استغفر الله العظيم واتوب اليه احبتي كيف حالكم اليوم جايب لكم موضوع مهم جدا ارجوا الفائدة منه وهو "آفات العين " اتمنى يعجبكم هذا الموضوع الشيق والممتع نستعن بالله العلي العظيم :اعلموا احبتي أن العين إنما خلقت لك لتنظر بها إلى غرائب الحكمة وعجائب الصنعة لتفكر فتعلم فتعمل فتطيع فتنعم قال الله تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}
ولوجه آخر: وهو أن تهتدي بها في ظلمات البر والبحر وتستعين بها في الحاجات والطاعات والمباحات فمن استعملها في غير ما خلقت له عاد وبال ذلك إليه وصار ما كان له عليه فانعشها عن القذرات واجنبها جميع الآفات واعلموا أن آفات العين أربعة:
الآفة الأولى: أن تنظر بها إلى غير محرم أو تنظر بها إلى صورة مليحة لشهوة أو إلى عورة فإن هذه الآفة عظيمة الخطر كثيرة الضرر تزرع في القلب سنبل الشهوة يانعا فيقبل كل واحد من الأعضاء إلى اجتناء ثمرته طائعا وتولد لصاحبها الغفلة فلا يكاد يستعمل عقله وحسبك أنها محركة لجميع الأعضاء إلى المعصية ومضلة للإنسان مغوية تنسيه نفسه وعقله وحياء ه وأدبه وحرمته ودينه وتنسيه مع ذلك ربه وقدرته وعقوبته ونعمته وهذه غاية البوار واليه أشار النبي المختار صلى الله عليه وعلى اله الأطهار بقوله: (وإياكم وفضول النظر فإنه يبذر الهوى، ويولد الغفلة)
وبقوله: (العينان تزنيان واليدان تزنيان، ويصدق ذلك ويكذبه الفرج)
وبقوله: (النظر سهم مسموم من سهام إبليس من تركه خوف الله عز وجل آتاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه)
وقد روى أن بعض الصحابة مر به غلام صبيح الوجه فخاف أن يفتتن به فدخل الدار إلى أن جاوز الغلام الطريق
ولا نجاة من شر هذه الآفة إلا باجتنابها وبعد الوقوع فيها للتصور للموت وأحواله وأحوال القيامة والحشر والنشر والوقوف بين يدي الله عز وجل وأجناس ذلك فإن أثر وإلا فبالمفارقة للمحبوب والإبتعاد عن المعشوق ولو كانت أمه التي ولدته وجب عليه ذلك وخاصة في هذا الزمن الذي لايفرق الشخص الام والاخت والعمه الخ... من الاقراب وخاصة تسمعون بزنا المحارم والعياذ بالله كثر في الازمنه الاخيرة ولو لم ينجه إلا ان يبعد وراء البحار لكان ذلك سهلا في رضي الملك الجبار
الآفة الثانية: أن تنظر بها إلى عيوب المسلمين طلبا منه لما نهى الله عنه من التجسس لقوله تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} وهذه الآفة تجر إلى معاصي كثيرة نحو التكبر والعجب بعمل نفسه ونحو الغيبة للمسلمين والهتك لأستار المؤمنين وقد روى عن النبي أنه قال: (ينظر أحدكم القذا في عين أخيه ويدع الجذع في عينه)
وفي حديث النبي (من اطلع على دار قوم بغير أذنهم ففقأوا عينه فقد هدرت عينه)
الآفة الثالثة: أن ينظر إلى مسلم بعين الغضب عليه أو الإحتقار له فإن ذلك من جملة المهاوي والمخاطر وعلى هذا قال النبي: (إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم فسأله دينارا لم يعطه، ولو سأله درهما لم يعطه، ولو سأله فلسا لم يعطه، ولو سأل الله تعالى الجنة لأعطاها إياه، ولو سأل الله الدنيا لم يعطها إياه لهوانها عليه، ذو طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره)
فأشار إلى النهي عن استحقار المسلمين المؤمنين واولياء رب العالمين فينبغي للمؤمن أن يكون رفيقا بالصالحين على ما نذكره
الآفة الرابعة: النظر إلى ما يختص أخاه المسلم مما يكره النظر إليه إلا أن يكون مما يحسن على بعض الوجوه النظر إليه على حسب ما ورد به الشرع فإن قضايا الشرع كثيرة وتفصيلها عسير والتصدي لها في هذا الموضع لا يصلح لما قصدناه فيه وذلك نحو النظر في كتاب أخيه السلم إذا كره ذلك
وعلى هذا قال النبي في آخر كلام: (وانه من نظر في كتاب أخيه المسلم بغير أذنه فكأنما ينظر في النار)وهذا ما لم يكن فيه شبهة يرده عنها أو حكمة في الدين يطلب حفظها وأخذها بحقها
فعلى الجملة إن آفات العين على ضربين: ضرب يختص به وضرب يتعدى إلى غيره فيجب التحرز والعمل على الحيطة وهو المتيقن على حسب ما تقدم "" الاستفادة يااحبتي من هذا الموضوع والمواضيع السابقة في خصال لايصلح ان نتركها وان شاء الله في موضوع آخر سوف اكتبه في هذا المنتدى المبارك عن ""آفات الآذن "" وصلى على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ""