة تدعو الى تكريم البشر وتجعل ميزان التفاضل القرب من الله والعمل بأحكامه، فقد كان المجتمع قبل رسول الله(ص) غارقا في التمييز العرقي واللوني فألغى الإسلام كل هذه الأنواع وأعاد الإنسان الى أصل واحد لا إكراه فيه ولا عدوان. وأعلن أن لا إكراه في الدين ليحطم بذلك طاغوت التعصب الديني لتحل محله السماحة مع أتباع الديانات الأخرى.

وكانت رسالة محمد(ص) ثورة على التفرقة الاجتماعية والتميز المتفرع عنها، ولذا انزعج منها قادة قريش وحاربوها أشد محاربة لكيلا تذهب مكانتهم عند العرب ولا تذهب امتيازاتهم التي ميزوا أنفسهم بها عن سائر الناس، حتى أن الرجل منهم لم يكن ليزوج ابنته أو أخته من رجل غير قرشي فجاء رسول الله(ص) ليقلب كل هذه الأعراف الجاهلية.

وكانت الرسالة التي حملها رسول الله(ص) ثورة على طاغوت الظلم والبغي والطغيان وقد جردت سلاطين الجور من كل امتياز وغيرت الأعراف الظالمة والمستبدة التي كانت تدين فيها المجتمعات وردت مسألة الحكم لله تعالى بأن أعلنت أن لا حاكمية لأحد على البشر إلا لله تعالى، وتكون بذلك قد ساوت بين بني البشر الذين أنوا من نار حكام الجور والظلم آلاف السنين، ويكون الإسلام بذلك قد ضمن أمر الحكم وفوت الفرصة على المستبدين لكيلا يصلوا أهدافهم التي توصل البشرية الى الاستعباد، وقد ذكر الإسلام أن الحكم لله تعالى وحده ولا يحق لأحد أن يتطاول على هذه المسألة، نعم قد فوّض الله أمر الحكم الى النبي(ص) ومن بعده الى من يقوم مقامه بوصية منه وتنصيب من قبله، ولكن ماذا نفعل إن كانت النفوس مغرضة والقلوب متسخة بوساوس الشيطان، فقد ابتلي المسلمون بحكام لا يراعون إلا مناصبهم ولا ينظرون إلا لمصالحهم حتى أن مصالحهم قادتهم لأن يكونوا عبيدا عند أمريكا والغرب.

ولقد كانت رسالة النبي(ص) ثورة على طاغوت الرق حيث كانت مسألة العبيد مسألة تلطخ جبين البشرية بالعار وكان المجتمع يعتبر العبيد حيوانات فجاء رسول الله(ص) برسالة السماء ليرفعهم الى مستوى الإنسان ويأمر المجتمع بمعاملة عبيده بالحسنى، حتى قال من قتل عبده قتلناه ووضع للمسألة قانونا يجرم من يعذب عبده وغير ذلك من مسائل رفعت العبيد الى مستوى الإنسان في نظر المجتمع.

نعم قد يقال أنه لماذا لم يلغ الإسلام ورسوله (ص) مسألة العبيد من الأصل، وهنا لابد لنا أن ندرس الظروف التي كانت تحيط بالمسألة فإن أمر العبيد كان مسألة اجتماعية دولية ذات جذور عميق تمتد الى أبعد الأزمان وليست من تعاليم الإسلام ولم يأمر بها الإسلام بل عمل على تقليلها شيئا فشيأ حتى تخلص منها مع مرور الأيام.
فقد جعل جزاء من عمل بعض الأمور أن يعتق عبده ويطلق سراحه وحثّ على عتق العبيد حثا لا يصل الى مرحلة الإلزام حتى لا يثور عليه المجتمع ولا يتقبلوا فكرته وقلل منابع الرق ووضع مسائل كثيرة تؤدي الى عتق العبيد.

وكانت رسالة الإسلام التي قادها رسوله محمد(ص) ثورة على طاغوت الرجل الذي كان مسلط على المرأة حيث أعطى الإسلام للمرأة حقوقها الإنسانية، ففي حين كان الروم يبحثون فيما إذا كانت المرأة ذات روح بشرية أو لا، كان الإسلام قد أعطاها حريتها في مالها تتصرف فيه كيفما تشأ وحريتها في الحياة كإنسان لا كسلعة كما هو رائج اليوم في المجتمعات الغربية وأعطاها الحرية في اختيار شريك حياتها طبعا جعل لها بعض الضوابط حتى يصونها ويحفظها من استغلال الرجل.

كل هذه الخدمات التي قدمها رسول الله(ص) للمجتمع البشري -وأفنى عمره الشريف في عملية إيصالها متحملا في سبيل ذلك شتى أنواع العذاب والتنكيل- تستوجب منا اليوم أن نقف وقفة شجاعة تحطم طاغوت المتطاولين على رسول الله(ًص) بالوسائل المدروسة والمنتجة لا بردات الفعل التي لا تثمر.

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الرسول الاعظم محمد (ص)

---

lpl](wgn hggi ugdi ,Ngi ,sgl) lkr` hgfavdm lk hg',hydj

[الملكه]

احسنتم
جزاكم الله خيرا