Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > المواضيع الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/02/04, 10:19 AM   #1
بسمة الفجر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 332
تاريخ التسجيل: 2012/08/02
الدولة: دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
المشاركات: 12,345
بسمة الفجر غير متواجد حالياً
المستوى : بسمة الفجر is on a distinguished road




عرض البوم صور بسمة الفجر
Icon3[4] أمراض القلوب

أمراض القلوب


تمهيد

بعد أن أدركنا أن تهذيب النفس أمر أساسي في عملية التزكية، وأنه يمثل المرحلة الأولى من مراحل تزكية النفس، نشير إلى أنه في مرحلة التهذيب يجب علينا القيام بثلاثة أمور:
أ - تهذيب النفس من العقائد الباطلة والأفكار الفاسدة والخرافات.
ب - تهذيب النفس من الرذائل والأخلاق السيّئة.
ج - ترك المعاصي والذنوب التي أرشدنا الشارع المقدس إلى مفاسدها ونتائجها الوخيمة.

مشكلة وحل
ومع أننا ندرك بالفطرة مساوى‏ء هذه الأمور التي يجب تطهير النفس منها، ومع أن الأنبياء عليهم السلام عرفونا بها وبطرق علاجها، إلا أننا غالباً ما لا نهتمّ بهذا الجانب، ولا نرى أنفسنا أسيرة للشيطان وللنفس الأمارء بالسوء!

أسباب المشكلة
يتوقف علاج المشكلة كما في كل مشكلة على معرفة أسبابها، وتعود هذه المشكلة إلى سببين رئيسيين.
الأوّل: عدم علمنا بأننا مرضى، لجهلنا بأمراضنا الأخلاقيّة، كمن يعلم بأن هناك مرضاً ولا يعلم بأنه مريض به.
الثاني: استصغارنا للأمراض والذنوب والرذائل الأخلاقيّة.
هذان الأمران هما السبب في غفلتنا عن نسبة الأمراض هذه إلى أنفسنا، فنحن ندرك جيّداً الأمراض في الآخرين، ولكننا لا نلتفت إلى الأمراض الموجودة فينا، ولهذا لا نتحرّك في الغالب لإصلاح أنفسنا وتهذيبها.

حلّ المشكلة

الأوّل: بالتعرّف على أمراضنا الأخلاقيّة والنفسيّة.
الثاني: بالتصميم على علاجها.

أولاُ: طرق معرفة أمراض القلب
لا بدّ من توضيح الطرق التي نستطيع من خلالها أن نتعرف على أمراضنا كمقدمة لعلاجها، وهذه الطرق هي:
1- العقل: وهو ما يميّز الإنسان عن الجماد والحيوان، وهو منشأ التفكير والإدراك، وله موقع مميز في النصوص الإسلاميّة .قال تعالى: ُ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَاُ﴾ 1، وقال تعالى: ﴿وَيَجْعَلُ الرجْسَ عَلَى الذِينَ لاَ يَعْقِلُونَُ﴾2.وعن الإمام الباقر عليه السلام: "لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبِل. فأقبَل، ثم قال: أدبِر، فأدبَر، ثم قال: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحب إلي منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب، أما وإنّي إيّاك آمر وإيّاك أنهى، وإيّاك أعاقب، وإيّاك أثيب"3.وبواسطة العقل نتعرّف على الله سبحانه وصفاته، وعلى أنبياء الله تعالى فنطيعهم، وعلى الميعاد فنتجهز له، وبه نتعرّف على محاسن الأخلاق ومساوئها.وبذلك يتضح أن للعقل دوراً مهمّاً في إيصال الإنسان إلى كماله، وذلك فيما لو استطاع أن يسيطر على الغرائز من خلال كبح جماحها.

2 - للتفكّر:وهو التفكر بعواقب الأمور ونتائجها الحسنة أو السيّئة دنيويّاً وأخرويّاً قبل القيام بها، وقد جاءت الأحاديث لتؤكد ذلك، فقد روي أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أوصني، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: "فهل أنت مستوصٍ إن أوصيتك؟" حتى قال ذلك ثلاثاً في كلها يقول الرجل نعم يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فإني أُوصيك إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يكُ رشداً فامضه، وإن يكُ غياً فانتهِ عنه"4.وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما أهلك الناس العجلة، ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد"5.

3 - سوء الظن بالنفس: فإن الإنسان إذا تأمل في نفسه سوف يعرف ما فيها من أمراض وعيوب.قال تعالى: ﴿بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ 6.وإذا حكمنا على أنفسنا فغالباً ما ننحاز لصالحها، لأنّنا ننظر إليها دون عيوب ونواقص في الأقوال والأفعال، إنها النفس الأمارة بالسوء التي تزين القبيح حسناً وتدعونا لحسن الظن بها.
قال تعالى: ﴿أَفَمَن زُينَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِن اللهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُُ﴾ 7.وأحسن طريق عندئذٍ لإصلاح النفس هو ألا نحسن الظن بأنفسنا، بل ينبغي أن نتهمها ونسي‏ء الظن بها، لكي تتكشف عيوبها ونسعى في إصلاحها. يقول الإمام علي عليه السلام: "إن المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلا ونفسه ظنون عنده فلا يزال زارياً8 عليها ومستزيداً لها"9.

4 - مراجعة الطبيب الروحيّ: فإن من أهم الأمور التي تساعد على معرفة عيوب النفس وأمراضها، مراجعة العالم بالأخلاق الإسلاميّة، فيستطيع الإنسان مراجعة عالم صالح خلوق استطاع تهذيب نفسه من أجل أن يساعده في اكتشاف عيوب نفسه.

5 - مصاحبة الصديق العالم المحبّ للخير: فإن الصديق إذا كان عالماً، يميّز بين الصفات الحسنة والصفات السيّئة، وكان ناصحاً ومحبّاً للخير فيمكن الاستعانة به من أجل معرفة عيوبنا، فإن المؤمن يستطيع أن يساعد أخاه المؤمن ليرى نفسه فيه، إذا كان ناصحاً مشفقاً حريصاً على سمعة أخيه وحرمته.قال الإمام الصادق عليه السلام: "أحبُّ إخواني إلي مَنْ أهدى إلي عيوبي"10.

6 - أخذ العبرة من عيوب الآخرين: وهذه إحدى الوسائل لمعرفة العيوب النفسيّة، وطالما رأى الإنسان النقطة الصغيرة من عيوب الآخرين، ولا يرى القبائح الكبيرة من نفسه، والعاقل إذا رأى عيباً في الآخرين يدرك قبحه، ويعتبر من ذلك، فيرجع إلى نفسه فإن وجد فيها ذاك العيب أصلحه.قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "السعيد من وعُظ بغيره"11.

7 - الاستفادة من النقد: فيمكن للإنسان أن يستمع إلى نقد الآخرين، فيرجع إلى نفسه، فإن صح‏ النقد أصلحها وشكر نقدهم، وإن لم يصح، يكن قد علم خلوها من العيب فيشكر ربه على ذلك.

8 - التعرُّف على علامات العيوب: فإن بعض الأمراض البدنيّة تعرف بعلامات تظهر في أعضاء البدن، فإن ضعف أداء وظيفة العضو مثلاً علامة على مرضه، وكذلك النفس وميولاتها الفطرية. فالإنسان مفطور على التوجّه إلى الله سبحانه وحبّه وعشقه وشكره وعبادته وطاعته، فإذا رأينا ضعف ذلك في أنفسنا فإن هذا علامة على مرض قلوبنا، واذا رأى الإنسان أنه يتحاشى قراءة القرآن والدعاء والتوسّل إلى الله سبحانه، أو أنه يحبُّ الدنيا والمال والجاه، ولا يرى في خدمة الناس لذّة، ولا يتأثر بمعاناة المظلومين، ولا ينفعل لآلامهم وحاجاتهم، فإن هذا يعني أن صفاته الحيوانية أقوى من صفاته الإنسانيّة، وهذا من أكبر عوارض مرض النفس.

ثانياً: التصميم على العلاج
لا بدّ من التصميم على العلاج، فبعد معرفة العيوب والأمراض ينبغي أن لا نستصغرها، وأن نبادر بعزم على علاجها، فنحذر مكر الشيطان الذي يحاول بشتّى الوسائل أن يثنينا عن القيام بمهمتنا، فقد يوحي لنا الشيطان بأن هذا العيب موجود في الآخرين، حتى يقلل لنا من أهميته، في حين أن مرض الآخرين لا يبرر أن أكون مريضاً مثلهم، بل قد يسوّل لنا الشيطان بأن السوء الفلانيّ هو ممّا اعتدنا عليه، أو أن الله سوف يغفره، في حين أن العادة قابلة للتغيير والتبديل، ففي مثل هذه الحالات علينا أن لا نأبه لأيّ وسوسة شيطانيّة، بل لا بدّ من المبادرة فوراً لعلاج العيوب، والسعيّ بعزم أكيد لتهذيب نفوسنا، وإذا ما سارع الإنسان إلى العلاج وأصر على التغلّب على النفس الأمارة بالسوء، وذلك بإخضاعها لإرادة العقل والشرع معاً، اللذين يأخذان بيد الغرائز الحيوانية نحو الاعتدال والتوازن، فعندئذٍ تأمن حياة الإنسان دنيا وآخرة، وتعمر بالسعادة الكاملة الحقيقية.

أما كيف نهذب نفوسنا ونطهرها من الأخلاق السيّئة والمعاصي والذنوب؟ وما هي الوسائل المساعِدة على ذلك؟ فهذا ما سنبينه في الدروس القادمة إن شاء الله.

*تزكية النفس,سلسلة المعارف الاسلامية,نشر جمعية المعارف,ط:2009م-1430,ص:33-38
1- الحج : 46
2- يونس : 100
3- الكليني - الكافي - دار الكتب الإسلاميّة، آخوندي - الطبعة الثالثة ج1، ص10
4- المجلسيّ-محمّد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء ,الطبعة الثانية المصححة -، ج 71 ، ص 339
5- الحر العاملي-وسائل الشيعة-مؤسسة آل البيت(ع)لإحياء التراث-الطبعة المحققة الأولى-ج27-ص169
6- القيامة : 14 – 15
7- فاطر : 8
8- زارياً أي عائباً لنفسه
9- نهج البلاغة ، خطبة 176
10- الحراني - ابن شعبة - الوفاة : ق 4- تحف العقول- الطبعة : الثانية - مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ، ص 385
11- المجلسيّ-محمّد باقر -بحار الأنوار- مؤسسة الوفاء ,الطبعة الثانية المصححة -، ج 71، ص 324



Hlvhq hgrg,f



توقيع : بسمة الفجر
رد مع اقتباس
قديم 2014/02/04, 01:34 PM   #2
اهات الروح

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 964
تاريخ التسجيل: 2013/01/20
الدولة: العراق-بغداد
المشاركات: 7,344
اهات الروح غير متواجد حالياً
المستوى : اهات الروح is on a distinguished road




عرض البوم صور اهات الروح
افتراضي

شكرا وبارك الله فيكم


توقيع : اهات الروح
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أمراض ھذآ العصر بسمة الفجر المواضيع العامة 7 2013/03/11 12:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |