Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الرسول الاعظم محمد (ص)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017/06/17, 03:43 PM   #1
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي النبي محمد ص واله/ اسئلة واجوبة

السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق أجمعين
هل هناك من يقول ان الامام المهدي (عليه السلام) أفضل من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
نرجو توضيح من يقول بذلك، وتوضيح من يقول بان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الافضل، بالادلة وبيان الراي الارجح لدى الطائفة الحقة ؟

الجواب:
لا أحد يقول بأفضيلة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) على النبي محمد (صلى الله عليه وآله), ولعل منشأ التوهم هو في الأدلة التي تثبت أفضلية الإمام المهدي (عليه السلام) على الأنبياء عليهم السلام والتي يقصد بها أفضلية الإمام على الأنبياء ما عدا النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), فهو صلوات الله عليه وآله أفضل الخلق أجمعين وساواه في ذلك الإمام علي (عليه السلام), في جميع درجاته سوى النبوة فإنها كانت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تكن لعليّ(ع).
والإمام علي (عليه السلام) أفضل من بقية الأئمة (عليهم السلام) فلا يمكن أن يكون الإمام المهدي أفضل من النبي (صلوات الله عليه وآله) وهو دون الإمام علي (عليه السلام) في درجته.
والدليل على أفضليته كما يقول العلماء: هو الإجماع على أنه أفضل الخلق كلهم, وخالف في ذلك شرذمة لا يعبأ بهم كالزمخشري فزعم أن جبرئيل أفضل من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فتبرأ منه المسلمون ـ أعني رأيه هذا ـ ... أنظر شرح اصول الكافي ج 10 ص 280.
ومن الروايات التي تشير إلى أفضلية الرسول على جميع الخلق:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل فقال صلى الله عليه وآله : يا علي ان الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.
يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض وكيف لانكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه لأن أول ما خلق الله عزّوجلّ أرواحنا فانطلقنا بتوحيده وتحميده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداًً استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلاّ الله وأنا عبيد ولسنا بألهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا: لا إله إلاّ الله ... إلى أن يقول: يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد ان انتهاء حدي الذي وضعني الله عزّ وجلّ فيه إلى هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربّي جلّ جلاله فزخ بي في النور زخة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه...) حلية الأبرار ج 2 ص 397 ــ 399.
وقال ابن تيمية : فإن الذي عليه أهل السنّة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم, وان قريشاً أفضل العرب, وان بني هاشم أفضل قريش, وان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفضل بني هاشم, فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً... انظر اقتضاء الصراط 10: 148.




السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق على الاطلاق

من هو أفضل.. الملك جبرائيل أم النبي محمد (صلى الله عليه وعلى اله الطيبين)؟

الجواب:
نحن نعتقد أن نبينا محمداً (صلى الله عليه وآله) هو أفضل الخلق أجمعين بما فيهم الملائكة، فهو (صلوات الله عليه وآله) أول مخلوق وذلك يقتضي أفضليته على الخلق أجمعين.
ففي (الكافي 1/442) عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: (يا جابر إن الله أول من خلق خلق محمداً (صلى الله عليه وآله) وعترته الهداة المهديين فكانوا أشباح نور بين يدي الله...).






السؤال: أيهما أفضل القرآن أم النبي (صلى الله عليه وآله)
أيهما افضل.. القرآن أم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟

الجواب:
ورد في الحديث (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) و (أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته) وغيرها مما ورد في تبيين منزلة النبي (صلى الله عليه وآله).
لذا يمكن أن يقال: لا تصح المقايسية والتفضيل بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتاب الله العزيز لعدم وحدة الموضوع.
وبشكل أوضح نقول : أن للأول الحق تجلياً وظهوراً في عالم التكوين كما هو متصور في أحاديث خلق نور نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وله تجلياً وظهوراً آخر في عالم التدوين المتمثل في خلق القرآن وحقيقته.
ومن الواضح لكل فاهم سبق عالم التكوين على عالم التدوين، وان تدوين الكتاب العزيز هو رشحة من رشحات نور نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وعلمه ومعارفه، وقد ورد أنه (صلى الله عليه وآله) والأئمة كلام الله الناطق والقرآن كلامه الصامت) .
وأكثر من ذلك يقال: ان من انتقشت في قواه ألفاظ القرآن، وفي عقله معانيه، واتصف بصفاته الحسنة، واحترز عما نهى الله عنه فيه، وأتعظ بمواعظة، وصير القرآن خلقه، فهو أولى بالتعظيم والإكرام، كما ورد في الحديث (إن المؤمن أعظم حرمة من القرآن والكعبة) فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!





السؤال: بلغ (صلى الله عليه وآله) أعلى درجات الكمال
ما حد العطاء الذي أعطاه الله تعالى لرسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
الجواب:
لقد حبى الله الرسول (صلى الله عليه وآله) بأعلى الكمالات وأحسنها وما ذلك إلا لاستعداداته وقدرته لنيل تلك المنازل والدرجات فصار بحق أفضل الخلائق على الإطلاق.. فما ناله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من العطاء الإلهي هو الحد الأعلى الذي أستطاع أن يصل إليه مخلوق، فقد بلغ الغاية في الكمال التي لم يبلغها أحد سواه (صلى الله عليه وآله ).





السؤال: النبي(صلى الله عليه وآله) أشرف الخلق
لماذا النبي محمد (صلى الله عليه وآله) اشرف الخلق؟

الجواب:
1- لأنه صلوات الله عليه وآله أول مخلوق، كما ورد في أحاديث كثيرة من كتب الفريقين، كحديث: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) وغيره.
2- لأنه (صلى الله عليه وآله) واسطة الفيض الالهي، فلا يصل أي مدد إلهي إلا بواسطته صلوات الله عليه وآله.
ويؤيد هذا المعنى جملة أخبار كخبر (لولانا لساخت الأرض بأهلها) أو ولولا الحجة لساخت...) وكذا خبر (نحن الأعراف الذي لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا).
فالمدد الالهي لا يصل إلى المخلوقات إلاّ بواسطة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين.
وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالأِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونِ )) (الذريات:566), وفسر الأئمة (عليهم السلام) قوله: ليعبدون ب(ليعرفون)، والمعرفة لا تمكن إلا من خلالهم (صلوات الله عليهم) ويؤيده كذلك أخبار أخرى لا مجال هنا لذكرها، ومن البديهي أن يكون واسطة الفيض الإلهي أشرف من سائر الخلق.
3- لأنه (صلوات الله عليه وآله) محل صلوات الله وملائكته، قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً )) (الأحزاب:56) .





السؤال: الحقيقة المحمدية
ما هي الحقيقة المحمدية؟
وهناك رواية تقول ان هناك خلق اعظم من جبرائيل عليه السلام الا وهو روح القدس وهو الذي يخبر جبرئيل وجبرائيل يخبر الأنبياء وجبرائيل يخبر النبي محمد (صلى الله عليه وآله)؟
فهل هذه هي الحقيقة المحمدية؟
وفقكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
اعلم أيها الاخ الكريم ان الانسان العادي عاجز عن معرفة حقيقة نفسه فكيف به ان يعرف حقيقة غيره ولا سيما حقيقته سيد الرسل (صلى الله عليه وآله) !!
وقد روى في (البحار) للمجلسي رضوان الله عليه: (يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري).
وروى في (مدينة المعاجز) نقلاً عن (تأويل الآيات الباهرة في الأئمة الطاهرة): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا علي ما عرف الله الا انا وانت ولا عرفني الا الله وانت ولا عرفك الا الله وانا).
ونقل السيد الاجل المفضال عبد الرزاق المقرم في كتابه (مقتل الحسين (ع)) نقلاً عن المحتضر للحسن بن سليمان الحلي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): انه قال لعلي بن أبي طالب(عليه السلام): (لا يعرف الله الا انا وانت ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرفك الا الله وانا)، وروى ذلك في كتاب مختصر البصائر ايضاً.
فكيف يمكنك ايها الاخ وغيرك من غير المعصومين ان يعرف الحقيقة المحمدية؟!
أما ما ذكرت من وجود رواية، فهذا كلام لا يرجع الى محصل فانه شبه كلام دوري متهافت. واعلم انه ورد في روايات مستفيضة ان لم تكن متواترة معنىً وجمع جلها أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار رضوان الله عليه في كتابه (بصائر الدرجات) ومفاد هذه الرواية: ان روح القدس شيء خلقه الله سبحانه وهو غير جبرائيل وغير الرسول الاكرم وكان مع النبي ثم مع جميع الأئمة واحداً بعد واحد ويكون ذلك لتسديد المعصوم وابلاغه الأحكام الالهية التي لم يوضحها الله سبحانه في كتابه العزيز وتكون وظيفة روح القدس التسديد والتأييد للمعصوم الذي يتصرف هو بأمر من الله سبحانه.




السؤال: رتبة رسول الله( صلى الله عليه وآله) والامام أمير المؤمنين(عليه السلام)
من هو الأكرم عند الله سبحانه النبي محمد(صلى الله عليه وآله) او الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)؟.
الجواب:
من المعروف أن رتبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي أعلى من رتبة أمير المؤمنين (عليه السلام), إلا أن هناك مرتبة مهمة منحها المولى سبحانه لأمير المؤمنين (عليه السلام) هي كونه نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإننا إذا طالعنا آية المباهلة, وهي قوله تعالى: (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءنَا وَأَبنَاءكُم وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُم وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَةَ اللّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ )) (آل عمران:61).
نلاحظ بوضوح أن قوله تعالى: (( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم )) ينطبق على شخص الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) دون لفظ ( الأبناء ) و( النساء ) وهذا يعني أنه (عليه السلام) كنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) .. وقد عبر النبي (صلى الله عليه وآله) بهذا المعنى في أحاديث مختلفة بعضها بلسان: (( كنت أنا وعلي نوراً واحداً )), وبعضها بلسان: (( أبعث إليكم رجلاً كنفسي )) وغيرها.
والاختلاف هو في مسألة النبوة وهذا معنى قرآني واضح .






السؤال: رتبة النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي حول موضوع النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام).
هل النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) في مرتبة واحدة؟
وهل يجوز أن نساوي بين النبي (صلى الله عليه وآله) وأحد من الخلق ؟
وما معنى قوله تعالى :(وإنك لعلى خلق عظيم) ؟
هذه بعض الأسئلة احتاج لرد عليها لو سمحتم. .
الجواب:
إنّ نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) له مقامان : مقام النبوة , من حيث رسالته ونزول الوحي عليه , كان له مرتبة النبوة , ومقام الإمامة , من حيث قيادته للأمّة .
وأمّا باقي الأئمة المعصومين (عليه السلام) فلهم مرتبة الإمامة بما أنهم قد جاء النصّ بخلافتهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) , ولكن ليسوا أنبياء لانهم لم يأتوا بدين جديد ولم يأتهم الوحي برسالة أخرى . فمجمل الكلام أنهم ـ النبي (صلى الله عليه وآله) والائمة (عليه السلام) ـ سواء في الإمامة , ويمتاز عنهم النبي (صلى الله عليه وآله) بمقام النبوة والرسالة .
نعم , هم يتساوون أيضاً في مرتبة العصمة بما أنها صفة ملحوظة في كلا الرتبتين .
وأما بالنسبة إلى الآية، فانها تشير وتؤيد الاخلاق الحسنة والممتازة عند الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كما سجل ذلك سيرته وحياته وتحمله للمتاعب والمصاعب في سبيل تبليغ رسالته , فكان خلقه العظيم في كلّ ذلك هو الذي دعا الناس أن يحوموا حوله (( فَبما رَحمة منَ الله لنتَ لهم وَلو كنتَ فَظّاً غَليظَ القَلب لانفَضّوا من حَولك ... )) (آل عمران 159).




يتبع


hgkfd lpl] w ,hgiL hszgm ,h[,fm hgkfd hszgm ,hgiL



رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:44 PM   #2
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: النبي لا يعمل بالاجتهاد
ورد في بعض الروايات بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كان في حالة الشك أو الترديد , عند نزول الآية, وكان النبي (صلى الله عليه وآله) غير مسارع للأتيان بما أمره الله عزوجل , مع وضوح ظاهر الآية في الفور, وهذا الأمر يدل على مسائل وإشكلات..
أولها: اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله) في مقابل النص الآلهي.
الثاني: عصيان النبي (صلى الله عليه وآله) قبال ما أمره الله عزوجل!
فما هو الجواب؟

الجواب:
يمكن فهم تلك الرواية من عدة وجوه:
1- ليس هناك في الرواية ما يدل على إجتهاد الرسول (صلى الله عليه وآله) ولا معصية كما فهمت ذلك، ولا فورية في التبليغ فالآية حسب هذه الرواية بعد لم تنزل عليه، بل كل ما هناك ان جبرائيل أخبره بدنو أجله وضرورة نصب علياً (عليه السلام) للإمامة، ولم تقل الرواية ان جبرائيل نزل بنص الآية القرآنية، ولا دلالة في ذلك المقطع من الرواية على الفورية ولذلك طلب الرسول العصمة وانتظر ذلك وصعد جبرائيل دون أن يعترض بأن الأمر فوري، فمن أين فهمت الفورية؟! مع العلم ان النبي(صلى الله عليه وآله) لم يفهم الفورية، وإلاّ لما سأل العصمة وكذلك جبرائيل لم يفهم الفورية، وإلاّ لاعترض على الرسول ان هذا الأمر لا مجال فيه.
2- لو كان يفهم من تلك الرواية ان الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يعمل بالاجتهاد لما قبلنا ذلك، لما دل عليه الدليل من أنه (صلوات الله عليه وآله) لم يكن عاملاً بالاجتهاد، مثل قوله تعالى: (( وما ينطق عن الهوى ان هو إلاّ وحي يوحى )) (النحم:3،4)، وقوله تعالى: (( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي أن أتبع إلا ما يوحى إلي )) (يونس:155). ثم ان الاجتهاد يفيد الظن والنبي (صلى الله عليه وآله) قادر على معرفة الحكم على القطع والقادر على العلم لا يجوز له الرجوع إلى الظن. فهذه الرواية لو سلم أنها تدل حسب الظاهر على اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله) لابد من تأويلها بما ينسجم مع هذا الدليل. وكذلك دل الدليل على عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) فلابد من تأويل أي كلام يحتمل العصيان.
3- هناك من يرى ان النبي (صلى الله عليه وآله) أراد تبليغ ذلك لكن المنافقون في كل مرة يشوشون عليه ، ففي كل مرة كان ينزل جبرائيل فيها كان النبي (صلى الله عليه وآله) يحاول التبليغ لكن المنافقون يصدونه عن التبليغ [ففي حديث جابر بن سمرة ان رسول الله خطب وأشار إلى الأئمة الاثني عشر فضج الناس حتى جعل ذلك الضجيج أن لا يسمع بقية الحديث، هكذا كان يعترض على كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند حديثه عن الخلفاء متابعة من بعده]. فسبب التأخير ليس هو النبي (صلى الله عليه وآله) بل المعارضة التي تحصل من المنافقين وطلب النبي (صلى الله عليه وآله) الاستغفار في التبليغ بعدما يرى من المنافقين رغبتهم الجادة في المعارضة.
4- ان طلب الرسول للعصمة وتأخره بسببها أمر مشروع يستحق التأخير ولو لم يكن أمراً مشروعاً لما أجابه الله إلى ذلك وأعطاه العصمة.



السؤال: النبي لا يحتاج الى الاجتهاد
عفوا أطرح على حضرتكم سؤال ... نحن الشيعة نقول بعدم وقوع الاجتهاد من النبي (ص). لماذا لم يقع الاجتهاد من الرسول (ص) مع أنه معصوم والمعصوم لا يخطىء ؟
الجواب:
الاخت زينب المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان المراد من الاجتهاد الممنوع وقوعه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو العمل بالظن والتظنّي بالاحكام الشرعية، وبما ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متصل بالوحي وعنده العلم التام بالاحكام الواقعية فحينئذ لا يحتاج الى إجتهاد والى عمل بالظن





السؤال: سيرته (صلى الله عليه و آله)
ما هي سيرة الرسول ونسبه وحياته (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
الجواب:

بالنسبة إلى نسب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مفرّة... وينتهي نسبه الشريف الى النبي إبراهيم (عليه السلام).
وبالنسبة إلى سيرته (صلى الله عليه وآله)، فننقل لكم نص ما ورده العلامة المجلسي في (البحار 16 / 195) وللمزيد راجع المصدر المذكور :باب 9 : مكارم أخلاقه وسيره وسننه (صلى الله عليه وآله) وما أدّبه الله تعالى به .
الايات : (آل عمران:159) : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )). (الانعام:50 ): (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي )). (الاعراف:199): (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )). (التوبة:61): (( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم )). (النحل:127): (( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )). (الكهف:6): (( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )).
وقال تعالى: (( فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا * ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا )) (الكهف:22-244). (طه:2): (( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى )).
وقال تعالى: (( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آنآء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى * ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى * وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )) (طه:130-132). (الشعراء:214-220): (( وأنذر عشريك الاقربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون * وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم )). (النمل:70): (( ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون )) إلى قوله تعالى:(( فتوكل على الله إنك على الحق المبين )) (النمل:79).
وقال تعالى : (( إنما امرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وامرت أن أكون من المسلمين * وأن أتلو القرآن )) (النمل:91).
(العنكبوت:45): (( اتل ما اوحي إليك من الكتاب وأقم الصلوة إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )).
(الروم:60): (( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )). (الاحزاب:48) : (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا )).
(فاطر:8): (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون )).
(يس:69): (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) إلى قوله تعالى:(( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون )) (يس:76) .
ثم يذكر مجموعة من الآيات النازلة في حقه (صلى الله عليه وآله). تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : (فبما رحمة) ما زائدة (من الله لنت لهم) أي أن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين (ولو كنت فظا) أي جافيا سئ الخلق (غليظ القلب) أي قاسي الفؤاد ، غير ذي رحمة (لانفضوا من حولك) لتفرق أصحابك عنك ، (فاعف عنهم) ما بينك وبينهم (واستغفر لهم) ما بينهم وبيني (وشاورهم في الامر) أي استخراج آرائهم ، واعلم ما عندهم ، واختلف في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي على أقوال :
أحدها: أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم ، والتألف لهم ، والرفع من أقدارهم .
وثانيها: أن ذلك ليقتدي به امته في المشاورة ، ولا يرونها نقيصة ، كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم .
وثالثها: أن ذلك لامرين : لاجلال أصحابه ، وليقتدي امته به في ذلك .
ورابعها: أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ، ليتميز الناصح من الغاش .
وخامسها: أن ذلك في أمور الدنيا، ومكائد الحرب، ولقاء العدو، وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم. (فإذا عزمت) أي فإذا عقدت قلبك على الفعل وإمضائه، ورووا عن جعفر بن محمد، وعن جابر بن يزيد (فإذا عزمت) بالضم، فالمعنى إذا عزمت لك و وفقتك وأرشدتك (فتوكل على الله) أي فاعتمد على الله، وثق به، وفوض أمرك إليه، وفي هذه الآية دلالة على تخصيص نبينا (صلى الله عليه واله) بمكارم الاخلاق، ومحاسن الافعال، ومن عجيب أمره أنه كان أجمع الناس لدواعي الترفع، ثم كان أدناهم إلى التواضع، و ذلك أنه (صلى الله عليه واله) كان أوسط الناس نسبا، وأوفرهم حسبا، وأسخاهم وأشجعهم وأزكاهم و أفصحهم، وهذه كلها من دواعي الترفع، ثم كان من تواضعه أنه كان يرقع الثوب، ويخصف النعل، ويركب الحمار، ويعلف الناضح، ويجيب دعوة المملوك، ويجلس في الارض، ويأكل في الارض، وكان يدعو إلى الله من غير زبر ولا كهر ولا زجر، ولقد أحسن من مدحه في قوله .

فما حملت من ناقة فوق ظهرها ***** أبر وأوفى ذمة من محمد

وفي قوله تعالى : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) أي خزائن رحمته، أو مقدوراته، أو أرزاق الخلائق (ولا أعلم الغيب) الذي يختص الله تعالى بعلمه، وإنما أعلم ما علمني (ولا أقول لكم إني ملك) أي لا أقدر على ما يقدر عليه الملك، فاشاهد من أمر الله وغيبه ما تشاهده الملائكة (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) يريد ما أخبركم إلا بما أنزل الله إلي.
أقول : الحاصل أني لا أقدر أن آتيكم بمعجزة وآية إلا بما أقدرني الله عليه ، و أذن لي فيه ، ولا أعلم شيئا إلا بتعليمه تعالى ، ولا أعلم شيئا من قبل نفسي إلا بإلهام أو وحي منه تعالى ، ولا أقول : إني مبرأ من الصفات البشرية من الاكل والشرب وغير ذلك .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : (( خذ العفو )) أي ما عفا من أموال الناس، أي ما فضل من النفقة، فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأخذ الفضل من أموالهم ليس فيها شئ موقت، ثم نزلت آية الزكاة فصار منسوخا بها، وقيل: معناه خذ العفو من أخلاق الناس، واقبل الميسور منها، وقيل: هو العفو في قبول العذر من المعتذر، وترك المؤاخذة بالاساءة (وأمر بالعرف) يعني بالمعروف، وهو كل ما حسن في العقل فعله أو الشرع (وأعرض عن الجاهلين) أي أعرض عنهم عند قيام الحجة عليهم، والاياس من قبولهم، ولا تقابلهم بالسفه صيانة لقدرك. وفي قوله تعالى : (( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن )) أي يستمع إلى ما يقال له ويصغى إليه ويقبله (قل اذن خير لكم) أي يستمع إلى ما هو خير لكم وهو الوحي، أو هو يسمع الخير ويعمل به ومنهم من قرأ : (اذن خير لكم) بالرفع والتنوين فيهما، فالمعنى أن كونه اذنا أصلح لكم، لانه يقبل عذركم، ويستمع إليكم، ولو لم يقبل عذركم لكان شرا لكم، فكيف تعيبونه بما هو أصلح لكم؟ (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) أي لا يضره كونه اذنا فإنه اذن خير فلا يقبل إلا الخير الصادق من الله، و يصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه، ويقبل منهم، دون المنافقين، وقيل : (يؤمن للمؤمنين) أي يؤمنهم فيما يلقي إليهم من الامان (ورحمة للذين آمنوا منكم) أي وهو رحمة لهم لانهم إنما نالوا الايمان بهدايته ودعائه إياهم. وفي قوله تعالى: (( واصبر )): أى فيما تبلغه من الرسالة، وفيما تلقاه من الاذى (وما صبرك إلا بالله) أى بتوفيقه وتيسيره وترغيبه فيه (ولا تحزن عليهم ) أى على المشركين في إعراضهم عنك، فإنه يكون الظفر والنصرة لك عليهم، ولا عتب عليك في إعراضهم (ولا تك في ضيق مما يمكرون) أى لا يكن صدرك في ضيق من مكرهم بك وبأصحابك، فإن الله يرد كيدهم في نحورهم. وفي قوله : (( فعلك باخع نفسك على آثارهم )) أي مهلك وقاتل نفسك على آثار قومك الذين قالوا: (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا)، تمردا منهم على ربهم (إن لم يؤمنوا بهذا الحديث) أي القرآن (أسفا) أي حزنا وتلهفا. وفي قوله تعالى: (( فلا تمار فيهم )) أي فلا تجادل الخائضين في أمر الفتية وعددهم (إلا مرآء ظاهرا) أي إلا بما أظهرنا لك من أمرهم، أي إلا بحجة ودلالة وإخبار من الله سبحانه أو الامرآء يشهده الناس ويحضرونه، فلو أخبرتهم في غير مرأى من الناس لكذبوا عليك، ولبسوا على الضعفة، فادعوا أنهم كانوا يعرفونه، لان ذلك من غوامض علومهم (ولا تستفت فيهم منهم أحدا) أي لا تستخبر في أهل الكهف وعددهم من أهل الكتاب أحدا والخطاب له (صلى الله عليه وآله) والمراد غيره ( ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) فيه وجهان :
أحدهما: أنه نهي من الله سبحانه لنبيه (صلى الله عليه واله) أن يقول: إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشية الله تعالى، فيقول: إن شاء الله تعالى، وفيه إضمار القول.
وثانيهما: أن قوله: (( أن يشآء الله )) بمعنى المصدر، وتقديره : ولا تقولن إني فاعل شيئا غدا إلا بمشية الله، والمعنى لا تقل: إني أفعل إلا ما يشآء الله ويريده من الطاعات.
(( واذكر ربك إذا نسيت )) أي إذا نسيت الاستثنآء ثم تذكرت فقل : إن شآء الله، وإن كان بعد يوم أو شهر أو سنة، وقد روي ذلك عن أئمتنا (عليهم السلام)، ويمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذا استثنى بعد النسيان فإنه يحصل له ثواب المستثني من غير أن يؤثر الاستثنآء بعد انفصال الكلام في الكلام، وفي إبطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين، وقيل : معناه واذكر ربك إذا غضبت بالاستغفار ليزول عنك الغضب، وقيل : إنه أمر بالانقطاع إلى الله تعالى، ومعناه واذكر ربك إذا نسيت شيئا بك إليه حاجة يذكره (بحار الانوار مجلد: 16 من ص 201 سطر 19 الى ص 209 سطر 18) لك، وقيل : المراد به الصلاة، والمعنى إذا نسيت صلاة فصلها إذ ذكرتها. أقول: يحتمل أن يكون الخطاب متوجها إليه صلى الله عليه واله والمراد به غيره ، ويمكن أن يكون المراد بالنسيان الترك ، وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى . ثم قال في قوله: (( وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا ))أي قل: عسى أن يعطيني ربي من الآيات والدلالات على النبوة ما يكون أقرب إلى الرشد وأدل من قصة أصحاب الكهف .
قوله تعالى: (( طه )) ذهب أكثر المفسرين إلى أن معناه يا رجل بلسان الحبشية أو النبطية، وقيل: هو من أسماء النبي (صلى الله عليه واله) .
وقال الطبرسي: روي عن الحسن أنه قرأ (طه) بفتح الطاء وسكون الهاء، فإن صح فأصله (طأ) فابدل من الهمزة هآء، ومعناه طأ الارض بقدميك جميعا، فقد روي أن النبي صلى الله عليه واله كان يرفع إحدى رجليه في الصلاة ليزيد تعبه، فأنزل الله : (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فوضعها، وروي ذلك عن أبي عبدالله (عليه السلام)، وقال قتادة : كان يصلي الليل كله ويعلق صدره بحبل حتى لا يغلبه النوم، فأمره الله سبحانه أن يخفف عن نفسه، وذكر أنه ما أنزل عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب.
قوله تعالى: (( ما أنزلنا عليك القران لتشقى )) قال البيضاوي: ما أنزلناه عليك لتتعب بفرط تأسفك على كفر قريس، إذ ما عليك إلا أن تبلغ، أو بكثرة الرياضة وكثرة التهجد والقيام على ساق، والشقآء شائع بمعنى التعب، وقيل : رد وتكذيب للكفرة، فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا : إنك لتشقى بترك ديننا، وإن القرآن انزل عليك لتشقى به (إلا تذكرة) لكن تذكيرا، وانتصابه على الاستثناء المنقطع (لمن يخشى) لمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالانذار، أو لمن علم الله منه أنه يخشى بالتخويف منه، فإنه المنتفع به.
قوله تعالى: (( وسبح بحمد ربك )) قيل: أي وصل وأنت حامد لربك على هدايته وتوفيقه، أو نزهه عن الشرك وعن سائر ما يضيفون إليه من النقائص حامدا له على ما ميزك بالهدى، معترفا بأنه المولى للنعم كلها (قبل طلوع الشمس) يعني الفجر (وقبل غروبها) يعني الظهر والعصر، لانهما في آخر النهار، أو العصر وحده (ومن آناء الليل) ساعاته (فسبح) يعني المغرب والعشآء، وقيل: صلاة الليل (وأطراف النهار) تكرير لصلاتي الصبح والمغرب، إرادة الاختصاص، أو أمر بصلاة الظهر، فإنه نهاية النصف الاول من النهار، وبداية النصف الاخير (لعلك ترضى) أي سبح في هذه الاوقات طمعا أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك (ولا تمدن عينيك) أي نظر عينيك (إلى ما متعنا به) استحسانا وتمنيا أن يكون لك مثله (أزواجا منهم) أصنافا من الكفرة (زهرة الحيوة الدنيا) الزهرة : الزينة والبهجة، منصوب بمحذوف دل عليه (متعنا) أو به على تضمينه معنى أعطينا (لنفتنهم فيه) أي لنبلوهم ونختبرهم فيه، أو لنعذبهم في الآخرة بسببه (ورزق ربك) وما ادخره لك في الآخرة، أو ما رزقك من الهدى والنبوة (خير) مما منحهم في الدنيا (وأبقى) فإنه لا ينقطع.
(( وأمر أهلك بالصلاة )) قال الطبرسي: أي أهل بيتك وأهل دينك بالصلوة، روى أبوسعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر وقت كل صلاة فيقول: الصلاة يرحمكم الله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. ورواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام وعن غيرهم، مثل أبي بردة، وأبي رافع. وقال أبوجعفر (عليه السلام): أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لاهله عند الله منزلة ليست للناس، فأمرهم مع الناس عامة، وأمرهم خاصة.
(( واصطبر عليها )) أي وأصبر على فعلها وعلى أمرهم بها (لا نسألك رزقا) لخلقنا ولا لنفسك، بل كلفناك للعبادة وأداء الرسالة، وضمنا رزق جميع العباد (نحن نرزقك) الخطاب للنبي صلى الله عليه واله، والمراد به جميع الخلق، أى نرزق جميعهم ولا نسترزقهم (والعاقبة للتقوى) أى العاقبة المحمودة لاهل التقوى . قوله تعالى: (( واخفض جناحك )) أي لين جانبك لهم، مستعار من خفض الطائر جناحه: إذا أراد أن ينحط (الذى يراك حين تقوم) أي إلى التهجد، أو للانذار (وتقلبك في الساجدين) أى ترددك في تصفح أحوال المتهجدين، كما روي أنه صلى الله عليه واله لما نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصا على كثرة طاعاتهم، فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع من دندنتهم بذكر الله والتلاوة، أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذا أمهم .
قال الطبرسي : وقيل معناه وتقلبك في أصلاب الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا، وهو المروى عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام )، قالا : في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح، من لدن آدم.
قوله تعالى: (( إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) أى سبب للانتهاء عن المعاصي حال الاشتغال بها وغيرها، من حيث أنها تذكر الله وتورث للنفس خشية منه، أو الصلاة الكاملة هي التي تكون كذلك، فإن لم تكن كذلك فكأنها ليست بصلاة، كما روى الطبرسي مرسلا عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أحب أن يعلم أقبلت صلاته أم لم تقبل؟ فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر، فبقدر ما منعته قبلت منه ( ولذكرالله أكبر) أى ذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته، أو ذكر العبد لله في جميع الاحوال أكبر الطاعات، أو أكبر في النهي عن الفحشآء والمنكر، وسيأتي لها في كتاب الامامة تأويلات اخر. قوله تعالى: (( فاصبر )) أى على أذاهم (إن وعد الله) بنصرتك وإظهار دينك على الدين كله (حق ولا يستخفنك) أى ولا يحملنك على الخفة والقلق (الذين لا يوقنون) بتكذيبهم.
قوله تعالى: (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا )) على سائر الامم (ولا تطع الكافرين والمنافقين) تهييج له على ما هو عليه من مخالفتهم (ودع أذاهم) أى إيذاءهم إياك، ولا تحتفل به، أو إيذاءك إياهم مجازاة ومؤاخذة على كفرهم، و لذلك قيل: إنه منسوخ (وكفى بالله وكيلا) موكولا إليه الامر في الاحوال كلها.
قوله تعالى: (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )) أى فلا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيهم وإصرارهم على التكذيب. (إن الله عليم بما يصنعون) فيجازيهم عليه.
قوله تعالى: (( وما علمناه الشعر )) قال البيضاوى: رد لقولهم: إن محمدا شاعر، أى ما علمناه الشعر بتعليم القرآن، فإنه غير مقفى ولا موزون، وليس معناه ما يتوخاه الشعراء من التخييلات المرغبة والمنفرة (وما ينبغي له) وما يصح له الشعر ولا يتأتى له إن أراد قرضه على ما اختبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة، وقوله:

أنا النبي لا كذب ***** أنا ابن عبدالمطلب
وقوله:
هل أنت إلا أصبع دميت ***** وفي سبيل الله ما لقيت
اتفاقي من غير تكلف وقصد منه إلى ذلك، وقد يقع مثله كثيرا في تضاعيف المنثورات، على أن الخليل ما عد المشطور من الرجز شعرا، وروي أنه حرك البائين، و كسر التاء الاولى بلا إشباع، وسكن الثانية، وقيل : الضمير للقرآن أى وما يصح للقرآن أن يكون شعرا .
وفي قوله تعالى: (( واستغفر لذنبك )) : وأقبل على أمر دينك وتدارك فرطاتك بترك الاولى والاهتمام بأمر العدى بالاستغفار، فإنه تعالى كافيك في النصر وإظهار الامر (وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار) : ودم على التسبيح والتحميد لربك، وقيل: صل لهذين الوقتين، إذ كان الواجب بمكة ركعتان بكرة، وركعتان عشآء. وفي قوله تعالى: (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة )) : أي في الجزاء وحسن العاقبة (إدفع) أي السيئة حيث اعترضتك (بالتي هي أحسن) منها وهي الحسنة، أو بأحسن ما يمكن رفعها به من الحسنات (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) أي إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق (وما يلقاها) أي هذه السجية وهي مقابلة الاساءة بالاحسان (إلا الذين صبروا ) فإنها تحبس النفس عن الانتقام (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) من الخير وكمال النفس، وقيل: الحظ العظيم: الجنة (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) أي نخس، شبه به وسوسته لانها بعث على ما لا ينبغي كالدفع بما هو أسوء (فاستعذ بالله) من شره ولا تطعه (إنه هو السميع ) لاستعاذتك (العليم) بنيتك أو بصلاحك.
وفي قوله تعالى: (( وقيله )) : عطف على (الساعة) أي وقول الرسول (فاصفح عنهم) فأعرض عن دعوتهم آيسا عن إيمانهم (وقل سلام) تسلم منكم ومتاركة (فسوف يعلمون) تسلية للرسول، وتهديد لهم.
وفي قوله تعالى: (( ولا تستعجل لهم )) : أي لكفار قريش بالعذاب فإنه نازل بهم في وقته لا محالة (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار) استقصروا من هو له مدة لبثهم في الدنيا حتى يحسبونها ساعة (بلاغ) أى هذا الذي وعظتم به، أو هذه السورة كفاية، أو تبليغ من الرسول (صلى الله عليه واله).
قوله تعالى: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) قال الطبرسي رحمه الله: أي أقم على هذا العلم، واثبت عليه، وقيل: يتعلق بما قبله، أي إذا جاءتهم الساعة فاعلم أنه لا إله إلا الله، أي يبطل الممالك عند ذلك فلا ملك ولا حكم لاحد إلا الله، وقيل: إن هذا إخبار بموته، أي فاعلم أن الحي الذي لا يموت هو الله وحده، وقيل: إنه صلى الله عليه واله كان ضيق الصدر من أذى قومه فقيل له: فاعلم أنه لا كاشف لذلك إلا الله (واستغفر لذنبك) الخطاب له والمراد به الامة، وقيل: المراد به الانقطاع إلى الله تعالى، فإن الاستغفار عبادة يستحق به الثواب. (والله يعلم متقلبكم ومثواكم) أي متصرفكم في أعمالكم في الدنيا، ومصيركم في الآخرة إلى الجنة أو إلى النار، وقيل: متقلبكم في أصلاب الآبآء إلى أرحام الامهات، (ومثواكم) أي مقامكم في الارض، وقيل: متقلبكم من ظهر إلى بطن، ومثواكم في القبور، وقيل: متصرفكم بالنهار، ومضجعكم بالليل.
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( وسبح بحمد ربك )) : أي نزهه عن العجز عما يمكن، والوصف بما يوجب التشبيه، حامدا له على ما أنعم عليك من إصابة الحق وغيرها (قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) يعني الفجر والعصر (ومن آناء الليل فسبحه) أي وسبحه بعض الليل (وأدبار السجود) وأعقاب الصلاة، وقيل: المراد بالتسبيح الصلاة، فالصلاة قبل الطلوع الصبح، وقبل الغروب الظهر والعصر، ومن الليل العشآء آن والتهجد، وأدبار السجود النوافل بعد المكتوبات، وقيل: الوتر بعد العشاء.
وقال الطبرسي رحمه الله: (وأدبار السجود) فيه أقوال:
أحدها: أن المراد به الركعتان بعد المغرب (وإدبار النجوم) الركعتان قبل الفجر عن علي والحسن بن علي (عليهم السلام).
وثانيها: أنه التسبيح بعد كل صلاة.
وثالثها: أنه النوافل بعد المفروضات.
ورابعها: أنه الوتر من آخر الليل، وروي ذلك عن أبي عبدالله (عليه السلام).
قوله تعالى: (( وما أنت عليهم بجبار )) قال البيضاوي: أي بمسلط تقسرهم على الايمان، أو تفعل بهم ما تريد، وإنما أنت داع.
وفي قوله تعالى: (( واصبرك لحكم ربك )) : بإمهالهم وإبقائك في عنائهم (فإنك بأعيننا) في حفظنا بحيث نراك ونكلاك (وسبح بحمد ربك حين تقوم) عن أي مكان قمت، أو من منامك، أو إلى الصلاة (( ومن الليل فسبحه )) فإن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد عن الرئاء (وإدبار النجوم) وإذا أدبرت النجوم من آخر الليل.
وقال الطبرسي رحمه الله: يعني الركعتين قبل صلاة الفجر وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله ع(ليهما السلام).
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( ن )) : من أسمآء الحروف، وقيل: اسم الحوت والمراد به الجنس أو اليهموت وهو الذي عليه الارض، أو الدواة، فإن بعض الحيتان يستخرج منه شئ أسود يكتب به.
وقال الطبرسي: روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه واله قال: هو نهر في الجنة قال الله له: كن مدادا فجمد، وكان أبيض من اللبن، وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وهو كائن إلى يوم القيامة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام).
(( والقلم )) قال البيضاوي: هو الذي خط اللوح، أو الذي يخط به، أقسم به لكثرة فوائده (وما يسطرون) وما يكتبون، والضمير للقلم بالمعنى الاول على التعظيم، أو بالمعنى الثاني على إرادة الجنس، وإسناد الفعل إلى الآلة وإجرائه مجرى اولي العلم لاقامته مقامه، أو لاصحابه، أو للحفظة، وما مصدرية أو موصولة (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) جواب القسم، والمعنى ما أنت بمجنون منعما عليك بالنبوة وحصافة الرأي (وإن لك لاجرا) على الاحتمال أو الابلاغ (غير ممنون) مقطوع، أو ممنون به عليك من الناس، فإنه تعالى يعطيك بلا توسط (وإنك لعلى خلق عظيم) إذ تحتمل من قومك ما لا يحتمله أمثالك (فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون) أيكم الذي فتن بالجنون، والباء مزيدة، أو بأيكم الجنون، على أن (المفتون) مصدر، أو بأي الفريقين منكم الجنون ؟ أبفريق المؤمنين، أو بفريق الكافرين ؟ أي في أيهما من يستحق هذا الاسم (فاصبر لحكم ربك) وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم (ولا تكن كصاحب الحوت) يونس (إذ نادى) في بطن الحوت (وهو مكظوم) مملو غيظا في الضجرة فتبتلى ببلائه.
وقال الطبرسي رحمه الله: (إنك لعلى خلق عظيم) أي على دين عظيم، وقيل: معناه إنك متخلق بأخلاق الاسلام، وعلى طبع كريم، وقيل: سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الاخلاق فيه، ويعضده ما روي عنه (صلى الله عليه واله) أنه قال: (إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)، وقال (صلى الله عليه واله): (أدبني ربي فأحسن تأديبي)
وقال: وأخبرني السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني، عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن الضحاك بن مزاحم قال: لما رأت قريش تقديم النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام وإعظامه له نالوا من علي (عليه السلام)، وقالوا: قد افتتن به محمد صلى الله عليه واله، فأنزل الله تعالى (ن والقلم وما يسطرون) قسم أقسم الله به (ما أنت) يا محمد (بنعمة ربك بمجنون * وإنك لعلى خلق عظيم) يعني القرآن إلى قوله: (بمن ضل عن سبيله) وهم النفر الذين قالوا ما قالوا (وهو أعلم بالمهتدين) علي ابن أبي طالب (عليه السلام).
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( ملتحدا )) أي منحرفا وملتجئا (إلا بلاغا من الله) استثناء من قوله: (لا أملك) فإن التبليغ إرشاد وإنفاع، أو من (ملتحدا) و (رسالاته) عطف على (بلاغا من الله).
(( ومن يعص الله ورسوله )) في الامر بالتوحيد، إذ الكلام فيه (حتى إذا رأوا ما يوعدون) في الدنيا كوقعة بدر أو في الآخرة (قل إن أدري) أي ما أدري (أم يجعل له ربي أمدا) غاية يطول مدتها، كأنه لما سمع المشركون (حتى إذا رأوا ما يوعدون) قالوا: متى يكون ؟ إنكارا، قيل: قل: إنه كائن لا محالة، ولكن لا أدري وقته (فلا يظهر) فلا يطلع (على غيبه أحدا) أي على الغيب المخصوص به علمه (إلا من ارتضى)يعلم بعضه حتى يكون له معجزة (من رسول) بيان (من).
(( فإنه يسلك من بين يديه )) من بين يدي المرتضى (ومن خلفه رصدا) حرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف الشياطين وتخاليطهم (ليعلم أن قد أبلغوا) أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل والملائكة النازلون بالوحي، أو ليعلم الله أن أبلغ الانبياء بمعنى ليتعلق علمه به موجودا (رسالات ربهم) كما هي محروسة عن عن التغيير (وأحاط بما لديهم) بما عند الرسل (وأحصى كل شئ عددا) حتى القطر والرمل .
وفي قوله تعالى: (( يا أيها المزمل * قم الليل... )) أي قم إلى الصلاة، أو داوم عليها (إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه) الاستثناء من (الليل) و (نصفه) بدل من (قليلا) وقلته بالنسبة إلى الكل، والتخيير بين قيام النصف والزائد عليه كالثلثين، والناقص عنه كالثلث، أو (نصفه) بدل من (الليل)والاستثناء منه، والضمير في (منه) و (عليه) للاقل من النصف كالثلث، فيكون التخيير بينه وبين الاقل منه كالربع، والاكثر منه كالنصف، أو للنصف، والتخيير بين أن يقوم أقل منه على البت، وأن يختار أحد الامرين من الاقل والاكثر، أو الاستثناء من أعداد الليل، فإنه عام، والتخيير بين قيام النصف و الناقص عنه والزائد عليه (ورتل القرآن ترتيلا) اقرأه على تؤدة وتبيين حروف بحيث يتمكن السامع من عدها (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) يعني القرآن. فإنه لما فيه من التكاليف الشاقة ثقيل على المكلفين، أو رصين لرزانة لفظه ومتانة معناه، أو ثقيل على المتأمل فيه لافتقاره إلى مزيد تصفية للسر، وتحديد للنظر، أو ثقيل في الميزان، أو على الكفار والفجار، أو ثقيل تلقيه لقول عائشة: رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه، وإن جبينه ليرفض عرقا (إن ناشئة الليل) إن النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة، من نشأ من مكانه: إذا نهض، أو قيام الليل على أن الناشئة له، أو العبادة التي تنشأ بالليل، أي تحدث، أو ساعات الليل، فإنها تحدث واحدة بعد اخرى، أو ساعاتها الاول من نشأت: إذا ابتدأت (هي أشد وطأ) أى كلفة، أو ثبات قدم (وأقوم قيلا) وأسد مقالا، أو أثبت قراءة لحضور القلب، وهدوء الاصوات (إن لك في النهار سبحا طويلا) تقلبا في مهامك واشتغالا بها، فعليك بالتهجد، فإن مناجات الحق تستدعي فراغا (واذكر اسم ربك) ودم على ذكره ليلا ونهارا (وتبتل إليه تبتيلا) وانقطع إليه بالعبادة، وجرد نفسك عما سواه (رب المشرق والمغرب) خبر محذوف، أو مبتدأ خبره (لا إله إلا هو).
(( فاتخذه وكيلا )) مسبب عن التهليلة، فإن توحده بالالوهية يقتضي أن توكل إليه الامور (واصبر على ما يقولون) من الخرافات (واهجرهم هجرا جميلا) بأن تجانبهم وتداريهم ولا تكافيهم، وتكل أمرهم إلى الله كما قال: (وذرني والمكذبين) دعني وإياهم، وكل إلي أمرهم (اولي النعمة) أرباب التنعم، يريد صناديد قريش (ومهلهم قليلا) زمانا أو إمهالا (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه) استعار الادنى للاقل، لان الاقرب إلى الشئ أقل بعدا منه، و (نصفه) و (ثلثه) عطف على (أدنى).
(وطائفة من الذين معك) ويقوم ذلك جماعة من أصحابك (والله يقدر الليل والنهار) لا يعلم مقادير ساعاتهما كما هي إلا الله (علم أن لن تحصوه) أي لن تحصوا تقدير الاوقات، ولن تستطيعوا ضبط الساعات (فتاب عليكم) بالترخيص في ترك القيام المقدور، ورفع التبعة فيه (فاقرؤا ما تيسر من القرآن) فصلوا ما تيسر عليكم من صلاة الليل، عبر عن الصلاة بالقراءة كما عبر عنها بسائر أركانها، قيل: كان التهجد واجبا على التخيير المذكور، فعسر عليهم القيام به فسنخ به، ثم نسخ هذا بالصلوات الخمس، أو فاقرؤا القرآن بعينه كيفما تيسر عليهم (علم أن سيكون منكم مرضى) استيناف يبين حكمة اخرى مقتضية للترخيص والتخفيف، ولذلك كرر الحكم مرتبا عليه، وقال: (وآخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله) والضرب في الارض: ابتغآء للفضل، أو المسافرة للتجارة، وتحصيل العلم .
(( يا أيها المدثر )) أي المتدثر، وهو لابس الدثار، وسيأتي القول فيه (قم) من مضجعك، أو قم قيام عزم وجد (فأنذر) مطلق للتعميم، أو مقدر بمفعول دل عليه قوله: (وأنذر عشيرتك الاقربين).
(( وربك فكبر )) وخصص ربك بالتكبير وهو وصفه بالكبرياء عقدا وقولا (و ثيابك فطهر) من النجاسات فإن التطهير واجب في الصلاة، محبوب في غيرها، وذلك بغسلها أو بحفظها عن النجاسة كتقصيرها مخافة جر الذيول فيها، وهو أول ما امر به من رفض العادات المذمومة، أو طهر نفسك من الاخلاق والافعال الذميمة أو فطهر دثار النبوة عما يدنسه من الحقد والضجر وقلة الصبر (والرجز فاهجر) واهجر العذاب بالثبات على هجر ما يؤدي إليه من الشرك وغيره من القبائح (ولا تمنن تستكثر) ولا تعط مستكثرا، نهي عن الاستغزاز، وهو أن يهب شيئا طامعا في عوض أكثر، نهي تنزيه، أو نهيا خاصا به (صلى الله عليه واله)، أو لا تمنن على الله بعبادتك مستكثرا إياها، أو على الناس بالتبليغ مستكثرا به الاجر منهم، أو مستكثرا إياه (ولربك) ولوجهه أو أمره (فاصبر) فاستعمل الصبر، أو فاصبر على مشاق التكاليف وأذى المشركين.
وفي قوله تعالى: (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) أي كل واحد من مرتكب الاثم، الداعي لك إليه، ومن الغالي في الكفر الداعي إليه (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) أي وداوم على ذكره، أو دم على صلاة الفجر والظهر والعصر، فإن الاصيل يتناول وقتيهما (ومن الليل فاسجد له) وبعض الليل فصل له، ولعل المراد به صلاة المغرب والعشآء (وسبحه ليلا طويلا) وتهجد له طائفة طويلة من الليل.
لى: أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: جآء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد بلي ثوبه، فحمل إليه اثنى عشر درهما، فقال: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه، قال علي (عليه السلام): فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثنى عشر درهما، وجئت به إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فنظر إليه فقال: يا علي غير هذا أحب إلي، أترى صاحبه يقيلنا ؟ فقلت: لا أدري، فقال: انظر، فجئت إلى صاحبه فقلت: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد كره هذا يريد ثوبا دونه فأقلنا فيه، فرد علي الدراهم، وجئت به. إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): ما شأنك ؟ قالت: يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لاشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجسر أن أرجع إليهم، فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه واله) أربعة دراهم، وقال: ارجعي إلى أهلك، ومضى رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم، ولبسه وحمد الله، وخرج فرأى رجلا عريانا يقول: من كساني كساه الله من ثياب الجنة، فخلع رسول الله (صلى الله عليه واله) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل، ثم رجع إلى السوق فاشترى بالاربعة التي بقيت قميصا آخر، فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله، وإذا الجارية قاعدة على الطريق، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما لك لا تأتين أهلك ؟ قالت: يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): مري بين يدي ودليني على أهلك، فجآء رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى وقف على باب دارهم، ثم قال: السلام عليكم يا أهل الدار، فلم يجيبوه، فأعاد السلام فلم يجيبوه، فأعاد السلام فقالوا: عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال لهم: ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني ؟ قالوا: يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن تستكثر منه، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها، فقالوا: يا رسول الله هي حرة لممشاك، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): الحمد لله، ما رأيت اثنى عشر درهما أعظم بركة من هذه، كسى الله بها عريانين، وأعتق بها نسمة
لى: ابن الوليد، عن الصفار، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): خمس لا أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان، لتكون سنة من بعدي
ن، ع: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن علي بن الحسن ابن فضال، عن محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) مثله. ل: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وصفوان معا عن الحسين بن مصعب، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام) مثله
بيان: الاكل على الحضيض: الاكل على الارض من غير أن يكون خوان، قال الجوهري: والحضيض: القرار من الارض عند منقطع الجبل، وفي الحديث (إنه اهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) هدية فلم يجد شيئا يضعه عليه، فقال: ضعه بالحضيض، فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد) يعني بالارض. وقال الفيروزآبادي: إكاف الحمار ككتاب وغراب ووكافه: برذعته، والاكاف: صانعه، وآكف الحمار إيكافا وأكفه تأكيفا: شده عليه. أقول: سيأتي شرح الخبر بتمامه في كتاب الآداب والسنن إن شاء الله تعالى.
لى: العطار، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العيض بن القاسم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): حديث يروى عن أبيك (عليه السلام) أنه قال: ما شبع رسول الله (صلى الله عليه واله) من خبز بر قط، أهو صحيح ؟ فقال: لا، ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط
لى: ابن إدريس، عن ابن عيسى، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن يهوديا كان له على رسول الله (صلى الله عليه واله) دنانير فتقاضاه فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك فقال: فإني لا افارقك يا محمد حتى تقضيني، فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشآء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله صلى الله عليه واله إليهم فقال: ما الذي تصنعون به ؟ فقالوا يا رسول الله يهودي يحبسك ؟ فقال صلى الله عليه واله: لم يبعثني ربي عزوجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره، فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لانظر إلى نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبدالله مولده بمكة ومهاجره بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب، ولا متزين بالفحش، ولا قول الخنآء، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله (صلى الله عليه واله)، وهذا مالي، فاحكم فيه بما أنزل الله، وكان اليهودي كثير المال، ثم قال (عليه السلام): كان فراش رسول الله صلى الله عليه واله عباءة، وكانت مرفقته أدم حشوها ليف، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلاة، فأمر عليه السلام أن يجعل بطاق واحد. بيان: قال الجزري: فيه من قتل معاهدا لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، يجوز أن يكون بكسر الهآء وفتحها على الفاعل والمفعول، وهو في الحديث بالفتح أشهر وأكثر، والمعاهد: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما، وقال: الشطر: النصف. وقال الجوهري: طيبة على وزن شيبة: اسم مدينة الرسول صلى الله عليه واله، والصخب بالصاد وبالسين: الضجة، واضطراب الاصوات للخصام. قوله عليه السلام: ولا متزين، في بعض النسخ بالزآء المعجمة، أي لم يجعل الفحش زينة كما يتخذه اللئام، وفي بعضها بالرآء أي لا يدنس نفسه بذلك. والخنآء أيضا الفحش في القول، والمرفقة بالكسر: الوسادة
فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) في بيت ام سلمة في ليلتها، ففقدته من الفراش، فدخلها في ذلك ما يدخل النسآء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت (بحار الانوار مجلد: 16 من ص 217 سطر 19 الى ص 225 سطر 18) قائم رافع يديه يبكي وهو يقول: (اللهم لا تنزع مني اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا، اللهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا، اللهم ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبدا) قال: فانصرفت ام سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله (صلى الله عليه واله) لبكائها فقال لها: ما يبكيك يا ام سلمة ؟ فقالت: بأبي أنت وامي يا رسول الله ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تسأله أن لا يشمت بك عدوا أبدا، وأن لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا، وأن لا ينزع منك صالحا أعطاك أبدا، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا ؟ فقال: يا ام سلمة وما يؤمنني ؟ وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان
ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: جاء إلى النبي (صلى الله عليه واله) سائل يسأله، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): هل من أحد عنده سلف ؟ فقام رجل من الانصار من بني الجبلى فقال: عندي يا رسول الله، قال: فأعط هذا السائل أربعة أوساق تمر، قال: فأعطاه، قال: ثم جآء الانصاري بعد إلى النبي (صلى الله عليه واله) يتقاضاه فقال له: يكون إن شآء الله ثم عاد إليه فقال: يكون إن شآء الله، ثم عاد إليه الثالثة فقال: يكون إنشآء الله، فقال: قد أكثرت يا رسول الله من قول: يكون إن شآء الله، قال: فضحك رسول الله، وقال: هل من رجل عنده سلف ؟ قال: فقام رجل فقال له: عندي يا رسول الله، قال: وكم عندك ؟ قال: ما شئت، قال: فأعط هذا ثمانية أوسق من تمر، فقال الانصاري: إنما لي أربعة يا رسول الله، قال رسول الله (صلى الله عليه واله): وأربعة أيضا .
ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يورث دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة ولا شاة ولا بعيرا، ولقد قبض (صلى الله عليه واله) وأن درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة بعشرين صاعا من شعير استلفها نفقة لاهله.
أبو البخترى، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) أن المساكين كانوا يبيتون في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه واله، فأفطر النبي صلى الله عليه واله مع المساكين الذين في المسجد ذات ليلة عند المنبر في برمة فأكل منها ثلاثون رجلا، ثم ردت إلى أزواجه شبعهن
محمد بن الوليد، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الصلاة قاعدا أو يتوكأ على عصا، أو على حائط ؟ فقال: لا، ما شأن أبيك وشأن هذا ؟ ما بلغ ابوك هذا بعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما عظم أو بعد ما ثقل كان يصلي وهو قائم، و رفع إحدى رجليه حتى أنزل الله تبارك وتعالى: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فوضعها.
بيان: لعل تحمل هذه الاثقال في العبادة كان في الشريعة ثم نسخ.
محمد بن عمر الحافظ البغدادي، عن إسحاق بن جعفر العلوي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل، عن سليمان بن محمد القرشي، عن إسحاق بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خمس لست بتاركهن حتى الممات: لباسي الصوف، وركوبي الحمار مؤكفا، وأكلي مع العبيد، وخصفي النعل بيدي، وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي
بالاسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول: إن شئت جعلت لك بطحآء مكة ذهبا، قال: فرفع رأسه إلى السمآء وقال: يا رب أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسألك. عمر بن محمد، عن ابن مهرويه، عن داود بن سليمان، عنه عليه السلام مثله.
بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه واله) يضحى بكبشين أملحين أقرنين.
بهذا الاسناد قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان يتختم في يمينه.
وبهذا الاسناد قال: ما شبع النبي (صلى الله عليه واله) من خبز بر ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله.
الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمد بن يحيى الصولي، عن سهل بن القاسم النوشجاني قال: قال رجل للرضا (عليه السلام): يابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن زبير أنه قال: توفي النبي (صلى الله عليه واله) وهو في تقية، فقال: أما بعد قول الله عزوجل: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فإنه أزال كل تقية بضمان الله عزوجل له وبين أمر الله، ولكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده، وأما قبل نزول هذه الآية فلعله.
المفيد، عن الحسين بن محمد التمار، عن محمد بن إسكاب، عن مصعب بن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه واله) كان إذا رأى ناشئا ترك كل شئ، وإن كان في صلاة، وقال: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه) فإن ذهب حمد الله، وإن أمطر قال: (اللهم اجعله ناشئا نافعا) والناشئ: السحاب، والمخيلة أيضا: السحابة. بيان: قوله: والناشئ إلى آخر الكلام إما كلام الشيخ، أو بعض الروات و قال الجزرى: فيه كان إذا رأى ناشئا في افق السمآء، أي سحابا لم يتكامل اجتماعه و اصطحابه.
ابن حشيش، عن أحمد، عن سليمان بن أحمد الطبراني، عن: عمرو ابن ثور، عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قال: ما شبع آل محمد (عليه السلام) ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عزوجل.
ابن مخلد، عن الخالدي، عن الحسن بن علي القطان، عن عباد ابن موسى، عن إبراهيم بن سليمان، عن عبدالله بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الارض، ويأكل على الارض، و يعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير.
حمويه بن علي، عن محمد بن محمد بن بكر الهزالي، عن الفضل بن الحباب، عن سلم، عن أبي هلال، عن بكر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب دخل على النبي (صلى الله عليه واله) وهو موقوذ - أو قال: محموم - فقال له عمر: يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك ؟ فقال: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطول، فقال عمر: يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد ؟ فقال: يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا ؟ . بيان: قال الفيروزآبادي: الموقوذ: الشديد المرض المشرف، ووقذه: صرعه، و سكنه، وغلبه، وتركه عليلا كأوقذه، وقال: الوعك: أدنى الحمى ووجعها ومغثها في البدن، وألم من شدة التعب.
علي بن حاتم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن موسى، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) مكفرا لا يشكر معروفه، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي، ومن كان أعظم معروفا من رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا الخلق ؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم.
أبي، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي، عن صالح بن راهويه، عن أبي جويد مولى الرضا عليه السلام عن الرضا (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه واله) فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول: إن الابكار من النسآء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه، وإلا أفسدته الشمس، وغيرته الريح، وإن الابكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول، وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة، فصعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما امر الله عزوجل به، فقالوا: ممن يا رسول الله ؟ فقال: من الاكفاء، فقالوا: ومن الاكفاء ؟ فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة من المقداد بن الاسود، ثم قال: أيها الناس إني زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح.
محمد بن الحسين، عن جعفر بن محمد بن يونس، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة، فقام إلى الاشائين يعني النخلتين، فقال لهم اجتمعا، فاستتر بهما النبي (صلى الله عليه واله) فقضى حاجته، ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا. بيان: قال الجوهري: الاشاء بالفتح والمد: صغار النخل.
الصدوق: عن عبدالله بن حامد، عن أحمد بن محمد بن الحسين، عن محمد بن يحيى أبي صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، أن جابر بن عبدالله قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) بمر الظهران يرعى الغنم، وإن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: عليكم بالاسود منه فإنه أطيبه، قالوا: ترعى الغنم ؟ قال: نعم وهل نبي إلا رعاها ؟
الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن سيف بن حاتم، عن رجل من ولد عمار يقال له: أبو لؤلؤه سماه عن آبائه قال: قال عمار رضي الله عنه: كنت أرعى غنيمة أهلي، وكان محمد صلى الله عليه واله يرعى أيضا، فقلت: يا محمد هل لك في فخ فإني تركتها روضة برق ؟ قال: نعم، فجئتها من الغد وقد سبقني محمد (صلى الله عليه واله) وهو قائم يذود غنمه عن الروضة قال: إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك. بيان: قال الفيروزآبادي: البرق محركة: الحمل معرب برة، وقال: الابرق: غلظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، والبرقة بالضم: غلظ، الابرق وبرق: ديار العرب تنيف على مائة منها: برقة الاثمار، والاوجال، والاجداد، وعدها إلى أن قال: والنجد، ويثرب، واليمامة، هذه برق العرب.
أبي، عن النوفلي، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله العقل فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال: ما خلقت خلقا أحب إلى منك، فأعطى الله محمدا تسعة وتسعين جزء، ثم قسم بين العباد جزء واحدا.
عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ضعفت عن الصلاة والجماع، فنزلت علي قدر من السماء، فأكلت منها فزاد في قوتي قوة أربعين رجلا في البطش والجماع.
عن الرضا، عن آبائه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كنا مع النبي (صلى الله عليه واله) في حفر الخندق إذ جاءت فاطمة ومعها كسيرة من خبز فدفعتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال النبي (صلى الله عليه واله): ما هذه الكسيرة ؟ قالت: خبزته قرصا للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسيرة، فقال النبي (صلى الله عليه واله): يا فاطمة أما إنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث. بالاسانيد الثلاثة عنه (عليه السلام) مثله.
علي بن الحكم، عن أبي المغرا، عن ابن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأكل أكل العبد، ويجلس جلوس العبد، و يعلم أنه عبد. بيان: أكل العبد: الاكل على الارض كما مر، وجلوس العبد: الجلوس على الركبتين.
أبي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وكان يأكل على الحضيض، وينام على الحضيض.
صفوان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: مرت امرأة بدوية برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يأكل وهو جالس على الحضيض، فقالت: يا محمد والله إنك لتأكل أكل العبد، وتجلس جلوسه، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): ويحك أي عبد أعبد مني ؟ قالت: فناولني لقمة من طعامك، فناولها، فقالت: لا والله إلا التي في فمك، فأخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) اللقمة من فمه فناولها، فأكلتها، قال أبوعبد الله عليه السلام: فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا . مكا: من كتاب النبوة، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله. كا: علي، عن أبيه، عن صفوان مثله (4).
روي عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الاموال، وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة، فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه، فقال: أيها الناس ردوا علي بردي، والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم، ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا، ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة، قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء.
وفي رواية اخرى: حتى انتزعت الشجرة ردائه، وخدشت الشجرة ظهره. بيان: قال الجوهري: جلوا عن أوطانهم وجلوتهم أنا، يتعدى ولا يتعدى.
أما آدابه (صلى الله عليه واله):
فقد جمعها بعض العلمآء والتقطها من الاخبار: كان النبي (صلى الله عليه واله) أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم، لم تمس يده يد امرأة لا تحل، وأسخى الناس، لا يثبت عنده دينار ولا درهم، فان فضل ولم يجد من يعطيه و يجنه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرء منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ولا يسأل شيئا إلا أعطاه، ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شئ، وكان يجلس على الارض، وينام عليها، ويأكل عليها، وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويفتح الباب، ويحلب الشاة، ويعقل البعير فيحلبها، ويطحن مع الخادم إذا أعيا، ويضع طهوره بالليل بيده، ولا يتقدمه مطرق، ولا يجلس مكتئا، ويخدم في مهنة أهله، ويقطع اللحم، وإذا جلس على الطعام جلس محقرا، وكان يلطع أصابعه، ولم يتجشأ قط، ويجيب دعوة الحر والعبد ولو على ذراع أو كراع، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها، ولا يأكل الصدقة، لا يثبت بصره في وجه أحد، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، يأكل ما حضر، ولا يرد ما وجد، لا يلبس ثوبين، يلبس بردا حبرة يمينة، وشملة جبة صوف، والغليظ من القطن والكتان، وأكثر ثيابه البياض، ويلبس العمامة، ويلبس القميص من قبل ميامنه، وكان له ثوب للجمعة خاصة، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا، وكان له عباء يفرش له حيث ما ينقل تثنى ثنيتين، يلبس خاتم فضة في خنصره الايمن، يحب البطيخ، ويكره الريح الردية: ويستاك عند الوضوء، يردف خلفه عبده أو غيره، يركب ما أمكنه من فرس أو بلغة أو حمار، ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار، ويمشي راجلا و حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة، ويشيع الجنائز، ويعود المرضى في أقصى المدينة، يجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويناولهم بيده، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، و يتألف أهل الشرف بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله، ولا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر إليه، وكان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه قرآن أو لم تجر عظة، وربما ضحك من غير قهقهة، لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس، ما شتم أحدا بشتمة ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنة، ولا لاموا أحدا إلا قال: دعوه، ولا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته، لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الاسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يغفر ويصفح، يبدأ من لقيه بالسلام، ومن رامه بحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ما أخذ أحد يده فيرسل يده حتى يرسلها، وإذا القي مسلما بدأه بالمصافحة، وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله، وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وأقبل عليه، وقال: ألك حاجة ؟ وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا، يجلس حيث ينتهى به المجلس، وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة، وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه، ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته، وكان في الرضا والغضب لا يقول: إلا حقا، وكان يأكل القثاء بالرطب و الملح، وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب، وأكثر طعامه الماء والتمر، و كان يتمجع اللبن بالتمر ويسميهما الاطيبين، وكان أحب الطعام إليه اللحم، ويأكل الثريد باللحم، وكان يحب القرع، وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده، وكان يأكل الخبز والسمن، وكان يحب من الشاة الذراع والكتف، ومن القدر الدبا، ومن الصباغ الخل، ومن التمر العجوة، ومن البقول الهندبا والباذروج والبقلة اللينة.
بيان: قوله: لا يتقدمه مطرق، أي كان أكثر الناس إطرافا إلى الارض حياء، يقال: أطرق، أي سكت ولم يكلم، وأرخى عينيه ينظر إلى الارض، والمهنة بالفتح و الكسر: الخدمة، ولطع الاصابع: لحسها ومصها بعد الطعام: والكراع كغراب من البقر والغنم: مستدق الساق. وقال الفيروزآبادي: المجيع: تمر يعجن بلبن، وتمجع: أكل التمر اليابس باللبن معا، وأكل التمر وشرب عليه اللبن.
في تواضعه وحيائه:
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته اكاف من ليف. وعن أنس بن مالك قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته.
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الارض، ويأكل على الارض ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك.
وعن أنس بن مالك قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) مر على صبيان فسلم عليهم وهو مغذ.
عن أسمآء بنت يزيد أن النبي (صلى الله عليه واله) مر بنسوة فسلم عليهن.
وعن ابن مسعود قال: أتى النبي (صلى الله عليه واله) رجل يكلمه فأرعد، فقال: هون عليك، فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد.
عن أبي ذر قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو، حتى يسأل، فطلبنا إلى النبي (صلى الله عليه واله) أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين، وكان يجلس عليه، ونجلس بجانبيه.
وسئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه واله يصنع إذا خلا ؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويصنع ما يصنع الرجل في أهله. وعنها: أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه واله الخياطة.
وعن أنس بن مالك قال: خدمت النبي (صلى الله عليه واله) تسع سنين فما أعلمه قال لي قط: هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب علي شيئا قط.
وعن أنس بن مالك قال: صحبت رسول الله (صلى الله عليه واله) عشر سنين، وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته، وكان إذا لقيه واحد من أصحابه قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه، فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذى ينزع عنه، وما أخرج ركبتيه بين جليس له قط، وما قعد إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) رجل قط فقام حتى يقوم .
وعن أنس بن مالك قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد أثرت به حاشية الردآء من شدة جبذته، ثم قال له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) فضحك وأمر له بعطآء.
عن أبي سعيد الخدري يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) حييا لا يسأل شيئا إلا أعطاه.
وعنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) أشد حيآء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا، فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .
في جوده:



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:45 PM   #3
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: النبي لا يعمل بالاجتهاد
ورد في بعض الروايات بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كان في حالة الشك أو الترديد , عند نزول الآية, وكان النبي (صلى الله عليه وآله) غير مسارع للأتيان بما أمره الله عزوجل , مع وضوح ظاهر الآية في الفور, وهذا الأمر يدل على مسائل وإشكلات..
أولها: اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله) في مقابل النص الآلهي.
الثاني: عصيان النبي (صلى الله عليه وآله) قبال ما أمره الله عزوجل!
فما هو الجواب؟

الجواب:
يمكن فهم تلك الرواية من عدة وجوه:
1- ليس هناك في الرواية ما يدل على إجتهاد الرسول (صلى الله عليه وآله) ولا معصية كما فهمت ذلك، ولا فورية في التبليغ فالآية حسب هذه الرواية بعد لم تنزل عليه، بل كل ما هناك ان جبرائيل أخبره بدنو أجله وضرورة نصب علياً (عليه السلام) للإمامة، ولم تقل الرواية ان جبرائيل نزل بنص الآية القرآنية، ولا دلالة في ذلك المقطع من الرواية على الفورية ولذلك طلب الرسول العصمة وانتظر ذلك وصعد جبرائيل دون أن يعترض بأن الأمر فوري، فمن أين فهمت الفورية؟! مع العلم ان النبي(صلى الله عليه وآله) لم يفهم الفورية، وإلاّ لما سأل العصمة وكذلك جبرائيل لم يفهم الفورية، وإلاّ لاعترض على الرسول ان هذا الأمر لا مجال فيه.
2- لو كان يفهم من تلك الرواية ان الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يعمل بالاجتهاد لما قبلنا ذلك، لما دل عليه الدليل من أنه (صلوات الله عليه وآله) لم يكن عاملاً بالاجتهاد، مثل قوله تعالى: (( وما ينطق عن الهوى ان هو إلاّ وحي يوحى )) (النحم:3،4)، وقوله تعالى: (( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي أن أتبع إلا ما يوحى إلي )) (يونس:155). ثم ان الاجتهاد يفيد الظن والنبي (صلى الله عليه وآله) قادر على معرفة الحكم على القطع والقادر على العلم لا يجوز له الرجوع إلى الظن. فهذه الرواية لو سلم أنها تدل حسب الظاهر على اجتهاد النبي (صلى الله عليه وآله) لابد من تأويلها بما ينسجم مع هذا الدليل. وكذلك دل الدليل على عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) فلابد من تأويل أي كلام يحتمل العصيان.
3- هناك من يرى ان النبي (صلى الله عليه وآله) أراد تبليغ ذلك لكن المنافقون في كل مرة يشوشون عليه ، ففي كل مرة كان ينزل جبرائيل فيها كان النبي (صلى الله عليه وآله) يحاول التبليغ لكن المنافقون يصدونه عن التبليغ [ففي حديث جابر بن سمرة ان رسول الله خطب وأشار إلى الأئمة الاثني عشر فضج الناس حتى جعل ذلك الضجيج أن لا يسمع بقية الحديث، هكذا كان يعترض على كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند حديثه عن الخلفاء متابعة من بعده]. فسبب التأخير ليس هو النبي (صلى الله عليه وآله) بل المعارضة التي تحصل من المنافقين وطلب النبي (صلى الله عليه وآله) الاستغفار في التبليغ بعدما يرى من المنافقين رغبتهم الجادة في المعارضة.
4- ان طلب الرسول للعصمة وتأخره بسببها أمر مشروع يستحق التأخير ولو لم يكن أمراً مشروعاً لما أجابه الله إلى ذلك وأعطاه العصمة.



السؤال: النبي لا يحتاج الى الاجتهاد
عفوا أطرح على حضرتكم سؤال ... نحن الشيعة نقول بعدم وقوع الاجتهاد من النبي (ص). لماذا لم يقع الاجتهاد من الرسول (ص) مع أنه معصوم والمعصوم لا يخطىء ؟
الجواب:
الاخت زينب المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان المراد من الاجتهاد الممنوع وقوعه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو العمل بالظن والتظنّي بالاحكام الشرعية، وبما ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متصل بالوحي وعنده العلم التام بالاحكام الواقعية فحينئذ لا يحتاج الى إجتهاد والى عمل بالظن





السؤال: سيرته (صلى الله عليه و آله)
ما هي سيرة الرسول ونسبه وحياته (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟
الجواب:

بالنسبة إلى نسب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مفرّة... وينتهي نسبه الشريف الى النبي إبراهيم (عليه السلام).
وبالنسبة إلى سيرته (صلى الله عليه وآله)، فننقل لكم نص ما ورده العلامة المجلسي في (البحار 16 / 195) وللمزيد راجع المصدر المذكور :باب 9 : مكارم أخلاقه وسيره وسننه (صلى الله عليه وآله) وما أدّبه الله تعالى به .
الايات : (آل عمران:159) : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين )). (الانعام:50 ): (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي )). (الاعراف:199): (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )). (التوبة:61): (( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم )). (النحل:127): (( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )). (الكهف:6): (( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )).
وقال تعالى: (( فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا * ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا )) (الكهف:22-244). (طه:2): (( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى )).
وقال تعالى: (( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آنآء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى * ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى * وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )) (طه:130-132). (الشعراء:214-220): (( وأنذر عشريك الاقربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون * وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم )). (النمل:70): (( ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون )) إلى قوله تعالى:(( فتوكل على الله إنك على الحق المبين )) (النمل:79).
وقال تعالى : (( إنما امرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وامرت أن أكون من المسلمين * وأن أتلو القرآن )) (النمل:91).
(العنكبوت:45): (( اتل ما اوحي إليك من الكتاب وأقم الصلوة إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )).
(الروم:60): (( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )). (الاحزاب:48) : (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا )).
(فاطر:8): (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون )).
(يس:69): (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )) إلى قوله تعالى:(( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون )) (يس:76) .
ثم يذكر مجموعة من الآيات النازلة في حقه (صلى الله عليه وآله). تفسير : قال الطبرسي رحمه الله : (فبما رحمة) ما زائدة (من الله لنت لهم) أي أن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين (ولو كنت فظا) أي جافيا سئ الخلق (غليظ القلب) أي قاسي الفؤاد ، غير ذي رحمة (لانفضوا من حولك) لتفرق أصحابك عنك ، (فاعف عنهم) ما بينك وبينهم (واستغفر لهم) ما بينهم وبيني (وشاورهم في الامر) أي استخراج آرائهم ، واعلم ما عندهم ، واختلف في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي على أقوال :
أحدها: أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم ، والتألف لهم ، والرفع من أقدارهم .
وثانيها: أن ذلك ليقتدي به امته في المشاورة ، ولا يرونها نقيصة ، كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم .
وثالثها: أن ذلك لامرين : لاجلال أصحابه ، وليقتدي امته به في ذلك .
ورابعها: أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ، ليتميز الناصح من الغاش .
وخامسها: أن ذلك في أمور الدنيا، ومكائد الحرب، ولقاء العدو، وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم. (فإذا عزمت) أي فإذا عقدت قلبك على الفعل وإمضائه، ورووا عن جعفر بن محمد، وعن جابر بن يزيد (فإذا عزمت) بالضم، فالمعنى إذا عزمت لك و وفقتك وأرشدتك (فتوكل على الله) أي فاعتمد على الله، وثق به، وفوض أمرك إليه، وفي هذه الآية دلالة على تخصيص نبينا (صلى الله عليه واله) بمكارم الاخلاق، ومحاسن الافعال، ومن عجيب أمره أنه كان أجمع الناس لدواعي الترفع، ثم كان أدناهم إلى التواضع، و ذلك أنه (صلى الله عليه واله) كان أوسط الناس نسبا، وأوفرهم حسبا، وأسخاهم وأشجعهم وأزكاهم و أفصحهم، وهذه كلها من دواعي الترفع، ثم كان من تواضعه أنه كان يرقع الثوب، ويخصف النعل، ويركب الحمار، ويعلف الناضح، ويجيب دعوة المملوك، ويجلس في الارض، ويأكل في الارض، وكان يدعو إلى الله من غير زبر ولا كهر ولا زجر، ولقد أحسن من مدحه في قوله .

فما حملت من ناقة فوق ظهرها ***** أبر وأوفى ذمة من محمد

وفي قوله تعالى : (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله )) أي خزائن رحمته، أو مقدوراته، أو أرزاق الخلائق (ولا أعلم الغيب) الذي يختص الله تعالى بعلمه، وإنما أعلم ما علمني (ولا أقول لكم إني ملك) أي لا أقدر على ما يقدر عليه الملك، فاشاهد من أمر الله وغيبه ما تشاهده الملائكة (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) يريد ما أخبركم إلا بما أنزل الله إلي.
أقول : الحاصل أني لا أقدر أن آتيكم بمعجزة وآية إلا بما أقدرني الله عليه ، و أذن لي فيه ، ولا أعلم شيئا إلا بتعليمه تعالى ، ولا أعلم شيئا من قبل نفسي إلا بإلهام أو وحي منه تعالى ، ولا أقول : إني مبرأ من الصفات البشرية من الاكل والشرب وغير ذلك .
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : (( خذ العفو )) أي ما عفا من أموال الناس، أي ما فضل من النفقة، فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأخذ الفضل من أموالهم ليس فيها شئ موقت، ثم نزلت آية الزكاة فصار منسوخا بها، وقيل: معناه خذ العفو من أخلاق الناس، واقبل الميسور منها، وقيل: هو العفو في قبول العذر من المعتذر، وترك المؤاخذة بالاساءة (وأمر بالعرف) يعني بالمعروف، وهو كل ما حسن في العقل فعله أو الشرع (وأعرض عن الجاهلين) أي أعرض عنهم عند قيام الحجة عليهم، والاياس من قبولهم، ولا تقابلهم بالسفه صيانة لقدرك. وفي قوله تعالى : (( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن )) أي يستمع إلى ما يقال له ويصغى إليه ويقبله (قل اذن خير لكم) أي يستمع إلى ما هو خير لكم وهو الوحي، أو هو يسمع الخير ويعمل به ومنهم من قرأ : (اذن خير لكم) بالرفع والتنوين فيهما، فالمعنى أن كونه اذنا أصلح لكم، لانه يقبل عذركم، ويستمع إليكم، ولو لم يقبل عذركم لكان شرا لكم، فكيف تعيبونه بما هو أصلح لكم؟ (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) أي لا يضره كونه اذنا فإنه اذن خير فلا يقبل إلا الخير الصادق من الله، و يصدق المؤمنين أيضا فيما يخبرونه، ويقبل منهم، دون المنافقين، وقيل : (يؤمن للمؤمنين) أي يؤمنهم فيما يلقي إليهم من الامان (ورحمة للذين آمنوا منكم) أي وهو رحمة لهم لانهم إنما نالوا الايمان بهدايته ودعائه إياهم. وفي قوله تعالى: (( واصبر )): أى فيما تبلغه من الرسالة، وفيما تلقاه من الاذى (وما صبرك إلا بالله) أى بتوفيقه وتيسيره وترغيبه فيه (ولا تحزن عليهم ) أى على المشركين في إعراضهم عنك، فإنه يكون الظفر والنصرة لك عليهم، ولا عتب عليك في إعراضهم (ولا تك في ضيق مما يمكرون) أى لا يكن صدرك في ضيق من مكرهم بك وبأصحابك، فإن الله يرد كيدهم في نحورهم. وفي قوله : (( فعلك باخع نفسك على آثارهم )) أي مهلك وقاتل نفسك على آثار قومك الذين قالوا: (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا)، تمردا منهم على ربهم (إن لم يؤمنوا بهذا الحديث) أي القرآن (أسفا) أي حزنا وتلهفا. وفي قوله تعالى: (( فلا تمار فيهم )) أي فلا تجادل الخائضين في أمر الفتية وعددهم (إلا مرآء ظاهرا) أي إلا بما أظهرنا لك من أمرهم، أي إلا بحجة ودلالة وإخبار من الله سبحانه أو الامرآء يشهده الناس ويحضرونه، فلو أخبرتهم في غير مرأى من الناس لكذبوا عليك، ولبسوا على الضعفة، فادعوا أنهم كانوا يعرفونه، لان ذلك من غوامض علومهم (ولا تستفت فيهم منهم أحدا) أي لا تستخبر في أهل الكهف وعددهم من أهل الكتاب أحدا والخطاب له (صلى الله عليه وآله) والمراد غيره ( ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) فيه وجهان :
أحدهما: أنه نهي من الله سبحانه لنبيه (صلى الله عليه واله) أن يقول: إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشية الله تعالى، فيقول: إن شاء الله تعالى، وفيه إضمار القول.
وثانيهما: أن قوله: (( أن يشآء الله )) بمعنى المصدر، وتقديره : ولا تقولن إني فاعل شيئا غدا إلا بمشية الله، والمعنى لا تقل: إني أفعل إلا ما يشآء الله ويريده من الطاعات.
(( واذكر ربك إذا نسيت )) أي إذا نسيت الاستثنآء ثم تذكرت فقل : إن شآء الله، وإن كان بعد يوم أو شهر أو سنة، وقد روي ذلك عن أئمتنا (عليهم السلام)، ويمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذا استثنى بعد النسيان فإنه يحصل له ثواب المستثني من غير أن يؤثر الاستثنآء بعد انفصال الكلام في الكلام، وفي إبطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين، وقيل : معناه واذكر ربك إذا غضبت بالاستغفار ليزول عنك الغضب، وقيل : إنه أمر بالانقطاع إلى الله تعالى، ومعناه واذكر ربك إذا نسيت شيئا بك إليه حاجة يذكره (بحار الانوار مجلد: 16 من ص 201 سطر 19 الى ص 209 سطر 18) لك، وقيل : المراد به الصلاة، والمعنى إذا نسيت صلاة فصلها إذ ذكرتها. أقول: يحتمل أن يكون الخطاب متوجها إليه صلى الله عليه واله والمراد به غيره ، ويمكن أن يكون المراد بالنسيان الترك ، وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى . ثم قال في قوله: (( وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا ))أي قل: عسى أن يعطيني ربي من الآيات والدلالات على النبوة ما يكون أقرب إلى الرشد وأدل من قصة أصحاب الكهف .
قوله تعالى: (( طه )) ذهب أكثر المفسرين إلى أن معناه يا رجل بلسان الحبشية أو النبطية، وقيل: هو من أسماء النبي (صلى الله عليه واله) .
وقال الطبرسي: روي عن الحسن أنه قرأ (طه) بفتح الطاء وسكون الهاء، فإن صح فأصله (طأ) فابدل من الهمزة هآء، ومعناه طأ الارض بقدميك جميعا، فقد روي أن النبي صلى الله عليه واله كان يرفع إحدى رجليه في الصلاة ليزيد تعبه، فأنزل الله : (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فوضعها، وروي ذلك عن أبي عبدالله (عليه السلام)، وقال قتادة : كان يصلي الليل كله ويعلق صدره بحبل حتى لا يغلبه النوم، فأمره الله سبحانه أن يخفف عن نفسه، وذكر أنه ما أنزل عليه الوحي ليتعب كل هذا التعب.
قوله تعالى: (( ما أنزلنا عليك القران لتشقى )) قال البيضاوي: ما أنزلناه عليك لتتعب بفرط تأسفك على كفر قريس، إذ ما عليك إلا أن تبلغ، أو بكثرة الرياضة وكثرة التهجد والقيام على ساق، والشقآء شائع بمعنى التعب، وقيل : رد وتكذيب للكفرة، فإنهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا : إنك لتشقى بترك ديننا، وإن القرآن انزل عليك لتشقى به (إلا تذكرة) لكن تذكيرا، وانتصابه على الاستثناء المنقطع (لمن يخشى) لمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالانذار، أو لمن علم الله منه أنه يخشى بالتخويف منه، فإنه المنتفع به.
قوله تعالى: (( وسبح بحمد ربك )) قيل: أي وصل وأنت حامد لربك على هدايته وتوفيقه، أو نزهه عن الشرك وعن سائر ما يضيفون إليه من النقائص حامدا له على ما ميزك بالهدى، معترفا بأنه المولى للنعم كلها (قبل طلوع الشمس) يعني الفجر (وقبل غروبها) يعني الظهر والعصر، لانهما في آخر النهار، أو العصر وحده (ومن آناء الليل) ساعاته (فسبح) يعني المغرب والعشآء، وقيل: صلاة الليل (وأطراف النهار) تكرير لصلاتي الصبح والمغرب، إرادة الاختصاص، أو أمر بصلاة الظهر، فإنه نهاية النصف الاول من النهار، وبداية النصف الاخير (لعلك ترضى) أي سبح في هذه الاوقات طمعا أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك (ولا تمدن عينيك) أي نظر عينيك (إلى ما متعنا به) استحسانا وتمنيا أن يكون لك مثله (أزواجا منهم) أصنافا من الكفرة (زهرة الحيوة الدنيا) الزهرة : الزينة والبهجة، منصوب بمحذوف دل عليه (متعنا) أو به على تضمينه معنى أعطينا (لنفتنهم فيه) أي لنبلوهم ونختبرهم فيه، أو لنعذبهم في الآخرة بسببه (ورزق ربك) وما ادخره لك في الآخرة، أو ما رزقك من الهدى والنبوة (خير) مما منحهم في الدنيا (وأبقى) فإنه لا ينقطع.
(( وأمر أهلك بالصلاة )) قال الطبرسي: أي أهل بيتك وأهل دينك بالصلوة، روى أبوسعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأتي باب فاطمة وعلي تسعة أشهر وقت كل صلاة فيقول: الصلاة يرحمكم الله، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. ورواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام وعن غيرهم، مثل أبي بردة، وأبي رافع. وقال أبوجعفر (عليه السلام): أمره الله تعالى أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لاهله عند الله منزلة ليست للناس، فأمرهم مع الناس عامة، وأمرهم خاصة.
(( واصطبر عليها )) أي وأصبر على فعلها وعلى أمرهم بها (لا نسألك رزقا) لخلقنا ولا لنفسك، بل كلفناك للعبادة وأداء الرسالة، وضمنا رزق جميع العباد (نحن نرزقك) الخطاب للنبي صلى الله عليه واله، والمراد به جميع الخلق، أى نرزق جميعهم ولا نسترزقهم (والعاقبة للتقوى) أى العاقبة المحمودة لاهل التقوى . قوله تعالى: (( واخفض جناحك )) أي لين جانبك لهم، مستعار من خفض الطائر جناحه: إذا أراد أن ينحط (الذى يراك حين تقوم) أي إلى التهجد، أو للانذار (وتقلبك في الساجدين) أى ترددك في تصفح أحوال المتهجدين، كما روي أنه صلى الله عليه واله لما نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصا على كثرة طاعاتهم، فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع من دندنتهم بذكر الله والتلاوة، أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذا أمهم .
قال الطبرسي : وقيل معناه وتقلبك في أصلاب الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا، وهو المروى عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام )، قالا : في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح، من لدن آدم.
قوله تعالى: (( إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) أى سبب للانتهاء عن المعاصي حال الاشتغال بها وغيرها، من حيث أنها تذكر الله وتورث للنفس خشية منه، أو الصلاة الكاملة هي التي تكون كذلك، فإن لم تكن كذلك فكأنها ليست بصلاة، كما روى الطبرسي مرسلا عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من أحب أن يعلم أقبلت صلاته أم لم تقبل؟ فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر، فبقدر ما منعته قبلت منه ( ولذكرالله أكبر) أى ذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته، أو ذكر العبد لله في جميع الاحوال أكبر الطاعات، أو أكبر في النهي عن الفحشآء والمنكر، وسيأتي لها في كتاب الامامة تأويلات اخر. قوله تعالى: (( فاصبر )) أى على أذاهم (إن وعد الله) بنصرتك وإظهار دينك على الدين كله (حق ولا يستخفنك) أى ولا يحملنك على الخفة والقلق (الذين لا يوقنون) بتكذيبهم.
قوله تعالى: (( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا )) على سائر الامم (ولا تطع الكافرين والمنافقين) تهييج له على ما هو عليه من مخالفتهم (ودع أذاهم) أى إيذاءهم إياك، ولا تحتفل به، أو إيذاءك إياهم مجازاة ومؤاخذة على كفرهم، و لذلك قيل: إنه منسوخ (وكفى بالله وكيلا) موكولا إليه الامر في الاحوال كلها.
قوله تعالى: (( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )) أى فلا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيهم وإصرارهم على التكذيب. (إن الله عليم بما يصنعون) فيجازيهم عليه.
قوله تعالى: (( وما علمناه الشعر )) قال البيضاوى: رد لقولهم: إن محمدا شاعر، أى ما علمناه الشعر بتعليم القرآن، فإنه غير مقفى ولا موزون، وليس معناه ما يتوخاه الشعراء من التخييلات المرغبة والمنفرة (وما ينبغي له) وما يصح له الشعر ولا يتأتى له إن أراد قرضه على ما اختبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة، وقوله:

أنا النبي لا كذب ***** أنا ابن عبدالمطلب
وقوله:
هل أنت إلا أصبع دميت ***** وفي سبيل الله ما لقيت
اتفاقي من غير تكلف وقصد منه إلى ذلك، وقد يقع مثله كثيرا في تضاعيف المنثورات، على أن الخليل ما عد المشطور من الرجز شعرا، وروي أنه حرك البائين، و كسر التاء الاولى بلا إشباع، وسكن الثانية، وقيل : الضمير للقرآن أى وما يصح للقرآن أن يكون شعرا .
وفي قوله تعالى: (( واستغفر لذنبك )) : وأقبل على أمر دينك وتدارك فرطاتك بترك الاولى والاهتمام بأمر العدى بالاستغفار، فإنه تعالى كافيك في النصر وإظهار الامر (وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار) : ودم على التسبيح والتحميد لربك، وقيل: صل لهذين الوقتين، إذ كان الواجب بمكة ركعتان بكرة، وركعتان عشآء. وفي قوله تعالى: (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة )) : أي في الجزاء وحسن العاقبة (إدفع) أي السيئة حيث اعترضتك (بالتي هي أحسن) منها وهي الحسنة، أو بأحسن ما يمكن رفعها به من الحسنات (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) أي إذا فعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق (وما يلقاها) أي هذه السجية وهي مقابلة الاساءة بالاحسان (إلا الذين صبروا ) فإنها تحبس النفس عن الانتقام (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) من الخير وكمال النفس، وقيل: الحظ العظيم: الجنة (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) أي نخس، شبه به وسوسته لانها بعث على ما لا ينبغي كالدفع بما هو أسوء (فاستعذ بالله) من شره ولا تطعه (إنه هو السميع ) لاستعاذتك (العليم) بنيتك أو بصلاحك.
وفي قوله تعالى: (( وقيله )) : عطف على (الساعة) أي وقول الرسول (فاصفح عنهم) فأعرض عن دعوتهم آيسا عن إيمانهم (وقل سلام) تسلم منكم ومتاركة (فسوف يعلمون) تسلية للرسول، وتهديد لهم.
وفي قوله تعالى: (( ولا تستعجل لهم )) : أي لكفار قريش بالعذاب فإنه نازل بهم في وقته لا محالة (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار) استقصروا من هو له مدة لبثهم في الدنيا حتى يحسبونها ساعة (بلاغ) أى هذا الذي وعظتم به، أو هذه السورة كفاية، أو تبليغ من الرسول (صلى الله عليه واله).
قوله تعالى: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) قال الطبرسي رحمه الله: أي أقم على هذا العلم، واثبت عليه، وقيل: يتعلق بما قبله، أي إذا جاءتهم الساعة فاعلم أنه لا إله إلا الله، أي يبطل الممالك عند ذلك فلا ملك ولا حكم لاحد إلا الله، وقيل: إن هذا إخبار بموته، أي فاعلم أن الحي الذي لا يموت هو الله وحده، وقيل: إنه صلى الله عليه واله كان ضيق الصدر من أذى قومه فقيل له: فاعلم أنه لا كاشف لذلك إلا الله (واستغفر لذنبك) الخطاب له والمراد به الامة، وقيل: المراد به الانقطاع إلى الله تعالى، فإن الاستغفار عبادة يستحق به الثواب. (والله يعلم متقلبكم ومثواكم) أي متصرفكم في أعمالكم في الدنيا، ومصيركم في الآخرة إلى الجنة أو إلى النار، وقيل: متقلبكم في أصلاب الآبآء إلى أرحام الامهات، (ومثواكم) أي مقامكم في الارض، وقيل: متقلبكم من ظهر إلى بطن، ومثواكم في القبور، وقيل: متصرفكم بالنهار، ومضجعكم بالليل.
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( وسبح بحمد ربك )) : أي نزهه عن العجز عما يمكن، والوصف بما يوجب التشبيه، حامدا له على ما أنعم عليك من إصابة الحق وغيرها (قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) يعني الفجر والعصر (ومن آناء الليل فسبحه) أي وسبحه بعض الليل (وأدبار السجود) وأعقاب الصلاة، وقيل: المراد بالتسبيح الصلاة، فالصلاة قبل الطلوع الصبح، وقبل الغروب الظهر والعصر، ومن الليل العشآء آن والتهجد، وأدبار السجود النوافل بعد المكتوبات، وقيل: الوتر بعد العشاء.
وقال الطبرسي رحمه الله: (وأدبار السجود) فيه أقوال:
أحدها: أن المراد به الركعتان بعد المغرب (وإدبار النجوم) الركعتان قبل الفجر عن علي والحسن بن علي (عليهم السلام).
وثانيها: أنه التسبيح بعد كل صلاة.
وثالثها: أنه النوافل بعد المفروضات.
ورابعها: أنه الوتر من آخر الليل، وروي ذلك عن أبي عبدالله (عليه السلام).
قوله تعالى: (( وما أنت عليهم بجبار )) قال البيضاوي: أي بمسلط تقسرهم على الايمان، أو تفعل بهم ما تريد، وإنما أنت داع.
وفي قوله تعالى: (( واصبرك لحكم ربك )) : بإمهالهم وإبقائك في عنائهم (فإنك بأعيننا) في حفظنا بحيث نراك ونكلاك (وسبح بحمد ربك حين تقوم) عن أي مكان قمت، أو من منامك، أو إلى الصلاة (( ومن الليل فسبحه )) فإن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد عن الرئاء (وإدبار النجوم) وإذا أدبرت النجوم من آخر الليل.
وقال الطبرسي رحمه الله: يعني الركعتين قبل صلاة الفجر وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله ع(ليهما السلام).
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( ن )) : من أسمآء الحروف، وقيل: اسم الحوت والمراد به الجنس أو اليهموت وهو الذي عليه الارض، أو الدواة، فإن بعض الحيتان يستخرج منه شئ أسود يكتب به.
وقال الطبرسي: روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه واله قال: هو نهر في الجنة قال الله له: كن مدادا فجمد، وكان أبيض من اللبن، وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وهو كائن إلى يوم القيامة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام).
(( والقلم )) قال البيضاوي: هو الذي خط اللوح، أو الذي يخط به، أقسم به لكثرة فوائده (وما يسطرون) وما يكتبون، والضمير للقلم بالمعنى الاول على التعظيم، أو بالمعنى الثاني على إرادة الجنس، وإسناد الفعل إلى الآلة وإجرائه مجرى اولي العلم لاقامته مقامه، أو لاصحابه، أو للحفظة، وما مصدرية أو موصولة (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) جواب القسم، والمعنى ما أنت بمجنون منعما عليك بالنبوة وحصافة الرأي (وإن لك لاجرا) على الاحتمال أو الابلاغ (غير ممنون) مقطوع، أو ممنون به عليك من الناس، فإنه تعالى يعطيك بلا توسط (وإنك لعلى خلق عظيم) إذ تحتمل من قومك ما لا يحتمله أمثالك (فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون) أيكم الذي فتن بالجنون، والباء مزيدة، أو بأيكم الجنون، على أن (المفتون) مصدر، أو بأي الفريقين منكم الجنون ؟ أبفريق المؤمنين، أو بفريق الكافرين ؟ أي في أيهما من يستحق هذا الاسم (فاصبر لحكم ربك) وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم (ولا تكن كصاحب الحوت) يونس (إذ نادى) في بطن الحوت (وهو مكظوم) مملو غيظا في الضجرة فتبتلى ببلائه.
وقال الطبرسي رحمه الله: (إنك لعلى خلق عظيم) أي على دين عظيم، وقيل: معناه إنك متخلق بأخلاق الاسلام، وعلى طبع كريم، وقيل: سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الاخلاق فيه، ويعضده ما روي عنه (صلى الله عليه واله) أنه قال: (إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)، وقال (صلى الله عليه واله): (أدبني ربي فأحسن تأديبي)
وقال: وأخبرني السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني، عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن الضحاك بن مزاحم قال: لما رأت قريش تقديم النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام وإعظامه له نالوا من علي (عليه السلام)، وقالوا: قد افتتن به محمد صلى الله عليه واله، فأنزل الله تعالى (ن والقلم وما يسطرون) قسم أقسم الله به (ما أنت) يا محمد (بنعمة ربك بمجنون * وإنك لعلى خلق عظيم) يعني القرآن إلى قوله: (بمن ضل عن سبيله) وهم النفر الذين قالوا ما قالوا (وهو أعلم بالمهتدين) علي ابن أبي طالب (عليه السلام).
وقال البيضاوي في قوله تعالى: (( ملتحدا )) أي منحرفا وملتجئا (إلا بلاغا من الله) استثناء من قوله: (لا أملك) فإن التبليغ إرشاد وإنفاع، أو من (ملتحدا) و (رسالاته) عطف على (بلاغا من الله).
(( ومن يعص الله ورسوله )) في الامر بالتوحيد، إذ الكلام فيه (حتى إذا رأوا ما يوعدون) في الدنيا كوقعة بدر أو في الآخرة (قل إن أدري) أي ما أدري (أم يجعل له ربي أمدا) غاية يطول مدتها، كأنه لما سمع المشركون (حتى إذا رأوا ما يوعدون) قالوا: متى يكون ؟ إنكارا، قيل: قل: إنه كائن لا محالة، ولكن لا أدري وقته (فلا يظهر) فلا يطلع (على غيبه أحدا) أي على الغيب المخصوص به علمه (إلا من ارتضى)يعلم بعضه حتى يكون له معجزة (من رسول) بيان (من).
(( فإنه يسلك من بين يديه )) من بين يدي المرتضى (ومن خلفه رصدا) حرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف الشياطين وتخاليطهم (ليعلم أن قد أبلغوا) أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل والملائكة النازلون بالوحي، أو ليعلم الله أن أبلغ الانبياء بمعنى ليتعلق علمه به موجودا (رسالات ربهم) كما هي محروسة عن عن التغيير (وأحاط بما لديهم) بما عند الرسل (وأحصى كل شئ عددا) حتى القطر والرمل .
وفي قوله تعالى: (( يا أيها المزمل * قم الليل... )) أي قم إلى الصلاة، أو داوم عليها (إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه) الاستثناء من (الليل) و (نصفه) بدل من (قليلا) وقلته بالنسبة إلى الكل، والتخيير بين قيام النصف والزائد عليه كالثلثين، والناقص عنه كالثلث، أو (نصفه) بدل من (الليل)والاستثناء منه، والضمير في (منه) و (عليه) للاقل من النصف كالثلث، فيكون التخيير بينه وبين الاقل منه كالربع، والاكثر منه كالنصف، أو للنصف، والتخيير بين أن يقوم أقل منه على البت، وأن يختار أحد الامرين من الاقل والاكثر، أو الاستثناء من أعداد الليل، فإنه عام، والتخيير بين قيام النصف و الناقص عنه والزائد عليه (ورتل القرآن ترتيلا) اقرأه على تؤدة وتبيين حروف بحيث يتمكن السامع من عدها (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) يعني القرآن. فإنه لما فيه من التكاليف الشاقة ثقيل على المكلفين، أو رصين لرزانة لفظه ومتانة معناه، أو ثقيل على المتأمل فيه لافتقاره إلى مزيد تصفية للسر، وتحديد للنظر، أو ثقيل في الميزان، أو على الكفار والفجار، أو ثقيل تلقيه لقول عائشة: رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه، وإن جبينه ليرفض عرقا (إن ناشئة الليل) إن النفس التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة، من نشأ من مكانه: إذا نهض، أو قيام الليل على أن الناشئة له، أو العبادة التي تنشأ بالليل، أي تحدث، أو ساعات الليل، فإنها تحدث واحدة بعد اخرى، أو ساعاتها الاول من نشأت: إذا ابتدأت (هي أشد وطأ) أى كلفة، أو ثبات قدم (وأقوم قيلا) وأسد مقالا، أو أثبت قراءة لحضور القلب، وهدوء الاصوات (إن لك في النهار سبحا طويلا) تقلبا في مهامك واشتغالا بها، فعليك بالتهجد، فإن مناجات الحق تستدعي فراغا (واذكر اسم ربك) ودم على ذكره ليلا ونهارا (وتبتل إليه تبتيلا) وانقطع إليه بالعبادة، وجرد نفسك عما سواه (رب المشرق والمغرب) خبر محذوف، أو مبتدأ خبره (لا إله إلا هو).
(( فاتخذه وكيلا )) مسبب عن التهليلة، فإن توحده بالالوهية يقتضي أن توكل إليه الامور (واصبر على ما يقولون) من الخرافات (واهجرهم هجرا جميلا) بأن تجانبهم وتداريهم ولا تكافيهم، وتكل أمرهم إلى الله كما قال: (وذرني والمكذبين) دعني وإياهم، وكل إلي أمرهم (اولي النعمة) أرباب التنعم، يريد صناديد قريش (ومهلهم قليلا) زمانا أو إمهالا (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه) استعار الادنى للاقل، لان الاقرب إلى الشئ أقل بعدا منه، و (نصفه) و (ثلثه) عطف على (أدنى).
(وطائفة من الذين معك) ويقوم ذلك جماعة من أصحابك (والله يقدر الليل والنهار) لا يعلم مقادير ساعاتهما كما هي إلا الله (علم أن لن تحصوه) أي لن تحصوا تقدير الاوقات، ولن تستطيعوا ضبط الساعات (فتاب عليكم) بالترخيص في ترك القيام المقدور، ورفع التبعة فيه (فاقرؤا ما تيسر من القرآن) فصلوا ما تيسر عليكم من صلاة الليل، عبر عن الصلاة بالقراءة كما عبر عنها بسائر أركانها، قيل: كان التهجد واجبا على التخيير المذكور، فعسر عليهم القيام به فسنخ به، ثم نسخ هذا بالصلوات الخمس، أو فاقرؤا القرآن بعينه كيفما تيسر عليهم (علم أن سيكون منكم مرضى) استيناف يبين حكمة اخرى مقتضية للترخيص والتخفيف، ولذلك كرر الحكم مرتبا عليه، وقال: (وآخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله) والضرب في الارض: ابتغآء للفضل، أو المسافرة للتجارة، وتحصيل العلم .
(( يا أيها المدثر )) أي المتدثر، وهو لابس الدثار، وسيأتي القول فيه (قم) من مضجعك، أو قم قيام عزم وجد (فأنذر) مطلق للتعميم، أو مقدر بمفعول دل عليه قوله: (وأنذر عشيرتك الاقربين).
(( وربك فكبر )) وخصص ربك بالتكبير وهو وصفه بالكبرياء عقدا وقولا (و ثيابك فطهر) من النجاسات فإن التطهير واجب في الصلاة، محبوب في غيرها، وذلك بغسلها أو بحفظها عن النجاسة كتقصيرها مخافة جر الذيول فيها، وهو أول ما امر به من رفض العادات المذمومة، أو طهر نفسك من الاخلاق والافعال الذميمة أو فطهر دثار النبوة عما يدنسه من الحقد والضجر وقلة الصبر (والرجز فاهجر) واهجر العذاب بالثبات على هجر ما يؤدي إليه من الشرك وغيره من القبائح (ولا تمنن تستكثر) ولا تعط مستكثرا، نهي عن الاستغزاز، وهو أن يهب شيئا طامعا في عوض أكثر، نهي تنزيه، أو نهيا خاصا به (صلى الله عليه واله)، أو لا تمنن على الله بعبادتك مستكثرا إياها، أو على الناس بالتبليغ مستكثرا به الاجر منهم، أو مستكثرا إياه (ولربك) ولوجهه أو أمره (فاصبر) فاستعمل الصبر، أو فاصبر على مشاق التكاليف وأذى المشركين.
وفي قوله تعالى: (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) أي كل واحد من مرتكب الاثم، الداعي لك إليه، ومن الغالي في الكفر الداعي إليه (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) أي وداوم على ذكره، أو دم على صلاة الفجر والظهر والعصر، فإن الاصيل يتناول وقتيهما (ومن الليل فاسجد له) وبعض الليل فصل له، ولعل المراد به صلاة المغرب والعشآء (وسبحه ليلا طويلا) وتهجد له طائفة طويلة من الليل.
لى: أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: جآء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد بلي ثوبه، فحمل إليه اثنى عشر درهما، فقال: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه، قال علي (عليه السلام): فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثنى عشر درهما، وجئت به إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فنظر إليه فقال: يا علي غير هذا أحب إلي، أترى صاحبه يقيلنا ؟ فقلت: لا أدري، فقال: انظر، فجئت إلى صاحبه فقلت: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد كره هذا يريد ثوبا دونه فأقلنا فيه، فرد علي الدراهم، وجئت به. إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): ما شأنك ؟ قالت: يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لاشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجسر أن أرجع إليهم، فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه واله) أربعة دراهم، وقال: ارجعي إلى أهلك، ومضى رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم، ولبسه وحمد الله، وخرج فرأى رجلا عريانا يقول: من كساني كساه الله من ثياب الجنة، فخلع رسول الله (صلى الله عليه واله) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل، ثم رجع إلى السوق فاشترى بالاربعة التي بقيت قميصا آخر، فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله، وإذا الجارية قاعدة على الطريق، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما لك لا تأتين أهلك ؟ قالت: يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): مري بين يدي ودليني على أهلك، فجآء رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى وقف على باب دارهم، ثم قال: السلام عليكم يا أهل الدار، فلم يجيبوه، فأعاد السلام فلم يجيبوه، فأعاد السلام فقالوا: عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال لهم: ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني ؟ قالوا: يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن تستكثر منه، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها، فقالوا: يا رسول الله هي حرة لممشاك، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): الحمد لله، ما رأيت اثنى عشر درهما أعظم بركة من هذه، كسى الله بها عريانين، وأعتق بها نسمة
لى: ابن الوليد، عن الصفار، عن عبدالله بن الصلت، عن يونس، عن ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): خمس لا أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان، لتكون سنة من بعدي
ن، ع: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن علي بن الحسن ابن فضال، عن محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) مثله. ل: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وصفوان معا عن الحسين بن مصعب، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام) مثله
بيان: الاكل على الحضيض: الاكل على الارض من غير أن يكون خوان، قال الجوهري: والحضيض: القرار من الارض عند منقطع الجبل، وفي الحديث (إنه اهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) هدية فلم يجد شيئا يضعه عليه، فقال: ضعه بالحضيض، فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد) يعني بالارض. وقال الفيروزآبادي: إكاف الحمار ككتاب وغراب ووكافه: برذعته، والاكاف: صانعه، وآكف الحمار إيكافا وأكفه تأكيفا: شده عليه. أقول: سيأتي شرح الخبر بتمامه في كتاب الآداب والسنن إن شاء الله تعالى.
لى: العطار، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العيض بن القاسم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): حديث يروى عن أبيك (عليه السلام) أنه قال: ما شبع رسول الله (صلى الله عليه واله) من خبز بر قط، أهو صحيح ؟ فقال: لا، ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط
لى: ابن إدريس، عن ابن عيسى، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن يهوديا كان له على رسول الله (صلى الله عليه واله) دنانير فتقاضاه فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك فقال: فإني لا افارقك يا محمد حتى تقضيني، فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشآء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) يتهددونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله صلى الله عليه واله إليهم فقال: ما الذي تصنعون به ؟ فقالوا يا رسول الله يهودي يحبسك ؟ فقال صلى الله عليه واله: لم يبعثني ربي عزوجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره، فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لانظر إلى نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبدالله مولده بمكة ومهاجره بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب، ولا متزين بالفحش، ولا قول الخنآء، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله (صلى الله عليه واله)، وهذا مالي، فاحكم فيه بما أنزل الله، وكان اليهودي كثير المال، ثم قال (عليه السلام): كان فراش رسول الله صلى الله عليه واله عباءة، وكانت مرفقته أدم حشوها ليف، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلاة، فأمر عليه السلام أن يجعل بطاق واحد. بيان: قال الجزري: فيه من قتل معاهدا لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، يجوز أن يكون بكسر الهآء وفتحها على الفاعل والمفعول، وهو في الحديث بالفتح أشهر وأكثر، والمعاهد: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما، وقال: الشطر: النصف. وقال الجوهري: طيبة على وزن شيبة: اسم مدينة الرسول صلى الله عليه واله، والصخب بالصاد وبالسين: الضجة، واضطراب الاصوات للخصام. قوله عليه السلام: ولا متزين، في بعض النسخ بالزآء المعجمة، أي لم يجعل الفحش زينة كما يتخذه اللئام، وفي بعضها بالرآء أي لا يدنس نفسه بذلك. والخنآء أيضا الفحش في القول، والمرفقة بالكسر: الوسادة
فس: أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) في بيت ام سلمة في ليلتها، ففقدته من الفراش، فدخلها في ذلك ما يدخل النسآء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت (بحار الانوار مجلد: 16 من ص 217 سطر 19 الى ص 225 سطر 18) قائم رافع يديه يبكي وهو يقول: (اللهم لا تنزع مني اللهم لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا أبدا، اللهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا، اللهم ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبدا) قال: فانصرفت ام سلمة تبكي حتى انصرف رسول الله (صلى الله عليه واله) لبكائها فقال لها: ما يبكيك يا ام سلمة ؟ فقالت: بأبي أنت وامي يا رسول الله ولم لا أبكي وأنت بالمكان الذي أنت به من الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تسأله أن لا يشمت بك عدوا أبدا، وأن لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا، وأن لا ينزع منك صالحا أعطاك أبدا، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبدا ؟ فقال: يا ام سلمة وما يؤمنني ؟ وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان
ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: جاء إلى النبي (صلى الله عليه واله) سائل يسأله، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): هل من أحد عنده سلف ؟ فقام رجل من الانصار من بني الجبلى فقال: عندي يا رسول الله، قال: فأعط هذا السائل أربعة أوساق تمر، قال: فأعطاه، قال: ثم جآء الانصاري بعد إلى النبي (صلى الله عليه واله) يتقاضاه فقال له: يكون إن شآء الله ثم عاد إليه فقال: يكون إن شآء الله، ثم عاد إليه الثالثة فقال: يكون إنشآء الله، فقال: قد أكثرت يا رسول الله من قول: يكون إن شآء الله، قال: فضحك رسول الله، وقال: هل من رجل عنده سلف ؟ قال: فقام رجل فقال له: عندي يا رسول الله، قال: وكم عندك ؟ قال: ما شئت، قال: فأعط هذا ثمانية أوسق من تمر، فقال الانصاري: إنما لي أربعة يا رسول الله، قال رسول الله (صلى الله عليه واله): وأربعة أيضا .
ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يورث دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة ولا شاة ولا بعيرا، ولقد قبض (صلى الله عليه واله) وأن درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة بعشرين صاعا من شعير استلفها نفقة لاهله.
أبو البخترى، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) أن المساكين كانوا يبيتون في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه واله، فأفطر النبي صلى الله عليه واله مع المساكين الذين في المسجد ذات ليلة عند المنبر في برمة فأكل منها ثلاثون رجلا، ثم ردت إلى أزواجه شبعهن
محمد بن الوليد، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الصلاة قاعدا أو يتوكأ على عصا، أو على حائط ؟ فقال: لا، ما شأن أبيك وشأن هذا ؟ ما بلغ ابوك هذا بعد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما عظم أو بعد ما ثقل كان يصلي وهو قائم، و رفع إحدى رجليه حتى أنزل الله تبارك وتعالى: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فوضعها.
بيان: لعل تحمل هذه الاثقال في العبادة كان في الشريعة ثم نسخ.
محمد بن عمر الحافظ البغدادي، عن إسحاق بن جعفر العلوي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن علي بن محمد العلوي المعروف بالمشلل، عن سليمان بن محمد القرشي، عن إسحاق بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خمس لست بتاركهن حتى الممات: لباسي الصوف، وركوبي الحمار مؤكفا، وأكلي مع العبيد، وخصفي النعل بيدي، وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي
بالاسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول: إن شئت جعلت لك بطحآء مكة ذهبا، قال: فرفع رأسه إلى السمآء وقال: يا رب أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسألك. عمر بن محمد، عن ابن مهرويه، عن داود بن سليمان، عنه عليه السلام مثله.
بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه واله) يضحى بكبشين أملحين أقرنين.
بهذا الاسناد قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان يتختم في يمينه.
وبهذا الاسناد قال: ما شبع النبي (صلى الله عليه واله) من خبز بر ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله.
الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمد بن يحيى الصولي، عن سهل بن القاسم النوشجاني قال: قال رجل للرضا (عليه السلام): يابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن زبير أنه قال: توفي النبي (صلى الله عليه واله) وهو في تقية، فقال: أما بعد قول الله عزوجل: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فإنه أزال كل تقية بضمان الله عزوجل له وبين أمر الله، ولكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده، وأما قبل نزول هذه الآية فلعله.
المفيد، عن الحسين بن محمد التمار، عن محمد بن إسكاب، عن مصعب بن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه واله) كان إذا رأى ناشئا ترك كل شئ، وإن كان في صلاة، وقال: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه) فإن ذهب حمد الله، وإن أمطر قال: (اللهم اجعله ناشئا نافعا) والناشئ: السحاب، والمخيلة أيضا: السحابة. بيان: قوله: والناشئ إلى آخر الكلام إما كلام الشيخ، أو بعض الروات و قال الجزرى: فيه كان إذا رأى ناشئا في افق السمآء، أي سحابا لم يتكامل اجتماعه و اصطحابه.
ابن حشيش، عن أحمد، عن سليمان بن أحمد الطبراني، عن: عمرو ابن ثور، عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قال: ما شبع آل محمد (عليه السلام) ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عزوجل.
ابن مخلد، عن الخالدي، عن الحسن بن علي القطان، عن عباد ابن موسى، عن إبراهيم بن سليمان، عن عبدالله بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الارض، ويأكل على الارض، و يعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير.
حمويه بن علي، عن محمد بن محمد بن بكر الهزالي، عن الفضل بن الحباب، عن سلم، عن أبي هلال، عن بكر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب دخل على النبي (صلى الله عليه واله) وهو موقوذ - أو قال: محموم - فقال له عمر: يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك ؟ فقال: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطول، فقال عمر: يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد ؟ فقال: يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا ؟ . بيان: قال الفيروزآبادي: الموقوذ: الشديد المرض المشرف، ووقذه: صرعه، و سكنه، وغلبه، وتركه عليلا كأوقذه، وقال: الوعك: أدنى الحمى ووجعها ومغثها في البدن، وألم من شدة التعب.
علي بن حاتم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن الحسين بن موسى، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) مكفرا لا يشكر معروفه، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي، ومن كان أعظم معروفا من رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا الخلق ؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم.
أبي، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي، عن صالح بن راهويه، عن أبي جويد مولى الرضا عليه السلام عن الرضا (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه واله) فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام، ويقول: إن الابكار من النسآء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه، وإلا أفسدته الشمس، وغيرته الريح، وإن الابكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول، وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة، فصعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما امر الله عزوجل به، فقالوا: ممن يا رسول الله ؟ فقال: من الاكفاء، فقالوا: ومن الاكفاء ؟ فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة من المقداد بن الاسود، ثم قال: أيها الناس إني زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح.
محمد بن الحسين، عن جعفر بن محمد بن يونس، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة، فقام إلى الاشائين يعني النخلتين، فقال لهم اجتمعا، فاستتر بهما النبي (صلى الله عليه واله) فقضى حاجته، ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا. بيان: قال الجوهري: الاشاء بالفتح والمد: صغار النخل.
الصدوق: عن عبدالله بن حامد، عن أحمد بن محمد بن الحسين، عن محمد بن يحيى أبي صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، أن جابر بن عبدالله قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) بمر الظهران يرعى الغنم، وإن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: عليكم بالاسود منه فإنه أطيبه، قالوا: ترعى الغنم ؟ قال: نعم وهل نبي إلا رعاها ؟
الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن سيف بن حاتم، عن رجل من ولد عمار يقال له: أبو لؤلؤه سماه عن آبائه قال: قال عمار رضي الله عنه: كنت أرعى غنيمة أهلي، وكان محمد صلى الله عليه واله يرعى أيضا، فقلت: يا محمد هل لك في فخ فإني تركتها روضة برق ؟ قال: نعم، فجئتها من الغد وقد سبقني محمد (صلى الله عليه واله) وهو قائم يذود غنمه عن الروضة قال: إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك. بيان: قال الفيروزآبادي: البرق محركة: الحمل معرب برة، وقال: الابرق: غلظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، والبرقة بالضم: غلظ، الابرق وبرق: ديار العرب تنيف على مائة منها: برقة الاثمار، والاوجال، والاجداد، وعدها إلى أن قال: والنجد، ويثرب، واليمامة، هذه برق العرب.
أبي، عن النوفلي، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله العقل فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال: ما خلقت خلقا أحب إلى منك، فأعطى الله محمدا تسعة وتسعين جزء، ثم قسم بين العباد جزء واحدا.
عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ضعفت عن الصلاة والجماع، فنزلت علي قدر من السماء، فأكلت منها فزاد في قوتي قوة أربعين رجلا في البطش والجماع.
عن الرضا، عن آبائه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كنا مع النبي (صلى الله عليه واله) في حفر الخندق إذ جاءت فاطمة ومعها كسيرة من خبز فدفعتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال النبي (صلى الله عليه واله): ما هذه الكسيرة ؟ قالت: خبزته قرصا للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسيرة، فقال النبي (صلى الله عليه واله): يا فاطمة أما إنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث. بالاسانيد الثلاثة عنه (عليه السلام) مثله.
علي بن الحكم، عن أبي المغرا، عن ابن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأكل أكل العبد، ويجلس جلوس العبد، و يعلم أنه عبد. بيان: أكل العبد: الاكل على الارض كما مر، وجلوس العبد: الجلوس على الركبتين.
أبي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وكان يأكل على الحضيض، وينام على الحضيض.
صفوان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: مرت امرأة بدوية برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يأكل وهو جالس على الحضيض، فقالت: يا محمد والله إنك لتأكل أكل العبد، وتجلس جلوسه، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): ويحك أي عبد أعبد مني ؟ قالت: فناولني لقمة من طعامك، فناولها، فقالت: لا والله إلا التي في فمك، فأخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) اللقمة من فمه فناولها، فأكلتها، قال أبوعبد الله عليه السلام: فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا . مكا: من كتاب النبوة، عن أبي عبدالله عليه السلام مثله. كا: علي، عن أبيه، عن صفوان مثله (4).
روي عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الاموال، وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة، فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه، فقال: أيها الناس ردوا علي بردي، والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم، ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا، ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة، قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء.
وفي رواية اخرى: حتى انتزعت الشجرة ردائه، وخدشت الشجرة ظهره. بيان: قال الجوهري: جلوا عن أوطانهم وجلوتهم أنا، يتعدى ولا يتعدى.
أما آدابه (صلى الله عليه واله):
فقد جمعها بعض العلمآء والتقطها من الاخبار: كان النبي (صلى الله عليه واله) أحكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم، لم تمس يده يد امرأة لا تحل، وأسخى الناس، لا يثبت عنده دينار ولا درهم، فان فضل ولم يجد من يعطيه و يجنه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرء منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ولا يسأل شيئا إلا أعطاه، ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شئ، وكان يجلس على الارض، وينام عليها، ويأكل عليها، وكان يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويفتح الباب، ويحلب الشاة، ويعقل البعير فيحلبها، ويطحن مع الخادم إذا أعيا، ويضع طهوره بالليل بيده، ولا يتقدمه مطرق، ولا يجلس مكتئا، ويخدم في مهنة أهله، ويقطع اللحم، وإذا جلس على الطعام جلس محقرا، وكان يلطع أصابعه، ولم يتجشأ قط، ويجيب دعوة الحر والعبد ولو على ذراع أو كراع، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها، ولا يأكل الصدقة، لا يثبت بصره في وجه أحد، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، يأكل ما حضر، ولا يرد ما وجد، لا يلبس ثوبين، يلبس بردا حبرة يمينة، وشملة جبة صوف، والغليظ من القطن والكتان، وأكثر ثيابه البياض، ويلبس العمامة، ويلبس القميص من قبل ميامنه، وكان له ثوب للجمعة خاصة، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه مسكينا، وكان له عباء يفرش له حيث ما ينقل تثنى ثنيتين، يلبس خاتم فضة في خنصره الايمن، يحب البطيخ، ويكره الريح الردية: ويستاك عند الوضوء، يردف خلفه عبده أو غيره، يركب ما أمكنه من فرس أو بلغة أو حمار، ويركب الحمار بلا سرج وعليه العذار، ويمشي راجلا و حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة، ويشيع الجنائز، ويعود المرضى في أقصى المدينة، يجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويناولهم بيده، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، و يتألف أهل الشرف بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله، ولا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر إليه، وكان أكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه قرآن أو لم تجر عظة، وربما ضحك من غير قهقهة، لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس، ما شتم أحدا بشتمة ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنة، ولا لاموا أحدا إلا قال: دعوه، ولا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته، لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الاسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يغفر ويصفح، يبدأ من لقيه بالسلام، ومن رامه بحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ما أخذ أحد يده فيرسل يده حتى يرسلها، وإذا القي مسلما بدأه بالمصافحة، وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله، وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وأقبل عليه، وقال: ألك حاجة ؟ وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا، يجلس حيث ينتهى به المجلس، وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة، وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط ثوبه، ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته، وكان في الرضا والغضب لا يقول: إلا حقا، وكان يأكل القثاء بالرطب و الملح، وكان أحب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب، وأكثر طعامه الماء والتمر، و كان يتمجع اللبن بالتمر ويسميهما الاطيبين، وكان أحب الطعام إليه اللحم، ويأكل الثريد باللحم، وكان يحب القرع، وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده، وكان يأكل الخبز والسمن، وكان يحب من الشاة الذراع والكتف، ومن القدر الدبا، ومن الصباغ الخل، ومن التمر العجوة، ومن البقول الهندبا والباذروج والبقلة اللينة.
بيان: قوله: لا يتقدمه مطرق، أي كان أكثر الناس إطرافا إلى الارض حياء، يقال: أطرق، أي سكت ولم يكلم، وأرخى عينيه ينظر إلى الارض، والمهنة بالفتح و الكسر: الخدمة، ولطع الاصابع: لحسها ومصها بعد الطعام: والكراع كغراب من البقر والغنم: مستدق الساق. وقال الفيروزآبادي: المجيع: تمر يعجن بلبن، وتمجع: أكل التمر اليابس باللبن معا، وأكل التمر وشرب عليه اللبن.
في تواضعه وحيائه:
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته اكاف من ليف. وعن أنس بن مالك قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته.
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الارض، ويأكل على الارض ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك.
وعن أنس بن مالك قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) مر على صبيان فسلم عليهم وهو مغذ.
عن أسمآء بنت يزيد أن النبي (صلى الله عليه واله) مر بنسوة فسلم عليهن.
وعن ابن مسعود قال: أتى النبي (صلى الله عليه واله) رجل يكلمه فأرعد، فقال: هون عليك، فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد.
عن أبي ذر قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يدري أيهم هو، حتى يسأل، فطلبنا إلى النبي (صلى الله عليه واله) أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين، وكان يجلس عليه، ونجلس بجانبيه.
وسئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه واله يصنع إذا خلا ؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويصنع ما يصنع الرجل في أهله. وعنها: أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه واله الخياطة.
وعن أنس بن مالك قال: خدمت النبي (صلى الله عليه واله) تسع سنين فما أعلمه قال لي قط: هلا فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب علي شيئا قط.
وعن أنس بن مالك قال: صحبت رسول الله (صلى الله عليه واله) عشر سنين، وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته، وكان إذا لقيه واحد من أصحابه قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه، فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذى ينزع عنه، وما أخرج ركبتيه بين جليس له قط، وما قعد إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) رجل قط فقام حتى يقوم .
وعن أنس بن مالك قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد أثرت به حاشية الردآء من شدة جبذته، ثم قال له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) فضحك وأمر له بعطآء.
عن أبي سعيد الخدري يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) حييا لا يسأل شيئا إلا أعطاه.
وعنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) أشد حيآء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا، فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .
في جوده:



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:45 PM   #4
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) أجود الناس كفا، وأكرمهم عشرة، من خالطه فعرفه أحبه.
من كتاب النبوة عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: أنا أديب الله وعلي أديبي، أمرني ربي بالسخآء والبر، ونهاني عن البخل والجفاء، وما شئ أبغض إلى الله عزوجل من البخل وسوء الخلق، وإنه ليفسد العمل كما يفسد الطين العسل.
وبرواية اخرى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان إذا وصف رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: كان أجود الناس كفا، وأجرء الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة: وأكرمهم عشرة، ومن رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده.
وعن ابن عمر قال: ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وعن جابر بن عبدالله قال: ما سئل رسول الله (صلى الله عليه واله) شئ قط قال: لا.
وعن ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال: يا رسول الله ثلاث أعطنيهن، قال: نعم، قال: عندى أحسن العرب وأجمله ام حبيبة ازوجكها، قال: نعم، قال: ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك، قال: نعم، قال مرني حتى اقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين، قال: نعم، قال ابن زميل: ولو لا أنه طلب ذلك من النبي (صلي الله عليه وآله) ما أعطاه، لانه لم يكن يسأل شيئا قط إلا قال: نعم.
وعن عمر أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه واله) فقال: ما عندي شئ، ولكن اتبع علي، فإذا جاءنا شئ قضينا، قال عمر: فقلت: يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه، قال: فكره النبي (صلى الله عليه واله)، فقال الرجل: أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا، قال: فتبسم النبي (صلى الله عليه واله) وعرف السرور في وجهه.
في شجاعته:
عن علي (عليه السلام) قال: لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي (صلى الله عليه واله) وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.
وعنه (عليه السلام) قال: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله (صلى الله عليه واله) فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه.
وعن أنس بن مالك قال: كان بالمدينة فزغ فركب النبي (صلى الله عليه واله) فرسا لابي طلحة، فقال: ما رأينا من شئ وإن وجدناه لبحرا.
وبرواية اخرى عن أنس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) أشجع الناس، وأحسن الناس، وأجود الناس، قال: فزع أهل المدينة ليلة فانطلق الناس قبل الصوت، قال: قتلقاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد سبقهم وهو يقول: لن تراعوا، وهو على فرس لابي طلحة وفي عنقه السيف، قال: فجعل يقول للناس: لم تراعوا وجدناه بحرا، أو أنه لبحر . في علامة رضاه وغضبه:
عن ابن عمر قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يعرف رضاه وغضبه في وجهه، كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجذر وجهه، وإذا غضب خسف لونه واسود.
عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله(صلى الله عليه واله)إذا سره الامر استنار وجهه كأنه دارة القمر.
عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
عن عبدالله بن مسعود، يقول: شهدت من المقداد مشهدا لان أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الارض من شئ، قال: كان النبي (صلى الله عليه واله) إذا غضب احمر وجهه.
عن ابن عمر قال: كان النبي (صلى الله عليه واله) يعرف رضاه وغضبه بوجهه، كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجدر وجهه، وإذا غضب خسف لونه واسود.
قال أبو البدر: سمعت أبا الحكم الليثي يقول: هي المرآة توضع في الشمس فيرى ضوءها على الجدار يعني قوله: تلاحك الجدر.
في الرفق بامته:
عن أنس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده.
عن جابر بن عبدالله قال: غزا رسول الله (صلى الله عليه واله) إحدى وعشرين غزوة بنفسه، شاهدت منها تسعة عشر، وغبت عن اثنتين، فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيانا ضحى تحتي بالليل فبرك، وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) في آخرنا في آخريات الناس، فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم، فانتهى إلي وأنا أقول: يا لهف امياه، وما زال لنا ناضح سوء، فقال: من هذا ؟ فقلت: أنا جابر بأبي أنت وامي يا رسول الله، قال: شأنك ؟ قلت: أعيا ناضحى، فقال: أمعك عصا ؟ فقلت: نعم، فضربه، ثم بعثه، ثم أناخه ووطئ على ذراعه، وقال: اركب فركبت فسايرته فجعل جملي يسبقه، فاستغفر لي تلك الليلة خمس وعشرين مرة، فقال لي: ما ترك عبدالله من الولد ؟ يعني أباه، قلت: سبع نسوة، قال: أبوك عليه دين ؟ قلت: نعم، قال: فإذا قدمت المدينة فقاطعهم، فإن أبوا فإذا حضر جذاذ نخلكم فأذني، وقال: هل تزوجت ؟ قلت: نعم، قال: بمن ؟ قلت: بفلانة بنت فلان بأيم كانت بالمدينة، قال: فهلا فتاة تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت: يا رسول الله كن عندي نسوة خرق، يعني أخواته: فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقآء، فقلت: هذه أجمع لامري، قال: أصبت ورشدت، فقال: بكم اشتريت جملك ؟ فقلت: بخمس أواق من ذهب، قال: قد أخذناه، فلما قدم المدينة أتيته بالجمل فقال: يا بلال أعطه خمس اواق من ذهب يستعين به في دين عبدالله، وزده ثلاثا واردد عليه جمله، قال: هل قاطعت غرمآء عبدالله ؟ قلت: لا يا رسول الله، قال: أترك وفآء ؟ قلت: لا، قال: لا عليك إذا حضر جذاذ نخلكم فأذني، فأذنته فجآء فدعا لنا فجذذنا واستوفى كل غريم كان يطلب تمرا وفآء، وبقي لنا ما كنا نجذ وأكثر، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): ارفعوا ولا تكيلوا فرفعناه وأكلنا منه زمانا.
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا حدث الحديث أو سأل عن الامر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه.
وعن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله، فقال: لبيك.
وروي عن زيد بن ثابت أن النبي (صلى الله عليه وآله) كنا إذا جلسنا إليه إن أخذنا بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا، فكل هذا احدثكم عن رسول الله صلى الله عليه واله.
عن أبي الحميسآء قال: بايعت النبي (صلى الله عليه واله) قبل أن يبعث فواعدنيه مكانا فنسيته يومي والغد، فأتيته يوم الثالث، فقال (صلى الله عليه واله): يا فتى لقد شققت علي، أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام.
وعن جرير بن عبدالله أن النبي (صلى الله عليه واله) دخل بعض بيوته فامتلا البيت، ودخل جرير فقعد خارج البيت، فأبصره النبي (صلى الله عليه واله) فأخذ ثوبه فلفه فرمى به إليه، وقال: اجلس على هذا، فأخذ جرير فوضعه على وجهه فقبله.
عن سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي، ثم قال: يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقى له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له.
في بكائه صلى الله عليه واله:
عن أنس بن مالك قال: رأيت إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يجود بنفسه فدمعت عيناه، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): تدمع العين، ويحزن القلب، ولا أقول: إلا ما يرضى ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.
عن خالد بن سلمة المخزومي قال: لما اصيب زيد بن حارثة انطلق رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى منزله، فلما رأته ابنته جهشت فانتحب رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقال له بعض أصحابه: ما هذا يا رسول الله ؟ قال: هذا شوق الحبيب إلى الحبيب.
في مشيه (صلى الله عليه واله):
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما يتقلع من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله.
عن جابر قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) إذا خرج مشى أصحابه أمامه، وتركوا ظهره للملائكة.
عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله)إذا مشى مشى مشيا يعرف أنه ليس بمشي عاجز ولا بكسلان.
عن أنس بن مالك قال: كنا إذا أتينا النبي (صلى الله عليه واله) جلسنا حلقة.
وروي أن رسول الله لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحملهم معه، فإن أبى قال: تقدم أمامي، وأدركني في المكان الذي تريد، ودعاه (صلى الله عليه واله) قوم من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ولاصحاب له خمسة، فأجاب دعوتهم، فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم، فلما دنوا من بيت القوم قال للرجل السادس: إن القوم لم يدعوك، فاجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم بك.
في جمل من أحواله وأخلاقه:
من كتاب النبوة عن علي (عليه السلام) قال: ما صافح رسول الله (صلى الله عليه واله) أحدا قط فنزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده، وما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل ينصرف، وما نازعه الحديث حتى يكون هو الذي يسكت، وما رأى مقدما رجله بين يدي جليس له قط، ولا عرض له قط أمران إلا أخذ بأشدهما، وما انتصر نفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وما سئل شيئا قط فقال: لا، وما رد سائلا حاجة إلا بها أو بميسور من القول، وكان أخف الناس صلاة في تمام، وكان أقصر الناس خطبة وأقله هذرا، وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ، وآخر من يرفع يده، وكان إذا أكل أكل مما يليه، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده، وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس، وكان يمص المآء مصا، ولا يعبه عبا، وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه، كان لا يأخذه إلا بيمينه، ولا يعطي إلا بيمينه، وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه، وكان يحب التيمن في كل اموره: في لبسه وتنعله وترجله، وكان إذا دعا دعا ثلاثآ، وإذا تكلم تكلم وترا، وإذا استأذن استأذن ثلاثا، وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رأى كالنور يخرج من بين ثناياه، وإذا رأيته قلت: أفلج الثنيتين، وليس بأفلج، وكان نظره اللحظ بعينه، وكان لا يكلم أحدا بشئ يكرهه، وكان إذا مشى ينحط من صبب، وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده، وكان المحدث عنه يقول: لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه وآله. عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله إذا رئي في الليلة الظلمآء رئي له نور كأنه شقة قمر.
عنه (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال: إن الله جل جلاله يقرئك السلام ويقول لك: هذه بطحآء مكة تكون لك رضراضه ذهبا، قال: فنظر النبي (صلى الله عليه واله) إلى السمآء ثلاثا ثم قال: لا يارب، ولكن أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسألك.
وعنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يحلب عنز أهله.
وعنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يحب الركوب على الحمار مؤكفا، والاكل على الحضيض مع العبيد، ومناولة السائل بيديه.
وعن جابر بن عبدالله قال: في رسول الله (صلى الله عليه واله) خصال: لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه، أو ريح عرقه، ولم يكن يمر بحجر ولا مدر إلا سجد له.
وعن ثابت بن أنس بن مالك قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان أزهر اللون، كأن لونه اللؤلؤ، وإذا مشى تكفأ، وما شممت رائحة مسك ولا عنبر أطيب من رائحته، ولا مسست ديباجة ولا حريرا ألين من كف رسول الله (صلى الله عليه واله) كان أخف الناس صلاة في في تمام.
عن جرير بن عبدالله قال: لما بعث النبي (صلى الله عليه واله) أتيته لابايعه، فقال لي: يا جرير لاي شئ جئت ؟ قال: قلت: جئت لاسلم على يديك يا رسول الله فألقى لي كسآءه ثم أقبل على أصحابه فقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
وعن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) وعد رجلا إلى الصخرة، فقال: أنا لك هاهنا حتى تأتي، فاشتدت الشمس عليه، فقال له أصحابه: يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل، قال: وعدته إلى هاهنا، وإن لم يجئ كان منه المحشر.
وعن عائشة قال: قلت: يا رسول الله لو أنك إذا دخلت الخلاء فخرجت دخلت في أثرك فلم أر شيئا خرج منك، غير أني أجد رائحة المسك، قال: يا عايشة إنا معشر الانبيآء ينبت أجسادنا على أرواح أهل الجنة، فما خرج منا من شئ ابتلعته الارض.
وعن ابن عباس قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبيه، فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشا، فقال: ما لي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها.
وعن ابن عباس قال: إن رسول الله (صلى الله عليه واله) توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير، أخذها رزقا لعياله.
وعن أبي رافع قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: إذا سميتم محمدا فلا تقبحوه، ولا تجبهوه ولا تضربوه، بورك لبيت فيه محمد، ومجلس فيه محمد، ورفقة فيها محمد





السؤال: من مختصاته (صلى الله عليه وآله) الزواج بأكثر من أربع
إذا كان الزواج بالمرأة الخامسة مع وجود أربع زوجات في ذمة الرجل يعتبر غير جائز، فما هو وجه الاستثناء بالنسبة للرسول الاعظم (ص) اذ بلغ عدد زوجاته (على أصح الروايات) 9 زوجات دائمات؟
أليس من الاحرى بالرسول (ص) أن يلتزم بالحكم القرآني لعدد الزوجات وهو قدوة العالمين؟هل السبب السياسي للزواجات هو كاف لتسويغ هذا الحكم والحالة الاستثنائية له (ص)؟وان كان هذا هو السبب وغيره من الاسباب الاجتماعية أو النفسية أو غيرها من مسوغات هذه الحالة الاستثنائية، فلماذا لم ينزل فيها قرآن؟ مع علمنا بحكم الآية (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) .
الجواب:
هناك احكام شرعية خاصة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لمصالح وأسباب وحكم لا يعلمها الاّ الله ورسوله ، ومن تلك الأحكام له أن يتزوّج اكثر من أربع زوجات بعقد دائم. وأما قضيّة (( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) (الحشر:7) فهي بمعنى ان الاحكام الشرعية التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعموم المسلمين، عليهم أن يتبعوه فيها ويطيعوه. أما الأحكام الشرعية الخاصة به فليس عليهم شيء.





السؤال: زوجاته (صلى الله عليه وآله) وسبب زواجه منهن
يقولون لنا أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) كان يتزوجون في الحروب، فأنا أريد أن أعرف لماذا كانوا يفعلون ذلك مع العلم أن البعض يقول انهم لا يستغنون عن الزوجات، وكيف ذلك وهم قد أرتقوا الى مرحلة أعلى من الملائكة ؟!

الجواب:
قصد النبي (صلى الله عليه وآله) بزواجه - في بعض الحالات - مصاهرة من تقوى بهم شوكته ويشتدّ بهم أزره, وقصد في حالات أخرى منح عطفه و حنانه ورعايته لبعض الأرامل والمنكوبات ممّن ترمّلن أو نكبن بسبب الإسلام وحروبه .
وإليك قائمة زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) :
1- خديجة (عليها السلام) : تزوّج بها النبي (صلى الله عليه وآله) و هي في الأربعين من العمر والنبي (صلى الله عليه وآله) يعيش الخامسة و العشرين من حياته, معرفة منه (صلى الله عليه وآله) بها فأصبحت المؤمنة الاولى برسالته (صلى الله عليه وآله).
2- سودة بنت زمعة : أرملة توفّي زوجها المسلم في مكة قبل الهجرة فخلّفها محنتي الوحدة و الترمّل في تلك الظروف العصيبة. فتزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تقديراً لها و لزوجها و حفظاً عليها.
3- عائشة بنت أبي بكر : تزوّجها النبي (صلى الله عليه وآله) وهي صغيرة السن ، لمصالح يعرفها رسول (صلي الله عليه وآله) تخدم الإسلام المسلمين.
4- حفصة بنت عمر : مات زوجها متأثّراً بجراحات غزوة بدر و استدعى أبوها زواجها من عثمان و أبي بكر فأبيا فتزوجها الرسول (صلى الله عليه وآله) (طبقات ابن سعد 8/56) تقديراً لمواقف زوجها، ولنفس المصالح التي كانت في زواج عائشة.
5- زينب بنت خزيمة : تزوّجت قبل النبي (صلى الله عليه وآله) مرتين, و استشهد زوجها الثاني يوم بدر فتزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تكريماً لها و تقديراً له؛ و لم تمكث في دار النبي (صلى الله عليه وآله) سوى ثمانية أشهر حتّى ماتت.
6- أم سلمة : استشهد زوجها أثر جراحات غزوة أحد فيما بعد وخلّف أولاداً له منها فتزوّجها النبي (صلى الله عليه وآله) تكريماً لزوجها وإشفاقاً عليها ورعايةً لأطفالها مضافاً إلى أنّ زوجها الشهيد كان ابن عمّة النبي (صلى الله عليه وآله) .
7- زينب بنت جحش : ابنة عمة النبي (صلى الله عليه وآله) طلّقها زيد بن حارثة بعد أن كان قد زوجّه النبي (صلى الله عليه وآله) بها, فتزوّجها الرسول (صلى الله عليه وآله) لأنّ زيد كان في الماضي قد تبنّاه النبي (صلى الله عليه وآله) و عرف (بزيد بن محمّد) إلى أن نزلت الآية (( إدعوهم لآبائهم )) (الاحزاب:55) فنسب إلى أبيه الحقيقي ( حارثة ) فأراد النبي (صلى الله عليه وآله) من زواجه هذا أن يظهر الحكم الشرعي في جواز الزواج مع مطلّقة الابن غير الحقيقي.
8- جويرية بنت الحارث : أسرت و هي بنت سيد بني المصطلق. و على أثر زواج النبي (صلى الله عليه وآله) بها بادر المسلمون بإطلاق سراح كلّ أسرى هذه القبيلة باعتبارهم أصهار الرسول (صلى الله عليه وآله) .
9- صفية بنت حيي : تزوّجت مرتين من أبناء قومها اليهود وأسرت في خيبر فتزوّجها إكراماً للاسارى.
10- أم حبيبة بنت أبي سفيان : هاجرت مع زوجها المسلم إلى الحبشة مع من هاجر آنذاك, و هناك ارتدّ زوجها فلم تطاوعه في ارتداده بل بقيت على غربتها محافظة على دينها فتزّوجها النبي (صلى الله عليه وآله) تقديراً لمواقفها .
11- ميمونة بنت الحارث : أرملة, لها من العمر ( 49 ) سنة, وهبت نفسها للرسول (صلى الله عليه وآله) طالبة من أن يجعلها إحدى زوجاته.
12- مارية القبطيّة : اهديت كجارية إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من جانب مقوقس صاحب الاسكندرية عندما بعث النبي (صلى الله عليه وآله) كتاباً إليه يدعوه إلى الإسلام, فتقبّلها الرسول (صلى الله عليه وآله) فانجبت إبراهيم (عليه السلام), و كان هذا سبباً لجعلها من أمّهات المؤمنين.
13- أمّ شريك : و اسمها غزَيَّة, كانت متزوّجة من قبل ولها ولد يسمّى شريكاً ثمّ بعدها وهبت نفسها للنّبي (صلى الله عليه وآله) لتكون إحدى أمّهات المؤمنين.
14- الجونية : كانت من كندة و أهداها أبو اسيد الساعدي للنبي (صلى الله عليه وآله), فوليت عائشة و حفصة مشطها وإصلاح أمرها, ثمّ إنّها عندما رأت النبي (صلى الله عليه وآله) تعوّذت بالله منه (صلى الله عليه وآله) - وهذا ما لقّنتاها عائشة و حفصة تدبيراً للخلاص منها حتى لاتصبح شريكة أخرى في أمرهما - فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) عنها و أمر بالساعدي أن يلحقها بأهلها (تاريخ اليعقوبي:2/86).
فكلّ هذا كان لمصلحة الإسلام لا المصلحة الشخصية كما نرى. ومنه يظهر حال زواجات الأئمة (عليهم السلام) مطلقاً أو في بعض الحروب أو المقاطع الزمنيّة الخاصّة.


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:47 PM   #5
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: السبب في الزواج بخديجة على الرغم من كبر سنها
هل هناك تفسير عقائدي حول زواج النبي محمد (ص) بالسيدة خديجة بحيث تكبره بالعمر؟
وما هو رأيكم حول النظرة السيئة للمجتمع إتجاه الرجل عند زواجه من مرأة أكبر منه ؟
الجواب:
الأول: هناك اختلاف في سن خديجة (عليها السلام) حين الزواج, والأقوال في ذلك متعددة لكن الذي عليه التحقيق كما يذكره العاملي في (الصحيح من السيرة) إن سنها حين الزواج كان 288 سنة فهي لا تزيد عن الرسول (صلى الله عليه وآله) إلا بثلاث سنوات, بخلاف القول المتبنى من قبل المخالفين من أن عمرها 40سنة, وهذا الفارق لا يعد كبيراً.
ومع ذلك الذي نستطيع استفادته أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ينظر إلى خديجة كونها المرأة المتكاملة التي تليق به كزوجة ولا يعد الفارق العمري عائقاً من الزواج بها, فهو صلوات الله عليه علمنا أن لا ينظر الرجل إلى مال المرأة أو جمالها, بل ينظر إلى دينها وعفتها.
الثاني: مرة يكون السبب من زواج الرجل من المرأة الكبيرة هو عزوف النساء الصغيرات عن الزواج به, فتنشأ مثل هكذا نظرة سيئة, ولكن هذه النظرة ليست دائماً صائبة وعادلة بل قد تكون في بعض الأحيان خاطئة وظالمة, وذلك لأن في بعض الأحيان يكون الدافع للزواج بالمرأة الكبيرة هو امتلاك تلك المرأة لكمالات يستهان بها عن الفارق العمري بين الزوجين.
وأخرى يكون الزواج من امرأة تكبره طمعاً في مالها بغض النظر عن دينها, فهنا يكون مورد النقد والتقبيح, وبالحقيقة فإن حسن الزواج بالمرأة الكبيرة أو قبيحة يرجع إلى أصل الدافع من وراء هذا الزواج.




لسؤال: ما الحكمة من زواجه (صلى الله عليه وآله) بعائشة وهي صغيرة السن؟!
كم كان عمر ألنبي ألأكرم(ص)عندما تزوج عائشة ?
وكم كان عمر عائشة ?
وما ألحكمة من زواج فتاة صغيرة برجل كبير في ألسن بشكل عام ?
وللنبي عليه ألسلام بشكل خاص ?
طرح على هذا ألسؤال من قبل رجل ألماني ....?
الجواب:
من المعلوم أن للتزويج غايات ومصالح معلومة كثيرة، منها الرغبة بالولد و قضاء الحاجة الجنسية، وهاتان المسألتان لا يتناسبان وفعل النبي (صلى الله عليه وآله) من زواجه بعائشة وهي صغيرة السن، فتبقى الدوافع والغايات الأخرى المتصورة في مثل هكذا زواج كالدافع الاجتماعي مثلا، حيث كان للمصاهرة والتناسب دور كبير في حياة العرب من حيث التحالف بين العشائر لتقوية الأطراف المتصاهرة، فكان في فعل النبي (صلى الله عليه وآله) هذا مصلحة للإسلام والمسلمين، ومن هنا نجد تعدد زيجاته مع مختلف العشائر والشخصيات الموجودة في صدر الإسلام.






السؤال: معنى قول آمنة (لم أحمل أخف منه)
يقول أحد المسيحيين القمص زكريا بطرس, أنه يروى في السيرة الحلبية ان ام النبي قالت انها عندما حملت به لم تجد أخفّ من حمله ويفسر ذلك ان ام النبي قد حملت قبل النبي وإلا كيف قالت انها لم تجد اخفّ منه وحملت به مدة طويلة
فيفسر بذلك كلام استحي ان اقوله فيقول هل أبو النبي هو عبدِالله ام غيره
فما قولكم
الجواب:
أجمع علماء النقل على أن آمنة لم تحمل بغير رسول الله (صلى الله عليه وآله), ومعنى قولها: (لم أحمل أخّف منه) خرج على وجه المبالغة, أو على أنه وقع اتفاقاً فالعبارة توهم أن أم النبي (صلى الله عليه وآله) قد حملت قبله, وليس النبي (صلى الله عليه وآله) أول حمل لها, ولكن هذا هو مفاد التأمل في العبارة على فرض صحة صدورها عن أم النبي (صلى الله عليه وآله), وصدورها غير ثابت في مصادر الشيعة.
أقول: أن التأمل في العبارة يقود إلى هذا الفهم الصائب وهو: أن النبي (صلى الله عليه وآله) بالمقارنة مع ما يحمل مطلقاً سواء أكان الحمل باليد أم بغيرها هو حمل خفيف ليس ثمة ما هو أخف منه مما عهدت حمله في مثل وزنه. وبعبارة أخرى: إني قد حملت اثقالاً وأشياءً بيدي فلم أجد فيما حملته حملاً أخف من محمد (صلى الله عليه وآله).
ووجه آخر: إني لما كنت أمرأةً وأعلم من خلال تجربة النساء أن الحمل يكون فيه ثقل ومشقة على المرأة لم أجد هذا الثقل الذي يجدنه حال حملهن حينما حملت أنا بمحمد (صلى الله عليه وآله), فهذان وجهان صحيحان لتفسير هذه العبارة, ولو أصر النصراني على ما توهم العبارة فليعلم أن هذه العبارة لم ترد في مصادرنا ... وقد نفى جميع أصحاب السير أن يكون لآمنة وعبد الله ولدٌ قبل محمد (صلى الله عليه وآله) وأن محمداً (صلى الله عليه وآله) هو أول ولد لهما. وهو أول ولد لآمنة.




السؤال: ليس له (صلى الله عليه وآله) أخوة
هل الرسول (صلى الله عليه وسلم) عنده أخوة؟
وما أسمائهم؟

الجواب:
لم يكن لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أخوة من النسب. نعم، ورد في حديث المؤاخاة الذي رواه جماعة من أعلام السنة في أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بل نفسه، كما ورد في آية المباهلة : ((...َقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ...)) (آل عمران:61).







السؤال: حادثة الغرانيق وسحر رسول الله
هل يوجد احد من علماء السنة انكر حديث الغرانيق وحادثة سحر الرسول (صلى الله علية وعلى اله)
الجواب:

ذكر ابن حجر في فتح الباري (8/333) : بعض الرافضين لحادثة الغرانيق ثم رد عليهم فقال :
وقد تجرأ أبو بكر بن العربي كعادته فقال ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها وهو إطلاق مردود عليه وكذا قول عياض هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده وكذا قوله ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية قال وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير مع الشك الذي وقع في وصله وأما الكلبي فلا تجوز الرواية عنه لقوة ضعفه ثم رده من طريق النظر بأن ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم قال ولم ينقل ذلك انتهى وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها.
وأما سحر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا يسعهم رفضها بعد ورودها في صحيح البخاري الذي هو كتاب صحيح عندهم ( انظر ج4 ص 91 وغيره ).






السؤال: لا يتأثر بالسحر
توجد بعض المذاهب تعتقد بأن النبي قد سحر في فترة من فترات حياته فما رأيكم في هكذا اعتقاد؟
وما ردكم عليهم.
الجواب:
قد جاء في بعض المجاميع الحديثيّة من الفريقين ما يشعر بوقوع السحر (البحار 18/57 ، 69 ـ صحيح البخاري 10/199 ـ صحيح مسلم / ح 2189). ولكنّ الصحيح أنّ السحر لا يؤثّر في نفوس الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) - كما عليه المشهور والمحقّقون من علماء الإماميّة. ويدلّ عليه - عقلاً - بأنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) في فترة السحر - على فرض المحال - تكون تصرفاته غير لائقة بالإنسان العادي فكيف وهو نبي؟!.
وأيضاً يعتبره القرآن من تقوّلات الكفّار والمعاندين في سبيل عدم الرضوخ للحق (( إذ يقول الظالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحوراً )) (الإسراء:47)، و (( فقال له فرعون إني لأظنّك يا موسى مسحوراً )) (الإسراء:101)، و (( وقال الظالمون إن تتبعون إلاّ رجلاً مسحوراً )) (( أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا )) (الفرقان: 8 ، 99). وعليه فلابدّ من تأويل الأحاديث الواردة في هذا المجال بما لا ينافي المسلّمات ، أو طرحها من الأساس باعتبار ضعف أسانيدها . وهنا نقطة لا بأس بالإشارة إليها: وهي أنّ الروايات الشيعية في هذا الموضوع تدلّ فقط على محاولة بعض اليهود لسحر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وليس فيها دلالة على تأثير ذلك السحر في نفسه الكريمة (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، بل فيها دلالة على صدق نبّوته، إذ إنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) اطّلع على هذا التمويه بإخبار من الله عزّ وجل فأمر باستخراج السحر من مكان خاص، فكان كما أخبر هو (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهذه القضية أصبحت تأييداً آخر لنبوّته ورسالته .
وعلى العكس ، فإنّ في روايات أهل السنة في هذا المجال ما يأباه العقل والنقل ويردّه حتى القرآن - كما ذكرنا - بالصراحة. فتأويلها أو رفع اليد عنها أحرى وأجدر من طرح الأدلة العقليّة والنقليّة بهذا الشأن.






السؤال: أسباب ونتائج هجرته
الهجرة النبوية أسبابها ونتائجها
الجواب:
ان السبب الرئيسي لهجرة نبينا محمّد (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة هو إفشال المؤامرة التي حاكتها قريش لقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبالتالي إنهاء دعوته إلى الدين الإسلامي. فقد أخبر الله تعالى نبيه بهذه المؤامرة عن طريق الوحي ، ونزل قوله تعالى: (( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين )) (الأنفال:300). فأمر (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) بالمبيت على فراشه، بعد أن أخبره بمكر قريش، ثم خرج النبي (صلى الله عليه وآله) في الليل وهو يقرأ هذه الآية: (( وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فاغشيناهم فهم لا يبصرون )) (يس :9).
وأما من نتائج هذه الهجرة المباركة هو: تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى ومن ثم دعوة الناس إلى الإسلام وأيضاً القيام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار و زرع روح المحبة والإيمان والاخوة الإسلامية بين المسلمين.





السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أعلم من جبرئيل (عليه السلام)
هل الاعلمية تعني الافضلية ؟
ومن كان أعلم رسول الله محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الانام أم جبريل (عليه السلام)؟ وكيف؟
ان مثل هذه الاسئلة تطرح من اناس يريدون ان يثبتوا ان خلافة أبي بكر صحيحة لا غبار عليها حيث ان جبريل (عليه لاسلام) هو من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهذا صحيح فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من في الكون ـ خير منه.
كيف الرد على مثل هذا الكلام.
الجواب:
نحن لا نسلّم بأنّ علم جبرئيل (عليه السلام) كان أكثر من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، بل غاية ما في الأمر هو أنّ جبرئيل (عليه السلام) كان رسولاً و حاملاً للوحي المنزّل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) بما أعطاه الله من دور في ايصال كلامه عزّوجلّ الى الأنبياء ( عليهم السلام).فهل ترى أنّ هذا بمعنى أعلميّته من الأنبياء (عليهم السلام )؟!
هل هناك قاعدة علميّة أو شرعيّة أو عرفيّة تدلّ على أعلميّة الرسول من المرسل اليه ؟
هذا أوّلاً.
ثانياً: تصرّح بعض الروايات بأنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يتّصل أحيانا مباشرةً ـ و بدون معونة جبرئيل (عليه السلام) ـ بمبدأ الوحي ، و كانت هذه الحالة تعرف عند الاصحاب و يميّزونها عن اتّصاله بجبرئيل (عليه السلام) ، و هذا يعني إمكانيّة أخذه (صلى الله عليه وآله) العلم من الباري عز ّوجلّ حيث لا يعلم به جبرئيل (عليه السلام).
ثالثاً: لو أمعنّا النظر في الاخبار الّتي تدلّ على أفضليّة خلقه (صلى الله عليه وآله) عن جميع المخلوقات التي توجد في كتب الفريقين ، نستنتج بأنّ الكون بأسره ¬ بإستثناء وجود الباري عزّوجلّ ¬ يستفيض نور وجوده من فيض وجود الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).وعليه هل يبقى توهّم إنّ جبرئيل (عليه السلام) كان أعلم منه (صلى الله عليه وآله) ؟!!!و أخيراً فانّ تشبّث بعضهم بهذه الموهومات لإثبات خلافة فلان لا ناتج له إلاّ الحرمان من الحق ، جعلنا الله و إياهم من المتّقين.






السؤال: موقفه (صلى الله عليه وآله) من اسرى بدر
ما هو تفسير الآية الشريفة التالية: (ما كان لنبي أي يكون له اسرى حتى يثخن في الارض) بلاضافة الى الرد الذي نرد به على من يقول أن عمر بن الخطاب أصاب في هذه الواقعة حيث كان يريد يقتل الخصم والرسول أراد أن يبقيهم ...
الجواب:
أولاً :إن النصوص التاريخية التي نطمئن بصحّتها نقلت بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان رأيه أن يقتل أسرى معركة بدر ـ وهو الاصوب ـ ولكن إصرار بعض الصحابة ـ كأبي بكر ـ على عدم قتلهم وأخذ الفداء منهم قرّر (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن يأخذ منهم الفداء بعد أن أخبر أصحابه بأن نتيجة أخذ الفداء هو أن يقتل في العام القابل من المسلمين بعدد الأسرى, فقبلوا ذلك وتحقق ما أوعدهم به (صلى الله عليه وآله وسلّم) في معركة أحد.
ومما يؤيد هذا ما جاء في بعض النصوص : (أن جبرئيل نزل على النبي (صلى الله عليه وآله) يوم بدر, فقال : إن الله قد كره ما صنع قومك, من أخذ الفداء من الاسارى, وقد أمرك أن تخيّرهم : بين أن يقدّموهم ويضربوا أعناقهم, وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم. فذكر ذلك (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأصحابه, فقالوا : يا رسول الله عشائرنا وإخواننا ( هذه الكلمة تشير إلى أن الذين قالوا ذلك هم من المهاجرين ).
بل نأخذ فداءهم, فنقوى به على عدونا, ويستشهد منا عدتهم ) ( تاريخ الخميس 1/393 عن فتح الباري عن الترمذي, والنسائي, وابن حبان, والحاكم بإسناد صحيح, ومصنف عبد الرزاق 5/210, والبداية والنهاية لابن كثير 3/289, وطبقات ابن سعد 2/14 قسم1 ).
فمما تقدم يدل على أن تخييرهم هذا إنما كان بعد تأكيدهم على رغبتهم في أخذ الفداء, وظهور إصرارهم عليه, فأباح لهم ذلك.
ولكننا نجد روايات أخرى تقرّر عكس ما ذكر آنفا, وتقول : إنه (صلى الله عليه وآله) مال إلى رأي أبي بكر, أي إلى أخذ الفداء، ولكن عمر رفض ذلك وكان رأيه هو قتلهم, فنزل القرآن بمخالفته وموافقة عمر. وهذا غير صحيح, لأن بعض علماء السنة نصّ على أن النبي (صلى الله عليه وآله) مال إلى القتل ( راجع على سبيل المثال : الكامل لابن الأثير ج 2 / 136 ).
وذكر الواقدي أن الأسرى قالوا : لو بعثنا لأبي بكر, فإنه أوصل قريش لأرحامنا, ولا نعلم أحداً آثر عند محمّد منه ؛ فبعثوا إليه فجاءهم فكلموه, فوعدهم أن لا يألوهم خيراً, ثم ذهب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يفثؤه ويلينه, وعاوده بالأمر ثلاث مرات, كل ذلك والنبي (صلى الله عليه وآله) لا يجيب ( مغازي الواقدي ج 1 ص 107 و 108 ) وهذا دليل على ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يرض بأخذ الفداء.
ثانياً : إن الإلتزام بما ذكروه معناه تكذيب قوله تعالى: (( وما ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحي )) (النجم:3 و 4). كما أنه لا يبقى معنى ـ والحالة هذه ـ لأمر الله تعالى للناس باطاعة الرسول حيث قال : (( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) (النساء:59)، حتى إذا امتثلوا الأمر الإلهي وأطاعوه يؤنبهم, ثم يتهددهم. لقد كان يجب أن يتوجه التأنيب والتهديد للرسول, والمدح والثناء لهم, لأنهم عملوا بوظيفتهم.
ثالثاً : إن مجرد الإشارة على الرسول بالفداء لا تستوجب عقاباً, إذ غاية ما هناك : أنهم قد اختاروا غير الأصلح.
وإذن, فلابد أن يكون ثمة أمر آخر قد استحقوا العقاب لمخالفته, وهو أنهم حين أصروا على أخذ الفداء قد أصروا على مخالفة الرسول (صلى الله عليه وآله), والتعلق بعرض الحياة الدنيا في مقابل إرادة الله للآخرة ـ كما قال تعالى: (( تريدون عرض الحياة الدنيا, والله يريد الآخرة )) (الانفال:67) ـ بعد بيان النبي (صلى الله عليه وآله) لهم بصورة صريحة, إذ لا عقاب قبل البيان, ثم المخالفة.
ولكن الله تكرم وتفضل عليهم, وغفر لهم هذه المخالفة, وأباح لهم أخذ الفداء تأليفاً لهم, على ما فيه من عواقب وخيمة. وقد بلغ من حبهم لعرض الدنيا أنهم قبلوا بهذه العواقب أيضاً. بل يمكن أن يكون إصرار بعض المهاجرين على أخذ الفداء يرجع إلى أنهم قد صعب عليهم قتل صناديد قريش, حيث كانت تربطهم بهم صداقات ومصالح ووشائج رحم, وقد استهوى موقفهم هذا جماعة من البسطاء والسذج من سائر المسلمين الحاضرين.
فهذا التعاطف مع المشركين من قبل البعض, ثم حب الحصول على المال, قد جعلهم يستحقون العذاب العظيم, الذي إنما يترتب على سوء النيات, وعلى الإصرار على مخالفة الرسول (صلى الله عليه وآله)، والنفاق في المواقف والأقوال والحركات, لاسيما مع وجود رأي يطالب بقتل بني هاشم الذين أخرجهم المشركون كرهاً ونهى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن قتلهم. (مع ملاحظة : أنه لم يشترك من قوم عمر أحد في حرب بدر).

تعليق على الجواب (1)
كيف يمكن أن يكون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرحم وأعطف على المشركين منه، والله سبحانه يقول : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) ؟!
الجواب:
ان هذا الافتراض اشتباه محض فلا يوجد مصداق للرأفة والرحمة في موارد الاوامر الشرعية الالهية من الحدود وغيرها وإن كان هناك اعتراض بعنوان الرأفة والرحمة فهو من الرد على الله والنفاق، وليس معنى كون رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين أن يكون رحيما حتى بالمشركين الذين كتب الله عليهم القتل فإرساله رحمة للعالمين بإخراجهم من الظلمات الى النور ومن الضلال الى الهداية.
وأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وإن إخذتهم الرقة حسب المدعى وهو غير صحيح لأنهم طمعوا في الفداء والدنيا، لكن النتيجة أنهم لم تأخذهم الرقة على المسلمين الذين سيقتلون بعددهم، ولم تأخذهم الرقة على نفس المشركين من زيادتهم في طغيانهم، فرحمته صلوات الله عليه على العالمين تختلف في صورتها عن الرقة المزعومة التي أدركت بعض أصحابه، وهي التي تستحق الثناء من الله تعالى لا رقة أصحابه التي نزل فيها التوبيخ والعتاب.





السؤال: لا صحة لما نسبوه إليه (صلى الله عليه وآله) يوم بدر
يعتقد الشيعة على خلاف أهل السنة العصمة التامة والكاملة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله) حتى في الشؤون المتعلقة بالحياة المعيشية، فما قولكم في المسألة خاصة وأن الكثير من النصوص القرآنية والشواهد التاريخية تثبت بما لا يدع مجالا للشك ما يذهب اليه أهل السنة، فما قولكم في واقعة اسرى بدر، وترخيصة لبعض من تخلف من المقاتلين في عدم المشاركة في الجهاد، أو النزول عند الموقع المحدد في موقعة بدر الكبرى، وكذلك تأبير النخل في الحديث المشهور قوله (صلى الله عليه وآله): (أنتم أعلم بشؤون دنياكم حين بدا له عدم صواب رأيه)؟
المرجو ايفادنا بالشرح المستفيض والدقيق معززا بالأدلة الشرعية من مصادر السنة وكذلك الشيعة ما أمكن لكل حادثة من الحوادث المذكورة أعلاه.

الجواب:
انّ الأدلّة القائمة على العصمة التامّة للأنبياء (عليهم السلام) عموماً ولنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) خصوصاً أدلّة عقليّة ونقليّة لا يعتريها الشك والريب ـ كما قرّر في محلّه ـ ، وعليه فلابدّ من تأويل ما جاء خلافه ـ إن صحّ سنده ـ فانّ ما يوهم خلاف تلك القاعدة مردود ، إذ أنّ القاعدة المذكورة لم تبتن على الأمثلة حتّى يرد عليها النقض ، بل يجب أن يفسّر كلّ حادث على ضوء تلك القاعدة . ثمّ إنّ ما ذكرتموه في المقام لا يصلح لأن يكون مورداً للنقض لما يلي :
أوّلاً : إنّ ما ذكر في بعض كتب السير والتاريخ ـ من أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد نزل أدنى ماء ببدر أوّلاً وثمّ بعد ما أشار عليه الحباب بن المنذر بأن ينزل أدنى ماء من القوم ويصنع أحواضاً ويمنع المشركين من الماء صوّب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) رأيه وأمر بتنفيذه ـ لم يصحّ لوجوه : منها: إنّ المشركين هم الذين سبقوا بالنزول في بدر ولا يعقل أن ينزلوا في مكان لا ماء فيه ويتركوا الماء لغيرهم من المسلمين. ومنها: إنّ العدوة القصوى التي نزلها المشركون كان فيها الماء وكانت أرضاً لا بأس بها ، على العكس ممّا نزلها المسلمون وهي العدوة الدنيا إذ كانت خبار تسوخ فيها الأرجل ولم يوجد فيها الماء ( فتح القدير 2/291 ، 311 ـ الكشاف 2/223 ، 203 ـ تاريخ الخميس 1/375 ـ تفسير ابن كثير 2/292 ـ الدر المنثور 3/171 ـ السيرة الحلبيّة 2/154 ـ سيرة ابن كثير 2/400 ).ومنها: إنّ ابن إسحاق ـ من أصحاب السير ـ ينصّ على أنّ المشركين وردوا الحوض فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن لا يعترضوهم (الكامل لابن أثير 2/123).ومنهاك إنّ المنع من الماء لا ينسجم مع أخلاقيّات ومبادئ الإسلام ونبيّه الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم). فإذاً الصحيح هو الرواية التي تقول بأنّ المسلمين لم يكونوا على الماء ، فأرسل الله السماء عليهم ليلاً حتى سال الوادي فاتخذوا الحياض كما جاء في الذكر الحكيم : (( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماءاً ليطهّركم به ويذهب رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام )) (الأنفال:11) وهذا هو سرّ بناء الأحواض لا ما ذكروه .
ثانياً : انّ البعض قد ذكروا إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) رخّص طلحة وسعيد بن زيد وعثمان في عدم المشاركة في بدر ، ثمّ ضرب لهم سهامهم من الغنائم ، وهذا أيضاً من الموضوعات! إذ جاء في بعض الكتب أنّ العلّة للتخلّف في الأوليين ـ طلحة وسعيد ـ هو التجسّس لخبر العير بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ( السيرة الحلبيّة 2/147 ، 185 ) ، وجاء في بعضها الآخر انّهما كانا في تجارة إلى الشام ( سيرة ابن هشام 2/399 ـ التنبيه والإشراف / 205 ـ الإصابة 2/229 ، وبهامشها الاستيعاب /219 ) ؛ فإذا كانت العلّة هذه ، هل يعقل أن يضرب لهما سهامهما من الغنائم ؟! خصوصاً أنّ السيوطي وغيره ينكران هذه الفضيلة لغير عثمان ( السيرة الحلبيّة 2/185 ).
وأمّا في مورد عثمان فانّ الرواية التي تذكر علّة تخلّفه، إنّها لتمريض زوجته رقيّة بأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) متعارضة مع الرواية التي تصرّح بانّ العلّة هي إصابة عثمان نفسه بالجدري ( السيرة الحلبيّة 2/185 ، 146 )، وأيضاً كان بعض المسلمين يعيّرون عثمان بعدم حضوره في بدر وهذا لا ينسجم مع رخصته فيه ، إذ كيف خفي هذا العذر على مثل عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود ( مسند أحمد 1/68 ، 75 ـ الأوائل 1/305 ـ محاضرات الأدباء للراغب 2/184 ـ الدر المنثور 2/89 ـ البداية والنهاية 7/207 ـ شرح النهج 15/21 ـ مغازي الواقدي 1/278 ـ انساب الإشراف 5/36 ـ الرياض النضرة 2/97 ). وأخيراً ، لقد جاء في حديث مناشدة علي (عليه السلام) لأصحاب الشورى ـ وفيهم طلحة وعثمان ـ قوله : (أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب ؟ قالوا : لا) ( ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ ابن عساكر ، بتحقيق المحمودي 3/93 ) وهذا يفنّد كلام القوم من الأساس !!
ثالثاً : أنّ ما يذكر من خطأ اجتهاد النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" ـ والعياذ بالله ـ في موضوع أسرى بدر لا أساس له من الصحّة ! فالآية التي يشير إليها البعض في المقام (( ما كان لنبي أن يكون له أسرى..))(الانفال:677) في وزان (إياك أعني واسمعي يا جارة) فالمقصود من الآية المسلمون لا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ أنّ الالتزام به يكون بمعنى مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأوامر الوحي وهذا محال ؛ ولكنّ المعنى إنّ الحكم الأوّلي في شـأن الأسرى ببدر كان هو القتل وهو حكم خاص بهم لا أنّ الفداء لا يحلّ أبداً في الأسرى إذ قد عمل به ـ الفداء ـ في واقعة عبد الله بن جحش قبل بدر بأزيد من عام ولم ينكره الله تعالى ( السيرة الحلبيّة 2/192 ) ، وبعدما أصرّ المسلمون على مخالفة ذلك الحكم الأوّلي ، عاتبهم الله تعالى فاستحقّوا العذاب ثم عفا عنهم ، ويدلّ عليه انّه جاء في بعض النصوص أنّ جبرئيل (عليه السلام) أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بكراهة ما صنعه قومه من أخذ الفداء وأخبره بانّ الله أمره أن يخيّرهم بين قتل الأسرى وأخذ الفداء على أن يقتل منهم في المستقبل بعددهم ، فرضوا بالفداء والشهادة ( تاريخ الخميس 1/393 ـ مصنف عبد الرزاق 5/210 ـ البداية والنهاية 3/298 ـ طبقات ابن سعد 2/14 ) وعلى الأخصّ فقد نصّ البعض على أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مال إلى القتل ( الكامل لابن الأثير 2/136 ) .
رابعاً : إنّ حديث تأبير النخل ـ بالشكل الذي نقلوه ـ لا يوافق العقل والنقل بوجوه :
منها: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان يعيش في منطقة تغصّ بالنخل فهل يعقل أنّه لم يكن يعرف تأثير تأبير النخل وفائدته وأنّ النخل لا ينتج بدونه ؟!! والحال نرى أنّ الرواية المزعومة تقول بأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) نفى لزوم التأبير فتركوه .
ومنها: كيف نصدّق بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يرضى بإدخال ذلك الضرر الجسيم عليهم ـ عدم نتاج نخلهم ـ بتصرّفه فيما ليس من اختصاصه ؟!!
ومنها: إنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) كيف يقول لهم ـ حسب الرواية المذكورة ـ أنّ العمليّة كانت من ظنونه ـ والعياذ بالله ـ وليس لهم أن يؤاخذوه بالظن ، في الوقت الذي كان يحثّ الناس على كتابة ورواية ما يصدر عنه ( تحفة الأحوذي 1/34 مروج الذهب 2/294 ـ البداية والنهاية 1/6 و 5/194 ـ ميزان الاعتدال 1/653 ـ لسان الميزان 2/298 و 4/21 ـ مسند أحمد 1/100 و 2/248 ، 403 ـ المعجم الصغير 1/162 ـ الاستيعاب 4/106 ـ فتح الباري 1/184 ، 199 ، 203 ، 246 ـ مجمع الزوائد 1/139 ، 151 وعشرات المصادر الأخرى ) .
وصفوة القول: انّ العصمة لها أدلّتها القيّمة من العقل والنقل فلا تنثلم بما نقل بخلافها مع وهن السند والدلالة .






السؤال: هل صحيح أن النبي (صلى الله عليه وآله) منع الماء عن المشركين في يوم بدر
في معركة بدر سد رسول الله صل الله عليه واله وسلم ابار الماء عن المشركين...
في حين ان الامام علي لم يمنع الماء عن معاوية وجيشه وقال: لا نفعل كما فعل الجاهلون, اي معاوية وجيشه, فهل توضحوا لنا لماذا رسول الله منع الماء والامام علي لم يمنع الماء, هل لانهم كفار وهؤلاء مسلمين ام ان هناك تفسير آخر؟
وقد يقال من بعض اعداء الاسلام ان محمد ليس رحمة للعالمين والا لماذا يمنع الماء عن الكفار وان كانوا كفارا فهو من المفترض انه رحمة للناس جميعا سواء كانو كفارا ام مسلمين.

الجواب:
الرواية الواردة بمنع النبي (صلى الله عليه وآله) المشركين عن الماء في معركة بدر معارضة بما ذكره ابن إسحاق وابن الأثير من أن المشركين وردوا الحوض فأمر النبي(صلى الله عليه وآله) المسلمين بعدم اعتراضهم. (الكامل في التاريخ 2: 122) وعند الترجيح، ترجح رواية ابن إسحاق وابن الأثير وغيرها فهي تنسجم مع الخلق الرفيع للنبي (صلى الله عليه وآله) ومبادئ الإسلام بعدم منع الماء عن أحد لأنه من المشتركات التي أباحها الله سبحانه للناس أجمعين.
وقال السيد مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)):والصحيح هو الرواية التي تقول: إن المسلمين لم يكونوا على الماء، فأرسل الله السماء عليهم ليلاً حتى سأل الوادي فأتخذوا الحياض، وشربوا وسقوا الركائب واغتسلوا وملئوا الأسقية (الواردة، في الكشاف للزمخشري 2: 203، وتفسير ابن كثير 3: 292 غير أنه لم يذكر اتخاذ الحياض، وهو كما أشار إليه تعالى، حين قال: (( إِذ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشَّيطَانِ وَلِيَربِطَ عَلَى قُلُوبِكُم وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقدَامَ )) (الأنفال:11).
وقد ذكر أيضاً أن الماء كان في مكان نزول المشركين وأما مكان نزول المسلمين فلا ماء فيه فارسل الله عليهم السماء ومن هذا يظهر أن رواية منع الماء غير صحيحة أصلاً ولا تصلح حتى للمعارضة.
(انظر الصحيح من سيرة النبي الأعظم 5: 30).







السؤال: ليس (صلى الله عليه وآله) المقصود في قوله تعالى: (لا تقل اني فاعل)
قال تعالى: (( ولا تقل اني فاعل ذلك غداً الا ان شاء الله ...)).
سؤال: كيف يخاطب القرآن النبي هكذا ونحن نعرف عصمة النبي عن الخطأ (هل النبي نسي أن يقول ان شاء الله)؟.
الجواب:
الآية الكريمة لا تنافي العصمة عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، إذ الخطاب موجّه للمكلفين والقرآن نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة. وليس هو خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم). ثم على قول من قال انه خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فليس فيه ما يسيء إلى عصمته (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ ذلك من الله تعالى تذكير له (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأن كل أمر موقوف على إرادته واشائته، فإن شاء كان وإن لم يشأ لم يكن، وهو (صلى الله عليه وآله وسلّم) غير غافل عن ذلك ، وقد شهد الله تعالى له بذلك فقال تعالى: (( وإنك لعلى خلق عظيم )) (القلم:44)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (أدّبني ربي فأحسن تأديبي). وقد كانت سنة الأنبياء تعليق كل شيء على إرادته تعالى، فقال تعالى حكاية عن موسى: (( قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمرا )) (الكهف:69) وقال حكاية عن شعيب: (( وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين ))(القصص:27) وقال حكاية عن إسماعيل: (( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) (الصافات:1022). وهكذا هي سنة الأنبياء في مخاطباتهم ، بل تعليق الفعل على إرادته سيرة الصالحين ، فكيف بخيرة الصالحين وخاتم الأنبياء والمرسلين يصدر منه خلاف إرادته تعالى ومن ثم يعاتب عليه ؟!! فثبت أن ذلك خطابٌ للمكلفين دونه (صلى الله عليه وآله وسلّم).





السؤال: آية (عبس وتولى)
فيمن نزلت الآية : (( عبس وتولى )) ؟
الجواب:
قد ذهب أبناء العامة في هذه القضية إلى أنها نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) - العياذ بالله - واعتمدوا في ذلك على أحاديث يضعف سندها، لانها تنتهي الى من لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً، لانه إما كان حينها طفلاً أو لم يكن ولد.
وورد عن أهل البيت (عليهم السلام) أنها نزلت في رجل من بني أمية.
والقرائن أيضا تدل على أنها بعيدة عن ساحة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك أن الآية تصف المعاتب بصفاتن منها أنه يتصدى للاغنياء لغناهم ويتلهى عن الفقراء لفقرهم، وهذه الصفات بعيدة عن سجايا نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ هو الذي وصفه الله بأنه (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) (التوبة: 128) .
وقال الله عن نبيه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس: (( وانك لعلى خلق عظيم )) (القلم:4)، فكيف يصدر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الامر المنافي للأخلاق؟!! ولقد نزلت آية الانذار: (( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين )) (الشعراء:215) قبل سورة عبس بسنتين فهل نسي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك؟! وإذا كان نسي فما الذي يؤمننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضا ؟!! وفي قوله تعالى عن الرسول: (( ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )) (الاحزاب:21).
ومن يتمعن هذه الآيات يجد أنها خبر محض ولم يصرَّح فيها بالمخبر عنه وقوله تعالى: (( وما يدريك )) (عبس:33) ليس الخطاب فيها لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وانما هو التفات من الغيبة الى الخطاب مع العابس نفسه ، فالآية في ظاهرها لا تدل أنها فيمن نزلت وانما يفسرها لنا أهل البيت(عليهم السلام) وهم الثقل الثاني الذي به نعتصم من الضلال، فورد عنهم: أنها نزلت في رجل من بني أمية.
وعن الصادق (عليه السلام) قال : ان رسول الله كان اذا رأى ابن مكتوم وهو الرجل الاعمى الذي وفد على النبي يقول : (مرحباً مرحباً ، لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا).
وكان يريد الرسول بذلك التعريض بمن صدر منه ذلك في حق ابن أم مكتوم كأنّه يقول له : والله أنا لا اعاملك كما عاملك فلان .
فمدلول الآية يكون كالتالي :
(( عبس وتولى )) ذلك الرجل من بني أمية (( أن جاءه الأعمى * وما يدريك )) هذا التفات من الغيبة الى الخطاب مع العابس نفسه (( لعله يزّكى * او يذكر فتنفعه الذكرى * اما من استغنى فانت )) أيها العابس الغني (( له تصدى )) لاهداف دنيوية (( وما عليك )) أيها العابس (( الا يزكى )) على يد شخص أخر ممن هو في المجلس كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (( واما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت )) ايها العابس (( عنه تلهى )) لاهداف دنيوية .
هذا، ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرّفت هذا الموقف لتدافع عن بني أمية غفلة منها أن ذلك يكون سبب ليتشبث به المخالفون للاطاحة بمكانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

تعليق على الجواب (1)
لدي سؤال وهو : انّ أهل السنة وعلمائهم يفسرون الآيات الأولى من سورة (عبس) في الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) , فيقولون : ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي عبس بوجهه وولّى عن ابن أم مكتوم , إلى نهاية الحادثة التي يروونها .
أما مرادي من حضرتكم الغالية : هل جميع أهل السنة يقولون بهذا القول ؟ وإذا وجد من يقول بخلاف هذا القول الرجاء منكم ارشادي الى المصدر إن أمكن .
هذا ودمتم مسددين إن شاء الله لكل خير .
الجواب:
إن هناك جملة من كبار علماء السنة ومفسريهم , لا يسلّم أن خطاب (( عبس وتولى )) متوجه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) , لأنه ليس من صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العبوسة , ومن هؤلاء :
1- الامام فخر الدين الرازي , المتوفى 606 هـ , في كتابه (عصمة الانبياء ص 137 ـ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) .
2- القاضي عياض اليحصبي , المتوفى 544 هـ , في كتابه (الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2/161 ـ ط دار الفكر ـ بيروت) .
3- الزركشي , المتوفى 794 هـ , في كتابه (البرهان في علوم القرآن 2/242 ـ ط دار احياء الكتب العربية ـ القاهرة) .
4- الصالحي الشامي , المتوفى 942 هـ , في كتابه (سبل الهدى والرشاد 11/474 ـ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) .

تعليق على الجواب (2)
لقد قرأت جوابكم الكريم عن مسألة آية (( عبس وتولى )) , وقد دخلت في مناقشة مع أحد المشايخ السنة, وطلب مني شيئاً تفصيلاً عن الموضوع، فهل تستطيعون أن تساعدوني على هذا, ولكم الأجر والثواب
الجواب:
لقد بحث هذه المسألة بشكل مفصّل المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ج 3 ص 155) ننقل لكم نصّه :
ويذكر المؤرخون بعد قضية الغرانيق ، القضية التي نزلت لأجلها سورة عبس وتولى ، المكية ، والتي نزلت بعد سورة النجم .
وملخص هذه القضية : أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يتكلم مع بعض زعماء قريش ، ذوي الجاه والمال ، فجاءه عبد الله بن أم مكتوم ـ وكان أعمى ـ فجعل يستقرئ النبي (صلى الله عليه وآله) آية من القرآن ، قال : يا رسول الله ، علّمني مما علّمك الله .
فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعبس في وجهه وتولى ، وكره كلامه ، وأقبل على أولئك الذين كان (صلى الله عليه وآله) قد طمع في إسلامهم ، فأنزل الله تعالى : ((عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى ، وما يدريك لعله يزكى ، أو يذكر فتنفعه الذكرى ، أما من استغنى ، فأنت له تصدى ، وما عليك ألا يزكى ، وأما من جاءك يسعى ، وهو يخشى ، فأنت عنه تلهى )) (عبس:1 ـ 10) .
وفي رواية : أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كره مجيء ابن أم مكتوم وقال في نفسه : يقول هذا القرشي : إنما أتباعه العميان والسفلة ، والعبيد ، فعبس (صلى الله عليه وآله وسلم) إلخ .. ( وكأن ذلك الزعيم لم يكن يعلم بذلك !! وكأن قريشاً لم تكن قد صرحت بذلك وأعلنته !! ) .
وعن الحكم : ما رؤي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد هذه الآية متصدياً لغني ، ولا معرضاً عن فقير .
وعن ابن زيد : لو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئاً من الوحي ، كتم هذا عن نفسه .(راجع في هذه الروايات : مجمع البيان 10 / 437 ، والميزان عن المجمع ، وتفسير ابن كثير 4 / 470 عن الترمذي ، وأبي يعلى ، وحياة الصحابة 2 / 520 عنه ، وتفسير الطبري 30 / 33 ، والدر المنثور 6 / 314 ).
وأي تفسير قرآن آخر لغير الشيعة ؛ فإنك تجد فيه الروايات المختلفة التي تصب في هذا الاتجاه ، فراجع الأخير على سبيل المثال .
فابن زيد يؤكد بكلامه هذا على مدى قبح هذا الأمر ، وعلى مدى صراحة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حتى إنه لم يكتم هذا الأمر ، رغم شدة قبحه وشناعته ! .
لقد أجمع المفسرون ، وأهل الحديث ، باستثناء شيعة أهل البيت (عليهم السلام) على أصل القضية المشار إليها .
ونحن نرى : أنها قضية مفتعلة ، لا يمكن أن تصح ، وذلك:
أولاً : لضعف أسانيدها ، لأنها تنتهي : إما إلى عائشة ، وأنس ، وابن عباس ، من الصحابة ، وهؤلاء لم يدرك أحد منهم هذه القضية أصلاً ، لأنه إما كان حينها طفلاً ، أو لم يكن ولد . (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 1588) . أو إلى أبي مالك - الظاهر أن المراد به أبا مالك الأشجعي ، المشهور بالرواية ، وتفسير القرآن ، وهو تابعي – والحكم ، وابن زيد ، والضحاك ، ومجاهد ، وقتادة ، وهؤلاء جميعاً من التابعين فالرواية مقطوعة ، لا تقوم بها حجة .
وثانياً : تناقض نصوصها (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 1588) حتى ما ورد منها عن راو واحد ، فعن عائشة في رواية : إنه كان عنده رجل من عظماء المشركين ، وفي أخرى عنها : عتبة وشيبة . وفي ثالثة عنها : في مجلس فيه ناس من وجوه قريش ، منهم أبو جهل ، وعتبة بن ربيعة . وفي رواية عن ابن عباس : إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يناجي عتبة ، وعمه العباس ، وأبا جهل . وفي التفسير المنسوب إلى ابن عباس : إنهم العباس ، وأمية بن خلف ، وصفوان بن أمية . وعن قتادة : أمية بن خلف . وفي أخرى عنه : أبي بن خلف . وعن مجاهد : صنديد من صناديد قريش ، وفي أخرى عنه : عتبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف .
هذا ، عدا عن تناقض الروايات مع بعضها البعض في ذلك ، وفي نقل ما جرى ، وفي نص كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ونص كلام ابن أم مكتوم .
ونحن نكتفي بهذا القدر ، ومن أراد المزيد فعليه بالمراجعة والمقارنة .
وثالثاً : إن ظاهر الآيات المدعى نزولها في هذه المناسبة هو أنه كان من عادة هذا الشخص وطبعه وسجيته وخلقه : أن يتصدى للغني ، ويهتم به ولو كان كافراً ويتلهى عن الفقير ولا يبالي به أن يتزكى ، ولو كان مسلماً .
وكلنا يعلم: أن هذا لم يكن من صفات وسجايا نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولا من طبعه وخلقه .
كما أن العبوس في وجه الفقير ، والإعراض عنه ، لم يكن من صفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى مع أعدائه ، فكيف بالمؤمنين من أصحابه وأودائه ، (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 158 ، والميزان 20 / 203 ، وتنزيه الأنبياء 119 ، ومجمع البيان 1 / 437 ). وهو الذي وصفه الله تعالى بأنه (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) (التوبة:1288). بل لقد كان من عادته (صلى الله عليه وآله وسلم) مجالسة الفقراء ، والاهتمام بهم ، حتى ساء ذلك أهل الشرف والجاه ، وشق عليهم ، وطالبه الملأ من قريش بأن يبعد هؤلاء عنه ليتبعوه ، وأشار عليه عمر بطردهم ، فنزل قوله تعالى : (( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون جهه )) (راجع : الدر المنثور 3 / 12) .
ويظهر : أن الآية قد نزلت قبل الهجرة إلى الحبشة لوجود ابن مسعود في الرواية ، أو حين بلوغهم أمر الهدنة ، ورجوعهم إلى مكة .
ولكن يبقى إشكال أن ذكر عمر في هذا المقام في غير محله ، لأنه لم يكن قد أسلم حينئذ لأنه إنما أسلم قبل الهجرة إلى المدينة بيسير .
كما أن الله تعالى قد وصف نبيه في سورة القلم التي نزلت قبل سورة عبس وتولى بأنه على خلق عظيم ، فإذا كان كذلك ، فكيف يصدر عنه هذا الأمر المنافي للأخلاق ، والموجب للعتاب واللوم منه تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهل كان الله ـ والعياذ بالله ـ جاهلاً بحقيقة أخلاق نبيه ؟ أم أنه يعلم بذلك ، لكنه قال هذا لحكمة ولمصلحة اقتضت ذلك ؟ نعوذ بالله من الغواية ، عن طريق الحق والهداية .
ورابعاً : إن الله تعالى يقول في الآيات : (( وما عليك ألا يزكى )) ، وهذا لا يناسب أن يخاطب به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لأنه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم . وكيف لا يكون ذلك عليه ، مع أنه هو مهمته الأولى والأخيرة ، ولا شيء غيره ، ألم يقل الله تعالى : (( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )) (البقرة:129) . فكيف يغريه بترك الحرص على تزكية قومه (تنزيه الأنبياء 119) .
خامساً : لقد نزلت آية الإنذار : (( وأنذر عشيرتك الأقربين ، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين )) (الشعراء:214 ـ 2155) قبل سورة عبس بسنتين، فهل نسي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنه مأمور بخفض الجناح لمن اتبعه ؟ وإذا كان نسي ، فما الذي يؤمننا من أن لا يكون قد نسي غير ذلك أيضاً؟ وإذا لم يكن قد نسي ، فلماذا يتعمد أن يعصي هذا الأمر الصريح ؟!
سادساً : إنه ليس في الآية ما يدل على أنها خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل الله سبحانه يخبر عن رجل ما أنه : ( عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى ) ثم التفت الله تعالى بالخطاب إلى ذلك العابس نفسه ، وخاطبه بقوله : (( وما يدريك لعله يزكى... )) إلخ .
سابعاً : لقد ذكر العلامة الطباطبائي : أن الملاك في التفضيل وعدمه ليس هو الغنى والفقر ، وإنما هو الأعمال الصالحة ، والسجايا الحسنة ، والفضائل الرفيعة ، وهذا حكم عقلي وجاء به الدين الحنيف ، فكيف جاز له (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخالف ذلك ، ويميز الكافر لما له من وجاهة على المؤمن ؟ (الميزان 20 / 303) .
والقول : بأنه إنما فعل ذلك لأنه يرجو إسلامه ، وعلى أمل أن يتقوى به الدين ، وهذا أمر حسن ، لأنه في طريق الدين ، وفي سبيله ، لا يصح ، لأنه يخالف صريح الآيات التي تنص على أن الذم له كان لأجل أنه يتصدى لذاك الغني لغناه ، ويتلهى عن الفقير لفقره ، ولو صح هذا ، فقد كان اللازم أن يفيض القرآن في مدحه وإطرائه على غيرته لدينه ، وتحمسه لرسالته ؛ فلماذا هذا الذم والتقريع إذن .
ونشير أخيراً : إلى أن البعض قد ذكر : أنه يمكن القول بأن الآية خطاب كلي مفادها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا رأى فقيراً تأذى وأعرض عنه .
والجواب :
1- إن هذا يخالف القصة التي ذكروها من كونها قضية في واقعة واحدة لم تتكرر .
2- إذا كان المقصود هو الإعراض عن مطلق الفقير ؛ فلماذا جاء التنصيص على الأعمى ؟! .
3- هل صحيح أنه قد كان من عادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك ؟ !! .
المذنب رجل آخر :
فيتضح مما تقدم : أن المقصود بالآيات شخص آخر غير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويؤيد ذلك : ما روي عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : (كان رسول الله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال : مرحباً ، مرحباً ، والله لا يعاتبني الله فيك أبداً . وكان يصنع به من اللطف ، حتى يكف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما كان يفعل به) ( تفسير البرهان 4 / 428 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 509 ، ومجمع البيان 10 / 437) .
فهذه الرواية تشير إلى أن الله تعالى لم يعاتب نبيه في شأن ابن أم مكتوم ، بل فيها تعريض بذلك الرجل الذي ارتكب في حق ابن أم مكتوم تلك المخالفة ، إن لم نقل : إنه يستفاد من الرواية نفي قاطع حتى لإمكان صدور مثل ذلك عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بحيث يستحق العتاب والتوبيخ ؛ إذ لا معنى لهذا النفي لو كان الله تعالى قد عاتبه فعلاً .
هذا، ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرفت هذه الكلمة ؛ فادعت أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول : (مرحبا بمن عاتبني فيه ربي)!! . فلتراجع كتب التفسير ، كالدر المنثور وغيره . والصحيح هو ما تقدم .
سؤال وجوابه :
ولعلك تقول : إنه إذا كان المقصود بالآيات شخصاً آخر ؛ فما معنى قوله تعالى : (( فأنت له تصدى ))، وقوله : (( فأنت عنه تلهى )) فإن ظاهره : أن هذا التصدي والتلهي من قبل من يهمه هذا الدين ؛ فيتصدى لهذا ، ويتلهى عن ذاك؟
فالجواب : أنه ليس في الآيات ما يدل على أن التصدي كان لأجل الدعوة إلى الله أو لغيرها . فلعل التصدي كان لأهداف أخرى دنيوية ، ككسب الصداقة ، أو الجاه ، أو نحو ذلك . وقوله تعالى : (( لعله يزكى )) ليس فيه أنه يزكى على يد المخاطب ، بل هو أعم من ذلك ، فيشمل التزكي على يد غيره ممن هم في المجلس ، كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو غيره .
ثم لنفرض : أنه كان التصدي لأجل الدعوة ، فإن ذلك ليس محصوراً به (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فهم يقولون : إن غيره كان يتصدى لذلك أيضاً ، وأسلم البعض على يديه ، لو صح ذلك ! .
الرواية الصحيحة :
وبعد ما تقدم ، فإن الظاهر هو أن الرواية الصحيحة ، هي ما جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ فجاءه ابن أم مكتوم .
فلما جاءه تقذر منه ، وعبس في وجهه ، وجمع نفسه ، وأعرض بوجهه عنه ، فحكى الله سبحانه ذلك عنه ، وأنكره عليه) (مجمع البيان 10 / 437 ، وتفسير البرهان 4 / 428 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 509) .
ويلاحظ : أن الخطاب في الآيات لم يوجه أولاً إلى ذلك الرجل ؛ بل تكلم الله سبحانه عنه بصورة الحكاية عن الغائب : إنه عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى . ثم التفت إليه بالخطاب ، فقال له مباشرة : وما يدريك . ويمكن أن يكون الخطاب في الآيات أولاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، من باب : إياك أعني واسمعي يا جارة ، والأول أقرب ، وألطف ذوقاً .
إتهام عثمان :
وبعض الرويات تتهم عثمان بهذه القضية ، وأنه هو الذي جرى له ذلك مع ابن أم مكتوم (تفسير القمي 2 / 405 ، وتفسير البرهان 4 / 427 ، وتفسير نور الثقلين 5 / 508) . ولكننا نشك في هذا الأمر ، لأن عثمان قد هاجر إلى الحبشة مع من هاجر فمن أين جاء عثمان إلى مكة ، وجرى منه ما جرى ؟! .
إلا أن يقال : إنهم يقولون : إن أكثر من ثلاثين رجلاً قد عادوا إلى مكة بعد شهرين من هجرتهم كما تقدم ، وكان عثمان منهم ثم عاد إلى الحبشة (سيرة ابن هشام 2 / 3) .
وعلى كل حال ، فإن أمر اتهام عثمان - ونحن نجد في عثمان بعض الصفات التي تنسجم مع مدلول الآية ، كما يشهد له قضيته مع عمار حين بناء المسجد في المدينة - أو غيره من بني أمية ، لأهون بكثير من اتهام النبي المعصوم ، الذي لا يمكن أن يصدر منه أمر كهذا على الإطلاق ، وإن كان يهون على البعض اتهام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بها أو بغيرها ، شريطة أن تبقى ساحة قدس غيره منزهة وبريئة !! .
تاريخ هذه القضية :
ونسجل أخيراً : تحفظاً على ذكر المؤرخين لرواية ابن مكتوم ونزول سورة عبس ، بعد قضية الغرانيق ؛ فإن الظاهر هو أن هذه القضية قد حصلت قبل الهجرة إلى الحبشة لأن عثمان كان قد هاجر إلى الحبشة قبل قضية الغرانيق بشهرين كما يقولون ، إلا أن يكون عثمان قد عاد إلى مكة مع من عاد بعد أن سمعوا بقضية الغرانيق كما يدعون .
أعداء الإسلام وهذه القضية :
ومما تجدر الإشارة إليه هنا : أن بعض المسيحيين الحاقدين قد حاول أن يتخذ من قضية عبس وتولى وسيلة للطعن في قدسية نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) (راجع : الهدى إلى دين المصطفى 1 / 158 ) ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
فها نحن قد أثبتنا : أنها أكاذيب وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان .

تعليق على الجواب (3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أرجوا من كرمكم أن تبينوا المصادر الضعيفة حول موضوع ( عبس وتولى ) ومع الأدلة الصحيحة غير القرآن إن أمكن .
.
الجواب:
هناك بيانات وافية حول علّة ضعف الروايات الواردة في تفسير هذه الآية بالنبي (صلى الله عليه وآله) وابن أم مكتوم.. ويمكنكم للإطلاع على مظان الروايات المشار إليها في الجواب أعلاه مراجعة كتاب (فتح الباري ـ لأبن حجر 15: 37)، و(تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي 4: 155) أو بالعودة إلى المصادر الأم وهي (سنن الترمذي 5: 103، المستدرك للحاكم 2: 514، 3: 634، صحيح أبن حبان 2: 294، مسند أبي يعلى 5: 431، المعجم الأوسط 9: 155، المعجم الكبير 8: 224).

تعليق على الجواب (4)
اللهم صل على محمد وال محمد
اود ان اعرف هل هناك ايات اخرى فى كتاب الله تشابه هذه الايات ويوجه فيها الله خطابه الى شخص اخر غير النبى بهذه الطريقة؟
وهل هناك من علمائنا من يرى ان الايات نزلت فى النبى الاعظم ام هناك اجماعا على نزولها فى غير النبى.؟

الجواب:
إننا لا نسلّم بأن آية (عبس وتولى) يراد بها النبي (صلى الله عليه وآله) كما يوحي إليه سؤالك وقولك (بهذه الطريقة) ... فالآية منذ البدء لم تكن نازلة بحق النبي (صلى الله عليه وآله) حتى نأتيك بآية شبيهة لها.
نعم, قد وردت آيات كثيرة في القرآن على طريقة (إياك أعني واسمعي يا جارة) مثل قوله تعالى: (( وَلَقَد أُوحِيَ إِلَيكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ )) (الزمر:655), مع علم المولى سبحانه ان نبيّه الأكرم (صلى الله عليه وآله) لا يشرك ولن يشرك لمحل العصمة عنده.
وأما سؤالك الثاني فنرجو مراجعة موقعنا على الإنترنيت وتحت العنوان: (الأسئلة العقائدية/حرف النون/ النبي محمد(ص)/ السؤال الخاص بآية عبس وتولى).

تعليق على الجواب (5)
ولكن لعلّ لسائل أن يسأل: كيف ينزل الله ما يقارب ثمان آيات يخاطب فيها شخص غير رسول الله بقوله (( فأنت له تصدى ))، و (( فأنت عنه تلهى )).. وغيرها من الآيات التي تستعمل ضمير المخاطب؟
هل القرآن منزّل على الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلّم) أم على عثمان؟
الجواب:
1- انّه لا غرابة في أن يخاطب الله تعالى شخصاً غير رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بثمان آيات أو أكثر. فلطالما تكون الآيات الكريمة في صدد الإرشاد الى الصواب والخير فما المانع من ذلك.
2- انّ من أوضح الواضحات نزول القرآن الكريم على النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم). ولا غرابة في أن يخاطب القرآن الكريم عثمان أو غيره.
أما سمعت قوله تعالى: (( كَيفَ تَكفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُم أَموَاتًا فَأَحيَاكُم ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحيِيكُم ... )) (البقرة:28), (( فَمَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ )) (يونس:35), (( مَا لَكُم إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلتُم إِلَى الأَرضِ أَرَضِيتُم بِالحَيَاةِ الدُّنيَا... )) (التوبة:38), (( وَكَيفَ تَكفُرُونَ وَأَنتُم تُتلَى عَلَيكُم آيَاتُ اللَّهِ...)) (آل عمران:101), (( فَذُوقُوا العَذَابَ بِمَا كُنتُم تَكفُرُونَ )) (آل عمران:106), (( هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ * اصلَوهَا اليَومَ بِمَا ... ))(يس:63-64).




السؤال: تنزيه النبي (صلى الله عليه و آله) في قضية زوجة زيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأدامكم الله ووفقكم للخير, وسدد خطاكم لنصرة الدين الحنيف.
سؤالي هو حول موقف علمائنا ورأيهم في الرواية الواردة في عيون أخبار الرضا (ع) ج1 ص203 عن علي بن محمد بن الجهم, أن المأمون سأل الامام الرضا(ع) مجموعة من الاسئلة, منها أنه سأله عن قوله تعالى: (( وإذا تقول للذي أنعم الله عليه...)) وأن الإمام الرضا (ع) أجاب: إن رسول الله (ص) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي في أمر اراده فرأى أمراته تغتسل, فقال: سبحان الذي خلقك... الخ وما في هذا الخبر من إساءة لرسول الله (ص).

الجواب:
انه من المؤسف تسامح البعض في تعابيره بشكل يمنح الأعداء حرية الطعن في مقام النبوة، في الوقت الذي يمكن أن يفهم من القرائن الموجودة في نفس الآية وسبب النزول والتاريخ أن الامر ليس بشكل معقد.
إن زيداً كان عبداً للنبي (صلى الله عليه وآله) وأعتقه وكان ابناً له بالتبني، وكان الابن بالتبني طبقاً للسنة الجاهلية يتمتع بكل أحكام الابن الحقيقي، ومن جملتها حرمة الزواج بزوجة الابن المتبنى المطلقة.
وفي البداية خطب النبي (صلى الله عليه وآله) ابنة عمته زينب لزيد ، ولكنها رفضت لانها كانت ترى أن موقعها الاجتماعي أعلى من زيد ، فنزلت الآية الكريمة تهدد مخالفة الله سبحانه ورسوله بقولها تعالى: (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) (الاحزاب:366) فرضخت زينب، وكان المقصود من وراء ذلك كسر سنة جاهلية تقتضي بأن المؤمن ليس كفوا للمؤمنة، ولكن لم يستمر الزواج طويلاً لحدوث خلاف بين الزوجين، فصمم زيد على طلاقها، وصمم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدوره جبراً لخاطر زينب ان يتزوج بها إذا ما طلقها زيد ليحقق الى جنب ذلك هدفاً آخر وهو هدم سنة جاهلية أخرى ويوضّح جواز الزواج بزوجة الابن المتبنى، ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاف إبراز ما أضمره خشية من المجتمع وسننه الباطلة فطلب منه الله سبحانه أن لا يخشى الناس مما صمم عليه بل عليه أن يخشى الله وحده، وعلى هذا نفهم ان هدف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هدف نبيل قصد من ورائه هدم سنتين جاهليتين.
وإذا كانت التهمة الموجّهة الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صحيحة وانه كان يعجبه جمال زينب! فلماذا لم يخطبها في البداية لنفسه وهي ابنة عمته بل خطبها لزيد؟! ولماذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يمنع زيداً من طلاق زينب في حين أن المناسب على تقدير رغبته في جمالها عدم تشجيعه على ابقاء الزوجية (( واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله )) (الاحزاب:37) ؟
على ان القرآن أوضح الهدف من الزواج المذكور وانه ليس جمال زينب بل هو شيء آخر (( فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهنَّ وطراً )) (الاحزاب :37).
وأما ما جاء في (عيون أخبار الرضا (ع))، فلا نرى اشتماله على قدح في مقام النبوة، لأن الرواية هكذا: (ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولداً يحتاج الى هذا التطهير والاغتسال...).
والقدح المتصور هو من احدى جهتين: فهو إما من جهة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رآها تغتسل، ولكن من الواضح ان الرواية لم تقل رآها عارية، وانما المقصود رآها مشغولة بالغسل، والمناسب أن تكون مستورة، أو من جهة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، عبّر بما يوحي بتأثير جمالها عليه، وهذا القول مردود لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل سبحان الذي خلق جمالك، وإنما نزّه الله سبحانه من مقالة من قال (ان الله قد اتخذ بنات)، انه كيف يتخذ بنتاً وهي تحتاج الى التطهير والاغتسال!!
ونضيف أيضاً: إن لهذه الروايات أسانيد أخرى وعن عدة من الأئمة وليست منحصرة بهذا السند: كما في (تفسير القمي) وأوردها المجلسي في (البحار) والحويزي في (نور الثقلين) والصافي في تفسيره، وغيرهما فراجع. ونتكلم في اسانيدها ومتنها:
أ- هذه الرواية وردت بسندين مرة عن طريق علي بن الجهم وأن السائل هو المأمون، وأخرى في الرواية التي قبلها أن السائل كان علي بن الجهم نفسه، نقلها أبو الصلت الهروي، وهذه الرواية بالخصوص تخلو مما ورد في رواية علي بن الجهم من رؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب.
ب- وردت الرواية المتضمنة لرؤية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب بأسانيد أخرى في (تفسير القمي) - ولنا في تفسير القمي وتوثيق رجاله بحث نخالف فيه رأي السيد الخوئي في (معجم رجال الحديث) لا يسع المجال هنا لبسطه، وملخصه أن رواياته على قسمين أحدها عن طريق أبي الجارود الزيدي، والاخرى برواية علي بن إبراهيم، وان توثيق رجال التفسير المذكور في مقدمة التفسير لم يكن من علي بن إبراهيم وانما كان من جامعه أو راويه -.
ج- ولكن مع ذلك قد يكون من الصعب التفصي عن الرواية بالطعن في السند لأنك كما تعرف ستدعم الروايات بعضها بعضاً، فقد يقال على رواية علي بن الجهم أنه تابعه فلان وفلان وبعضهم لا روي إلا عن ثقة مثل ابن أبي عمير فلاحظ.
د- ولكن يمكن الجمع بين الروايات ومعارضة متونها مع بعضها، فان إحداها لا تذكر الرؤية والبقية الاخرى وان أتفق مضمونها على حدوث الرؤية من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لزينب ولكن الكيفية التي رآها النبي (صلى الله عليه وآله) عليها متضاربة جداً فيها، وأحسنها ما في رواية علي بن الجهم إذ فيه تنزيهاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
و- قد حمل بعض علمائنا هذه الرواية على التقية، وذلك لمقام المأمون وحضور علماء العامة في المجلس ومنهم نفس علي بن الجهم. فحملوا جواب الامام (عليه السلام) تنزيلاً على ما ذكره العامة في كتبهم إذ في أحد الروايات يطرح السائل أقوال علماء العامة في المسألة ثم يجيبه عليها الإمام (عليه السلام).


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:48 PM   #6
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: رواية أهل السنة بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يرقص بأكمامه؟
أود أن أسأل : هل توجد رواية في كتب الحديث لدى العامة تقول:بأن رسول الله يرقص بأكمامه حين دخوله للمدينة و حين غناء النساء و الصبيان بـ : (( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع )) ؟.
الجواب:
نعم, قد جائت هذه العبارة ( الرقص بالأكمام ) في نقل العلامة الحلي (ره) عن أهل السنة (دلائل الصدق 1/621 ـ 622 , دار العلم , القاهرة). والذي يؤيد هذا الموضوع في المقام: هو أن الفضل بن روزبهان ـ وهو من أعلام العامة ـ وفي مجال نقضه كلام العلامة , لم يرد هذا المطلب, الأمر الذي يورث الاطمئنان في النفس بأن الحديث كان موجوداً في بعض مصادر أهل السنة, وإن حذفته بعض الأيادي الأثيمة دفاعاً عن مذهبهم.

تعليق على الجواب (1)
تعقيبا على قولكم إن النبي يرقص باكمامه..وتدعون إنه تم حذفه..اقول..ليس من ديدن أهل السنة حذف شيئا اذا كان صحيحا..أما زعمكم بأن ذاك الشخص ذكر ذلك في كتابه..فعلى الاقل..كان ذهبتم للمصدر الذي نقله منه..أما التدليس فهو ديدن الذي يحذفون النصوص..ومن يطلع على كتاب الغيبة على موقعكم يجد كم صفحه ملغية
الجواب:
قبل أن نوضح ما أشكل عليك, نود أن تراجع كلام العلاّمة الحلي بتمامه في كتاب دلائل الصدق الذي ورد من ضمنه دعواه بوجود حديث عند أهل السنّة ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه يرقص باكمامه على صفحتنا تحت عنوان (المكتبة العقائدية /رد الشبهات / دلائل الصدق الجزء الرابع الصفحة 74 – 75). وتقرأ جواب الفضل بن روزبهان عليه في الصفحة التي بعدها (76).
فتلاحظ جلياً أن الفضل بن روزبهان مع أنه كان في مقام الرد بكل ما يستطيع لم يعترض على نسبة هذه الرواية لأهل السنّة ولا قال أنها لم تروَ أو كذب أو رويت بسند ضعيف ولا نلتزم بها وما شاكل ذلك.
وعليه نقول: أنا عندما رجحنا وجود مثل هذه الرواية ثم حذفها لم يكن ادعاءاً مجرداً بلا قرينة واعتماداً على قول العلاّمة (وهو كاف عندنا) فقط , وإنّما كان الترجيح تبعاً لعدم اعتراض الفضل على نسبة مثل هذه الرواية لهم وأن كل من يقرأ كلامهما معاً - أي الدليل للعلاّمة والرد لفضل بن روزبهان - يصل إلى نفس النتيجة لو كان محايداً منصفاً,حينما لا يجد مع أنا لا نجد مثل هذه الرواية فيما بين أيدينا من الكتب.مع أن هناك شواهد تدعم ما نقول منها ما رواه الترمذي في باب فضائل عمر بن الخطاب ح 3690, وأحمد بن حنبل في مسنده في أحاديث بريدة ح 23039 , ومنها ما رواه أبو يعلى في مسنده عن ثابت عن أنس ح 3409.
وهناك تنبيه يتعلق بالموضوع بالجملة وهو أنك إذا راجعت كلام العلاّمة الحلي تجده في صدد اثبات دعوى مفادها أن أهل السنّة قد نسبوا كثيراً من النقص إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الجزء الرابع الصفحة 64) وأخذ يورد الشواهد على ذلك ومنها هذا الحديث الذي ذكره أي أن هذا الحديث شاهد من الشواهد ودليل من أدلة كثيرة على مدعاه, وهو قرينة أخرى على قبول قوله, فإنه لم يأتِ به متفرداً كدليل أوحدي على مدعاه وإنّما جاء به من ضمن أدلة أخرى ثابتة النسبة إلى أهل السنّة.
وتنبيهنا :هو أنه لم يأتِ بما نسبه إلى أهل السنّة في هذا الحديث كمدعىًً برأسه وإنّما جاء به من ضمن أدلته وشواهده على مدعاه وهو نسبة النقص إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم – أعوذ بالله – من قبل أهل السنّة, فلو فرضنا أن ما قاله ونسبه لم يثبت , فإنه لا يؤثر على أصل مدعاه بعد أن ثبتت أدلته وشواهده الأخرى, فما ترومه من اشكالك من نسبة التدليس فيها حتى لو ثبت لا يفيدك في رد أصل الدعوى, فتأمل.
وملاحظة أخيرة: وهي أنك لو رجعت إلى جوابنا على الصفحة والذي اعترضت عليه لا تجده يخرج عن هذا التفصيل وهو ترجيح قول العلاّمة بما نسبه إلى أهل السنّة من خلال سكوت الفضل بن روزبهان عليه وعدم تكذيبه. فلاحظ.
أما بخصوص تحريف أهل السنّة فراجع كتاب (التحريفات والتصرفات في كتب السنّة) للعلاّمة الميلاني على صفحتنا (المكتبة العقائدية).

تعليق على الجواب (2)
تقيم الحجة علي بحوار لا نعرف اساسه ولا وقائعه..ومع شخص...صوفي؟
الله المستعـان وتريد أن تلزم أهل السنة والجماعه بقول((اذا كان هذا حدث))بقول وحوار شخص صوفي..يأخذ بالضعيف ايضا...سبحان الله
واعقب ايضا..سكوت الصوفي عن الرد..ليس دليلا على اثبات الأمر...لعله جاهل..وهو كذلك..لأنني قرأت ايضا بالجزء السادس من نفس الكتاب حول ضرب سيدنا موسى عليه السلام لملك الموت..رأيت رده((إن كان صحيحا هذا رده))فهو جاهل...لأن ملك الموت عندما جاء لسيدنا موسى..جاءه على شكل آدمي كما جاءت الملائكة لسيدنا ابراهيم عليه السلام.. يعني هو لم يعرف إنه ملك الموت..وطبعا من يأتيني يقول سآخذ
عمرك ((سافهما طبيعيا إنه سيقتلني))وطبيعة سيدنا موسى إنه قوي البنية حاد الطبع..وموقفه من لكزه للمصري وقتله..أكبر دليل على حدته وتسرعه وقوته فإذا كان هذا الصوفي لا يعرف يرد..نقول..ابحثوا عن شخص يعرف كيف يرد..ونحن متواجدين ونرد وبالادله والبراهين...ولكن لا تقيم علي الحجة بصوفي قبوري..وانتم تعلمون ماذا حدث للصوفيين في عهد المجلسي أما احالتك لي لمراجعة كتب الميلاني..
اقول: أنا لا أقرأ لشخص يقول إنه يعتقد بأن هناك بعض آيات القرآن ليست في مكـانها..وعندما سألنا اتباعه لكي ينقلوا السؤال إليه وهو السؤال التالي..فأين مكان تلك الآيات..؟؟لم نجد جوابا فكيف تريد مني أن اقرأ لشخص يطعن بكتاب الله ويقول ذلك القول وهو موجود في كتابه بعنوان عدم تحريف القرآن
الله المستعـان
الجواب:
1- اننا لم نقم الحجة عليك في شيء من هذا الموضوع وانما هو سؤال وجه الينا من قبل احد الاخوة فاجبناه عن اصل الموضوع وفي أي كتاب ذكر، وانت عندما علقت عليه فهذا شأنك ونحن وضحنا لك ما يتعلق به قدر الامكان.
وهل تظن أننا نقيم الحجة اللازمة على اهل السنة أو على الوهابية بمثل هذا، أو تظن أننا عندما نريد أن نبطل ما يعتقد به مخالفونا نستدل بمثل هكذا استدلال. يا أخي هذا الذي ورد، أولاً ليس دليلاً مستقلاً وانما هو جزء من دليل بل مؤيد للديل.
وثانياً: أصل المطلب كان في بيان سلوك فرقة من المسلمين هي أهل السنة اتجاه رسول الله(ص) من انتقاصه ونسبة ما يشين اليه ـ اعوذ بالله ـ وهو ليس اصلاً من اصول الدين عندهم وانما اردنا واراد العلامة بيان بعض باطلهم . وعيّنة من رواياتهم فكانك تركت اللب وتشبثت بالقشر.
2- ثم انا قد بينا لك اساس الكلام وواقعه ومن هما المتكلمان واين تجده فكيف تقول لا نعرف اساسه ولا وقائعه!!
3- نعم ان الفضل بن روزبهان صوفي ولكن لا يمكن لك أن تنكر كونه شافعي الفروع اشعري الاصول وانه عالم من علماء اهل السنة له مؤلفات كثيرة وقرأ الحديث على علماء كالسخاوي وأن من كان هكذا لا يمكن لاحد ان يصفه بالجهل إلا المكابر وان اتهامه بالأخذ بالضعيف لا يعدو تهمة تنسب الى عامة الصوفية من قبل مخالفيهم وتريد أنت أن تلصقها به شخصياً دون دليل.
ثم حتى لو كان قد اقر بضعف هذا الحديث ، فلا العلامة ولا نحن قد قلنا أن حديث الرقص بالأكمام صحيح وإنما دعوى العلامة كانت وجود الرواية فقط. فلاحظ.
وهناك شيء يبدو من ظاهر كلامك انك تنفي كون الفضل بن روز بهان من أهل السنة وتعبر (أهل السنة والجماعة) ونحن نعرف ما تقصد ولذلك بحزم أنك من الوهابية ولكن نقول لك أن مصادرة الوهابية والسلفية لاسم أهل السنة والجماعة واستأثارهم به دون الشريحة الأكثر من أهل السنة لا يعدو كونه سماجة لا يوافق عليها عوام أهل السنة فضلاً عن مراكزهم العلمية كالازهر.
ثم أن العلامة كان في عصر لم يكن للوهابية وجود اصلاً وإنما كان يتكلم مع أهل السنة بكل فرقهم وخاصة المذهب الاشعري في الأصول ونحن عندما نعبر باهل السنة لا نريد إلا ذلك وهو المصطلح الذي يشمل الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية في الفروع وكل مذاهبهم الاصولية وبالأخص الأشاعرة بل حتى المعتزلة فأهل السنة أسم شامل لكل هؤلاء وهو بالحقيقة ينطبق على كل من لا يؤمن بالإمامة الالهية ماعدا الخوارج وعندما نريد أن نعبّر عن ما تعني نقول الوهابيّة .
4- نحن لم نقل أن سكوت الفضل بن روزبهان دليل على اثبات الوجود بل قلنا أنه مؤيد وان كل باحث لو نظر الى الكلامين لوصل ألى نفس النتيجة.
5- أن نسبة الجهل الى من يعتقد بصحة رواية ملك الموت أو يفسرها بما ذكرت من التفسير أولى من نسبته الى الفضل بن روزبهان وان كان جاهلاً كما قلت.
ثم أني أراك تنسب الى نبي الله موسى (ع) أشياء نبرأ الى الله من نسبتها اليه وتجعله بغضب لغير الله حاد المزاج متسرع وهي اوصاف يبتعد عنها ادنى الشرفاء والعلماء فكيف بالانبياء ـ اعوذ بالله ـ .
وليتك قرأت رد العلامة المظفر على ما دعيت في نفس المكان الذي قرأت فيه جواب الفضل لكان احرى من ان تكتب ما كتبت,وبالمناسبة فأنه موجود في الجزء الرابع لا السادس فلا جزء سادس هناك.
6- أمّا رفضك قراءة ما أرشدناك اليه من مؤلفات الميلاني فلا أعرف لماذا؟ وما همك من عقيدته فأنت لست ملزماً بها ولكن عليك بعلمه وما كتب، وهذه البشرية منذ ان عرفت الكتابة ولحد الآن تقرأ لمن خالفها بالعقيدة وتأخذ بما تعتقده صحيحاً منه.
ولا أفهم ذلك منك الا خوفك من معرفة الحقيقة أو أن تهتز عقيدتك من الجذور مع أنك ناقضت نفسك عندما ذكرت أن قوله بخصوص ترتيب الآيات موجود في كتابه (عدم تحريف القرآن) فكيف عرفت ذلك اذا لم تقرأ كتابه ولا تقل لي أنك عرفت ذلك من غيرك فان التقليد لا يليق بالجهلاء فضلاً عن استاذ، ونحن عندما احلناك على الى كتابه كان تجنباً للتطويل والتكرار.
وبالمناسبة تستطيع أن تطلع على رأينا بترتيب آيات وسور القرآن الكريم وذلك بالرجوع إلى موقعنا على الإنترنت وتحت العنوان (الأسئلة العقائدية / القرآن الكريم ) .

تعليق على الجواب (3)
قولكم إنكم لم تقوموا بالحجة وإنه مجرد رد على أحد أخوانكم..اقول..استدلالكم لم يكن في محله وقد بينـت إنكم استشهدتم بالصوفي القبوري أمثالكم..أما قولكم أهل السنة والوهابية..ونقول أهل السنة من اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتزم بها وسار عليها..لهذا يطلق على أهل السنة بذلك الاسم..فأنظر في جميع((طرق الصوفية)) وفي عقيدتكم وحينها سترى هل اتبعتم سنة النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم أنظر إلى ما اطلقته((الوهابية)) وإلى سيرتهم ونهجهم..هل تتطابق مع سنة النبي صلى الله عليه أم زادوا عليها مثل أضافة الكثير من الادعية والعبادات الجديدة((تقربا))إلى الله..بل وجعلتوا أنتم والصوفية((اصحاب الطرق))أجر وثواب لتلك العبادات..مثال على كلامي..عندما تقولون من مارس المتعـة فله من الأجر كذا وكذا واذا اغتسل فله بعدد شعره كذا وكذا..وهكذا....أما بالنسبة للادعية التي نسبتوها للأئمة((والصوفية عندهم اوراد تسمى فتوح وخواتيم))جميع تلك الادعية فيها أجر وثواب لمن قالها..ونسيتم ادعية النبي صلى الله عليه وسلم..هل عرفـت الآن معنى أهل السنة..؟؟أتمنى ذلك....
أما قولك بأن هناك انتقاص للنبي صلى الله عليه وسلم..أقول..لو نظرت لكتبكم لرأيت الانتقاص الحقيقي..ألا يكفيكم القول بأن الرسول تزوج ابنتي الشيخين تقية..!!ألا توجد في كتبكم بأن النبي لا ينام إلا بوضع وجهه بين ثديي الزهراء..فهذا (السيد) الخميني يقول إن النبي قد فشل في إداء رسالته وإن الرساله سيكملها مهديكم..والكثير والكثير.....أما قولك بأن ذاك الصوفي هو اشعري..أعلم..إن جميع الصوفية يقولون إنهم اشعرية ثم يضيفون مذهب وبعدها يتبعون طريقة..فذاك تيجاني وذاك عدوي وهذا جيلاني ونقشبندي إلخ من الطرق الصوفية..وكل طريقة تغني على ليلاهـا..أما اذا سرنا في هذا النهج..فأقول..وأنتم لديكم الكثير من الفرق الشيعية فلديكم الزيدية والاسماعيلية والدرزية والنصيرية إلخ من الفرق وكل فرقه تغني على ليلاهـا..ولكنكم جميعا سواء الفرق الشيعية والصوفية تجتمعون على أمر واحد..زيادتكم بالدين بأن جعلتم لقبوركم((شعائر)) ونسبتموها للاسلام..فمن أين أتت تلك ((الشعائر)) المزعومة..هل أتت عن طريقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم..؟؟أم هو كذب وأختلاق وزور وبهتان ونسب للاسلام..؟؟
أما قولك بأنني قلت إنه الصوفي جاهل..فأقول..إنك بترت كلامي ولم تكمله..فأنا قلت..إن لم يستطع أن يرد على تلك الشبهه..نعم هو جاهل..وعجيب أمركم... أما مسئلـة غضب سيدنا موسى عليه السلام..أقول سبحـان الله..ألا تقرأ القرآن..ألم يمسك أخيه هارون ألم يرمي الاحجار وفيها كلام الله ألم يضرب ذام المصري فصرعـه بمجرد نداء ذاك الذي من شيعـته لينصره..؟؟سبحان الله..وهل الغضب له دخل في ما ذكرت من صفات الانبياء والرسل..؟؟ألا يغضبون..ألا يتسرعون..ويذكرهم الله بعدهافيرجعوا ويستغفروا الله..سبحان الله..فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ومن كتبكم إنه غضب على أمرأة دخلت في
مسجد الكوفه وقالت له يا قاتل الاحبه فرد وقال لها يا سلفع يااللي بين رجليك كذا وكذا..إلخ..ماذا تسمي هذا..؟؟والنبي صلى الله عليه وسلم ايضا وكما في كتبكم وفي تفسيركم لآية البراءه..إنه غضب من قول أم المؤمنين عائشة ...(( وكما زعمتم))بأنها قالت إن ابنه ابراهيم ليس من صلبه...إلى نهاية الرواية المكذوبة..فماذا تسمي تصرف النبي صلى الله عليه وسلم فيما نسبتوه إليه..أليس بغضب..؟؟
أقول..مصيبتكم إنكم تعتبرون الرسل والانبياء ليسوا ببشر ولا يتصرفون على هذا الاساس وهذا هو الاصل فيهم..والقرآن يشهد بأنهم بشر ولا عليهم سوى التبليغ وإقامة الحجة على الناس بأن لا يعبدوا إلا الله ونشر كلمة التوحيد والتي من أجلها خلق الانسان بالاصل..ولكنكم تقولون أمر آخر..إن البشر والكون والافلاك خلقت من أجل الولاية فقط..اين دليلكم بالسند الصحيح..؟؟لا يوجد..ماذا يوجد إذا..وكما تزعمون تأويلات باطله وفاسده ولو نظرتوا جيدا في تأويلكم لعرفتم إنكم تطعنون بالله وبجميع الرسل والانبياء والرسل ورسالاتهم السماوية..حقيقة لا بد أن تعترفوا بهـا..واقول..أنتم ابدلتم اركـان الاسلام الخمسة وأهم ركن التوحيد وهي الشهادتين وابدلتموها بالولاية ولا غير الولاية وجعلتم جميع المخلوقات البشر والحجر والطيور والحيوانـات إما موالي أو معادي..وثم نقلتم التوحيد من الاركان وجعلتوها من ضمن الاصول..وعندما طالبانكم((وعبر مراسلاتي مع الكثير من مشائخكم ومراجعكم)) بأن يثبتوا لي وبالسند الصحيح رواية اركـان الاسلام..لم يجبني أحد..وهذه فرصه جيدة لي..ولعلك تجيبني بشأنها..اريد السند المتصل الصحيح في روايتكم اركـان ((بنيان)) الاسلام الموجودة في كتاب أصول الكافي..سأنتظر ردكم بهذا الشأن...وأكمل ردي وتعقيبي..أما قولك بأني رفضـت قراءة كتب الميلاني وغيرها..أعيد واقول..عندما ((قرأت كتابه)) وقوله و((((اعتقاده))))بأن القرآن ليس بذلك الترتيب..قلت...فكيف بعدها تريدني أن اقرأ من شخص هذه اعتقاده وهذا نهجه..؟؟وتتهمني بأنني أخاف الحقائق..اقول..شر البلية ما يضحك..اي حقائق وأنا أقرأ كتبكم ومصادركم..وأنتم تستشهدون بالضعيف والواهي والكاذب وتحاورون الصوفية..؟؟
لماذا لا تواجهون أهل السنة ((الوهابية بزعم اقوال جميع القبوريون)) لماذا الاصرار على اللف والدوران لما تتتضح عندكم من حقائق وبراهين وتتهربون منها وتخافون أن تواجهوا الأمر مخلصين نيتكم لله أولا ولأنفسكم ثانيا...هل تحبون أن تضلوا الناس بإصراركم على التدليس والكذب وأخذكم بالضعيف وتفسير وتأويل أحاديث أهل السنة حسب فهمكم وليس فهم أهل السنة..؟؟
وهذا ردي على زعمكم إنني أقرأ من غيري وليس من كتبكم مباشرة..اقول..رمتني بدائها وانسلت...أقول مضيفا لما سبق..وهل عندما استشهدتم برواية الرقص..كان من كتب أهل السنة أم هو نقل من اصحابكم..؟؟وهذا هو كـان أساس تعقيبي لكم..مصدر تلك الرواية وهل هي صحيحة لكي تدلسوا بها أمام الناس..على الاقل لو كنتم صادقين كنتم كتبتم تحت ذاك الموضوع..إن الرواية موجودة في كتاب كذا وإن السند صحيح أو حسن أو متفق عليه..المهم أن تذكروا صحته واقوال أهل العلم..أما رمي الكلام على عواهنه...فهذا أمر خبرناه نهجكم فيه وردي فيه بسيط رغم ذكري له بالسابق إلا إنني أعيده..لسنا نحن من يبتر ويحذف ويغير بالنصوص..واقول مذكرا إياكم..لا زلـت إلى يومنا هذا انتظر ردكم على موضوع بنات النبي صلى الله عليه وسلم..ألا يدل ذلك الأمر ايضا على ضعفكم وجهلكم بعقيدتكم..المطلوب الآن..قولكم((الشرعي))فيمن يقول إن هناك آيات قرآنية ليست بمكانها..؟؟
ألا تطالبون على الاقل من((اعتقد)) بذلك القول بأن يثبت نظريته والأهم من كل ذلك..أين موضع تلك ألايات بالضبط..؟؟أم كما يقول الميلاني بأن القرآن الصحيح ((والمرتب حسب النزول)) هو عند مهديكم..هل توافقون هذا القول..؟؟
اسئله بحاجة للرد..وبالانتظـار
الجواب:
أولاً: نحن سوف نستمر بمناداتك بالأخوة إلى أن يتأكد لدينا خروجك عن أخلاق الإنسان بتكرار شتمك لنا فنخرجك عند ذلك من أخوة الإنسانية.
ثانياً: لقد تعجبت من سرعة وصولك إلى منهج الشتم والتهريج والاتهام والخطابيات وادخال ما هو خارج عن الموضوع في الموضوع لحرفه عن مساره العلمي وهو منهج عتيد نعرفه من أغلب متصدي الوهابية وخاصة رواد الانترنيت منهم, ولكني لم أتصور وصولك إلى هذا المنهج بهذه السرعة فماذا جرى هل نضب عندك الدليل أو انغلقت أبواب الفكر والاستدلال أو سقط ما في يدك أو أحسست أن الماء يجري تحت قدميك رويداً رويداً فأردت الهروب إلى الإمام. قل لي بربك ماذا حدث؟ ألم تكن منهجي الاستدلال سمح العبارة تطالب بالدليل ولا شيء غيره وبالالزام من كتبنا أو من بداهة العقل فهذه رسائلك السابقة بعيدة كل البعد عن منهج هذه الرسالة, فماذا جرى؟
ثالثاً: لا بأس أن أذكرك بسؤالك الأول وقد جاء فيه: تعقيباً على قولكم ان النبي يرقص بأكمامه ... وتدعون أنه تم حذفه... أقول.. ليس من ديدن أهل السنّة حذف شيئاً إذا كان صحيحاً... أما زعمكم بأن ذاك الشخص ذكر ذلك في كتابه فعلى الأقل كان ذهبتم للمصدر الذي نقل منه... إلى آخر سؤالك.
فهو كما تعلم كلام في الاستدلال وصحته أو سقمه فكان جوابنا أيضاً في بيان الاستدلال وتوضيحه وتصحيحه وارجعناك إلى مصدر وأصل الكلام ورجحنا القول الذي التزمناه من خلال القرائن والشواهد.
ولكنك في سؤالك الثاني تركت الاعتراض على الاستدلال وتحولت للكلام على الحجية والالزام وقلت: وتريد أن تلزم أهل السنة والجماعة بقول (إذا كان هذا قد حدث) وبقول وحوار شخص صوفي... إلى آخر كلامك مع أن كلامنا أصلاً لم يتطرق إلى إلزام الخصم ولا إلى بيان امكان الاحتجاج, وعندما أجبناك بذلك وقلنا لك أن الأمر كان توضيحاً وبياناً للاستدلال موجهاً لأحد الاخوة (وبالمناسبة نحن نخاطب كل من يتواصل معنا بالاخوة وليس معناه أنه متفق معنا بالعقيدة أو هو من معارفنا أو أصحابنا). رجعت أنت لتقول (استدلالكم لم يكن في محله) اعادة لما بدأت به واجبناك عليه, فلماذا هذا الدوران أما أن تتكلم في صحة الاستدلال أو تتكلم انه كان موجهاً لالقاء الحجة والالزام!!
ولا بأس أن نوضح شيئاً وهو أن الالزام والقاء الحجة بأن أهل السنّة ينسبون الى النبي (ص) ما لا يليق كان من العلامة وهو الذي ذكر وجود هذا الحديث في ما ربما أطلع عليه ولم يصلنا وأن الفضل بن روزبهان لم يرد على هذه الحجة ولم يخرج من الألزام.
وأما كلامنا فكان استنتاجاً وترجيحاً من خلال مقارنة كلام العلامة مع الفضل فلا تخلط بين الأمرين.
فان رد الالزام ودحض الحجة كان يجب أن يكون من الفضل بن روزبهان بأن يكذب العلامة في نقله لهذا الحديث وليس لنا من الأمر بينهما في شيء وإنما نحن نتبع عرف أصحاب اللغة بالأخذ بالظاهر والقرائن من كل الكلام لترجيح نتيجة ما.
رابعاً: قلت (وقد بينت انكم أستشهدهم بالصوفي القبوري أمثالكم) من هنا قد بدأت بالشتم ولكن لا بأس نعفو عنك ذلك هذه المرة ولكن أود أن اُذكرك ان الظاهر من سؤالك الأول أنك تعترض علينا وعلى العلامة لوحدة العقيدة بيننا فيكون من الطبيعي انك تقف في صف من يخالفنا وهو ابن روزبهان ولكن عندما أجبناك ووضحنا لك ووجدت أن المستفاد من ظاهر كلامهما لكل منصف من أهل لغة العرب هو ما رجحنا. صببت جم غضبك واعتراضك على الفضل بن روزبهان وانه جاهل صوفي , وانه لا يصح الأخذ بكلامه لأنه يتمسك بالضعيف ولم ترد على توضيحنا بشيء ونحن ماذا يهمنا من كون مخالفنا صوفياً جاهلاً فليكن كل ذلك فيه فهو من صالحنا ونحن نعرف أن أكثر من يرد علينا هم كذلك.
ولكن أن تجمع بين الراد والمردود عليه وبين المتخالفين والمتخاصمين وتجعلهما متشابهين فهذا من أعجب العجب!!
خامسا: وأما كلامنا في اطلاق مصطلح (أهل السنة) على فئة من المسلمين سعة وضيقاً فانه كلام في سبب هذا الاطلاق أولاً وفي مصداق الفئة التي يطلق عليها هذا المصطلح عند أصحاب الفرق والمؤرخين ثانياً وليس في المعنى والمفهوم اللغوي منه.
فان من الواضح ان المقصود به هو اتباع السنة ولكن من هو المتبع للسنّة حقاً وكل فرق المسلمين تدعي ذلك, ثم أن هذا المصطلح أطلق على أي فئة من المسلمين تاريخياً وعند التصنيف للفرق.
وادعاؤك بأن هذا الاطلاق اطلق على أهل السنة لأنهم اتبعوا سنة الرسول (ص) فهو ادعاء بلا دليل وخلط بين المعني اللغوي وسبب التسمية فهل أتيت لنا بدليل من مصدر تاريخي أو مؤلف في الملل والنحل يقول ذلك وقبل أن تجيب لا بأس أن تراجع ما كتبناه على صفحتنا (الأسئلة العقائدية / أهل السنة).
وهنا أسأل هل تخرج الأشاعرة عقيدة والشافعية والحنفية والمالكية فروعاً عن أهل السنة وهل تحصرهم بالوهابية عقيدة والحنابلة فروعاً وما دليلك على ذلك.
ونحن لا ننكر أن الزيدية والإسماعيلية من فرق الشيعة ولكن أصحاب الفرق وضحوا أنهم شيعة بالمعنى العام وأما المعنى الخاص المتداول الآن والمنصرف إليه في الكلام هم الإمامية الاثنى عشرية.
فهل تريد أن تقول أن هناك فرقاً تدخل في معنى أهل السنة بشكل عام وان أهل السنة بشكل خاص هم الوهابية, فإذا كان هذا ما تعني؟ فمن أين أخذته ومن قال به؟ ثم ألا يكون هو نفس ما استنتجناه نحن من دعوى الوهابية ذلك وحصر أهل السنة بأنفسهم فقط.
وأما عدك الدرزية والنصيرية من فرق الشيعة فهو ادعاء بلا دليل ولعله مأخوذ من مؤلفي الفرق في عدهم بعض فرق الغلاة من الشيعة أو من كتب خاصة بالفرق كتبت مؤخراً في السعودية تصنّف الناس على هوى كتابها حتى أنهم يعدون حزب البعث والشيوعية من الفرق!! ثم ألم تأكد أنت ما قلنا في نهاية كلامك وحصرت أهل السنة بالوهابية فقط!!
كان هذا استطراد منا جرى به القلم وإلا فان هذا الموضوع خارج عن موضوع السؤال, هو وما ذكرت بعده من:
1- طرق الصوفية.
2- المقارنة بين الصوفية وبين عقائدنا.
3- صدق اتباع الوهابية لسنّة رسول الله (ص).
4- حكم الادعية وبعض العبارات هل هي من السنة أو لا؟
5- الكلام حول المتعة والثواب عليها.
6- سبب زواج النبي (ص) من عائشة وحفصة وهل فيه منقصة للرسول (ص)؟
7- الادعاء بنوم النبي (ص) على صدر الزهراء (ع).
8- اتهام السيد الخميني (رحمه الله) بأنه يقول أن النبي (ص) فشل في الدعوة.
9- ادعاؤك أن للقبور شعائر.
10- غضب موسى (ع) والأنبياء هل هو غضب دنيوي أو غضب لله؟
11- ما الفرق بين نظرة الشيعة ونظرة السنة للأنبياء؟
12- هل هناك أدلة عقلية ونقلية على أن الكون خلق من أجل محمد (ص) وآل بيته.
13- ماهي أركان الإسلام, وما هو المعيار في تعيين أصول الدين وما هو الفرق بينها وهل المعين لها القرآن أو الروايات أو لا هذا ولا ذاك.
14- رأي الشيعة بموضوع ترتيب سور وآيات القرآن الكريم, وماهي حقيقة القرآن المدون بخط علي (ع) وأين هو موجود الآن.
هذه كلها وغيرها أخي خارجة عن موضوع السؤال وإن كان لديك استفسارات أو اعتراضات على هذه المواضيع فما عليك إلا أن تسأل السؤال بشكل محدد ومضبوط ومشخص للموضوع في العنوان المناسب له على صفحتنا ولكن مع الرجاء أن لا تستعجل وترسلها كلها دفعة واحدة فانها تأخذ منا وقتاً طويلاً والوصول إلى الحق ولو في سؤال واحد خير من الفرق في دوامة الاشكالات وعدم الوصول لنهاية جواب على أي سؤال وعمرك وعمرنا إن شاء الله طويل.
وأرجو منك مرة أخرى أن لا تنسى نفسك , فنحن مركز علمي لا غرفة من غرف الحوار على الانترنيت , فدعنا نتراسل في مشاكلنا العلمية بهدوء واحترام متبادل.
سادسا: أنا لم أبتر كلامك بخصوص ابن رزوبهان فأنت قلت في تعليقك ما هذا نصه (سكوت الصوفي عن الرد... ليس دليلاً على اثبات الأمر.. لعله جاهل وهو كذلك.. لأنني قرأت أيضاً...) ولم تجعلها قضية شرطية كما تدّعي الآن .
ثم وان كانت القضية شرطية عندك حسب ما تقول هنا وهي (ان لم يستطع الرد فهو جاهل) وأنت تعرف أن التالي في القضية الشرطية (فهو جاهل) مترتب على تحقق المقدم وهو (إذا لم يستطع الرد) وأنت قررت في تعليقك السابق بأنه لم يستطع الرد على قضية ملك الموت مع موسي (ع) فيترتب على ذلك بانه جاهل, فكيف تقول الآن أنك لم تقل أنه جاهل وقد تحقق الشرط فتحقق المشروط.
سابعاً: إذا كنت مصرّاً على عدم قراءة كتاب الميلاني بشأن التحريفات, فارجع إلى صفحتنا تحت عنوان (الأسئلة العقائدية / الشيعة / سؤال (2) دفع التهم عنهم والتعليق عليه).
وإذا كان عندك إشكال فابعثه تحت نفس العنوان واجعله سؤالاً مستقلاً.
ثامناً: نعود ونقول لك اننا لم نستشهد برواية الرقص بالأكمام وإنما الذي استشهد بها العلامة ولم يكن منا إلا جواباً على سؤال هل توجد مثل هذه الرواية أو لا فرجحنا حذفها من خلال القرائن الموجودة في كلام العلامة وابن روزبهان , ولم نتطرق إلى الصحة والضعف أو الحكم على الرواية أصلاً.
وإذا كان ترجيحنا أنها حذفت من المصادر الآن فكيف تطلب منا مصدرها أو سندها أو حكم سندها , نعم ان لك الحق أن تناقشنا وترد علينا بما استظهرناه ورجحناه وتناقش أو ترد القرائن التي أقمناها باسلوب علمي لا نستطيع أن نرده,عند ذلك نسلم لك أن العلامة استشهد برواية غير موجودة وأن ابن رزوبهان لم ينتبه أو غفل عن الإشارة إلى ذلك وأنها لا توجد في المصادر.






السؤال: معنى قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله لك)
بعلمنا إن الرسول الأكرم عليه و على آله السلام معصوم فلا يحرم ولا يحلل الى من عند الله فما هو تفسيركم للأية التي تقول: بسم الله الرحمن الرحيم (( لم تحرم ما أحل الله لك .. ))

الجواب:
سؤالك عن الوجه الذي تتلاءم به الآية الأولى من سورة التحريم: (( يا أيها النبي لم تحرّم ما أحلّ الله لكَ تبتغي مرضات أزواجك... )) (التحريم:1) مع كون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوماً يقف عند أمر الله ونهيه.
أولاً: ليس المراد بالتحريم هنا أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) شرع على نفسه الحرمة مقابل ما شرع الله له من الحلية فهذا ما لم يكن.. بل يعني أنّه منع على نفسه ما هو حلال له وأوجبه بالحلف. وهذا ليس تشريعاً ولا قبيحاً فان تحريم المرء ما هو حلال له بسبب من الأسباب او لغير سبب ليس حراماً ولا من جملة الذنوب.. مع أنه قد يقال لتارك النَفل لمَ لَم تفعله مع كونه نفلاً؟ وبقرينة (( تبتغي مرضاة أزواجك )) يظهر ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قام بعمل مما أحل الله له فآذاه بعض أزواجه وضيقن عليه وألجأنه بسبيل إرضائهن على ان يحلف لهن بتركه وعدم فعله بعد ذلك والمسؤولية في هذا تتوجه إليهن في الحقيقة فهن من حملنه على ما ليست لهن بحق. ويؤيد ذلك قوله تعالى: (( ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه )) (التحريم:4).
ويومئ إلى ذلك إنّ الله تعالى حين أمر نبيّه أن يتحلل من يمينه في قوله: (قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، ختمها بقوله (( والله مولاكم وهو العليم الحكيم )) (التحريم:22) فهي تشعر بالنصرة له (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيان علم الله وحكمته التي كانت وراء أمره له.
وهذا هو الوارد في الخبر:
فقد روي: (أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في بيت حفصة في نوبتها فاستأذنته في الذهاب إلى بيت أبيها لحاجة فاذن لها فلما ذهبت أرسل إلى جاريته مارية القبطية فكانت عنده.. فلما عادت حفصة ووجدتها خاصمته قائلة: انما أذنت لي من أجل هذا، أدخلت أمَتك بيتي ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي.. أما رأيت لي حرمة وحقاً؟! فقال صلوات الله عليه: (أليس هي جاريتي قد أحل الله ذلك لي)؟ وقال لها اسكتي.. الحديث.
ويبدو ان أخريات ظاهرن حفصة ومنهن عائشة ولم يرضين حتى حلف على عدم مقاربته لمارية بعد ذلك.
وحين أنزل الله سورة التحريم ومع تكريمه له في مخاطبته بلقب النبوّة فان قوله: (لمَ تحرم) مشوب بالعتاب ولذلك فانه حين تحلل من يمينه طلق حفصة، وهجر نساءه سبعة وعشرين يوماً وسكن في مشربة أم إبراهيم (مارية القبطية) ونزلت آية التخيير له في نسائه.
وبهذا يتضح لك أنّ لا منافاة بين الخطاب في هذه الآية وبين العصمة.
ثانياً:أ- إنّ كلّ ما ورد في القرآن الكريم مما ظاهره عتاب أو لوم للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو محمول على مخالفة الأولى من حيث المصلحة الواقعية شخصية أو اجتماعية حزبية، أو سياسية، أو ما يشبه ذلك وليس على المخالفة الشرعية أو الخلقية.
ب- إنّ كثيراً مما خوطب به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن مما لا يناسب مقامه أو ما هو مفروض فيه كرسول علماً وتوحيداً وعصمةً لا يقصد به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه وإنّما الناس ولذلك ورد في الحديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (إنّ الله تعالى بعث نبيّه بإياكَ اعني واسمعي يا جارة، فالمخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعنى للناس).
وذكروا في الأمثلة قوله تعالى: (( لا تدع مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً )) (الاسراء:39) ، وقوله تعالى: (( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين )) (الاحزاب:11) فهما مما لا يمكن ان يصدرا عنه بحكم علمه وعصمته.
وقوله تعالى على سبيل الأخبار: (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل* لأخذنا منه باليمين* ثم لقطعنا منه الوتين )) (الحاقة:44ـ46) فانّ القصد فيها ان يعلم الناس أنّه لا يمكن ان يفعل ذلك لا تجويز المنقول عليه حاشاه.




السؤال: المراد في قوله تعالى (ليغفر الله لك...)
استمعت إلى خطيب المنبر وهو يتلو الآية (( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر... ))
وقال إن معنى الذنوب هي ما اعتقدته قريش بأنه أذنب في حقها (اي ذنوب إجتماعية) فهل ما ذهب إليه صحيح؟.
الجواب:
قال العلاّمة الطباطبائي في تفسيره (الميزان 18: 251): ((المراد بالذنب ـ والله اعلم ـ التبعة السيئة التي لدعوته (صلى الله عليه وآله وسلم) عند الكفار والمشركين وهو ذنب لهم عليه كما في قول موسى لربه: (( ولهم عليَّ ذنب فأخاف ان يقتلون ))(الشعراء: 14)، وما تقدم من ذنبه هو ما كان منه (صلى الله عليه وآله) بمكة قبل الهجرة، وما تأخر من ذنبه هو ما كان منه بعد الهجرة، ومغفرته تعالى لذنبه هي ستره عليه بإبطال تبعته بإذهاب شوكتهم وهدم بنيتهم، ويؤيد ذلك ما يتلوه من قوله: (( ويتم نعمته عليك ... وينصرك الله نصراً عزيزاً )).
ثم قال الطباطبائي: للمفسرين في الآية مذاهب مختلفة أخر:
فمن ذلك: أن المراد بذنبه (ص) ما صدر عنه من المعصية ، والمراد بما تقدم منه وما تأخر ما صدر عنه قبل النبوة وبعدها، وقيل: ما صدر قبل الفتح وما صدر بعده.
وفيه أنه مبني على جواز صدور المعصية عن الانبياء (عليهم السلام) وهو خلاف ما يقطع به الكتاب والسنة والعقل من عصمتهم (عليهم السلام) على أن إشكال عدم الارتباط بين الفتح والمغفرة على حاله.
ومن ذلك: أن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر مغفرة ما وقع من معصيته وما لم يقع بمعنى الوعد بمغفرة ما سيقع منه إذا وقع لئلا يرد الإشكال بأن مغفرة ما لم يتحقق من المعصية لا معنى له. وفيه مضافاً إلى ورود ما ورد على سابقة عليه أن مغفرة ما سيقع من المعصية قبل وقوعه تلازم ارتفاع التكاليف عنه(ص) عامة، ويدفعه نص كلامه تعالى في آيات كثيرة كقوله تعالى: (( إنَّا أَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ فاعبد اللَّهَ مخلصاً لَه الدّينَ ))(الزمر:2)، وقوله: (( وَأمرت لأَن أَكونَ أَوَّلَ المسلمينَ )) (الزمر:12)، إلى غير ذلك من الآيات التي تأبى بسياقها التخصيص.
على أن من الذنوب والمعاصي مثل الشرك بالله وافتراء الكذب على الله والاستهزاء بآيات الله والإفساد في الأرض وهتك المحارم، وإطلاق مغفرة الذنوب يشملها ولا معنى لأن يبعث الله عبداً من عبادة فيأمره أن يقيم دينه على ساق ويصلح به الأرض فإذا فتح له ونصره وأظهره على ما يريد يجيز له مخالفة ما أمره وهدم ما بناه وإفساد ما أصلحه بمغفرة كل مخالفة ومعصية منه والعفو عن كل ما تقوله وافتراه على الله، وفعله تبليغ كقوله، وقد قال تعالى: (( وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينَا بَعضَ الأَقَاويل * لَأَخَذنَا منه باليَمين * ثمَّ لَقَطَعنَا منه الوَتينَ )) (الحاقة:44-46).
ومن ذلك: قول بعضهم إن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه مغفرة ما تقدم من ذنب أبويه آدم وحواء (عليهما السلام ) ببركته (ص) والمراد بمغفرة ما تأخر منه مغفرة ذنوب أمته بدعائه.
وفيه ورود ما ورد على ما تقدم عليه.
ومن ذلك: أن الكلام في معنى التقدير وإن كان في سياق التحقيق والمعنى: ليغفر لك الله قديم ذنبك وحديثه لو كان لك ذنب.
وفيه أنه أخذ بخلاف الظاهر من غير دليل.
ومن ذلك: أن القول خارج مخرج التعظيم وحسن الخطاب والمعنى: غفر الله لك كما في قوله تعال: (( عََفا اللَّه عَنكَ لمَ أَذنتَ لَهم )) (التوبة:43).
وفيه أن العادة جرت في هذا النوع من الخطاب أن يورد بلفظ الدعاء كما قيل.
ومن ذلك: ان المراد بالذنب في حقه (ص) ترك الأولى وهو مخالفة الأوامر الإرشادية دون التمرد عن امتثال التكاليف المولوية، والأنبياء على ما هم عليه من درجات القرب يؤاخذون على ترك ما هو أولى كما يؤاخذ غيرهم على المعاصي المعروفة كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
ومن ذلك: ما ارتضاه جمع من أصحابنا من أن المراد بمغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر مغفرة ما تقدم من ذنوب أمته وما تأخر منها بشفاعة (ص)، ولا ضير في إضافة ذنوب أمته (ص) اليه للإتصال والسبب بينه وبين أمته.
وهذا الوجه والوجه السابق عليه سليمان عن عامة الإشكالات لكن إشكال عدم الأرتباط بين الفتح والمغفرة على حاله.
ومن ذلك: ما عن علم الهدى رحمه الله أن الذنب مصدر، والمصدر يجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول معاً فيكون هنا مضافاً إلى المفعول، والمراد ما تقدم من ذنبهم اليك في منعهم إياك من مكة وصدّهم لك عن المسجد الحرام، ويكون معنى المغفرة على هذا الإزالة والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين أي يزيل الله تعالى ذلك عنك ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح لك من مكة فتدخلها فيما بعد.
وهذا الوجه قريب المأخذ مما قدمناه من الوجه، ولا بأس به لو لم يكن فيه بعض المخالفة لظاهرة الآية)). (انتهى)




السؤال: قوله تعالى له (واستغفر لذنبك)
ما المقصود بالاية : (( واستغفر لذنبك )) ؟
الجواب:
يقول الطباطبائي في (الميزان ج 6 ص 366): (… وكلما دق المسلك ولطف المقام ظهرت هناك خفايا من الذنوب كانت قبل تحقق هذا الظرف مغفولاً عنها لا يحس بها الإنسان المكلف بالتكاليف ولا يؤاخذ بها ولي المؤاخذة والمحاسبة.
وينتهي ذلك - فيما يعطيه البحث الدقيق - إلى الأحكام الناشئة في طرفي الحب والبغض فترى عين المبغض - وخاصة في حال الغضب - عامة الأعمال الحسنة سيئة مذمومة ويرى المحب إذا كان في الغرام واستغرق في الوله أدنى غفلة قلبية عن محبوبه ذنباً عظيماً وان اهتم بعمل الجوانح بتمام أركانه وليس إلا انّه يرى ان قيمة أعماله في سبيل الحب على قدر توجه نفسه وانجذاب قلبه إلى محبوبه فإذا انقطع عنه بغفلة قلبية فقد أعرض عن المحبوب وانقطع عن ذكره وأبطل طهارة قلبه بذلك.
حتى ان الاشتغال بضروريات الحياة من أكل وشرب ونحوهما يعد عنده من الاجرام والعصيان نظراً إلى ان أصل الفعل وان كان من الضروري الذي يضطر إليه الإنسان لكن كل واحد واحد من هذه الأفعال الاضطرارية من حيث أصله اختياري في نفسه والاشتغال به اشتغال بغير المحبوب واعراض عنه اختياراً وهو من الذنب, ولذلك نرى أهل الوله والغرام وكذا المحزون الكئيب ومن في عداد هؤلاء يستكفون عن الاشتغال بأكل أو شرب أو نحوهما.
وعلى نحو من هذا القبيل ينبغي أن يحمل ما ربما يروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله: (وانه ليران على قلبي فاستغفر الله كل يوم سبعين مرة) وعليه يمكن أن يحمل بوجه قوله تعالى: (( وَاستَغفر لذَنبكَ وَسَبّح بحَمد رَبّكَ بالعَشيّ وَالأبكَار )) (غافر:55).
وقال صاحب الميزان في تفسير سورة الفتح: (ليس المراد بالذنب في الآية هو الذنب المعروف وهو مخالفة التكليف المولوي ولا المراد بالمغفرة معناها المعروف وهو ترك العقاب على المخالفة المذكورة فالذنب في اللغة على ما يستفاد من موارد استعمالاته هو العمل الذي له تبعة سيئة كيفما كان والمغفرة هي الستر على الشيء. وأما المعنيان المذكوران المتبادلان في لفظي الذنب والمغفرة إلى أذهاننا اليوم أعني مخالف الأمر المولوي المستتبع للعقاب وترك العقاب عليها فإنما لزماها بحسب عرف المتشرعين).








السؤال: آية ( وما أصابك من سيئة..) هل تنافي عصمة النبي (صلى الله عليه وآله)؟
(( مَا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ وَأَرسَلنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا )) هل هذه الايه تفهمنا ان الرسول ليس معصوم الا في التبليغ فقط؟
الجواب:
الآية الكريمة (( مَّا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفسِكَ وَأَرسَلنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً )) (النساء:799), وامثالها من الخطابات القرآنية تحمل على المعنى المعروف في الخطاب: إياك أعني واسمعي يا جارة.
وذلك لأن ثبوت عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) في عموم أحواله (قول، فعل، تقرير) ثبتت بالدليلين العقلي والنقلي المحكم، مما لا يمكن معه الأخذ بظواهر الآيات المعارضة لذلك. فهذه الآية يفهم منها بعد الاعتقاد بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله) الثابت بدليل قطعي هو الخطاب للعموم. دونه (صلى الله عليه وآله)، أو التأويل بما لا ينافي عصمته (صلى الله عليه وآله).





السؤال: أمره (صلى الله عليه وآله) بقتل المشركين لا يعدّ إرهاباً
لدي سؤال يحيرني ..
فقد ذكر في الصحيحين ان رسول الله (ص) كان يأمر أصحابه باغتيال أعداءه ومن يخالفه في الراي ..
ونحن نعلم اليوم ان هذا يسمى الارهاب .. فهل كان رسولنا ارهابيا أم كانت هنالك حالات خاصة ونقلوها بشكل مشوه؟

الجواب:
ينبغي التفرقة بين القتل غدراً لمن هو محارب للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) والإسلام , ولمن هو في غير هذه الحال من المخالفين للإسلام وإن كان عدواً , ومن هنا ينبغي فهم الحوادث الواردة في هذا الجانب:
فأنت تجد مثلاً أنّ أبا عفك اليهودي الذي طلب قتله النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال فيه: (من لي بهذا الخبيث) (الاصابة لابن حجر 2708) كان من المحرّضين على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ويقول فيه شعراً (إمتاع الأسماع للمقريزي 1: 121). وأيضاً قتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي عظم عليه انتصار المسلمين في بدر فأخذ يهجو النبي (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه في شعره, وكان يشبب بنساء المسلمين (وأضاف بعض: نساء النبي (صلّى الله عليه وآله) أيضاً) حتى آذاهم, وسار إلى مكة, وحرّض على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ولم يخرج من مكة حتى أجمع أمرهم على حرب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم), وكان أبو سفيان قد سأله: أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه؟ وأيّنا أهدى في رأيك, وأقرب الى الحق: إنّا لنطعم الجزور الكوماء, ونسقي اللبن على الماء, ونطعم ما هبت الشمال؟ فقال له: أنتم أهدى منهم سبيلاً, فلما عاد إلى المدينة, قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من لي بابن الأشرف؟ فانتدب له محمد بن مسلمة. (انظر: البداية والنهاية لابن كثير 4:6, ودلائل النبوة للبيهقي 3:191).
وهكذا نجد غيرها من الحوادث التي بعث فيها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أو أمر بقتل أفراد معينين لأنّهم كانوا يشكّلون عنواناً واضحاً ومصداقاً صريحاً لـ (المحارب). وقد أفتى الفقهاء بجواز الاحتيال على المحارب لقتله لأنّ (الحرب خدعة) (انظر : التهذيب للشيخ الطوسي 10:213 ح 214 ,وتذكرة الفقهاء للعلاّمة الحلي 9:83). وهذا غير الاغتيال الذي يراد به الفتك، وهو القتل غدراً لمن هو آمن من ناحيتك, فهذا قد نهت عنه الآيات والروايات الشريفة قال تعالى: (( وَإن أَحَدٌ منَ المشركينَ استَجَارَكَ فأَجره حَتَّى يَسمَعَ كَلامَ اللَّه ثمَّ أَبلغه مَأمَنَه ذَلكَ بأَنَّهم قَومٌ لا يَعلَمونَ )) (التوبة:6) .
وجاء في كتاب (الكافي) عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ان رسول الله قد نهى عن الفتك.. إن الإسلام قيد الفتك) (الكافي للكليني 7:375).
وأيضاً ورد في (مسند أحمد 1: 166) عن الزبير : ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (إن الإيمان قيد الفتك) .
فالإرهاب يصدق على المعنى الثاني وهو القتل غدراً لمن هو آمن من ناحيتك دون الأول وهو القتل بحيلة لمن هو محارب للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) ومحرّض عليه وعلى المسلمين.
مع ملاحظة مهمة تعليقاً على كلامك: إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) لم يكن يأمر بقتل مخالفيه في الرأي أبداً لمجرد مخالفتهم في الرأي كما توحي عبارتك ولا الأئمّة (عليهم السلام)، فنرجو التأمل في العبارة!!




السؤال: هجوم النبي (صلى الله عليه وآله) على قافلة أهل مكة

من المعروف ان سبب نشوب معركة بدر هو بسبب الهجوم الذي قام به المسلمون بأمر النبي (ص) على القافلة التي كانت بقيادة ابي سفيان العائدة من الشام..
والسؤال ما مدى مشروعية هذا الهجوم والاستيلاء على هذه الاموال بغض النظر عن عصمة النبي (ص) من الجانب الشرعي والعقلي؟ارجو الاسهاب في الرد للضروره لانه عندنا احد المشككين في هذا الامر ويقول بأنه منافي للدين.
الجواب:
في تفسير الامثل 5\367 قال الشيرازي:
وكان للنبي وأصحابه الحق في مثل هذه الحملة أو الهجوم ، لأنه - أولا - عندما هاجر المسلمون من مكة نحو المدينة استولى أهل مكة على كثير من أموالهم ، ونزلت بهم خسارة كبيرة . فكان لهم الحق أن يجبروا مثل هذه الخسارة .
ثم بعد هذا كله برهن أهل مكة طيلة الثلاثة عشر عاما التي أقام النبي وأصحابه بمكة خلالها أنهم لا يألون جهدا في إيذاء النبي وأصحابه ، بل أرادوا به الوقيعة والمكيدة ، فإن عدوا كهذا لن يسكت عن النبي ودعوته بمجرد هجرته إلى المدينة ، ومن المسلم به أنه سيعبئ قواه في المستقبل لمواجهة النبي والإيقاع به.
إذن فالعقل والمنطق يوجبان أن يسارع المسلمون بمبادرة عاجلة لمصادرة أموال أهل مكة لتدمير دعامتهم الاقتصادية ، وليوفروا على أنفسهم إمكانية التهيؤ العكسري والاقتصادي لمواجهة العدو مستقبلا.





السؤال: رواية بوله (صلى الله عليه وآله) -حاشاه- قائماً في أزقة المدينة!
اعتذر عن كثرة الاسئلة ولكن ورد هذا المقال في أحد مواقع الوهابية فكيف تردون عليه؟
*************************
((الشيعة وعقدة التبول واقفا وجهلهم المركب بكتبهم
يعلم الله كم من مرة كان الرافضة يكررون هذه الشبهة ويقولون: أهل السنة يطعنون في رسول الله. حتى زعموا أنه أتى سباطة قوم فبال واقفا. وعجبت لهم كيف يدققون في الفروع ويتجاهلون الأصول التي تلزمهم الشرك الأكبر.
ومن جهلهم المركب أو ربما من تقيتهم تجاهلهم أن التبول قائما مروي في أوثق مصادرهم.
فقد روى الشيعة عن الصادق أنه سئل عن التبول قائما: فقال لا بأس به (الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم).
وسئل أبو عبد الله أيبول الرجل وهو قائم قال نعم (تهذيب التهذيب1/353 وسائل الشيعة1/352).
إن هذا يعتبر مثلا يبين كيف ينكر الرافضة أمورا وهي في أمهات كتبهم.
ثم نسأل: هل التقبيح بالعقل أم بالشرع؟
ما أجازه الشرع كان حلالا وإن كرهته النفوس كالطلاق.
وما حرمه الله كان حراما وإن كان محبوبا كالزنا.
هل الاستنكار لاحتمال ارتداد شيء من البول على بدن المتبول؟ فإن الشيعة قالوا بطهارة من أصابه بول اختلط به ماء آخر.
فقد رووا عن هشام بن الحكم (أمير المجسمين) عن أبي عبد الله عليه السلام في ميزابين سالا، أحدهما بول والاخر ماء المطر، فاختلطا فأصاب ثوب رجل لم يضر ذلك (المعتبر للمحقق الحلي1/43).
وعائشة قالت لم أره يبول عندي إلا قاعدا. فهي روت ما رأت وهي صادقة. وحذيفة كان مع النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتى سباطة قوم فبال قائما. فكل روى ما رأى وكل منهما صادق. ولكن المثبت الصدوق مقدم على النافي الصدوق....
*************************
الجواب:
إن الكاتب لهذه السطور غير مؤدب في طرحه ويحاول الطعن في الشيعة وعلمائهم الأبرار بأي وسيلة وأي طريقة وبمناسبة ودون مناسبة ، وهذا أمر ليس غريباً صدوره عن هذا الكاتب وأقرانه الوهابيين هداهم الله.
أما مسألة بول الرجل قائماً ، فنحن لا ننكرها بل هي موجودة ولكنه مكروه عموماً ، فقد ورد النهي عنه في مثل:
1- ما رواه الصدوق في خصاله: عن رسول الله (ص) قال: (البول قائماً من غير علة من الجفاء والإستنجاء باليمين من الجفاء).
2- وما روي عند الفريقين عن النبي (ص) من قوله: (أربع من الجفاء... (وذكر فيها) وأن يبول قائماً).
وقال الصدوق في (الهداية): ولا يجوز أن يبول قائماً من غير علة لأنه من الجفاء.
كل ذلك قد يكون مقبولاً للرجل العادي، أما لنبي بل أشرف الأنبياء والمرسلين (ص)!! فلا يمكن نسبة مثل هذا الفعل إليه (ص). لأن الواحد منا لا يقبل أن يفعل ذلك أو يقال عنه بأنه يفعله وهو أمر معيب ومخالف لآداب الخلوة التي علمنا إياها رسول الله (ص) نفسه وما كان يفعله ويحافظ عليه ويأمر به وينهى من يخالف ذلك، بل هو من عمل أهل الجاهلية كما كانوا يسخرون من رسول الله (ص) لأنه يجلس عند البول فيصفوه بأنّه يجلس كالمرأة، فيبدو أن هذا الفعل القبيح كان من مظاهر الرجولة عنهم ! ولا زال أهل الفسوق والجاهلية يعتبرون ذلك هو الأنسب للرجل إلى يومنا هذا.
ولا أقل أنه من خوارم المروءة عند المسلمين وهي تنافي العصمة كما هو متفق عليه. فقل لي بربك، هل يقبل إمام مسجد أو خطيب جمعة أن يبول واقفاً وأمام مرأى ومسمع من أصحابه أو سائرالناس؟!
كيف يصور رسول الله (ص) الذي ينادي بأن الحياء من الإيمان، وكان يستحي كحياء العذراء في خدرها، بأنه (ص) يأتي إلى باب بيت من بيوت المسلمين ومجمع كناستهم (السباطة) فيبول فيه وعن وقوف!! كيف يستطيع مسلم يعظم رسول الله (ص) ويفتخر به أمام جميع البشر ويصفه بأنّه أشرف خلق الله وسيد ولد آدم ينسب إليه مثل هذه الفعلة المستهجنة من أي شخص عنده ذرة إيمان وذرة حياء وذرة إنصاف وتجرد عن العصبية المقيتة فما لكم كيف تحكمون!!
والحكم العام والرخصة للناس لا يمكن قياسها على رسول الله (ص) وخصوصاً مثل هذا الأمر المشين والمستهجن حتى عرفاً بغض النظر عن الشرع المقدس.
ولذلك تجد عائشة استهجنت هذا الأمر واستنكرته على من يدعيه وينسبه إلى رسول الله (ص) حيث قالت: (من حدثكم أن النبي(ص) كان يبول قائماً فلا تصدقوا، ما كان يبول إلا قاعداً). وقال الترمذي عنه بعد أن أخرجه: حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح.
فها أنتم أنفسكم لا تقبلون ذلك وترفضونه فكيف تجعل إنكاره خاصاً بالشيعة ؟! وأنظر بعد أن تتجرد إلى هذه الأقوال: مثل ما نقله ابن حجر في (فتح الباري 1/284..) قائلا: وسلك أبو عوانة في صحيحة وابن شاهين فيه مسلكاً آخر فزعم أن البول عن قيام منسوخ واستدلا عليه بحديث عائشة الذي قدمناه: ما بال قائماً منذ أنزل عليه القرآن وبحديثها، أيضاً: من حدثكم أنه كان يبول قائماً فلا تصدقوه ما كان يبول إلا قاعداً.
أما الشوكاني في (نيل أوطاره 1/108) فقال بالجواز بحسب الأفعال دون النظر إلى الروايات ثم قال: أما إذا صح النهي عن البول حال القيام كما سيأتي من حديث جابر أنّه (ص) (نهى أن يبول الرجل قائماً) وجب المصير إليه والعمل بموجبه، ولكنه يكون الفعل الذي صح عنه (!!) صارفاً للنهي إلى الكراهة على فرض جهل التاريخ أو تأخر الفعل.. ويعضده نهيه (ص) لعمر وإن كان فيه ما سلف (ضعفه سنداً) ... (ثم قال) وقد روي عن أبي موسى التشديد في البول من قيام فروي عنه أنه راى رجلاً يبول قائماً فقال: ويحك أفلا قاعداً!؟...ثم قال: وقد ذهبت العترة والأكثر إلى كراهة البول قائماً وذهب أبو هريرة والشعبي وابن سيرين إلى عدم الكراهة والحديث لو صح وتجرد عن الصوارف لصلح متمسكاً للتحريم. ثم علق الشوكاني على اعتذارات علماء السنة وتأويلاتهم وتخريجاتهم على رواية بول النبي (ص) في سباطة قوم ـ حاشاه ـ فقال: وهذا وإن كان صحيح المعنى لكنه لم يعهد ذلك من سيرته ومكارم أخلاقه (ص).
وهذا القول عين قولنا فنحن وكل عاقل ومنصف ومعظم للنبي (ص) وعارف لقيمته وأخلاقه ومنزلته يرى بأن هذا الأمر مشين معيب غير لائق بالمرة بمقام النبي الأعظم (ص)، بل هو غير لائق بأصغر شيخ أو عالم.
ونقول لكل من يتمسك بهذه الرواية لكونها مروية عن معصومه البخاري: اتقوا الله واطعنوا في البخاري أولى وأرضى لله تعالى من طعنكم وإسائتكم لحبيبه وأشرف خلقه وسيد ولد آدم أجمعين!
وأخيراً، أرجو من كل من يتمسك بهذه الرواية البخارية الأموية أن يتصور المنظر أو إن كان شجاعاً أن يفعلها بنفسه ثم يتكلم بها ويدافع عنها بعد ذلك !! ليطبق السنة ويحييها لنا!!
وملخص الكلام، فمناط ردنا لما نسب إلى النبي (ص) لم يكن لأن البول وقوفاً حرام أو غير جائز ، بل كان تنزيهاً لأكرم خلق الله عن هذا الفعل ـ حاشاه ـ والفرق واسع بين الترخيص في الفعل للناس وبين تجويزه على رسول الله (ص) وبهذا الشكل وبتلك الوضعية (في سباطة قوم)!! فما قياس هذا على ذاك إلا من باب المغالطة والتمويه. فلاحظ.



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:51 PM   #7
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: بعثه (صلى الله عليه وآله) للسرايا وهم ليسوا أهلاً لذلك
هل صحيح أن رسول الله (صلى الله عليه أله) أمّر عمر بن العاص على سرية من السرايا في بداية اسلامه ؟
و إن كان ذلك فكيف يعده الرسول أمينا و يثق به وهو ليس أهلا لذلك ؟
الجواب:
لقد عقد النبي (ص) الراية لبعض أصحابه مع أنهم ليسوا أهلا لذلك لأهداف وغايات بعيدة يمكن للرائي أو الباحث ملاحظتها..
فلو نظرنا إلى عقده الراية لأبي بكر وعمر في خيبر ورجوعهما خائبين عن فتحها، ثم دعوته لعلي (عليه السلام) وأمره بالذهاب إلى خيبر وفتحها وقوله (ص): (لاعطينَّ الراية غداً رجلاً كرار غير فرار يحبّه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه)... وأيضاً عقده الراية لخالد في بعض الغزوات والسرايا ثم تبرئوه مما فعل خالد، وكذلك عقد الراية لعمرو بن العاص في ذات السلاسل بعد أن عقدها من قبل لأبي بكر وعمر وعودة الجميع خائبين عن الظفر بالمشركين ثم عقدها لعلي (عليه السلام) فتحقق الظفر على يديه. ماهي الإّ شواهد وبيّنات على فضل علي (عليه السلام) وأفضليته على علي جميع هؤلاء الذين سيكونون غداً من أبرز مناوئية والصادين له عن تولي زعامة الأمة بعد رسول الله (ص)، فتدبّر!!
ويمكنكم مراجعة تفاصيل غزوة ذات السلاسل وتحقيق الظفر فيها على يد علي (عليه السلام) في كتب الإمامية، منها كتاب (الخرائج والجرائح/ للراوندي ج1 ص168).




السؤال: أمره (صلى الله عليه وآله) بقتل بعض من هجاه
أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمر بقتل إمرآة من قريش لأنها هجته فقط؟ ما تلك القصة.
ثانياً: يقال بأنه قد أمر بقتل عبد الله بن أبي سرح حتى ولوكان متعلقاً بأستار الكعبة؟ ما سر تلك القصة؟

الجواب:
ورد ذلك في كتب العامة أن امرأة هجت النبي (صلى الله عليه وآله) من بني خطمة فأشتد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال من لي بها فقال رجل من قومها أنا لها.
ونحن نقف من هذه الرواية موقف الشك لعدم ورودها عندنا وعدم ثبوتها بسند صحيح. نعم ورد عندنا أمر بقتل قينتان كانت تغنيان بهجاء الرسول (صلى الله عليه وآله) وبمراثي أهل بدر ، فقتلت أحدهما وأفلتت الأخرى، ولعل هذه المرأة غير تلك المرأة التي وردت في كتب العامة للاختلاف كبير في التفاصيل.
ذكر الشيخ الصدوق في (معاني الأخبار ص 327) قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح فقال:
إن الناس يشبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا كان كاتب الوحي وليس ذلك بموجب له فضيلة, وذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي وهو الذي قال : ((سأنزل مثل ما أنزل الله)) وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يملي عليه (( والله غفور رحيم )) فيكتب (( والله عزيز حيكم )) ويملي عليه (( والله عزيز حكيم )) فيكتب (( والله عليم حكيم )) فيقول له النبي صلى الله عليه وآله: هو واحد هو واحد, فقال عبد الله بن سعد : إن محمد لا يدري ما يقول! إنه يقول وأنا أقول غير ما يقول, فيقول لي : هو واحد هو واحد. وإن جاز هذا فإني سأنزل مثل ما أنزل الله، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه (( وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ )) ( الأنعام : 933) فهرب وهجا النبي (صلى الله عليه وآله) فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : من وجد عبد الله بن سعد بن أبي سرح ولو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله. وإنما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول له فيما يغيره : (( هو واحد هو واحد )) لأنه لا ينكتب ما يريده عبد الله إنما كان ينكتب ما كان يمليه (عليه السلام) فقال : هو واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أمليه عن الوحي وجبرئيل (عليه السلام) يصلحه. وفي ذلك دلالة للنبي (صلى الله عليه وآله).

تعليق على الجواب (1)
أرجو أن تشرحوا وجه أمر النبي(صلى الله عليه واّله وسلم) بقتل من هجاه سواء عبد الله بن أبي سرح أو المرأة الأخرى وهل يتوافق ذلك مع أخلاقه (صلى الله عليه واّله وسلم)وأخلاق الأسلام وألا يعتبر ذللك قمعل للاّخر وإن كان على خطأ
الجواب:
الله سبحانه وتعالى يريد من خلال الدين الاسلامي نشر عقيدة التوحيد والذي يقف عائقا ضد هذه المهمة يكون حكمه القتل فالذي يسعى لتحريف الايات القرانية ويستهزأ بالنبي ويهجوه وهدفه الوقوف عائقا ضد نشر الدين الاسلامي لابد ان يقتل او يهدد به لتسير المسيرة الالهية التي فيها حياة الاجيال فقتل شخص واحد او اشخاص قلائل بقتلهم تحيى الاجيال المتعاقبة بالعقيدة الحقة يعد ضرورة تعرفها اسماء وطبقها النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى .





السؤال: محاولة اتهام الشيعة بما ينتقصون به رسول الله (صلى الله عليه وآله)
احتج علينا بعض العامة بورود روايات بمصادرنا تشبه تلك التي نشنع عليهم بها ونريد ردا عليها
*************************
1- (أنه كان يباشر عائشة وهي حائض)
هذا رواه ائمة الشيعة ولم يستنكروه كما استدل به شيخهم الحلي في (منتهى الطلب1/112 وانظر2/362) على حل ما فوق الإزار لا تحته. واحتج مرتضى العسكري برواية في المسند ((أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يباشرها وهو صائم ثم يجعل بينه وبينها ثوبا يعني الفرج)) (أحاديث أم المؤمنين عائشة2/64). فعل المرتضى ذلك ليزيل الإشكال حول المباشرة.
قال الطوسي ((ولا يجوز للرجل مجامعة امرأته وهي حائض في الفرج، وله مجامعتها فيما دون الفرج)) (النهاية ص26 للطوسي).
وقد أكد مشايخ الرافضة أن هذا فيه إبطال ما كان يفعله اليهود من اعتزال النساء في زمن الحيض فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بمخالفتهم وقال (( إفعلوا كل شيء إلا النكاح )) رواه الحلي وقال (( ويؤيد ذلك من طريق الأصحاب ما رواه عبد الملك ابن عمرو قال: سألت أبا عبد الله عما لصاحب المرأة الحائض منها فقال: كل شيء عدا القبل بعينه )) (منتهى الطلب1/224).
وقد سئل النبي (صلى الله عليه وآله) عن قوله تعالى (( فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن )) فقال: (( إفعلوا كل شيء إلا النكاح)) (رواه مسلم وأبو داود). وهو ما أقره علماء الشيعة ورووه مثل المرتضى العسكري في كتابه (أحاديث أم المؤمنين عائشة2/611).
2- (أن النبي كان يبول واقفا)
التبول قائما مروي عن الشيعة بأنه جائز.
هذا ما رواه الشيعة عن الصادق أنه سئل عن التبول قائما: لا بأس به)) (الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم).
سئل أبو عبد الله ((أيبول الرجل وهو قائم قال نعم)) (تهذيب الأحكام1/353 وسائل الشيعة1/352).
وإن كان سبب الاستنكار منكم احتمال ارتداد رذاذ البول إلى الثياب، فإليكم فتوى أهل البيت بجواز بقاء البول على الرأس.
قال زرارة (( قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن قلنسوتي وقعت في بول فأخذتها فوضعتها على رأسي ثم صليت: فقال: لا بأس)) وأعتبر الخوئي الرواية في موثقة وصحيحة زرارة (كتاب الطهارة للخوئي2/461 و3/112 نقلها عن صحيحة زرارة).
والنبي لم يبل قائماً قط في منزله والموضع الذي كانت تحضره فيه عائشة رضي الله عنها, وإنما بال قائماً في المواضع التي لا يمكن أن يطمئن فيها. أما (الندى) في الأرض وطين أو قذر. وكذلك الموضع الذي رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة يبول قائماً, فقد كان مزبلة لقوم, فلم يمكنه العقود فيه, وحكم الضرورة خلاف حكم الاختيار (أنظر تأويل مختلف الحديث ص92).
ونسأل: هل التقبيح بالعقل أم بالشرع؟ ما أجازه الشرع كان حلالا وإن كرهته النفوس كالطلاق والجهاد. وما حرمه الله كان حراما وإن كان محبوبا كالزنا.
قال تعالى (( كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرهٌ لَّكُم وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَّكُم وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ )).
هل الاستنكار لاحتمال ارتداد شيء من البول على بدن المتبول؟ فإن الشيعة قالوا بطهارة من أصابه بول اختلط به ماء آخر. فقد رووا عن هشام بن الحكم (أمير المجسمين) عن أبي عبد الله عليه السلام في ميزابين سالا، أحدهما بول والاخر ماء المطر، فاختلطا فأصاب ثوب رجل لم يضر ذلك)) (المعتبر للمحقق الحلي1/43).
3- (أن النبي كان يطوف على نسائه بغسل واحد)
الحديث صحيح. ويستنكر الشيعة ذلك ويشنعون بأن هذا شبق وخرافات جنسية لا تليق بالنبي (صلى الله عليه وآله). فيه تشويه لشخص رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويصوره بذاك الرجل الشهواني. ولكن الائمه الشيعه أجازوا إتيان الدبر إجماعا.
وأجازوا للرجل أن يكون لابنته اثني عشر صهرا في كل اثني عشر شهرا. وجهلوا أن هذا ما روته كتبهم. ولهذا يسلم النصارى على الشيعة ويقولون لهم: صدقتم أيها الشيعة في اتهامكم رسول الله بمثل ما نتهمه به نحن.
فقد اورد الطوسي قد أورد هذه الرواية للاحتجاج على جواز الطواف بغسل واحد. فقال: ((وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) طاف على نسائه فاغتسل غسلا واحدا وكن تسعا)) (المبسوط4/243). ورواه المحقق الحلي في المعتبر 1/193 وفي منتهى الطلب 1/89 و93 و2/234 و257 للحلي أيضا وتذكرة الفقهاء1/25 و2/575 للحلي أيضا. بل قد قال الحلي ((يجوز أن يطوف على نسائه وإمائه بغسل واحد مطلقا)) (تذكرة الفقهاء2/577). وقال ((ولا بأس بتكرار الجماع من غير غسل يتخللها لأنه عليه السلام كان يطوف على نسائه بغسل واحد)) (تذكرة الفقهاء 1/243 وانظر نهاية الأحكام1/104 للحلي جامع المقاصد للكركي12/24 مسالك الأفهام 7/35 للشهيد الثاني). وقد حكاه السيد محمد سعيد الحكيم وذكر أنهم العلماء كالحلي وغيره احتجوا له بأقوال ((من أصحابنا)) على حد قوله (مصباح المنهاج3/491).
وقال (( ولا يكره تكرار الجماع من غير اغتسال ويدل عليه ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يطوف على نسائه بغسل واحد)) (المعتبر1/193 منتهى الطلب1/89 و93و2/234 تذكرة الفقهاء2/575 نهاية الأحكام1/104 جامع المقاصد12/24 مسالك الأفهام7/35 و8/326 للشهيد الثاني).
فقد روى الطوسي عن محمدعن أبي جعفر قال قلت الرجل يحل لاخيه فرج قال نعم لابأس به له ما أحل له منها (كتاب الإستبصار3/136). وذكر الطوسي في الاستبصار 3/141 ((عن أبي الحسن الطارئ أنه سأل أبا عبد الله عن عارية الفرج فقال لا بأس به)).
قال الجزائري (( قال أبو عبد الله (عليه السلام): والله لقد نبئت أن بعض البهائم تنكرت له أخته فلما نزا عليها ونزل كُشف له عنها وعلم أنها أخته: أخرج غرموله (ذكره) ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا)) (قصص الأنبياء ص71 للجزائري ط: دار البلاغة).
4- (دخل علي رسول الله وعندي مخنث)
الحديث رواه البخاري. والشبهة في الحديث وجود مخنث في بيت رسول الله.
والجواب أن هذا المخنث كان داخلا في عداد أولي الإربة لما عرفوا عنه من عدم رغبته في النساء لعدم قابليته. بدليل الآية (أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال). فلما سمع النبي منه ما يفيد رغبته في النساء أمر بطرده فورا.
وهذا الحديث رواه الشيعة كما في الكافي5/523 وتفسير نور الثقلين3/593 ومع أن المجلسي اعتبر الحديث فيه مجهول. إلا أنه أقر الحكم في المسألة قائلا (( لأن أهل المدينة كانوا يعدونهما من غير أولي الإربة. فلما ظهر خلافه أمر بإخراجهما قلعا لمادة الفساد ودفعا لوصفهما محاسن النساء بحضرة الرجال)) (مرآة العقول20/352).
5- (كان بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بَعضُهُم إِلَى سوأة بَعضٍ)
من اكثر الاحاديث التى يحتج بها انظروا:
وَكَانَ مُوسَى عليه السلام يَغتَسِلُ وَحدَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمنَعُ مُوسَى أَن يَغتَسِلَ مَعَنَا إِلا أَنَّهُ آدَرُ(أي ذو فتق) قال: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوبَهُ عَلَى حَجَرٍ فَفَرَّ الحَجَرُ بِثَوبِهِ! فَجَمعَ مُوسَى فِي إِثرِهِ يَقُول:ُ ثَوبِي حَجَرُ! ثَوبِي حَجَرُ!حَتَّى نَظَرَ بَنُو إِسرَائِيلَ إِلَى سوأة مُوسَى فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِن بَأسٍ فقام الحجر بعد حتى نظر إليه فأخذ مُوسَى فطفق ثَوبَهُ بِالحَجَر ِضرباً؟ فوالله إِنَّ بِالحَجَر َِنَدَباً سِتَّةٌ أَو سَبعَةٌ.
قلت: إدعى عبد الحسين شرف الدين أن هذا الحديث لم ينقل إلا عن أبي هريرة مع أنه قد رواه إمامه ووصيه السادس وأخرج مفسرو الشيعة ذلك في تفاسيرهم.
رواه القمي في تفسيره عن أبي بصير (2/197). وقد حكم الخوئي بصحة جميع روايات مشايخ القمي في تفسيره (معجم رجال الحديث1/49).
والكاشاني في تفسير الصافي (4/205).
تفسير نور الثقلين (4/308).
تفسير الميزان للطباطبائي (16/353).
وقال نعمة الله الجزائري في قصصه (ص 250) ((قال جماعة من أهل الحديث لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وإن رؤيتهم لـه على ذلك الوضع لم يتعمده موسى عليه السلام ولم يعلم إن أحد ينظر إليه أم لا وأن مشيه عرياناً لتحصيل ثيابه مضافاً إلى تبعيده عما نسبوه إليه، ليس من المنفرات )).
*************************
الجواب:
1- ان من أسخف الناس وأجهلهم من يكذب على الناس وكتبهم موجودة في هذا الزمن, فهذا المدعي ينسب للشيعة أنهم رووا كما روى أهل السنة مباشرة النبي (صلى الله عليه وآله) لعائشة وهي حائض واستدل على ذلك بكتابين الأول منتهى المطلب والثاني أحاديث أم المؤمنين عائشة, ونحن ننقل نص عبارة الكتابين.
قال في (منتهى المطلب) وهو للعلامة الحلي (رحمه الله) في مسألة (يحرم على الرجل وطئ الحائض قبلاً): واحتج أبو حنيفة ومن وافقه بما رواه البخاري عن عائشة قالت كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض (منتهى المطلب/الطبعة الجديدة 2: 362).
فها هو العلامة يروي الرواية من البخاري فهل يقال لمثل هذا أنه رواها عن الشيعة وكيف يكون التدليس على القاريء إذا لم يكن هذا تدليس وكذب؟!
وقال مرتضى العكسري وهو معاصر في أحاديث أم المؤمنين عائشة تحت عنوان (روايتها عن معاشرة الرسول (صلى الله عليه وآله) إياها مما لا يليق بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله): مضت قرون تلو القرون وأحاديث أم المؤمنين عائشة يرويها الخلف عن السلف متسالمين على صدقها جميعاً ولم يشكوا في صدق إسناد روايتها إليها ولم يهتم أحد بنقدها وتمحيصها..., ثم نقل رواياتها عن كتب القوم إلى أن قال: النبي يقبلها وهو صائم: في مسند أحمد عن عائشة قالت: أهوى إلي رسول ليقبلني... وفي رواية إن رسول الله كان يباشرها وهو صائم ثم يجعل بينه وبينها ثوباً يعني الفرج (أحاديث أم المؤمنين عائشة 2: 64) فأين رواية الشيعة يا هذا وهل نقل العسكري إلا رواياتكم في مسند أحمد وهو في معرض نقدها بل كان كتابه هو نقدا لما روته عائشة.
ثم أن الشيعة لا يشنعون بمثل هكذا حكم فهو حكم شرعي قد تسالم عليه المسلمون كما قال العلامة ولكن الشيعة يستنكرون بل يكذبون هذا الإسفاف في النقل بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عائشة ويقبحون هذا الابتذال وقلة الحياء, واستنكار الحكم شيء والإسفاف والتعدي على مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيء آخر...
وأما بقية الأحاديث فهي لبيان الحكم وهو خارج عن موضوعنا ولا علاقة له برسول الله (صلى الله عليه وآله) من هذه الجهة.
2- لقد أوضحنا آنفاً بأنا لا ننكر الحكم الشرعي وإنما نستنكر ونكذب ما ينسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما فيه انتهاك لمقامه - أعوذ بالله - مما يخدش الحياء ويذهب بالمروءة, فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أعوذ بالله - أجل ومقامه أرفع من أن يبول واقفاً مما لا يرضاه أفراد البشر العاديين.
فما روينا من روايات تدل على جواز البول واقفاً ليس معناه نسبة ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) - استغفر الله - فشتان بين الأمرين هذا حكم شرعي وذاك اتهام وانتهاك لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
ولا نعرف كيف استساغ هذا المدعي أن ينسب للشيعة موافقتهم لأهل السنة بالقول ببول النبي (صلى الله عليه وآله) واقفاً لمجرد أن رووا روايات فيها حكم جواز البول واقفاً، فهل هما شيء واحد!! سبحان الله.. نعم هما شيء واحد لمن يحاول التعلق بالقشة وهو أعمى القلب والعين أيضاً.
وليس سبب الاستنكار منا لما رووا بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو تطاير رذاذ البول كما يحاول أن يوهمه هذا المدعي بل نحن نقول أن مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) أجل وأعلى من أن يفعل هكذا فعل يذهب بالمروءة بل لا يفعله من لديه أقل مكانة اجتماعية, فالحفاظ على مقام النبي (صلى الله عليه وآله) شيء وحكم تطاير رذاذ البول شيء آخر، وأما التمحلات الأخرى للدفاع عن أنفسهم باتهام النبي (صلى الله عليه وآله) من وجود الطين والمزبلة وعدم امكان الجلوس فهذا لا يغير من شناعة قولهم بحقه أبداً, والمعروف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه كان يبعد ويتحاشى الناس في قضاء الحاجة وكأنه لم يبق إلا سباطة القوم ليبول عليها - أعوذ بالله ـ.
وأما حكم نجاسة غير الملبوس في الصلاة فله بحثه ومسائله في الفقه ولا يخلط بين الأمرين إلا الجاهل, فتنجس القلنسوة بالبول لها حكمها في الصلاة غير تنجس الثياب برذاذ البول ولكل أدلته ومسائله.
وأما التنطع بالتقبيح العقلي أو الشرعي فهو من قلة الحيلة أذا لم يكن من الجهل, فإن البول واقفاً قبيح عقلاً وشرعاً.
قبيح عقلاً بمعنى قبيح عقلائي أي أن آراء العقلاء تقبحه للإنسان أو على الأقل تقبحه وتستنكره لذوي المكانة فكيف برسول الله، وهذا يدخل في باب العقل العملي لا النظري أي ما يجب أن يفعل أو لا يفعل، وهو الذي تبحث فيه الأخلاق في الفلسفة.
وأما شرعاً فإن الأحكام الشرعية خمسة وفيها الحرام والمكروه، والمكروه أيضاً على درجات ويختلف باختلاف الموضوع أي الزمان والمكان والأفراد, وقد نص الشرع على لزوم حفظ المروءة لإمام الجماعة فكيف بالنبي (صلى الله عليه وآله).
والكلام في حكم العقل والشرع، وليس في ما أستكرهه الناس من أجل الطبع والغرائز والشهوات فما هذا إلا خلط للحابل بالنابل, وإن كان البول واقفاً مما يأباه الطبع أيضاً.
وأما جريان الميزابين أحدهما بماء المطر والثاني أصابه البول فإن الماء الكثير ومنه المطر إذا جرى من الميزاب فهو مطهر, فيا سبحان الله حتى هذه الأحكام الشرعية البسيطة لا تعرفوها!!
3- وأما ما نقله عن روايتهم لطواف النبي (صلى الله عليه وآله) على نساءه في ليلة واحدة وقد أقر بصحته, فأن كل من نقل ذلك من علمائنا لم يسنده إلى أصحابنا بل قد سبقه بقوله (روي) وهو واضح في الدلالة على رواية أهل السنة له، وكتبنا الحديثية تخلو منه وإنما نقله علماؤنا تعويلاً على روايتهم ومن راجع الهوامش التحقيقية لهذه الكتب المذكورة يجد صدق ما نقول.
ثم لا نعرف ما هي العلاقة بين نسبة ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله) وبين الحكم بكراهة إتيان المرأة في الدبر وهل يظن هذا المدعي أنه إذا حكم علماؤنا بالكراهة معناه أنهم ينسبون ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله) - استغفر الله - والحكم بكراهة إتيان المرأة في دبرها له مكان آخر تجد تفصيله في صفحتنا تحت عنوانه.
وأما قوله بأنهم أجازوا للرجل أن يكون لابنته اثني عشر صهراً في كل اثني عشر شهراً فهذا تخرص رخيص بالباطل ولم يسنده إلى أحد من الشيعة، والكذب من عديم الدين سهل لا حرج فيه.
وأما تشنيع النصارى فإنه جاء مما روته عائشة ورويتموه أنتم بحق النبي (صلى الله عليه وآله) فإنا لم نروي مثل تلك الروايات.
وأما ما ذكره من نكاح الجواري وإنه يجوز بالتحليل، فهذا حكم لا خلاف فيه بين المسلمين تجد تفصيل الكلام فيه على الأسئلة العقائدية/ النكاح/ نكاح الجواري بحلف اليمين) وكذلك في الاسئلة المتفرقة/ رد شبهات يتندر بها أعداء أهل البيت.
وأما ما ذكره من قصة بعض البهائم فلم نفهم علاقتها بالمقام ولا أعتقد أن ذكرها في مثل هذا الموضع إلا من جهل الكاتب.
4- ان ما قاله من أن رواية دخول المخنث إلى بيت النبي (صلى الله عليه وآله) موجودة عند الشيعة فهذا كذب محض فإن ما رواه الكليني هو سماع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمخنثين يتحادثان في وصف امرأة من الطائف فحكم عليهما بعدم الإربة، وهي نفس الرواية التي نقلها عن نور الثقلين وحكم المجلسي بضعفها, فأين يروي الشيعة دخول المخنث في بيت النبي (صلى الله عليه وآله).
5- وأما رواية رؤية بني إسرائيل موسى عرياناً فشتان بين رواية القمي لها على وجه الإعجاز وبين رواية أبي هريرة من جعله موسى (عليه السلام) يركض عرياناً كالأهوج أمام بني إسرائيل يضرب الحجر, فإن الرواية فيها أنه (عليه السلام) كان ستيراً يتباعد عن بني إسرائيل لا أن يركض أمامهم دون أن يحسب لهم حساب. والرواية بهذا الشكل المضحك لم يروها غير أبي هريرة.





السؤال: محاولة إتهام الشيعة بأنهم يقولون بنزول (عبس وتولّى) في النبي (صلى الله عليه وآله)
ورد في أحد منتديات الوهابية هذه المقالة:-
ورد في أحد منتدى الدفاع عن السنة الوهابي هذه المقالة: -
*************************
علماء الرافضة القائلين أن سورة عبس نزلت في رسول الله
كثيرا ما يتهم الرافضة أن أهل السنة يتنصقون من قدر رسول الله ويتهموننا بأننا نقول ان سورة عبس وتولى الذي ورد فيها نوع من العتاب قد نزلت في رسول اللهصلى الله عليه وسلم .
وقد ذهب بعض علمائهم بالقول أن سورة عبس وتولى نزلت في الخليفة الثالث ذي النورين عثمان رضوان الله عليه . وقد خفي عليهم لو كان الامر كذلك لكانت تلك مكرمة كبيرة له زيادة لما له من المكارم . لأن الايات تعتب عتابا رقيقا وتختم بالتزكية .
ولسنا بصدد نفي أو إثبات نزولها في عثمان رضي الله عنه ولكن لأثبات أن هناك من علماء بني رفض من قال أن هذه السورة نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان عنده جماعة من كفار قريش وكذلك ابن ام مكتوم رضي الله عنه وقد كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رغب في إسلام سادات قريش علهم يساندون الإسلام ... والقصة معروفة
من قال بنزولها في رسول الله
بعض العلماء الذين قاتلوا بنزولها في النبي (ص)
1: الطبرسي أنظر جوامع الجامع ص 503.
2: إبن أبي جامع العاملي في الوجيز ج 3 ص 425.
3: إبن طاووس في سعد السعود ص 248.
4: 4: المجلسي في البحار ج 17 ص 78.
5: الشيخ الطريحي في غريب القرآن ص 306.
6: السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ج 1 ص 235.
7: السيد هاشم معروف الحسني في سيرة المصطفى ص 196-197.
9: الشيخ محمد جواد مغنية في الكاشف ج 7 ص 510.
10: السيد محمود الطالقاني في قبس من القرآن ج 15 ص 6-7.
11: الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره "الأمثل" ج 19 ص 364.
12: الجويباري في البصائر ج 52 ص 272.
و غيرهم كثيرون.. فهناك السيد كاظم الحائري الذي لا ينفي صدورها في الرسول, بل يقول أنه لا ضير في نزولها في النبي ولا مانع منه, لكنه لم يؤكد ذلك, الشيخ شمس الدين لديه هذا الرأي أيضاً وغيرهم..
وهنا بعض التفصيل
تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج 3 - ص 728
أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبد الله بن شريح بن مالك الفهري, وهو ابن أم مكتوم, وعنده صناديد قريش : أبو جهل بن هشام, وعتبة بن ربيعة, وأخوه شيبة, والعباس بن عبد المطلب, وأبي وأمية ابنا خلف, يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم, فقال : يا رسول الله, أقرئني وعلمني مما علمك الله, وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم, فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قطعه لكلامه, وعبس, وأقبل على القوم يكلمهم, فنزلت, فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكرمه ويقول إذا رآه " مرحبا بمن عاتبني فيه ربي " واستخلفه على المدينة مرتين ( أن جآءه ) منصوب ب‍ ( تولى ) و( عبس ) على اختلاف المذهبين, ومعناه : عبس لأن جاءه الأعمى وأعرض لذلك, وروي أنه (عليه السلام) ما عبس بعدها في وجه فقير قط, ولا تصدى لغني.
أبن أبي جامع العاملي : الوجيز-ج3 425أنه لا محذور في كونه صلى الله عليه واله مرادا بها لكون العتاب على ترك الأولى لا على الذنب
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 17 - ص 78
أقول : بعد تسليم نزولها فيه صلى الله عليه وآله كان العتاب على ترك الأولى, أو المقصود منه إيذاء الكفار وقطع أطماعهم عن موافقة النبي صلى الله عليه وآله لهم, وذمهم على تحقير المؤمنين كما مر مرارا .
تفسير غريب القرآن - فخر الدين الطريحي - ص 306 - 307
(( عبس وتولى * إن جاءه الأعمى )) وهو ابن أم مكتوم, روى أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الاسلام رجاء أن يسلم باسلامهم غيرهم فقال يا رسول الله قريني وعلمني مما علمك الله, وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم فكره رسول الله صلى الله عليه وآله قطعه لكلامه وعبس وأقبل على القوم يكلمهم فنزلت (( إن جاءه الأعمى )) وروي انه عليه السلام ما عبس بعدها في وجه فقير قط
أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 1 - ص 234 - 235
من الذي عبس وتولى ان جاءه الأعمى .
أقول : لا مانع من وقوع العتاب منه تعالى للنبي ص على ترك الأولى . وفعل المكروه أو خلاف الأولى لا ينافي العصمة والقول بان العبوس ليس من صفاته ص انما يتم إذا لم يكن العبوس لأمر أخروي مهم وهو قطع الحديث مع عظماء قريش الذين يرجو اسلامهم وأن يكون باسلامهم تأييد عظيم للدين وكذلك القول بان الوصف بالتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة انما يتم إذا كان تصديه للأغنياء لغناهم لا إرجاء اسلامهم وتلهية عن الفقراء لفقرهم لا لقطعهم حديثه مع من يرجو اسلامه ومع ذلك لا ينافي العتاب له وكون الأولى خلافه اما ما روي عن الصادق ع فقد ينافي صحة هذه الرواية قوله تعالى : وما يدريك لعله يزكى, فان ذلك الرجل انما عبس في وجه الأعمى تقذرا له لا لأنه لا يرجو تزكيه أو تذكره فالمناسب ان يقال وما يدريك لعله خير من أهل النظافة والبصر وكذا قوله : وما عليك ان لا يزكى فان تصدى الأموي للغني لغناه لا لرجاء ان يزكى وكذا قوله واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى . فان ابن أم مكتوم انما جاء رسول الله ص لا الأموي والأموي انما تقذره وانكمش منه لا إنه تلهى عنه فالمناسب ان يكون الخطاب للنبي ص وذلك يبطل صدور هذه الرواية من معدن بيت الوحي .
يؤيد السيد هاشم معروف الحسني ما ذكره العلامة الأمين بقوله ( والذي أراه أن ما ذكره السيد الأمين مقبول ومعقول ولا يتنافى مع عصمته ولكنه ليس متعينا منها لجواز أن تكون الآيات الأولي في السورة واردة في مقام إرشاد النبي إلى واقع تلك الفئة الضالة ( سيرة المصطفى 196) نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء
السيد محمود الطالقاني : في تفسيره ( فارسي)( ج30 ص- 124-125)
يرد السيد الطالقاني على الاتجاه الذي يقول بأن ظاهر الآيات لا دلالة فيه على رجوع الضمائر إلى النبي(ص) أهمها :
1.إن جميع الآيات تتضمن ضمائر خطابية والمخاطب فيها هو الذي عبس وتولى.
2.الاهتمام البليغ بالعابس ومسؤوليته في تزكية الناس المقبلين عليه وتطهيرهم.
3.إن النبي (ص) كان يستهدف مصلحة الإسلام العليا وكأن يتطلع إلى أهداف كبرى تقتضيها مسؤوليته في الدعوة إلى الله عز وجل بعيدا عن مصالحة الذاتية والشخصية
4.هناك خطابات تهديدية كثيرة في القران الكريم أشد وأقسى مما جاء في السورة موجهة إلى الرسول الأكرم.
5.لم يكن عتاب الله إياه جراء معصية صدرت منه لينافي مقام العصمة بل إن عتابه تعالى لرسوله يدل على كمال توجه إليه ومراقبته إياه.
6.الروايات الواردة مجهولة السند فلا يمكن الاعتماد عليها.
ولهذا يتعجب السيد الطالقاني من الرأي الذي يقول بان ظاهر الآيات ليس فيه دلالة على إنها متوجهة إلى رسول الله (ص) ويتساءل بتعجب :هل أن هذه الخطابات متوجهة إلى شخص مجهول من بني أمية.
( نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء ص 431-432)
ترى المفسرة المعاصرة نصرت أمين والمشهورة ب( السيدة الإصفهانية) أن سياق الآيات في سورة عبس يفيد أن المقصود بها النبي(ص) ولا ينافي ذلك عصمته وحسن أخلاقه لاهتمامه بما هو أهم ظنا منه أنهم لو أسلموا أسلم من تبعهم من عشائرهم
( مخزن العرفان/15/6-7)
( نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء ص432)
يقول علامة خوزستان ( محمد الكرامي) في تفسيره المنير( ج8 ص 191) بعدما يذكر الرواية الواردة في سبب نزول سورة عبس في النبي الأكرم(ص):
( ونحن إذا راعينا المجرى من ناحيته وكون الرسول بشهادة الله في حقه أنه على خلق عظيم وقعنا في حيرة من لومه تعالى لنبيه هذا اللوم الشديد وكان من الحق توجيه اللائمة لابن أم مكتوب في إصراره على الرسول(ص).
ويقول العلامة:
( وجاء في رواية إنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي لكن سياق الآيات يتنافى بوضوح مع هذا الأثر)
( وإلى الآن لم ينجل لنا وجه تأنيب الله رسوله في هذه الحادثة وكون السائل ومهما كان في نفسه يريد الأدب والثقافة وإنهما مرغوبان مطلوبان لا يبرر هذا اللوم مع كون الرسول إنما يريد إقناع الجمع الذين شغلوه للدعوة الربانية لا لغرض شخصي أو لتجليل هؤلاء بما هم الأشخاص المذكورون)
(نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء)
العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين:
(كلتا الروايتين الواردتين في أسباب النزول في مستوى واحد من القوة والضعف لا تستطيع أن ترجح إحداهما على الأخرى) ثم بعد ذلك يرجح الرواية المنقولة عن الإمام الصادق ومع ذلك يقول أنه لا مانع من نزول السورة في الرسول ( صحيفة القرار البيروتية الصادرة عن المجلس الشيعي الأعلى في لبنان بتاريخ 25 رجب
(نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء)
يرى المفسر المعاصر يعسوب الدين الجويباري في تفسيره ( البصائر) أنه ليس في سورة عبس شيء ينافي أخلاقية الرسول أو يناقض عصمته :
( ليس في هذا شيء ينافي خلقه العظيم أو يناقض العصمة النبوية كما زعم بعض القشريين من المفسرين ولا فيه من ترفيع أهل دنيا وأصحاب الرئاسة وضعة أهل الخير وأصحاب التقوى ولهداية على زعم بعض المفسرين)
( فالتدبر في واقع القصة يلهمنا أنه ليس فيها شائبة عتاب على النبي المعصوم بل فيه توبيخ واحتقار واستهانة وتذليل للزعماء المشركين والفجار المترفين الذين كانوا عند رسول الله الأعظم فكأنها تقول له:
أعرض يا أيها النبي عن هؤلاء الأرجاس وأغلظ عليهم فإنهم أحقر من أن ينصر الله جل وعلا بهم دينه وأقبل على هذا الأعمى الطيب المؤمن سليم القلب المستشعر يخوف الله تعالى الذي جاءك ساعيا للاستفادة والاستنارة)
البصائر /52/272.
(نقلا عن كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء)
العلامة مغنية في التفسير المبين ص 791:يقول العلامة بعد أن ذكر قصة ابن أم مكتوم : وقال المفسرون بما فيهم الشيخ محمد عبده ( إن الله عاتب النبي إعراضه عن الأعمى ) ونحن لا نرى فيها شائبة أو عتاب أو لوم على النبي والذي تفهمه أنها توبيخ واحتقار للمشركين الذين كانوا عند النبي.
ويقول في الكاشف ص 515:
اختلفوا في العابس فقيل : إنه مجهول ولهذا القول وجه لأن الله سبحانه ذكره بضمير الغائب ولم يبين لنا ما هو ومثله كثير في القران ....... وقيل هو رجل من بني أمية كان عند رسول الله فلما رأى الأعمى تقذر منه وأعرض عنه . والمشهور بين المفسرين وغيرهم أن الذي عبس وتولى هو رسول الله والسبب......( فيذكر العلامة قصة ابن ام مكتوم إلى أن يقول) هذا ما ذهب إليه أكثر المفسرين وله وجه أرجح وأقوى من الوجه الأول لمكان ضمير المخاطب (أنت) فأن المراد به الرسول بحسب الظاهر.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 19 - ص 410 - 411
أما من هو المعاتب ؟
فقد اختلف فيه المفسرون, لكن المشهور بين عامة المفسرين وخاصتهم, ما يلي : إنها نزلت في عبد الله بن أم مكتوم, إنه أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبي وأمية بن خلف يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم ( فإن في إسلامهم إسلام جمع من أتباعهم, وكذلك توقف عدائهم ومحاربتهم للإسلام والمسلمين ), فقال : يا رسول اله, أقرئني وعلمني مما علمك الله, فجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره, حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله لقطعه كلامه, وقال في نفسه : يقول هؤلاء الصناديد, إنما أتباعه العميان والعبيد, فأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم, فنزلت الآية . وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك يكرمه, وإذا رآه قال : " مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ", ويقول له : " هل لك من حاجة " . واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين . والرأي الثاني في شأن نزولها : ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : " إنها نزلت في رجل من بني أمية, كان عند النبي, فجاء ابن أم مكتوم, فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه عبس وأعرض بوجهه عنه, فحكى الله سبحانه ذلك, وأنكره عليه " . وقد أيد المحقق الإسلامي الكبير الشريف المرتضى الرأي الثاني . والآية لم تدل صراحة على أن المخاطب هو شخص النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم), ولكن الآيات ( 8 - 10 ) في السورة يمكن أن تكون قرينة, حيث تقول : وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى, والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من ينطبق عليه هذا الخطاب الرباني
ويحتج الشريف المرتضى على الرأي الأول, بأن ما في آية عبس وتولى لا يدل على أن المخاطب هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), حيث أن العبوس ليس من صفاته مع أعدائه, فكيف به مع المؤمنين المسترشدين ! ووصف التصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء مما يزيد البون سعة, وهو ليس من أخلاقه (صلى الله عليه وآله وسلم) الكريمة, بدلالة قول الله تعالى في الآية ( 4 ) من سورة ( ن ), والتي نزلت قبل سورة عبس, حيث وصفه الباري : وإنك لعلى خلق عظيم . وعلى فرض صحة الرأي الأول في شأن النزول, فإن فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والحال هذه لا يخرج من كونه ( تركا للأولى ), وهذا ما لا ينافي العصمة, وللأسباب التالية :
أولا : على فرض صحة ما نسب إلى النبي في إعراضه عن الأعمى وإقباله على شخصيات قريش, فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بفعله ذلك لم يقصد سوى الإسراع في نشر الإسلام عن هذا الطريق, وتحطيم صف أعدائه . ثانيا : إن العبوس أو الانبساط مع الأعمى سواء, لأنه لا يدرك ذلك, وبالإضافة إلى ذلك فإن " عبد الله بن أم مكتوم " لم يراع آداب المجلس حينها, حيث أنه قاطع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرارا في مجلسه وهو يسمعه يتكلم مع الآخرين, ولكن بما أن الله تعالى يهتم بشكل كبير بأمر المؤمنين المستضعفين وضرورة اللطف معهم واحترامهم فإنه لم يقبل من رسوله هذا المقدار القليل من الجفاء وعاتبه من خلال تنبيهه على ضرورة الاعتناء بالمستضعفين ومعاملتهم بكل لطف ومحبة . ويمثل هذا السياق دليلا على عظمة شأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), فالقرآن المعجز قد حدد لنبي الإسلام الصادق الأمين أرفع مستويات المسؤولية, حتى عاتبه على أقل ترك للأولى ( عدم اعتنائه اليسير برجل أعمى ), وهو ما يدلل على أن القرآن الكريم كتاب إلهي وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صادق فيه, حيث لو كان الكتاب من عنده ( فرضا ) فلا داعي لاستعتاب نفسه . . . ومن مكارم خلقه (صلى الله عليه وآله وسلم) - كما ورد في الرواية المذكورة - إنه كان يحترم عبد الله بن أم مكتوم, وكلما رآه تذكر العتاب الرباني له . وقد ساقت لنا الآيات حقيقة أساسية في الحياة للعبرة والتربية والاستهداء بها في صياغة مفاهيمنا وممارستنا, فالرجل الأعمى الفقير المؤمن أفضل من الغني المتنفذ المشرك, وأن الإسلام يحمي المستضعفين ولا يعبأ بالمستكبرين . ونأتي لنقول ثانية : إن المشهور بين المفسرين في شأن النزول, هو نزولها في شخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), ولكن ليس في الآية ما يدل بصراحة على هذا المعنى
*************************
الجواب:
اولاً: لا يأخذ رأي أي طائفة من قول بعض علمائها, وإنما الرأي أي رأي إذا أريد أن يُنسب إلى طائفة معينة أو مذهب معين يجب أن يكون مشهوراً معروفاً عن هذه الطائفة ويأخذ من قول أكثر علمائها أو المبرزين ممن يمثلون الطائفة, ولا يكتفى بالواحد والاثنين أو الشاذ أو الرأي المتروك غير المأخوذ به لديها, وأن قال به جمع من علمائها. فما يحاوله هذا المدعي لا يتم من أول قوله.
ثانياً: ثم كيف تكون هذه الآية مكرمة لو كانت بحق هذا الشخص من بني أمية والذي يقال أنه عثمان بن عفان, مع أنهم أي أهل السنة يحاولون بكل جهدهم نفيها عنه, بل سدروا في غيهم ونسبوها ما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يبرؤوا ساحة عثمان.
وأن قال هذا المدّعي كيف لا تكون مكرمة وفي بعض الأقوال من علمائكم تثبت عدم منافاة هذا الفعل للعصمة لو كان صادراً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا كان لا ينافي العصمة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو إذن إذا نسب إلى عثمان يكون مكرمة.
فإنا نقول: إن من يحاول أثبات عدم منافاتها للعصمة بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول أنه (صلى الله عليه وآله) كان مشغولاً بدعوة كبار المشركين للإسلام فترك الالتفات إلى ابن أم مكتوم لأجل هذا الأمر المهم فقدم فائدة الإسلام على إجابة الأعمى وهذا لا ينافي العصمة.
ولم يكن منه (صلى الله عليه وآله) لسوء خلقه أو سوء سريرته - أعوذ بالله - وأما عثمان بن عفان فإن ما ينقل عنه ينبئ عن تكبر وخباثة طبع وتذمر من الأعمى لا لشيء سوى أنه من الأغنياء الأشراف وهذا من الضعفاء فزوى نفسه وجمع ملابسه تقذراً من ابن أم مكتوم وكفى بها مذمة ورذيلة, فلاحظ.
ثالثاً: وأما قوله بأنا لسنا هنا بصدد إثبات أو نفي نزولها في عثمان, فإن هذا القول منه ليس الاّ تهرباً من الواقع والحقيقة لعدم مساعدة الأدلة والبحث العلمي على نفيها عن عثمان وإلصاقها برسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا بالاستعانة بالحس الأموي النفاقي المعروف.
رابعاً: ثم إنه لابد من ذكر أن هذه الموارد التي ذكرت بل أصل الشبة في أن هناك بعض علماء الشيعة يقول بقول السنة قد أثيرت أولاً من قبل بعض الحزبيين المدافعين عن بعض من ينتسب إلى التشيع, ولكنه خالف مشهور الطائفة ونسب هذه الآيات إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) متابعةً لأهل السنة.
فإن هذا البعض بعد أن ظهر منه هذا القول المخالف لإجماع الطائفة (لأن الشاذ النادر المعروف النسب لا يخدش في الإجماع) قام في وجهه علماء ومحققي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) يظهرون خطأ وعوار قوله وعدم فهمه وألفوا في ذلك عدة كتب فقام بعض من أنصاره الحزبين ممن لا تحصيل له للرد على هؤلاء العلماء فحاولوا التشبت بكل طحلب ومنها محاولة تجميع بعض الأقوال من علمائنا على أنها تؤيد قول هذا البعض وأن هذا البعض لم ينفرد بقوله بل سبقه من علماء الطائفة العديد,كل ذلك منهم محاولة للدفاع عنه سواء كانت هذه الأقوال صادقة في مطابقة الدعوى أو كاذبة, التزم بها أصحابها أو مقطوعة من مجمل كلامهم - كما سنرى بعد قليل - المهم هو محاولة الدفاع عن هذا البعض بأي ثمن حتى لو كان تشويه رأي الطائفة المعروف المشهور بتشويه رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقام بعض دعاة مذهب الوهابية باستغلال هذه الفرصة والاستفادة من أقلام هؤلاء وأخذ الشبهة منهم وطرحها على أنها شبه مبتكرة وبحث جديد يردون به على الشيعة والدليل على ذلك الكتاب المنقول منه هذه المقاطع وأسمه (مراجعات في عصمة الأنبياء) واسم مؤلفه أبو مالك الموسوي وهو معروف في الأوساط الحزبية المعينة. فلاحظ.
خامساً: والآن نأتي إلى تفصيل ما نقل كلامهم من علمائنا:
أ- ما نقله عن الشيخ الطبرسي في جوامع الجامع:
يتضح لك جلية الأمر في هذا النقل وسببه أذ رجعت إلى مقدمة جوامع الجامع لتعرف كيفية تأليف الطبرسي لهذا التفسير, فأنه (رحمه الله) بعد أن كتب تفسيره الكبير (مجمع البيان) ذكر أنه اطلع على تفسير الزمخشري فلخصه بتفسير صغير سماه (الكاف الشاف) ثم إن ولده ألح عليه بأن ينتخب من الكتابين الكبير والصغير كتاباً وسطاً يجمع بينهما قال في مقدمة جوامع الجامع: أما بعد: فإني لما فرغت من كتابي الكبير في التفسير الموسوم بـ (مجمع البيان لعلوم القرآن) ثم عثرت من بعد بالكتاب الكشاف لحقائق التنزيل لجار الله العلامة واستخلصت من بدائع معانية وروائع ألفاظه ومبانيه مالا يلفى مثله في كتاب مجتمع الأطراف ورأيت أن اسمه واسميه بالكاف الشاف فخرج الكتابان إلى الوجود..... إلى أن قال: اقترح علي من حل مني محل السواد من البصر والسويداء من الفؤاد ولدي أبو نصر الحسن أحسن الله نصره وارشد أمري وأمره أن أجرد من الكتابين كتاباً ثالثاً يكون مجمع بينهما ومحجر عينهما... إلى أن قال: ثم استخرت الله تعالى وتقدس في الابتداء منه بمجموع مجمع جامع للكلم الجوامع اسمه كتاب (جوامع الجامع)...
ثم قال: ومما حداني إليه وحثني وبعثني عليه أن خطر ببالي وهجس بضميري بل ألُقي في روعي محبة الاستمداد من كلام جار الله العلامة ولطائفه فإن لألفاظه لذة الجدة ورونق الحداثة مقتصراً فيه على إيراد المعنى والبحث والإشارة إلى مواضع النكت... الخ
(جوامع الجامع 1: 48).
ومنه يظهر لك أن ما ذكره بخصوص هذه الآية مأخوذ من جار الله الزمخشري صاحب الكشاف وهو من أهل السنة والشاهد عليه أن نفس كلام الطبرسي وبنفس العبارات مع اختصار بعض الألفاظ جاء في تفسير الكشاف (4: 544 تفسير سورة عبس), فراجع وتمعن لتميز المدعي للتحقيق من غيره.
بل أن الطبرسي في مجمع البيان الذي يبين فيه رأيه ومذهبه بعد أن أورد رواية أهل السنة وقولهم بأنها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممرضاً إياه بلفظة قيل: نقل قول علم الهدى المرتضى في الرد عليه ونفي نزولها بحق رسول الله قطعاً وأورد رواية الإمام الصادق (عليه السلام) في أنها نزلت في رجل من بني أمية, ثم أورد الجواب فيها لوضح الخبر ألأول وأورد خبر الصادق (عليه السلام) الذي ينفي نزولها بحق رسول الله, أنه (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال مرحباً مرحباً, لا والله لا يعاتبني الله فيك أبداً .... الرواية ) وهو واضح بأن الله لم يعاتب رسول (صلى الله عليه وآله) في ابن أم مكتوم وفيه تعريض بالمعاتب الحقيقي. فلاحظ.
ومنه تقطع أن رأي الطبرسي (رحمه الله)في هذه الآية لا يمكن أن يكون كما يدّعيه هذا المدعي الناقل لكلامه من جوامع الجامع دون أن يعرف أصله بأن العتاب في هذه الآية متوجه إلى رسول الله, فراجع.
ب- ما نقله عن ابن أبي جامع العاملي والمجلسي:
من الواضح أن العبارتين أي عبارة الوجيز والبحار مستلتان من مجمل البحث وأن ظاهرهما كما هو واضح أنه بعد التسليم والتنزل على مدعي الخصم أن الآيات ليس فيهما ما ينافي العصمة, فعبارة المجلسي بالأخص واضحة إذا صدرها بقوله: (بعد التسليم) وهذا لا يعني أنه مسلـّم بذلك وأنه يقبل نسبتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى أنه عنون الباب بـ(تأويل بعض ما يعلم خلاف عصمته), فلاحظ (تأويل) وهو هنا في هذه الآية يؤول على فرض التسليم. خاصة وأنه ذكر قول الطبرسي في المجمع ونقل قول المرتضى وبعد ذلك أيضاً نقل رواية تفسير القمي في أنها نزلت في عثمان.
فمن التدليس نسبة القول بهذا الرأي إلى هذين العلمين, فلاحظ.
ج- ما نقله عن غريب القرآن للطريحي:
إذا رجعت إلى مقدمة غريب القرآن للطريحي يزول عنك العجب لما ورد فيه من تفسير (عبس وتولى) حيث يقول: فيقول الفقير إلى الله الغني فخر الدين بن محمد علي طريح النجفي: إني لما عثرت بكتاب غريب القرآن المسمى بنزهة القلوب وفرحة المكروب تأليف أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني وتأملته وإذا هو كتاب فائق رائق عجيب غريب إلا أن المطلوب منه يعسر تناوله في القصور في ترتيبه والخلل في تبويبه فاستخرت الله على تغيير ذلك الترتيب على وجه له فيه رضى, فشرعت فيه ورتبته على أبوب الحروف الهجائية وجعلت كل باب على أنواع منها, كذلك ترتيباً يسهل تناوله على الطالبين ولا يستصعب تعاطيه على الراغبين وأضفت إلى ذلك غير ما في المتن ما لم يشتمل عليه من اللغة والتفسير وأفردت باباً في آخره ....إلى أن قال : وسميته بنزهة الخاطر وسرور الناظر وتحفة الحاضر ومتاع المسافر... الخ (تفسير غريب القرآن للطريحي: 4).
فبان بذلك بأن ما ذكره في لفظة (عبس) ليس منه وإنما من محمد بن عزيز السجستاني من أهل السنة, ولكن ماذا نفعل للمتطفلين على العلم!!
د- وأما ما نقله عن السيد محسن الأمين, فهو الوحيد الذي قد يشم منه أنه يرجح القول بأنها نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله), مع إنا يمكن أن ندافع عنه ونقول أن ما ذكره من التعليل قد يكون من باب التنزيل على فرض التسليم, لأنه قد ذكر أولاً قول الطبرسي وقول المرتضى ثم بعد ذلك ذكر رأيه.
ومع ذلك فأن ما ذكره من تعليل عليل وقد أجاب على ما أثاره فيه من إشكالات جمع من علمائنا كصاحب الميزان العلامة الطباطبائي والسيد مرتضى العاملي, فأن قوله
1- (لا مانع من وقوع العتاب منه تعالى للنبي (صلى الله عليه وآله) على ترك الأولى وفعل المكروه أو خلاف الأول) فإنا لا نسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالخصوص بترك الأولى فضلاً عن فعل المكروه وخلاف الأولى, فإنا نمنعه لما ثبت عندنا من سعة علمه (صلى الله عليه وآله).
مع أن ترك الأولى أو المكروه لم نعلمه ما هو حسب القصة المنقولة عن أهل السنة, فإن صريح القرآن يذكر أن التصدي كان لأجل الغنى والعبوس لأجل الفقر, ولذا وقع العتاب عليهما لا لأنه أراد دعوة صناديد قريش,ومثل ها أي التصدي للأغنياء من أجل غناهم والإعراض عن الفقير من أجل فقره أين ترك الأولى فيه ؟ أن لم يكن سوء خلق وسجية مكروهه وطبع منحرف بجلاء لا يمكن نسبتها إلى رسول الله فضلاً أن أوحد الناس العاديين فإن مثل هذا لا يمكن أن يدخل في ترك الأولى وقد ذكر السيد الطباطبائي (قدس سره): أن قبح ترجيح غنى الغني على كمال الفقير وصلاحه بالعبوس والأعراض عن الفقير والإقبال على الغني لغناه قبح عقلي مناف لكريم خلق الإنسان لا يحتاج في لزوم التجنب عنه إلى نهي لفظي (الميزان 20: 203) وهذا تأكيد بل تصريح بأن هذا الفعل القبيح عقلاً لا يمكن أن يكون من ترك الأولى بل لا يمكن أن ينهى قبحه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأما اعتراضه
2- على من نفى العبوس عنه (صلى الله عليه وآله) لأنه ليس من أخلاقه بأنه عبس لأمر أخروي فهو ضعيف لأن القرآن الكريم ينفي عنه هذا الخلق حتى مع أعداءه قال تعالى: (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) (القلم:4).
وهي مطلقة فأن القول بأن العبوس كان منه - أعوذ بالله - يعارض هذه الآية مع أن القرآن لم يذكر أن العبوس كان من أجل دعوة مشركي قريش بل ظاهره أن العبوس كان من أجل الفقر والتصدي كان من أجل الغنى, وهو يعارض كذلك ما أمره به الله سبحانه وتعالى بقوله: (( وَاخفِض جَنَاحَكَ لِلمُؤمِنِينَ )) (الحجر:88). و (( وَأَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ )) (الحجر:94).
فكيف يتصور من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعل خلاف ما يؤمر فضلاً عن أنه فعل القبيح عقلاً.
وأما رده رواية الإمام الصادق (عليه السلام)
3- فإن هذا من عجيب الاستدلال مع أن ما ورد من روايات أهل السنة كله ضعيف ودلالة رواية الصادق (عليه السلام) على وقوع التحريف في بعضها فإن أقل ما يقال أن الروايات متعارضة مع أن ما فيه خلاف العامة هو الراجح عندنا كما في رويات الترجيح ولكن وجود رواية تنزه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول من الالتزام برواية تمسه روحي له الفداء.
مع أنه قوله تعالى: (( وَمَا عَلَيكَ أَلاَّ يَزَّكَّى )) (عبس:7) لا يناسب أن يخاطب به النبي (صلى الله عليه وآله) لأنه مبعوث لدعوة الناس وتزكيتهم وهي مهمته الأولى والأخيرة وكذا قوله: (( لَعَلَّهُ يَزَّكَّى )) (عبس:3).
لا يدل على أنه يريد التزكية على يد المخاطب بالعبوس بل هو عام وقوله: (( فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى )) (عبس:6), و (( فَأَنتَ عَنهُ تَلَهَّى )) (عبس:10).
ليس فيها دلالة على أن التصدي كان لأجل الدين, بل لعل هذا العابس كان يتصدى للأغنياء لأجل أمور دنيوية ويتنهي من الفقراء من أجل ذلك وهناك تفصيل أكثر في الجواب ليس هنا محله.
وأخيراً فإن من جوز نسبتها لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إنما ذلك بعد أن نفى قبح العبوس وأنه رذيلة تنافي العصمة. بل لم يكن قوله إلا دفاعاً عن عصمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتبرأت ساحته خلافاً لمن ينسبها لرسول الله من أهل السنة مع الالتزام بقبح ما صدر من الفعل وهو العبوس وبالتالي يتخذها دليلاً على نفي العصمة أو محاولة لدفع هذا القبح الظاهر عن الأموي بإلصاقه برسول الله (صلى الله عليه وآله),فإنا عندما نعترض على أهل السنة إنما نعترض على هذا اللازم الباطل في محاولتهم المساس بعصمة النبي (صلى الله عليه وآله) وأخلاقه, فلاحظ.
و- وأما ما نقله عن هاشم معروف الحسني فليس هو إلا تقليد لما ذكره الأمين مع أنه ظاهر بأنه على وجه التسليم والتنزل لأنه بقول في كلامه: (ولكنه ليس متعيناً منها لجواز أن تكون الآيات الأولى من السورة واردة في مقام إرشاد النبي إلى واقع تلك الفئة الضالة).
هـ- وأما ما نقله الطالقاني فأول ما فيه أن مقتطع بل ومترجم من الفارسية فلا يعتمد على ما يستوحى منه لأن أساليب التعبير في اللغات مختلفة بل كان عليه أن ينقل النص الفارسي ثم يترجمه حتى نستطيع أن نستظهر ما يقوله المؤلف بنفسه لا ما يستظهره هذا المدعي فأنه يجر النار إلى قرصه.
ومع ذلك فإن ما ذكره مترجماً مردود فإن الضمائر تعود إلى العابس ولا يظهر من القرآن أن المعني به رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أعوذ بالله - وأن التأنيب والتقريع والعتاب في الآيات غالب على ما يدّعيه من الاهتمام البليغ به وأن افتراض أن العابس كان رسول (صلى الله عليه وآله) وأنه كان من أجل مصلحة الإسلام مصادرة على المطلوب فأنه لم يعرف هذه القصّة الإّ من رواية أهل السنة, ونحن لا نقبلها, وإدعاؤه بوجود خطابات تهديدية كثيرة في القرآن اشد موجهة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقع على عهدته, فهي دعوى لم يورد عليها شواهد, فنحن لا نسلم بصحة الشواهد التي قد يدعيها. وأما ما ينسب إلى المؤلف من عجب أن يكون الخطاب متوجهاً إلى مجهول, فلعلّه صادر عن غفلة فإن من توجه إليه الخطاب حقيقة لم يكن مجهولاً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل لم يكن مجهولاً عن الأقربين إليه(عليه السلام) بل أصحابه المعاصرين للنزول فضلاً عن أن يكون مجهولاً للمتكلم - أعوذ بالله - وإما الجهالة فقد جاءت متأخرة, فلاحظ.
ومع ذلك فإنه ينزه النبي (صلى الله عليه وآله) عن كون هذا الفعل قبيح أو أن ينافي عصمته.
وبهذا الكلام نكتفي عن التعليق عما نقله عن نصرت أمين.
ط- وأما ما نقله عن محمد كرمي فليس هو إلا تساؤلات حائرة يتردد فيها بين الاتجاهين وتصنيفه إلى أحد الجانبين تدليس عليه وتجنٍ قد لا يرضاه صاحب التفسير.
ي- وأما اعتبار الشيخ شمس الدين من المؤيدين لنسبتها لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو تدليس واضح على الشيخ, كيف وهو يرجح رواية الإمام الصادق (عليه السلام) وهل يصح أن ننسب رأياً لشخص بمجرد أنه أشار إليه وذكره ولو لم يختاره؟!.
ذ- وأما ما نقله عن الجويباري فهو رأي ثالث في ظاهر الآيات لا يُحسب إلى هذا الجانب أو ذاك لأنه يرفض ظهور القرآن في العتاب ويقول إنها جاءت لتوبيخ الكفار والمشركين فيخرج الآية إلى موضوع ثالث لا علاقة له بالسجال بين الطرفين, مع أنا لا نوافق على ما أستظهره فإنه بعيد.
ز- وأما ما نقله عن مغنية: أولاً: فهو كسابقه المنقول عن الجويباري وما نقل عن الكاشف, ثانياً :فهو مقطوع ولم يذكر نهاية قوله الذي يذكر فيه وقوع العتاب للنبي (صلى الله عليه وآله) وأن الآيات جاءت لتوبيخ المشركين (الكاشف 9: 516): فقول مغنية في المبين والكاشف وقول الجويباري واحد وهو قول ثالث في الآيات لا يدخل في هذا أو ذاك.
ر- وأما ما نقله عن الشيخ مكارم الشيرازي فهو كالمنقول عن غيره من المفسرين بأنهم نقلوا القولين عن أهل السنة والشيعة, وما قاله أخيراً فهو على فرض التسليم والتنزل بنزولها في النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال: (وعلى فرض صحة الرأي الأول في شأن النزول) وهو واضح في تنزيل القول على الفرض ويقول في آخر كلامه (ولكن ليس في الآية ما يدل بصراحة على هذا المعنى - أي نزولها في شخص النبي (صلى الله عليه وآله) ـ...) فراجع.
وعلى كل حتى لو لم يوافق البعض على ما قلنا في كلام بعض من نقل التفسير عنه فإن هذا لا يعني أن ننسب هذا القول إلى علماء الشيعة, فأنت تلاحظ أن جامع هذه الكلمات قد حاول جمعها من أي مصدر ومن أي مؤلف مع خلو مصادرنا المعتبرة عنها, فلاحظ.



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:53 PM   #8
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: اتهام النبي (صلى الله عليه وآله) بشدّة حبّه للنساء
ما هو سر حب النبى لمعاشرة النساء
الجواب:
قال السيد الطباطبائي في تفسير الميزان :
ومما اعترضوا عليه تعدد زوجات النبي (صلى الله عليه وآله), قالوا إن تعدد الزوجات لا يخلو في نفسه عن الشره والانقياد لداعى الشهوة وهو (صلى الله عليه وآله) لم يقنع بما شرعه لامته من الأربع حتى تعدى إلى التسع من النسوة.
والمسألة ترتبط بآيات متفرقة كثيرة في القرآن والبحث من كل جهة من جهاتها يجب أن يستوفى عند الكلام على الآية المربوطة بها ولذلك أخرنا تفصيل القول إلى محاله المناسبة له وإنما نشير ههنا إلى ذلك إشارة اجمالية.
فنقول من الواجب أن يلفت نظر هذا المعترض المستشكل إلى أن قصة تعدد زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) ليست على هذه السذاجة أنه (صلى الله عليه وآله) بالغ في حب النساء حتى أنهى عدة أزواجه إلى تسع نسوة بل كان اختياره لمن اختارها منهن على نهج خاص في مدى حياته فهو (صلى الله عليه وآله) كان تزوج أول ما تزوج بخديجة (رضوان الله عليها) وعاش معها مقتصرا عليها نيفا وعشرين سنة وهى ثلثا عمره الشريف بعد الازدواج منها ثلاث عشرة سنة بعد نبوته قبل الهجرة من مكة ثم هاجر إلى المدينة وشرع في نشر الدعوة وإعلاء كلمة الدين وتزوج بعدها من النساء منهن البكر ومنهن الثيب ومنهن الشابة ومنهن العجوز والمكتهلة وكان على ذلك ما يقرب من عشرة سنين ثم حرم عليه النساء بعد ذلك إلا من هي في حبالة نكاحه ومن المعلوم أن هذا الفعال على هذه الخصوصيات لا يقبل التوجيه بمجرد حب النساء والولوع بهن والوله بالقرب منهن فأول هذه السيرة وآخرها يناقضان ذلك.
على أنا لا نشك بحسب ما نشاهده من العادة الجارية أن المتولع بالنساء المغرم بحبهن والخلاء بهن والصبوة إليهن مجذوب إلى الزينة عشيق للجمال مفتون بالغنج والدلال حنين إلى الشباب ونضارة السن وطراوة الخلقة وهذه الخواص أيضا لا تنطبق على سيرته (صلى الله عليه وآله) فإنه بنى بالثيب بعد البكر وبالعجوز بعد الفتاة الشابة فقد بنى بأم سلمة وهى مسنة وبنى بزينب بنت جحش وسنها يومئذ يربو على خمسين بعد ما تزوج بمثل عائشة وأم حبيبة وهكذا.
وقد خير (صلى الله عليه وآله) نساءه بين التمتيع والسراح الجميل وهو الطلاق إن كن يردن الدنيا وزينتها وبين الزهد في الدنيا وترك التزيين والتجمل إن كن يردن الله ورسوله والدار الآخرة على ما يشهد به قوله تعالى في القصة: (( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما )) (الأحزاب:299) وهذا المعنى أيضا كما ترى لا ينطبق على حال رجل مغرم بجمال النساء صاب إلى وصالهن.
فلا يبقى حينئذ للباحث المتعمق إذا أنصف إلا أن يوجه كثرة ازدواجه (صلى الله عليه وآله) فيما بين أول أمره وآخر أمره بعوامل اخر غير عامل الشره والشبق والتلهي.
فقد تزوج (صلى الله عليه وآله) وسلم ببعض هؤلاء الأزواج اكتسابا للقوة وازديادا للعضد والعشيرة وببعض هؤلاء استمالة للقلوب وتوقيا من بعض الشرور وببعض هؤلاء ليقوم على أمرها بالانفاق وإدارة المعاش وليكون سنة جارية بين المؤمنين في حفظ الأرامل والعجائز من المسكنة والضيعة وببعضها لتثبيت حكم مشروع وإجرائه عملا لكسر السنن المنحطة والبدع الباطلة الجارية بين الناس كما في تزوجه بزينب بنت جحش وقد كانت زوجة لزيد بن حارثة ثم طلقها زيد وقد كان زيد هذا يدعى ابن رسول الله على نحو التبني وكانت زوجة المدعو ابنا عندهم كزوجة الابن الصلبي لا يتزوج بها الأب فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله) ونزل فيها الآيات.
وكان (صلى الله عليه وآله) تزوج لأول مرة بعد وفات خديجة بسودة بنت زمعة وقد توفى عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية وكانت سودة هذه مؤمنة مهاجرة ولو رجعت إلى أهلها وهم يومئذ كفار لفتنوها كما فتنوا غيرها من المؤمنين والمؤمنات بالزجر والقتل والاكراه على الكفر.
وتزوج بزينب بنت خزيمة بعد قتل زوجها عبد الله بن جحش في أحد وكانت من السيدات الفضليات في الجاهلية تدعى أم المساكين لكثرة برها للفقراء والمساكين وعطوفتها بهم فصان بازدواجها ماء وجهها. وتزوج بأم سلمة واسمها هند وكانت من قبل زوجة عبد الله أبى سلمة ابن عمة النبي وأخيه من الرضاعة أول من هاجر إلى الحبشة وكانت زاهدة فاضلة ذات دين ورأي فلما توفى عنها زوجها كانت مسنة ذات أيتام فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله).
وتزوج بصفية بنت حيي بن أخطب سيد بنى النضير قتل زوجها يوم خيبر وقتل أبوها مع بنى النظير وكانت في سبى خيبر فاصطفاها وأعتقها وتزوج بها فوقاها بذلك من الذل ووصل سببه ببني إسرائيل.
وتزوج بجويرية واسمها برة بنت الحارث سيد بنى المصطلق بعد وقعة بنى المصطلق وقد كان المسلمون أسروا منهم مئتي بيت بالنساء والذراري فتزوج (صلى الله عليه وآله) بها فقال المسلمون هؤلاء أصهار رسول الله لا ينبغي أسرهم وأعتقوهم جميعا فأسلم بنو المصطلق بذلك ولحقوا عن آخرهم بالمسلمين وكانوا جمعاً غفيرا وأثر ذلك أثرا حسنا في سائر العرب.
وتزوج بميمونة واسمها برة بنت الحارث الهلالية وهى التي وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة زوجها الثاني أبى رهم بن عبد العزى فاستنكحها النبي (صلى الله عليه وآله) وتزوج بها وقد نزل فيها القرآن.
وتزوج بأم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان وكانت زوجة عبيد الله بن جحش وهاجر معها إلى الحبشة الهجرة الثانية فتنصر عبيد الله هناك وثبتت هي على الاسلام وأبوها أبو سفيان يجمع الجموع على الاسلام يومئذ فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله) وأحصنها.
وتزوج بحفصة بنت عمر وقد قتل زوجها خنيس بن حذاقة ببدر وبقيت أرملة وتزوج بعائشة بنت أبي بكر وهى بكر.
فالتأمل في هذه الخصوصيات مع ما تقدم في صدر الكلام من جمل سيرته في أول أمره وآخره وما سار به من الزهد وترك الزينة وندبه نساءه إلى ذلك لا يبقى للمتأمل موضع شك في أن ازدواجه (صلى الله عليه وآله) بمن تزوج بها من النساء لم يكن على حد غيره من عامة الناس أضف إلى ذلك جمل صنائعه (صلى الله عليه وآله) في النساء وإحياء ما كانت قرون الجاهلية وأعصار الهمجية أماتت من حقوقهن في الحياة وأخسرته من وزنهن في المجتمع الانساني حتى روى أن آخر ما تكلم به (صلى الله عليه وآله) هو توصيتهن لجامعة الرجال قال (صلى الله عليه وآله) : الصلاة الصلاة - وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون - الله الله في النساء فإنهن عوان في أيديكم الحديث.(الميزان 4/195)
ولعل معترض يتشبث بالحديث الوارد عن رسول الله (ص) : (حبب الي من دنياكم النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة) فانه لا يدل على كثرة الشهوة والاستزادة من النساء وانما ورد بالحب المطلق الذي يصدق عليه النوع المتعارف منه خاصة قوله (من دنياكم) فنتبين منه أنه حبب اليه النساء بالحب المتعارف عند الناس في دنياهم بما يليق به صلوات الله عليه فليس المتعارف عند أغلب الناس شدة الشهوة والشبق كما عند الملوك والمسرفين, فانه صلوات الله عليه يريد أن يقول أنه أحب ثلاث اشياء دنيوية هي الطيب والنساء والصلاة ولا مطعن في ذلك.
ثم ان سند الحديث عامي روي عن أنس ولم يرد في مصادرنا الا عن طرقهم




لسؤال: رواية أنه (صلى الله عليه وآله) رأى امرأة فأعجبته
ما صحة هذه الروايات التي سأرفقها لكم سادتي فقط طال تشبث النواصب بها مع العلم ان لها مثيلها بكتبهم و لكنهم ماسكين علينا بحث لأخ اسمع مفجر الثورة و قد احتج بهم بما في كتبهم و الآن يقولون ان في كتبكم شبيه لرواياتهم نرجو منكم اطلاعنا على الجواب المناسب مع جزيل الشكر و التقدير هذه هي الروايات:
الكافي
الحسين بن محمد, عن العلى, عن الوشاء, عن حماد بن عثمان, عن أبي عبدالله عليه السلام قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة فأعجبته فدخل على ام سلمة و كان يومها فأصاب منها وخرج إلى الناس ورأسه يقطر فقال : أيها الناس إنما النظر من الشيطان, فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله
كما رواه الكليني في القوي كالصحيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله و اعلم أنه كان ذلك للتعليم و إلا فذاته صلى الله عليه و آله و سلم أقدس من هذا و ليس للشيطان عليهم سبيل.
و في القوي، عن مسمع، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن الذي معها مثل الذي مع تلك فقام رجل فقال يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع؟ قال: فليرفع نظره إلى السماء و ليراقبه و ليسأله من فضله.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج‏8،
المؤلف: المجلسي الأول - محمد تقي بن مقصود علي الأصفهاني‏
وأورد المجلسي الحديث فى مجلد أخر :
روى الكليني في القوي كالصحيح، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله- و ظاهر أن المراد نظرهم لا نظره عليه السلام.و في القوي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن معها مثل الذي مع تلك فقام رجل فقال: يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع؟ قال فليرفع بصره إلى السماء و ليراقبه و ليسأله من فضله أي لأنه قبلة الدعاء و لينظر إلى عظمة بارئها ليمنعه عن مخالفة الله تعالى فإن النظر ينجر إلى الزنا.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج‏9، ص: 437
المؤلف: المجلسي الأول، محمد تقي بن مقصود علي الأصفهاني‏ - للمولى محمد تقي بن مقصود علي المجلسي
يقول العلامة يوسف البحراني
روى في الكافي عن حماد بن عثمان «1» «قال: رأى رسول الله صلى الله عليه و آله امرأة فأعجبته فدخل على أم سلمة و كان يومها، فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر، فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان، فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله».
أقول:في هذه الأخبار دلالة ظاهرة على ما تقدم من جواز كشف الوجه و اليدين من المرأة الأجنبية، و عدم وجوب سترها، و إلا فلو كان النساء يومئذ مسترات مخمرات غير مسفرات لم يعلم حال الجميلة من القبيحة حتى يترتب عليه ما ذكر في هذه الأخبار، قوله صلى الله عليه و آله و سلم «إنما النظر من الشيطان» يعنى حب النظر و معاودته بعد حصول النظرة الأولى التي وقعت اتفاقا إذا ترتبت عليها اللذة و الفتنة.و أما قوله عليه السلام «فأعجبته» فإنه لا منافاة فيه لمقتضى مقامه صلى الله عليه و آله فإن استحسان الحسن و استقباح القبيح، و الرغبة في الأول و النظرة من الثاني أمر جبلي و خلق بشري كما لا يخفى.
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة - ج‏23 ج ص: 151 - ص: 153
وعن عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن محمد بن الحسن بن شمون, عن عبدالله بن عبد الرحمن, عن مسمع, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن الذي معها مثل الذي مع تلك, فقام رجل فقال : يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع ؟ قال : فليرفع نظره إلى السماء وليراقبه وليسأله من فضله .
الكافي ج 5
باب أن النساء أشباه
: 494 | 2 .
[ 25155 ] 3 ـ محمد بن عليّ بن الحسين في ( الخصال ) : بإسناده الآتي (1) عن علي (عليه السلام) ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإنّ عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها فاذا لم يكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا وليصل على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم يسأل الله من فضله فانه ينتج (2) له من رأفته ما يغنيه .
الخصال : 637 .
(1) يأتي في الفائدة الاولى من الخاتمة برمز ( ر ) .
[ 25156 ] 4 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) : عن أمير المؤمنين (عليه السلام), انه كان جالسا في أصحابه إذ مرت بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم, فقال (عليه السلام) : انّ عيون (1) هذه الفحول طوامح, وإن ذلك سبب هبابها (2) فاذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله, فإنما هي امرأة كامرأة, فقال رجل من الخوارج : قاتله الله كافرا ما أفقهه, فوثب القوم ليقتلوه فقال (عليه السلام) : رويدا فإنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب .
نهج البلاغة 3 : 253 | 420 .
(1) في المصدر : ابصار .
(2) الهباب : شهوة الجماع . ( الصحاح 1 : 236 )
11- ويستحب المبادرة إلى مباشرة زوجته إذا أُثيرت غريزته بالنظر إلى امرأة أخرى، هكذا أدبنا الإسلام على لسان الإمام علي (ع) حيث قال: (إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلاً ليصرف بصره عنها)(44).
أحكام العبادات للمؤلف العلامة اية الله محمد تقي المدرسي
الباب الرابع: أحكام الزواج والأسرة
القسم الثامن: السنن والآداب
آداب الحياة الزوجية
عن أمير المؤمنين عليه السلام " أنه كان جالسا في أصحابه إذ مر بهم امرأة جميله فرمقها القوم بأبصارهم فقال علي عليه السلام: إن أبصار هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هبابها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبة فليلامس أهله فإنما هي امرأة كامرأته - الحديث ".
نهج البلاغة الحكم رقم 420، الوسائل ج 14 ص 73 ح 4.
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة
تأليف العالم البارع الفقيه المحدث الشيخ يوسف البحراني قدس سره
الجزء الثالث والعشرون
مؤسسة النشر الاسلامي (التابعة) لجماعة المدرسين بقم المشرفة (ايران)
151 - 152
مأجورين بحق الزهراء
الجواب:
ليس هناك إشكال في كل ما نقلت سوى ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه رأى امرأة فأعجبته الذي ورد في الخبر عن أبي عبد الله (عليه السلام)،ويمكن رده من عدّه وجوه:
1- ورد في السند المعلى، الذي قال عنه النجاشي مضطرب الحديث والمذهب فيمكن القدح في السند من جهة المعلى.
2- إن ما ورد عن مسمع عن أبي عبد الله، لم يرد فيه نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المرأة فيمكن اعتبار ذلك زيادة من الراوي.
3- ثم إن الرواية ليس فيها ما يقدح بالعصمة! فإن إعجابه (صلى الله عليه وآله) كان من النظرة الأولى،والإعجاب بالحسن والتنفر من القبح شيء جبلي في طبع الإنسان، وأما النظرة التي هي من الشيطان، فهي النظرة المكررة أو معاودة النظر،وهذا ما لم يحصل منه (صلى الله عليه وآله)،ومع ذلك فقد فصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما حث عليه الشارع من إتيان الزوجة كما هو واضح في الروايات الأُخر دفعاً لأي إشكال وطلباً للإكمال وتطبيقاً للشريعة.
ولا يمكن أن نقول أن النظرة الأولى منه (صلى الله عليه وآله) كانت من الشيطان،لأن الأنبياء (عليهم السلام) معصومون من الشيطان، كما ذكر ذلك القرآن الكريم بخصوص النبي (صلى الله عليه وآله).
4- من هذا حمل بعض أصحابنا الرواية على التعليم ليس إلا،وذلك هو المستفاد من مقارنتها بالروايات الأخرى الواردة عنه (صلى الله عليه وآله) أو عن علي (عليه السلام). فلاحظ.






السؤال: كونه (صلى الله عليه وآله) أمياً لا تعد منقصة
إننا نعتقد بعصمة الرسول وآله (عليهم السلام) ونعتبره أكمل ما خلق الله , وكذلك المعروف من ان النبي (صلى الله عليه وآله) أمي لا يقرأ ولا يكتب فهل تعتبر هذه منقصة في كمال الرسول (صلى الله عليه وآله)؟
الجواب:
إن القراءة وعدم القراءة لدى الانسان العادي لعلها تعد نقصاً, إذ أن القراءة والكتابة الرافد الثقافي الطبيعي لدينا نحن, أما علم النبي (صلى الله عليه وآله) وعلم المعصومين (عليهم السلام) فهو علم حضوري لدنّي لا علاقة له بالاكتساب العلمي, وليس للقراءة والكتابة من أثر في ذلك, هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: لعلّ الحكمة من كونه (صلى الله عليه وآله) أمياً لكي لا يتاح للمشركين من إثارة تهمتهم وشبهاتهم حول القرآن , وأنه من صنع البشر, وأن محمداً هو الذي كتبه وألّفه, فإذا علموا أنه (صلى الله عليه وآله) أمياً علموا أن ذلك إيحاء أو إعجازاً وليس ليد البشر من دخل.
على أن البعض نفوا كون النبي (صلى الله عليه وآله) أمياً, أي لا يقرأ ولا يكتب وأنه سيحتاج إلى من يكتب له, والنبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق فلا يحتاج إلى مَن هو دونه , وفسروا أن الأمي نسبةً إلى أم القرى أي مكة.




السؤال: الكلام في قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة
ما معنى ان يكتب لهما الرسول(صلى الله عليه وآله) في التراب ورسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يكتب ؟
أرجو التوضيح
الجواب:
الشائع عند البعض أن النبي (صلى الله عليه وآله) امي بمعنى عدم قدرته على الكتابة وعدم معرفته بها، لكن المسألة فيها اختلاف.
فيرى البعض قدرته على الكتابه والقراءة ويستدل بعدة أدلة: منها: انه قد سأل البعض أبا جعفر الجواد (ع): لم سمي النبي صلى الله عليه وآله الامي؟ قال: (ما يقول الناس؟) قلت له: جعلت فداك يزعمون انما سمي النبي (صلى الله عليه وآله) الامي لانه لم يكتب, فقال: (كذبوا عليهم لعنة الله , انى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: (هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)، فكيف كان يعلمهم مالا يحسن، والله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لساناً وإنما سمي الامي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه: (( ولتنذر ام القرى ومن حولها ))
وقد يستدل على عدم قدرة الرسول (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابه بقوله تعالى: (( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون )) (العنكبوت). وقد رد على ذلك: بأن المراد بالآية نفي العادة والممارسة لا نفي القدرة، فان المراد: ما كان من عادتك قبل نزول القرآن ان تقرأ كتاباً ولا كان من عادتك ان تخط كتاباً أو تكتبه أو ما كنت تمارس قراءة كتب الاديان السابقة، وهو يكفي في نفي الارتياب واثبات صحة القرآن وعدم كونه تلفيقاً من كتب السابقين (أنظر أسماء الرسول المصطفى ج1 ص311.)
ويستدل أيضاً القائل بعدم قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابه بقوله تعالى: (( الذين يتبعون النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم... )) (الاعراف:157)، وبقوله تعالى: (( فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله... )) (الاعراف:158).
وهناك من يفصل، فيرى أن النبي(صلى الله عليه وآله) غير قادر على القراءة والكتابه قبل بزوغ دعوته وهو قادر على القراءة بعد بزوغ دعوته، ويستدل على ذلك برواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: (كان مما منَّ الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) انه كان امياً لا يكتب ويقرأ الكتاب) ويرجع ذلك الى أيام نبوته وعهد رسالته بقرينة قوله: (كان مما من الله عز وجل به على نبيه).
والذين يرون بهذين الرأيين والتي يجتمع فيها عدم قدرة النبي(صلى الله عليه وآله) على الكتابة بعد البعثة يردون هذه الرواية المذكور فيها ان النبي(صلى الله عليه وآله) كان يكتب لهما في التراب بانها رواية ضعيفة السند ،لاجل الحسن بن عباس بن الحريش الذي ضعفه النجاشي والغضائري. أما الذي يرى الرأي الأول وهو قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القرآءة والكتابة، فلا تعارض بين قولهم وتلك الرواية، بل يمكن أن تكون الرواية شاهداً على صحة قولهم.

تعليق على الجواب (1)
اذا نفينا امية النبي الاعظم (ص) وقلنا انه (ص) كان يجيد القراءة والكتابة فهل في ذلك ادنى تأثير على الوجه المنير في معجزته وهي انه امي لم يقف على معلم ولم يذهب الى مدرسة ومع هذا جاء بنظم ومعارف وتشريعات يستحيل صدورها ممن هو على شاكلة (ص) ؟؟
الجواب:
حتى لو ثبت قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة فإن ذلك لا يقلل من إعجاز القرآن لأنه لا يتطرق الاحتمال إلى أن ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) من نظم عجيب وكلام بليغ هو من عند الأقوام السابقة أو من الأديان السالفة بل الكل أدرك أن ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) هو شيء جديد يختلف عما سمعوه سابقاً من كلام السابقين بل تحدي القرآن للإتيان بمثله لوحده, وعجز الجميع كافٍ لأن يكون هو كلام يفوق كل كلام سابق أو لاحق.

تعليق على الجواب (2)
قولنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمي يناقض معتقد الشيعة الأمامية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ماكان ومايكون الى يوم القيامة !! وأنه قد جمع علوم الدين والدنيا !! حيث ان القراءة علم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لايعلم بهذا العلم .
أضف الى ذلك أن الله تعالى قال عنه : (( وماعلمناه الشعر وماينبغي )) أي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعلمه الله تعالى الشعر .
فكيف نقول : النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع كل العلوم الدنيوية والأخروية ؟!
الجواب:
نحن عندما نقول ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم ما كان وما يكون فان ذلك بتعليم من الله تعالى اما اذا كانت مشيئة الله ان لا يتعلم الشعر او القرآءة والكتابة فهذا لا يعد نقصا فيه بل كمالا وذلك لانه لو تعلم ذلك فانه يضر بالرسالة هذا على رأي من يرى ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان اميا ,اما من يرى انه لم يكن كذلك فما ذكرته يدعم قوله ثم اننا عندما نقول انه يعلم ما كان وما يكون فليس المقصود علم كل العلوم حتى المحرمة او المكروهة له او التي لا ينبغي له كالسحر والشعر فان هذه العلوم بالنسبة له عدم تعلمها هو الراجح له .





السؤال: لا قيمة للتواتر والتسالم في إثبات أميّة النبي (صلى الله عليه وآله)
قرأت كلاما منقولا عن رسالة التوحيد للشيخ الازهري محمد عبده:جاء الخبر المتواتر أن النبي (ص) نشأ أميّا.
وسؤالي هل يوجد فعلا خبر متواتر يثبت انه (ص)‎ كان اميّا؟؟
وهل يمكن التعويل على التسالم في هذه القضية من الاجيال المتواصلة لاافادة القطع بها؟؟؟.
الجواب:
1ـ نحن لا نلتزم بمثل هذا التواتر على فرض وجوده ولو وجد لا نقطع الكلام في أميّة النبي(ص) وعدمها ـ بالمعنى المتعارف للأمّية ـ لأن التواتر يورث القطع واليقين،وبه لا مجال للمناقشة في قضية الامية.
2ـ لا نلتزم أيضاً بالتسالم وإن وجد على الفرض فلا نعتبره دليلاً يفيد القطع بأمية الرسول الأكرم(ص).
3ـ نعتبر أصل البحث ليس في التواتر وعدمه وإنما أصل البحث في كيفية فهم وتوجيه الآيات الشريفة القائلة بأمية الرسول، وفي هذا المجال نجد نظريات وأقوال وعرض واستدلال.





لسؤال: هل كان النبي (صلى الله عليه وآله) امّياً
المعروف لدينا أن نبي الله المصطفي صلوات الله عليه وآله امي لكن ورد في سورة الجمعة في الآية رقم 2 (( وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ )) فهل كان الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) يعلمهم كيفية الكتاب أم ماذا؟
الجواب:
ذكر في تفسير الاُمّي معنيين:
الاول: أنه منسوب إلي ام القري أي مكة المكرمة.
والثاني: أنه لم يتعلم الكتابة والقراءة عند معلم.
وعلي كل حال فليس معني الاُمّي أنه لايعرف القراءة أو الكتابة نعم لم يكن يكتب أو يقرأ الكتاب قبل البعثة لكنه كان يعلم ذلك وقد لعن الامام الجواد (عليه السلام) من زعم أن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) سمي اُمّياً لأنه لم يحسن أن يكتب وأن الاُمّي يعني أنه منسوب إلي اُم القري يعني أنه مكي وقال الجواد (عليه السلام): أنه (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو قال: بثلاثة وسبعين - لساناً. البحار ج 16، ص 132.
وروي الصفار في بصائر الدرجات: أن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ ويكتب بكل لسان.
وفي رواية ‌الكافي: أنه (صلي الله عليه وآله وسلم) كتب سورة (إنا أنزلناه في ليلة القدر إلي آخره) علي التراب لفلان وفلان.
وفي حديث وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: ايتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تظلوا أبداً إلي آخره، فقال بعضهم: إن الرجل ليهجر، ونقل في صحاح العامة أن عمراً قال: النبي غلب عليه الوجع حسبنا كتاب الله.



السؤال: دينه (صلى الله عليه و آله) قبل بداية الوحي
ما كان دين الرسول الأعظم (ص) قبل بداية الوحي ؟
و هل كان يمارس بعض الطقوس الدينية؟
الجواب:
كان النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على دين الحنيفية دين جده إبراهيم الخليل (عليه السلام) وكان آباؤه وأمهاته صلوات الله عليه أيضاً على دين الحنيفية.
وقد سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن الحنيفية , فقال: (هي الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله , وقال : فطرهم على المعرفة به).
وعن الصادق (عليه السلام ) انه قال: (كانت شريعة إبراهيم (عليه السلام) التوحيد والأخلاص وخلع الانداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه الميثاق ان لا يعبد الا الله ولا يشرك به شيئا وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظافر وحلق العانة وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته), وفي رواية أخرى عدد عشرة أشياء من الحنيفية بأضافه اعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال وغسل الجنابة والطهور بالماء.
وقد كان العرب قبل الاسلام يعملون ببعض الاعمال التي هي من الحنيفية, فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( ان العرب لم يزالوا على شيء من الحنيفية يصلون الرحم ويقرون الضيف ويحجون البيت ويقولون اتقوا مال اليتيم فان مال اليتيم عقال ويكفون عن شيء من المحارم مخافة العقوبة.......). هذا هو الرأي الأول: وهو ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يتعبد على دين إبراهيم (عليه السلام).
وهناك من يرى أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يتعبد على دين الاسلام الذي جاء به فيما بعد، إلا انه لم يؤمر بتبليغ تلك الاحكام الى الناس حتى بلغ الأربعين، وهذا هو الرأي الثاني.
وهناك من يرى وهو الرأي الثالث ان نبينا لم يكن متعبداً بشريعة من تقدم من الانبياء , ولكن وافقت شريعته شريعة إبراهيم(ع) , فلذلك قال تعالى: (( فاتبعوا ملة ابراهيم )) (آل عمران:955), والا فالله تعالى هو الذي أوحى بها اليه وأوجبها عليه وكانت شريعة له. وقد روي عن أبي جعفر (عليه السلام): ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال بعد ذكر إبراهيم (عليه السلام): (دينه ديني وديني دينه وسنته سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله وانا افضل منه). وقد روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال: (الحنيفية هي الاسلام).
ويذكر جعفر العاملي في (الصحيح من السيرة) : (أن ايمان النبي (صلى الله عليه وآله) وتوحيده قبل بعثته يعتبر من المسلمات , ولكن الاختلاف وقع في انه (صلى الله عليه وآله) هل كان متعبداً بشرع أحد من الانبياء قبله أو لا؟
وهل هو متعبد بشرع نوح أو إبراهيم أو عيسى أو بما ثبت أنه شرع أو لم يكن متعبداً بشرع أحد؟ ذهب الى كل فريق) (انظر, الصحيح من السيرة ج2 ص195).
ثم يذكر في موضع اخر: (نعم ثمة روايات كثيرة تلمح وتصرح بنبوته قبل بعثته أشار اليها المجلسي, وأشار العلامة الاميني أيضاً الى حديث: انه (صلى الله عليه وآله) كان نبياً وآدم بين الروح والجسد. ورواه عن العديد من المصادر من غير الشيعة, ولكن لا يمكن الحكم بمضمون هذه الروايات الا بعد التأكد من أسانيدها ودلائلها وثبوت ذلك بشكل قطعي حيث انه يراد اثبات , أمر اعتقادي بها والمطلوب في الاعتقادات هو القطع ولا يكفي ما دونه.
وبعد كل ما تقدم فان ما نستطيع نحن الجزم به هو أنه (صلى الله عليه وآله) كان مؤمناً موحداً , يعبد الله, ويلتزم بما ثبت له انه شرع الله تعالى مما هو من دين الحنيفية شريعة إبراهيم (عليه السلام) وبما يؤدي اليه عقله الفطري السليم وانه كان مؤيداً ومسدداً وانه كان افضل الخلق واكملهم خلقاً وخلقا وعقلا وكان الملك يعلمه ويدله على محاسن الاخلاق.
كما اننا نجدهم ينقلون عنه (صلى الله عليه واله) انه كان يلتزم بأمور لا تعرف الا من قبل الشرع وكان لا يأكل الميتة ويلتزم بالتسمية والتحميد الى غير ذلك مما يجده المتتبع لسيرته صلوات الله عليه) (الصحيح من السيرة ج2 ص198).
ثم يقول: (وقد حرصت الآيات القرآنية العديدة على ربط هذه الامة بابراهيم (عليه السلام) فلاحظ قوله تعالى: (( وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم, هو سماكم المسلمين من قبل ))(الحج:78).
وقال تعالى: (( ومن احسن ديناً ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفاً )) (النساء:125).
وقال سبحانه: (( قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفاً )) (آل عمران:95).
وقال جل وعلا: (( ان اولى الناس بأبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي , والذين امنوا )) (آل عمران:68).
وقال تعالى: (( وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين ))(البقرة:135).
ثم نجد القرآن يصرح أيضاً ان النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) شخصياً كان مأموراً أيضاً باتباع ملة إبراهيم (عليه السلام) فقد قال سبحانه: (( ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفاً ما كان من المشركين ))(النحل:121)، وقال في موضع آخر: (( قل انني هداني... حنيفاً وما كان من المشركين )) (الانعام:161).
وهذا وان كان ظاهره انه (صلى الله عليه وآله) قد امر بذلك بعد البعثة وبعد نزول الوحي عليه, لكنه يثبت أيضاً انه لا مانع من تعبده (صلى الله عليه وآله) قبل بعثته بما ثبت له انه من دين الحنيفية ومن شرع إبراهيم (عليه السلام) , وليس في ذلك أية غضاضة ولا يلزم من ذلك ان يكون نبي الله إبراهيم (ع) أفضل من نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) فان التفاضل انما هو في ما هو أبعد من ذلك.
هذا كله لو لم نقتنع بالادلة الدالة على نبوته (صلى الله عليه وآله) من صغره (صلى الله عليه وآله وسلم) (الصحيح من السيرة ج2/ ص199).



السؤال: كان (صلى الله عليه وآله) على الديانة الحنيفية قبل بعثته
لماذا لم يدن النبي (ص) بدين نبي الله عيسى (ع) وهو السابق الله ورسالته شاملة لكل البشر، ويجب على كل نبي أن يعمل قبل بعثته بدين النبي السابق له؟
الجواب:
كان النبي (ص) على ديانة أبيه إبراهيم الخليل (ع) وهي عقيدة التوحيد المسماة بالديانة الحنيفية.. ولم يثبت أنه يجب على كل نبي أن يؤمن بشريعة النبي الذي بعده ما عدا دين الإسلام الذي أوجب المولى سبحانه الاعتقاد به على جميع الناس من دون استثناء.






السؤال: الأوصياء قبل نبينا (صلى الله عليه وآله)
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي اسئلة تخص عم النبي (صلى الله عليه وآله) ابو طالب (عليه السلام) ارجوا من سماحنكم الاجابة عليها‎ ولكم جزيل الشكر والتقدير.
1- هل يوجد اوصياء قبل النبي (ص) وبعد زمن النبي عيسى (ع) ومن هم‎.
2- هل يمتلك هؤلاء الاوصياء العصمة وهل تنطبق على ابو طالب (ع‎)
3- هؤلاء الاوصياء كيف يحصلون على التشريعات الخاصة في زمنهم.
الجواب:
1- لابد أن يكون هناك أوصياء بين نبي الله عيسى (عليه السلام) ونبي الله محمد (صلى الله عليه وآله) لأن الأرض لا تخلوا من حجة وقد اختلف في آخر الأوصياء قبل نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فقيل: أنه أبو طالب وقيل غيره.
2- لابد أن يكون الأوصياء معصومين لأنهم يؤدون دوراً في هداية البشرية وهم مفترضو الطاعة, فلابد أن يكونوا معصومين, وإذا كان أبو طالب واحداً منهم فلابد أن يكون معصوماً.
3- لابد أن تكون هناك قناة للإتصال بالسماء، فالوصي لا يكون وصياً إلا إذا كانت له القدرة على هداية البشرية، ولا يتصور وصياً جاهلاً بأحكام السماء وبأحكام النبي الذي هو وصيه.





السؤال: رواية مرسلة عن نزول جبرائيل (عليه السلام) في بداية الوحي
إعلام الورى بأعلام الهدى ص53 طبعة مؤسسة الأعلمي الأولى:
ذكر علي بن إبراهيم – و هو من أجل رواتنا و رواة أصحابنا – في كتابه أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أتى له سبع و ثلاثون سنة كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول : يا رسول الله فينكر ذلك فلما طال عليه الأمر و كان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب فنظر إلى شخص يقول له: يا رسول الله، فقال له : من أنت ؟ قال: جبرئيل ، أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا ، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) خديجة بذلك و كانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهود و خبر بحيراء و ما حدثت به آمنة أمه ، فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون كذلك و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكتم ذلك فنزل جبرئيل (ع) و أنزل عليه ماء من السماء فقال : يا محمد قم توضأ للصلاة ، فعلمه جبرئيل الوضوء و غسل الوجه واليدين من المرفق و مسح الرأس و الرجلين إلى الكعبين و علمه السجود و الركوع ، فلما تم له (صلى الله عليه وآله) أربعون سنة أمره بالصلاة و عمله حدودها ، و لم ينزل عليه
أوقاتها فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت .. الخ .
الجواب:
الرواية ذكرت في قصص الأنبياء للراوندي المتوفي 573 هـ وكذلك في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المتوفي سنة 588 هـ ونقلها عنهما صاحب البحار وكذلك وردت في أعلام الورى للطبرسي المتوفي سنة 548 هـ وفي كل هذه الكتب لم يذكر لهذه الرواية سند غير ما ذكرت من أنها رواية عن علي بن إبراهيم, فالرواية في مصطلح علم الحديث تسمى مرسلة وبذا تعد رواية ضعيفة لأرسالها.
وعلى فرض صحة الرواية يمكن قبولها بوجه مقبول وذلك على فرض عدم إنكار الرسالة بل إنكار تقدمها وان لها موعداً خاصاً يعرفه فوصفه بها قبل بعثته هو مورد الإنكار ويمكن القول بإنكار الرسالة بمعنى عدم المعرفة بها ولو كانت هناك اخبار تفيد معرفته بالنبوة قبل البعثة فإنها تشير إلى معرفة بالنبوة دون الرسالة وهما مقامان مختلفان.
وأما إنكار خديجة فأنها سلام الله عليها ما كان لها العلم التفصيلي بنبوة النبي(صلى الله عليه وآله) إلا تلك الإشارات التي عرفتها قبل زواجها منه وبعد زواجه وكان رجاء خديجة قبل إخبار النبي لها بنبوته وإلا فأنها بعد اخبار النبي لها آمنت به وصدقته فالرجاء حصل لفترة معرفتها بنزول شخص عليه وقبل معرفتها بأنه الوحي المرسل من السماء وانه جبرائيل (عليه السلام) ولعل هذا يُعرف من قوله بعد ذلك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله يكتم ذلك.
وأما تعليمه الصلاة فلم يعلم ان تعبّده قبل البعثة كان من نوع الصلاة والوضوء بل لعله كان على ملة إبراهيم.
واما عدم معرفته بجبرائيل وان جبرائيل خُلق من نوره فلاختلاف العوالم ففي ذلك العالم خلق جبرائيل من نورهم صلوات الله عليهم وفي هذا العالم جاء بصورة اخرى وفي بعض الروايات على صورة دحية الكلبي فلاختلاف خصوصيات كل عالم حصل السؤال في جبرائيل انه من هو؟.



السؤال: لم يكن (صلى الله عليه وآله) محتاج الى ورقة بن نوفل
هناك روايات واظن بعضها في كتب الامامية تشير لشخصية ورقة بن نوفل ولست متيقناً أعلى ملة إبراهيم أم مسيحي أم صابئي, وهل فعلاً ذهب إليه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمعيه زوجته خديجة (عليها السلام) للاستفسار عن...
الجواب:
أخي العزيز ان ظنك ليس في محله، فإن كتبنا لم تنقل مثل هذه الروايات التي تقلل من شأن ومكانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بانه كان خائفاً من الوحي شاكاً في أمره يحتاج الى من يشجعه ويأخذ على يده ويبشّره بالنبوة وأن الذي أتاه كان ملكاً من الله تعالى، حاشا وكلا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم أجمعين.
وقد ردّ أئمتنا (عليهم السلام) وأنكروا مثل هذه المقالات كما ردّها وأبطلها علماؤنا الاعلام. فقد روى الشيخ الكليني في (الكافي ج1 ص271) وفي البحار وغيره: عن زرارة أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يَخَفْ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يأتيه من قبَل الله أن يكونَ مما ينزغ به الشيطان: قال الامام (عليه السلام): (إنّ الله إذا اتخذ عبداً رسولاً، أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله عزّوجلّ مثل الذي يراه بعينه).
ويقول العلامة الطبرسي في تفسيره: (إن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البيّنة الدّالة على أن ما يوحى إليه إنما هو من الله تعالى، فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزَع ولا يفرق)(مجمع البيان ج10 ص284).
وقال السيد شرف الدين في (النص والاجتهاد) بعد نقل نص البخاري في هذه المسألة: (تراه نصاً في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ـ والعياذ بالله ـ مرتاباً في نبوته بعد تمامها وفي الملك بعد مجيئه إليه وفي القرآن بعد نزوله عليه وأنه كان من الخوف على نفسه في حاجة إلى زوجته تشجعه وإلى ورقة الهرم الاعمى الجاهلي المتنصر يثبت قدمه ويربط على قلبه ويخبره عن مستقبله ...)(النص والاجتهاد:421).




السؤال: اطمئنانه وسكينته (صلى الله عليه وآله) عند نزول جبرئيل عليه بالرسالة
كيف نرد على روايات العامة في بدء نزول الوحي : التي تصور النبي بأنه خائف , وأن جبريل عصره ثلاث مرات , و أن ورقة بن نوفل أو نسطور أو بحيرا أو عداس أو خديجة ـ حسب الروايات ـ نبأوه بنبوته ؟
مع العلم أن بعض العامة يبررون عصر جبريل لمحمد كان بدافع إعطائه قوة إيمانية وجسدية , أو أنه يريد إخباره بأنه في يقظة لا في منام .
الجواب:
الأخبار والأقوال التي ذكرتها معظمها ضعيفة السند والدلالة :
أمّا سنداً , فيجب أن يراجع في كل مورد حتى يتبيّن وهن الأسانيد التي يعتمدون عليها .
وأمّا من جهة الدلالة , فلا تنطبق على الموازين العقلية والنقلية القطعية , ولا تنسجم مع أصول العقيدة , إذ كيف يكون النبي (صلى الله عليه وآله) خائفاً من أمر إيجابي وكأنه لم يعرّف بالوحي بل أتاه دفعةً ومن غير مقدمة ؟ أو هل يعقل أن لا يعرف النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي بنفسه وساعده الآخرون في تعريفه ؟ وكأنما الآخرون كانوا أولى منه في معرفة الوحي , نعوذ الله .
هذه هي تساؤلات ونقوض لابد من اعتبارها على رأي هؤلاء .
وأمّا الحل , فيجب علينا أن نعتقد أنّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الذي هو أشرف الكائنات لا يحتاج في معرفة شؤون الوحي وأطواره وكيفية نزوله إلى أيّ شخص وجهة تعينه , وإلا لتوقّفت مصداقيّة نبوته على الآخرين , وحتى في موارد توسيط جبرائيل (عليه السلام) يعتقد المحققّون بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان بأمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعددة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ـ ولكن نزول جبرائيل كان من باب إظهار عظمة الوحي , كما ورد في تنزيل بعض السور والآيات من السماء بمعيّة الآلاف من الملائكة لبيان جلالتها وعظمتها.
وأخيراً : كم هو الفرق بين هذه الأقوال غير الصحيحة في كتب العامّة , وبين ما ورد في هذا المجال عند الشيعة , فمثلاً جاء في (تفسير العياشي) عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان ؟ قال (عليه السلام) : ( إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه ).

تعليق على الجواب (1)
هل لكم أن تشرحوا : ((وحتى في موارد توسيط جبرائيل (عليه السلام) يعتقد المحققّون بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان بأمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعددة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ))
كيف ذلك؟
ومن ذكره من المحققين؟
الجواب:
المراد بمبدأ الوحي هو الله تعالى وبالوحي المباشر هو التلقي عن الله من دون واسطة جبرائيل او احد من الملائكة ومن مصاديقه القذف في القلب والالهام وسماع الصوت والرؤيا .
ومن الامثلة التي ذكرها الفريقان على حصول الوحي المباشر هو خطابه تعالى مع مريم ففي بعض الاحيان لم يكن بتوسط ملك من الملائكة بل كان مباشرا ويدل عليه ما ورد في قوله تعالى عن لسان مريم : (( قَالَت رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَم يَمسَسنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) (ال عمران:47) .
ومن امثلة الوحي المباشر رؤيا ابراهيم انه يذبح ولده : (( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذبَحُكَ فَانظُر مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )) (الصافات:102) .
وجميع رؤى الانبياء تعد من الوحي المباشر, ومن امثلته الواضحة كذلك تكليمه عز وجل لنبيه موسى بن عمران في مواطن عديدة .





السؤال: علمه (صلى الله عليه وآله) بنبوته
:
هل الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) كان يعلم من قبل انه نبي, أم من بعد نزول الرسالة؟
وهل كان معصوم قبل البعثة؟
واذا كان معصوم فهل كان معصوم على دين عيسى(عليه السلام) أم إبراهيم الحنيف(عليه السلام)؟
الجواب:
هناك بعض فرق المسلمين ممن يعتقد أن الرسول الاعظم لم يكن يعرف قبل البعثة انه نبي أو سوف يكون نبياً ولذلك حسب روايات هؤلاء خاف من الملك حين رآه أول مرة وأخذته زوجته الى ورقة بن نوفل. ولكن الحق عند الامامية أنه (ص)كان نبياً ولم يخلق عارياً عن العلم والنبوة.
غاية ما هنالك كان اللازم عليه بأمر من الله الصمت وعدم الاعلان الى حين ما يأمره الله سبحانه به وهكذا حصل.
وأما انه كان يعمل على طبق أية شريعة، فمسألة طرحت في الكتب الأصولية القديمة كـ(العدة) للشيخ الطوسي وغيره، وليس لنا فعلاً طريق الى إحراز ذلك، والذي نعتقده أنه كان يعمل على طبق ما أراد الله سبحانه منه، وأفضلية شريعته يرجح احتمال كونه يعمل بهذه الشريعة الغرّاء، ولا ينافي ذلك تأخر نزول القرآن فان الاحكام الشرعية ليست كلها موضحة في القرآن دائماً عرفها النبي الاعظم بطريق الوحي والالهام ولم ينقطع الاتصال بينه وبين الله سبحانه طرفة عين في حياته، والله العالم.




السؤال: علمه بنبوته
هل النبي (ص) يعرف انه نبي منذ الولادة اما لا؟ مرفق مع الدليل؟
الجواب:
نعم يعلم أنه نبي والدليل قوله صلى الله عليه وآله كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد وقال الترمذي حسن صحيح وصححه الحاكم أيضاً.




السؤال: قصة غار حراء وبدء الوحي
أريد قصة غار حراء الحقيقية والصادقة , وماذا كان فعل الرسول آن ذاك ... وخديجة... يعني حقيقة القصة كاملة ..

الجواب:
قال السيد جعفر مرتضى العاملي: الذي نطمئن إليه هو أنه قد أوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في غار حراء فرجع إلى أهله مستبشراً مسروراً بما أكرمه الله به, مطمئنناَ إلى المهمة التي أوكلت إليه (كما يرويه ابن إسحاق)... , فشاركه أهله في السرور, وأسلموا, وقد روي هذا المعنى عن أهل البيت (عليهم السلام).
فعن زرارة انه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله: أن يكون مما ينزغ به الشيطان؟ فقال: (ان الله إذا أتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار, فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه) (تفسير العياشي 2: 201).
وسئل(ع): كيف علمت الرسل أنها رسل؟ قال: كشف عنهم الغطاء (البحار 11: 56).
وقال الطبرسي: أن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البينة. الدالة على أن ما يوحي إليه أنما هو من الله تعالى, فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزع ولا يفرق (مجمع البيان 10: 384).
وقال عياض: لا يصح أن يتصور له الشيطان في صورة الملك أو يلبس عليه الأمر, لا في أول الرسالة ولا بعدها, والاعتماد في ذلك على دليل المعجزة, بل لا يشك النبي أن ما يأتيه من الله هو الملك, ورسوله الحقيقي أما بعلم ضروري يخلقه الله له أو ببرهان جلي يظهره الله لديه, لتتم كلمة ربك صدقاً وعدلاً, لا مبدل لكلمات الله(رسالة الشفاء: 112)( الصحيح من السيرة2: 307).
وأما ما روي في ذلك عند أهل السنة (فيراجع ما أجبنا عليه سابقا من أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن خائفاً عند نزول الوحي عليه).
وللتفصيل أكثر لا بأس بمراجعة كتاب (الصحيح من السيرة للسيد جعفر مرتضى العاملي الجزء الثاني الفصل الثاني: روايات بدء الوحي..)







السؤال: ليلة الإسراء والمعراج
وبعد، يقال إن ليلة الـ27 من رجب الأصب توافق ذكرى الإسراء والمعراج، لكنني بحسب تتبعي في المصادر المتوفرة تحت يدي لم أعثر على رواية صحيحة أو ضعيفة تذكر ذلك،
ثم عثرت على كتاب باسم (أرمغان إسلام) باللغة الأردو ومحرر بالكتابة (الكجراتية) لمؤلفه "آية الله محمد حسن نجفي ـ طاب ثراه ـ" كذا مسجلٌ على جلد الكتاب، ولم أعثر على غير هذا
الرجاء أن تتفضلوا علي بالتعليق على هذا الموضوع، وإعانتي عاجلاً في بيان حقيقة الأمر من الناحية العلمية وبالاستناد إلى الدليل سواء كان رواية شريفة أو تصريح لأحد الأساطين الذين يمكن التعويل على كلامهم الشريف.
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير، وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
يقول محمد هادي اليوسفي في موسوعه (التاريخ الاسلامي): (ومجموع ما نقله المجلسي في باب المعراج في تاريخه كما يلي: ذكر خبر الخرائج ونقل عن المناقب عن ابن عباس انه كان في شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين. وفيه عن الواقدي والسدي انه: كان قبل الهجرة بسته اشهر في السابع عشر من شهر رمضان.
وعن الواقدي أيضاً في (المنتقى) للكازروني قال: كان المسرى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان في السنة الثانية عشرة من النبوة قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً. وفيه قيل: ليلة سبع عشرة من ربيع الاول قبل الهجرة بسنه من شعب ابي طالب الى بيت المقدس وقيل ليله سبع وعشرين من رجب. وقيل: كان الاسراء قبل الهجرة بسنه وشهرين وذلك سنه ثلاث وخمسين من عام الفيل.
وعن (العدد القويه) قال: ليلة احدى وعشرين من رمضان قبل الهجرة بستة أشهر كان الاسراء برسول الله, وقيل في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت وقيل: ليلة الاثنين من شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين. وفيه عن كتاب (التذكرة): في ليلة السابع والعشرين من رجب السنه الثانية من الهجرة كان الاسراء فالاختلاف من سنه بعد البعثة الى سنتين بعد الهجرة).
إلى أن يقول: (ولعل من أقوى ما يدل على تاريخ المعراج بأوائل السنة الخامسة ما مر من اثبات ميلاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) في السنة الخامسة من النبوة بالاضافه الى ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام ) وابن عباس وسعد بن مالك وعائشة: انها اذا عاتبته على كثرة تقبيله لابنته الزهراء قال لها: يا عائشه: لما اسري بي الى السماء أدخلني جبرئيل الجنه فناولني منها تفاحه فاكلتها فصارت نطفه في صلبي ففاطمه من تلك النطفة ففاطمه حوارء إنسية وكلما اشتقت الى الجنه قبلتها.
وقد علم مما مر أن فاطمة ولدت بعد البعثة بخمس سنين اي في السنة الثانية من الرسالة والتنزيل ـ وهو محمل قول الشيخ المفيد ومن قال بولادتها في السنة الثانية ـ واذا كان ظهور نطفه فاطمة واستقرارها في موضعها طبيعياً اقتضى ان يكون المعراج قبل ذلك بأكثر من تسعة أشهر ولا أقل منها، ولكن لا يدري هل هي من المعراج الاول أو الثاني؟ فلو كانت من الاول اقتضى ذلك ترجيح القول الاول بأن المعراج كان بعد سنه من الرساله ليكون ميلاد الصديقه في السنة الثانية.
وبما أن التاريخ بسنة البعثة بالنبوة لا السنة العربية بدءاً بمحرم, فالحساب من شهر شعبان ـ بعد البعثة في أواخر شهر رجب واليه, وعليه فيترجح القول بكون المعراج الاول في شهر رمضان ولعله في احدى ليالي القدر: التاسع عشر أو الحادي والعشرين كما مر في (العدد القوية) وكما مر عن (المنتقى) عن الواقدي وعن (المناقب) عن الواقدي والسدي. وبعد تسعة أشهر من شهر رمضان يكون شهر جمادي الثانية ميلاد الصديقة (عليها السلام) وفي شهر رجب بعد الجمادي الثانية تنتهي السنه الثانية للرسالة والخامسة للنبوة)
للمزيد راجع (موسوعة التاريخ الاسلامي ج1 ص533).



السؤال: ذكره في الكتب السماوية
المشهور انه الاديان السماوية خبرت بالنبي و دين الاسلامي في اي مكان من هذه الكتب اعني التورات و الانجيل نجد هذا؟

الجواب:
يكون البحث في سؤالك المذكور حول ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) في الكتاب المقدس على أقسام - علماً أنا اختصرنا مباحث بعض الأقسام اعتماداً على نباهتك في مراجعة مظانها وذلك امراً ميسوراً لأمثالك جزاك الله خيراً - منها:.
البحث الأول: في الآيات القرآنية المؤكدة للبشارة بالنبي (صلى الله عليه وآله) في ورودها في التوراة والأنجيل مما يعني علم النصارى واليهود بالنبي محمد (ص) عن طريق كتبهم ومن تلك الآيات الكثيرة.
1- (( قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لَستُم عَلَى شَيءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّورَاةَ وَالأِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنهُم مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ طُغيَاناً وَكُفراً فَلا تَأسَ عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ )) (المائدة:68). ((حَتَّى تُقِيمُوا التَّورَاةَ وَالأِنجِيلَ )) (المائدة:68), بالتصديق لما فيهما من البشارة بمحمد والعمل بما فيها (تفسير جوامع الجامع الشيخ الطوسي 1/518).
2- (( وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ )) (البقرة:41)
3- (( وَإِذ آتَينَا مُوسَى الكِتَابَ وَالفُرقَانَ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ )) (البقرة:53), أي: لكي تهتدوا بما في التوراة من البشارة بمحمد (ص) وبيان صفته كما جاء في مجمع البيان 1/215.
4- (( وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (يونس:95),
5- (( قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَن آمَنَ تَبغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُم شُهَدَاءُ )) (آل عمران:99), قال في مجمع البيان 2/3522 فيها قولان واحدهما: أنتم شهداء بتقديم البشارة بمحمد في كتبكم فكيف تصدون عنه من يطلبه
6- (( يَا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَكفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ )) (آل عمران:70), وآيات الله: (المراد منها الآيات الواردة في التوراة والإنجيل).
البحث الثاني: ما كان من بشارات الأنبياء السابقين بنبينا محمد (ص) والموجودة في التوراة اليهودية.
فقد وردت جملة بشارات في العهد القديم أي التوراة اليهودي الذي هو كتاب موسى بأسفاره الخمسة منها مايلي:.
أولا: بشارة سيدنا إبراهيم بالرسول محمد (ص).
ففي سفر التكوين الفقرة 17و 20 ص22- 23 جاء: (واسماعيل أباركه وأثمره واكثره جداً جداً, واثنا عشر إماماً يلد, واجعله أمةً كبيرة).
ونحن نعتبر ان هذا النص العبري التوراتي يشير بشكل صريح إلى البشارة بالنبي (ص) بأسمه الصريح أيضاً (محمد) حيث نلفت النظر ان كلمة جداً جداً الواردة في النص هي (بمئود مئود) بنصها العبري والتي تعني محمد (ص).
1- خصوصية لفظة (مئود مئود), وان ترجموها إلى كلمة (جداً جداً) وذلك كما يلي من الأدلة:
أ - ثمة وجه تشابه واضح بين اللفظين عند النطق يدلك على كون الظن بأن كلمة (مئود مئود) هو نفس محمد ظناً متاخماً لليقين إن لم نقل هو اليقين بنفسه.
ب - وربما يكون لفظها بـ (مئود مئود) بمقتضى تغيير طريقة النطق بالحرف وبحسب تغير اللهجات واللغات وطبيعة مخارج الحروف المستتبعة لذلك والمعلومة بالوجدان والتجربة فصارت تلفظ وكأنها أقرب إلى محمود لا محمد وان كانت قريبة إليها, بمقتضى ذلك السبب.
ح - وربما أريد لها التفكيك من قبل المحرفين خشية انطباقها على مصداقها الأوحد محمد (ص) أو لتأخذ معنى آخر كما فسروه هم بـ (جداً جداً) وهذه الاحتمالات غير بعيدة عن البنية المثبتة.
2- ويساعد بقوة على صحة هذا الاعتقاد كون العبارة اللاحقة (واثنا عشر إماماً يلد) هي أكثر وضوحاً ودلالة على أن المراد من لفظ (مئود مئود) محمد (ص) فهو له أبناء من علي (ع) وفاطمة (ع) وهم بهذا العدد وهم أصحاب الأمر الواقعي في معتقدنا ولا ضير في كون علي ليس من أبناء الرسول (ص) كما يلي:.
أ - أن العبارة تقول يلد ولم تشر أنهم يولدون من رسول الله (ص) صراحة إنما استفدنا ذلك من واقع الحال وجملة الأدلة.
ب - إننا حتى لو فهمنا منها انهم أبناء للرسول (ص) فلا يخدش خروج علي عن الأثني عشر باعتبار عدم كونه ابناً لرسول الله (ص) لأن المنظور في كلمة يلد حملها على التغليب في المقام, والغلبة من حيث العدد واضحة في أحد عشر من ابناء الرسول (ص), وواحد وهو (علي) قبال ذلك العدد لهم وفق هذا الأساس لا يمكن عده قدحاً في حال ضمه (ع).
ج - ويمكن القول باحتساب علي (ع) من أبناء رسول الله (ص) أما بالاعتبار لأن الرسول (ص) أب لجميع المسلمين وهو(ع) فرد منهم.
أو بالتبني والتربية فالمعروف أن النبي محمد (ص) تبناه (ع) صغيراً والتزامه كبيراً فكان بهذا الاعتبار كأنه إبنه من حيث العناية به ومن حيث اتباع علي (ع) له (ص).
3- وعده لسيدنا إسماعيل بالكون أمة واسعة وكبيرة فلم يكن أمة كبيرة إلا بنبي الله محمد (ص) ولده الذي من صلبه كما يعترف بذلك واحد من أهم كتابهم وهو (المؤرخ الأرمني سبيوس وهو من رجال القرن السابع للميلاد من أوائل المؤرخين الذين أشاروا إلى الرسول - قد ذكر: أن محمداً (ص) كان من الإسماعيليين وقد أنذر قومه بالعودة إلى دين آبائهم إبراهيم (ABRAHAM) ووعدهم بالفوز), كما ورد في كتاب أهل البيت في الكتاب المقدس ص38.
والمعروف ان بني إسرائيل على كثرة عددهم يحرصون على تأكيد أتباعهم لإسحاق(ع) ويحرصون على عزل إسماعيل عنه وعنهم, فالكثرة متحققه لسيدنا إسماعيل(ع) بموجب كون محمد (ص) من ولده الذي اتسعت نسبة أمته لتصل إلى أكثر من ربع العالم البشري وهي بهذا الأعتبار كبيرة جداً وهي أمة محمدية إسماعيلية إبراهيمية كما لا يخفى.
إذن انحصار الكثرة لإسماعيل وتأسيس أمة عظيمة بولده الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم جعلنا نعتقد بأن هذا دليل على كون المراد (بمئود مئود) هو محمد الخاتم (ص).
و - أن القيمة الرقمية (أي حساب مجموع أرقام الحروف المثبتة لكل حرف) متساوية تقريباً بين اللفظين (بمئود مئود) و(محمد) فالقيمة الرقمية لكلمة (محمد) 92 و(بمأد مأد) 92 كذلك, وهذه تصلح قرينة مؤيدة يمكن أن تطمئن لها النفس لأن هذا لا يحدث اتفاقاً وبلا عناية من لدن الحكمة الربانية, ولمزيد التفصيل راجع كتاب (أهل البيت في الكتاب المقدس) ص36.
وبهذا نعتقد أن أصل الكلمة هي محمد (ص) ليس إلا.
ثانياً: بشارة سيدنا موسى (ع) بنبينا محمد (ص).
فقد جاء في سفر التثنية 18: 15- 22: (سوف أقيم لهم نبياً مثلك).
فهي تشير بوضوح إلى وجود نبي له نفس الخصائص التي كانت عند موسى (ع) فلا يعترض على هذه العبارة بأن المقصود منها هو يوشع إذ يوشع لا يصلح ان يكون مثل موسى (ع) فعالمية الرسالة وكونه من أصحاب العزم خصوصية لا تجدها في يوشع,هذا من جهة ومن جهة أخرى إن الفقرة العاشرة من الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية ترفض ذلك بقولها (ولم يقم بعد ذلك بني إسرائيل مثل موسى يعرف الرب وجهاً لوجه).
كما لا يصح القول بأن المقصود هو عيسى (ع) لأن شريعة موسى (ع) مشتملة على الحدود والتعزيرات وأحكام الطهارات والمحرمات بخلاف شريعة المسيح(ع), كما ان اليهود الذين كانوا في زمن السيد المسيح لا يرونه المبشر به لعدم انطباق صفات السيد المسيح على صفات النبي الذي بشر به موسى (ع).
ثالثاً: بشارة سيدنا داود(ع) بنبينا الأكرم(ص): ويتضح هذا في المزمور الخامس والأربعين من مزاميره (الزبور) وهناك تلاحظ كل الصفات التي وردت في البشارة بالنبي لا تنطبق إلاّ على نبينا محمد (ص) كونه أفضل البشر وصاحب السيف وكونه مباركاً إلى دهر الداهرين....الخ.
رابعاً: بشارة سيدنا موسى (ع) في التوراة اليهودية بمحمد (ص) في جبل فاران (اقبل الرب من سيناء, وأشرق لهم من ساعير وتجلى من جبل فاران) كما هو النص في سفر الت..... 33/2.
فهذا النص يشير بوضوح إلى سيناء حيث موضع الكلام مع الكليم (ع) وساعير حيث موضع الوحي من عيسى (ع) أما پاران - بحسب النطق العبري - فهو جيل في مكة فيكون المعنى في العبارة التوراتية حصراً بالإيحاء لنبينا محمد (ص) وبشارة بثبوته ووجوده الأشرف قبل ان يولد فضلاً عن قبلية النبوة.
وللتأكيد نقول: أن ياقوت الحموي أشار إلى هذا المعنى بأن فاران كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة, وفاران أسم بجبال مكة وهي جبال الحجاز, والوجدان والتأريخ يصدق أصل القضية فضلاً عن الوحي الموسوي..
وللتأكيد يرجى مراجعة كتاب (أهل البيت في الكتاب المقدس) لمؤلفه الواسطي.
البحث الثالث: ما كان من بشارات الإنجيل بسيدنا محمد (ص) وهو على قسمين:
القسم الأول: البشارات الواردة في إنجيل برنابا وهي أيضاً على جهتين:
الجهة الأولى: ما صرحت منها بأسمه الشريف (محمد)(ص) ومنها مثلاً:.
1- الفصل 39/ الفقرة 14 وما بعدها.
(14 فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها لا إله إلا الله ومحمد رسول الله 15 ففتح حينئذٍ آدم فاه وقال: أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني 16 ولكن أضرع إليك ان تنبئني ما معنى هذه الكلمات (محمد رسول الله) 17 فأجاب الله مرحباً بك يا عبدي آدم 18 وإني أقول لك أنك أول إنسان خلقت 19 وهذا الذي رأيته إنما هو إبنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة 20 وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء 21 والذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم 22 الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق الأشياء).
إلى آخر الكلام الذي لا ينطبق مفهومه إلاّ على مصداقه الأتم والأوحد النبي الأعظم(ص).
2- الفصل 41 / الفقرة (30).
(30 فلما إلتفت آدم رأى مكتوباً فوق الباب (لا إله إلا الله محمد رسول الله) 31 فبكى عند ذلك وقال (أيها الأبن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعاً وتخلصنا من هذا الشقاء).
3- الفصل 44/ الفقرة (19) وما بعدها...
(19 لذلك أقول لكم أن رسول الله بهاء يسر كل ما صنع الله تقريباً 20 لأنه مزدان بروح الفهم والمشورة 21 روح الحكمة والقوة 27 ما اسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم 28 صدقوني إني رأيته وقدمت له الأحترام كما رآه كل نبي 29 لأن الله يعطيهم روحه نبوة 30 ولما رأيته امتلأت عزاً قائلاً: يا محمد ليكن الله وليجعلني أهلاً أن أحل سير حذائك 31 لأني إذا قلت هذا صرت نبياً عظيماً وقدوس الله 22 ولما قال يسوع هذا سر الله) ومصدر هذه الفصول الثلاث كتاب (إلى كل مسيحي ومسلم انجيل برنابا) ترجمة د - خليل سعادة.
وللباحث المحقق في أنجيل برنابا المزيد من التصريح بأسم النبي إنما ذكرنا هنا البعض لوجه الحاجة إليه وذلك يكفي.
الجهة الثانية: ما ذكرت أوصافه التي لا تنطبق على غيره (ص) دون التصريح باسمه الشريف, والحق أنها كثيرة في انجيل برنابا نذكر هنا القليل منها:.
1- في أحد الفصول:
(لأني لست أهلاً أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله أي تسمونه مسيّا 9 الذي خلق قبلي وسيأتي بعدي 10 وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية).
والحق أن هذا النص يتفق مع ثوابت عقيدتنا برسول الله (ص) في أنه أول نور خلقه الله وأن نبوته بعد عيسى (ع) وكلام الحق هو القرآن (( إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يُؤمِنُونَ )) (هود:17) (( وَلِيَعلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَيُؤمِنُوا بِهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلُوبُهُم )) (الحج:54) و (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ بَل هُوَ الحَقُّ مِن رَبِّكَ )) (السجدة:33), فهذه الآيات وغيرها تشير على أن كلام الرسول الذي هو كلام الله هو الحق وهو نفس النص في الفصل المذكور حيث قال (وسيأتي بكلام الحق).
وأما بخصوص كونه لا نهاية له فهذا اشارة إلى كون القرآن هو المعجزة الإلهية المحمدية الخالدة المحفوظة إلى نهاية الدنيا فقد قال تعالى: (( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9) و (( قُل لَو كَانَ البَحرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَو جِئنَا بِمِثلِهِ مَدَداً )) (الكهف:109), و(فيه تبيان كل شيء) والآيات الموافقة لعبارتهم (ولا يكون لدينه نهاية) كثيرة في القرآن الكريم.
2- الفصل 43/ الفقره 31.
(صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بأسحاق).
ودلالتها على النبي محمد (ص) واضحة لانحصار بنوة النبي (ص) لإسماعيل(ع) فهو(ع) أبوه ومحمد (ص) ولده الأقدس كما ذكرنا من قبل.
3- وراجع الفصل 72.
4- وراجع الفصل 91 وغير هذا الكثير.
القسم الثاني: ما ورد فيه ذكر النبي (ص) في غير انجيل برنابا من الأناجيل.
فقد ورد في سفر يوحنا 15: 16 الأصل العبري على ما يثبته صاحب كتاب أهل البيت في الكتاب المقدس, والنص الإنجيلي هو: (إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي, وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فأرقليط آخر ليثبت معكم إلى الأبد).
على أن معنى فارقليط (الذي له حمد كثير) والأنصاف يقتضي القول أن هذه العبارة على ترجمتها الطويلة لكلمة فارقليط توافق في العربية كلمة واحدة لو جاءت على وزن أفعل التفضيل فهي ليست إلاّ (أحمد) الذي تعني في العربية (كثير الحمد).
وعبارة التبشير هذا بالنبي محمد (ص) هذه والواردة في سفر يوحنا تنطبق من حيث المحتوى مع قوله تعالى: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) الصف 5.
وهنا لابد من معالجة إشكال قد يرد على الذهن وهو أن كلمة أحمد غير كلمة محمد فكيف نحتج عليهم بقولنا المقصود من أحمد هو النبي محمد (ص) والحال أن أحمد من جهة اللفظ والتسمية غير محمد...
ويمكن الجواب عليه بما يلي:.
1- إن أصل الاشتقاق في الكلمتين واحد وهو (حمد) أو (كثير الحمد) فلا مانع أن نسمي محمد أحمد وأحمد محمد أو محمود بناءاً على تأديته نفس المعنى وفق معيار الاشتقاق المذكور.
2- كثيراً ما يطلق عرفاً على المسمى بأسم أسماً آخر قريباً من اسمه المسمى به أو شبيهاً به وهذا أمر سائد في العرف ولا يبعد كونه سائد أيضاً في زمن النبي (ص), من قبيل تسميه كريم بكرم أو جميل بجمال أو سلمى بسلامة أو سعاد بسعدى وهكذا والعكس يصح طبعاً.
3- أن النبي محمد (ص) كان له بالواقع أسمان الأول محمد والاسم الآخر أحمد, طبعاً وهذا يفرق عن النقطة السابقة إذ السابقة أن الاسم الآخر بلحاظ العرف كما يفرق عن الأولى أن الاسم في الأولى بلحاظ اتحاد الاشتقاق, أما هنا فبلحاظ نفس الواقع فلمحمد (ص) واقعاً أسمان أو أكثر ويشهد لذلك:
أ - أنه(ص) هو القائل: إن لي أسماء (أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب) تفسير بن كثير عن البخاري.
ب - ورود لفظ أحمد في كثير من اشعار المعاصرين للنبي (ص) وغير المعاصرين مما ينفع في رفع أي ريب في كون أسم النبي أحمد بالإضافة إلى محمد مثل قول أبي طالب:
ألا إن خير الناس نفساً ووالدا ***** إذا عد سادات البرية أحمد
وقول أبي طالب وقيل علي كما في شرح النهج لابن أبي الحديد والصحيح من السيرة 3/230 وبحار الأنوار 35/165.
ياشاهد الله علي فاشهد ***** إني على دين النبي أحمد
وفي كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3/193. قال أبو عباس الضبي.
حب النبي أحمد ***** والآل فيه مجتري
أحنو عليهم ماحنا ***** على حياتي عمري
أعدهم لمفخري ***** أعدهم لمحشري
وقال قيس الرقيات كما في هامش ص406 من كتاب المراجعات
نحن منا النبي أحمد والصد ***** ديق منا الثقي والحكماءُ
وعلي وجعفر ذو الجنا ***** حين هناك الوصي والشهداء
وقول أبي طالب مخاطباً أخاه حمزة وكان يكنى ابا يعلى في شرح نهج البلاغة 14/76.
فصبراً أبا يعلى على دين أحمد ***** وكن مظهراً للدين وفقت صابرا
والظريف أن له بيتاً من الشعر يجمع فيه الأسمين الشريفيين معاً.
لقد أكرم الله النبي محمداً ***** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
وشق له من أسمه ليجله ***** فذو العرش محمود وهذا محمد
وعلى لسان أبي الفضل العباس(ع) وهو يذب عن اخيه الحسين(ع) في معركة الطف بكربلاء كما في شرح الأخبار القاضي النعمان المغربي 3/191 ونبايع المودة لذوي القربى للقندوزي 3/67.
أقاتل القوم يقلب مهتدٍ ***** أذب عن سبط النبي أحمد
أضربكم بالصارم المهند ***** حتى تحيدوا عن قتال سيدي
إني أنا العباس ذي التودد ***** نجل علي المرتضى المؤيدِ
والأشعار في ذلك كثيرة لكن ما جئنا به لغرض محل الشاهد فقط.
ج - أمكانية أن نسمي الفرد الواحد باسمين أو أكثر في وقتنا الحاضر فيه دلالة على إمكانية إطلاق أكثر من أسم على النبي محمد (ص) لاتحاد الذائقة والفطرة الوجدانية عند جميع البشر وخضوعهم نفسياً لنفس المؤثرات التي تمنحهم هذه الإلتفاتات.
د - يقولون كلما زادت شرفية الشيء زادت وكثرت أسماءه فتلاحظ أن للقرآن الكريم أسماء كثر غير القرآن فهو الفرقان والذكر والنور والبيان وغير ذلك.
وللزهراء مثلاً أسماء عديدة مثل فاطمة, البتول,البضعة,الصديقة, أم أبيها... وغير ذلك الكثير, فما المانع أن يكون تعدد أسم النبي مبني على هذا المعنى على فرض المفروغية من القاعدة فتتعدد أسمائه (ص) لظهور شرفيته المعروفة قبل خلقه وولادته ونبوته.
و - إمكانية أن يكون له أسمان واحد في الأرض وآخر في السماء, فقد جاء نفر من اليهود إلى الرسول محمد (ص) وسألوه عن سبب تسميته (محمد وأحمد) فقال النبي (أما محمد فاني محمود في الأرض وأما أحمد فأنى محمود في السماء) الأمالي للصدوق 256 علل الشرائع 1/627 الاختصاص للمفيد 34.
4- ونلفت النظر باهتمام إلى قوله تعالى:
(ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) فذكره بالقرآن وبصيغة اللفظ هذه (أحمد) يعني تصديق قول وبشارة عيسى عليه السلام وما ورد في الأنجيل بهذا الصدد وتأكيد على صحة تسمية النبي محمد (ص) بأحمد وإلا كيف يبشر النبي محمد (ص) بأحمد الذي هو غير محمد في قرآن محمد ويقول أن الإنجيل وعيسى إنما بشران بي ويتخذ من هذه البشارة دليلاً على نبوته (ص) ويحتج بها على أهل الكتاب أو هي قد جاءت في سياق الاحتجاج عليهم فلا تصح ان تكون كذلك - أي حجة ً- لو لم يكن أسم أحمد مفروغ من معلوميته وثبوته عند النصارى بأنه هو محمد نفسه وثبوته له (ص) كاسم ثان ٍ.
وإلا فكيف يدعو القرآن إلى نبي آخر لم يأت بعد أسمه أحمد هو غير محمد والقرآن يصرح (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِجَالِكُم وَلَكِن رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) (الأحزاب:400) فكونه خاتم النبيين يمنع تبشيره بنبي آخر, فقد أثر عنه (ص) قوله (لا نبي بعدي).
ومن دون هذا التوجيه تصلح الآية أن تكون حجة للنصارى لا عليهم وهذا خلاف منطق الاحتجاج بها عليهم ووردوها لهذا الغرض.
وبهذا الدليل نفرغ من كون اسم احمد موجوداً ومعلوماً وإلا لما صح ذكره في القرآن بمقام الاحتجاج.
5- ويمكن القول تنزلاً - يعني على فرض عدم وجود أسم أحمد إنما سماه الله في الأنجيل أحمد من باب ما نسميه في العصر الراهن الأسم المستعار أو الأسم السري الذي يمكن أن يحقق أخفاء شخص النبي (ص) مع القدرة على معرفة كونه(ص) هو المقصود منه ولو بملاحظة القرائن, وقد كان ذلك الإخفاء للتحفظ عليه من غدر أهل الكتاب والمتربصين به الدوائر من أن يقتلوه أو يوقعوا به خطراً فكان أسمه الواقعي في قريش محمداً وأسمه الذي بشر به عيسى أحمد لتحقيق هذا الفرض.
والله العالم بالحق والحقيقة:
واللطيف أن الكاتب الأردني عودة مهاوش يقول في كتابه (الكتاب المقدس تحت المجهر/ هامش صفحة 143.
(عند مراجعتي لأحد الأناجيل الأسكندنافية فيه المتداولة اليوم والتي طبعت قبل حقبة من الزمن بالنزويجية, وجدت أن كلمة أحمد لا زالت موجودة بالشكل التالي amat وهذا الأسم لا زال يستعمل إلى يومنا هذا من قبل الأمريكيين نرويجي الأصل, ويكتب بالشكل التالي aodt وهذه الكلمة موجودة في نفس الأصحاح المذكور اعلاه بالنرويجية فراجع) المؤلف ويقصد بالأصحاح اصحاح يوحنا.
ولكي نزداد وثوقاً بأدلتنا - فمن المناسب أن نشير إلى أن دائرة المعارف الفرنسية في شرحها لكلمة محمد (ص) تقول:.
(محمد (ص) هو مؤسس الدين الإسلامي ومبعوث الله وخاتم الأنبياء وجاءت كلمة محمد من الحمد واشتقاقها من حمد يحمد الذي هو معنى التمجيد والتجليل, ومن الصدف العجيبة أن هناك أسماً آخر مشتقاً من الحمد وهو مرادف اللفظ(محمد) وهو كلمة (أحمد) التي يغلب الظن أن المسيحيين في الجزيرة العربية كانوا يستعملونها مكان فارقليط, وأحمد معناه المحمود كثيراً والمحترم جداً وهو ترجمة لكلمة (بريكلوتيوس) التي أخطأوا فوضعوا مكانها (بارا كليتوس) الكتاب المقدس تحت المجهر 142 وفي أنيس الإعلام لفخر الإسلام, مايزيدك يقيناً ورسوخاً لكون معنى كلمة فارقليط هو أحمد فراجع.
وهنا ملاحظة صغيرة:
إن إستبصار وتحول جماعة من اليهود في زمن النبي (ص) مثل عبد الله بن سلام, وأبن يامين وابن صوريا وأسد وثعلبة وسلام - والمعترفين غيرهم بالنبي وان لم يسلموا - وإلى يومنا هذا من المتحولين إلى الإسلام والمستبصرين الحقيقة.
طبعاً ومن النصارى من زمن النبي إلى يومنا هذا كذلك فيه دلالة واضحة على قبولهم بالقرآن بشكل قطعي وبالتالي هذا يعني أقرارهم بالبشارات وبلفظ أحمد الوارد وعندهم فلنتدبر هذا المعنى فان فيه دليل ظريف والله الموفق.

تعليق على الجواب (1) ذكره في الكتب السماوية
ما هي لأدله على نبوة النبي محمد
الجواب:
الدليل هكذا :
1- ان الله تعالى شاءت حكمته ان يبعث الانبياء والمرسلين لاجل هداية البشرية.
2- انه سبحانه لا يجعل انبياءه غامضين مجهولين عن الناس بل يعرفهم لخلقه، وشاءت قدرته سبحانه وتعالى ان يعرفهم بتأييدهم بالمعاجز .
3- نبينا الاعظم صلى الله عليه واله يمتاز بمعجزة خالدة ومعاجز اخرى . اما المعجزة الخالدة فهي (القران الكريم) الذي تحدى به جهابذة وكبار فصحاء العرب وبلغائهم على ان يأتوا بمثله فعجزوا . وهي معجزة خالدة لان القران باق الى اخر الزمان يتحدى الجميع في الاتيان بمثله .
4- واما المعاجز الاخرى فهي كثيرة في كتب التاريخ منها : تسبيح الحصى بين يديه الشريفتين، ونبوع الماء بين اصابعه . وشق القمر وغير ذلك .



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:53 PM   #9
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: اتهام النبي (صلى الله عليه وآله) بشدّة حبّه للنساء
ما هو سر حب النبى لمعاشرة النساء
الجواب:
قال السيد الطباطبائي في تفسير الميزان :
ومما اعترضوا عليه تعدد زوجات النبي (صلى الله عليه وآله), قالوا إن تعدد الزوجات لا يخلو في نفسه عن الشره والانقياد لداعى الشهوة وهو (صلى الله عليه وآله) لم يقنع بما شرعه لامته من الأربع حتى تعدى إلى التسع من النسوة.
والمسألة ترتبط بآيات متفرقة كثيرة في القرآن والبحث من كل جهة من جهاتها يجب أن يستوفى عند الكلام على الآية المربوطة بها ولذلك أخرنا تفصيل القول إلى محاله المناسبة له وإنما نشير ههنا إلى ذلك إشارة اجمالية.
فنقول من الواجب أن يلفت نظر هذا المعترض المستشكل إلى أن قصة تعدد زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) ليست على هذه السذاجة أنه (صلى الله عليه وآله) بالغ في حب النساء حتى أنهى عدة أزواجه إلى تسع نسوة بل كان اختياره لمن اختارها منهن على نهج خاص في مدى حياته فهو (صلى الله عليه وآله) كان تزوج أول ما تزوج بخديجة (رضوان الله عليها) وعاش معها مقتصرا عليها نيفا وعشرين سنة وهى ثلثا عمره الشريف بعد الازدواج منها ثلاث عشرة سنة بعد نبوته قبل الهجرة من مكة ثم هاجر إلى المدينة وشرع في نشر الدعوة وإعلاء كلمة الدين وتزوج بعدها من النساء منهن البكر ومنهن الثيب ومنهن الشابة ومنهن العجوز والمكتهلة وكان على ذلك ما يقرب من عشرة سنين ثم حرم عليه النساء بعد ذلك إلا من هي في حبالة نكاحه ومن المعلوم أن هذا الفعال على هذه الخصوصيات لا يقبل التوجيه بمجرد حب النساء والولوع بهن والوله بالقرب منهن فأول هذه السيرة وآخرها يناقضان ذلك.
على أنا لا نشك بحسب ما نشاهده من العادة الجارية أن المتولع بالنساء المغرم بحبهن والخلاء بهن والصبوة إليهن مجذوب إلى الزينة عشيق للجمال مفتون بالغنج والدلال حنين إلى الشباب ونضارة السن وطراوة الخلقة وهذه الخواص أيضا لا تنطبق على سيرته (صلى الله عليه وآله) فإنه بنى بالثيب بعد البكر وبالعجوز بعد الفتاة الشابة فقد بنى بأم سلمة وهى مسنة وبنى بزينب بنت جحش وسنها يومئذ يربو على خمسين بعد ما تزوج بمثل عائشة وأم حبيبة وهكذا.
وقد خير (صلى الله عليه وآله) نساءه بين التمتيع والسراح الجميل وهو الطلاق إن كن يردن الدنيا وزينتها وبين الزهد في الدنيا وترك التزيين والتجمل إن كن يردن الله ورسوله والدار الآخرة على ما يشهد به قوله تعالى في القصة: (( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما )) (الأحزاب:299) وهذا المعنى أيضا كما ترى لا ينطبق على حال رجل مغرم بجمال النساء صاب إلى وصالهن.
فلا يبقى حينئذ للباحث المتعمق إذا أنصف إلا أن يوجه كثرة ازدواجه (صلى الله عليه وآله) فيما بين أول أمره وآخر أمره بعوامل اخر غير عامل الشره والشبق والتلهي.
فقد تزوج (صلى الله عليه وآله) وسلم ببعض هؤلاء الأزواج اكتسابا للقوة وازديادا للعضد والعشيرة وببعض هؤلاء استمالة للقلوب وتوقيا من بعض الشرور وببعض هؤلاء ليقوم على أمرها بالانفاق وإدارة المعاش وليكون سنة جارية بين المؤمنين في حفظ الأرامل والعجائز من المسكنة والضيعة وببعضها لتثبيت حكم مشروع وإجرائه عملا لكسر السنن المنحطة والبدع الباطلة الجارية بين الناس كما في تزوجه بزينب بنت جحش وقد كانت زوجة لزيد بن حارثة ثم طلقها زيد وقد كان زيد هذا يدعى ابن رسول الله على نحو التبني وكانت زوجة المدعو ابنا عندهم كزوجة الابن الصلبي لا يتزوج بها الأب فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله) ونزل فيها الآيات.
وكان (صلى الله عليه وآله) تزوج لأول مرة بعد وفات خديجة بسودة بنت زمعة وقد توفى عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية وكانت سودة هذه مؤمنة مهاجرة ولو رجعت إلى أهلها وهم يومئذ كفار لفتنوها كما فتنوا غيرها من المؤمنين والمؤمنات بالزجر والقتل والاكراه على الكفر.
وتزوج بزينب بنت خزيمة بعد قتل زوجها عبد الله بن جحش في أحد وكانت من السيدات الفضليات في الجاهلية تدعى أم المساكين لكثرة برها للفقراء والمساكين وعطوفتها بهم فصان بازدواجها ماء وجهها. وتزوج بأم سلمة واسمها هند وكانت من قبل زوجة عبد الله أبى سلمة ابن عمة النبي وأخيه من الرضاعة أول من هاجر إلى الحبشة وكانت زاهدة فاضلة ذات دين ورأي فلما توفى عنها زوجها كانت مسنة ذات أيتام فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله).
وتزوج بصفية بنت حيي بن أخطب سيد بنى النضير قتل زوجها يوم خيبر وقتل أبوها مع بنى النظير وكانت في سبى خيبر فاصطفاها وأعتقها وتزوج بها فوقاها بذلك من الذل ووصل سببه ببني إسرائيل.
وتزوج بجويرية واسمها برة بنت الحارث سيد بنى المصطلق بعد وقعة بنى المصطلق وقد كان المسلمون أسروا منهم مئتي بيت بالنساء والذراري فتزوج (صلى الله عليه وآله) بها فقال المسلمون هؤلاء أصهار رسول الله لا ينبغي أسرهم وأعتقوهم جميعا فأسلم بنو المصطلق بذلك ولحقوا عن آخرهم بالمسلمين وكانوا جمعاً غفيرا وأثر ذلك أثرا حسنا في سائر العرب.
وتزوج بميمونة واسمها برة بنت الحارث الهلالية وهى التي وهبت نفسها للنبي (صلى الله عليه وآله) بعد وفاة زوجها الثاني أبى رهم بن عبد العزى فاستنكحها النبي (صلى الله عليه وآله) وتزوج بها وقد نزل فيها القرآن.
وتزوج بأم حبيبة واسمها رملة بنت أبي سفيان وكانت زوجة عبيد الله بن جحش وهاجر معها إلى الحبشة الهجرة الثانية فتنصر عبيد الله هناك وثبتت هي على الاسلام وأبوها أبو سفيان يجمع الجموع على الاسلام يومئذ فتزوج بها النبي (صلى الله عليه وآله) وأحصنها.
وتزوج بحفصة بنت عمر وقد قتل زوجها خنيس بن حذاقة ببدر وبقيت أرملة وتزوج بعائشة بنت أبي بكر وهى بكر.
فالتأمل في هذه الخصوصيات مع ما تقدم في صدر الكلام من جمل سيرته في أول أمره وآخره وما سار به من الزهد وترك الزينة وندبه نساءه إلى ذلك لا يبقى للمتأمل موضع شك في أن ازدواجه (صلى الله عليه وآله) بمن تزوج بها من النساء لم يكن على حد غيره من عامة الناس أضف إلى ذلك جمل صنائعه (صلى الله عليه وآله) في النساء وإحياء ما كانت قرون الجاهلية وأعصار الهمجية أماتت من حقوقهن في الحياة وأخسرته من وزنهن في المجتمع الانساني حتى روى أن آخر ما تكلم به (صلى الله عليه وآله) هو توصيتهن لجامعة الرجال قال (صلى الله عليه وآله) : الصلاة الصلاة - وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون - الله الله في النساء فإنهن عوان في أيديكم الحديث.(الميزان 4/195)
ولعل معترض يتشبث بالحديث الوارد عن رسول الله (ص) : (حبب الي من دنياكم النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة) فانه لا يدل على كثرة الشهوة والاستزادة من النساء وانما ورد بالحب المطلق الذي يصدق عليه النوع المتعارف منه خاصة قوله (من دنياكم) فنتبين منه أنه حبب اليه النساء بالحب المتعارف عند الناس في دنياهم بما يليق به صلوات الله عليه فليس المتعارف عند أغلب الناس شدة الشهوة والشبق كما عند الملوك والمسرفين, فانه صلوات الله عليه يريد أن يقول أنه أحب ثلاث اشياء دنيوية هي الطيب والنساء والصلاة ولا مطعن في ذلك.
ثم ان سند الحديث عامي روي عن أنس ولم يرد في مصادرنا الا عن طرقهم




لسؤال: رواية أنه (صلى الله عليه وآله) رأى امرأة فأعجبته
ما صحة هذه الروايات التي سأرفقها لكم سادتي فقط طال تشبث النواصب بها مع العلم ان لها مثيلها بكتبهم و لكنهم ماسكين علينا بحث لأخ اسمع مفجر الثورة و قد احتج بهم بما في كتبهم و الآن يقولون ان في كتبكم شبيه لرواياتهم نرجو منكم اطلاعنا على الجواب المناسب مع جزيل الشكر و التقدير هذه هي الروايات:
الكافي
الحسين بن محمد, عن العلى, عن الوشاء, عن حماد بن عثمان, عن أبي عبدالله عليه السلام قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة فأعجبته فدخل على ام سلمة و كان يومها فأصاب منها وخرج إلى الناس ورأسه يقطر فقال : أيها الناس إنما النظر من الشيطان, فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله
كما رواه الكليني في القوي كالصحيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله و اعلم أنه كان ذلك للتعليم و إلا فذاته صلى الله عليه و آله و سلم أقدس من هذا و ليس للشيطان عليهم سبيل.
و في القوي، عن مسمع، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن الذي معها مثل الذي مع تلك فقام رجل فقال يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع؟ قال: فليرفع نظره إلى السماء و ليراقبه و ليسأله من فضله.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج‏8،
المؤلف: المجلسي الأول - محمد تقي بن مقصود علي الأصفهاني‏
وأورد المجلسي الحديث فى مجلد أخر :
روى الكليني في القوي كالصحيح، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امرأة فأعجبته فدخل إلى أم سلمة و كان يومها فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله- و ظاهر أن المراد نظرهم لا نظره عليه السلام.و في القوي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن معها مثل الذي مع تلك فقام رجل فقال: يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع؟ قال فليرفع بصره إلى السماء و ليراقبه و ليسأله من فضله أي لأنه قبلة الدعاء و لينظر إلى عظمة بارئها ليمنعه عن مخالفة الله تعالى فإن النظر ينجر إلى الزنا.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج‏9، ص: 437
المؤلف: المجلسي الأول، محمد تقي بن مقصود علي الأصفهاني‏ - للمولى محمد تقي بن مقصود علي المجلسي
يقول العلامة يوسف البحراني
روى في الكافي عن حماد بن عثمان «1» «قال: رأى رسول الله صلى الله عليه و آله امرأة فأعجبته فدخل على أم سلمة و كان يومها، فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر، فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان، فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله».
أقول:في هذه الأخبار دلالة ظاهرة على ما تقدم من جواز كشف الوجه و اليدين من المرأة الأجنبية، و عدم وجوب سترها، و إلا فلو كان النساء يومئذ مسترات مخمرات غير مسفرات لم يعلم حال الجميلة من القبيحة حتى يترتب عليه ما ذكر في هذه الأخبار، قوله صلى الله عليه و آله و سلم «إنما النظر من الشيطان» يعنى حب النظر و معاودته بعد حصول النظرة الأولى التي وقعت اتفاقا إذا ترتبت عليها اللذة و الفتنة.و أما قوله عليه السلام «فأعجبته» فإنه لا منافاة فيه لمقتضى مقامه صلى الله عليه و آله فإن استحسان الحسن و استقباح القبيح، و الرغبة في الأول و النظرة من الثاني أمر جبلي و خلق بشري كما لا يخفى.
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة - ج‏23 ج ص: 151 - ص: 153
وعن عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن محمد بن الحسن بن شمون, عن عبدالله بن عبد الرحمن, عن مسمع, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن الذي معها مثل الذي مع تلك, فقام رجل فقال : يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع ؟ قال : فليرفع نظره إلى السماء وليراقبه وليسأله من فضله .
الكافي ج 5
باب أن النساء أشباه
: 494 | 2 .
[ 25155 ] 3 ـ محمد بن عليّ بن الحسين في ( الخصال ) : بإسناده الآتي (1) عن علي (عليه السلام) ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإنّ عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها فاذا لم يكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا وليصل على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم يسأل الله من فضله فانه ينتج (2) له من رأفته ما يغنيه .
الخصال : 637 .
(1) يأتي في الفائدة الاولى من الخاتمة برمز ( ر ) .
[ 25156 ] 4 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) : عن أمير المؤمنين (عليه السلام), انه كان جالسا في أصحابه إذ مرت بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم, فقال (عليه السلام) : انّ عيون (1) هذه الفحول طوامح, وإن ذلك سبب هبابها (2) فاذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله, فإنما هي امرأة كامرأة, فقال رجل من الخوارج : قاتله الله كافرا ما أفقهه, فوثب القوم ليقتلوه فقال (عليه السلام) : رويدا فإنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب .
نهج البلاغة 3 : 253 | 420 .
(1) في المصدر : ابصار .
(2) الهباب : شهوة الجماع . ( الصحاح 1 : 236 )
11- ويستحب المبادرة إلى مباشرة زوجته إذا أُثيرت غريزته بالنظر إلى امرأة أخرى، هكذا أدبنا الإسلام على لسان الإمام علي (ع) حيث قال: (إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلاً ليصرف بصره عنها)(44).
أحكام العبادات للمؤلف العلامة اية الله محمد تقي المدرسي
الباب الرابع: أحكام الزواج والأسرة
القسم الثامن: السنن والآداب
آداب الحياة الزوجية
عن أمير المؤمنين عليه السلام " أنه كان جالسا في أصحابه إذ مر بهم امرأة جميله فرمقها القوم بأبصارهم فقال علي عليه السلام: إن أبصار هذه الفحول طوامح، وإن ذلك سبب هبابها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبة فليلامس أهله فإنما هي امرأة كامرأته - الحديث ".
نهج البلاغة الحكم رقم 420، الوسائل ج 14 ص 73 ح 4.
الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة
تأليف العالم البارع الفقيه المحدث الشيخ يوسف البحراني قدس سره
الجزء الثالث والعشرون
مؤسسة النشر الاسلامي (التابعة) لجماعة المدرسين بقم المشرفة (ايران)
151 - 152
مأجورين بحق الزهراء
الجواب:
ليس هناك إشكال في كل ما نقلت سوى ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه رأى امرأة فأعجبته الذي ورد في الخبر عن أبي عبد الله (عليه السلام)،ويمكن رده من عدّه وجوه:
1- ورد في السند المعلى، الذي قال عنه النجاشي مضطرب الحديث والمذهب فيمكن القدح في السند من جهة المعلى.
2- إن ما ورد عن مسمع عن أبي عبد الله، لم يرد فيه نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المرأة فيمكن اعتبار ذلك زيادة من الراوي.
3- ثم إن الرواية ليس فيها ما يقدح بالعصمة! فإن إعجابه (صلى الله عليه وآله) كان من النظرة الأولى،والإعجاب بالحسن والتنفر من القبح شيء جبلي في طبع الإنسان، وأما النظرة التي هي من الشيطان، فهي النظرة المكررة أو معاودة النظر،وهذا ما لم يحصل منه (صلى الله عليه وآله)،ومع ذلك فقد فصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما حث عليه الشارع من إتيان الزوجة كما هو واضح في الروايات الأُخر دفعاً لأي إشكال وطلباً للإكمال وتطبيقاً للشريعة.
ولا يمكن أن نقول أن النظرة الأولى منه (صلى الله عليه وآله) كانت من الشيطان،لأن الأنبياء (عليهم السلام) معصومون من الشيطان، كما ذكر ذلك القرآن الكريم بخصوص النبي (صلى الله عليه وآله).
4- من هذا حمل بعض أصحابنا الرواية على التعليم ليس إلا،وذلك هو المستفاد من مقارنتها بالروايات الأخرى الواردة عنه (صلى الله عليه وآله) أو عن علي (عليه السلام). فلاحظ.






السؤال: كونه (صلى الله عليه وآله) أمياً لا تعد منقصة
إننا نعتقد بعصمة الرسول وآله (عليهم السلام) ونعتبره أكمل ما خلق الله , وكذلك المعروف من ان النبي (صلى الله عليه وآله) أمي لا يقرأ ولا يكتب فهل تعتبر هذه منقصة في كمال الرسول (صلى الله عليه وآله)؟
الجواب:
إن القراءة وعدم القراءة لدى الانسان العادي لعلها تعد نقصاً, إذ أن القراءة والكتابة الرافد الثقافي الطبيعي لدينا نحن, أما علم النبي (صلى الله عليه وآله) وعلم المعصومين (عليهم السلام) فهو علم حضوري لدنّي لا علاقة له بالاكتساب العلمي, وليس للقراءة والكتابة من أثر في ذلك, هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: لعلّ الحكمة من كونه (صلى الله عليه وآله) أمياً لكي لا يتاح للمشركين من إثارة تهمتهم وشبهاتهم حول القرآن , وأنه من صنع البشر, وأن محمداً هو الذي كتبه وألّفه, فإذا علموا أنه (صلى الله عليه وآله) أمياً علموا أن ذلك إيحاء أو إعجازاً وليس ليد البشر من دخل.
على أن البعض نفوا كون النبي (صلى الله عليه وآله) أمياً, أي لا يقرأ ولا يكتب وأنه سيحتاج إلى من يكتب له, والنبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق فلا يحتاج إلى مَن هو دونه , وفسروا أن الأمي نسبةً إلى أم القرى أي مكة.




السؤال: الكلام في قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة
ما معنى ان يكتب لهما الرسول(صلى الله عليه وآله) في التراب ورسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يكتب ؟
أرجو التوضيح
الجواب:
الشائع عند البعض أن النبي (صلى الله عليه وآله) امي بمعنى عدم قدرته على الكتابة وعدم معرفته بها، لكن المسألة فيها اختلاف.
فيرى البعض قدرته على الكتابه والقراءة ويستدل بعدة أدلة: منها: انه قد سأل البعض أبا جعفر الجواد (ع): لم سمي النبي صلى الله عليه وآله الامي؟ قال: (ما يقول الناس؟) قلت له: جعلت فداك يزعمون انما سمي النبي (صلى الله عليه وآله) الامي لانه لم يكتب, فقال: (كذبوا عليهم لعنة الله , انى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: (هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)، فكيف كان يعلمهم مالا يحسن، والله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لساناً وإنما سمي الامي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه: (( ولتنذر ام القرى ومن حولها ))
وقد يستدل على عدم قدرة الرسول (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابه بقوله تعالى: (( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون )) (العنكبوت). وقد رد على ذلك: بأن المراد بالآية نفي العادة والممارسة لا نفي القدرة، فان المراد: ما كان من عادتك قبل نزول القرآن ان تقرأ كتاباً ولا كان من عادتك ان تخط كتاباً أو تكتبه أو ما كنت تمارس قراءة كتب الاديان السابقة، وهو يكفي في نفي الارتياب واثبات صحة القرآن وعدم كونه تلفيقاً من كتب السابقين (أنظر أسماء الرسول المصطفى ج1 ص311.)
ويستدل أيضاً القائل بعدم قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابه بقوله تعالى: (( الذين يتبعون النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم... )) (الاعراف:157)، وبقوله تعالى: (( فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله... )) (الاعراف:158).
وهناك من يفصل، فيرى أن النبي(صلى الله عليه وآله) غير قادر على القراءة والكتابه قبل بزوغ دعوته وهو قادر على القراءة بعد بزوغ دعوته، ويستدل على ذلك برواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: (كان مما منَّ الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) انه كان امياً لا يكتب ويقرأ الكتاب) ويرجع ذلك الى أيام نبوته وعهد رسالته بقرينة قوله: (كان مما من الله عز وجل به على نبيه).
والذين يرون بهذين الرأيين والتي يجتمع فيها عدم قدرة النبي(صلى الله عليه وآله) على الكتابة بعد البعثة يردون هذه الرواية المذكور فيها ان النبي(صلى الله عليه وآله) كان يكتب لهما في التراب بانها رواية ضعيفة السند ،لاجل الحسن بن عباس بن الحريش الذي ضعفه النجاشي والغضائري. أما الذي يرى الرأي الأول وهو قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القرآءة والكتابة، فلا تعارض بين قولهم وتلك الرواية، بل يمكن أن تكون الرواية شاهداً على صحة قولهم.

تعليق على الجواب (1)
اذا نفينا امية النبي الاعظم (ص) وقلنا انه (ص) كان يجيد القراءة والكتابة فهل في ذلك ادنى تأثير على الوجه المنير في معجزته وهي انه امي لم يقف على معلم ولم يذهب الى مدرسة ومع هذا جاء بنظم ومعارف وتشريعات يستحيل صدورها ممن هو على شاكلة (ص) ؟؟
الجواب:
حتى لو ثبت قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة فإن ذلك لا يقلل من إعجاز القرآن لأنه لا يتطرق الاحتمال إلى أن ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) من نظم عجيب وكلام بليغ هو من عند الأقوام السابقة أو من الأديان السالفة بل الكل أدرك أن ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) هو شيء جديد يختلف عما سمعوه سابقاً من كلام السابقين بل تحدي القرآن للإتيان بمثله لوحده, وعجز الجميع كافٍ لأن يكون هو كلام يفوق كل كلام سابق أو لاحق.

تعليق على الجواب (2)
قولنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمي يناقض معتقد الشيعة الأمامية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم ماكان ومايكون الى يوم القيامة !! وأنه قد جمع علوم الدين والدنيا !! حيث ان القراءة علم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لايعلم بهذا العلم .
أضف الى ذلك أن الله تعالى قال عنه : (( وماعلمناه الشعر وماينبغي )) أي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعلمه الله تعالى الشعر .
فكيف نقول : النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع كل العلوم الدنيوية والأخروية ؟!
الجواب:
نحن عندما نقول ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم ما كان وما يكون فان ذلك بتعليم من الله تعالى اما اذا كانت مشيئة الله ان لا يتعلم الشعر او القرآءة والكتابة فهذا لا يعد نقصا فيه بل كمالا وذلك لانه لو تعلم ذلك فانه يضر بالرسالة هذا على رأي من يرى ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان اميا ,اما من يرى انه لم يكن كذلك فما ذكرته يدعم قوله ثم اننا عندما نقول انه يعلم ما كان وما يكون فليس المقصود علم كل العلوم حتى المحرمة او المكروهة له او التي لا ينبغي له كالسحر والشعر فان هذه العلوم بالنسبة له عدم تعلمها هو الراجح له .





السؤال: لا قيمة للتواتر والتسالم في إثبات أميّة النبي (صلى الله عليه وآله)
قرأت كلاما منقولا عن رسالة التوحيد للشيخ الازهري محمد عبده:جاء الخبر المتواتر أن النبي (ص) نشأ أميّا.
وسؤالي هل يوجد فعلا خبر متواتر يثبت انه (ص)‎ كان اميّا؟؟
وهل يمكن التعويل على التسالم في هذه القضية من الاجيال المتواصلة لاافادة القطع بها؟؟؟.
الجواب:
1ـ نحن لا نلتزم بمثل هذا التواتر على فرض وجوده ولو وجد لا نقطع الكلام في أميّة النبي(ص) وعدمها ـ بالمعنى المتعارف للأمّية ـ لأن التواتر يورث القطع واليقين،وبه لا مجال للمناقشة في قضية الامية.
2ـ لا نلتزم أيضاً بالتسالم وإن وجد على الفرض فلا نعتبره دليلاً يفيد القطع بأمية الرسول الأكرم(ص).
3ـ نعتبر أصل البحث ليس في التواتر وعدمه وإنما أصل البحث في كيفية فهم وتوجيه الآيات الشريفة القائلة بأمية الرسول، وفي هذا المجال نجد نظريات وأقوال وعرض واستدلال.





لسؤال: هل كان النبي (صلى الله عليه وآله) امّياً
المعروف لدينا أن نبي الله المصطفي صلوات الله عليه وآله امي لكن ورد في سورة الجمعة في الآية رقم 2 (( وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ )) فهل كان الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) يعلمهم كيفية الكتاب أم ماذا؟
الجواب:
ذكر في تفسير الاُمّي معنيين:
الاول: أنه منسوب إلي ام القري أي مكة المكرمة.
والثاني: أنه لم يتعلم الكتابة والقراءة عند معلم.
وعلي كل حال فليس معني الاُمّي أنه لايعرف القراءة أو الكتابة نعم لم يكن يكتب أو يقرأ الكتاب قبل البعثة لكنه كان يعلم ذلك وقد لعن الامام الجواد (عليه السلام) من زعم أن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) سمي اُمّياً لأنه لم يحسن أن يكتب وأن الاُمّي يعني أنه منسوب إلي اُم القري يعني أنه مكي وقال الجواد (عليه السلام): أنه (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو قال: بثلاثة وسبعين - لساناً. البحار ج 16، ص 132.
وروي الصفار في بصائر الدرجات: أن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ ويكتب بكل لسان.
وفي رواية ‌الكافي: أنه (صلي الله عليه وآله وسلم) كتب سورة (إنا أنزلناه في ليلة القدر إلي آخره) علي التراب لفلان وفلان.
وفي حديث وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قال: ايتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لا تظلوا أبداً إلي آخره، فقال بعضهم: إن الرجل ليهجر، ونقل في صحاح العامة أن عمراً قال: النبي غلب عليه الوجع حسبنا كتاب الله.



السؤال: دينه (صلى الله عليه و آله) قبل بداية الوحي
ما كان دين الرسول الأعظم (ص) قبل بداية الوحي ؟
و هل كان يمارس بعض الطقوس الدينية؟
الجواب:
كان النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على دين الحنيفية دين جده إبراهيم الخليل (عليه السلام) وكان آباؤه وأمهاته صلوات الله عليه أيضاً على دين الحنيفية.
وقد سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن الحنيفية , فقال: (هي الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله , وقال : فطرهم على المعرفة به).
وعن الصادق (عليه السلام ) انه قال: (كانت شريعة إبراهيم (عليه السلام) التوحيد والأخلاص وخلع الانداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه الميثاق ان لا يعبد الا الله ولا يشرك به شيئا وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظافر وحلق العانة وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته), وفي رواية أخرى عدد عشرة أشياء من الحنيفية بأضافه اعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال وغسل الجنابة والطهور بالماء.
وقد كان العرب قبل الاسلام يعملون ببعض الاعمال التي هي من الحنيفية, فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( ان العرب لم يزالوا على شيء من الحنيفية يصلون الرحم ويقرون الضيف ويحجون البيت ويقولون اتقوا مال اليتيم فان مال اليتيم عقال ويكفون عن شيء من المحارم مخافة العقوبة.......). هذا هو الرأي الأول: وهو ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يتعبد على دين إبراهيم (عليه السلام).
وهناك من يرى أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يتعبد على دين الاسلام الذي جاء به فيما بعد، إلا انه لم يؤمر بتبليغ تلك الاحكام الى الناس حتى بلغ الأربعين، وهذا هو الرأي الثاني.
وهناك من يرى وهو الرأي الثالث ان نبينا لم يكن متعبداً بشريعة من تقدم من الانبياء , ولكن وافقت شريعته شريعة إبراهيم(ع) , فلذلك قال تعالى: (( فاتبعوا ملة ابراهيم )) (آل عمران:955), والا فالله تعالى هو الذي أوحى بها اليه وأوجبها عليه وكانت شريعة له. وقد روي عن أبي جعفر (عليه السلام): ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال بعد ذكر إبراهيم (عليه السلام): (دينه ديني وديني دينه وسنته سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله وانا افضل منه). وقد روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال: (الحنيفية هي الاسلام).
ويذكر جعفر العاملي في (الصحيح من السيرة) : (أن ايمان النبي (صلى الله عليه وآله) وتوحيده قبل بعثته يعتبر من المسلمات , ولكن الاختلاف وقع في انه (صلى الله عليه وآله) هل كان متعبداً بشرع أحد من الانبياء قبله أو لا؟
وهل هو متعبد بشرع نوح أو إبراهيم أو عيسى أو بما ثبت أنه شرع أو لم يكن متعبداً بشرع أحد؟ ذهب الى كل فريق) (انظر, الصحيح من السيرة ج2 ص195).
ثم يذكر في موضع اخر: (نعم ثمة روايات كثيرة تلمح وتصرح بنبوته قبل بعثته أشار اليها المجلسي, وأشار العلامة الاميني أيضاً الى حديث: انه (صلى الله عليه وآله) كان نبياً وآدم بين الروح والجسد. ورواه عن العديد من المصادر من غير الشيعة, ولكن لا يمكن الحكم بمضمون هذه الروايات الا بعد التأكد من أسانيدها ودلائلها وثبوت ذلك بشكل قطعي حيث انه يراد اثبات , أمر اعتقادي بها والمطلوب في الاعتقادات هو القطع ولا يكفي ما دونه.
وبعد كل ما تقدم فان ما نستطيع نحن الجزم به هو أنه (صلى الله عليه وآله) كان مؤمناً موحداً , يعبد الله, ويلتزم بما ثبت له انه شرع الله تعالى مما هو من دين الحنيفية شريعة إبراهيم (عليه السلام) وبما يؤدي اليه عقله الفطري السليم وانه كان مؤيداً ومسدداً وانه كان افضل الخلق واكملهم خلقاً وخلقا وعقلا وكان الملك يعلمه ويدله على محاسن الاخلاق.
كما اننا نجدهم ينقلون عنه (صلى الله عليه واله) انه كان يلتزم بأمور لا تعرف الا من قبل الشرع وكان لا يأكل الميتة ويلتزم بالتسمية والتحميد الى غير ذلك مما يجده المتتبع لسيرته صلوات الله عليه) (الصحيح من السيرة ج2 ص198).
ثم يقول: (وقد حرصت الآيات القرآنية العديدة على ربط هذه الامة بابراهيم (عليه السلام) فلاحظ قوله تعالى: (( وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم, هو سماكم المسلمين من قبل ))(الحج:78).
وقال تعالى: (( ومن احسن ديناً ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفاً )) (النساء:125).
وقال سبحانه: (( قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفاً )) (آل عمران:95).
وقال جل وعلا: (( ان اولى الناس بأبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي , والذين امنوا )) (آل عمران:68).
وقال تعالى: (( وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين ))(البقرة:135).
ثم نجد القرآن يصرح أيضاً ان النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) شخصياً كان مأموراً أيضاً باتباع ملة إبراهيم (عليه السلام) فقد قال سبحانه: (( ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفاً ما كان من المشركين ))(النحل:121)، وقال في موضع آخر: (( قل انني هداني... حنيفاً وما كان من المشركين )) (الانعام:161).
وهذا وان كان ظاهره انه (صلى الله عليه وآله) قد امر بذلك بعد البعثة وبعد نزول الوحي عليه, لكنه يثبت أيضاً انه لا مانع من تعبده (صلى الله عليه وآله) قبل بعثته بما ثبت له انه من دين الحنيفية ومن شرع إبراهيم (عليه السلام) , وليس في ذلك أية غضاضة ولا يلزم من ذلك ان يكون نبي الله إبراهيم (ع) أفضل من نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) فان التفاضل انما هو في ما هو أبعد من ذلك.
هذا كله لو لم نقتنع بالادلة الدالة على نبوته (صلى الله عليه وآله) من صغره (صلى الله عليه وآله وسلم) (الصحيح من السيرة ج2/ ص199).



السؤال: كان (صلى الله عليه وآله) على الديانة الحنيفية قبل بعثته
لماذا لم يدن النبي (ص) بدين نبي الله عيسى (ع) وهو السابق الله ورسالته شاملة لكل البشر، ويجب على كل نبي أن يعمل قبل بعثته بدين النبي السابق له؟
الجواب:
كان النبي (ص) على ديانة أبيه إبراهيم الخليل (ع) وهي عقيدة التوحيد المسماة بالديانة الحنيفية.. ولم يثبت أنه يجب على كل نبي أن يؤمن بشريعة النبي الذي بعده ما عدا دين الإسلام الذي أوجب المولى سبحانه الاعتقاد به على جميع الناس من دون استثناء.






السؤال: الأوصياء قبل نبينا (صلى الله عليه وآله)
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي اسئلة تخص عم النبي (صلى الله عليه وآله) ابو طالب (عليه السلام) ارجوا من سماحنكم الاجابة عليها‎ ولكم جزيل الشكر والتقدير.
1- هل يوجد اوصياء قبل النبي (ص) وبعد زمن النبي عيسى (ع) ومن هم‎.
2- هل يمتلك هؤلاء الاوصياء العصمة وهل تنطبق على ابو طالب (ع‎)
3- هؤلاء الاوصياء كيف يحصلون على التشريعات الخاصة في زمنهم.
الجواب:
1- لابد أن يكون هناك أوصياء بين نبي الله عيسى (عليه السلام) ونبي الله محمد (صلى الله عليه وآله) لأن الأرض لا تخلوا من حجة وقد اختلف في آخر الأوصياء قبل نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فقيل: أنه أبو طالب وقيل غيره.
2- لابد أن يكون الأوصياء معصومين لأنهم يؤدون دوراً في هداية البشرية وهم مفترضو الطاعة, فلابد أن يكونوا معصومين, وإذا كان أبو طالب واحداً منهم فلابد أن يكون معصوماً.
3- لابد أن تكون هناك قناة للإتصال بالسماء، فالوصي لا يكون وصياً إلا إذا كانت له القدرة على هداية البشرية، ولا يتصور وصياً جاهلاً بأحكام السماء وبأحكام النبي الذي هو وصيه.





السؤال: رواية مرسلة عن نزول جبرائيل (عليه السلام) في بداية الوحي
إعلام الورى بأعلام الهدى ص53 طبعة مؤسسة الأعلمي الأولى:
ذكر علي بن إبراهيم – و هو من أجل رواتنا و رواة أصحابنا – في كتابه أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أتى له سبع و ثلاثون سنة كان يرى في نومه كأن آتيا أتاه فيقول : يا رسول الله فينكر ذلك فلما طال عليه الأمر و كان بين الجبال يرعى غنما لأبي طالب فنظر إلى شخص يقول له: يا رسول الله، فقال له : من أنت ؟ قال: جبرئيل ، أرسلني الله إليك ليتخذك رسولا ، فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) خديجة بذلك و كانت خديجة قد انتهى إليها خبر اليهود و خبر بحيراء و ما حدثت به آمنة أمه ، فقالت : يا محمد إني لأرجو أن يكون كذلك و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكتم ذلك فنزل جبرئيل (ع) و أنزل عليه ماء من السماء فقال : يا محمد قم توضأ للصلاة ، فعلمه جبرئيل الوضوء و غسل الوجه واليدين من المرفق و مسح الرأس و الرجلين إلى الكعبين و علمه السجود و الركوع ، فلما تم له (صلى الله عليه وآله) أربعون سنة أمره بالصلاة و عمله حدودها ، و لم ينزل عليه
أوقاتها فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت .. الخ .
الجواب:
الرواية ذكرت في قصص الأنبياء للراوندي المتوفي 573 هـ وكذلك في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المتوفي سنة 588 هـ ونقلها عنهما صاحب البحار وكذلك وردت في أعلام الورى للطبرسي المتوفي سنة 548 هـ وفي كل هذه الكتب لم يذكر لهذه الرواية سند غير ما ذكرت من أنها رواية عن علي بن إبراهيم, فالرواية في مصطلح علم الحديث تسمى مرسلة وبذا تعد رواية ضعيفة لأرسالها.
وعلى فرض صحة الرواية يمكن قبولها بوجه مقبول وذلك على فرض عدم إنكار الرسالة بل إنكار تقدمها وان لها موعداً خاصاً يعرفه فوصفه بها قبل بعثته هو مورد الإنكار ويمكن القول بإنكار الرسالة بمعنى عدم المعرفة بها ولو كانت هناك اخبار تفيد معرفته بالنبوة قبل البعثة فإنها تشير إلى معرفة بالنبوة دون الرسالة وهما مقامان مختلفان.
وأما إنكار خديجة فأنها سلام الله عليها ما كان لها العلم التفصيلي بنبوة النبي(صلى الله عليه وآله) إلا تلك الإشارات التي عرفتها قبل زواجها منه وبعد زواجه وكان رجاء خديجة قبل إخبار النبي لها بنبوته وإلا فأنها بعد اخبار النبي لها آمنت به وصدقته فالرجاء حصل لفترة معرفتها بنزول شخص عليه وقبل معرفتها بأنه الوحي المرسل من السماء وانه جبرائيل (عليه السلام) ولعل هذا يُعرف من قوله بعد ذلك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله يكتم ذلك.
وأما تعليمه الصلاة فلم يعلم ان تعبّده قبل البعثة كان من نوع الصلاة والوضوء بل لعله كان على ملة إبراهيم.
واما عدم معرفته بجبرائيل وان جبرائيل خُلق من نوره فلاختلاف العوالم ففي ذلك العالم خلق جبرائيل من نورهم صلوات الله عليهم وفي هذا العالم جاء بصورة اخرى وفي بعض الروايات على صورة دحية الكلبي فلاختلاف خصوصيات كل عالم حصل السؤال في جبرائيل انه من هو؟.



السؤال: لم يكن (صلى الله عليه وآله) محتاج الى ورقة بن نوفل
هناك روايات واظن بعضها في كتب الامامية تشير لشخصية ورقة بن نوفل ولست متيقناً أعلى ملة إبراهيم أم مسيحي أم صابئي, وهل فعلاً ذهب إليه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمعيه زوجته خديجة (عليها السلام) للاستفسار عن...
الجواب:
أخي العزيز ان ظنك ليس في محله، فإن كتبنا لم تنقل مثل هذه الروايات التي تقلل من شأن ومكانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بانه كان خائفاً من الوحي شاكاً في أمره يحتاج الى من يشجعه ويأخذ على يده ويبشّره بالنبوة وأن الذي أتاه كان ملكاً من الله تعالى، حاشا وكلا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم أجمعين.
وقد ردّ أئمتنا (عليهم السلام) وأنكروا مثل هذه المقالات كما ردّها وأبطلها علماؤنا الاعلام. فقد روى الشيخ الكليني في (الكافي ج1 ص271) وفي البحار وغيره: عن زرارة أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يَخَفْ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يأتيه من قبَل الله أن يكونَ مما ينزغ به الشيطان: قال الامام (عليه السلام): (إنّ الله إذا اتخذ عبداً رسولاً، أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله عزّوجلّ مثل الذي يراه بعينه).
ويقول العلامة الطبرسي في تفسيره: (إن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البيّنة الدّالة على أن ما يوحى إليه إنما هو من الله تعالى، فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزَع ولا يفرق)(مجمع البيان ج10 ص284).
وقال السيد شرف الدين في (النص والاجتهاد) بعد نقل نص البخاري في هذه المسألة: (تراه نصاً في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ـ والعياذ بالله ـ مرتاباً في نبوته بعد تمامها وفي الملك بعد مجيئه إليه وفي القرآن بعد نزوله عليه وأنه كان من الخوف على نفسه في حاجة إلى زوجته تشجعه وإلى ورقة الهرم الاعمى الجاهلي المتنصر يثبت قدمه ويربط على قلبه ويخبره عن مستقبله ...)(النص والاجتهاد:421).




السؤال: اطمئنانه وسكينته (صلى الله عليه وآله) عند نزول جبرئيل عليه بالرسالة
كيف نرد على روايات العامة في بدء نزول الوحي : التي تصور النبي بأنه خائف , وأن جبريل عصره ثلاث مرات , و أن ورقة بن نوفل أو نسطور أو بحيرا أو عداس أو خديجة ـ حسب الروايات ـ نبأوه بنبوته ؟
مع العلم أن بعض العامة يبررون عصر جبريل لمحمد كان بدافع إعطائه قوة إيمانية وجسدية , أو أنه يريد إخباره بأنه في يقظة لا في منام .
الجواب:
الأخبار والأقوال التي ذكرتها معظمها ضعيفة السند والدلالة :
أمّا سنداً , فيجب أن يراجع في كل مورد حتى يتبيّن وهن الأسانيد التي يعتمدون عليها .
وأمّا من جهة الدلالة , فلا تنطبق على الموازين العقلية والنقلية القطعية , ولا تنسجم مع أصول العقيدة , إذ كيف يكون النبي (صلى الله عليه وآله) خائفاً من أمر إيجابي وكأنه لم يعرّف بالوحي بل أتاه دفعةً ومن غير مقدمة ؟ أو هل يعقل أن لا يعرف النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي بنفسه وساعده الآخرون في تعريفه ؟ وكأنما الآخرون كانوا أولى منه في معرفة الوحي , نعوذ الله .
هذه هي تساؤلات ونقوض لابد من اعتبارها على رأي هؤلاء .
وأمّا الحل , فيجب علينا أن نعتقد أنّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الذي هو أشرف الكائنات لا يحتاج في معرفة شؤون الوحي وأطواره وكيفية نزوله إلى أيّ شخص وجهة تعينه , وإلا لتوقّفت مصداقيّة نبوته على الآخرين , وحتى في موارد توسيط جبرائيل (عليه السلام) يعتقد المحققّون بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان بأمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعددة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ـ ولكن نزول جبرائيل كان من باب إظهار عظمة الوحي , كما ورد في تنزيل بعض السور والآيات من السماء بمعيّة الآلاف من الملائكة لبيان جلالتها وعظمتها.
وأخيراً : كم هو الفرق بين هذه الأقوال غير الصحيحة في كتب العامّة , وبين ما ورد في هذا المجال عند الشيعة , فمثلاً جاء في (تفسير العياشي) عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان ؟ قال (عليه السلام) : ( إن الله إذا اتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه ).

تعليق على الجواب (1)
هل لكم أن تشرحوا : ((وحتى في موارد توسيط جبرائيل (عليه السلام) يعتقد المحققّون بأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان بأمكانه الاتصال بمبدأ الوحي والكون بدونه ـ كما هو الحال في موارد متعددة من نزول الوحي المباشر التي نقلتها مصادر معتبرة عند الفريقين ))
كيف ذلك؟
ومن ذكره من المحققين؟
الجواب:
المراد بمبدأ الوحي هو الله تعالى وبالوحي المباشر هو التلقي عن الله من دون واسطة جبرائيل او احد من الملائكة ومن مصاديقه القذف في القلب والالهام وسماع الصوت والرؤيا .
ومن الامثلة التي ذكرها الفريقان على حصول الوحي المباشر هو خطابه تعالى مع مريم ففي بعض الاحيان لم يكن بتوسط ملك من الملائكة بل كان مباشرا ويدل عليه ما ورد في قوله تعالى عن لسان مريم : (( قَالَت رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَم يَمسَسنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) (ال عمران:47) .
ومن امثلة الوحي المباشر رؤيا ابراهيم انه يذبح ولده : (( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذبَحُكَ فَانظُر مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ )) (الصافات:102) .
وجميع رؤى الانبياء تعد من الوحي المباشر, ومن امثلته الواضحة كذلك تكليمه عز وجل لنبيه موسى بن عمران في مواطن عديدة .





السؤال: علمه (صلى الله عليه وآله) بنبوته
:
هل الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) كان يعلم من قبل انه نبي, أم من بعد نزول الرسالة؟
وهل كان معصوم قبل البعثة؟
واذا كان معصوم فهل كان معصوم على دين عيسى(عليه السلام) أم إبراهيم الحنيف(عليه السلام)؟
الجواب:
هناك بعض فرق المسلمين ممن يعتقد أن الرسول الاعظم لم يكن يعرف قبل البعثة انه نبي أو سوف يكون نبياً ولذلك حسب روايات هؤلاء خاف من الملك حين رآه أول مرة وأخذته زوجته الى ورقة بن نوفل. ولكن الحق عند الامامية أنه (ص)كان نبياً ولم يخلق عارياً عن العلم والنبوة.
غاية ما هنالك كان اللازم عليه بأمر من الله الصمت وعدم الاعلان الى حين ما يأمره الله سبحانه به وهكذا حصل.
وأما انه كان يعمل على طبق أية شريعة، فمسألة طرحت في الكتب الأصولية القديمة كـ(العدة) للشيخ الطوسي وغيره، وليس لنا فعلاً طريق الى إحراز ذلك، والذي نعتقده أنه كان يعمل على طبق ما أراد الله سبحانه منه، وأفضلية شريعته يرجح احتمال كونه يعمل بهذه الشريعة الغرّاء، ولا ينافي ذلك تأخر نزول القرآن فان الاحكام الشرعية ليست كلها موضحة في القرآن دائماً عرفها النبي الاعظم بطريق الوحي والالهام ولم ينقطع الاتصال بينه وبين الله سبحانه طرفة عين في حياته، والله العالم.




السؤال: علمه بنبوته
هل النبي (ص) يعرف انه نبي منذ الولادة اما لا؟ مرفق مع الدليل؟
الجواب:
نعم يعلم أنه نبي والدليل قوله صلى الله عليه وآله كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد وقال الترمذي حسن صحيح وصححه الحاكم أيضاً.




السؤال: قصة غار حراء وبدء الوحي
أريد قصة غار حراء الحقيقية والصادقة , وماذا كان فعل الرسول آن ذاك ... وخديجة... يعني حقيقة القصة كاملة ..

الجواب:
قال السيد جعفر مرتضى العاملي: الذي نطمئن إليه هو أنه قد أوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في غار حراء فرجع إلى أهله مستبشراً مسروراً بما أكرمه الله به, مطمئنناَ إلى المهمة التي أوكلت إليه (كما يرويه ابن إسحاق)... , فشاركه أهله في السرور, وأسلموا, وقد روي هذا المعنى عن أهل البيت (عليهم السلام).
فعن زرارة انه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله: أن يكون مما ينزغ به الشيطان؟ فقال: (ان الله إذا أتخذ عبداً رسولاً أنزل عليه السكينة والوقار, فكان الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه) (تفسير العياشي 2: 201).
وسئل(ع): كيف علمت الرسل أنها رسل؟ قال: كشف عنهم الغطاء (البحار 11: 56).
وقال الطبرسي: أن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البينة. الدالة على أن ما يوحي إليه أنما هو من الله تعالى, فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزع ولا يفرق (مجمع البيان 10: 384).
وقال عياض: لا يصح أن يتصور له الشيطان في صورة الملك أو يلبس عليه الأمر, لا في أول الرسالة ولا بعدها, والاعتماد في ذلك على دليل المعجزة, بل لا يشك النبي أن ما يأتيه من الله هو الملك, ورسوله الحقيقي أما بعلم ضروري يخلقه الله له أو ببرهان جلي يظهره الله لديه, لتتم كلمة ربك صدقاً وعدلاً, لا مبدل لكلمات الله(رسالة الشفاء: 112)( الصحيح من السيرة2: 307).
وأما ما روي في ذلك عند أهل السنة (فيراجع ما أجبنا عليه سابقا من أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن خائفاً عند نزول الوحي عليه).
وللتفصيل أكثر لا بأس بمراجعة كتاب (الصحيح من السيرة للسيد جعفر مرتضى العاملي الجزء الثاني الفصل الثاني: روايات بدء الوحي..)







السؤال: ليلة الإسراء والمعراج
وبعد، يقال إن ليلة الـ27 من رجب الأصب توافق ذكرى الإسراء والمعراج، لكنني بحسب تتبعي في المصادر المتوفرة تحت يدي لم أعثر على رواية صحيحة أو ضعيفة تذكر ذلك،
ثم عثرت على كتاب باسم (أرمغان إسلام) باللغة الأردو ومحرر بالكتابة (الكجراتية) لمؤلفه "آية الله محمد حسن نجفي ـ طاب ثراه ـ" كذا مسجلٌ على جلد الكتاب، ولم أعثر على غير هذا
الرجاء أن تتفضلوا علي بالتعليق على هذا الموضوع، وإعانتي عاجلاً في بيان حقيقة الأمر من الناحية العلمية وبالاستناد إلى الدليل سواء كان رواية شريفة أو تصريح لأحد الأساطين الذين يمكن التعويل على كلامهم الشريف.
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير، وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
يقول محمد هادي اليوسفي في موسوعه (التاريخ الاسلامي): (ومجموع ما نقله المجلسي في باب المعراج في تاريخه كما يلي: ذكر خبر الخرائج ونقل عن المناقب عن ابن عباس انه كان في شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين. وفيه عن الواقدي والسدي انه: كان قبل الهجرة بسته اشهر في السابع عشر من شهر رمضان.
وعن الواقدي أيضاً في (المنتقى) للكازروني قال: كان المسرى في ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان في السنة الثانية عشرة من النبوة قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً. وفيه قيل: ليلة سبع عشرة من ربيع الاول قبل الهجرة بسنه من شعب ابي طالب الى بيت المقدس وقيل ليله سبع وعشرين من رجب. وقيل: كان الاسراء قبل الهجرة بسنه وشهرين وذلك سنه ثلاث وخمسين من عام الفيل.
وعن (العدد القويه) قال: ليلة احدى وعشرين من رمضان قبل الهجرة بستة أشهر كان الاسراء برسول الله, وقيل في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت وقيل: ليلة الاثنين من شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين. وفيه عن كتاب (التذكرة): في ليلة السابع والعشرين من رجب السنه الثانية من الهجرة كان الاسراء فالاختلاف من سنه بعد البعثة الى سنتين بعد الهجرة).
إلى أن يقول: (ولعل من أقوى ما يدل على تاريخ المعراج بأوائل السنة الخامسة ما مر من اثبات ميلاد فاطمة الزهراء (عليها السلام) في السنة الخامسة من النبوة بالاضافه الى ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام ) وابن عباس وسعد بن مالك وعائشة: انها اذا عاتبته على كثرة تقبيله لابنته الزهراء قال لها: يا عائشه: لما اسري بي الى السماء أدخلني جبرئيل الجنه فناولني منها تفاحه فاكلتها فصارت نطفه في صلبي ففاطمه من تلك النطفة ففاطمه حوارء إنسية وكلما اشتقت الى الجنه قبلتها.
وقد علم مما مر أن فاطمة ولدت بعد البعثة بخمس سنين اي في السنة الثانية من الرسالة والتنزيل ـ وهو محمل قول الشيخ المفيد ومن قال بولادتها في السنة الثانية ـ واذا كان ظهور نطفه فاطمة واستقرارها في موضعها طبيعياً اقتضى ان يكون المعراج قبل ذلك بأكثر من تسعة أشهر ولا أقل منها، ولكن لا يدري هل هي من المعراج الاول أو الثاني؟ فلو كانت من الاول اقتضى ذلك ترجيح القول الاول بأن المعراج كان بعد سنه من الرساله ليكون ميلاد الصديقه في السنة الثانية.
وبما أن التاريخ بسنة البعثة بالنبوة لا السنة العربية بدءاً بمحرم, فالحساب من شهر شعبان ـ بعد البعثة في أواخر شهر رجب واليه, وعليه فيترجح القول بكون المعراج الاول في شهر رمضان ولعله في احدى ليالي القدر: التاسع عشر أو الحادي والعشرين كما مر في (العدد القوية) وكما مر عن (المنتقى) عن الواقدي وعن (المناقب) عن الواقدي والسدي. وبعد تسعة أشهر من شهر رمضان يكون شهر جمادي الثانية ميلاد الصديقة (عليها السلام) وفي شهر رجب بعد الجمادي الثانية تنتهي السنه الثانية للرسالة والخامسة للنبوة)
للمزيد راجع (موسوعة التاريخ الاسلامي ج1 ص533).



السؤال: ذكره في الكتب السماوية
المشهور انه الاديان السماوية خبرت بالنبي و دين الاسلامي في اي مكان من هذه الكتب اعني التورات و الانجيل نجد هذا؟

الجواب:
يكون البحث في سؤالك المذكور حول ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) في الكتاب المقدس على أقسام - علماً أنا اختصرنا مباحث بعض الأقسام اعتماداً على نباهتك في مراجعة مظانها وذلك امراً ميسوراً لأمثالك جزاك الله خيراً - منها:.
البحث الأول: في الآيات القرآنية المؤكدة للبشارة بالنبي (صلى الله عليه وآله) في ورودها في التوراة والأنجيل مما يعني علم النصارى واليهود بالنبي محمد (ص) عن طريق كتبهم ومن تلك الآيات الكثيرة.
1- (( قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لَستُم عَلَى شَيءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّورَاةَ وَالأِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنهُم مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ طُغيَاناً وَكُفراً فَلا تَأسَ عَلَى القَومِ الكَافِرِينَ )) (المائدة:68). ((حَتَّى تُقِيمُوا التَّورَاةَ وَالأِنجِيلَ )) (المائدة:68), بالتصديق لما فيهما من البشارة بمحمد والعمل بما فيها (تفسير جوامع الجامع الشيخ الطوسي 1/518).
2- (( وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُم وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ )) (البقرة:41)
3- (( وَإِذ آتَينَا مُوسَى الكِتَابَ وَالفُرقَانَ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ )) (البقرة:53), أي: لكي تهتدوا بما في التوراة من البشارة بمحمد (ص) وبيان صفته كما جاء في مجمع البيان 1/215.
4- (( وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (يونس:95),
5- (( قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَن آمَنَ تَبغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُم شُهَدَاءُ )) (آل عمران:99), قال في مجمع البيان 2/3522 فيها قولان واحدهما: أنتم شهداء بتقديم البشارة بمحمد في كتبكم فكيف تصدون عنه من يطلبه
6- (( يَا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَكفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ )) (آل عمران:70), وآيات الله: (المراد منها الآيات الواردة في التوراة والإنجيل).
البحث الثاني: ما كان من بشارات الأنبياء السابقين بنبينا محمد (ص) والموجودة في التوراة اليهودية.
فقد وردت جملة بشارات في العهد القديم أي التوراة اليهودي الذي هو كتاب موسى بأسفاره الخمسة منها مايلي:.
أولا: بشارة سيدنا إبراهيم بالرسول محمد (ص).
ففي سفر التكوين الفقرة 17و 20 ص22- 23 جاء: (واسماعيل أباركه وأثمره واكثره جداً جداً, واثنا عشر إماماً يلد, واجعله أمةً كبيرة).
ونحن نعتبر ان هذا النص العبري التوراتي يشير بشكل صريح إلى البشارة بالنبي (ص) بأسمه الصريح أيضاً (محمد) حيث نلفت النظر ان كلمة جداً جداً الواردة في النص هي (بمئود مئود) بنصها العبري والتي تعني محمد (ص).
1- خصوصية لفظة (مئود مئود), وان ترجموها إلى كلمة (جداً جداً) وذلك كما يلي من الأدلة:
أ - ثمة وجه تشابه واضح بين اللفظين عند النطق يدلك على كون الظن بأن كلمة (مئود مئود) هو نفس محمد ظناً متاخماً لليقين إن لم نقل هو اليقين بنفسه.
ب - وربما يكون لفظها بـ (مئود مئود) بمقتضى تغيير طريقة النطق بالحرف وبحسب تغير اللهجات واللغات وطبيعة مخارج الحروف المستتبعة لذلك والمعلومة بالوجدان والتجربة فصارت تلفظ وكأنها أقرب إلى محمود لا محمد وان كانت قريبة إليها, بمقتضى ذلك السبب.
ح - وربما أريد لها التفكيك من قبل المحرفين خشية انطباقها على مصداقها الأوحد محمد (ص) أو لتأخذ معنى آخر كما فسروه هم بـ (جداً جداً) وهذه الاحتمالات غير بعيدة عن البنية المثبتة.
2- ويساعد بقوة على صحة هذا الاعتقاد كون العبارة اللاحقة (واثنا عشر إماماً يلد) هي أكثر وضوحاً ودلالة على أن المراد من لفظ (مئود مئود) محمد (ص) فهو له أبناء من علي (ع) وفاطمة (ع) وهم بهذا العدد وهم أصحاب الأمر الواقعي في معتقدنا ولا ضير في كون علي ليس من أبناء الرسول (ص) كما يلي:.
أ - أن العبارة تقول يلد ولم تشر أنهم يولدون من رسول الله (ص) صراحة إنما استفدنا ذلك من واقع الحال وجملة الأدلة.
ب - إننا حتى لو فهمنا منها انهم أبناء للرسول (ص) فلا يخدش خروج علي عن الأثني عشر باعتبار عدم كونه ابناً لرسول الله (ص) لأن المنظور في كلمة يلد حملها على التغليب في المقام, والغلبة من حيث العدد واضحة في أحد عشر من ابناء الرسول (ص), وواحد وهو (علي) قبال ذلك العدد لهم وفق هذا الأساس لا يمكن عده قدحاً في حال ضمه (ع).
ج - ويمكن القول باحتساب علي (ع) من أبناء رسول الله (ص) أما بالاعتبار لأن الرسول (ص) أب لجميع المسلمين وهو(ع) فرد منهم.
أو بالتبني والتربية فالمعروف أن النبي محمد (ص) تبناه (ع) صغيراً والتزامه كبيراً فكان بهذا الاعتبار كأنه إبنه من حيث العناية به ومن حيث اتباع علي (ع) له (ص).
3- وعده لسيدنا إسماعيل بالكون أمة واسعة وكبيرة فلم يكن أمة كبيرة إلا بنبي الله محمد (ص) ولده الذي من صلبه كما يعترف بذلك واحد من أهم كتابهم وهو (المؤرخ الأرمني سبيوس وهو من رجال القرن السابع للميلاد من أوائل المؤرخين الذين أشاروا إلى الرسول - قد ذكر: أن محمداً (ص) كان من الإسماعيليين وقد أنذر قومه بالعودة إلى دين آبائهم إبراهيم (ABRAHAM) ووعدهم بالفوز), كما ورد في كتاب أهل البيت في الكتاب المقدس ص38.
والمعروف ان بني إسرائيل على كثرة عددهم يحرصون على تأكيد أتباعهم لإسحاق(ع) ويحرصون على عزل إسماعيل عنه وعنهم, فالكثرة متحققه لسيدنا إسماعيل(ع) بموجب كون محمد (ص) من ولده الذي اتسعت نسبة أمته لتصل إلى أكثر من ربع العالم البشري وهي بهذا الأعتبار كبيرة جداً وهي أمة محمدية إسماعيلية إبراهيمية كما لا يخفى.
إذن انحصار الكثرة لإسماعيل وتأسيس أمة عظيمة بولده الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم جعلنا نعتقد بأن هذا دليل على كون المراد (بمئود مئود) هو محمد الخاتم (ص).
و - أن القيمة الرقمية (أي حساب مجموع أرقام الحروف المثبتة لكل حرف) متساوية تقريباً بين اللفظين (بمئود مئود) و(محمد) فالقيمة الرقمية لكلمة (محمد) 92 و(بمأد مأد) 92 كذلك, وهذه تصلح قرينة مؤيدة يمكن أن تطمئن لها النفس لأن هذا لا يحدث اتفاقاً وبلا عناية من لدن الحكمة الربانية, ولمزيد التفصيل راجع كتاب (أهل البيت في الكتاب المقدس) ص36.
وبهذا نعتقد أن أصل الكلمة هي محمد (ص) ليس إلا.
ثانياً: بشارة سيدنا موسى (ع) بنبينا محمد (ص).
فقد جاء في سفر التثنية 18: 15- 22: (سوف أقيم لهم نبياً مثلك).
فهي تشير بوضوح إلى وجود نبي له نفس الخصائص التي كانت عند موسى (ع) فلا يعترض على هذه العبارة بأن المقصود منها هو يوشع إذ يوشع لا يصلح ان يكون مثل موسى (ع) فعالمية الرسالة وكونه من أصحاب العزم خصوصية لا تجدها في يوشع,هذا من جهة ومن جهة أخرى إن الفقرة العاشرة من الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية ترفض ذلك بقولها (ولم يقم بعد ذلك بني إسرائيل مثل موسى يعرف الرب وجهاً لوجه).
كما لا يصح القول بأن المقصود هو عيسى (ع) لأن شريعة موسى (ع) مشتملة على الحدود والتعزيرات وأحكام الطهارات والمحرمات بخلاف شريعة المسيح(ع), كما ان اليهود الذين كانوا في زمن السيد المسيح لا يرونه المبشر به لعدم انطباق صفات السيد المسيح على صفات النبي الذي بشر به موسى (ع).
ثالثاً: بشارة سيدنا داود(ع) بنبينا الأكرم(ص): ويتضح هذا في المزمور الخامس والأربعين من مزاميره (الزبور) وهناك تلاحظ كل الصفات التي وردت في البشارة بالنبي لا تنطبق إلاّ على نبينا محمد (ص) كونه أفضل البشر وصاحب السيف وكونه مباركاً إلى دهر الداهرين....الخ.
رابعاً: بشارة سيدنا موسى (ع) في التوراة اليهودية بمحمد (ص) في جبل فاران (اقبل الرب من سيناء, وأشرق لهم من ساعير وتجلى من جبل فاران) كما هو النص في سفر الت..... 33/2.
فهذا النص يشير بوضوح إلى سيناء حيث موضع الكلام مع الكليم (ع) وساعير حيث موضع الوحي من عيسى (ع) أما پاران - بحسب النطق العبري - فهو جيل في مكة فيكون المعنى في العبارة التوراتية حصراً بالإيحاء لنبينا محمد (ص) وبشارة بثبوته ووجوده الأشرف قبل ان يولد فضلاً عن قبلية النبوة.
وللتأكيد نقول: أن ياقوت الحموي أشار إلى هذا المعنى بأن فاران كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة, وفاران أسم بجبال مكة وهي جبال الحجاز, والوجدان والتأريخ يصدق أصل القضية فضلاً عن الوحي الموسوي..
وللتأكيد يرجى مراجعة كتاب (أهل البيت في الكتاب المقدس) لمؤلفه الواسطي.
البحث الثالث: ما كان من بشارات الإنجيل بسيدنا محمد (ص) وهو على قسمين:
القسم الأول: البشارات الواردة في إنجيل برنابا وهي أيضاً على جهتين:
الجهة الأولى: ما صرحت منها بأسمه الشريف (محمد)(ص) ومنها مثلاً:.
1- الفصل 39/ الفقرة 14 وما بعدها.
(14 فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها لا إله إلا الله ومحمد رسول الله 15 ففتح حينئذٍ آدم فاه وقال: أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني 16 ولكن أضرع إليك ان تنبئني ما معنى هذه الكلمات (محمد رسول الله) 17 فأجاب الله مرحباً بك يا عبدي آدم 18 وإني أقول لك أنك أول إنسان خلقت 19 وهذا الذي رأيته إنما هو إبنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة 20 وسيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء 21 والذي متى جاء سيعطي نوراً للعالم 22 الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق الأشياء).
إلى آخر الكلام الذي لا ينطبق مفهومه إلاّ على مصداقه الأتم والأوحد النبي الأعظم(ص).
2- الفصل 41 / الفقرة (30).
(30 فلما إلتفت آدم رأى مكتوباً فوق الباب (لا إله إلا الله محمد رسول الله) 31 فبكى عند ذلك وقال (أيها الأبن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعاً وتخلصنا من هذا الشقاء).
3- الفصل 44/ الفقرة (19) وما بعدها...
(19 لذلك أقول لكم أن رسول الله بهاء يسر كل ما صنع الله تقريباً 20 لأنه مزدان بروح الفهم والمشورة 21 روح الحكمة والقوة 27 ما اسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم 28 صدقوني إني رأيته وقدمت له الأحترام كما رآه كل نبي 29 لأن الله يعطيهم روحه نبوة 30 ولما رأيته امتلأت عزاً قائلاً: يا محمد ليكن الله وليجعلني أهلاً أن أحل سير حذائك 31 لأني إذا قلت هذا صرت نبياً عظيماً وقدوس الله 22 ولما قال يسوع هذا سر الله) ومصدر هذه الفصول الثلاث كتاب (إلى كل مسيحي ومسلم انجيل برنابا) ترجمة د - خليل سعادة.
وللباحث المحقق في أنجيل برنابا المزيد من التصريح بأسم النبي إنما ذكرنا هنا البعض لوجه الحاجة إليه وذلك يكفي.
الجهة الثانية: ما ذكرت أوصافه التي لا تنطبق على غيره (ص) دون التصريح باسمه الشريف, والحق أنها كثيرة في انجيل برنابا نذكر هنا القليل منها:.
1- في أحد الفصول:
(لأني لست أهلاً أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله أي تسمونه مسيّا 9 الذي خلق قبلي وسيأتي بعدي 10 وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لدينه نهاية).
والحق أن هذا النص يتفق مع ثوابت عقيدتنا برسول الله (ص) في أنه أول نور خلقه الله وأن نبوته بعد عيسى (ع) وكلام الحق هو القرآن (( إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يُؤمِنُونَ )) (هود:17) (( وَلِيَعلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَيُؤمِنُوا بِهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلُوبُهُم )) (الحج:54) و (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ بَل هُوَ الحَقُّ مِن رَبِّكَ )) (السجدة:33), فهذه الآيات وغيرها تشير على أن كلام الرسول الذي هو كلام الله هو الحق وهو نفس النص في الفصل المذكور حيث قال (وسيأتي بكلام الحق).
وأما بخصوص كونه لا نهاية له فهذا اشارة إلى كون القرآن هو المعجزة الإلهية المحمدية الخالدة المحفوظة إلى نهاية الدنيا فقد قال تعالى: (( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9) و (( قُل لَو كَانَ البَحرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَو جِئنَا بِمِثلِهِ مَدَداً )) (الكهف:109), و(فيه تبيان كل شيء) والآيات الموافقة لعبارتهم (ولا يكون لدينه نهاية) كثيرة في القرآن الكريم.
2- الفصل 43/ الفقره 31.
(صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العهد صنع بإسماعيل لا بأسحاق).
ودلالتها على النبي محمد (ص) واضحة لانحصار بنوة النبي (ص) لإسماعيل(ع) فهو(ع) أبوه ومحمد (ص) ولده الأقدس كما ذكرنا من قبل.
3- وراجع الفصل 72.
4- وراجع الفصل 91 وغير هذا الكثير.
القسم الثاني: ما ورد فيه ذكر النبي (ص) في غير انجيل برنابا من الأناجيل.
فقد ورد في سفر يوحنا 15: 16 الأصل العبري على ما يثبته صاحب كتاب أهل البيت في الكتاب المقدس, والنص الإنجيلي هو: (إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي, وأنا أطلب من الأب فيعطيكم فأرقليط آخر ليثبت معكم إلى الأبد).
على أن معنى فارقليط (الذي له حمد كثير) والأنصاف يقتضي القول أن هذه العبارة على ترجمتها الطويلة لكلمة فارقليط توافق في العربية كلمة واحدة لو جاءت على وزن أفعل التفضيل فهي ليست إلاّ (أحمد) الذي تعني في العربية (كثير الحمد).
وعبارة التبشير هذا بالنبي محمد (ص) هذه والواردة في سفر يوحنا تنطبق من حيث المحتوى مع قوله تعالى: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) الصف 5.
وهنا لابد من معالجة إشكال قد يرد على الذهن وهو أن كلمة أحمد غير كلمة محمد فكيف نحتج عليهم بقولنا المقصود من أحمد هو النبي محمد (ص) والحال أن أحمد من جهة اللفظ والتسمية غير محمد...
ويمكن الجواب عليه بما يلي:.
1- إن أصل الاشتقاق في الكلمتين واحد وهو (حمد) أو (كثير الحمد) فلا مانع أن نسمي محمد أحمد وأحمد محمد أو محمود بناءاً على تأديته نفس المعنى وفق معيار الاشتقاق المذكور.
2- كثيراً ما يطلق عرفاً على المسمى بأسم أسماً آخر قريباً من اسمه المسمى به أو شبيهاً به وهذا أمر سائد في العرف ولا يبعد كونه سائد أيضاً في زمن النبي (ص), من قبيل تسميه كريم بكرم أو جميل بجمال أو سلمى بسلامة أو سعاد بسعدى وهكذا والعكس يصح طبعاً.
3- أن النبي محمد (ص) كان له بالواقع أسمان الأول محمد والاسم الآخر أحمد, طبعاً وهذا يفرق عن النقطة السابقة إذ السابقة أن الاسم الآخر بلحاظ العرف كما يفرق عن الأولى أن الاسم في الأولى بلحاظ اتحاد الاشتقاق, أما هنا فبلحاظ نفس الواقع فلمحمد (ص) واقعاً أسمان أو أكثر ويشهد لذلك:
أ - أنه(ص) هو القائل: إن لي أسماء (أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وانا العاقب) تفسير بن كثير عن البخاري.
ب - ورود لفظ أحمد في كثير من اشعار المعاصرين للنبي (ص) وغير المعاصرين مما ينفع في رفع أي ريب في كون أسم النبي أحمد بالإضافة إلى محمد مثل قول أبي طالب:
ألا إن خير الناس نفساً ووالدا ***** إذا عد سادات البرية أحمد
وقول أبي طالب وقيل علي كما في شرح النهج لابن أبي الحديد والصحيح من السيرة 3/230 وبحار الأنوار 35/165.
ياشاهد الله علي فاشهد ***** إني على دين النبي أحمد
وفي كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3/193. قال أبو عباس الضبي.
حب النبي أحمد ***** والآل فيه مجتري
أحنو عليهم ماحنا ***** على حياتي عمري
أعدهم لمفخري ***** أعدهم لمحشري
وقال قيس الرقيات كما في هامش ص406 من كتاب المراجعات
نحن منا النبي أحمد والصد ***** ديق منا الثقي والحكماءُ
وعلي وجعفر ذو الجنا ***** حين هناك الوصي والشهداء
وقول أبي طالب مخاطباً أخاه حمزة وكان يكنى ابا يعلى في شرح نهج البلاغة 14/76.
فصبراً أبا يعلى على دين أحمد ***** وكن مظهراً للدين وفقت صابرا
والظريف أن له بيتاً من الشعر يجمع فيه الأسمين الشريفيين معاً.
لقد أكرم الله النبي محمداً ***** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
وشق له من أسمه ليجله ***** فذو العرش محمود وهذا محمد
وعلى لسان أبي الفضل العباس(ع) وهو يذب عن اخيه الحسين(ع) في معركة الطف بكربلاء كما في شرح الأخبار القاضي النعمان المغربي 3/191 ونبايع المودة لذوي القربى للقندوزي 3/67.
أقاتل القوم يقلب مهتدٍ ***** أذب عن سبط النبي أحمد
أضربكم بالصارم المهند ***** حتى تحيدوا عن قتال سيدي
إني أنا العباس ذي التودد ***** نجل علي المرتضى المؤيدِ
والأشعار في ذلك كثيرة لكن ما جئنا به لغرض محل الشاهد فقط.
ج - أمكانية أن نسمي الفرد الواحد باسمين أو أكثر في وقتنا الحاضر فيه دلالة على إمكانية إطلاق أكثر من أسم على النبي محمد (ص) لاتحاد الذائقة والفطرة الوجدانية عند جميع البشر وخضوعهم نفسياً لنفس المؤثرات التي تمنحهم هذه الإلتفاتات.
د - يقولون كلما زادت شرفية الشيء زادت وكثرت أسماءه فتلاحظ أن للقرآن الكريم أسماء كثر غير القرآن فهو الفرقان والذكر والنور والبيان وغير ذلك.
وللزهراء مثلاً أسماء عديدة مثل فاطمة, البتول,البضعة,الصديقة, أم أبيها... وغير ذلك الكثير, فما المانع أن يكون تعدد أسم النبي مبني على هذا المعنى على فرض المفروغية من القاعدة فتتعدد أسمائه (ص) لظهور شرفيته المعروفة قبل خلقه وولادته ونبوته.
و - إمكانية أن يكون له أسمان واحد في الأرض وآخر في السماء, فقد جاء نفر من اليهود إلى الرسول محمد (ص) وسألوه عن سبب تسميته (محمد وأحمد) فقال النبي (أما محمد فاني محمود في الأرض وأما أحمد فأنى محمود في السماء) الأمالي للصدوق 256 علل الشرائع 1/627 الاختصاص للمفيد 34.
4- ونلفت النظر باهتمام إلى قوله تعالى:
(ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) فذكره بالقرآن وبصيغة اللفظ هذه (أحمد) يعني تصديق قول وبشارة عيسى عليه السلام وما ورد في الأنجيل بهذا الصدد وتأكيد على صحة تسمية النبي محمد (ص) بأحمد وإلا كيف يبشر النبي محمد (ص) بأحمد الذي هو غير محمد في قرآن محمد ويقول أن الإنجيل وعيسى إنما بشران بي ويتخذ من هذه البشارة دليلاً على نبوته (ص) ويحتج بها على أهل الكتاب أو هي قد جاءت في سياق الاحتجاج عليهم فلا تصح ان تكون كذلك - أي حجة ً- لو لم يكن أسم أحمد مفروغ من معلوميته وثبوته عند النصارى بأنه هو محمد نفسه وثبوته له (ص) كاسم ثان ٍ.
وإلا فكيف يدعو القرآن إلى نبي آخر لم يأت بعد أسمه أحمد هو غير محمد والقرآن يصرح (( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِجَالِكُم وَلَكِن رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ )) (الأحزاب:400) فكونه خاتم النبيين يمنع تبشيره بنبي آخر, فقد أثر عنه (ص) قوله (لا نبي بعدي).
ومن دون هذا التوجيه تصلح الآية أن تكون حجة للنصارى لا عليهم وهذا خلاف منطق الاحتجاج بها عليهم ووردوها لهذا الغرض.
وبهذا الدليل نفرغ من كون اسم احمد موجوداً ومعلوماً وإلا لما صح ذكره في القرآن بمقام الاحتجاج.
5- ويمكن القول تنزلاً - يعني على فرض عدم وجود أسم أحمد إنما سماه الله في الأنجيل أحمد من باب ما نسميه في العصر الراهن الأسم المستعار أو الأسم السري الذي يمكن أن يحقق أخفاء شخص النبي (ص) مع القدرة على معرفة كونه(ص) هو المقصود منه ولو بملاحظة القرائن, وقد كان ذلك الإخفاء للتحفظ عليه من غدر أهل الكتاب والمتربصين به الدوائر من أن يقتلوه أو يوقعوا به خطراً فكان أسمه الواقعي في قريش محمداً وأسمه الذي بشر به عيسى أحمد لتحقيق هذا الفرض.
والله العالم بالحق والحقيقة:
واللطيف أن الكاتب الأردني عودة مهاوش يقول في كتابه (الكتاب المقدس تحت المجهر/ هامش صفحة 143.
(عند مراجعتي لأحد الأناجيل الأسكندنافية فيه المتداولة اليوم والتي طبعت قبل حقبة من الزمن بالنزويجية, وجدت أن كلمة أحمد لا زالت موجودة بالشكل التالي amat وهذا الأسم لا زال يستعمل إلى يومنا هذا من قبل الأمريكيين نرويجي الأصل, ويكتب بالشكل التالي aodt وهذه الكلمة موجودة في نفس الأصحاح المذكور اعلاه بالنرويجية فراجع) المؤلف ويقصد بالأصحاح اصحاح يوحنا.
ولكي نزداد وثوقاً بأدلتنا - فمن المناسب أن نشير إلى أن دائرة المعارف الفرنسية في شرحها لكلمة محمد (ص) تقول:.
(محمد (ص) هو مؤسس الدين الإسلامي ومبعوث الله وخاتم الأنبياء وجاءت كلمة محمد من الحمد واشتقاقها من حمد يحمد الذي هو معنى التمجيد والتجليل, ومن الصدف العجيبة أن هناك أسماً آخر مشتقاً من الحمد وهو مرادف اللفظ(محمد) وهو كلمة (أحمد) التي يغلب الظن أن المسيحيين في الجزيرة العربية كانوا يستعملونها مكان فارقليط, وأحمد معناه المحمود كثيراً والمحترم جداً وهو ترجمة لكلمة (بريكلوتيوس) التي أخطأوا فوضعوا مكانها (بارا كليتوس) الكتاب المقدس تحت المجهر 142 وفي أنيس الإعلام لفخر الإسلام, مايزيدك يقيناً ورسوخاً لكون معنى كلمة فارقليط هو أحمد فراجع.
وهنا ملاحظة صغيرة:
إن إستبصار وتحول جماعة من اليهود في زمن النبي (ص) مثل عبد الله بن سلام, وأبن يامين وابن صوريا وأسد وثعلبة وسلام - والمعترفين غيرهم بالنبي وان لم يسلموا - وإلى يومنا هذا من المتحولين إلى الإسلام والمستبصرين الحقيقة.
طبعاً ومن النصارى من زمن النبي إلى يومنا هذا كذلك فيه دلالة واضحة على قبولهم بالقرآن بشكل قطعي وبالتالي هذا يعني أقرارهم بالبشارات وبلفظ أحمد الوارد وعندهم فلنتدبر هذا المعنى فان فيه دليل ظريف والله الموفق.

تعليق على الجواب (1) ذكره في الكتب السماوية
ما هي لأدله على نبوة النبي محمد
الجواب:
الدليل هكذا :
1- ان الله تعالى شاءت حكمته ان يبعث الانبياء والمرسلين لاجل هداية البشرية.
2- انه سبحانه لا يجعل انبياءه غامضين مجهولين عن الناس بل يعرفهم لخلقه، وشاءت قدرته سبحانه وتعالى ان يعرفهم بتأييدهم بالمعاجز .
3- نبينا الاعظم صلى الله عليه واله يمتاز بمعجزة خالدة ومعاجز اخرى . اما المعجزة الخالدة فهي (القران الكريم) الذي تحدى به جهابذة وكبار فصحاء العرب وبلغائهم على ان يأتوا بمثله فعجزوا . وهي معجزة خالدة لان القران باق الى اخر الزمان يتحدى الجميع في الاتيان بمثله .
4- واما المعاجز الاخرى فهي كثيرة في كتب التاريخ منها : تسبيح الحصى بين يديه الشريفتين، ونبوع الماء بين اصابعه . وشق القمر وغير ذلك .



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:54 PM   #10
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: صفات النبي (صلى الله عليه وآله) في التوراة
ما هي مواصفات الرسول (ص)المذكورة في التوراة ؟
الجواب:
لقد جمع النبي موسى (ع) بني اسرائيل قبيل وفاته وألقى عليهم آخر وصاياه، وقد جاء في بعضها العبارة الآتية: (جاء الرب من سيناء, واشرق عليهم من سعير وتلألا من جبال فاران, حيث خرج وسط عشرة آلاف قديس تشع لهم من يمينه انوار الشريعة, انه يحب ايضاً جميع الشعوب, جميع هؤلاء القديسين هم في يدك, وهم جالسون عند قدميك يتلقون اقوالك..) (سفر التثنيه 33: 2ـ3).
ومؤدى هذه البشاره ان الله سيبعث بعد المسيح نبياً أخر بدين وشريعة وسيكون من جبال فاران أي من مكة فجبال فاران معروفة جداً في متن الكتاب المقدس انها تشير الى مكة وتضيف تلك البشارة خصائص هذا النبي انه مبعوث بشريعة وقد اتفقت الكنيسة والشهادات التاريخية ومجموع الاديان على ان المسيح بعث بالتعاليم ولم يبعث بالشريعة ومعنى هذا ان النبي المبعوث هو خلاف المسيح.
وقد حدد ذلك النص وصفاً اخر لذلك النبي الذي يخرج من مكة بأنه يخرج على رأس عشرة آلاف من أصحابه وقد ثبت تاريخياً ان النبي محمداً (صلى الله عليه وآله) هو الذي خرج على رأس عشرة آلاف جندي من أصحابة في أهم حدث ومفصل تاريخي في طول فترة بعثة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث خرج من المدينة المنورة, على رأس عشرة آلاف من أصحابه متوجها لفتح مكة للقضاء على عبادة الاصنام وارساء عبادة الله تعالى.
وجاء في النص التوراتي أيضاً (هو يحب جميع الشعوب) وفي سجل التاريخ انه كان على درجة من حب الاخرين والاخلاق استوجبت قول الله تعالى (( انك لعلى خلق عظيم )) (القلم:4).
وقد جاء في وصف هذا النبي المبشر به في (الاصحاح الثاني والاربعين من كتاب اشعياء) النصوص الآتية:
1- هو ذا عبدي الذي اعضده, مختاري الذي سرت به نفسي, وضعت روحي عليه وسيخرج الحق للامم.
2- لا يصيح, ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.
3- قصبه مرضوضه لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفي, ويعلن الشريعة على الامم.
4- لا يكل, ولا ينكسر, حتى يضع الحق في الارض.
وجاء في (سفر التكوين من الاصحاح التاسع والاربعين): ان نبي الله يعقوب (عليه السلام قال لأبنائه وهو يوصيهم: (لايزول صولجان من يهوداً, ومشترع من صلبه, حتى ياتي شيلوه, وتطيعه الشعوب) ثم اضاف في مقام وصفه قائلاً (عيناه اشد سواداً من الخمر واسنانه اشد بياضاً من اللبن..) والمقصود بشيلوه حسب ما تعطي الكلمه من معنى هو الامين وزوال الصولجان معناه زوال الحكم عن ذرية يهوذا الى ذلك الامين الذي تطيعه شعوب العالم والنص واضح في شخص عظيم من قبل الله تعالى وهو موضوع البشارة الاهم فيه انه ليس من نسل يهوذا . اذاً هناك نبي غير يسوع المسيح! والذي يدل ايضاً على ان المقصود بشيلوه هو محمد (صلى الله عليه وآله) وليس المسيح، أنه ورد كما في النص ان له الحكم أو الذي له عصا او صولجان الحكم وهي من صفاته (صلوات الله عليه وآله) والذي بعث بالشريعة وليس بالتعاليم التي بعث بها عيسى (عليه السلام) فهو لم يأت بالشريعة بل أبقى على شريعة موسى (ع)، وهذا امر اتفاقي في لسان أرباب الكنيسة من أن يسوع المسيح لم يكن صاحب صولجان.
بالاضافه الى أنه من أحفاد يهوداً من جهة أمه ولم تتم له السلطنة على شعوب العالم.
واليهود يؤكدون بأن هذه المواصفات المذكورة في كتبهم ومنها هذا الذي ذكرناه لم تتحقق بالمسيح، وان النبي المذكور لم يات بعد وما زالوا ينتظرون قدومه ليتوجوه ملكاً على العالم فيحكم جميع شعوب العالم وتكون له السلطنه عليهم.
ولقد صدق الله تعالى حين أخبر في كتابه القرآن الكريم بما هو موجود في التوارة والانجيل ونبههم الى تلك الحقيقة التي يتغافلون عنها من ان كتبهم تخبر وتبشر بذلك النبي العالمي، يقول تعالى: (( الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر...)) (الاعراف:157).
وللمزيد راجع (التوراة والانجيل والقرآن/ للشيخ جعفر حسن عتريس ص295ـ 340).



السؤال: علّةُ عدمُ بقاء الولدِ لسيد المرسلين والنبيين محمد (صلى الله عليه وآله)
لماذا لم يبقى للنبي ولد؟
الجواب:
عن كتاب علل الشرايع: عن علي بن جاثم القزويني عن القاسم بن محمد عن حمدان بن الحسين ابن الوليد عن عبد الله ... بن حماد, عن عبدا... بن سنان, عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: لأي علة لم يبق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد؟؟ قال: لأن الله عزوجل خلق محمداً (صلى الله عليه وآله) نبياً وعلياً (عليه السلام) وصياً, فلو كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد من بعده كان أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله) من أمير المؤمنين, فكانت لا تثبت وصية أمير المؤمنين.
ورواية أخرى عن مناقب ابن شهر آشوب: تفسير النقاش بأسناده عن سفيان الثوري, عن قابوس بن أبي ظبيان, عن أبيه, عن أبن عباس قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي, وهو تارة يقبل هذا, وتارة يقبل هذا, إذ هبط جبرئيل بوحي عن ربِّ العالمين.
فلما سري عنه قال: أتاني جبرئيل من ربي فقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: لست أجمعهما فأفد أحدهما بصاحبه, فنظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى إبراهيم فبكى, ونظر إلى الحسين فبكى, وقال: إن إبراهيم أمهُ أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيري, وأم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ومتى مات حزنت أبنتي وحزن ابن عمي, وحزنت أنا عليه, وأنا أوثر حزني على حزنهما يا جبرئيل بقبض إبراهيم فديته للحسين, قال: فقبض بعد ثلاث, فكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الحسين مقبلاً قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال: فديت من فديته بأبني إبراهيم. (قرب الأسناد المصدر عن بحار الأنوار ـ العلامة المجلسي ـ ج22 ص151).






السؤال: استشهاده (صلى الله عليه وآله) مسموماً (1)
ما مدى صحة ما ينقل من أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله استشهد مسموما؟
وما المصادر الذي تؤيد ذلك وهل تتفقون مع ما قدّمه الكاتب والمؤرخ المعاصر (نجاح الطائي) من تحقيقات تاريخية في اغتيالات الصدر الإسلامي الأول ؟

الجواب:
إن استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) مسموما أورده الشيخ الصدوق وعدّه من عقائد الشيعة حيث قال: (اعتقادنا في النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سم في غزاة خيبر، فما زالت هذه الأكلة، تعاوده حتى قطعت ابهره فمات منها... وقد أخبر النبي والأئمة أنهم مقتولون ومن قال : إنهم لم يقتلوا فقد كذبهم...) (إعتقادات الصدوق: 109-110).
نعم، بعض القدماء من علمائنا الأبرار (رضوان الله عليهم) لم تثبت عندهم شهادة النبي (صلى الله عليه وآله) بالسم، وذلك يعود للاختلاف في المبنى، حيث ان مبناهم في الأحكام والموضوعات لا يتم الا بالأخبار المتواترة، ومن المعلوم أن شهادة النبي (صلى الله عليه وآله) بالسم أو العمومات الدالة على شهادة جميع المعصومين لم ترد بها الأخبار المتواترة التي توجب القطع، بل وردت بها أخبار تورث الظن القوي.
قال العلامة المجلسي: (مع ورود الأخبار الكثيرة الدالة عموما على هذا الأمر والأخبار المخصوصة الدالة على شهادة أكثرهم وكيفيتها كما سيأتي في أبواب تواريخ وفاتهم (عليهم السلام)، لا سبيل إلى الحكم برده...، نعم ليس فيمن سوى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وموسى بن جعفر وعلي بن موسى (عليهم السلام) أخبار متواترة توجب القطع بوقوعه، بل إنما تورث الظن القوي بذلك ولم يقم دليل على نفيه، وقرائن أحوالهم وأحوال مخالفيهم شاهد بذلك) (بحار الأنوار 216-27).
وأما سؤالك عن التحقيقات التاريخية في اغتيالات الصدر الأول، فهي أيضا تبقى في دائرة الاحتمال، لعدم وجود دليل قطعي على إثباتها أو نفيها.







السؤال: استشهاده (صلى الله عليه وآله) مسموماً (2)
كيف ينسب للنبي محمد (ص) الاستشهاد في انه مات في مرض حسب ما اطلعت انا عليه
الجواب:
هناك بعض الشواهد والقرائن يدل علي أن النبي (صلي اللّه عليه وآله) توفي بسبب السّم الذي دسّ إليه، وقال بعضهم: أن إمرأة يهودية دست اليه السم في ذراع شاة وأنه مات (صلي اللّه عليه وآله) من أثر ذلك السّم، لكن هذا الكلام غير صحيح.
اولاً: لأن كثيراً من الروايات دلت علي أنه لم يأكل من ذلك اللحم المسموم وأخبر بطريق الاعجاز عن كونه مسموماً.
وثانياً: القضية كانت في غزوة خيبر سنة 7 هجرية ومن البعيد أن يؤثر السمّ أثره بعد ثلاث سنوات.
والمحتمل قوياً أن الحزب الاموي والقرشي الذين لم يعجبهم نصب علي (عليه السلام) من قبل رسول اللّه (صلي اللّه عليه وآله) للخلافة يوم غديرخم علي رؤوس الأشهاد ودبّروا المؤامرات لقتل النبي (صلي اللّه عليه وآله) منها قضية حيث أرادوا قتل النبي (صلي اللّه عليه وآله وسلم) فظهروا فجأة أمام البعير الذي كان يركبه النبي (صلي اللّه عليه وآله) لتنفر وتوقعه في الوادي لكن اللّه تعالي أخبر نبيّه وفشلت المحاولة ولهذا دسّوا إليه السم بعد ذلك.
قال الشيخ الطوسي (قدس سره) في التهذيب: قبض (صلي اللّه عليه وآله) مسموماً يوم الاثنين.
وفي تفسير العياشي عن عبدالصمد بن بشير عن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال: تدرون مات النبي أو قتل؟ أن اللّه يقول (أفإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم) فسم قبل الموت انهما سقتاه فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق اللّه.




السؤال: توفي (صلى الله عليه وآله) وهو مستند إلى صدر علي (عليه السلام)
يحتج النواصب أن رسول الله مات ببيت عائشة و في حجرها و يرون بهذا فضل كبير لعائشة و لولا يحبها الرسول لما مات في حجرها و نحن نعلم أنه مات بحجر علي بن أبي طالب عليه السلام أطلب من حضراتكم أيها المكرمين روايات صحيحة عن وفاة رسول الله في حجر أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
مع خالص شكري و تقديري مأجورين
الجواب:
اخرج الحاكم وابن سعد بطرق متعددة ان النبي (صلى الله عليه وآله) مات ورأسه في حجر علي،لكن ابن حجر لم يرتضي ذلك معللاً ذلك بأن في السند رجال من الشيعة،هكذا ضعف الحديث!
ونحن نقول: هل يصلح مجرد كون الرجل شيعياً طريق لتضعيف الأحاديث؟ ثم ماذا يعمل بالأحاديث الكثيرة عندهم ومنها في البخاري أيضاً والتي فيها رواة من الشيعة؟
وذكر السمعاني في الفضائل والدار قطني في الصحيح ان النبي لم يزل يحتضن عليّاً حتى قبض.
وروي عن عائشة أنها قالت: ولقد سالت نفس رسول الله صلى الله عليه وآله في كف علي فردها إلى فيه(شرح الاخبار للقاضي النعمان المغربي 1: 430 ).
وفي البداية لابن كثير:" قال أبو يعلى : ثنا عبد الرحمن بن صالح, ثنا أبو بكر بن عياش عن صدقة عن جميع بن عمير أن أمه وخالته دخلتا على عائشة فقالتا : يا أم المؤمنين أخبرينا عن علي, قالت : أي شئ تسألن عن رجل وضع يده من رسول الله موضعا فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه"(البداية والنهاية7: 397).
وروي عن أبي عطفان قال سألت ابن عباس أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ورأسه في حجر أحد؟ قال: توفي وهو مستند إلى صدر علي، قلت: فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين سحري ونحري، فقال ابن عباس: أتعقل، والله لتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانه لمستند إلى صدر علي وهو الذي غسله(كنز العمال7: 253 حديث 18791، الطبقات الكبرى لابن سعد2: 263).
وعن أم سلمة قالت:(والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وآله.. إلى أن قالت وكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يسّاره ويناجيه (أي لعلي) ثم قبض صلى الله عليه وآله من يوم ذلك فكان أقرب الناس به عهداً(مسند احمد6: 300، المصنف7: 494، كنز العمال 13: 146 حديث 36459، تاريخ مدينة دمشق42: 394، البداية والنهاية لابن كثير7: 397).
وعن علي (عليه السلام) أنه قال: (وفاضت بين نحري وصدري نفسك) (نهج البلاغة 2/182).
وقال أيضاً: ولقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وان رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي فامررتها على وجهي..) (نهج البلاغة ج2 ص172).
وأما كونه (صلى الله عليه وآله) مات في بيت عائشة، فغير مسلم، فانه نقل إلى بيت فاطمة (عليها السلام) ودفن في المكان الذي قبض فيه وهو المعروف الآن، وكان بيت فاطمة (عليها السلام) هناك وأما بيت عائشة فكان في قبلي المسجد لا شرقيه، فلاحظ.





السؤال: وفاته (صلى الله عليه وآله) وهو يناجي عليّاً (عليه السلام) ولم يتوف في حجر عائشة كما يروي العامّة
ما صحة ما يروى على ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم توفي في حجر السيدة عائشة .
وما صحة ما يروى على ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم توفي في حجر علي بن ابي طالب عليه الصلاة و السلام.
مع افادتنا بالأدلة من الطرفين للفائدة.

الجواب:
روى الحاكم النيسابوري حديثاً وصححه بأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يتوفّ في حجر عائشة, بل توفى وهو يناجي علي (عليه السلام) قال في المستدرك (ج3/138): عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: والذي أحلف به أن كان علي لاقرب الناس عهداً برسول الله (صلى الله عليه وآله), عدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) غداة وهو يقول: جاء علي جاء علي؟ مراراً, فقالت فاطمة رضي الله عنها: كأنك بعثته في حاجة؟ قالت: فجاء بعد, قالت أم سلمة فظننت أن له إليه حاجة, فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب, فأكب عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعل يُساره ويناجيه ثم قبض رسول الله من يومه ذلك, فكان علي أقرب الناس عهداً (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
وروى أحمد في مسنده ج6/62: أن عائشة أقسمت أنها كانت غائبة يومين بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) ولم تشهد جنازته! قال: (عن عمرة عن عائشة قالت: والله ما علمنا بدفن رسول حتى سمعت صوت المساحي من آخر ليلة الأربعاء, فكيف تقول عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله) توفي في غرفتها وفي حجرها؟ وكيف تركت جنازته وذهبت خارج بيتها إلى هنا وهناك لتدبير أمر الخلافة لأبيها؟.




السؤال: أين دفن النبي (صلى الله عليه وآله)
في أحد المنتديات احدى الاخوات قالت:-
يدفن الانبياء في مكان وفاتهم... اذا هالكلام صح...
فما سأذكره يحتاج تحليلا وإن كان خطا فأهملوا ماسأقول
احداث وفاة الرسول صلى الله عليه وآله....كان النبي مريضا في بيته(حجرة عائشة) وسقته ... سمع ابا بكر يصلي بالناس فخرج وابعد ابا بكر وصلى هو بالناس.. توكأ على اثنين علي كرم الله وجهه وآخر وذهب لبيت فاطمة الزهراء ومات هناك على صدر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه اذن النبي صلوات الله عليه وسلامه مات في بيت فاطمة.. اين دفن؟؟
القبر في بيته صلى الله عليه وآله (حجرة عائشة) ... ؟؟
مات على صدر عائشة؟؟ في حجرتها؟؟ ودفن هناك؟؟
( لا اتطرق لعائشة هنا فقط لموقع دفن النبي صلى الله عليه وآله)
فأجبتها:
أحب أن أصحح لك خطأك الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله بأبي هو و أمي و نفسي لم يدفن في بيت مولاتي الزهراء عليها السلام و انما دفن في بيته الذي كانت عائشة تعيش فيه أيضاً و توفي و معه أمير المؤمنين عليه السلام فأعتقد أنها ستقول لي اذا طالما عائشة كانت تعيش مع رسول الله صلى الله عليه و
آله فهذا يعني أنه صلى الله عليه و آله يفضلها و إلا فلماذا تعيش هي معه رجاء الرد سريعاً و شكراً
الجواب:
المشهور عند أهل السنة إن النبي (صلى الله عليه وآله) دفن في بيت عائشة، ولكن هذا غير صحيح لعدة أسباب:
1ـ إنهم يقولون إن حجرة عائشة كانت شرقي المسجد، ولكن الصحيح إنها ليست كذلك لأن بيتها كان على يمين الخارج من خوخة آل عمر، فيكون في قبلي المسجد لا في شرقه حيث يوجد القبر الشريف،أي أنه يكون في مقابله وبينهما فاصل كبير،وفي رواية إن باب عائشة كان من جهة الشام وهذا يعني إنه كان في جهة القبلة من المسجد حيث يفتح الباب على المسجد، وقد كان لبيت عائشة باب واحد لكن الحجرة التي دفن فيها كان لها بابان.
2ـ إن عائشة قد باعت بيتها لمعاوية وفي رواية أخرى لابن الزبير، والبيت الذي دفن فيه النبي (صلى الله عليه وآله) لا يتسع إلا لثلاثة وقد دفنوا فيه ثلاثة وقد باعت معاوية بيتها بمئتي ألف دينار، فهذا يدل على أن المباع غير الذي دفن فيه الرسول (صلى الله عليه وآله) لأن فيه متسع يصح لان يباع فكيف يقولون إن النبي(ص) قد دفن في حجرتها؟!.
3ـ إنهم يقولون إن الموضع قد ضاق حتى لم يعد فيه إلا موقع قبر واحد فدفن فيه عمر.
ولكن هذا يتناقض مع قولها حين دفن الإمام الحسن (عليه السلام) إنه لم يبق في حجرة رسول الله (ص) إلا موضع قبر واحد،وهو أيضاً يناقض ما قالته لعبد الرحمن بن عوف أن يدفن مع النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يناقض ما يروونه من أن عيسى بن مريم(ع) سوف يكون رابع من يدفن هناك،وهو يتعارض مع ما يروونه أنها بنت بينها وبين القبور جداراً.
4ـ إن الأدلة تدل على أنه (صلى الله عليه وآله) قد دفن في بيت أبنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ولعل عائشة استولت على هذا البيت واستقرت فيه،فإنه ورد أن شرقي الحجر كان بيت فاطمة(ع) وكانت عائشة تسكن فيه حينما ضرب الجدار فهي تسكن في بيت فاطمة(ع).
وللمزيد راجع الصحيح من سيرة النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) للسيد جعفر العاملي ج33.





السؤال: علاقة بعض الحوادث بولادته (صلى الله عليه وآله)
في كتب التاريخ وعند ذكر المعجزات التي حدثت عند ولادة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ، انطفاء نار المجوس ، والاصنام خرت على وجوهها، وقد غارت بحيرة ساوة في العراق.
ماهي الخصوصية في بحيرة ساوة حتى غارت علماً انها الان موجودة ومياهها مالحة جدا ومنسوبها أقل من مستوى سطح البحر
الجواب:
يظهر من بعض المصادر أن بحيرة (ساوة) التي غارت تقع في قرب مدينة (ساوة)، وهي بلدة بين الري (طهران) وهمدان تبعد عن كل منهما ثلاثون فرسخاً، وليست هي البحيرة التي تسمى اليوم بحيرة ساوة ، ومما يدل على أنها غيرها ما ورد في القصيدة الموسومة بالبردة للبوصيري:
إذ لم تفدها لغور الماء غيرتها ***** لقد تمادت على الكفار حيرتها
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها ***** قد غمّها أن خبت عنها نويرتها

وساوة هذه من مدن إيران المهمة ، وقد خربت على عهد التتر وقتل جميع أهلها. فإذا صح أن البحيرة التي غاضت هي هذه البحيرة وليست البحيرة المشهورة اليوم بهذا الاسم، فيمكن أن تحذو حذو العلائم الأخرى، كارتجاج إيوان كسرى وخمود نار المجوس، وفي الدلالة على انتشار الإسلام وعمومه في بلاد فارس وذهاب ملكهم، فارتجاج الإيوان علامة على زوال ملك كسرى ، وخمود النار علامة على انتهاء دين المجوسية ، وغيض أو غور بحيرة ساوة علامة على فناء الحضارة التي أقامها المجوس بواسطة قوم أصلهم من الصحراء، فظهور الجفاف في البحيرة قد يكون رمزاً لإنتشار دين التوحيد من أرض جرداء لاماء فيها ولا زرع وقهرها لبلاد الخصب ,والله العالم.






السؤال: علة عدم تلقي النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي دوماً من دون واسطة؟
من المعلوم ان جبريل علية السلام هو الواسطة في نقل الوحي الى النبي (صلى الله علية واله وسلم)
السؤال: لماذا لم يكن النبي (صلى الله علية واله وسلم) متلقي للوحي مباشرة بدون أن يكون جبرائيل هو الناقل له؟

الجواب:
إن للوحي أنواعاً وأقساماً متعددة أوصلها البعض إلى سبعين قسماً أو نوعاً , وقد عدّ منها الوحي من الله مباشرة ومن دون واسطة , وعدّ منها ما هو بالواسطة , وهو هنا ما يمكن استفادته من قوله تعالى: (( وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلاّ وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء )) (انظر الميزان في تفسير القرآن 18/74).
ولعلّ السر ّ في عدم تلقي النبي (صلى الله عليه وآله ) كله من دون واسطة، أن القابل وهو النبي المصطفى (صلى الله عليه وأله) لم يكن يقدر على هذا التلقي في كل الأحوال والحالات , فقد كان لخطاب الله سبحانه وتعالى للنبي (صلى الله عليه وآله) من دون واسطة أثره الشديد عليه, فقد سئل الإمام الصادق (ع) عن الغشية التي كانت تأخذ النبي(صلى الله عليه وآله ) أكانت عند هبوط جبرئيل فقال : (( كان جبرئيل إذا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) لم يدخل عليه حتى يستأذنه وإذا دخل عليه قعد بين يديه قعدة العبد , وإنما ذلك عند مخاطبة الله عز وجل إيّاه بغير ترجمان وواسطة ))(المصدر : كمال الدين , ص 86).



السؤال: قوله (صلى الله عليه وآله): أنا ابن الذبيحين
مامدى صحة الحادثة التالية، وهل هي مرتبطة بقول الرسول (ص): أنا ابن الذبيحين؟
نص الحادثة: ان عبد المطلب بن هشام هو أول من سن الدية في الجاهلية وهي مائة من الإبل وذلك أنه نذر لدى تعبه من حفر بئر زمزم أنه إن ولد له 10 أبناء ليذبحن أحدهم عند الكعبة، ورزقه الله بالأبناء العشرة، وأراد أن يبر بقسمه فوقع الخيار على أبنه عبد الله والد نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنصحته قريش بأن يعدل عن قسمه بنحر عشرة من الإبل مقابل كل ولد من أولاده.

الجواب:
اختلف العلماء في صحة هذه الرواية وخصوصاً الحادثة والقصة بين مثبت ونافي.
فالرواية مروية بأكثر من إسناد وطريق ولكن لم نر طريقاً صحيحاً فيها، ومع ذلك فمثل هذه الامور لا تحتاج إلى التشدد في الاسانيد لأنها مسألة تاريخية، والتأريخ ليس حديث يثبت به تشريع حتى ننفيه إن لم تثبت صحة سنده.
مع أن الحديث أصح سنداً من الحادثة فقوله (ص): (أنا ابن الذبيحين) طرقها أكثر وأصح, أما الحادثة فبحسب متابعتنا لها ليس لها إسناد شيعي خالص وإنما رويت في مصادر الفريقين، ولكن بأسانيد فيها مخالفين وليست لها طريق إمامي واحد.
فأما روايات العامة، فهي مقتصرة على ناقل واحد هو معاوية بن أبي سفيان وهذا الشخص إن تفرد بشيء أو روى شيئاً وضعنا مائة علامة استفهام أمام روايته.
وأما رواية هذه القصة في كتب الشيعة، فقد ذكرها بعض علمائنا الكبار كالصدوق والمرتضى وأرسلوها إرسال المسلّمات بل قال المرتضى (قدس) في (الفصول المختارة ص60) : وقال رسول الله (ص) في افتخاره بآبائه: أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل(ع) وعبد الله ، ولعبد الله في الذبح قصة مشهورة يطول شرحها يعرفها أهل السير وأن أباه عبد المطلب فداه بمائة ناقة...
وقد وردت روايات تدل على أن عبد المطلب فعل ذلك عزيمة كعزيمة إبراهيم، وهذا يدل على مدحه لذلك، ولكن القصة المروية عند العامة فيها ما فيها من إساءات لعبد المطلب, ولذلك أنكرها بعض علمائنا بسبب رواياتهم المهينة للنبي(ص) وآبائه الطاهرين الموحدين والطعن في توحيدهم.
أما الحادثة المروية عندنا كما في (الخصال) وغيره فلم يستنكروا منها إلا نذره ذبح ابنه، وهذا الامر عموماً لا يجعلنا نكذب الحادثة ونقطع بعدمها بل شرح الأئمة (ع) لذلك وجعلها في مقام المدح وكذلك افتخار رسول الله (ص) بأنه ابن الذبيحين يدل على حسن فعله ومدحه وليس العكس.
والخلاصة، فإنه يمكننا تصديق الحادثة برواياتنا المتعددة فيجبر ضعف الاسناد وكذلك لوجود القرائن على حصولها.
وفي نفس الوقت نرد رواية العامة وكلام معاوية جملة وتفصيلاً، فإنه شخص مغرض معاد لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) ويريد ان يحط من منزلتهم كعادته وحزبه بقلب حسناتهم سيئات وجعل فضائلهم قبائح، قبحه الله وحزبه وكل من زور التأريخ وعادى محمداً وآل محمد(عليهم السلام).





السؤال: إستجابة دعاءه (صلى الله عليه وآله) : اللهم أهد قومي
قيل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم اهدي قومي فأنهم لا يعلمون) هل هذا حديث أو قول مأثور وما مدى صحته ؟
ثانيا نعرف ان الله سبحانه وتعالى لا يرد للنبي دعاء ابداً فهل هذا المعتقد صحيح؟ اذا كان صحيحا .. فهل القوم اهتدوا بفضل وبركات دعاء النبي. ام ان الله لم يستجب دعائه لما نراه من الغواية في المسلمين والتخبط وهل هذا قياس صحيح أم لا ؟

الجواب:
يبدو بحسب المنقول من المأثور عن النبي(ص) أن قوله: (اللهمَّ اهد قومي فإنهم لا يعلمون) قد قيل في مناسبات مختلفة.
منها: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في يوم عرضه للدعوة على أهل ثقيف فتعرضوا له بالاساءة وجاء جبرئيل ومعه ملك الجبال يأتمر بأمره فرفض النبي (ص) أن يدعو على قومه أو يطلب استئصالهم وقال: (اللهمَّ أهد قومي فإنهم لا يعلمون). (أضواء البيان للشنقيطي 8: 255، حلية الأبرار: 305).
ومنها: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قاله يوم أحد عندما شج في وجهه وقيل له: ألا تدعو عليهم؟ قال: (اللهمَّ أهد قومي فإنهم لا يعلمون) وأنّه قد نزل بعدها قوله تعالى: (( إنك لا تهدي من أحببت ))(القصص:56) (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) 3: 250).
ومنها: أن هذا القول قاله النبي(ص) في يوم فتح مكة. (بحار الأنوار 21: 119).
وبشكل عام أيّا كانت المناسبة التي قيلت فيها هذه العبارة فإن استجابة دعاءه (ص) في الغالب هي مضمونة وخاصة في موارد التحدي واثبات المعجز ، إلا أنه يمكن أن يكون في بعض المواقف ما تقتضي الحكمة الإلهية تأخير الأستجابة لمصالح لا يعلمها إلا الله سبحانه كما هو الأمر في الموقف الثاني حيث نزل قوله تعالى : (( إنك لا تهدي من أحببت )) .. وعلى العموم قد استجاب المولى سبحانه لدعاء نبيّه (ص) في فتح مكة ونزل قوله تعالى: (( إذَا جَاءَ نَصر اللَّه وَالَفتح * وَرَأَيتَ النَّاسَ يَدخلونَ في دين اللَّه أَفوَاجاً * فسَبّح بحَمد رَبّكَ وَاستَغفره إنَّه كَانَ تَوَّاباً )) (النصر:1, 2, 3).
ولكننا نريد التعليق بان استجابة دعاءه (ص) ودخول الناس في دين الله أفواجاً لا يعني استمرارهم على الهداية إلى نهاية حياتهم، فالهداية تعني في أحد معنييها إما إراءة الطريق أو الإيصال إلى الطريق، وإما سلوك الطريق والإستقامة عليه فهذا من شأن الإنسان نفسه إن شاء سار عليه وان شاء تخلف عنه كما قال المولى سبحانه: (( أَلَم نَجعَل لَه عَينَين, وَلسَاناً وَشََفتَين وَهَدَينَاه النَّجدَين )) (البلد:10), وقال تعالى: (( إنَّا هَدَينَاه السَّبيلَ إمَّا شَاكراً وَإمَّا كَفوراً )) (الانسان:3).

تعليق على الجواب (1)
كيف نوفق بين كلامكم هذا وبين أن دعاء النبي مستجاب حتما ؟
ان دأب النبي (صلى الله عليه وآله) أن يسعى لما فيه صلاح أمته وهدايتهم فهو يبذل لهم النصح والموعظة الحسنة ومن ثمّ يدعو لهم بالهداية راجياً أن يهتدوا وأن لا يضلوا وهذا من خلقه الكريم فهو يأمل أن يهتدي بعضهم إلى الحق لذا فقوله : اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ، لا يعني أن الله قد غفر لهم فقد بقوا على كفرهم وضلالهم ، بل أراد أن يترفع الدعاء عليهم وإصابتهم بالسوء فلعلهم يرجعون ، حتى أن الله تعالى مدحه على كريم أدبه وحسن خلقه فقال: (( وإنك لعلى خلقف عظيم )) وهذا أدب الأنبياء ، كذلك فإن إبراهيم حاول هداية قومه وأن لا يصيبهم السوء وكان يحلم عنهم حتى وصفه الله تعالى: (( أن إبراهيم لأواه حليم )) فهو يتأسف على قومه لما سيصيبهم من سوء بسبب جهلهم وغيهم ، هذا هو خلق الأنبياء وقد مثّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أروع أدبهم وكريم أخلاقهم وأمل في هداية قومه إلقاءً للحجة عليهم ، وهذا لا يعني أنهم سوف يهتدون فعلاً بل فيهم من بقي على كفره ومنهم من زاغ إلى النفاق والضلال.أما دعاءه لأهل عمان فلا نعلم مصدر ذلك وإن صح فإن نفس الكلام يأتي في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتنزه عن الدعاء على قومه ويدأب في صلاحهم .
كلامكم جميل و لكن كيف نوفق بين هذا وبين أن دعاء النبي مستجاب حتما ؟
الجواب:
ان دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) مستجاب حتماً , والتوفيق يكون بأن المراد ليس جميع القوم أو جميع أهل عمان , بل ما يصدق أن يسمى قوماً , فان الكلام تارة يراد منه الجميع وأخرى يراد المجموع , والفرق بينهما أن في الأول لا يتحقق إلا بشموله لجميع الأفراد وفي الثاني يتحقق ببعضهم مما يصدق عليه اسم القوم أو جماعة من أهل عمان . ويمكن أن يقال : بان كل فرد يحب الخير والهداية لجميع البشرية , فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله) فانه قطعاً يحب الهداية للجميع , وهذا الحب ظهر على صيغة الدعاء , فليس المراد منه الطلب الحقيقي , بل المراد منه إظهار هذا الحب لجيمع البشرية .






السؤال: عربية النبي من إسماعيل (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عندي شبهة عرضت لي من مدة ليست بالقريبة وهي أنه لا يشك أحد من العرب والمسلمين وغيرهم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) عربي تهامي مكي مدني بل أصوله الشريفة ضاربة في أرض العرب ..
ولكن !! رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) من ذرية نبي الله إسماعيل (عليه السلام) أي بالأصح يرجع نسبه الشريف إلى خليل الله إبراهيم (عليه السلام).
الآن .. ما نعرفه في قصة هاجر (عليها السلام) أن الأمر الإلهي أتى بتركها عند ما يعرف اليوم بماء زمزم والقصة كما نعرفها أنه بعد فترة أتى للسيدة هاجر ونبي الله إسماعيل (عليهما السلام) قبيلة وتعرف بـ ( جرهم ) وكما يقال لنا أنها قبيلة عربية ..
لكن هل خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) كان عربيا أو بابليا، حيث إن وصلنا إلى هنا فسيرد لنا إشكال: وهو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس بعربي في أصوله !!
أرجوا بيان هذا الإشكال ولكم الشكر والمنة ونأسف على التطويل ..

الجواب:
المستفاد من الأخبار والآثار أن إسماعيل (عليه السلام) هو أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة التي نزل بها القرآن الكريم.
ففي روايات العامة أن رسول الله(ص)، قال: (أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة) (كنز العمال 11: 490) .
وفي (مجمع البيان) للطبرسي عن الباقر (ع): (إن إسماعيل أول من شق لسانه بالعربية، وكان أبوه يقول له، وهما يبينان البيت: يا إسماعيل! هات ابن (وفي بعض النسخ: هابي ابن) أي: اعطني حجراً، فيقول له إسماعيل بالعربية: يا أبه! هاك حجراً). (مجمع البيان 1: 388). وقد روي أن أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان، قال القرطبي في تفسيره بعد أن ذكر ما ورد في أول من تكلم بالعربية: (الصحيح أن أول من تكلم باللغات كلها من البشر آدم (عليه السلام)، والقرآن يشهد له قال الله تعالى: (( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسمَاءَ كلَّهَا )) (البقرة:311), واللغات كلها أسماء فهي داخلة تحته وبهذا جاءت السنة، قال (صلى الله عليه وآله): (وعلم آدم الأسماء كلها حتى القصعة والقصيعة) وما ذكروه يحتمل أن يكون المراد به أوّل من تكلم بالعربية من ولد إبراهيم (عليه السلام ) إسماعيل (عليه السلام): وكذلك إن صح ما سواه فإنه يكون محمولاً على أن المذكور أوّل من تكلم من قبيلته بالعربية بدليل ما ذكر والله أعلم. وكذلك جبريل أول من تكلم بها من الملائكة وألقاها على لسان نوح بعد أن علمها الله آدم أو جبريل، على ما تقدم، والله أعلم) (تفسير القرطبي 1: 283).
وفي خطبة لأمير المؤمنين (ع) جاء فيها: (.. ثم خصصت به إسماعيل دون ولد إبراهيم، فانطقت لسانه بالعربية التي فضلتها على سائر اللغات، فلم تزل تنقله محظوراً عن الأنتقال في كل مقذوف من أب إلى أب حتى قبله كنانة عن مدركه...)) (مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) 1: 207). وقد ورد في الأثر ان إسماعيل(ع) عندما تركه أبوه هو وأمه في مكة عند بئر زمزم نزلت عليه جماعة من (جرهم) وهي قبيلة تتكلم العربية، فتعلم منهم إسماعيل هذه اللغة ففتق الله على لسانه العربية الفصيحة المبينة، فكانت عربية إسماعيل أفصح من عربية يعرب بن قحطان وبقايا صحير وجرهم (انظر: فتح الباري 6: 286، فيض القدير 2: 203).
ومن هنا نقول: ان الأنتساب للعروبة هو بلحاظ اللسان المتكلم به، وأول لسان عربي فصيح متكلم به هو لسان إسماعيل (عليه السلام) وهو جد النبي (ص) وقد كان لسانه (عليه السلام) يختلف عن لسان أبيه إبراهيم (ع) وأخيه إسحاق (ع) إذ كانا يتكلمان السريانية. ولعلك تسأل عن علّة التسمية لهذا اللسان بالعربية؟ نقول: ذكر بعض الباحثين أن العرب إنما سموا بذلك لأن ألسنتهم معربة عما في ضمائرهم، ولا شك أن اللسان العربي مختص بأنواع من الفصاحة والجزالة لا توجد في سائر الألسنة.
وفي قول آخر: إنما سمّوا بذلك لأن أولاد إسماعيل نشأوا بعربة، وهي من تهامة، فنسبوا إلى بلدهم، وكل من يسكن جزيرة العرب وينطق بلسانهم فهو منهم، لأنهم إنما تولدوا من أولاد إسماعيل. (انظر: تفسير الرازي 16: 165).
وعلى العموم يقسم العرب إلى قسمين: العرب العاربة: وهم الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان، وهو اللسان القديم.
والعرب المستعربة: هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، وهي لغات الحجاز وما والاها (انظر: القاموس الفقهي: 246).





السؤال: مشاركته (صلى الله عليه وآله) في الحروب
هل النبي محمد (ص) كان يشارك في الحرب بالسيف أو فقط كان يخطط ويأمر بالتنفيذ؟
وكذلك هل كان الامام علي علية السلام في فترة خلافته كان يشارك في الحرب بسيفة ويقتل الكفار والخوارج أو فقط يأمر الجيش بالتنفيد ؟
الجواب:
ان الذي إدّعى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن يشارك في الحروب هو الجاحظ ، حيث افترض ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يشارك في معركة بدر بل كان في العريش مع أبي بكر ، أراد بذلك أن يظهر فضيلة لأبي بكر كونه مع الرئيس في تلك المعركة في حين كان علي (ع) حاله حال بقية الجنود المحاربين! وقد رد على ذلك أبو جعفر الاسكافي بقوله: (لقد اعطي أبو عثمان مقولاً وحرم معقولاً، ان كان يقول هذا على اعتقاد وجد ولم يذهب به مذهب اللعب واللهو أو على طريق التفاصح والتشادق واظهار القوة والسلاطة وذلاقة اللسان وحدة الخاطر والقوة على جدال الخصوم , ألم يعلم أبو عثمان أن رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم) كان أشجع البشر وانه خاض الحروب وثبت بالمواقف التي طاشت فيها الألباب وبلغت القلوب الحناجر؟ فمنها يوم أحد ووقوفه بعد أن فرّ المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه إلا أربعة: علي والزبير وطلحة وأبو دجانة فقاتل ورمي بالنبل حتى فنيت نبله وانكسرت سية قوسه وانقطع وتره فأمر عكاشة بنت محصن أن يوترها فقال: يا رسول الله لا يبلغ الوتر فقال: أوتر ما بلغ قال عكاشه فوالذي بعثه بالحق لقد أوترت حتى بلغ وطويت منه شبراً على سية القوس ثم أخذها فما زال يرميهم حتى نظرت إلى قوسه قد تحطمت وبارز أبي بن خلف فقال له أصحابه: إن شئت عطف عليه بعضنا؟ فأبى وتناول الحربة من الحارث بن السمت ثم انتفض بأصحابه كما ينتفض البعير قالوا: فتطايرنا عنه تطاير الشعارين فطعنه بالحربة فجعل يخور كما يخور الثور، ولو لم يدل على ثباته حين انهزم أصحابه وتركوه الإ قوله: (( إذ تصعدونَ وَلا تَلوونَ عَلَى أَحَد وَالرَّسول يَدعوكم في أخرَاكم )) (آل عمران:1533), فكونه (صلى الله عليه (وآله)وسلم) في أخراهم وهم يصعدون ولا يلون هاربين دليل على أنه ثبت ولم يفر وثبت يوم حنين في تسعة من أهله ورهطه الأدنين وقد فرّ المسلمون كلهم والنفر التسعة محدقون به العباس أخذ بحكمه بغلته وعلي بين يديه مصلت لسيفه والباقون حول بغلته يمنه ويسرة وقد انهزم المهاجرون وكلما فروا أقدم هو (صلى الله عليه (واله) وسلم) وصمم مستقدماً يلقي السيوف والنبال بنحره وصدره ثم أخذ كفا من البطحاء وحصب المشركين وقال شاهت الوجوه، والخبر المشهور عن علي وهو أشجع البشر: كنا إذا اشتد البأس وحمى الوطيس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه(وآله) وسلم) ولذنا به، فكيف يقول الجاحظ انه ما خاض الحروب ولا خالط الصفوف؟
واي فرية أعظم من فرية من نسب رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى الإحجام والاعتزال في الحرب؟... وللكلام تتمة) (راجع الغدير ج7 ص209).
أما مشاركة أمير المؤمنين (عيه السلام) في حروبه الثلاث في فترة خلافته فواضحه جليلة ذكرتها كتب السير والتاريخ ولا خلاف في ذلك.

يتبع


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد, النبي, اسئلة, واله/, واجوبة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة ألاربعين/ اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد الادعية والاذكار والزيارات النيابية 1 2017/10/18 07:14 PM
التربة الحسينية /اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد المواضيع الإسلامية 0 2017/06/14 04:11 PM
فدك/ اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 2 2017/06/13 02:24 PM
الشيعة / اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد خيمة شيعة الحسين العالميه 5 2016/10/31 12:25 AM
اسئلة واجوبة .. محمد التميمي المواضيع الإسلامية 5 2012/09/17 01:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |