Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/10/24, 11:28 PM   #1
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي ( إذا بويع لخليفتين فإقتلوا الآخر منهما )7

واليك اعترافات ابو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمر بن عبد العزيز وبني العباس
الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي أبي بكر
1 - أبو بكر يعترف : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عزله ، ونصّب علياً ( عليه السلام ) .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل وغيره ، من المحدّثين والمؤرّخين من أهل السُنة بإسنادهم عن أبي بكر : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعثه بالبراءة لأهل مكّة ، وإبلاغهم ببعض الآيات من سورة التوبة ، وفيها ـ أيضاً ـ لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة ، ومَن كان بينه وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مدة فأجله إلى مدته ، والله بريء من المشركين ورسوله ، فسار بها ثلاثاً متوجهاً نحو مكّة ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( الحقه فردّ عليّ أبا بكر وبلّغها أنت . قال : ففعل ـ علي ( عليه السلام ) ـ ما أمر ، فلمّا قَدم أبو بكر على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكى فقال : يا رسول الله ، حدث فيّ شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ما حدث فيك إلاّ خير ، ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل مني ) (1) .
قال العلاّمة الأميني : هذه الإثارة أخرجها كثير من أئمة الحديث وحفّاظه ، وعدّد منهم 73 نسمةً (2) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) مسند أحمد بن حنبل 1 : 3 و 1 : 7 ح 4 من الطبعة الحديثة ، كفاية الطالب : 254 باب ( 62 ) .
أخرجه عن أحمد بن حنبل ، والحافظ أبي نعيم ، وابن عساكر ، البداية والنهاية 7 : 357 - 358 وفيه : أو ( رجل من أهل بيتي ) ، البيان والتعريف 1 : 378 ح 441 أخرجه عن أحمد بن حنبل ، وابن خزيمة ، وأبي عوانة ، أنساب الأشراف 2 : 886 .
( 2 ) الغدير 6 : 338 ـ 350.
وقد زاد العلاّمة المرعشي التستري على هذا العدد آخرين من مؤلفي أهل السُنة (1) ، يمكن لمَن يراجع كتابه إحقاق الحق أن يستزيد معرفةً وعلماً إلى علمه .
ذِكراً : أنّ رواة هذه القصة أكثر من اثني عشر صحابياً ، غير أبي بكر ممّن رووا حديث البراءة ، ولكن اعتراف وإقرار أبي بكر بنفسه ، بأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عزله عن القيام بهذه المهمة الدينية ، ذات أهمية كبرى وكرامة عظمى للإمام علي ( عليه السلام ) ، وأنّ هذا العزل لم يكن إلاّ بأمر إلهي ، أوحي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأن يعزل أبا بكر وينصّب علياً ( عليه السلام ) مكانه ؛ للقيام بهذه المهمة وإبلاغ البراءة لأهل مكة ، وأنّ علياً ( عليه السلام ) قد أدى هذا الأمر بأبلغ وجه وأتمه ـ كما مرّ في الحديث ـ .
2 - أبو بكر يعترف : بقصة الغدير ومولوية علي ( عليه السلام ) ، لمَن كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) مولاه .
روى مِئة وعشر من كبار صحابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وثمانون وأربع راوٍ من التابعين ، وكذا أخرج ما يربو عن أربعمِئة عالم ومحدّث ومفسّر ومؤرّخ ورجالي ، وكثير من رجال العلم والأدب المعتمد عليهم عند أهل السُنة (2) .
وكذا صنّف أكثر من مِئة وأربع وثمانين كتاباً ورسالةً ، بلغات مختلفة عربية وفارسية وهندية وأجنبية ، فيما يخص مسالة الغدير ، وقد طُبعت أكثرها ، وبعضها تكرّر طبعه حتى وصل إلى
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 3 : 399 سورة التوبة.
( 2 ) ومَن أراد الاستزادة من التفصيل ، ومعرفة أسماء رواة حديث الغدير ، وأسماء الحفّاظ والمصادر التي أخرجت هذا الحديث ، فليراجع موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني المجلد الأَوّل ص 14 ـ 158 ، حيث إنّه روى عن ثلاثمِئة وستين عالماً ، وستة وعشرين كتاباً ، من علماء أهل السُنة وكتبهم ، واستقصى العلاّمة التستري في كتابه القيم إحقاق الحق المجلد الثاني ص 415 - 501 رواة هذا الحديث حتى أوصل ذلك العدد إلى أربعمِئة راوٍ .
خمس مرات أو أكثر (1) .
وحديث الغدير هو :
لمّا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) راجعاً من حجّته ـ حجّة الوداع ـ وذلك في السنة العاشرة الهجرية ، نزل عليه الوحي يأمره بإكمال الدين ، يعني تبليغ تلك المسألة المصيرية ، أي تعيين الإمام والخليفة من بعده ، فأمر الناس بتجهيز مقدمات ذاك الأمر ، مثل الإعلان بتريّث المسلمين الحجاج ، وتوقّفهم في محل يُعرف بغدير خم ، وهو مفترق الطرق المؤدّية إلى مكة والمدينة وغيرها ، وأمر ( صلى الله عليه وآله ) بإرجاع الذين سبقوا الآخرين بالذهاب وإيقاف القادمين ، حتى تجمّع آنذاك في ذاك المحل مِئة وعشرون ألف حاجّاً من شتى أقطار البلاد الإسلامية .
وكان ذلك اليوم يوماً حاراً هاجراً شديد الرمضاء ، والشمس ساطعة حرارتها على رؤوسهم ، وقد اشتعلت أرض الحجاز ، فأمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بأن يصنعوا له من جهاز الجمال والمراكب مكاناً مرتفعاً كالمنبر ، حيث يراه الحاضرون جميعاً ويسمعون كلامه ، فوقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) على ذاك الموضع المنبري ، وخطب الناس خطبةً غرّاء ، وقال فيما قاله ( صلى الله عليه وآله ) :
( أيّها الناس. .. مَن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله . .. ) ، وغير ذلك من العبارات الباهرة ، حيث شبّه النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) بنفسه ، وبأنّه ولي الناس والقائم بأمرهم ، وطاعته فرض واجب ، وأنّه الخليفة من بعده ، ولكي يصدّ أمام ملابسات المنافقين ، وشبهات المخالفين ، لمولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وخلافته ، أخذ بيد علي ( عليه السلام ) ورفعه عالياً ، حيث يراه جميع الحضّار والمجتمعين في هذا المؤتمر العالمي ، ثمّ دعا ( صلى الله عليه وآله ) لمَن يتولى علياً وينصره ، ولعن مَن عاداه وخذله ، وبعد ذلك أمر
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الغدير للعلاّمة المحقّق السيد عبد العزيز الطباطبائي : 23 ـ 233.
الناس الذين اجتمعوا في هذا المؤتمر ، بأن يقوموا فرداً فرداً ويبايعوا علياً ، ويسلّموا عليه بالإمرة والخلافة طوعاً .
وقد طالت هذه البيعة من ضحى ذاك اليوم حتى غروبه ، وحتى نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسائر المؤمنات جِئنَ فوضعنَ أيديهنّ في الطشت ـ الذي وضع أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) يده فيه ـ وهو خلف الخيمة فبايعنَه على الخلافة والولاية ، وبهذه الطريقة أعلن المسلمون آنذاك بأجمعهم التزامهم ، بالانقياد والطاعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
هذه خلاصة حديث الغدير .
أبو بكر يروي حديث الغدير : ولمّا كان موضوع كتابنا هذا ، هو نقل روايات الخلفاء واعترافاتهم ، التي أقرّوا بها بأولوية الإمام علي ( عليه السلام ) ، يجدر بنا أن نلفت أبصار القرّاء الكرام إلى حقيقتين مهمتين ، بلغتا من الأهمية حدّها الأقصى ، حتى يذهب الزَبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس :
الأُولى : قال أكثر الحفّاظ والمؤرّخين السنيين ، الذين رووا حديث الغدير في كتبهم ورسائلهم ، أو صنّفوا كتاباً مستقلاً وخاصاً بموضوع الغدير : إنّ أبا بكر وعمر وعثمان كانوا في مقدمة الرواة لحديث الغدير ، الذين نقلوا قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( مَن كنت مولاه فهذا علي مولاه ) .
الثانية : روى أكثر من ستين عالماً وحافظا ومؤرّخاً ، بأنّ أبا بكر وعمر هما أَوّل مَن بارك وهنّأ علياً بالخلافة والولاية ، وقالا له : بخ بخ لك يا علي ، أو قالا له : أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ، وذلك عندما انتهت مراسيم حفل الغدير ، وإعلان النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأنّ علياً هو مولى المؤمنين ، وبعد ما أمر الناس بالبيعة لعلي ( عليه السلام ) .
وممّن روى حديث الغدير ـ حديث ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ـ عن أبي بكر :
1 - الحافظ ابن عقدة ـ 333 هـ‍ ـ قد روى عن مِئة وخمس صحابياً رووا حديث الغدير ، ويذكر في كتابه ( حديث الولاية ) أسماء الرواة وقبائلهم ، ثمّ يخص بالذكر ثمانية عشر راوٍ دون أن يذكر خصائصهم ، ثمّ يقول : إنّ أَوّل مَن روى حديث الغدير هو أبو بكر بن أبي قحافة التيمي ـ 13 هـ‍ ـ (1) .
2 - القاضي أبو بكر الجعابي ـ 356 هـ‍ ـ روى حديث الغدير عن مِئة وخمس وعشرين طريقاً من الصحابة ، منهم أبي بكر (2) .
3 - واستخرج العلاّمة منصور اللاتي الرازي ـ من أعلام القرن الخامس ـ في كتابه ( حديث الغدير ) أسماء مَن روى حديث الغدير مرتّباً على حروف المعجم ، وذكر منهم أبا بكر (3) .
4 - قال العلاّمة ابن المغازلي الشافعي ـ 484 ه‍ـ ـ : وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نحو من مِئة نفس ، منهم العشرة المبشّرة ، وهم : أبو بكر وعثمان وطلحة والزبير. .. وهو حديث ثابت لا أعرف له علة (4) ، تفرّد علي ( عليه السلام ) بهذه
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) أسد الغابة 3 : 274 ترجمة عبد الله بن ياميل ، الإصابة 4 : 226 ترجمة عبد الله بن ياميل رقم 5047 ، الطرائف للسيد ابن طاووس : 140.
( 2 ) المناقب للسروي 3 : 25، بحار الأنوار 37 : 157. وقال رواه صاحب بن عباد وثمانية وسبعون صحابياً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم : أبو بكر ، عمر ، عثمان ، الإمام علي ( عليه السلام ) ، طلحة ، والزبير . ..
( 3 ) المناقب للسروي 3 : 25 ، الغدير للعلاّمة الأميني 1 : 17 و 155. ولمزيد من الاطلاع على هذه المصادر الثلاثة المذكورة راجع : الغدير للعلاّمة الطباطبائي : 41 - 81 ترجمة رقم 6 و 10 و 19 .
( 4 ) لا أعرف له علة ، أي أنّي لم أعرف مخالفاً لهذه الرواية ؛ وذلك لأنّ هذا الحديث المتواتر فاقد لأي عيب ونقيصة ، سنداً ومتناً ، إلاّ أنّ هناك بعض المغرضين والمنحرفين عن علي ( عليه السلام ) .
الفضيلة ليس يشركه فيها أحد (1) .
5 - وأخرجه أيضا العلاّمة الجزري الشافعي في كتابيه ( أسنى المطالب ) و ( أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب ) (2) .
6 - وروى المؤرّخ العلاّمة زيني دحلان ، عن أبي بكر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وأحب مَن أحبه ، وأبغض مَن أبغضه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله ، وأدر الحق معه حيث دار ) (3) .
وأمّا حديث التهنئة فسوف نوافيك به ضمن الأحاديث المروية عن عمر بن الخطاب (4) .
3 - أبو بكر يقول : ملائكة خُلقوا من نور وجه علي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بإسناده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً ، يسبّحون ويقدّسون ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (5) .
وأخرج أيضاً بسند آخر عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب أنّه قال :
حرّفوا بعض ألفاظه ، أو أسقطوا منها شيئاً ، وقد ذكرنا ذلك في كتاب أضواء على الصحيحين . ( المعرّب ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب لابن المغازلي : 27 ذيل ح 39.
( 2 ) أسنى المطالب : 35 تحقيق المحمودي ، وص 12 تحقيق الطنطاوي .
( 3 ) فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين ، بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان 2 : 161.
( 4 ) راجع ص : 74 - 81 ( 5 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) للخوارزمي : 97.
( إنّ الله تعالى خلق ملائكةً من نور وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) (1) .
أقول : ولعلّ هاتين الروايتين حديث واحد ، وإنّما وقع الاختلاف والنقيصة فيه حين التخريج عمداً أو سهواً .
4 - أبو بكر يعترف : النخلة تشهد لعلي ( عليه السلام ) بالوصية .
أخرج العلاّمة العيني الحنفي بسنده عن أبي بكر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك لمّا سمع صوت خرج من النخلة ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أتدرون ما قالت النخلة ؟ قال أبو بكر : قلنا : الله ورسوله أعلم .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : صاحت : هذا محمد رسول الله ، ووصيه علي بن أبي طالب ) (2) .
5 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) خير مَن طلعت عليه الشمس وغربت .
أخرج الحافظ ابن حجر العسقلاني بإسناده عن أبي الأسود الدؤلي قال : سمعت أبا بكر يقول : أيّها الناس ، عليكم بعلي بن أبي طالب ، فإنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( علي خير مَن طلعت عليه الشمس وغربت بعدي ) (3) .
6 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) من النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالنبي من الله عزّ وجلّ .
روى المحب الطبري وغيره بإسنادهم عن ابن عباس قال : . .. قال أبو بكر : يا علي ، ما كنت لأتقدّم رجلاً سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( علي مني كمنزلتي ـ
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 .
( 2 ) مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) للعيني : 15 ح 4 طبعة أعظم بريس حيدر آباد .
( 3 ) لسان الميزان 6 : 78 ترجمة المغيرة بن سعيد البجلي رقم 281.
بمنزلتي ، خ ـ من ربّي ) . أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة (1) .
يعني أنّ منزلة علي ( عليه السلام ) وكرامته عندي كمنزلتي ، وبقدر مالي من المنزلة والكرامة عند الله عزّ وجل .
ورواه أيضاً العلاّمة الحريفيش بلفظ آخر . .. : قال أبو بكر : أنا لا أتقدّم على رجل قال في حقه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً يجيء يوم القيامة ، ومعه أولاده وزوجته على مراكب من البُدن ، فيقول أهل القيامة : أيُّ نبي هذا ؟ فينادي منادٍ : هذا حبيب الله ، هذا علي بن أبي طالب ) (2) .
7 - أبو بكر يعترف : جواز العبور على الصراط بيد علي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الحافظ المحب الطبري ، وآخرون بإسنادهم عن قيس بن أبي حازم قال : التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فتبسّم أبو بكر في وجه علي ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) له : مالك تبسّمت ؟ قال : سمعت رسول الله ( عليه السلام ) يقول : ( لا يجوز أحد الصراط إلاّ مَن كتب له علي الجواز ) . أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة (3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) ذخائر العقبى : 64 ، الرياض النضرة 3 : 118 و 232 ، الصواعق المحرقة : 177، توضيح الدلائل : 239 مخطوط ، الروض الأزهر : 97 ، إحقاق الحق 17 : 194 خرّجه عن وسيلة النجاة : 134، ووسيلة المال : 113، ومناقب العشرة : 12. مناقب سيدنا علي : 39 ، أرجح المطالب : 468 .
( 2 ) إحقاق الحق 15 : 439 أخرجه عن الروض الفائق في المواعظ والدقائق ، لشعيب بن عبد الله المعروف بالحريفيش : 267 .
( 3 ) ذخائر العقبى : 71 ، الرياض النضرة 3 : 137 ، الصواعق المحرقة : 126 أخرجه عن ابن السمان والعسقلاني في المطالب العالية ، ينابيع المودة : 419 باب ( 70 ) المناقب
وأخرج العلاّمة الخطيب البغدادي بسنده عن أنس بن مالك قال : قال أبو بكر عند موته :
سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد ، إلاّ بجواز من علي بن أبي طالب ) (1) .
وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي : هل ترى أنّ مَن تقلّد الخلافة زوراً وظلماً وغصباً ، وأخذ البيعة من علي ( عليه السلام ) قهراً وكرهاً ، ويعترف قائلاً : ليتني لم أكشف بيت فاطمة ، ولو أعلن علي الحرب (2) ،
ـــــــــــــــــــــــــ
المرتضوية للكشفي الترمذي : 91 ، إسعاف الراغبين : 176 ، الروض الأزهر للسيد شاه تقي : 97 ، وسيلة النجاة : 135 ، وسيلة المال : 122 مخطوط ، فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين 2 : 161، أرجح المطالب : 550 ، المناقب لابن المغازلي : 119، مناقب سيدنا علي : 45.
( 1 ) تاريخ بغداد 10 : 357 . أقول : أخرجه الخطيب وفيه من الزوائد والإضافات ما يدل على كون هذه الزوائد من المدسوسات والتحريفات ، ثمّ يعقّب الخطيب على الرواية وزوائدها ويقول : هذا من حكاية القصّاصين ، ولكن لمّا تنظر وتتمعّن في النص ، الذي أخرجه الحفّاظ والمحدّثون ، وكما جاء في المصادر المتكثرة ، والتي هي خالية من الزوائد البغدادية وتحريفاته للحديث ، لعرفت أنّ الخطيب زوّر الحديث وزيّفه حسب ما تهواه نفسه .
( 2 ) فلو أردت أيّها القارئ أن تطّلع على اعتراف أبي بكر ، بأنّه هو الذي أمر بإحراق باب بيت الزهراء ( عليها السلام ) فراجع مضّانه في المصادر التالية :
الأموال لأبي عبيد : 194 ، الإمامة والسياسة : 18 ، الكامل للمبرد : روى عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 : 46 ، وج 6 : 51 و 20 : 24، السقيفة وفدك للجوهري : 40 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 137 ، تاريخ الطبري 3 : 43 حوادث سنة 13 ه‍ـ ، العقد الفريد 4 : 268 ، مروج الذهب 2 : 301 ، المعجم الكبير 1 : 19 ح 43 ، تاريخ مدينة دمشق 30 : 422 ، كنز العمال 5 : 631 ح 14133 ، أخرجه عن الأموال ، والضعفاء للعقيلي ، وفضائل الصحابة للطرابلسي والطبراني وابن عساكر ومسند سعيد بن منصور ، ميزان الاعتدال 3 : 109 ترجمة علوان بن داود رقم 5763 ، تاريخ الإسلام للذهبي 3 : 117 - 188 ، لسان الميزان 4 : 189 ترجمة علوان بن داود رقم 502 ، منتخب كنز العمال 2 : 171 ، الضعفاء للعقيلي 3 : 420 ترجمة علوان بن داود البجلي رقم 1461 .
حتى آلَ الأمر به وبأصحابه أن يحرقوا باب دار علي وفاطمة بالنار ، ويضربوا بنت المصطفى وزوجة المرتضى فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، حتى أسقطت ما في بطنها ، ويأمر أتباعه وملازميه بملاحقة علي ( عليه السلام ) ، وأباح لهم التعدي عليه ، حتى أن وصل الأمر بهم أن قام الإمام علي ( عليه السلام ) يشكو ويئن من قسوتهم وظلمهم وتعديهم . .. فهل ترى مثل هذا يجوز الصراط ، في حين أنّ جواز العبور بيد علي ( عليه السلام ) كما اعترف هو بنفسه ؟ .
8 - أبو بكر يعترف : النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) عبادة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن المغازلي الشافعي وغيره من الحفّاظ ، بإسنادهم عن عائشة قالت : رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) ، فقلت : يا أبة ، أراك تكثر النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) ؟ فقال : يا بُنية ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) (1) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب لابن المغازلي : 210 ح 252 أخرجه بسندين ، المجالسة وجواهر العلم لأبي بكر الدينوري : 514 ، المناقب للخوارزمي : 362 فصل ( 23 ) ح 375 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 350 ، الرياض النضرة 3 : 120 ، مسلسلات ابن الجوزي : 17 ح 13 مخطوط ، نهاية العقول للرازي : 17 ، إحقاق الحق 7 : 110 ، ذخائر العقبى : 95 عن تاريخ مدينة دمشق ، كفاية الطالب : 161 باب ( 34 ) ، سير أعلام النبلاء 15 : 542 ، البداية والنهاية 7 : 357 ، تاريخ الخلفاء : 172 ، الصواعق المحرقة : 177، اللآلئ المصنوعة 1 : 345 أخرجه عن تاريخ ابن النجّار وصحّحه ، التعقّبات للسيوطي : 57 ، المناقب المرتضوية : 83 ، مناقب العشرة : 34 و 36 ، أخرج عنهم إحقاق الحق 7 : 109 وج 17 : 152 ، مناقب سيدنا علي : 19 ح 56 أخرجه عن الحاكم وابن عساكر ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد 5 : 31 ، وسيلة المال : 134 ، الروض الأزهر : 97 .
9 - أبو بكر يعترف : عدل علي ( عليه السلام ) مساوٍ لعدل النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي وغيره من الحفّاظ ، عن الحبشي بن جنادة قال : كنت جالساً عند أبي بكر الصدّيق ، فقال : مَن كانت له عند رسول الله عِدة ، فليقم ، فقام رجل فقال : إنّه قد وعدني ثلاث حَثَيات من تمر ، فقال أبو بكر : أرسلوا إلى علي ( عليه السلام ) ، فجاء فقال أبو بكر : يا أبا الحسن ، إنّ هذا يزعم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعده أن يحثي له ثلاث حَثَيات من تمر ، فاحثِها له ، فحثاها .
فقال أبو بكر : عدّوها ، فوجدوا في كل حَثية ستين تمرةً ، لا تزيد واحدة على الأخرى . فقال أبو بكر : صدق الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة الهجرة ـ ونحن خارجون من الغار نريد المدينة ـ : ( يا أبا بكر ، كفي وكف علي في العدل سواء ) .
وورد أيضاً ( في العدد ) بدلاً عن ( في العدل ) (1) .

سواسية النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي في العدل .
وروى العلاّمة الخطيب البغدادي بسنده عن أنس بن مالك ، عن عمر بن الخطاب ، قال : حدثني أبو بكر ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : جئت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله )
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ بغداد 5 : 37 و 8 : 76 ، المناقب للخوارزمي : 296 فصل ( 19 ) ح 290 ، المناقب لابن المغازلي : 129 ح 170 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 369 ، تاريخ الخلفاء : 93 ح 98 ، الرياض النضرة 3 : 120، منتخب كنز العمال 5 : 31 ، ينابيع المودة : 233 و 252 ، سعد الشموس والأقمار : 211، أرجح المطالب ، 256، الكوكب الدري لمحمد صالح الحنفي : 122 ، فرائد السمطين 1 : 50 ح 15.
وبين يديه تمر ، فسلّمت عليه ، فردّ علي وناولني من التمر مِلء كفه ، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة ، ثمّ مضيت من عنده إلى عند علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبين يديه تمر ، فسلّمت عليه ، فردّ عليّ وضحك إلي وناولني من التمر مِلء كفه ، فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة ، فكثر تعجّبي من ذلك ، فرجعت إلى النبي فقلت : يا رسول الله ، جئتك وبين يديك تمر ، فناولتني مِلء كفك ، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة ، ثمّ مضيت إلى عند علي بن أبي طالب وبين يديه تمر ، فناولني مِلء كفه ، فعددته ثلاثاً وسبعين ، فتعجّبت من ذلك . فتبسّم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : ( يا أبا هريرة ، أَما علمت أنّ يدي ويد علي في العدل سواء ) (1) .


10 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) أسبق الناس بيعةً للنبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر عن الدار قطني بسنده عن أبي رافع ، قال : كنت قاعداً بعد ما بايع الناس أبا بكر ، فسمعت أبا بكر يقول للعباس : أنشدك الله ، هل أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم ، وجمعكم دون قريش ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بني عبد المطلب ، إنّه لم يبعث الله نبياً ، إلاّ جعل له من أهله أخاً ووزيراً ووصياً وخليفةً في أهله ، فمَن منكم ـ يقوم و ـ يبايعني ، على أن يكون أخي ووزيري ، ووصيي وخليفتي في أهلي ؟ فلم يقم منكم أحد . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا بني عبد المطلب ، كونوا في الإسلام رؤساء ولا تكونوا أذناباً ، والله ليقومنّ قائمكم أو لتكوننّ في غيركم ثمّ لتندُمنّ ) ، فقام علي من بينكم ، فبايعه على ما شرط له ودعا إليه ، أتعلم هذا له من
ـــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ بغداد 8 : 76 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 368 ، كفاية الطالب : 256 فصل ( 62 ) ، فرائد السمطين 1 : 50 ح 15.

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال العباس : نعم (1) .
وأخرج العلاّمة الحافظ محمد بن جرير الطبري ، بإسناده عن أبي رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه كان عند أبي بكر إذ جاء علي والعباس ، فقال العباس : أنا عم رسول الله ووارثه وقد حال علي بيني وبين تركته ، فقال أبو بكر : فأين كنت يا عباس حين جمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) بني عبد المطلب وأنت أحدهم فقال : ( أيّكم يؤازرني ، ويكون وصيي ، وخليفتي في أهلي ، وينجز عدتي ، ويقضي دَيني ؟ ) فقال له العباس : بمجلسك تقدّمته وتأمّرت عليه ، أي إن كان هكذا كما تقول : لماذا تقدّمت عليه وغصبت أمره ؟ .
فقال أبو بكر : أغدراً يا بني عبد المطلب (2) ؟ أي أنّكما ـ يا علي ويا عباس ـ أردتما بدعواكما هذه المصطنعة على إرث النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتركته ، أن تأخذا مني الإقرار والاعتراف بحق علي ( عليه السلام ) وأولويته للخلافة ، وتحكموا عليّ بما أَتفوه به ، وأقوله بنفسي ولساني ، يعني : تديناني وتلزماني من فمي .
وأمّا ابن عساكر الدمشقي فعندما نقل الحديث أسقط منه صدره ـ أي مجيء العباس وعلي إلى أبي بكر ، وهما يتحاكمان إليه مسالة إرث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ وهكذا أسقط ذيله ، أي كلمة العباس لأبي بكر ، حيث يدينه على تقدّمه وتأمّره على
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 50 ، تأويل مختلف الحديث : 35 .
( 2 ) المسترشد : 577 ح 249 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 158 ذكره ضمن الحوار الذي دار بين عمر بن الخطاب وبين ابن عباس . وأشار إلى هذا الحديث ابن عبد ربّه في العقد الفريد 2 : 412 ولكنّه حرّف وشوّه المتن منه .

الإمام علي ( عليه السلام ) ، ممّا يدل على مخالفة أبي بكر لأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
وعلى الرغم من أنّ الحديث الذي رواه ابن عساكر مبتور الصدر والذيل ، لكنّه يكشف عن حقيقة في غاية الأهمية وهي : إثبات الخلافة لعلي ( عليه السلام ) بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّه متقدم في إيمانه وإسلامه على غيره .
وملخّص القول : أنّ أبا بكر حين يروي هذا الحديث ، يعترف ويقر بأفضلية الإمام علي ( عليه السلام ) ، وهذا الاعتراف خير دليل ، وأفضل شاهد ، على أنّ علياً ( عليه السلام ) أقدم الناس إسلاماً ، وأنّه أَوّل مَن آمن وأعلن حمايته للنبي ومناصرته إيّاه في بدء الدعوة ، وأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قلّده في مقابل هذه الأمور ، وسام الأخوة والوزارة والوصاية والخلافة من بعده . فتأمل .

11 - أبو بكر يعترف : حرب علي وسلمه ، هو حرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسلمه .
أخرج العلاّمة الحافظ المحب الطبري ، وآخرون من حفّاظ أهل السُنة ومحدثيهم ، بإسنادهم عن أبي بكر قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خيّم خيمةً ، وهو متكئ عل قوس عربية ، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال : ( يا معشر المسلمين ، أنا سِلم لمَن سالم أهل الخيمة ، وحَرب لمَن حاربهم ، لا يحبهم إلاّ سعيد الجد ، طيب الولادة ، ولا يبغضهم إلاّ شقي الجد ، رديء الولادة ) ، وزاد العلاّمة الخطيب الخوارزمي فيما أخرجه : فقال رجل لزيد ـ راوي الحديث ـ : يا زيد ، أأنت سمعت هذا منه ـ أي من أبي بكر ـ ؟ قال زيد : إي وربِّ الكعبة (1) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الرياض النضرة 3 : 154 ، المناقب للخوارزمي : 296 فصل ( 19 ) ح 291 ، أهل البيت

12 - أبو بكر يأمر بمداراة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
أخرج العلاّمة جلال الدين السيوطي ، عن البخاري بإسناده ، عن أبي بكر في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (1) . أنّه قال : ارقبوا محمداً ( صلى الله عليه وآله ) في أهل بيته (2) .
أقول : لا يخفى على الخبير أنّ علياً ( عليه السلام ) ، هو أَوّل الناس وأقربهم مصداقيةً لأهل البيت والعترة ( عليهم السلام ) ، بعد فاطمة سيدة النساء ( عليها السلام ) ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوصي الناس دائماً بعلي ( عليه السلام ) ، ولكن لو راجعت التاريخ لرأيت ، أنّ أبا بكر هو أَوّل مَن رعى حقه ومداراته ، وأثبت رعايته ومراقبته للعترة الطاهرة ، كما قال : ليتني لم أكشف. .. (3) .

13 - أبو بكر يستقيل الناس ، ويعترف بأولوية علي ( عليه السلام ) بالخلافة .
أخرج حجة الإسلام أبو حامد الغزالي ، وابن روزبهان الشيرازي ـ وهو من متكلمي أهل السُنة ـ عن أبي بكر أنّه قال وهو على المنبر : ( أقيلوني ولست بخيّركم وعلي فيكم ) ، ولا ريب أنّ هذه الإقالة هي الإقالة من الخلافة ، وبعبارة أخرى : إنّ الخليفة ـ أبا بكر ـ نوّه بقوله هذا للمسلمين : فإن كنتم قد بايعتموني على أنّي أفضلكم وخيّركم فأقيلوا البيعة ؛ وذلك لأنّي لست كذلك ، ولست بخيّركم وأفضلكم ، وهذا
ــــــــــــــــــــــ
لتوفيق أبو علم : 8 و 227، الإمام علي ( عليه السلام ) لتوفيق أبو علم : 66. مرآة المؤمنين لولي الله اللكهنوي : 84 ، أرجح المطالب : 309.
( 1 ) الشورى : 23.
( 2 ) الدر المنثور 6 : 7 ، تاريخ الخلفاء : 98 ، الصواعق المحرقة : 176.
( 3 ) راجع ص 41 عند البحث عن قول أبي بكر ليتني لم أكشف بيت فاطمة ؛ لتزداد خبراً إلى خبر ، على حقيقة قول أبي بكر بالمراقبة والمداراة بأهل البيت ( عليهم السلام ) .

علي ( عليه السلام ) فيكم (1) .
وأخرج السبط ابن الجوزي (2) ، هذا الحديث عن أبي حامد الغزالي ، في كتابه سرّ العالمين بزيادة في الشرح والبيان فقال : قول أبي بكر على منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أقيلوني فلست بخيّركم . قال : أَفقال ـ أي أبو بكر ـ ذلك هزلاً أو جِداً أو امتحاناً ؟ فإن كان هزلاً فالخلفاء منزّهون عن الهزل ، وإن كان جِداً فهذا نقض للخلافة ، وإن كان امتحاناً فالصحابة لا يليق بهم الامتحان لقوله تعالى : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ) (3) .
ولتوضيح المراد أنقل للقارئ ما ذكره متكلّم أهل السُنة العلاّمة القوشجي ، في بيان إقرار أبي بكر فإنّه قال : وليتكم ولست بخيّركم وعلي فيكم ، فهذه العبارة صريحة في مسالة الخلافة كما ترى (4) .
وعلى أي حال ، فإنّ كلا العبارتين ( أقيلوني ) أو ( وليتكم ) صريحتان في اعتراف أبي بكر ، بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) أولى بالخلافة والولاية بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّ طلبه الاستقالة يمكن أن يحتج به على أبي بكر ، ويلزمه باعترافه هذا ، وزد على ذلك أيضاً أنّ مقولة أبي بكر حجة قاطعة وبالغة ، على كل مَن يريد التخرّص بلفه ونشره الفاسد ، أن يقول بأولوية أبي بكر ، وأفضليته على علي ( عليه السلام ) ، وهو يريد بزعمه هذا الإغماض والتغافل عن كل الشواهد القرآنية والحديثية والتاريخية ، الدالة على أولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأحقيته للخلافة .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) سرّ العالمين لأبي حامد الغزالي : إبطال الباطل لابن روزبهان ، أورده في الجواب على الطعن السابع على أبي بكر ، في مسالة إحراق بيت الزهراء ( عليها السلام ) ، تشييد المطاعن 1 : 149، بحار الأنوار 28 : 201.
( 2 ) تذكرة الخواص : 62.
( 3 ) الأعراف : 43.
( 4 ) شرح تجريد الاعتقاد : 371 المقصد الخامس من مبحث الإمامة .
14 - أبو بكر يعترف : جواز عبور الصراط بيد علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن أبي بكر قال : إنّ على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد ، إلاّ بجواز من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) (1) .
15 - أبو بكر يعترف : علي شبيه آدم ونوح وإبراهيم ( عليهم السلام ) .
أخرج الحافظ الخطيب الخوارزمي بإسناده عن الحارث الأعور ـ صاحب راية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ قال : بلغنا أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في جمع من أصحابه فقال : ( أيّكم آدم في علمه ، ونوح في فهمه ، وإبراهيم في حكمته ؟ ) فلم يكن بأسرع من أن طلع علي ( عليه السلام ) ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أَقِست رجلاً بثلاثة من الرسل ، بخ بخ لهذا الرجل ، مَن هو ، يا رسول الله ؟ قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( أَوَ لا تعرفه يا أبا بكر ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال ( صلى الله عليه وآله ) : هو أبو الحسن علي بن أبي طالب ) ، قال أبو بكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، وأين مثلك يا أبا الحسن (2) ؟ .
16 - أبو بكر وعمر يعترفان : علي أمير المؤمنين .
أخرج الحافظ الشيخ عبيد الله الأمر تسري الحنفي ، عن طريق الحافظ ابن مردويه الأصفهاني ، بإسناده عن سالم مولى أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) قال : كنت مع علي ( عليه السلام ) في أرض نعمل ، إذ جاء أبو بكر وعمر إلى علي ( عليه السلام ) وقالا : السلام
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) لسان الميزان 4 : 111 ترجمة عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حمويه رقم 225.
( 2 ) المناقب : 88 ح 79 ، أرجح المطالب : 454 أخرجه عن ابن مردويه.
عليك يا أمير المؤمنين ، فقيل لهما : أكنتما تسلّمان عليه في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بإمرة المؤمنين ؟ قال عمر : هكذا أمرنا النبي ( صلى الله عليه وآله ) (1) .
17 - أبو بكر يعترف : المنبر حق علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة ابن أبي الحديد روايةً عن الشعبي قال : قال الحسن بن علي ( عليه السلام ) إلى أبي بكر ، وهو يخطب على المنبر فقال له : ( انزل عن منبر أبي ) ، فقال أبو بكر : صدقت ، والله ، إنّه لمنبر أبيك لا منبر أبي (2) ، أخرجه أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة (3) .
18 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة المناوي في كتابه فيض القدير شرح الجامع الصغير ، في بيان الحديث النبوي ( مَن كنت وليه فعلي وليه ) ، وقال : ورواه الديلمي بلفظ : ( مَن كنت نبيه فعلي وليه ) ؛ ولهذا قال أبو بكر فيما أخرجه الدار قطني : علي عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أي أنّ علياً هو من الذين حثّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) على التمسّك بهم ، والاقتداء بهديهم ؛ لأنّهم النجوم التي يهتدي بهم المقتدي والمتمسك (4) .
وقال ابن كثير : أخرج الدار قطني في كتابه الفضائل ، بسنده عن معقل بن
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 15، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 20 ح 61.
( 2 ) شرح نهج البلاغة 6 : 42 - 43 ، الرياض النضرة 1 : 187 ، الصواعق المحرقة : 177 ، السيرة الحلبية 1 : 442 ، تاريخ الخلفاء : 80 ، كنز العمال 5 : 616 ح 14085 أخرجه عن أبي نعيم والجابري ، ينابيع المودة : 306 باب ( 59 ) فصل في الآيات النازلة بشان أهل البيت ( عليهم السلام ) رواه عن الدار قطني ، الإتحاف بحب الأشراف : 23.
( 3 ) السقيفة وفدك : 66 ـ 67.
( 4 ) فيض القدير 6 : 218.
يسار قال : سمعت أبا بكر يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (1) .
وبناءً على هذا ، فمَن تمعّن ودقّق في مفاد حديث الثقلين ، الذي تواتر تخريجه عند السنة والشيعة ، وثبت صدوره وقطعيته عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث قال : ( إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا أبداً ) (2) ، عرف وتيقّن بأنّ الرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قرن العترة بالقرآن ، وجعلها عدلاً له ، وأنّها هي التي تفسّر القرآن ، وتكشف رموزه ؛ ولهذا كان التمسّك بالقرآن والعترة والانقياد إليهما واتّباعهما ، هو السبيل الوحيد في الاهتداء إلى الصواب ، والنجاة من الضلالة والغواية ، اللذَينِ يتبعهما الخزي والعار في الدار الآخرة .
وبناءً على ما اعترف به أبو بكر اعترافاً صريحاً ، بأنّ الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) هو العترة ، فبأي مستمسك شرعي ودليل ديني ، أزاح أبو بكر علياً ( عليه السلام ) عن الخلافة ، التي هي محط إجراء الأحكام القرآنية ، والمرجع في تبليغ تعاليم القرآن وبيان حقائقه ، حتى أنّ أبا بكر لم يكتفِ بهذا فقط ، بل فرض على علي ( عليه السلام ) الإقامة القهرية في داره ، منذ أن غصب الخلافة حتى نهاية خلافة عثمان ، والتي دامت مدة ربع قرن ، بل إنّه لم يرضَ بذلك حتى أن أمر بإحراق دار علي ( عليه السلام ) ، وسحبوا علياً
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وسيلة المال لابن كثير نقل عنه الغدير 1 : 303 و 398.
( 2 ) أَلّف العلاّمة المحقّق آية الله مير حامد حسين النيسابوري اللكهنوي موسوعةً كبيرة ، في إثبات ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأولاده الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ، عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والاستدلال على أَحقية خلافتهم ، وأسماها بعبقات الأنوار ، وخصّ المؤلّف المحقّق مجلدينِ من هذه الموسوعة ، في إثبات صحة طرق حديث الثقلين من كتب أهل السُنة وصحاحهم ، ودلالته على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
وقد أبدع المؤلّف في هذا الكتاب بحثاً عميقاً وأنيقاًَ وعلمياً ، في إثبات حديث الثقلين سنداً ومتناً ، وقد قمنا بتحقيق هذين المجلدينِ تحقيقاً علمياً ، وخرج بعد ذلك في ستة أجزاء ، وطُبع في مدينة أصفهان ، وشرحنا ترجمة المؤلّف وخصائص كتابه في مقدمة تحقيقنا فليراجع .
مقيّداً إلى المسجد النبوي ؛ لمبايعة الخليفة السقيفي كرهاً وزوراً .

19 - أبو بكر يعترف : علي أقرب الناس لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة المحب الطبري بطريقه عن الشعبي قال : إنّ أبا بكر نظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : مَن سرّه أن ينظر إلى أقرب الناس قرابةً من رسول الله ، وأعظمهم عنه غنىً ، وأحظّهم عنده منزلةً فلينظر ـ وأشار ـ إلى علي بن أبي طالب . خرّجه ابن السمان (1) .
وأخرج المحدّث الدار قطني ـ بإسناده عن الشعبي ـ الحديث بلفظ آخر عن أبي بكر : مَن سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلةً ، عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلينظر إلى هذا الطالع (2) ـ أي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
20 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) كالنبي ( صلى الله عليه وآله ) في الرتبة .
أخرج العلاّمة الشيخ أبو المكارم علاء الدين السمناني ـ 736 ه‍ـ ـ في كتابه ( العروة الوثقى ) بعد أن روى حديث المنزلة ، وحديث الغدير ، ودعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ) ، ثمّ قال : وهذا حديث متفق على
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 119 ، المناقب للخوارزمي : 161 فصل ( 14 ) ح 193 ، نظم درر السمطين : 129 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 73 ، وفيه : وأفضلهم دالةً ـ أي دلالة ـ ، كنز العمال 13 : 115 ح 36375 خرّجه عن الأثرات لابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم ، الصواعق المحرقة : 177 ، فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين بهامش السيرة النبوية 2 : 16 .
( 2 ) أرجح المطالب : 467 أخرجه عن ابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 49 خرّجه عن الدار قطني وابن السمان ، مفتاح النجاة : 29، الروض الأزهر : 362.
صحته ، فصار ( عليه السلام ) سيد الأولياء ، وكان قلبه على قلب محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
وأضاف قائلاً : وإلى هذا السر أشار سيد الصدّيقين ، صاحب غار النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أبو بكر ، حين بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى علي ( عليه السلام ) ؛ لاستحضاره فقال : يا أبا عبيدة ، أنت أمين هذه الأمّة ، أبعثك إلى مَن هو في مرتبة مَن فقدناه بالأمس ـ يعني النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ ينبغي أن تتكلم عنده بحسن الأدب (1) .
أقول : ولعلّني أمكنني أن أتفهّم معنى هذا الإحضار ، وأمر أبي بكر أبا عبيدة بمراعاة المرونة والأدب وحسن المعاملة ، مع علي ( عليه السلام ) ، وأتفهّم وأعقل متى كان هذا الأمر من أبي بكر ولِمَ أمر بذلك ؟ وليته قد أمر بذلك لمّا أرسل عمر بن الخطاب لإحضار علي إلى سقيفة بني ساعدة . .. وما جرى عليه ( عليه السلام ) ـ بعد ذلك ـ .
تأمل أيّها القارئ الخبير في هذا المختصر ، فإنّ الحر تكفيه الإشارة .
21 - أبو بكر يعترف : إنّه عاجز عن وصف النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة محب الدين الطبري بسنده عن ابن عمر قال : إنّ اليهود جاءوا إلى أبي بكر فقالوا له : صف لنا صاحبك ـ أي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ . فقال : معشر اليهود ، لقد كنت معه في الغار كإصبعي هاتينِ ، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفي خنصره ، ولكنّ الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله ) شديد ، وهذا علي بن أبي طالب ، فأتوا علياً ( عليه السلام ) فقالوا : يا أبا الحسن ، صف لنا ابن عمك ، فقال ( عليه السلام ) : ( لم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالطويلِ الذاهب طولاً ، ولا بالقصيرِ المتردّد ، كان فوقَ الربعة ، أبيضَ اللونِ ، مشرباً حمرة ، جعدَ الشعرِ ، ليس بالقطط ، يضرب
ــــــــــــــــــ
( 1 ) الغدير 1 : 297.
شعره إلى أرنبته ، صلت الجبينِ ، أدعجَ العينين ، دقيقَ المسربةِ ، برّاقَ الثنايا ، أقنى الأنفِ ، كان عنقه إبريقَ فضةٍ ، له شعرات من لبتهِ إلى سرتهِ ، كأنّهنّ قضيب مسك أسود ، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهنّ ، وكان شئن الكف والقدم ، وإذا مشى كأنّما يتقلّع من صخرٍ ، وإذا التفتَ التفتَ بمجامعِ بدنهِ ، وإذا قام غمر الناسَ ، وإذا قعد علا الناسَ ، وإذا تكلم أنصت الناس ، وإذا خطب أبكى الناسَ ، وكان أرحمَ الناس بالناس ، لليتيمِ كالأبِ الرحيم ، وللأرملةِ كالكريمِ الكريم ، أشجعَ الناس ، وأبذلَهم كفاً ، وأصبحَهم وجهاً ، لباسه العباء ، وطعامه خبز الشعير ، وإدامه اللبن ، ووساده الأُدم محشو بليف النخل ، سريره أمّ غيلان مرمّل بالشريف ، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب ، والأخرى العقاب ، وكان سيفه ذا الفقار ، ورايته الغرّاء ، وناقته العضباء ، وبغلته دلدل ، وحماره يعفور ، وفرسه مرتجز ، وشاته بركة ، وقضيبه الممشوق ، ولواؤه الحمد ، وكان يعقلُ البعيرَ ، ويعلف الناضحَ ، ويرقّعُ الثوبَ ، ويخصفُ النعلَ ) (1) .
هكذا وصف لهم علي ( عليه السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأوصاف حميدة ، وخصال تامة من الناحية الجسمية والنفسية والخلقية .
وكيف كان ( صلى الله عليه وآله ) يتعامل مع الناس ، حتى ذكر ( عليه السلام ) لهم مركب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعمامته وسيفه وغيره .
وتجدر الإشارة إلى ما يضحك الثكلى ، كيف يعجز مَن يعتقد أبناء السُنة وأتباع الخلافة فيه ، بأنّه أَوّل المسلمين إيماناً ، وأنّه لم يفارق النبي ( صلى الله عليه وآله ) خلال ثلاث وعشرين سنة ، من بدء الدعوة حتى وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو للحظة قصيرة ؟ وكيف يتصور أنّ مَن يدعي الخلافة والإمامة ، وأنّه القائم مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يعجز عن توصيف مستخلفه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ كما يدعي هو ـ ويبيّن خصاله الخَلقية والخُلقية ، وتراه عندما
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 162 - 163 ، ذخائر العقبى : 80 . أوردنا الحديث بكامله ؛ لِما فيه بيان شمائل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وخصائصه . ( المعرّب ) .
يعجز عن ذلك ، يضطر أن يبعث السائل اليهودي إلى الإمام علي ( عليه السلام ) ليأخذ الجواب ؟
فعلى هذا ، فهل يمكن التوقّع من أبي بكر أن يصف لنا النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الناحية العلمية والدينية والأخلاقية ، بينما هو عاجز عن توصيفه من الناحية الجسمية ؟ وهل يعقل أن نلتمس من أبي بكر أن يخطو خُطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويسير على نهجه ، ويواصل سبيله ؛ لكي يشدّ عزم المسلمين في دينهم ، ويهدي الكافرين إلى الصراط المستقيم ، ويسوقهم نحو معرفة شخصية الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يعجز عن توصيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ .
22 - أبو بكر يستشير علياً ( عليه السلام ) ويمنعه من الجهاد .
قال العلاّمة الشيخ محمد مخلوف المالكي ـ وهو من علماء مصر المعاصرين ـ :
كان أبو بكر كثيراً ما يحرص على آراء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ ولذلك كان يدأب في إبقاء الإمام علي ( عليه السلام ) بجواره في المدينة ، ولم يرضَ له الخروج من المدينة والحجاز ، أو الاشتراك في الحروب مع المجاهدين (1) .
23 - أبو بكر يرجع إلى علي ( عليه السلام ) في حلّ مسائل اليهودي .
روى العلاّمة الأديب ابن دريد البصري في كتابه المجتنى ، بسنده عن أنس بن مالك قال : أقبل يهودي بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى دخل المسجد فقال : أين وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فأشار القوم إلى أبى بكر ، فوقف عليه فقال : أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبي أو وصي نبي ، قال أبو بكر : سل عمّا بدا لك قال اليهودي : أخبرني عمّا ليس لله ، وعمّا ليس عند الله ، وعمّا لا يعلمه الله ؟
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) طبقات المالكية 2 : 41.
فقال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة ، يا يهودي ، وَهمّ أبو بكر والمسلمون رضي الله عنهم باليهودي .
فقال ابن عباس رضي الله عنهما : ما أنصفتم الرجل ، فقال أبو بكر : أَما سمعت ما تكلم به ؟ فقال ابن عباس : إن كان عندكم جوابه وإلاّ فاذهبوا به إلى علي ( عليه السلام ) يجيبه ، فإنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( اللهم اهدِ قلبه ، وثبّت لسانه ) .
قال أنس : فقام أبو بكر ومَن حضره حتى أتوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فاستأذنوا عليه ، فقال أبو بكر : يا أبا الحسن ، إنّ هذا اليهودي سألني مسائل للزنادقة ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( ما تقول ، يا يهودي ؟ قال : أسالك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبي ، أو وصي نبي ، فقال ( عليه السلام ) له : قل . فردّ اليهودي المسائل . فقال علي ( عليه السلام ) : أمّا ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود : إنّ عزيراً ابن الله ، والله لا يعلم أنّ له ولداً ، وأمّا قولك : أخبرني بما ليس عند الله ، فليس عنده ظلم للعباد ، وأمّا قولك : أخبرني بما ليس لله ، فليس لله شريك ) ، فقال اليهودي : أشهد أن لا إله الله ، وأنّ محمد رسول الله ، وأنّك وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال أبو بكر والمسلمون لعلي ( عليه السلام ) : يا مفرّج الكرب .
وجاء في رواية العلاّمة المحدّث الشهير بابن حسنويه الحنفي في كتابه ( در بحر المناقب ) ـ بعد ما شهد اليهودي الشهادتين فضجّ الناس عند ذلك ـ فقال أبو بكر : يا كاشف الكربات ، أنت يا علي فارج الهم (1) .
قال أنس : فعند ذلك خرج أبو بكر ورقى المنبر وقال : أقيلوني فلست بخيّركم وعلي فيكم ، قال أنس : فخرج عليه عمر وقال : يا أبا بكر ، ما هذا الكلام ، فقد ارتضيناك لأنفسنا ؟! ثمّ أنزله عن المنبر (2) .

24 - أبو بكر يرجع إلى علي ( عليه السلام ) في القضاء .
أخرج الحافظ جلال الدين السيوطي ، وآخرون من أعلام الحديث عند السُنة عن ثلاث طرق قالوا : إنّ خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر ، أنّه وُجد في بعض نواحي العرب رجلاً يُنكح كما تُنكح المرأة . فاستشار أبو بكر أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وفيهم أمير المؤمنين علي كرّم الله وجهه ، وكان أشدهم قولاً ، فقال عليه السلام : ( إنّ هذا الذنب لم تعصِ به أمّة من الأمم إلاّ واحدة ، فصنع الله بها ما قد علمتم ، أرى أن تحرقه بالنار ) . فأجمع رأي أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أن يحرقوه بالنار ، فكتب أبو بكر الصدّيق إلى خالد بن الوليد بأن يحرقه ، فحرقه ، ثمّ حرقهم ابن الزبير في إمارته ، ثمّ حرقهم هشام بن عبد الملك (3) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) علي بن أبي طالب إمام العارفين لأحمد بن صدّيق الغماري : 99 ، المجتنى : 35 نقل عنه الغدير 7 : 179 وإحقاق الحق 7 : 73.
( 2 ) در بحر المناقب : 76 نقل عنه إحقاق الحق 8 : 240.
( 3 ) راجع : الدر المنثور 3 : 346 قال : وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي ، وابن المنذر والبيهقي في شُعب الإيمان ، مسند علي بن أبي طالب للسيوطي : 256 ح 799 ، أعلام
25 - أبو بكر يستشير علياً في غزو الروم .
أخرج المؤرّخ المشهور العلاّمة ابن واضح اليعقوبي : أراد أبو بكر أن يغزو الروم ، فشاور جماعةً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقدّموا وأخّروا ، فاستشار علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأشار عليه أن يفعل ، فقال : ( إن فعلت ظفرت ) . فقال أبو بكر : بشّرت بخير ، فغزا المسلمون الروم ، وفتحوا بيت المقدس ، التي كانت تحت وطأة اليهود يوم ذاك ، وانهزم اليهود ، ووقع ما أخبر به أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وكان ذلك في عام ثلاث عشر من الهجرة (1) .
وأخرج ابن عساكر هذا الحديث بزيادات وإضافات في ألفاظه ومتنه ، حيث إنّه نقل سؤال أبي بكر لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عن منبع علمه بالظفر والانتصار في غزوة الروم ، وجواب علي ( عليه السلام ) عن ذلك (2) .
ــــــــــــــــــــــ
الموقعين 4 : 378 ، كنز العمال 5 : 469 ح 13643 ، الطرق الحكمية : 15، إحقاق الحق 8 : 229 أخرجه عن الداء والدواء : 248 والجواب الكافي لمَن سأل الدواء الشافي : 146، الكبائر للذهبي : 58 ، السُنن الكبرى 8 : 232 أخرجه باختصار، المدخل للحاج الفاسي 3 : 119 نقل عنه إحقاق الحق 17 : 446 . انظر الهامش . أقول : ولكنّي لم أجد هذا الحديث في كتاب ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية ، وتحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول ، ويسرى عبد الغني عبد الله . ولعلّ المحقّقينِ حذفاه ؛ تكريماً لخليفتهم وتعتيماً على جهله ، وأنّ الخليفة أخذ برأي الإمام علي ( عليه السلام ) ( المعرّب ) .
( 1 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 132.
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 2 : 64، إحقاق الحق 8 : 237 خرّجه عن تاريخ دمشق .
الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عمر بن الخطاب
1 - عمر يعترف : علي هو الولي وأخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الحافظ العلاّمة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنويه ـ 680 هـ‍ ـ بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لمّا كان يوم المؤاخاة ، وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي ( عليه السلام ) واقف يراه ويعلم مكانه ، لم يؤاخِ بينه وبين أحد ، فانصرف علي ( عليه السلام ) باكي العين .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بلال ، اذهب فائتني به . فمضى بلال وأتى علياً ، وقد دخل منزله فرأته فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قال ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، آخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف يراني ويعلم مكاني ، لم يؤاخِ بيني وبين أحد . قالت ( عليها السلام ) : لا يحزنك ، لعلّك إنّما أخّرك لنفسه ، فطرق بلال الباب وقال : يا علي ، أجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فأتى علي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : آخيت بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف تعرف مكاني لم تؤاخِ بيني وبين أحد ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّما أخّرتك لنفسي كما أمرني ربّي ، قم ، يا أبا الحسن ، فأخذ بيده ورقى المنبر وقال : اللهم إنّ هذا مني وأنا منه ، أَلا إنّه بمنزلة هارون من موسى ، أيّها الناس ، أَلست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، ومَن كنت وليه فعلي وليه ، اللهم ، إنّي
قد بلّغت ما أمرتني به ) ، ثمّ نزل ، وقد سُرّ علي ( عليه السلام ) ، فجعل الناس يبايعونه ، وعمر بن الخطاب يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، امرأة مَن يعاديك طالق طلقةً (1) . ..
أقول : هلاّ أخرج عمر رأسه من تحت الثرى ، ورأى أنواع العداء والبغضاء والتنكيل ، التي حيكت على الإمام علي ( عليه السلام ) ، منذ وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شهادته ، وبعد شهادته إلى يومنا هذا ، حيث مرّ على ذلك ألف وأربعمِئة عام من الزمن ، وكلّما سبر عليه الدهر ازداد وضوحاً ، ثمّ يجيب عن هذه التساؤلات : مَن هو المسبّب الأوّل الذي قام بهذه الأعمال الشنيعة بحق علي ( عليه السلام ) ؟ مَن هو أوّل مَن أنكر مولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأولويته ، وتعدى على حدود المولوية العلوية ، حتى أن صيّر علياً ( عليه السلام ) جليس الدار فترة تربو على خمس وعشرين سنة ؟
2 - عمر يعترف : خلق الله ملائكةً من نور وجه علي (عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بسنده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً يسبّحون الله ، ويقدّسون الله ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 6 : 468 نقلاً عن ابن حسنويه في در بحر المناقب : 43 ، أرجح المطالب : 425 ، الرياض النضرة 3 : 126.
( 2 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 97، المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 ولكنّه أسقط من الحديث جملة : يسبّحون ويقدّسون . ..
3 - عمر يعترف : علي أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى محدّث أهل السُنة الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إنّ النبي آخى بين الناس وترك علياً ، حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال ( عليه السلام ) : ( آخيت بين الناس وتركتني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ولِمَ تراني تركتك ؟ إنّي تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك ـ ناقشك ـ أحد فقل : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، لا يدّعيها بعدي إلاّ كذّاب ) (1) .
4 - عمر يعترف : علي وآله في ظل العرش الإلهي .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً وفاطمة والحسن والحسين في حظيرة القدس ، في قبة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن عزّ وجلّ ) (2) .
5 - عمر يعترف : لعلي خصال انفرد بها .
روى العلاّمة الحافظ المتقي الهندي ، بسنده عن الخليفة العباسي المأمون عن
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 617 ح 1055 ، الرياض النضرة 3 : 125 ، المناقب لأحمد بن حنبل : 120 ح 177.
أقول : ومَن يراجع التاريخ ، يلاحظ بأنّ عمر بن الخطاب هو أَوّل مَن أنكر أخوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ؛ وذلك عندما أراد القوم أخذ البيعة زوراً وقهراً من علي ( عليه السلام ) . راجع الإمامة والسياسة : 19 - 22 ( المعرّب )
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 302 فصل ( 19 ) ح 298 ، فرائد السمطين 1 : 49 ح 14 ، وفيه : أنا وعلي وفاطمة . . . ، كنز العمال 12 : 100 ح 34177 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 229 ، خرّجه عن الدار قطني ، مناقب سيدنا علي : 20 ح 65 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 92 ، القول الفصل : 29 عن ابن عساكر والدار قطني والطبراني ، أهل البيت لتوفيق أبو علم : 125 ح 8، أرجع المطالب : 311 .
الرشيد ، حدثني المهدي ، حدثني المنصور ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن عباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه خصالاً ، لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطاب ، أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( يخرج إليكم ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ ضرب بيده منكبه ثمّ قال : إنّك مخاصَم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزيةً ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي ) (1) .
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ ، كالإسكافي (2) وابن عساكر ، (3) وابن أبي الحديد (4) ، والسيوطي (5) ، وزادوا : أبشر ـ يا علي بن أبي طالب ـ إنّك مخاصم ، وإنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهنّ .
وزاد خطيب خوارزم (6) ومحب الدين الطبري (7) ما لفظه : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كنز العمال 13 : 117 ح 36378.
( 2 ) نقض العثمانية : 292.
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 58 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام) .
( 4 ) شرح نهج البلاغة 13 : 230 أخرجه عن نقض العثمانية .
( 5 ) اللآلئ المصنوعة 1 : 323 .
( 6 ) المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 .
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 109 و 118 وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة .
وزاد الأمر تسري (1) ما لفظه : ( يا علي ، مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني فقد أحب الله ، ومَن أحب الله تعالى أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) .
6 - عمر يعترف بحديث المنزلة .
أخرج الحفّاظ والمؤرّخون منهم العلاّمة الخطيب البغدادي ، بسندهم عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطاب : أنّه رأى رجلاً يسب علياً ( عليه السلام ) فقال عمر : إنّي أظنّك منافقاً ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (2) .
7 - عمر يؤذي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم القفطي الشافعي ، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كنت أجفو علياً ( عليه السلام) ، فلقيني النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ( آذيتني يا عمر ! فقلت : بأي شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : تجفو علياً ! من آذى علياً فقد آذاني ) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 518.
( 2 ) تاريخ بغداد 7 : 453 ، الرياض النضرة 3 : 118 ، وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 166 ـ 167 ترجمة الإمام علي بثلاث طرق ، الكامل في الجرح والتعديل 1 : 301 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 60 رواه عن عمر ، وتابعه عن ثلاثة عشر طريقاً آخر ، كنز العمال 11 : 607 ح 32934 ، فرائد السمطين 1 : 360 ـ 361 أخرجه بثلاث طرق عن عمر بن الخطاب ، إحقاق الحق 16 : 24 أخرجه عن مفتاح النجاة للبدخشي ـ 1126 هـ‍ ـ ومناقب العشرة للاسكواري النقشبندي ، الروض الأزهر : 98.
فقلت : والله لا أجفو علياً أبداً (1) .
نعم ، فإنّ إحراق باب دار علي من قِبل الخليفة عمر ، الذي عاهد النبي وحلف قسماً بالله عزّ وجل ، وأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهداً بأن لا يجفو علياً أبداً ، ليس من الجفاء ! وإن كان عمر قد أشعله ! إلاّ أنّه لم يحرق علياً نفسه ، وذلك وفاءً لعهده ويمينه بأن لا يجفو علياً !! (2) .

8 - عمر يعترف : حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن شيرويه الديلمي الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار ) (3) .
9 - عمر يعترف : كلّ الأنساب مقطوعة في القيامة إلاّ نسب علي ( عليه السلام ) .
روى أهل الحديث والسير وأرباب الصحاح والسُنن ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( كلّ سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ سببي ونسبي ) (4) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنباء المستطابة : 64 ، التدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 3 : 390 ، ملحقات إحقاق الحق 16 : 592 و 21 : 542.
أقول : طبقاً لهذه الرواية فإنّ أذى علي أذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجفاءه جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقال الألباني في معنى الجفاء : إنّ جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الذنوب الكبائر إن لم يكن كفراً . الأحاديث الضعيفة 1 : 61. ( المعرّب ) .
( 2 ) راجع مصادر هذا الأمر في ص 41 - 42 .
( 3 ) فردوس الأخبار 2 : 142 ح 2723 ، كنز الحقائق للمناوي : 67 ، مودة القربى : 180 ، إحقاق الحق 7 : 148 أخرجه عن نُزل السائرين للتفريشي .
( 4 ) فضائل الصحابة 2 : 625 ح 1069 - 1070 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 129 ح 191 و 192، المعجم الكبير 3 : 37 ح 2634، المصنّف للصنعاني 6 : 163 ح 10354 ،
ومن الواضح أنّ دوام سبب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعدم انقطاع نسبه إلى هذا الزمان ـ بل إلى يوم القيامة ـ حيث يمر على ذلك أربع عشرة قرناً ونيف ، إنّما يكون بفضل مصاهرة الإمام علي ( عليه السلام ) إيّاه ، وتزوّجه بفاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا غير ، بينما نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد تزوج عِدة نساء ، ورُزق من بعضهنّ بنين وبنات ـ في حين بعض زوجاته كنّ عقيمات ـ إلاّ أنّه لم يبقَ له منهنّ ولد ، وانقطع نسب النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن طريقهم ، إلاّ عن طريق ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وصهره علي ( عليه السلام ) ؛ حيث إنّ الله عزّ وجل رزقه عن طريقها أولاداً وبناتاً وأحفاداً ، يُعدّون اليوم بالملايين ، ومنهم الأئمة الأحد عشر من وُلديهما ( عليهم السلام ) .
10 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) قاتل مرحب وفاتح خيبر .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من المحدّثين والمؤرّخين ، بسندهم عن عمر بن الخطاب ، قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً ، يحب اللهَ ورسوله ، ويحبه اللهُ ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك ، فلمّا أصبح قال ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي بن أبي طالب ؟
ــــــــــــــــــــ
تاريخ أصفهان 1 : 199 ، ذخائر العقبى : 168 رواه عن مناقب أحمد ، تاريخ بغداد 6 : 182 رواه محرّفاً ومزوّراً ، حلية الأولياء 26 : 34، و 7 : 314 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 142، الطبقات الكبرى 8 : 463 ترجمة أمّ كلثوم ، فيض القدير 5 : 20 شرح ح 6309 ، المناقب لابن المغازلي : 108 رواه بثلاث طرق ح 150 - 152 - 153 ، الجامع الصغير 2 : 280 ح 6309 وص 288 ح 6361 ، السُنن الكبرى 7 : 63 كتاب النكاح باب الأنساب كلها منقطعة . . . ، تاريخ اليعقوبي 2 : 49 ، السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي 3 : 89 ، شرح نهج البلاغة 12 : 106 ، تذكرة الحفّاظ 3 : 910 ترجمة أبي إسحاق بن حمزة رقم 873 ، إزالة الخفاء 2 : 68 ، مجمع الزوائد 4 : 271 - و 9 : 173 ، تلخيص المستدرك 3 : 142.
قالوا : أَرمد العين ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : آتوني به . فلمّا أتاه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادن مني ) ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحهما بيده ، فقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يديه ، وكأنّه لم يرمد وأعطاه الراية ، فقتل مرحب وأخذ مدينة خيبر (1) .
11 - عمر يعترف : لو أحب الناس علياً ( عليه السلام ) لَما خلق الله النار .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لَما خلق الله النار ) (2) .
12 - عمر يعترف : إيمان علي ( عليه السلام ) أرجح من السماوات والأرض .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي عن طريقين ، وروى غيره بطرق
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 170 فصل ( 16 ) ح 203 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36393 أخرجه عن الدار قطني والخطيب البغدادي وابن عساكر ، وفي ص 116 ح 36377 خرّجه مختصراً عن تاريخ إصبهان لابن مندة ، بريقة المحمودية لأبي سعيد الخادمي 1 : 311.
أقول : وقد ورد حديث الراية في خيبر ، ودور الإمام علي ( عليه السلام ) في قتل مرحب زعيم اليهود ، وفتح قلاع خيبر ، في كثير من المصادر الحديثية والتاريخية المعتبرة عند الفريقين السُنة والشيعة ، بأسانيد مختلفة ومتون متواترة .
وقد خصّ العلاّمة مير حامد حسين ، أحد أجزاء كتابه عبقات الأنوار - الجزء التاسع - للبحث والتحقيق في هذا الحديث ، وأثبت أسانيده ودلالته على خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجمع في كتابه ما بلغه من الحديث المستخرج في مجاميع أهل السنة فيما يمت بهذه الواقعة التاريخية .
وكذلك جمع العلاّمة المحقّق القاضي التستري في موسوعته إحقاق الحق وملحقاته طرق هذا الحديث ، فعدّدها فكانت العشرات من الصحابة وأكثر من مِئة مصدر حديثي وتاريخي . فليراجعهما من أراد الإيقان .
( 2 ) ينابيع المودة : 251، الكوكب الدري للكشفي الترمذي : 122.
مختلفة : أتى عمر بن الخطاب ـ في عهده ـ رجلان سألاه عن طلاق الأَمَة ـ كم عدده للبينونة ـ ؟ فقام معهما فمشى حتى أتى حلقةً في المسجد فيها رجل أصلع ، فقال عمر : أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأَمَة ، فرفع رأسه إليه ثمّ أومأ إليه بالسبابة والوسطى ، فقال له عمر : تطليقان ، فقال أحدهما : سبحان الله ، جئناك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته ، فرضيت منه أن أومأ إليك !! فقال لهما عمر : ما تدريان مَن هذا ؟ قالا : لا ، قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسمعته وهو يقول : ( لو أنّ السموات السبع والأرضين السبع وضعنَ في كفة ميزان ، ووضع إيمان علي في كفة ميزان ، لرجح إيمان علي ( عليه السلام ) ) (1) .
وقد أسقط بعض المحدّثين وحفّاظ أهل السنة ، الحوار الذي دار بين عمر وبين الأعرابيين ، وجواب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واكتفى برواية حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن عمر بن الخطاب : لو أنّ السماوات. .. (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق : 42 : 340 ـ 341 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، المناقب للخوارزمي : 130 - 131 ح 145 ـ 146 عن ابن السمان والدار قطني ، المناقب لابن المغازلي : 289 ح 330 ، كفاية الطالب : 258 باب ( 62 ) نقله عن الدار قطني ، ينابيع المودة : 254 باب ( 56 ) ، سعد الشموس والأقمار : 211، شرح وصايا أبي حنيفة لأبي سعيد الخادمي : 177 ، أرجح المطالب : 476 أخرجه ، عن ابن السمان والسلفي والفضائلي والديلمي والخوارزمي ، جامع الأحاديث لعباس أحمد صقر ، وأحمد عبد الجواد 5 : 411 .
( 2 ) الفردوس الأعلى : 3 : 363 ح 51 ، شرح نهج البلاغة 12 : 259 ، ميزان الاعتدال 3 : 494 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 7288 رواه عن الدار قطني ، ذخائر العقبى : 100 .
13 - عمر يعترف : فضائل علي ( عليه السلام ) لا تعد .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ـ 786 ه‍ـ ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي : ( لو كان البحر مداداً ، والرياض أقلاماً ، والإنس كتّاباً، والجن حسّاباً ، ما أحصوا فضائلك ، يا أبا الحسن ) (1) .
14 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) صاحب الفضائل الهادية .
روى العلاّمة محب الدين الطبري وغيره من أرباب الحديث والسُنن ، عن العلاّمة الطبراني ـ صاحب المعاجم الثلاثة ـ بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويردّه عن الردى ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
الرياض النضرة 3 : 206 رواه عن أرجح المطالب ، كنز العمال 11 : 617 ح 32993 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 34 ، لسان الميزان 5 : 97 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 328 أخرجه عن الدار قطني ، المناقب المرتضوية : 118، فتح المبين بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان 2 : 166 رواه عن الحافظ السلفي وابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 46 أخرجه عن الديلمي والخوارزمي وابن السمان ، بريقة المحمودية 1 : 211.
ومَن أراد الاطلاع أكثر على مصادر الحديث ، فليراجع مضانّه في موسوعة ملحقات إحقاق الحق 21 : 575 .
( 1 ) ينابيع المودة : 249.
( 2 ) ينابيع المودة : 203 ، أرجح المطالب : 98، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 40 و 47 ، ذخائر العقبى : 61، الرياض النضرة 3 : 189.
أقول : وما يجدر ذكره أنّ محقّق كتاب المعجم الصغير للطبراني حرّف كلمة علي إلى علم ، وذلك حسب ما أورده ابن حجر في مجمعه ، خلافاً لِما أجمع عليه أهل العلم والفضل عندهم . المعجم الصغير : 241 ترجمة عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، مجمع الزوائد 1 : 121 باب فضل العلم .
15 - عمر يعترف : ثمرة حب علي ( عليه السلام ) الجنة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، بسنده عن ابن عباس ، قال : مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال لي : يا بن عباس ، أظن أنّ القوم استصغروا صاحبكم ؛ إذ لم يولّوه أموركم !!
فقلت : والله ، ما استصغره الله إذ اختاره لسورة براءة ـ مع عزل أبي بكر ـ يبلغها أهل مكة . فقال لي : الصواب تقول !! والله لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب : ( مَن أحبك أحبني ، ومَن أحبني أحب الله ، ومَن أحب الله أدخله الجنة مدلاًّ ) (1) .
وأخرج بعض الحفّاظ ـ منهم ابن عساكر الدمشقي ـ هذا الحديث في موضع آخر مسقطاً منه قوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب : مَن أحبك. .. وقد سمّى العلاّمة المحقّق المحمودي ، في تعليقه على ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، من تاريخ مدينة دمشق ، بعض الحفّاظ الباترين للحديث ، فراجع (2) .
16 - عمر يعترف : مَن مات وهو يبغض علياً مات يهودياً .
أخرج العلاّمة الحافظ السيد محمد صالح الكشفي الترمذي ، بسنده عن عمر
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 14 : 4 ترجمة عيسى بن أزهر ، راجع النسخة المصوّرة على نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) لابن عساكر 2 : 388 في الهامش ، كنز العمال 13 : 109 ح 36357 .
( 2 ) تاريخ اليعقوبي 2 : 158 ، أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : 34، المحاضرات للراغب الأصفهاني 4 : 478 ، فرائد السمطين 1 : 334 باب ( 62 ) ح 258 ، شرح نهج البلاغة 6 : 45 وقريب منه ص 50 ، الرياض النضرة 2 : 329 ، اليقين لابن طاووس : 523 ، غاية المرام للبحراني : 462 باب ( 7 ) ح 15 ، الغدير للأميني 1 : 389 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 2 : 387 ح 893 لاحظ الهامش لمعرفة أسماء الذين بتروا الحديث .
بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( مَن أحبك يا علي ، كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ، ومَن مات يبغضك ، فلا يبالي مات يهودياً أو نصرانياً ) (1) .

17 - عمر يعترف بحديث الغدير .
أشرنا فيما سبق في الفصل الأوّل من مرويات أبي بكر حول حديث الغدير وروايته ، لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، ممّا أخرجه حفّاظ أهل السُنة في مجاميعهم ، التي ذكرناها في الهامش هناك ، ولمّا كان عمر بن الخطاب ممّن حضر المؤتمر العالمي ذلك اليوم ، فلا جَرم أنّه قد سمع خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكاملها .
ونشير هنا أيضاً إلى بعض المصادر التي أخرجت حديث الغدير برواية عمر (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكوكب الدري : 125، المناقب المرتضوية : 117.
( 2 ) فضائل الصحابة 2 : 610 ح 1042 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 144 ح 164 ، الولاية لابن جرير روى عن 75 صحابياً منهم عمر بن الخطاب روى عنه ابن كثير .
الولاية لابن عقدة روى عن 105 صحابياً منهم عمر بن الخطاب ، وذكره ثاني الرواة ، روى عنه السيد ابن طاووس في الطرائف : 140، نخب المناقب لأبي بكر الجعابي روى عن 125 صحابياً رووا حديث الغدير منهم عمر بن الخطاب .
الغدير لمنصور آبي الرازي ـ أو اللائي الرازي ـ نقل عنه في الغدير 1 : 155، فضائل الصحابة للسمعاني نقل عنه الأميني في الغدير 1 : 65 وإحقاق الحق 6 : 250 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 47 روى عن 30 صحابياً أولهم عمر .
المناقب للخوارزمي : 162 ، الرياض النضرة 3 : 128 رواه عن ابن السمان وأحمد ، ذخائر العقبى : 67 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 234 ، البداية والنهاية 5 : 213 ، و 7 : 349 ، ينابيع المودة : 249 ، فصل الخطاب روى عنه الأميني في الغدير 1 : 56 ، أسنى المطالب : 43 في ذيل ح 5 ، المناقب المرتضوية : 125، أرجح المطالب : 425 و 565 ، اللآلئ المنتثرة في الأحاديث المنتشرة للغماري : 77 روى عن 54 راوٍ لحديث الغدير وعدّد منهم عمر بن الخطاب .
18 - عمر يعترف : لا يحلّ عقد ولاية علي إلاّ منافق .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، والعلاّمة الحافظ محمد صالح الكشفي الترمذي ، حديث الغدير بعدة طرق وإضافات عن عمر بن الخطاب قال : نصّب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) عَلَماً فقال : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، واخذل مَن خذله ، وانصر مَن نصره ، اللهم أنت شهيدي عليهم ) . قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله ، وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح ، قال لي : يا عمر ، لقد عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عقداً لا يحلّه إلاّ منافق ، فأخذ رسول الله بيدي فقال : ( يا عمر ، إنّه ليس من وُلد آدم ، لكنّه جبرائيل يؤكّد عليكم ما قلته في علي ) (1) .
أقول : لمّا انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مراسم الغدير ـ الخطبة الغرّاء ، ونصب علي ( عليه السلام ) عَلَماً للخلافة والإمامة من بعده ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، وسائر فقرات الخطبة ، ودعائه لعلي ( عليه السلام ) ـ أمر الحاضرين رجالاً ونساءً ، أن يبايعوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالإمرة والخلافة من بعده ، فكان الحاضرون يتهافتون على الإمام علي ( عليه السلام ) ويبايعونه على ذلك ، حسب ما أمرهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى النساء بايعنَه ؛ حيث وُضع لهنّ طست فيه ماء ـ كما أمر بذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكنّ يدخلنَ أيديهنّ فيه ، وكان علي ( عليه السلام ) واضعاً يده أيضاً في الطست ، وهو جالس في الخيمة ـ احترازاً من ملامسة الأجنبيات ، والتسليم عليهنّ مصافحةً .
وهكذا تمّت البيعة لعلي ( عليه السلام ) ، وأذعن الجميع بأنّه ( عليه السلام ) مولاهم ، وأقرّوا له بالاتّباع والطاعة ، والتزام أوامره ونواهيه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) ينابيع المودة : 249 ، الكوكب الدري للكشفي : 131 المنقبة رقم 154 .
والجدير بالذكر ـ أيّها القارئ الخبير ـ أنّ هذا الحديث المتواتر رواه أكثر من أربعين حافظاً ومؤرّخاً ، بسندهم عن أبي بكر وعمر ، وأنّهما قالا لعلي ( عليه السلام ) بعد خطبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمره بالبيعة لعلي ( عليه السلام ) : بخ بخ. .. أو هنيئاً لك . .. وأمثال هذه العبارات الدالة على التهنئة والتبريك ، وتعظيم منصب الولاية العظمى ، والخلافة الكبرى لعلي ( عليه السلام ) .


يتبع


( Y`h f,du gogdtjdk tYrjg,h hgNov lkilh )7 lkilh hgNov f,du



رد مع اقتباس
قديم 2016/10/24, 11:29 PM   #2
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

تهنئة أبي بكر وعمر لعلي ( عليه السلام ) .
وإليك - أيّها القارئ الممجّد ـ بعض النماذج من تلكم العبارات التهنوية ، التي رويت عن أبي بكر وعمر معاً ، أو انفرد به أحدهما ، ممّا روي في مصادر أهل السُنة المعتمد عليها عندهم :
1 - ما اشترك فيه أبو بكر وعمر :
1 - أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة .
أخرجه : 1 - الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي ـ 333 ه‍ـ ـ في كتابه الولاية ، وذكر إقرارهما عن مِئة وخمس طرق كلهم من الصحابة (1) .
2 - الحافظ علي بن عمر الدار قطني البغدادي ـ 385 هـ ـ (2) .‍
3 - الحافظ أبو عبد الله الگنجي الشافعي ـ 658 هـ‍ ـ في كتابه كفاية الطالب : 62 الباب الأوّل .
4 - الحافظ ابن حجر الهيثمي ـ 932 ه‍ـ ـ في كتابه الصواعق المحرقة : 44 أخرجه عن الدار قطني .
5 - العلاّمة الحافظ شمس الدين المناوي الشافعي ـ 1031 ه‍ـ ـ في كتابه
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تهذيب التهذيب 7 : 288 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 4925 ، الغدير 1 : 153 وذكر مصادر عديدة أُخرجت عن ابن عقدة .
( 2 ) الصواعق المحرقة : 44.
فيض الغدير 6 : 218 شرح ح 9000 أخرجه عن الدار قطني .
6 - العلاّمة أبو عبد الله الزرقاني المالكي ـ 1122 هـ‍ ـ في كتابه شرح المواهب 7 : 13 أخرجه عن الدار قطني . 7 ـ العلاّمة السيد أحمد زيني دحلان المالكي الشافعي ـ 1304 هـ‍ ـ في كتابه الفتوحات الإسلامية 2 : 306 .
2 - العبارات التي قالها عمر لعلي ( عليه السلام ) منفرداً
1 - أصبحت مولى كل مؤمن .
2 - بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
3 - بخ بخ لك يا علي ، أصبحت وأمسيت .
4 - بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
5 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة .
6 - بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
7 - طوبى لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
8 - طوبى لك يا علي ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
9 - هنيئاً لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
10 - هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
11 - هنيئاً لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولى كل مسلم.
12 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
13 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
14 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
15 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
16 - هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن ومؤمنة .
17 - يا بن أبي طالب ، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن .
3 - وأمّا المصادر والمراجع التي أُخرجت فيها هذه الاعترافات ، على لسان عمر بن الخطاب فهي كما يلي :
1 - المصنّف ، للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ـ 235 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
2 - المعيار والموازنة ، لأبي جعفر الاسكافي ـ 240 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (2) .
3 - مسند الإمام أحمد بن حنبل ـ 241 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (3) .
4 - المسند الكبير ، للحافظ أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي ـ 307 هـ‍ ـ أخرج الحديث من طريق السيد محمود الشيخاني القادري المدني ، في كتابه الصراط السوي في مناقب آل النبي . أخرج التعبير رقم 10 .
5 - تفسير محمد بن جرير الطبري ـ310 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (4) .
6 - شرف المصطفى ، للحافظ أبي سعيد الخرگوشي البغدادي ـ 407 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 7 (5) .
7 - تفسير الكشف والبيان ، لأبي إسحاق الثعلبي ـ 427 ه‍ـ ـ أخرج التعبير
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المصنّف 12 : 78 ح 12167 عن البراء ، وفيه : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 2 ) المعيار والموازنة : 212 .
( 3 ) مسند أحمد 4 : 281 ، وج 5 : 355 ح 18011 من الطبعة الحديثة . وفيه : هنيئاً يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
( 4 ) تفسير الطبري 3 : 428 .
( 5 ) شرف المصطفى روى عنه الغدير 1 : 274 .
رقم 12 (1) .
8 - تاريخ بغداد ، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي ـ 463 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
9 - مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، لأبي الحسن علي بن محمد الجلابي ، المعروف بابن المغازلي الشافعي ـ 483 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (3) .
10 - شواهد التنزيل ، للحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحنفي ـ 490 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 2 (4) .
11 - زين الفتى في شرح سورة هل أتى ، للحافظ أبي محمد العاصمي ـ 378 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (5) .
12 - سرّ العالمين ، لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي ـ 505 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (6) .
13 - الملل والنحل ، للعلاّمة أبي الفتح الأشعري الشهرستاني ـ 548 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 8 (7) .
14 - المناقب ، لأخطب الخطباء الموفّق بن أحمد بن محمد المكي
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكشف والبيان ( مخطوط ) الورقة : 181 آية 67 من سورة المائدة ، نقل عنه الغدير 1 : 274.
( 2 ) تاريخ بغداد 8 : 290.
( 3 ) مناقب ابن المغازلي : 18 ح 24، وفيه : بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن .
( 4 ) شواهد التنزيل 1 : 200 ح 210 وص 203 ح 213 ، وفيه : بخ بخ لك يا بن أبي طالب.
( 5 ) زين الفتى في شرح سورة هل أتى 2 : 265 ح 474 ، وفيه : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم .
( 6 ) سرّ العالمين : 21.
( 7 ) الملل والنحل 1 : 145.
الخوارزمي ـ 568 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 و 12 (1) .
15 - تاريخ مدينة دمشق ، للحافظ أبي القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الدمشقي الشهير بابن عساكر ـ 157 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (2) .
16 - مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، للإمام أبي عبد الله فخر الدين الرازي الشافعي ـ 606 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (3) .
17 - النهاية ، لأبي السعادات مجد الدين بن الأثير الشيباني ـ 606 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 17 (4) .
18 - أسد الغابة ، لأبي الحسن عز الدين بن الأثير الشيباني ـ 630 ه‍ـ ـ أخرج التعبير قم 17 (5) .
19 - تذكرة الخواص ، للحافظ أبي المظفر شمس الدين سبط بن الجوزي الحنفي ـ 654 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (6) .
20 - الرياض النضرة ، للحافظ أبي جعفر محب الدين الطبري الشافعي ـ 694 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (7) .
21 - ذخائر العقبى ، له أيضاً أخرج التعبير 12 (8) .
22 - فرائد السمطين ، لشيخ الإسلام أبي إسحاق إبراهيم بن سعد الدين
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 155 و 156 باب ( 14 ) ح 183 و 184.
( 2 ) ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق 2 : 76 - 78 ح 577 و 579 و 580.
( 3 ) التفسير الكبير 12 : 49 تفسير آية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ . .. ) .
( 4 ) النهاية في غريب الحديث والأثر 5 : 228 مادة ( ولّى ) .
( 5 ) أسد الغابة 4 : 28 ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى .
( 6 ) تذكرة الخواص : 29.
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 127.
( 8 ) ذخائر العقبى : 67.
محمد بن المؤيّد الحموئي الجويني ـ 722 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (1) .
23 - تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، للإمام نظام الدين القمي النيسابوري ـ 728 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 14 (2) .
24 - مشكاة المصابيح ، للحافظ ولي الله الخطيب ـ 737 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 6 و 13 (3) .
25 - نظر درر السمطين ، للحافظ جمال الدين الزرندي المدني ـ 750 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 3 (4) .
26 - البداية والنهاية ، للمؤرّخ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الشامي الشافعي ـ 744 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (5) .
27 - مودة القربى ، للحافظ السيد علي بن شهاب بن محمد الهمداني ـ 786 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 5 (6) .
28 - بديع المعاني ، للقاضي نجم الدين الأذرعي المعروف بابن عجلون الشافعي ـ 876 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 9 (7) .
29 - جامع الأحاديث ، للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي ـ 911 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (8) .
ـــــــــــــــ
( 1 ) فرائد السمطين 1 : 77 ح 44.
( 2 ) غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، أو تفسير النيسابوري 2 : 616.
( 3 ) مشكاة المصابيح : 1723 ح 6094.
( 4 ) نظم درر السمطين : 109 ، البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 ه‍ـ ، مودة القربى : المودة الخامسة المطبوع في ذيل ينابيع المودة : 249.
( 5 ) البداية والنهاية 5 : 210 حوادث سنة 10 هـ ‍.
( 6 ) ينابيع المودة : 249.
( 7 ) بديع المعاني : 75.
( 8 ) جامع الأحاديث 4 : 397 ح 7844 وروى عنه المتقي في كنز العمال 13 : 133 ح 36420.
30 - وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ، للحافظ نور الدين السمهودي المدني الشافعي ـ 911 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 1 (1) .
31 - المواهب اللدنية ، للحافظ أبي العباس شهاب الدين ابن حجر القسطلاني ـ 923 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 1 (2) .
32 - ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) ، أو تفسير الحافظ السيد عبد الوهاب البخاري ـ 932 هـ‍ ـ ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (3) أخرج التعبير رقم 12 (4) .
33 - كنز العمال ، للحافظ علاء الدين علي المتقي الهندي ـ 975 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 12 (5) .
34 - روضة الصفاء ، للعلاّمة ابن خاوند شاه ـ 903 هـ ـ (6) .
35 - حبيب السير ، للعلاّمة غياث الدين خاندمير ـ 942 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 6 (7) .
36 - الصراط السوي في مناقب آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، للعلاّمة السيد محمود الشيخاني القادري المدني ـ القرن 11 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 10 (8) .
37 - مرافض الروافض ، للعلاّمة حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنپوري ـ
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وفاء الوفاء 3 : 1018.
( 2 ) المواهب اللدنية 3 : 365.
( 3 ) الشورى : 23.
( 4 ) ما نزل من القرآن في علي ( عليه السلام ) : 86.
( 5 ) كنز العمال 13 : 134 ح 36420.
( 6 ) روضة الصفاء 2 : 541 بلفظ : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
( 7 ) حبيب السير المجلد الأوّل 3 : 411.
( 8 ) عنه العلاّمة الأميني في كتابه الغدير 1 : 281.
القرن 12 ه‍ـ ـ أخرج التعبير رقم 12 (1) .
38 - مرآة المؤمنين في مناقب سيد المرسلين ، للمولوي ولي الله اللكهنوي ـ القرن 13 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 3 (2) .
39 - مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ، لمحمد طاهر الفتني الهندي ـ 986 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 4 (3) .
40 - ذخائر المواريث ، لعبد الغني النابلسي ـ 1143 هـ‍ ـ أخرج التعبير رقم 2 و 5 (4) .
لفتة نظر :
فلو تمعّنت ـ أيّها الباحث عن الحق ـ فيما بيّناه بالاختصار في موضوع الخلافة ، وتأسيسها في ( غدير خم ) ، وما ورد من تفصيل ذلك ، في مئات الكتب الحديثية والتفسيرية ، والتاريخية والعقائدية والأدبية ، ممّا ألّفه علماء أهل السنة ، والتي جمعها المحقّق العلاّمة السيد مير حامد حسين اللكهنوي ، في كتابه ( عبقات الأنوار ) قسم الغدير ، الذي بلغ عشر مجلدات ، وكذا في الأحد عشر مجلداً من ( كتاب الغدير ) تأليف العلاّمة المحقّق الشيخ الأميني ، وسائر الكتب المختصة بموضوع الغدير البالغة 184 كتاباً بمختلف اللغات والأحجام ، والتي ذكر أسماءها العلاّمة السيد عبد العزيز الطباطبائي في كتابه ( الغدير في التراث الإسلامي ) ، لابدّ أنّه يتبادر إلى ذهنك هذا السؤال الهام : فلو لم تكن كلمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ـ مع كل ما احتوته من الميزات الظرفية والوقائع ، مثل الظروف المحلية
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) عنه الأميني في الغدير 1 : 142 - 143.
( 2 ) مرآة المؤمنين : 41 ، عنه الغدير 1 : 282.
( 3 ) مجمع بحار الأنوار 3 : 465.
( 4 ) ذخائر المواريث 1 : 57.
والتاريخية ، واجتماع الحجاج وإبلاغهم أمر الخلافة ، وأخذ البيعة منهم رجالاً ونساءً ـ دالةً على أهمية مسألة الإمامة والخلافة ، المتصلة بالنبوة المحمدية ، وأهميتها في مصير الأمّة الإسلامية ، وقلنا إنّها موضوع عادي مثل أكثر المسائل التي تفقد الأهمية الدينية ، فكيف تفسّر تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر علياً ( عليه السلام ) بتلك العبارات مثل قولهما له : بخ بخ لك يا علي ، أو : طوبى لك يا أبا الحسن ، أو : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ؟ هذا هو السؤال المطروح ، الذي يحتاج إلى جواب صريح من دون اللف والنشر والتزوير والتهرب والتخرّص ، بأنّ المسالة ليست ذات أهمية .
وممّا يؤيّد ويرجّح الغاية السامية في تشكيل ذلك الاجتماع الكبير في غدير خم ، هي بيان خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وإبلاغها إلى الناس فقط لا شيء سواه ، ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني عن ابن الجوزي فقال : إنّه حضر مجلسه بالكوفة فقال : لمّا قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، تغيّر وجه أبي بكر وعمر فنزلت ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (1) ، (2) .
وذكر العلاّمة المناوي في فيض القدير في شرح الحديث ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ، كلاماً لابن حجر في تغيير وجهي أبي بكر وعمر ، ثمّ تطرّق إلى سرد مصادر وإسناد حديث الغدير فقال : ذكره الحافظ في اللسان بنصه ، ولم أذكره إلاّ للتعجب من هذا الضلال واستغفر الله . ثمّ قال : خرّجه الدار قطني عن سعد بن أبي وقاص عنهما قالا : ( أمسيت يا بن أبي طالب ، مولى كل مؤمن ومؤمنة ) (3) .
وعندئذ يختلج السؤال في الذهن : إنّه لو كانت الغاية من قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الملك : 27.
( 2 ) لسان الميزان 1 : 387 ترجمة اسفنديار بن موفّق رقم 1215.
( 3 ) فيض القدير 6 : 217 - 218 شرح حديث 9000.
كنت مولاه . .. ) ، هي مجرد إبلاغ الناس ، وأمرهم بالمودة والمحبة لعلي ( عليه السلام ) فقط ، ولم تكن تتعلّق بما هو أهم من ذلك مسألة الخلافة والإمامة ، فلماذا تغيّر وجه أبي بكر وعمر ، بمجرد سماعهما ذلك من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟!!
19 - عمر يعترف : تزويج علي بفاطمة ( عليها السلام ) كان أمراً إلهياً .
روى العلاّمة محب الدين الطبري ، بإسناده عن عمر بن الخطاب ، وقد ذُكر عنده علي ( عليه السلام ) قال : ذلك صهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزل جبرئيل فقال : ( يا محمد ، إنّ الله يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من علي ) . أخرجه ابن السمان في الموافقة (1) .
أقول : لا يخفى أنّ قول عمر بن الخطاب : ( نزل جبرئيل ) هو قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكنّك ترى إرسال عمر في الكلام من دون أن ينسبه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
20 - عمر يعترف : النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) عبادة .
أخرج العلاّمة المؤرّخ أبو الفداء ابن كثير ، بسنده عن عدة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم عمر بن الخطاب أنّه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) (2) .
21 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) سيف النبي ( صلى الله عليه وآله ) على الكفار .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل بإسناده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لوفد ثقيف حين جاءوا : ( والله لَتسلُمُنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلاً مني ـ أو قال مثل نفسي ـ
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 146، ذخائر العقبى : 31.
( 2 ) البداية والنهاية 7 : 357 ، كفاية الطالب 161 باب ( 34 ) ، أخرجه عن ابن عساكر ، لسان الميزان 1 : 243 وفيه : عن عائشة أنّها قالت : النظر إلى علي ( عليه السلام ) عبادة . ترجمة أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عشامة بن فرج أبو العباس الكندي الليثي الصوفي ، المعروف بابن الوشاء التنيسي رقم 760 .
فليضربَنّ أعناقكم ، ولَيسبيَنّ ذراريكم ، وليأخذَنّ أموالكم ) . قال عمر : فوالله ما اشتهيت - تمنيت - الإمارة إلاّ يومئذ ، جعلت انصب صدري له رجاء أن يقول : هذا . فالتفت ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) فأخذ بيده ثمّ قال : ( هو هذا ، هو هذا ) ـ مرتين ـ يعني أنّ الذي يقاتلكم ويسبي ذراريكم هو علي ( عليه السلام ) (1) .
وقد روى ابن أبي الحديد هذه القصة ، ونسبها إلى قبيلة بني وليعة اليمانية بدلاً عن بني ثقيف (2) .
ولعلّه القصة وقعت مرتين ، وفيها أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( والله لَتسلُمُنّ ) لكلا الوفدينِ .
22 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) هو وصي النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة الحافظ محمد صالح الكشفي الترمذي الحنفي ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، عن سلمان قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غمرات الموت فقلت : يا رسول الله ، هل أوصيت ؟ قال : ( يا سلمان ، أتدري من الأوصياء ؟ قلت : الله ورسوله أعلم .
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 593 ح 1008 ، المصنّف ، لعبد الرزاق الصنعاني 11 : 226 ح 20389 ، مناقب علي بن أبي طالب ، لابن أخي تبوك ، ذيل مناقب ابن المغازلي الشافعي : 428 ح 4 ، المناقب للخوارزمي : 136 باب ( 14 ) ح 153 ، شرح نهج البلاغة 9 : 167 ، مجمع الزوائد 9 : 134 أخرجه عن أبي يعلى ، ذخائر العقبى : 64 أخرجه عن عبد الرزاق وأبي عمر الثمري وابن السمان ، الرياض النضرة 3 : 233 أخرجه عن عبد الرزاق وأبي عمر وابن عبد البر وابن إسحاق ، المطالب العالية 4 : 57 عن ابن أبي شيبة ، عن عبد الرحمن بن عوف ، أنساب الأشراف 2 : 866 ، الاستيعاب 3 : 1110 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 1855.
( 2 ) شرح نهج البلاغة 1 : 294.
قال ( صلى الله عليه وآله ) : آدم ( عليه السلام ) وكان وصية شيث ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان من وُلده ، وكان وصي نوح ( عليه السلام ) سام ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي موسى ( عليه السلام ) يوشع ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي سليمان ( عليه السلام ) آصف بن برخيا ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وكان وصي عيسى ( عليه السلام ) شمعون بن نرخيا ، وكان أفضل مَن تركه بعده ، وإنّي أوصيت إلى علي ( عليه السلام ) ، وهو أفضل مَن أتركه بعدي ) (1) .
ويستفاد من هذه الرواية : أنّ المراد بالوصي مَن يكون خليفةً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو الذي طاعته واجبة ، وشخصيته مرموقة ، والذي به تقام الشريعة ، ويدوم الدين ـ الذي جاء به النبي ( صلى الله عليه وآله ) من عند الله عزّ وجل ـ به .
ويستفاد منها أيضاً : أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي يعيّن الوصي والخليفة من بعده ، بأمر من الله جلّ شأنه ، وليس تعيينه منوطاً باختيار غيره .
23 - عمر يعترف : الخلافة والوصية كانت لعلي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، وغيره من الحفّاظ والمحدّثين ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا عقد المؤاخاة بين أصحابه : ( هذا علي أخي في الدنيا والآخرة ، وخليفتي في أهلي ، ووصيي في أمّتي ، ووارث علمي ، وقاضي دَيني ، له مني ما لي منه ، نفعه نفعي ، وضره ضري ، مَن أحبه فقد أحبني ، ومَن أبغضه فقد أبغضني ) (2) .
24 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أوّل مَن آمن .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، وآخرون من أعلام الحديث
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الكوكب الدري : 133 المنقبة 158 ، المناقب المرتضوية : 128، ينابيع المودة : 253 أخرجه عن ابن عمر ، عن سلمان .
( 2 ) المناقب المرتضوية : 129 ، الكوكب الدري : 134.
والتاريخ ، بإسنادهم عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون قال : حدثني أمير المؤمنين المأمون ـ الخليفة العباسي السابع 218 هـ‍ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين الرشيد ـ خامس الخلفاء العباسيين 195 هـ‍ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين المهدي ـ ثالث الخلفاء العباسيين 173 ه‍ـ ـ قال : حدثني أمير المؤمنين المنصور ـ ثاني الخلفاء العباسيين 166 هـ‍ ـ ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن العباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة ، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر : أمّا علي فسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول فيه ثلاث خصال ، لوددت (1) أنّ لي واحدة منهنّ فكان أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس : كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة ، إذ ضرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيده على منكب علي فقال له : ( يا علي ، أنت أَوّل المؤمنين إيماناً ، وأَوّل المسلمين إسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ) (2) .
وزاد ابن الصبّاغ المالكي ، بعد أن نقل الحديث عن الخصائص العلوية على سائر البرية لأبي الفتح محمد النطنزي ، أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي ( عليه السلام ) : ( كذب مَن زعم أنّه يحبني وهو مبغضك ، يا علي مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني أحبه الله ، ـ
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) جملة لوددت وما بعدها من الكلمات هي من تمنيات عمر بن الخطاب ، وليس من كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) كما توهمه البعض . ( المعرّب ) .
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 167 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، الفردوس الأعلى 5 : 315 باب الياء ح 8299 أخرجه من دون أن يذكر السند وهم خلفاء بني العباس ، المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 ، الرياض النضرة 3 : 109 أخرجه عن الحافظ ابن السمان ، ذخائر العقبى : 58 ، كنز العمال 13 : 124 ح 36395 أخرجه عن تاريخ بغداد ، وص 122 ح 36392 أخرجه عن الحسن بن بدر والحاكم والشيرازي وابن النجّار ، وفيه إضافة ، إنّه قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( وكذب عليّ مَن زعم أنّه يحبني ويبغضك ) كما في ذيل تاريخ بغداد لابن النجّار ، سمط النجوم العوالي 2 : 276 ح 6 عن ابن السمان ، المناقب الثلاثة ليوسف حسين عبد الله المصري : 107.
ومَن أحبه الله أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) (1) .
الخلاصة : إنّ حب علي هو حب الله ورسوله ، وعداء علي وبغضه هو عداء الله ورسوله وبغضهما ، وإنّ المحبين لعلي ( عليه السلام ) مأواهم الجنة ، ومصير مبغضيه النار .
25 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) كالكعبة يُزار ولا يزور .
أخرج العلاّمة السيد محمد بن محمد الدرگزيني في كتابه ، نُزل السائرين في أحاديث سيد المرسلين (2) ، بإسناده عن عمر بن الخطاب قال : كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه ، إذ ضرب بيده على منكب علي ( عليه السلام ) فقال : ( يا علي ، أنت أَوّل المؤمنين إيماناً ، وأَوّل المسلمين إسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، يا علي ، إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي ، فإذا أتاك هؤلاء القوم فسلّموا إليك هذا الأمر فاقبله منهم ، فإن لم يأتوك فلا تأتِهم ) (3) .
26 - عمر يعترف : علي خاتم الأولياء .
أخرج العلاّمة العيني بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله )
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الفصول المهمة : 126.
( 2 ) ذكر الزركلي في أعلامه 7 : 183 في ترجمة العلاّمة السيد محمود بن محمد بن محمود الدرگزيني ـ المتوفى عام 743 هـ ـ‍ في درگزين في همدان ونسب هذا الكتاب إليه ، ونسخته الخطية موجودة في مكتبة البلدية بمصر رقم ( ن 2771 ج ) . وقد نقلنا هذا الحديث عنه من كتاب إحقاق الحق 17 : 79.
وقد روي هذا الحديث عن طريق الصحابة ـ غير عمر ـ في مصادر أخرى ، وللاستزادة على معرفة ذلك راجع إحقاق الحق وملحقاته 4 : 164، و 17 : 79.
( 3 ) إحقاق الحق 17 : 79 ، وج 4 : 164 أخرجه عن رواية درر المناقب .
لعلي ( عليه السلام ) : ( أنا خاتم الأنبياء ، وأنت خاتم الأولياء ) . أخرجه عن ابن عساكر (1) .
27 - عمر يعترف : النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) يداً بيد يدخلان الجنة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، وغيره من الحفّاظ والمحدّثين ، بإسنادهم عن ابن عمر قال : لمّا طُعن عمر وأمر بالشورى فقال : ما عسى أن يقولوا في علي ( عليه السلام ) ؟ سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( يا علي ، يدك في يدي تدخل معي الجنة يوم القيامة حيث أدخل ) (2) .
وقال الگنجي في ذيل الحديث : هذا حديث حسن عالٍ ، وفيه فضيلة سامية ، ورتبة عالية لعلي (3) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 26 ح 126.
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 328 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، الرياض النضرة : 3 : 182 ، ذخائر العقبى : 89 ، المطالب العالية 4 : 82 ، كنز العمال 11 : 627 ح 33056 ، منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد 5 : 35 أخرجه عن الغيلانيات لأبي بكر الشافعي ، وفضائل الصحابة لأبي نعيم وابن عساكر ، إحقاق الحق 17 : 40 أخرجه عن وسيلة المال : 131 ، القول الفصل 2 : 30 ، الروض الأزهر : 98 ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 60.
( 3 ) كفاية الطالب : 182 باب 42.
اعترافات عمر العلمية وغير العلمية ، بشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
28 - عمر يعترف : النبي ( صلى الله عليه وآله ) نصّ بالخلافة لعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة ابن أبي الحديد حواراً دار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب ، بما يمت بأمر الخلافة والإمامة بعد النبي. ..
وملخّص الحوار : إنّه قال ابن عباس : دخلت على عمر في أوّل خلافته . .. فقال عمر : من أين جئت ، يا عبد الله ؟
قلت : من المسجد ، قال : كيف خلّفت ابن عمك . .. إنّما عنيت عظيمكم أهل البيت علياً ؟ قلت : خلّفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان ، وهو يقرأ القرآن .
قال : يا عبد الله ، عليك دماء البُدن إن كتمتنيها !! هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ .
قلت : نعم .
قال : أَيزعم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصّ عليه ؟ .
قلت : نعم ، وأزيدك : سألت أبي عمّا يدعيه . فقال : صدق .
قال عمر : لقد كان من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذرو من قول ـ في إعلان خلافة علي ( عليه السلام ) ـ لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذراً ، ولقد كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يربع في أمره وقتاً ما ـ أي كان يترقّب الفرصة لذلك ـ ولقد أراد أن يصرّح باسمه ـ علي ( عليه السلام ) ـ فمنعته من
ذلك إشفاقاً وحيطةً على الإسلام ـ وذلك بقوله : إنّ الرجل ليهجر ـ لا وربِّ هذه البنية ـ أي خلافة علي ـ لا تجتمع عليه قريش أبداً ، ولو وليها ـ علي ـ لانتقضت عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسول الله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك ، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم (1) .
وأضاف ابن أبي الحديد : ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر طيفور الخراساني ـ 280 هـ‍ ـ في كتابه تاريخ بغداد مسنداً (2) .
وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر : وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ ـ وهو قول عمر ـ : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أراد أن يذكره للأمر ـ الخلافة ـ في مرضه فصددته عنه ؛ خوفاً من الفتنة ، وانتشار أمر الإسلام ، فعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما في نفسي وأمسك ، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم (3) .
أقول : مع غض النظر عن الدلائل والبراهين الحديثية والتاريخية ، التي فيها الدلالة الواضحة على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، نصّب علياً ( عليه السلام ) عَلَماً للخلافة والإمامة من بعده ، كما مرّ علينا نماذج منها في موضوع حديث غدير خم ، فإنّنا لو تمسّكنا فقط بما اعترف به عمر بن الخطاب هنا ، لكفى في إثبات خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أراد التصريح باسمه ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدل على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كان على علم بأفضلية أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأولويته لمقام الخلافة .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 20 - 21.
( 2 ) أحمد بن أبي طاهر ، هو من أعاظم العلماء ، وكبار أعلام التاريخ ، وله 50 مصنّفاً ، أهمها : تاريخ بغداد . راجع : الأعلام للزركلي 1 : 141، شرح نهج البلاغة 12 : 79.
( 3 ) شرح نهج البلاغة 12 : 79.
ولكن عمر بن الخطاب وتقوّله بكلمته الخالدة : إنّ الرجل ليهجر (1) ، أو قوله : إنّ نبيكم يهجر (2) ، أو : غلبه الوجع (3) ، خالف النص القرآني الذي يصف رسول الله بأنّه ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) (4) .
والمقولة العمرية هذه ، أوجدت الاختلاف والانشقاق بين صفوف المسلمين ، وخاصةً الحاضرين عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فمنهم مَن كان مؤيّداً لقول عمر ، ونعته النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالهذيان والهجران ، ويمنع من إتيان وإحضار الكتف والدواة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنهم مَن كان يصر على تحضير ما أراده النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الكتف والدواة ، وعندئذ علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه لو أصرّ على تحضير الكتف ، وكتب ما كان يريد أن يكتبه ، لَما تورّع عمر وأتباعه من التأكيد والإصرار على كون النبي يهذي ويهجر ؛ لأنّ قولهم هذا في حياته ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي مجلسه هو بداية تلصيق الافتراءات عليه ، وإنّها فرية تتلوها تُهم وافتراءات أخرى ؛ ولذلك رأى أنّ من الصلاح أن يدع كتابة ذلك ، ولكنّه زجرهم وأمرهم بالخروج من الدار ، وقال لهم : ( قوموا عني ) (5) .
29 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) حلاّل المشكلات والمعضلات .
روى العديد من الحفّاظ والفقهاء والمتكلمين والأدباء من العامة ، في كتبهم وجوامعهم التي يعتمدون عليها : أنّ الخلفاء الثلاثة : أبا بكر وعمر وعثمان كانوا يراجعون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ ليحلّ لهم المعضلات والشدائد ، التي
ـــــــــــــــــــ
( 1 - 3 ) صحيح البخاري 1 : 38 - 39 كتاب العلم باب كتابة العلم ، و 6 : 11 كتاب المغازي باب مرض النبي ، و 7 : 155 كتاب المرض باب قول المريض : قوموا عني ، و 9 : 137 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف ، صحيح مسلم 3 : 1257 كتاب الوصية باب ترك الوصية ح 20.
( 4 ) النجم : 3 - 4.
( 5 ) تقدمت تخريجاته .
كانوا يواجهونها ، في أبواب الفقه والقضاء ، والتفسير والأمور السياسية ، وغيرها من المسائل التي ترتبط بالدين ارتباطاً وثيقاً ، وكان أكثرهم رجوعاً عمر بن الخطاب ، وكانوا يأتون إليه بأنفسهم ويراجعونه ، أو يرسلون إليه مَن يسأله ، أو يبعثون إليه نفس السائل الذي تورّط في مشكلة ، فكان الإمام علي ( عليه السلام ) يجيب على مسائلهم من دون مقدمة ، وكانت أجوبته في غاية الدقة ، بحيث كانوا يتعجبون منها ، ويحسون بعدها بالطمأنينة والارتياح ، بل كانوا يدركون خطأ أنفسهم وأجوبتهم ، التي كانت مخالفةً للواقع ، ويقرون بعدها بأنّ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) هو الحلاّل للمعضلات ، والكاشف للكربات ، وما عساهم أن يكتموا الحقائق إلاّ أن يعترفوا بالحق فيقولون : لولا علي لهلك أبو بكر ، لولا علي لهلك عمر ، لولا علي لهلك عثمان ، أو عبارات وجملات أخرى يبدونها ، ممّا تدل على إقرارهم وإذعانهم بسمو رتبة الإمام علي ( عليه السلام ) العلمية ، وكونه ( عليه السلام ) سنداً وملجأً لحل المعضلات .
وليس بخفي على القارئ اللبيب أنّ قول عمر بن الخطاب : لولا علي لهلك عمر ، لم يرد مرةً واحدة فحسب ، بل كرّره عمر عشرات المرات ؛ وذلك لمّا كان تواجهه الشدائد كثيراً على مختلف الأصعدة ، ولم يكن هذا الاعتراف العمري في الخفاء ، بل إنّ عمر كان يعترف ويقر بذلك علانيةً وصراحةً ، وبحضور الناس والأشهاد .
ورعايةً للإيجاز والاقتصار على الخلاصة ، ارتأينا أن نكتفي فقط بذكر التصريحات ، التي أدلى بها عمر بن الخطاب من دون أن نذكر القصة والخبر بتمامه ـ ويمكن للقارئ مراجعة المصادر المذكورة ذيل الاعترافات إن أراد تيقّناً ـ .
ومن ثمَّ نستدرك هذه الاعترافات بنبذة من تلك الموارد ؛ ليطلع القارئ على الحقائق .
وإليك تلك التصريحات والاعترافات نوردها حسب حروف الهجاء :
1 - قال عمر : أبا حسن ، لا أبقاني الله لشدة لست لها ، ولا في بلد لست فيه .
أخرجه : 1 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 832 ح 14508 (1) .
2 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 56 نقل عنه الأميني في الغدير 6 : 173.
2 - قال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم ، يا أبا حسن .
أخرجه : 1 - الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 1 : 457 عن أبي سعيد الخدري .
2 - الأزرقي في أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار 1 : 323 عن أبي سعيد .
3 - محب الدين الطبري في القِرى لقاصد أمّ القُرى : 246.
4 - له في ذخائر العقبى : 82 .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) عن ابن عباس قال : وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغيّر وتربّد ، وجمع لها أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) فعرضها عليهم وقال : أشيروا علي .
فقالوا جميعاً : يا أمير المؤمنين ، أنت المفزع وأنت المنزع . فغضب عمر وقال : اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم . فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ما عندنا ممّا تسأل عنه شيء .
فقال : أَما والله ، إنّي لأعرف أبا بَجدَتها ، وابن بَجدَتها ، وأين مفزعها ، وأين منزعها .
فقالوا : كأنّك تعني ابن أبي طالب ؟ فقال عمر : لله هو ، وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته ، انهضوا بنا إليه .
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، أتصير إليه يأتيك ؟ فقال : هيهات هناك شجنة من بني هاشم ، وشجنة من الرسول ، وأثرة من علم يؤتى لها ولا تأتي ، في بيته يؤتي الحكم . .. فسألوه . .. فأخذ علي تبنةً من الأرض فرفعها ، فقال : ( إنّ القضاء في هذا ـ ممّا تعسر على عمر وغيره كل العسر ـ أيسر من هذه ) ـ أي رفع التبنة ـ . ..
5 - له في الرياض النضرة 3 : 166 عن أبي سعيد .
6 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 405 عن أبي سعيد ، بلفظ : نعوذ بالله .
7 - الذهبي في تلخيص المستدرك 1 : 457 عن أبي سعيد .
8 - الزيلعي في تبيين الحقائق 2 : 16 عن عمر .
9 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 177 ح 12521 عن أبي سعيد .
10 - المناوي في فيض القدير 4 : 357 عن أبي سعيد ذيل ح 5594 ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن ( يفترقا ) حتى يردا علي الحوض ) . عن طريق الدار قطني .
11 - القلندر الهندي في الروض الأزهر : 266.
12 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 122 رواه عن خمس طرق.
3 - قال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن .
أخرجه : المناوي في فيض القدير 4 : 357 ح 5594 ذيل قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ، عن طريق الدار قطني .
4 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها .
أخرجه : 1 - الخوارزمي في المناقب : 96 فصل ( 7 ) ح 97 عن ابن عباس .
2 - الشبلنجي في نور الأبصار : 161.
3 - ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35 ، وفيه : أعوذ من معضلة لا علي لها .
5 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن .
أخرجه : 1 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
2 - أحمد بن حنبل في فضائل أمير المؤمنين : 155 ح 222.
3 - ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 144.
4 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 406 عن سعيد بن مسيب ، وفيه بلفظ : . .. ليس لها أبو الحسن علي بن أبي طالب .
6 - قال عمر : أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها .
أخرجه : 1 - ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية 7 : 359 .
2 - زيني دحلان في الفتوحات الإسلامية 2 : 453 .
3 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 217 باب ( 57 ) ح 726 .
7 - قال عمر : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
أخرجه : 1 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 46 .
2 - الأميني في الغدير 6 : 105 .
8 - قال عمر : اللهم ، لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حياً .
أخرجه : 1 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
2 - الخوارزمي في مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 45 .
3 - وأخرجه في المناقب : 97 فصل ( 7 ) ح 98.
4 - سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 148 ، وليس فيه ( حياً ) .
5 - الشيخ أبو طالب المكي في قوت القلوب 2 : 246.
6 - القندوزي في ينابيع المودة : 75 .
7 - التستري في إحقاق الحق 8 : 211 أخرجه عن البلخي والگنجي ،
والحمويني والزرندي ، وابن الصبّاغ والمتقي الهندي والشبلنجي (1) .
9 - قال عمر : اللهم ، لا تنزل بي شديدةً إلاّ وأبو الحسن إلى جنبي .
أخرجه : 1 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82 عن محمد بن الزبير .
2 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 162.
3 - المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 257 ح 12805.
4 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 343 ح 264.
5 - الزرندي في نظم درر السمطين : 130 ، وفيه بلفظ : اللهم لا تراني شدة . ..
6 - الشنقيطي في الكفاية : 57.
10 - قال عمر : أنت ـ يا علي ـ خيرهم فتوى .
أخرجه : 1 - الدار قطني في السُنن 2 : 181 كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح 4 عن سعيد بن المسيب .
2 - ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 : 339 .
11 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : بأبي أنتم ، بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور .
أخرجه : 1 - الزمخشري في ربيع الأبرار 3 : 595.
2 - الخوارزمي في المناقب : 97 ( 7 ) ح 99.
3 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 349 ح 273.
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) وروى ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35 والشبلنجي في نور الأبصار : 89 أنّ عمر قال : اللهم ، لا تبقني لمعضلة ليس لها أبو الحسن . ( المعرّب ) .
4 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 7 : 65.
5 - الأبشيهي في المستطرف 1 : 220. 6 - الصفوري في نزهة المجالس 2 : 211. 7 ـ محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة : 139. 8 ـ ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين : 87.
12 - قال عمر : ثلاث كنت في طلبهنّ ، فالحمد لله الذي أصبتهنّ قبل الموت ـ وذلك بفضل علي ( عليه السلام ) ـ .
أخرجه : 1 - المتقي الهندي في كنز العمال 13 : 169 ح 36512 عن الديلمي والطبراني .
2 - المتقي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل 5 : 45.
13 - قال عمر : ردّوا الجهالات إلى السُنة ، وردّوا قول عمر إلى علي .
أخرجه : 1 - الجصّاص في أحكام القرآن 1 : 504.
2 - البيهقي في السُنن الكبرى 7 : 441 - 442.
3 - الخوارزمي في المناقب : 95 فصل ( 7 ) ح 95.
4 - ابن عبد البر الأندلسي في جامع بيان العلم وفضله 2 : 187.
5 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 78.
6 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 3 : 164.
14 - قال عمر : ردّوا قول عمر إلى علي ، لولا علي لهلك عمر .
أخرجه : 1 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 147.
2 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 347 ح 270.
15 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : صدقت أطال الله بقائك .
أخرجه : السلامي البغدادي في جامع العلم والحكم 1 : 106.
16 - قال عمر : عجزت النساء أن تلدنَ مثل علي بن أبي طالب ، ولولا علي لهلك عمر .
أخرجه : 1 - فخر الدين الرازي في الأربعين : 466 .
2 - الخوارزمي في المناقب : 80 فصل ( 7 ) ح 65.
3 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 351 ح 276.
4 - ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : 130.
5 - القندوزي في ينابيع المودة : 75 و 373 عن كتاب فصل الخطاب للخواجة بارساي .
17 - قال عمر : علي أعلم الناس بما أنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرجه : الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1 : 39 ح 29.
18 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : فرّج الله عنك ، لقد كدت أهلك في جلدها .
أخرجه : ابن شهر آشوب في المناقب 2 : 366 رواه عن ستة من أعلام أهل السُنة والجماعة .
19 - قال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
أخرجه : 1 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 46.
2 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 219 باب ( 57 ) .
20 - كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن .
أخرجه : 1 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1102 - 1103 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 1855.
2 - ابن الأثير في أسد الغابة 4 : 22.
3 - ابن حجر في الإصابة 4 : 467 ترجمة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 5608.
4 - ابن قيم الجوزية في أعلام الموقعين 1 : 16.
5 - الذهبي في تاريخ الإسلام 3 : 638.
6 - السيوطي في تاريخ الخلفاء : 171.
7 - ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث : 162.
8 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 144.
9 - العسقلاني في تهذيب التهذيب 7 : 287 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) رقم 4925.
10 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
11 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 161 عن أحمد والاستيعاب .
12 - ابن الجوزي في صفة الصفوة 1 : 314.
13 - ابن حجر في الصواعق المحرقة : 127.
14 - ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 : 339.
15 - أبو زرعة العراقي في طرح التثريب 1 : 86.
16 - الغماري في علي بن أبي طالب إمام العارفين : 70.
17 - ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري 13 : 343.
18 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 345 ح 267.
19 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 647 ح 1100.
20 - المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 : 357 ذيل حديث ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ح 5594.
21 - المالقي في قضاة الأندلس : 23.
22 - الگنجي الشافعي في كفاية الطالب : 217 باب 57.
23 - الصدّيقي الفتوني في مجمع بحار الأنوار 2 : 396.
24 - الشبلنجي في نور الأبصار : 164.
25 - ابن عساكر الدمشقي في تاريخ مدينة دمشق 42 : 406.
21 - قال عمر : لا أبقاني الله إلى أن أدرك قوماً ليس فيهم أبو الحسن .
أخرجه : 1 - العزيزي في حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير 2 : 458.
2 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 136.
3 - الأميني في الغدير 3 : 98 عن المصدرين المذكورين .
22 - قال عمر : لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبا الحسن .
أخرجه : القسطلاني في إرشاد الساري 3 : 195.
23 - قال عمر : لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب .
أخرجه : 1 - ابن الجوزي في أخبار الظِّراف : 19.
2 - وأخرجه أيضاً في الأذكياء : 18.
3 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 148.
4 - الخوارزمي في المناقب : 101 فصل ( 7 ) ح 104.
5 - ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : 36.
6 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
7 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 166.
8 - اللكهنوي في وسيلة النجاة : 150.
9 - الأميني في الغدير 6 : 126 أخرجه عن ابن الجوزي .
24 - قال عمر : لا أبقاني الله بعدك ، يا علي .
أخرجه : 1 - الخوارزمي في المناقب : 101 فصل ( 7 ) ح 104.
2 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 349 ح 274.
3 - المناوي في فيض القدير 4 : 357 شرح ح 5594.
4 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
5 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 166.
6 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 122.
25 - قال عمر : لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن .
أخرجه : البلاذري في أنساب الأشراف 2 : 853.
26 - قال عمر : لا أحياني الله لمعضلة لا يكون فيها ابن أبي طالب حياً.
أخرجه : محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف : 23.
27 - قال عمر : لا بقيت في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : 1 - ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 407.
2 - الفخر الرازي في التفسير الكبير 32 : 10 ذيل تفسير سورة التين .
28 - قال عمر : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن .
أخرجه : 1 - الأميني في الغدير 3 : 98 عن ترجمة علي بن أبي طالب عليه السلام : 79.
29 - قال عمر : لا خير في عيش قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف : 23.
30 - قال عمر : لا عشت في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن .
أخرجه : ابن عساكر في تاريخ مدينة عشق 42 : 407.
31 - قال عمر : لولا علي لضلّ عمر .
أخرجه : 1 - الباقلاني في التمهيد : 199.
2 - الأميني في الغدير 6 : 327 عن الباقلاني .
32 - قال عمر : لولا علي لهلك عمر .
أشرنا فيما سبق أنّ الخليفة عمر بن الخطاب ردّد وكرّر قوله : ( لولا علي لهلك عمر ) في الكثير من الأحيان ، التي كانت تتعسّر عليه المعضلات ، ويلتمس حلّها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
وقلنا أيضاً : إنّنا نحترز عن سرد القضايا والأحاديث ؛ تجنّباً عن الإطالة ، ورعايةً للإيجاز ، نذكر المراجع التي أخرجت تلك الأحاديث ، وهي كما يلي : 1 - ابن الجوزي في أخبار الظِّراف : 19.
2 - وأخرجه أيضاً في الأذكياء : 18.
3 - فخر الدين الرازي في الأربعين : 466.
4 - الأمر تسري في أرجح المطالب : 123.
5 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1103 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) .
6 - القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري 10 : 9 عن البغوي وأبي داود والنسائي وابن حبان ، رواه بدون التصريح .
7 - ابن حجر في الإصابة 8 : 157.
8 - توفيق أبو علم في أهل البيت : 207.
9 - الخادمي في بريقة المحمودية 1 : 211.
10 - محمد بهجت أفندي في تاريخ آل محمد : 125.
11 - ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث : 202.
12 - السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 147 أخرجه عن أحمد في مسنده ، وفضائل الصحابة ، ضمن قصتين وقعتا لعمر .
13 - العزيزي في حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير 2 : 459. 14
- القرشي في تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب : 325 .
15 - أحمد بن حنبل في مسنده 1 : 154 - 158 ، والطبعة الحديثة 1 : 249 ح 1330 و 1364 - 1366.
16 - فخر الدين الرازي في التفسير الكبير 7 : 484.
17 - النيسابوري في تفسيره 6 : 120 تفسير سورة الاحقاف آية 15.
18 - ابن حسنويه الحنفي في در بحر المناقب : 23.
19 - محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : 82.
20 - وأخرجه أيضاً في الرياض النضرة 3 : 161 عن العقيلي وابن السمان.
21 - أبو داود في سُننه 4 : 139 ح 4399 - 4402.
22 - القاضي الفرغاني في شرح تائية ابن فارض نقل عنه إحقاق الحق 8 : 184.
23 - القوشجي في شرح تجريد الاعتقاد : 373.
24 - الحفني في شرح الجامع الصغير المطبوع بهامش السراج المنير 2 : 458.
25 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1 : 18، و 12 : 205.
26 - العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري 11 : 151.
27 - الغماري في علي بن أبي طالب إمام العارفين : 71.
28 - العظيم آبادي في عون المعبود شرح سُنن أبي داود 12 : 76.
29 - العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري 12 : 101.
30 - الغماري في فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي : 42.
31 - الجويني في فرائد السمطين 1 : 351 ح 276.
32 - ابن الصبّاغ في الفصول المهمة : 35.
33 - أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 707 ح 1209.
34 - المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 : 357 شرح ح 5594 ( علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) .
35 - ولي الله الدهلوي في قرة العينين في تفضيل الشيخين : 182.
36 - المالقي في قضاة الأندلس : 73.
37 - الگنجي في كفاية الطالب : 227 باب ( 59 ) .
38 - الطوسي سراج الشافعي في اللُّمع في التصوّف : 181.
39 - المنذري في مختصر سُنن أبي داود 6 : 230 ح 4237.
40 - اللكهنوي في مرآة المؤمنين : 67.
41 - الجرداني في مصباح الظلام 2 : 56.
42 - ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : 13.
43 - التفتازاني في المطوّل : 136 مبحث ( لو ) .
44 - الجشتي الحنفي الهندي في الملفوظات والأمالي العرفانية ، نقل عنه إحقاق الحق 8 : 158.
45 - الخوارزمي في المناقب : 81 فصل ( 7 ) ح 65.
46 - العيني الحنفي في مناقب سيدنا علي : 46.
47 - الأيجي الشيرازي في المواقف 8 : 370 مع شرح الجرجاني : مبحث الإمامة.
48 - الزرندي في نظم درر السمطين : 129 و 132.
49 - باكثير الحضرمي في وسيلة المال : 127.
50 - محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة : 139.
51 - القندوزي في ينابيع المودة : 70 و 75 و 448 عن فصل الخطاب لخواجة بارساي.
52 - الأميني في الغدير 6 : 102 عن العزيزي والجرداني .
53 - التستري المرعشي في إحقاق الحق 8 : 158 و 184 و 198 و 17 : 444 عن الجشتي الحنفي ، والفرغاني ، وابن حسنويه ، وباكثير الحضرمي.
33 - قال عمر لعلي عليه السلام : لولاك لافتضحنا .
أخرجه : 1 - البلاذري في فتوح البلدان : 55.
2 - الزمخشري في ربيع الأبرار 4 : 26.
3 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 19 : 158.

4 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 : 339.
5 - المتقي في كنز العمال 14 : 100 ح 38052 عن أبي بن كتب وص 108 ح 38082.
6 - الأزرقي في أخبار مكّة 1 : 245 - 247.
34 - قال عمر لرجل : ما أجد لك إلاّ ما قال ابن أبي طالب (1) .
أخرجه : 1 - ابن حزم في المحلّى 7 : 76 - 77.
2 - القرطبي في الاستيعاب 3 : 1106 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
3 - محب الدين الطبري في الرياض النضرة 3 : 162.
35 - قال عمر لعلي ( عليه السلام ) : ما زلت كاشفَ كل كرب ، وموضحَ كل حكم .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 834 ح 14509.
36 - قال عمر : نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم ، يا أبا حسن .
أخرجه : ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42 : 405.
37 - قال عمر مشيراً إلى علي ( عليه السلام ) : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا .
أخرجه : العاصمي في زين الفتى في تفسير سورة هل أتى 1 : 304 ح 218.
38 - قال عمر : هيهات ، هناك شجنة من بني هاشم ، وشجنة من الرسول ، وأثرة من
ــــــــــــــــــ
( 1 ) الظاهر أنّ السائل بعد ما عرف جواب الإمام علي ( عليه السلام ) رجع إلى عمر وقال له : أريد جوابك ، فعندئذ قال له عمر : ما أجد لك - جواباً - إلاّ ما قال لك علي بن أبي طالب . ( المعرّب ) .
علم يؤتى لها ، ولا يأتي ، في بيته يؤتي الحكم .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 830 ح 14508 عن علي بن كاتب .
39 - قال عمر : يا أبا الحسن ، أنت لكل معضلة وشدة تدعى .
أخرجه : 1 - الثعالبي في قصص الأنبياء : 232 في ذيل قوله تعالى : ( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ) (1) .
2 - الفيروز آبادي في فضائل الخمسة 21 : 326.
3 - الأميني في الغدير 6 : 148 - 155.
40 - قال عمر : يا بن أبي طالب ، فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم ( علم ) .
أخرجه : المتقي الهندي في كنز العمال 5 : 834 ح 14509.
30 - التصريحات العمرية دالة على أولوية الإمام علي ( عليه السلام ) للخلافة .
أشرنا في مقدمة الكتاب بأنّنا لو أغمضنا الطرف ، عن جميع الأدلة والبراهين القرآنية والحديثية والتاريخية ، التي فيها الدلالة التامة على أولوية الإمام علي ( عليه السلام ) للخلافة ، وولاية الأمر بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو أنّنا افترضنا عدم صلاحية تلك الأدلة للاستدلال بها على ذلك ، لكانت هذه الاعترافات والتصريحات ، ومرويات الخلفاء ـ سواءً الذين تقدّموا على الإمام علي ( عليه السلام ) ، أو أولئك الذين حكموا بعد أن استشهد
ــــــــــــــــ
( 1 ) الكهف : 10.
علي عليه السلام ـ التي رووها بحق علي ( عليه السلام ) ، وأقرّوا بها ، كافيةً في إثبات الخلافة لعلي ( عليه السلام ) دون غيره ، وأنّه الخليفة الحق ، والجامع لجميع المواصفات الضرورية واللازمة ، لخلافة النبي ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؛ وذلك لأنّ هذه الأخبار ، التي تروي لنا اعترافات أبي بكر وعمر وعثمان وتصريحاتهم ـ سواء كانوا أصحاباً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أو خلفاء لأتباعهم ـ فإنّها حجة قاطعة ودليل قوي وبرهان جلي ، يمكن لأي مسلم ومؤمن أن يستدل بها على معرفة الإمام الحق ، والخليفة الواقعي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ يعني أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
وأضف على ما مرّ عليك ـ أيّها الطالب للحق ـ أنّ هذه التصريحات والاعترافات ـ التي وردت على لسان عمر بن الخطاب ، بما تتناسب وموضوع أفضلية الإمام علي ( عليه السلام ) ، وأولويته لأمر الخلافة ـ كاشفة عن نقاط الضعف ، والحالة السلبية التي كانت موجودة في سائر أعضاء الشورى العمري .
ونذكر لك ـ أيّها الخبير ـ نماذج من ذلك ، وندع الحكم والقضاء إليك :
روى العلاّمة ابن أبي الحديد : أنّ عمر قال لأصحاب الشورى ـ الذين عيّنهم هو بنفسه لانتخاب الخليفة من بعده ـ : روحوا إلي ، فلمّا نظر إليهم : قد جاءني كل واحد منهم يهزّ عفريته ، يرجو أن يكون الخليفة ـ ثمّ خاطبهم واحداً واحداً كاشفاً عن سلبياتهم ـ .
فقال : أمّا أنت ـ يا طلحة ـ ، أفلست القائل إن قُبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنكح أزواجه من بعده ، فما جعل الله محمداً ( صلى الله عليه وآله ) أحق ببنات أعمامنا منا ، فأنزل الله تعالى فيك : ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا. .. ) (1) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأحزاب : 53.
وأمّا أنت ـ يا زبير ـ فوالله ، ما لانَ قلبك يوماً ولا ليلة ، وما زلت جِلفاً جافياً !! .
وأمّا أنت ـ يا عثمان ـ فوالله لروثة خير منك (1) !!! .
وأمّا أنت ـ يا عبد الرحمن ـ فإنّك رجل عاجز تحب قومك جميعاً !! .
وأمّا أنت ـ يا سعد ـ فصاحب عصبية وفتنة !! .
وأمّا أنت ـ يا علي ـ فوالله لو وُزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحهم !!! .
فقام الإمام علي ( عليه السلام ) مولّياً يخرج ـ وذلك اعتراضاً واستنكاراً على عمر ـ لأنّه قُرن عليه السلام ، وهو الجامع للإيمان كله ، بأناس ليس فيهم من الفضيلة شيء يذكر ، ولكن عمر رسم مخطّطاً لاستخلاف مَن هو أخس وأردأ من الروثة رتبةً كما وصفه عمر ؛ حتى لا تصل الخلافة إلى صاحبها الأحق بها .
فقال عمر : والله ، إنّي لأعلم مكان رجل لو وليتموه أمركم ، لحملكم على المحجّة البيضاء .
قالوا : مَن هو ؟ قال : هذا المولّي من بينكم .
قالوا : فما يمنعك من ذلك ؟ .
قال : ليس إلى ذلك من سبيل .
وفي خبر ثانٍ رواه البلاذري في تاريخه : أنّ عمر لمّا خرج أهل الشورى من عنده . قال : إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق . قال عبد الله بن عمر : فما يمنعك منه ، يا أمير المؤمنين ؟
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) الروثة واحدة الروث ، وهو سرجين الفرس .
قال : أكره أن أتحمّلها حياً وميتاً (1) .
وروى هذا الخبر أيضاً ابن حجر عن البخاري (2) .
وفي خبر آخر رواه ابن أبي الحديد وقع حوار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب : فوصف عمر علياً ( عليه السلام ) بأنّ فيه دعابة ، ووصف طلحة بالتكبّر والتفاخر ، وعبد الرحمن بأنّه ضعيف ، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته ، والزبير بأنّه شَكِس لَقِس ـ أي سيّئ الخلق ـ وسعداً بأنّه صاحب سلاح ومِقنَب .
وعندما سأل ابن عباس عمراً عن عثمان أوّه عمر ـ ثلاثاً ـ ثمّ قال : والله لئن وليها ليحملنّ بني أبي معيط على رقاب الناس ، ثمّ لتنهض العرب إليه ، ثمّ بعد أن سكت هنيئة قال : أجرؤهم والله إن وليها ، أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيهم لصاحبك ـ يعني علي ( عليه السلام ) ـ أَما إن ولي أمرهم حملهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم (3) .
31 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) يهدي إلى الكتاب والسنة .
روى ابن أبي الحديد عن العلاّمة أبي العباس أحمد بن يحيى الثعلب في أماليه ، حوار عمر بن الخطاب وابن عباس فقال : وبعد أن ذكر عمر ، المثالب والمطاعن ، والسلبيات الخُلقية ، والاجتماعية والقيادية ، لكل واحد من أعضاء الشورى ، الذي رتّبه هو بنفسه ، ولمّا وصل عمر إلى ذكر علي ( عليه السلام ) قال : إنّ أحراهم أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيهم لصاحبك ـ يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ والله لئن وليها
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 259 - 260 ، الفتح المبين 2 : 180، الاستيعاب 3 : 1154 ترجمة عمر بن الخطاب ، الطبقات الكبرى 3 : 342 ترجمة عمر بن الخطاب .
( 2 ) المطالب العالية 4 : 46.
( 3 ) شرح نهج البلاغة 12 : 51 - 52.
ليحملنهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم (1) .
وحقيق بنا في هذا المقام أن نتساءل : ما هو السبب الباعث إلى أن يشكّل الخليفة عمر بن الخطاب تلك الشورى السداسية ، بينما هو بنفسه يسطّر مثالب وسلبيات كل واحد منهم ، عدا علي ( عليه السلام ) ، فإنّه قد أطراه وذكره مادحاً إيّاه بالخير والهداية ؟ ومن ثمَّ ما هو الدافع الذي دفع عمر إلى رسم ذلك المخطّط ، حتى يؤول أمر الخلافة بعده إلى عثمان ، وقد وصفه بتلك الأوصاف التي قرأتها ؟
قال عبد الله : ولمّا طعن قال عمر لأهل الشورى : لله دَرّهم ، إنّ ولّوها الأصيلع !! كيف يحملهم على الحق ولو كان السيف على عنقه . فقلت : أتعلم ذلك منه ولا تولّيه ؟ قال : إن لم أستخلف فأتركهم ، فقد تركهم مَن هو خير مني (2) .
وهكذا روى ابن عبد البر عن ابن عباس قال : بينا أنا أمشي مع عمر يوماً ، إذ تنفّس نفساً ، فظننت أنّه قد قُضبت أضلاعه ـ تقطّعت ـ فقلت : سبحان الله ! والله ما أخرج منك هذا إلا أمر عظيم .
فقال : ويحك ـ يا بن عباس ـ ما أدري ما أصنع بأمّة محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
قلت : ولِمَ وأنت بحمد الله قادر على أن تصنع ذلك مكان الثقة ؟
قال : إنّي أراك تقول : إنّ صاحبك أولى الناس بها ـ يعني علياً ( عليه السلام ) ـ .
قلت : أجل ، والله إنّي لأقول ذلك في سابقته وعلمه وقرابته وصهره .
قال : إنّه كما ذكرت ، ولكنّه كثير الدعابة . .. (3) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 6 : 326 - 327.
( 2 ) الاستيعاب 3 : 1130 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
( 3 ) الاستيعاب 3 : 1119 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
لاحظ ـ أيّها الخبير ـ إنّ قول عمر : إنّه كما ذكرت ، يعني أنّ علياً حائز على جميع المواصفات التي تُقدّمه على الآخرين ، وتبيّن أولويته عليهم في مسالة الخلافة ، وعمر بقوله هذا يعترف ويقر لعلي ( عليه السلام ) بذلك .
وأمّا قوله : ( كثير الدعابة ) هذه فرية ألصقها عمر بعلي ( عليه السلام ) ، ولا أصل لها ولا أساس، وهي في الوقت نفسه لم تكن مانعةً للخلافة ، فترى أنّ عمر بفريته هذه ينوّه عن الصدّ عن استخلاف الإمام علي ( عليه السلام ) ، ولو سلّمنا بأنّه ( عليه السلام ) كثير الدعابة ، فهل هذه الصفة - فرضاً - تكون سبباً لصدّه عن الخلافة ؟ (1) ، هذا سؤال بحاجة إلى جواب من عمر وأتباعه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) أقول : فرية عمر واتّهامه الإمام علي ( عليه السلام ) ، بأنّه كان كثير الدعابة صارت ذريعةً في أيدي أتباعه الطلقاء وأبنائهم ، أولئك الذين لعنوا على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمثال عمر وبن العاص .
وقد ردّ عليه الإمام في خطبة بليغة ، ذكر فيها أنّ هذه الصفة وغيرها تنطبق على ابن النابغة وغيره ـ ممّن يتهمون الإمام علي ( عليه السلام ) ـ أكثر من انطباقها على علي ( عليه السلام ) .
ومَن راجع التاريخ الصحيح ، الذي لم تُمد إليه الأيدي الغاشمة ، والبواعث السياسية والاعتقادية ، ويراجع أيضاً فتوة الإمام علي ، شجاعته ، زهده ، ورعه ، علمه ، حكمته ، وسائر أوصافه النبيلة ، عرف أنّ تلك الفرية هي من مصاديق المَثَل السائر ( كل يرى الناس بعين طبعه ) ، و ( رمتني بدائها وانسلت ) .
وإليك النص العلوي في ردّ زعم المفترين عليه بكثرة الدعابة :
( عَجَباً لابْنِ النَّابِغَةِ ، يَزْعُمُ لأَهْلِ الشَّامِ ـ والمسلمين ـ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةً ، وَأَنِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ أُعَافِسُ وَأُمَارِسُ ـ والله ـ لَقَدْ قَالَ بَاطِلاً ، وَنَطَقَ آثِماً ، أَمَا وَ شَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ ، إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ ، وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ ، وَيَقْطَعُ الإِلَّ ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هُوَ ، مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ الْقَرْمَ سَبَّتَهُ ، أَمَا وَاللَّهِ ، إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ ، وَإِنَّهُ لَيَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الآخِرَةِ ، إِنَّهُ لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ ـ وغيره غيره ـ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً ـ واحلب حلبك ـ ، وَيَرْضَخَ لَهُ عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً ) ، فتأمل يا خبير . ( المعرّب ) .
32 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أَولى مني ومن أبي بكر .
روى العلاّمة الراغب الأصفهاني عن ابن عباس قال : كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة ، وعمر على بغلة وأنا على فرس ، فقرأ آيةً فيها ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال : أَما والله يا بني عبد المطلب ، لقد كان علي فيكم أَولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر !!
فقلت في نفسي : لا أقالني الله إن أقلته .
فقلت : أنت تقول ذلك ، وأنت وصاحبك وثبتما وانتزعتما الأمر منا دون الناس ؟
فقال : إليكم يا بني عبد المطلب ـ أي هوّن عليك ـ أَما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب ؟ فتأخّرت وتقدّم هنيهة .
فقال : سر لا سرت !
وقال : أعد عليّ كلامك .
فقلت : إنّما ذكرت شيئاً فرددت عليك جوابه ، ولو سكت ـ أنت يا عمر ـ سكتنا.
فقال : إنّا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة !! ولكن استصغرناه !! وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لمّا قد وترها (1) .
قال ابن عباس : فأردت أن أقول : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبك (2) ؟! .
ــــــــــــــــــ
( 1 ) في هذه العبارة حقيقة لابدّ من كشفها وهي : أنّ الإمام علي ( عليه السلام ) هو الذي أخضع جبابرة العرب وشيوخ قريش للتسليم ، وأنّ سيفه كان أسن السيوف وأَحدها وأقواها على الكفّار والضالين . فكيف يُسمّى غيره بسيف الله ، أو يروون حديثاً مختلقاً ويقولون : أعز الله الدين بإسلام فلان وفلان ؟ فتدبّر . ( المعرّب ) .
( 2 ) أقول : كما وقع ذلك في كثير من مواقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعثه ونصّبه أميراً ولم يستصغره قط ، بل إنّه استصغر غير علي فلم يبعثه ، وإذا بعثه عزله ، أو إذا بعثه لم يكن في بعثه ( صلى الله عليه وآله ) إيّاهم خيراً وفتحاً للدين ، كما وقع في واقعة خيبر ، وقراءة براءة على أهل مكّة ، ولم يأمر عليه شاباً كأسامة قط ، فهل ترى ـ يا طالب الحق ـ في هذه الأمور تصغيراً
فقال : لا جرم ، فكيف ترى والله ما نقطع أمراً دونه ولا نعمل شيئاً حتى نستأذنه ؟ (1) .
33 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أقضى الناس .
علي أقضانا ، أو : أقضانا علي ، وغيرها من الكلمات ، التي كان عمر بن الخطاب يصرّح بها دائماً بشأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وخاصةً عندما كانت المعضلات والمسائل تخيّم على عمر ، ولم يدرِ حلّها وكشفها ، فكان يلوذ في ذلك بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فيكشف عنه ما تعسّر عليه بأسلوب دقيق ومثير للإعجاب والحيرة .
وهذه الكلمات ومثيلاتها تكرّرت على لسان عمر ، ولمّا كان نقل هذه الاعترافات العمرية بأعلمية الإمام علي ( عليه السلام ) ، يخرجنا عن الإيجاز والاختصار اكتفينا بذكر مصادرها ، فليراجعها القارئ في مظانّها :
1 - صحيح البخاري 6 : 23 كتاب التفسير في تفسير ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) (2) ، بلفظ : أقضانا علي .
2 - مسند أحمد بن حنبل 5 : 113 ، وفي الطبعة الحديثة 6 : 131 ح 20582 - 20583 ، بلفظ : علي أقضانا.
3 - الطبقات الكبرى لابن سعد 2 : 339 - 340 ، بلفظي : علي أقضانا ، وأقضانا علي.
4 - الاستيعاب 3 : 1102 ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855.
ــــــــــــــــــــــ
لعلي ( عليه السلام ) أم لغيره ؟ فلو راجعت التاريخ الصحيح والسليم من الدس والأهواء لازددت إيماناً ويقيناً . ( المعرّب )
( 1 ) محاضرات الأدباء 2 : 478.
( 2 ) البقرة : 10.
5 - أنساب الأشراف 2 : 852 ، بلفظ : علي أقضانا .
6 - أخبار القضاة 1 : 88. 7 - حلية الأولياء 1 : 65.
8 - الفتوحات الإسلامية 2 : 454.
9 - المستدرك على الصحيحين 3 : 305.
10 - المناقب للخوارزمي : 92 فصل ( 7 ) ح 86 .
11 - تاريخ مدينة دمشق 42 : 402.
12 - تلخيص المستدرك 3 : 305.
13 - شرح نهج البلاغة 12 : 82 ، بلفظ : أقضى الأمّة. ..
14 - ذخائر العقبى : 83.
15 - الرياض النضرة 3 : 167 ، بلفظ : أقضانا علي بن أبي طالب .
16 - كفاية الطالب : 259 ، فيه : أخذت ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلا أتركه أبداً .
17 - تاريخ الإسلام ، عهد الخلفاء الراشدين 3 : 638.
18 - فتح الباري شرح صحيح البخاري 7 : 60.
19 - البداية والنهاية 7 : 359.
20 - أسنى المطالب : 8 ح 27.
21 - تاريخ الخلفاء : 170 و 233، بلفظي : علي أقضانا ، وأقضانا علي ( عليه السلام ) .
22 - مطالب السؤول : 85.
23 - الدر المنثور 1 : 104 ذيل ( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ) رواه عن البخاري والنسائي ، وابن الأنباري والحاكم والبيهقي ، بلفظ : أقضانا علي .
24 - الصواعق المحرقة : 127، بلفظ : علي أقضانا ، وأفرض أهل المدينة وأقضاها علي .
25 - ينابيع المودة : 286 باب ( 59 ) .
34 - عمر يعترف : عيادة أهل البيت ( عليهم السلام ) فريضة .
أخرج محب الدين الطبري ، بإسناده عن عمر بن الخطاب أنّه قال للزبير بن العوام : هل لك في أن نعود الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، فإنّه مريض ؟ فكان الزبير تلكّأ عليه - أي توقف وتبطّأ - فقال له عمر : أَما علمت أنّ عيادة بني هاشم فريضة ، وزيارتهم نافلة ؟ وفى رواية : أنّ عيادة بني هاشم سُنة ، وزيارتهم نافلة ؟ أخرجه ابن السمان في الموافقة (1) .
لا يخفى أنّ كلام عمر هذا سواء كان قد أخذه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو قاله على قناعة واعتقاد ، فإنّ المصداق البارز لبني هاشم بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، هو مَن يكون كنفس النبي ( صلى الله عليه وآله ) يعني ـ الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ ولهذه المصداقية ذكرنا هذا الحديث هنا ، وإن لم يصرّح فيه اسم علي ( عليه السلام ) .



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2016/10/24, 11:30 PM   #3
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

35 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) خير الناس فتوىً .
روى المؤرّخ الشهير العلاّمة ابن سعد ، بإسناده عن سعيد بن المسيب قال : خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوماً
فقال : أفتوني في شيء صنعته اليوم ؟
فقالوا : ما هو ، يا أمير المؤمنين ؟
قال : مرّت بي جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم !!
فعظّم عليه القوم ، وعلي ( عليه السلام ) ساكت
فقال : ما تقول ، يا بن أبي طالب ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( جئت حلالاً ويوماً مكان يوم ) ( بناءً على كون الصوم غير واجب ) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) ذخائر العقبى : 14 أخرجه عن ابن السمان في الموافقة ، علل الحديث للرازي 2 : 368 ح 3618 ، غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ 2 : 95 ، ملحقات إحقاق الحق 17 : 474 أخرجه عن الإشراف على فضل الأشراف .
فقال عمر : أنت خيرهم فتوىً (1) .
36 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولاي .
أخرج العلاّمة الخوارزمي وغيره من أعلام الحديث ، عن الحافظ الدار قطني أنّه قيل لعمر بن الخطاب : إنّك تصنعه بعلي شيئاً لا تصنع مع أحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إنّه مولاي (2) .
ولا يخفى أنّنا لو تمعّنا في قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) عرفنا أنّه لم يكن لكلمة المولى معنى ومفهوم ، سوى صاحب الخيار والأَولى بالتصرّف .
37 - عمر يعترف : القول ما قال علي ( عليه السلام ) .
أخرج ابن حزم الأندلسي وغيره ، بإسنادهم عن ابن أذينة العبدي قال : أتيت عمر بن الخطاب بمكة فقلت له : إنّي ركبت الإبل والخيل حتى أتيتك فمن أين أعتمر ؟ قال : ائتِ علي بن أبي طالب فسله ، فأتيت فسألته فقال لي علي ( عليه السلام ) : ( من حيث أبدأت ) ـ يعني من ميقات أرضك ـ . قال : فأتيت عمر فذكرت له ذلك .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الطبقات الكبرى 2 : 339 ، أنساب الأشراف 1 : 167، سُنن الدار قطني 2 : 181 كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح 4.
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 160 باب ( 14 ) ح 190 ، الرياض النضرة 3 : 128 ، الصواعق المحرقة : 44 ، شرح المواهب اللدنية : 13، الروض الأزهر : 366 ، فتح المبين هامش السيرة النبوية لزيني دحلان 1 : 171 - 178 و 2 : 162.
فقال لي : ما أجد لك ـ قولاً ـ إلاّ ما قال ابن أبي طالب (1) .
38 - عمر يعترف : بفضل علي ( عليه السلام ) أخرجنا الله من الظلمات .
أخرج العلاّمة الزمخشري وآخرون من حفّاظ أهل السنة ومحدثيهم ، بإسنادهم عن ابن عباس قال : استعدى رجل عمر على علي ( عليه السلام ) ، وعلي جالس فالتفت عمر إليه فقال : يا أبا الحسن ، قم فاجلس مع خصمك ، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا ، وانصرف الرجل فرجع علي ( عليه السلام ) إلى مجلسه ، فتبيّن عمر التغيّر في وجهه ، فقال : يا أبا الحسن ، مالي أراك متغيراً ؟
قال ( عليه السلام ) : ( كنّيتني بحضرة خصمي فأَلا قلت : يا علي ، قم فاجلس مع خصمك ؟ ) ، فأخذ عمر برأس علي ( عليه السلام ) فقبّل بين عينيه ، ثمّ قال : بأبي أنتم وأمّي ، بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور (2) .
39 - عمر يعترف : لا يتم الشرف إلاّ بولاية علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن حجر الهيثمي عن الدار قطني بسنده عن ابن المسيب قال : قال عمر رضي الله عنه : تحبّبوا إلى الأشراف وتودّدوا ، واتقوا على أعراضكم من السَفلة ، واعلموا أنّه لا يتم شرف إلاّ بولاية علي ( عليه السلام ) (3) .
40 - عمر يعترف : مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو راضٍ عن علي ( عليه السلام ) .
أخرج شيخ أهل السُنة البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب قال : توفي
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المحلّى 7 : 75 ، الاستيعاب 3 : 1103 و 1106 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب رقم 1855 ، الرياض النضرة 3 : 162 خرّجه ناقصاً ومبتوراً ، ذخائر العقبى : 79، تاج العروس 7 : 125 مادة خَرِك كعلم ، أرجح المطالب : 121.
( 2 ) ربيع الأبرار 3 : 595 ، المناقب للخوارزمي : 97 فصل ( 7 ) ح 99 ، شرح نهج البلاغة 17 : 65 ، فرائد السمطين 1 : 349 ح 273، المستطرف 1 : 97.
( 3 ) الصواعق المحرقة : 178.
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو عنه ـ أي عن علي ( عليه السلام ) ـ راضٍ (1) .
41 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أعلم بالواقع .
روى العلاّمة الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد السلامي البغدادي ، بسنده عن رفاعة بن رافع قال : جلس إلى عمر ، علي والزبير وسعد ، ونفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فتذاكروا العزل فقالوا : لا بأس به . فقال رجل : إنّهم يزعمون أنّها الموعودة الصغرى ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( لا تكون موعودةً حتى تمر على النارات السبع ، تكون سلالة من طين ، ثمّ تكون نطفةً ، ثمّ تكون علقةً ، ثمّ تكون مضغةً ، ثمّ تكون عظاماً ، ثمّ تكون لحماً ، ثمّ تكون خَلقاً آخر ) .
فقال عمر : صدقت أطال الله بقاءك (2) .
أقول : جواب الإمام علي ( عليه السلام ) حول المراحل السبعة في خلق الإنسان ، مستلهَم من القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (3) تشير الآية إلى تطور الإنسان ، وتكامله في رحم الأمّ حتى الولادة .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) صحيح البخاري 5 : 22 كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فتح الباري شرح صحيح البخاري 7 : 57.
( 2 ) إحقاق الحق وملحقاته 17 : 434 رواه عن جامع العلوم والحكم 1 : 46 ح 4، مشكل الآثار 2 : 373، وفيه : أنّ اليهود تزعم أنّها الموءودة الصغرى ـ بدلاً عن الموعودة الصغرى ـ وبعد جواب الإمام علي تعجب عمر من قوله : وقال : جزاك الله خيراً . وجاء في محاضرات الأدباء 1 : 96 : أَوّل مَن خاطب بـ‍ ( أطال الله بقاءك ) عمر بن الخطاب ، قاله لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
( 3 ) المؤمنون : 11 - 14.
42 - عمر يعترف : علي أعلم الناس بالقرآن .
أخرج العلاّمة الحافظ الحسكاني ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : علي ( عليه السلام ) أعلم الناس بما أنزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) (1) .
43 - عمر يعترف : علي مولى مَن كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) مولاه .
روى العلاّمة الحافظ المحب الطبري ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : علي ( عليه السلام ) مولى مَن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مولاه (2) .

44 - عمر يعترف : لولا علي لهلك عمر .
أخرج العلاّمة الحافظ الگنجي الشافعي ، بسنده عن حذيفة بن اليمان ، أنّه لقى عمر بن الخطاب .
فقال له عمر : كيف أصبحت يا بن اليمان ؟
فقال : كيف تريدني أصبح ؟ أصبحت والله أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أرَه ، وأحفظ غير المخلوق ، وأصلّي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء .
فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره ، وقد أعجله أمر وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك ، فبينا هو في الطريق إذ مرّ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فرأى الغضب في وجهه .
فقال : ( ما أغضبك يا عمر ؟
فقال : لقيت حذيفة بن اليمان فسألته ، كيف أصبحت ؟ فقال : أصحبت أكره الحق .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شواهد التنزيل 1 : 39 ح 29، وفي نسخة أخرى عن ابن عمر .
( 2 ) الرياض النضرة 3 : 128 و 233.
فقال علي ( عليه السلام ) : صدق ، يكره الموت وهو حق .
فقال عمر : يقول : وأحب الفتنة .
قال علي ( عليه السلام ) : صدق ، يحب المال والولد ، وقد قال الله تعالى : ( أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (1) .
فقال عمر : يا علي ، يقول : وأشهد بما لم أرّه .
فقال ( عليه السلام ) : صدق ، يشهد بالوحدانية ، والموت والبعث ، والقيامة والجنة ، والنار والصراط ، ولم يرَ ذلك كله . فقال عمر : يا علي ، وقد قال : إنّني أحفظ غير المخلوق .
قال ( عليه السلام ) : صدق ، يحفظ كتاب الله تعالى القرآن ، وهو غير مخلوق .
قال عمر : ويقول : أصلي على غير وضوء .
فقال ( عليه السلام ) : صدق ، يصلي على ابن عمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على غير وضوء ، والصلاة عليه جائزة .
فقال : يا أبا الحسن ، قد قال أكبر من ذلك .
فقال ( عليه السلام ) : وما هو ؟
قال عمر : قال : إنّ لي في الأرض ما ليس لله في السماء .
قال ( عليه السلام ) : صدق ، له زوجة ، وتعالى الله عن الزوجة والولد ) .
فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
قال الگنجي : هذا ثابت عند أهل النقل ، ذكره غير واحد من أهل السير (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنفال : 28.
( 2 ) كفاية الطالب : 218 باب 57 ، نظم درر السمطين : 129 - 130، نور الأبصار : 161 ، فرائد السمطين 1 : 337 ح 259 ، وفيه : لولا علي لهلك عمر ، الفصول المهمة لابن الصباغ : 35
45 - عمر يعترف : اختصاص علي ( عليه السلام ) بثلاث عشرة منقبة .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من أعلام السُنة ، بإسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كانت في أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ثماني عشرة سابقة ، خصّ منها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بثلاث عشرة ، وشاركنا في خمس (1) .
أقول : وقد أخرج السيوطي وغيره من أعلام أهل السُنة ، هذا الحديث بلفظ آخر ، قال الطبراني : عن ابن عباس ، قال : كانت لعلي ( عليه السلام ) ثماني عشرة منقبة ، ما كانت لأحد من هذه الأمّة (2) .
فعلى هذا فلا تستحيل أن تكون جملة ( فخصّ علي منها بثلاث عشرة ، وشركنا في خمس ) في رواية عمر موضوعة وزائدة ، وكذلك جملة ( كانت لأصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ) ؛ فإنّها وُضعت بديلاً عن جملة ( كانت لعلي ( عليه السلام ) ) ، التي وردت في رواية السيوطي .
46 - عمر يعترف : مَن أهان علياً ( عليه السلام ) ، فقد أهان النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن عروة بن الزبير قال : إنّ رجلاً وقع
ــــــــــــــــــــ
فصل في ذكر شيء من علومه ، ولم يذكر اسم حذيفة بن اليمان .
وفيه أيضاً : قال عمر : إنّه يصدّق اليهود والنصارى قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ) .
وفي آخر الحديث فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها .
أقول : ولعلّ هذه القصة قد تكرّرت أكثر من مرة . ( المعرّب ) .
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 99 فصل ( 7 ) ح 101 وص 331 فصل ( 19 ) ح 352 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 45 فصل ( 4 ) ، فرائد السمطين 1 : 344 ح 265 ، نظم درر السمطين : 129.
( 2 ) الصواعق المحرقة : 76 ، تاريخ الخلفاء : 172 ، ينابيع المودة : 286 عن الطبراني، تفريح الأحباب : 351.

في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
فقال عمر : تعرف صاحب هذا القبر ؟ هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فلا تذكر علياً إلاّ بخير فإنّك إن نقصته آذيت صاحب هذا القبر .
وأخرج المناوي بسنده أنّ عمر بن الخطاب قال : ويحك أتعرف علياً ؟ هذا ابن عمه ـ وأشار إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ ، والله ما آذيت إلاّ هذا في قبره (1) .
47 - عمر يعترف : مَن آذى علياً فقد آذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى العلاّمة العيني بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إذا آذيت عليا آذيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (2) .
48 - عمر يتمنّى إحدى فضائل علي ( عليه السلام ) .
أخرج الحافظ الحاكم النيسابوري وغيره ، من الحفّاظ والمؤرّخين ، من أهل السنة والجماعة ، بإسنادهم عن أبي هريرة ، قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أعطي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ثلاث خصال ، لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أُعطى حُمر النِعم .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 641 ح 1089 ، فضائل أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 145 ح 211 ، الصواعق المحرقة : 177، تاريخ مدينة دمشق 42 : 519 ترجمة علي بن أبي طالب ، الرياض النضرة 3 : 123 خرّجه أحمد في المناقب وابن السمان في الموافقة ، تذكرة الخواص : 44 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36394 خرّجه عن تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ، فيض القدير 6 : 18 ح 8266 خرّجه عن الدار قطني ، الجامع الصغير 3 : 547 ح 8266 ، أرجح المطالب : 515 ، شفاء السقام : 207، مرقاة المفاتيح 10 : 474 ح 6101 خرّجه عن أحمد ، التدوين في أخبار قزوين 1 : 293 ترجمة محمد بن زيد الجعفري .
( 2 ) مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 16 ح 17.
قيل : وما هنّ ، يا أمير المؤمنين ؟
قال : تزوّجه فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسكناه المسجد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر ، ففتح الله عليه وهزم اليهود ، فكان ذلك نصراً عزيزاً منح به الإسلام والمسلمون .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه (1) (2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المستدرك على الصحيحين 3 : 125 ، فضائل الصحابة 2 : 659 ح 1123 ، وفيه : والثالثة نسيها سهيل ، فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأحمد : 173 ح 245 ، وفيه : أنّ سهيل نسي الثالثة ـ أي تزويجه الزهراء ( عليها السلام ) ـ ، البداية والنهاية 7 : 341 ، المناقب للخوارزمي : 232 باب ( 19 ) ح 354 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 120 ، الرياض النضرة 3 : 232 ، مجمع الزوائد 9 : 120 باب جامع في مناقبه ، خرّجه عن مسند أبي يعلى ، فرائد السمطين 1 : 354 ح 268 ، نظم درر السمطين : 129 ، أسنى المطالب : 68 ح 22 ، تاريخ الخلفاء : 173 خرّجه عن أبي يعلى ، الخصائص الكبرى 3 : 293 باب اختصاصه ( صلى الله عليه وآله ) بجواز المكث في المسجد جُنباً. . .، الصواعق المحرقة : 127 ، كنز العمال 13 : 110 ح 36359 وص 116 ح 36376 خرّجه عن مسند ابن أبي شيبة ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 44 ، ينابيع المودة 286 باب 59 ، مرآة المؤمنين : 86، تفريح الأحباب : 351، إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء 1 : 289، الروض الأزهر : 97 و 100 ، جواهر البحار 1 : 365، أرجح المطالب : 411 وسيلة النجاة : 106.
فإذا أردت الاطّلاع على الأحاديث المروية في هذا الباب ، وتعرف أسانيدها ونصوصها ، راجع موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني 3 : 202 - 312.
( 2 ) وجملة عمر بن الخطاب : ( وسكناه المسجد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يحل له فيه ما يحل له ) إشارة إلى الحديث المشهور بسد الأبواب ، وخلاصة الحديث : أنّه كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد ، كانوا يدخلون دورهم منها ، ومنهم الإمام علي ( عليه السلام ) حيث كان باب داره في المسجد ، فكان دخوله وخروجه من هذا الباب ، وكانت بيوت أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) كذلك حول المسجد . .. فنزل الأمر الإلهي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بأن يعلن لأولئك النفر أن يسدوا أبوابهم الشارعة على المسجد ، عدا باب علي ( عليه السلام ) يجعله مفتوحاً . حتى العباس عم النبي كان يرجو أن يكون بابه شارعةً على المسجد ، فمنعه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فكان الباب الوحيد المشرع على المسجد هو باب علي ( عليه السلام ) ، فكان يدخل ويخرج منه حتى ولو كان جُنباً .
49 - عمر يستشير علياً ( عليه السلام ) في حرب الفرس .
أخرج المؤرّخون والحفّاظ وآخرون غيرهم في كتبهم ، أنّه ورد على عمر بن الخطاب كتاب فيه ، إنّ الفرس قد قصدوا الهجوم على مركز الحكومة الإسلامية ، فجمع عمر بعض أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منهم الإمام علي يستشيرهم في هذا الأمر ، فأبدى كل واحد منهم رأيه في قتال الفرس ، ورأى عمر أنّ آراء ونظريات هؤلاء وخططهم التي أبدوها لا تنفع وليست بصائبة ، بل أنّ ضررها أكثر من نفعها . فالتفت عمر إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان ساكتاً لا يتكلم .
فقال له عمر : يا أبا الحسن لِمَ لا تشير بشيء كما أشار غيرك ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : كلاماً نقّص فيه آراء الحاضرين وفنّدها ، ثمّ أبدى رأياً وخطة كان فيها نفع كبير ، وكان في ضمن ما أبداه : إرسال ابنه الإمام الحسن ( عليه السلام ) مع الجند إلى أصفهان ، بأن يحوّل إليه إجراء جزئيات الخطة الإستراتيجية ، فكان من نتائج رأي الإمام علي ( عليه السلام ) وخطته ، انتصار جيوش المسلمين على يهود إيران والزرادشتيين ، وفرار يزدجرد عظيم الفرس ، وبزوغ شمس الإسلام في نصف بقاع الفرس وخاصةً في أصفهان .
ولكن قبل أن نتطرّق إلى قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، تجدر الإشارة هنا إلى واحد من أهل الرأي أبدى رأيه ، واستنكره عمر بن الخطاب ، أَلا وهو خليفة عمر عثمان بن عفان فقال : يا أمير المؤمنين ، اكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم ، وإلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، وإلى أهل البصرة فيسيروا من
ـــــــــــــــــــ
وقد روى هذه القصة العشرات من الصحابة ، ونقلها عشرات المحدّثين والمؤرّخين ، وهذه فضيلة عظيمة اختص بها أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) .
بصرتهم ، وسر أنت بأهل هذا الحرم حتى توافي الكوفة ، وقد وافاك المسلمون من أقطار أرضهم وآفاق بلادهم ، فإنّك إذا فعلت ذلك كنت أكثر منهم جمعاً وأعز نفراً .
وقال الطبري : قال علي ( عليه السلام ) في بادئ الأمر : ( أقم ، واكتب إلى أهل الكوفة أن يبعثوا ثلثي جندهم ، وليقم ثلث منهم ، واكتب إلى أهل البصرة أن يمدّوهم ببعض من عندهم ، ولم يعبّئ من الشام جيشاً ؛ لئلا يفتر جبهة الروم ) .
وإليك الآن رأي الإمام علي ( عليه السلام ) ، الذي استصوبه عمر لمّا استشاره ، فقال فيما قال ( عليه السلام ) : ( إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ نَصْرُهُ وَلا خِذْلانُهُ بِكَثْرَةٍ وَلا بِقِلَّةٍ ، وَهُوَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي أَظْهَرَهُ ، وَجُنْدُهُ الَّذِي أَعَدَّهُ وَأَمَدَّهُ ، حَتَّى بَلَغَ مَا بَلَغَ وَطَلَعَ حَيْثُ طَلَعَ ، وَنَحْنُ عَلَى مَوْعُودٍ مِنَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ وَنَاصِرٌ جُنْدَهُ ، وَمَكَانُ الْقَيِّمِ بِالأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ ، يَجْمَعُهُ وَيَضُمُّهُ ، فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ ، وَذَهَبَ ثُمَّ لَمْ يَجْتَمِعْ بِحَذَافِيرِهِ أَبَداً ، وَالْعَرَبُ الْيَوْمَ وَإِنْ كَانُوا قَلِيلاً ، فَهُمْ كَثِيرُونَ بِالإِسْلامِ ، عَزِيزُونَ بِالاجْتِمَاعِ ، فَكُنْ قُطْباً وَاسْتَدِرِ الرَّحَى بِالْعَرَبِ ، وَأَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ ، فَإِنَّكَ إِنْ شَخَصْتَ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ ، انْتَقَضَتْ عَلَيْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَأَقْطَارِهَا ، حَتَّى يَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَيْكَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْكَ ، إِنَّ الأَعَاجِمَ إِنْ يَنْظُرُوا إِلَيْكَ غَداً يَقُولُوا ، هَذَا أَصْلُ الْعَرَبِ ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَيْكَ ، وَطَمَعِهِمْ فِيكَ ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسِيرِ الْقَوْمِ إِلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسِيرِهِمْ مِنْكَ ، وَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى تَغْيِيرِ مَا يَكْرَهُ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَدَدِهِمْ ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فِيمَا مَضَى بِالْكَثْرَةِ ، وَإِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ ) (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح خطبة رقم 146 ، الأخبار الطوال : 134، تاريخ الطبري 4 : 114 - 126 حوادث سنة 21 ، الفتوح 2 : 286 - 297 ، وفيه : قال : فلمّا سمع عمر مقالة علي ( عليه السلام ) ، ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم ! أَعجزتم كلكم عن آخركم
50 - عمر يستفتي علياً ( عليه السلام ) عن حكم شارب الخمر .
أخرج السيوطي وغيره من الحفّاظ : أنّ أناساً من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) شربوا الخمر بالشام ،
فقال لهم يزيد بن أبي سفيان ـ أخو معاوية ووالي الشام من قِبل عمر بن الخطاب ـ : شربتم الخمر ؟
فقالوا : نعم ، لقول الله : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) (1) حتى فرغوا . .. فكتب يزيد فيهم إلى عمر فكتب إليه : إن أتاك كتابي هذا نهاراً فلا تنتظر بهم الليل ، وإن أتاك ليلاً فلا تنتظر بهم النهار حتى تبعث بهم إليّ ، لا يفتنوا عباد الله ، فبعث بهم إلى عمر فلمّا قدموا على عمر
قال : شربتم الخمر ؟
قالوا : نعم ،
فتلا عليهم : ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ . .. ) (2) إلى آخر الآية .
قالوا : اقرأ التي بعدها ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) .
قال : فشاور فيهم الناس ، فقال لعلي ( عليه السلام ) ـ وكان صامتاً ـ : ما ترى ؟
قال ( عليه السلام ) : ( أرى أنّهم شرّعوا في دين الله ما لم يأذن الله فيه ، فإن زعموا أنّها حلال فاقتلهم ؛ فقد أحلوا ما حرّم الله ، وإن زعموا أنّها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين ؛ فقد افتروا على الله الكذب ، وقد أخبرنا الله بحدِّ ما يفتري به بعضنا على بعض )
ـــــــــــــــــــ
أن تقولوا كما قال أبو الحسن ، والله لقد كان رأيه رأيي الذي أريته في نفسي . .. ( المعرّب )
( 1 ) المائدة : 93.
( 2 ) المائدة : 90 - 91.
: قال : فجلدهم عمر ثمانين ثمانين (1) .
وأخرجه أبو الفرج الأصفهاني بتفاوت يسير (2) .
51 - مراجعة أخرى لعمر في حد الخمر .
ذكر أعاظم العامة منهم أئمتهم الأربعة : أبو حنفية ، مالك ، أحمد بن حنبل ، والشافعي ـ أنّ أبا بكر وعمر لم يكونا يرون الحد الكامل ـ ثمانين جلدة ـ لشارب الخمر ، وإذا واجها هذه المسألة يوماً ما ، فكانا يكتفيان بإجراء أربعين جلدةً فقط .
روي أنّ خالد بن الوليد كان عاملاً لعمر على بعض المدن ، أبلغ عمر بأنّ الناس قد انهمكوا في الخمر ، وتحاقروا العقوبة . فقال عمر لعلي ( عليه السلام ) : ما ترى ؟ قال ( عليه السلام ) : ( نراه إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعلى المفتري ثمانون جلدةً ) (3) . واستنّ عمر بما قاله علي ( عليه السلام ) ، وبعد ذلك أصبح حدّ الخمر ثمانين جلدةً ، كما أفتى به الإمام علي ( عليه السلام ) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح معاني الآثار 3 : 154 كتاب الحدود ، تفسير الدر المنثور 2 : 32 - 322 أخرجه عن ابن أبي شيبة وابن منذر ، فتح الباري 21 : 57 أخرجه عن ابن شيبة .
( 2 ) الأغاني 18 : 198.
( 3 ) الموطأ 2 : 842 كتاب الأشربة باب ( 1 ) ح 1 ، سنن البيهقي 8 : 320 كتاب الأطعمة والأشربة باب ما جاء في عدد حدّ الخمر ، مسند الشافعي : 286 كتاب الأشربة ، شرح معاني الآثار 3 : 153، سُنن الدار قطني 3 : 157 كتاب الحدود ح 223 ، فتح الباري 12 : 57 أخرجه عن الطبراني والطحاوي والبيهقي وص 58 عن عبد الرزاق ، تفسير الدر المنثور 2 : 316 ذيل آية 93 من سورة المائدة ، أخرجه عن أبي الشيخ وابن مردويه والحاكم صحّحه ، كنز العمال 5 : 474 ح 13660 وص 478 ح 13676 وص 479 ح 13680 المستدرك على الصحيحين 4 : 375.
52 - عمر يعترف : لولا سيف علي ( عليه السلام ) لَما قام عمود الإسلام .
قال ابن أبي الحديد : روى أبو بكر الأنباري في أماليه : أنّ علياً ( عليه السلام ) جلس إلى عمر في المسجد وعنده ناس ، فلمّا قام ( عليه السلام ) عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب .
فقال عمر : حق لمثله أن يتيه !! والله لولا سيفه لَما قام عمود الإسلام ، وهو بعد أقضى الأمّة وذو سابقتها وذو شرفها .
فقال له ذاك القائل : فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه ؟
قال : كرهناه على حداثة السن ، وحبه لبني عبد المطلب (1) .
وقد روي كره عمر بن الخطاب لعلي ( عليه السلام ) في موارد عديدة ومواقف كثيرة .
خاصةً في قوله : لو ولّوها ـ يعني الخلافة ـ علياً لسلك بهم الطريق وحملهم على الحق (2) .
53 - عمر يعترف : عين علي ( عليه السلام ) عين الله عزّ وجل .
أخرج محب الدين الطبري بسنده : كان عمر يطوف بالبيت وعلي ( عليه السلام ) يطوف أمامه ، إذ عرض رجل لعمر فقال : يا أمير المؤمنين ، خذ حقي من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
قال : وما باله ؟
قال : لطم عيني ، فوقف عمر حتى لحق به علي ( عليه السلام ) ، فقال : أَلطمت عين هذا ، يا أبا الحسن ؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 12 : 82.
( 2 ) ترجمة الإمام علي من تاريخ مدينة دمشق 3 : 106 - 108 ح 1136 - 1137 أخرجه عن طريقين ، أنساب الأشراف 2 : 855 ، الاستيعاب 3 : 1130.
قال ( عليه السلام ) : نعم .
قال عمر : ولِمَ ؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّي رأيته يتأمل حرم المؤمنين في الطواف .
فقال عمر : أحسنت ، يا أبا الحسن .
ثمّ أقبل على الرجل فقال : وقعت عليك عين من عيون الله عزّ وجل (1)
54 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولاي ومولى كل مسلم .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من الحفّاظ بإسنادهم : أنّ رجلاً نازع عمر في مسألة .
فقال عمر : بيني وبينك هذا الجالس ـ وأشار إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان جالساً في المسجد ـ .
فقال الرجل : هذا الأبطن !! ـ الظاهر أنّه لم يكن يعرف علياً ( عليه السلام ) ـ . فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ، ثمّ قال : ويلك أتدري مَن صغّرت ؟! هذا علي بن أبي طالب مولاي ومولى كل مسلم (2) .
وجاء في رواية الحسكاني : أمر عمر علياً ( عليه السلام ) أن يقضي بين رجلين ، فقضى بينهما ، فقال الذي قضى عليه : هذا الذي يقضي بيننا ؟! وكأنّه ازدرى علياً ( عليه السلام ) ، فأخذ عمر بتلبيبه فقال : ويلك وما تدري مَن هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، هذا مولاي ومولى كل مؤمن ، فمَن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (3) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 165.
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 161 فصل ( 14 ) ح 192 ، الرياض النضرة 3 : 128.
( 3 ) شواهد التنزيل 1 : 348 ح 362 ذيل آية ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدَى. .. ) يونس : 35 وبهامشه خمسة أحاديث ممّا يتعلق بالباب ، الفتوحات الإسلامية : 417 - 418.
أقول : ولعلّ هذه القصة غير الأُولى ، وإنّ القصتين قد وقعتا في زمانين مختلفين .
55 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) مولى كل مؤمن ومؤمنة .
أخرج العلاّمة محب الدين الطبري وغيره من المحدّثين ، بإسنادهم عن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان ، فقال لعلي ( عليه السلام ) : اقضِ بينهما ، يا أبا الحسن ، فقضى علي ( عليه السلام ) بينهما . فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا ؟! فوثب عليه عمر وأخذ بتلبيبه ، وقال : ويحك ما تدري مَن هذا ؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ومَن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (1) .
56 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أعلم الناس بالقرآن ، وبالنبي ( صلى الله عليه وآله ) (2) .
أخرج المحقّق العلاّمة العاصمي وغيره ، بإسنادهم عن أبي الطفيل ـ الصحابي العظيم ـ
قال : شهدت الصلاة على أبي بكر الصدّيق ، ثمّ اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه ، وأقمنا أياماً نختلف إلى المسجد إليه ، حتى أَسموه ( أمير المؤمنين ) ،
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 128 وقال : خرّجه ابن السمان ، المناقب للخوارزمي : 160 فصل ( 14 ) ح 191 ، ذخائر العقبى : 68 ، الصواعق المحرقة : 179 خرّجه عن الدار قطني ، شواهد التنزيل 1 : 348 ح 362 ذيل آية ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ . .. ) يونس 35 ، الفتوحات الإسلامية : 417 - 418، وسيلة المال ( مخطوط ) .
( 2 ) أورد المؤلّف حفظه الله هذه الرواية بشكل موجز ومختصر ، واكتفى بذكر اعتراف عمر بن الخطاب ، بكون الإمام علي ( عليه السلام ) أعلم الناس طراً بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) والقرآن العظيم ، ولمّا كانت الرواية حاويةً لبعض النقاط الكاشفة عن المناقب الجسمية للإمام علي ( عليه السلام ) ، وكذا تكشف عن جهل عمر بن الخطاب ، وعدم معرفته بالقرآن والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، رأيت أنّ نقل الحديث بتمامه أحجى وأتم للحجة ، لمَن أراد معرفة الحق وأتباعه . ( المعرّب )
فبينما نحن عنده جلوس ، إذ أتاه يهودي من يهود المدينة ، وهم يزعمون أنّه من وُلد هارون أخي موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، حتى وقف على عمر فقال له : يا أمير المؤمنين ، أيّكم أعلم بنبيكم وبكتاب نبيكم حتى أساله عمّا أريد ؟
ـ قال أبو الطفيل ـ فطأطأ عمر رأسه .
فقال له اليهودي : إيّاك أعني ، وأعاد عليه القول .
فقال له عمر : وما ذاك ؟
قال : إنّي جئتك مرتاداً لنفسي شاكّاً في ديني .
فقال عمر : دونك هذا الشاب .
قال : ومَن هو هذا الشاب ؟ .
قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو أبو الحسن والحسين ، وزوج فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ثمّ قال : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا.
قال اليهودي : أكذلك أنت يا علي ؟
قال ( عليه السلام ) : نعم ، سلْ عمّا تريد .
قال : إنّي مسائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة .
فتبسّم علي ( عليه السلام ) ثمّ قال له : يا هاروني ، ولِمَ لا تقول : إنّي سائلك عن سبع ؟
فقال اليهودي : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهنّ ، أسألك (1) عن الواحدة ، وإن أخطأت في الثلاث الأُوَل لم أسألك عن شيء .
وقال له علي ( عليه السلام ) : وما يدرك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت ؟
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كذا في زين الفتى ، والصحيح : أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهنّ سألت عمّا بعدهنّ ، فإن أصبت أسألك .
قال : فضرب بيده على كمه فاستخرج كتاباً عتيقاً
فقال : هذا كتاب ورثته عن آبائي وأجدادي ، بإملاء موسى ( عليه السلام ) وخط هارون ( عليه السلام ) ، وفيه هذه الخصال التي أريد أن أسالك عنها .
فقال علي ( عليه السلام ) : والله عليك إن أجبتك فيهنّ بالصواب أن تسلم ـ لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني ـ
قال له : والله ـ ما جئت إلاّ لذلك ـ لئن أجبتني فيهنّ بالصواب لأسلمنّ الساعة على يديك .
قال له علي ( عليه السلام ) : سلْ .
قال : أخبرني. .. عن محمد ( صلى الله عليه وآله ) كم بعده من إمام عادل ، وفي أي جنة يكون ، ومَن يساكنه في الجنة ؟ قال علي ( عليه السلام ) : يا هاروني ، إنّ لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) من الخلفاء اثنا عشر إماماً عادلاً لا يضرهم مَن خذلهم ، ولا يستوحشون لخلاف مَن خالفهم ، وإنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض ، ويسكن محمد ( صلى الله عليه وآله ) في جنته مع أولئك الاثني عشر إماماً العدل .
قال : صدقت ، والله الذي لا إله إلاّ هو ، إنّي لأجده في كتب أبي هارون ، كتبه بيده وإملاء موسى عمي ( عليه السلام )
قال : فأخبرني عن الواحدة ، أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده ؟ وهل يموت أو يقتل ؟
قال ( عليه السلام ) : يا هاروني ، يعيش بعده ثلاثين سُنة ثمّ يضرب هاهنا - يعني قَرنه - فتُخضب هذه من هذا .
قال أبو الطفيل : فصاح الهاروني وقطع تسبيحه ، وهو يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمد رسول الله (1) .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) زين الفتى 1 : 304 ح 218 ، فرائد السمطين 1 : 354 ح 280 ، الغدير 6 : 268 - 269.
57 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أولى الناس بالخلافة .
روى العلاّمة ابن أبي الحديد المعتزلي ـ نقلاّ عن كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ـ بإسناده عن ابن عباس ، قال : مرّ عمر بعلي ( عليه السلام ) وأنا معه بفناء داره ، فسلّم عليه
فقال له علي ( عليه السلام ) : أين تريد ؟
قال : البقيع .
قال ( عليه السلام ) : أَفلا تصل صاحبك ويقوم معك ؟
قال عمر : بلى .
فقال لي علي ( عليه السلام ) : قم معه .
فقمت فمشيت إلى جانبه فشبك أصابعه في أصابعي ، ومشينا قليلاً حتى إذا خلّفنا البقيع قال لي عمر : يا بن عباس ، أَما والله ، إنّ صاحبك هذا ـ يعني علياً ( عليه السلام ) ـ لأَولى الناس بالأمر بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إلاّ أنّا خفناه على اثنين .
قال ابن عباس : فجاء بكلام لم أجد بدّاً من مساءلته عنه ، فقلت : ما هما ؟ قال عمر : خفناه على حداثة سِنه ، وحبه بني عبد المطلب (1) .
58 - عمر يعترف : المنبر حق علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة الخطيب البغدادي وغيره : أنّ الحسين ( عليه السلام ) جاء لعمر وهو على المنبر فقال : ( انزل عن منبر أبي ) . فقال له : منبر أبيك ولا منبر أبي . وزاد ابن سعد : أنّه أخذه فأقعده على جنبه ، وقال : وهل أنبت الشعر على
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 6 : 50 - 51 ، السقيفة وفدك : 73.
رؤوسنا إلاّ أبوك ، أي أنّ الرفعة ما نلناها إلاّ به (1) .
59 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة ابن حجر عن الدار قطني : أنّ عمر سأل عن علي ( عليه السلام ) فقيل له : اذهب إلى أرضه .
فقال : اذهبوا بنا إليه ، فوجدوه يعمل فعملوا معه ساعةً ، ثمّ جلسوا يتحدثون
فقال له علي ( عليه السلام ) : أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل فقال لك أحدهم : أنا ابن عم موسى ( عليه السلام ) ، أكانت له عندك أثرة على أصحابه ؟
قال عمر : نعم .
قال علي ( عليه السلام ) : فأنا والله ، أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وابن عمه .
قال : فنزع عمر رداءه فبسطه ، فقال : والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نفترق (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ بغداد 1 : 141، الطبقات الكبرى ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) : 31 ح 219 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 145 ، تاريخ مدينة دمشق 14 : 175 ، تاريخ الإسلام 3 : 5 ، كفاية الطالب : 424 ح 1116 ، كنز العمال 13 : 654 ح 37662 ، الإصابة 2 : 69 ترجمة الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) رقم 1729 ، الصواعق المحرقة : 177، ينابيع المودة : 206 باب 59 ، وسيلة النجاة خرّجه عن ابن عساكر الدمشقي ، والسيوطي وابن حجر ، تاريخ الخلفاء : السيرة الحلبية 1 : 443 . وفيه تحريف بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) هدّد الحسين وشجب فعله ، سير أعلام النبلاء 3 : 285، الرياض النضرة 2 : 341.
( 2 ) الصواعق المحرقة : 179.

الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عثمان بن عفان
1 - عثمان يعترف : خُلق النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلي ( عليه السلام ) من نور واحد .
أخرج العلاّمة سيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، بإسناده عن عثمان بن عفان ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( خُلفت أنا وعلي من نور واحد ، قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام (1) ، فلمّا خلق الله آدم ركّب فيه ذلك النور في صلبه ، فلم يزل شيئاً واحداً ، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففيَّ النبوة وفي علي الوصية ) (2) .
2 - عثمان يعترف : خلق الله ملائكةً من نور وجه علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي ، بإسناده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً ، يسبّحون ويقدّسون ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (3) .
3 - عثمان يعترف : النظر إلى وجه علي ( عليه السلام ) عبادة .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، بإسناده عن يونس مولى الرشيد ، قال : كنت واقفاً على رأس المأمون ، وعنده يحيى بن أكثم القاضي ، فذكروا علياً ( عليه السلام ) وفضله ، فقال المأمون : سمعت الرشيد يقول : سمعت المهدي يقول : سمعت
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) ورد في أحاديث أخرى عن طرق غير عثمان ، إنّ العدد هو أربعة عشر ألف عام ، ولعلّ هذا هو الصحيح ، ولكن أسقطت كلمة عشر في هذا الحديث حين الاستنساخ أو الطبع .
( 2 ) ينابيع المودة : 256.
( 3 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 97 ، المناقب للخوارزمي : 329 ح 348.
المنصور يقول : سمعت أبي يقول : سمعت جدي يقول : سمعت ابن عباس يقول : رجع عثمان إلى علي ( عليه السلام ) فسأله المصير إليه ، فصار إليه فجعل يحدّ النظر إليه ، فقال له علي ( عليه السلام ) : ـ يا عثمان ـ مالك تحدّ النظر إليّ ؟ قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) (1) .
وذكر الزمخشري عن ابن العربي : أنّ علياً كان إذا برز قال الناس : لا إله إلاّ الله ، ما أشرف هذا الفتى ، لا إله إلاّ الله ، ما أشجع هذا الفتى ، لا إله إلاّ الله ، ما أعلم هذا الفتى ، لا إله إلاّ الله ، ما أكرم هذا الفتى ، وإنّ النظر إلى علي ( عليه السلام ) يدعو إلى ذكر الله (2) .
4 - عثمان يعترف بحديث الغدير ، وأنّ علياً ( عليه السلام ) مولى المؤمنين .
مرّ علينا آنفاً في فصلي اعترافات أبي بكر وعمر في قصة الغدير ، بأنّ رواة حديث الغدير ـ الذين رووا ما سمعوا عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) ـ كثيرون ، وأخرج ابن عقدة في كتابه ( الولاية ) (3) ، ومنصور الآبي الرازي في
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 350 ، البداية والنهاية 7 : 358 ، تاريخ الخلفاء : 172، اللآلئ المصنوعة 1 : 343 ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 19 ح 57 خرّجه عن الخطيب والديلمي وابن عساكر والطبري والحاكم ، التعقّبات للسيوطي : 57 نقلاً عن إحقاق الحق 7 : 109.
( 2 ) فيض القدير 6 : 299 ذيل ح 9319 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 356 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب .
( 3 ) الغدير 1 : 53، المناقب للسروي 3 : 25.
كتابه الغدير (1) ، والعلاّمة ابن المغازلي في كتابه المناقب (2) ، أنّ عثمان بن عفان الذي كان حاضراً وشاهداً لتلك الواقعة والمفخرة العلوية في غدير خم ، هو أحد رواة حديث الغدير ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) .
5 - مراجعة عثمان إلى علي ( عليه السلام ) في رجم امرأة .
أخرج الإمام مالك في الموطأ ، وغيره في كتبهم التفسيرية والحديثية ، بإسنادهم عن بعجة بن عبد الله الجهني ، قال : تزوج رجل منا امرأةً من جهينة ، فولدت له تماماً لستة أشهر ، فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان ، فأخبره القصة ، فأمر برجمها ، فبلغ ذلك علياً ( عليه السلام ) ، فأتاه فقال ( عليه السلام ) : ما تصنع ؟ قال عثمان : ولدت تماماً لستة أشهر ، وهل يكون ذلك ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : أَما سمعت الله تعالى يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا ) (3) ، وقال : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) (4) فكم تجده بقي إلاّ ستة أشهر ؟ فقال عثمان : والله ما فطنت لهذا ، عليّ بالمرأة ، فوجدوها قد مُرغ منها ـ يعني أنّها رُجمت ـ .
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الغدير 1 : 53 ، المناقب للسروي 3 : 25.
( 2 ) المناقب لابن المغازلي : 27 ح 39.
لو اعتمدنا الأحاديث المروية في العشرة المبشّرة ـ وثالثهم عثمان بن عفان ـ وكذا لو اعتمدنا ما رواه ابن المغازلي عن مسند نيسابور لأبي القاسم فضل بن محمد الأبيوردي ـ المتوفى 518 هـ‍ ـ حول حديث الغدير وقوله : إنّ هذا الحديث روي عن أكثر من مائة طريق منهم العشرة المبشّرة ، الذين سمعوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( مَن كنت مولاه فهذا علي مولاه ) . لا يشك أحد أنّ عثمان يُعد أحد رواة هذه المنقبة الجليّة لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
( 3 ) الاحقاف : 15.
( 4 ) البقرة : 233.
وكان من قولها لأختها : يا أخية ، لا تحزني ، فوالله ما كشف فرجي أحد قط غيره ـ أي غير زوجي ـ .
قال الراوي : فشبّ الغلام بعد ، فاعترف الرجل به ، وكان أشبه الناس به ، وقال : فرأيت الرجل بعد يتساقط عضواً عضواً على فراشه (1) .
6 - مراجعة عثمان إلى علي ( عليه السلام ) في مسالة الأب .
أخرج الإمام أحمد وغيره من الحفّاظ بإسنادهم ، أنّ يحنس وصفية كانا من سبي الخمس ـ أي أسيرين ـ فزنت صفية برجل من الخمس ـ أي أسير آخر ـ فولدت غلاماً ، فادّعاه الزاني ويحنس فاختصما إلى عثمان ، فرفعهما إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( أقضي فيهما بقضاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ الولد للفراش وللعاهر الحجر ـ فأعطى يحنس الولد وجلدهما ـ أي صفية والزاني ـ خمسين خمسين ) ؛ لأنّهما كان عبدينِ فعليهما نصف ما على الحر من الحد ، وأمّا صفية لأنّها كانت أَمَة فلا رجم عليها .
وتشاهد في هذه القصة : أنّ عثمان بن عفان ، الذي تقلّد أريكة الخلافة ، وارتقى عرش الإمارة ، عاجز عن فهم حكم الولد ، أنّه للفراش وللعاهر الحجر ، وجاهل عن أحكام الحر والعبد والفرق بينهما (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الموطأ 2 : 825 كتاب الحدود باب ( 1 ) ح 11 ، تأويل مختلف الحديث : 107 ، سُنن البيهقي 7 : 442 ، جامع بيان العلم وفضله : 150 ، تفسير ابن كثير 4 : 169 ، تيسير الوصول 2 : 11 الفصل الثاني ح 5 ، الدر المنثور 6 : 40 أخرجه عن ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عمدة القارئ 9 : 642.
( 2 ) مسند أحمد بن حنبل 1 : 104 و 1 : 167 ح 822 ( الحديثة ) ، تفسير ابن كثير 1 : 489 ، كنز العمال 6 : 198 ح 15340.
7 - مراجعة عثمان إلى علي ( عليه السلام ) في حكم المطلقة التي مات زوجها .
روى فقهاء العامة ومحدّثوهم ، أنّ حبان بن منقذ كانت عنده جاريتان هاشمية وأنصارية ، فطلّق الأنصارية وهي ترضع ، فمرّت بها سَنة ، ثمّ هلك عنها ولم تحض ، فقالت : أنا أرثه ، لم أحض . فاختصمتا إلى عثمان بن عفان ، وكعادته أرجعهما إلى علي ( عليه السلام ) ، فقال لها علي ( عليه السلام ) : ( أتحلفين عند قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إنّك لم تحضي حتى تحصلين على إرثك ) ؟ ، فحلفت وأعطاها سهمها من الإرث .
أقول : وأخرجه الإمامان مالك والشافعي وقالا فيما روياه : إنّ الهاشمية وجدت على عثمان ولامته ؛ حيث أعطى الأنصارية سهماً من الإرث ، فقال عثمان : هذا عمل ابن عمك هو أشار علينا بهذا ـ يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ (1) .
8 - مراجعة عثمان إلى علي ( عليه السلام ) في مسالة لحم الصيد للمُحرِم .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل وغيره ، بإسنادهم : كان أبي الحارث على أمر من مكة في زمن عثمان ، فأقبل عثمان رضي الله عنه إلى مكة ، فقال عبد الله بن الحارث : فاستقبلت عثمان بالنزل بقديد ، اصطاد أهل الماء حجلاً فطبخناه بماء وملح ، فجعلنا عراقاً للثريد ، فقدّمناه إلى عثمان وأصحابه ، فأمسكوا .
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الموطأ 2 : 572 كتاب الطلاق : باب طلاق المريض ح 43 ، مسند الشافعي : 296 كتاب العدد ، السنن الكبرى 7 : 4190 .، الاستيعاب 2 : 764 ، ذخائر العقبى : 80 ، الرياض النضرة 3 : 166، الإصابة 8 : 204 القسم الأَوّل ، كنز العمال 5 : 829 ح 14505 و 14506 ، أرجح المطالب : 126 ، وسيلة المال : 126 ، إحقاق الحق 17 : 516.
فقال عثمان : صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده ، اصطاده قوم حِل فأطعمونا فما بأس ، فقال للقوم : كلوا فإنّما أصيبت لأجلي . فقال القوم : هذا علي ( عليه السلام ) نهانا عن أكله ، فبعث إلى علي ( عليه السلام ) فجاءه وإنّه ليمسح الخبط عن يديه .
فقال عثمان : لم نصطده ولم نأمر بصيده ، اصطاده قوم حِل فأطعمونا فما بأس .
قال الراوي : فغضب علي ( عليه السلام ) وقال : ( أنشد الله رجلاً شهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أتى ببيض نعامة ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّا قوم حُرم فأطعموه أهل الحِل ) .
فقال الراوي : فشهد دونهم في العدة من الاثني عشر .
قال الراوي : فثنى عثمان وركه عن الطعام فدخل ، وأكل ذلك الطعام أهل الماء (1) .

9 - عثمان يعترف : لولا علي لهلك عثمان .
أخرج الحافظ أحمد بن محمد بن علي بن أحمد العاصمي ، عن الأستاذ أبي بكر محمد بن إسحاق بن محمشاد يرفعه : أنّ رجلاً أتى عثمان بن عفان وهو أمير المؤمنين ، وبيده جمجمة إنسان ميت ، فقال : إنّكم تزعمون أنّ النار تعرض على هذا ، وإنّه يُعذب في القبر ، وأنا قد وضعت عليها يدي فلم أحس منها حرارة
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مسند أحمد 1 : 100 و 1 : 161 ح 785 و 786 ، مسند أبي يعلى 1 : 294 ح 356 مسند علي ( عليه السلام ) ، مسند البزار ح 1100 ، مجمع الزوائد 3 : 229 أخرجه عن أبي يعلى وأحمد والبزار ، شرح معاني الآثار 2 : 168 ، السُنن الكبرى 5 : 194 ، سُنن أبي داود 2 : 170 كتاب المناسك باب لحم الصيد للمحرم ح 1849 ، المناقب للسروي 2 : 373 عن مسند أحمد وأبي يعلى .
النار ! فسكت عثمان وأرسل إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يستحضره ، فلما أتاه وهو في ملأ من أصحابه قال عثمان للرجل : أعد المسألة . فأعادها . ثمّ قال عثمان لعلي ( عليه السلام ) : أجب الرجل عنها ، يا أبا الحسن ، فقال علي ( عليه السلام ) : ( ائتوني بزند وحجر ـ والرجل السائل والناس ينظرون إليه ـ فأُتي بهما فأخذهما ، وقدح منهما النار ، ثمّ قال للرجل : ضع يدك على الحجر ، فوضعها عليه ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ضع يدك على الزند ، فوضعها عليه ، فقال ( عليه السلام ) : هل أحسست منهما حرارة النار ؟ ) فبهت الرجل ـ لأنّه رأى النار ولم يحس بالحرارة ـ فقال عثمان : ( لولا علي لهلك عثمان ) (1) .
ـــــــــــــ
( 1 ) زين الفتى في تفسير سورة هل أتى 1 : 318 ح 225 ، الغدير 8 : 214 عن روائح القرآن في فضائل أمناء الرحمن حيث يروي فيه 131 آية نزلت في علي ، علي والخلفاء لنجم الدين العسكري : 315 - 316.

يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2016/10/24, 11:31 PM   #4
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي معاوية بن أبي سفيان
1 - معاوية يعترف : علي حلاّل المشكلات .
قال العلاّمة الحافظ المناوي الشافعي : إنّ معاوية كان يرسل أناساً يسأل علياً ( عليه السلام ) عن المشكلات ـ سواء معضلاته أو معضلات غيره ـ فكان علي ( عليه السلام ) يجيبه ، فقال أحد بنيه : تجيب عدوك ! ؟ قال ( عليه السلام ) : ( أَما يكفينا أن احتاجنا وسألنا ؟ ) (1) .
2 - معاوية يعترف : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يغر علياً ( عليه السلام ) بالعلم غراً .
أخرج الإمام أحمد بن حنبل ، وآخرون من حفّاظ أهل السُنة ومفسّريهم ، بإسنادهم عن قيس بن أبي حازم ـ وهو من ثقات الرواة عند أهل السنة ـ أنّه قال : إنّ رجلاً سأل معاوية عن مسالة . فقال : اسأل عنها علياً فهو أعلم ، فقال : يا أمير المؤمنين ، جوابك فيها أحب إليّ من جواب علي ، قال معاوية : بئس ما قلت ، لقد كرهت رجلاً كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يغره بالعلم غراً ، ولقد قال له : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) ، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذ منه ـ ويلجأ إلى علي في حل مسائله ـ ثمّ قال معاوية للرجل : قم لا أقام الله رجليك ، ومحا اسمه من الديوان (2) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فيض القدير 4 : 356 ح 5593 ( علي عيبة علمي ) عن شرح الحمزية .
( 2 ) فضائل الصحابة 2 : 675 ح 1153 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 197 ح 275 ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي : 34 ح 52 ، ذخائر العقبى : 79، الرياض النضرة 3
وروى عنه ابن حجر : ولقد كان عمر يسأله ويأخذ عنه ، ولقد شهدته إذا أشكل عليه شيء قال : هاهنا علي ، قم لا أقام الله رجليك (1) .
3 - معاوية يعترف : علي مع الحق . ..
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر ، وآخرون من أعلام الحديث والتاريخ من أهل السُنة ، بإسنادهم قالوا : حجّ معاوية بن أبي سفيان فمرّ بالمدينة ، فجلس في مجلس فيه سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، فالتفت إلى عبد الله بن عباس فقال : يا بن عباس ، إنّك لم تعرف حقنا من باطل غيرنا . .. وقرعه ابن عباس بجواب فحار منه معاوية ، فتركه وأقبل على سعد فقال : يا أبا إسحاق ، أنت الذي لم تعرف حقنا ، وجلس فلم يكن معنا ولا علينا ، فقال سعد : فإنّي سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي : ( أنت مع الحق والحق معك حيثما دار ) . فقال معاوية : لتأتيني على هذا ببيّنة ، فقال : سعد : هذه أمّ سلمة تشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقاموا جميعاً فدخلوا على أمّ سلمة فقالوا : يا أمّ المؤمنين ، إنّ الأكاذيب قد كثرت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذا سعد يذكر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما لم نسمعه ، إنّه قال ـ لعلي ـ : ( أنت مع الحق والحق معك حيثما دار ) .
ـــــــــــــــــــــــــــ
162 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 170 - 171 ، فرائد السمطين 1 : 371 باب ( 68 ) ح 302 ، جواهر العقدين : القسم الثاني : 205 ، الصواعق المحرقة : 179 واكتفى ابن حجر في كتابه هذا بذكر حديث المنزلة فقط ، نظم درر السمطين : 134 ، فيض القدير 3 : 46 ح 2705 ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) .
( 1 ) فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 70.
فقالت أمّ سلمة : في بيتي هذا ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) .
فقال معاوية لسعد : يا أبا إسحاق ، ما كان ألوم الآن ـ أي أنّك يا سعد ألوم الناس عندي ـ إذ سمعت هذا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجلست عن علي ( عليه السلام ) ، لو سمعت هذا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لكنت خادماً لعلي ( عليه السلام ) حتى أموت (1) .
وروى المسعودي عن محمد بن جرير الطبري ، عن ابن أبي نجيح ، قال : لمّا حجّ معاوية وطاف بالبيت ومعه سعد ، فلمّا فرغ انصرف معاوية إلى دار الندوة ، فأجلسه معه على سريره ، ووقع معاوية في علي ( عليه السلام ) ، وشرع في سبه (2) . فزحف سعد ، ثمّ قال : أجلستني معك على سريرك ، ثمّ شرعت في سب علي ( عليه السلام ) ، والله ، لأن يكون فيَّ خصلة واحدة من خصال كانت لعلي ( عليه السلام ) ، أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله ، لأن أكون صهراً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّ لي من الوُلد ما لعلي ، أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله ، لأن يكون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي ما قال له يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبه اللهُ ورسوله ، ويحب اللهَ ورسوله ، ليس بفرّار ، يفتح الله على يديه ) ، أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله ، لأن يكون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي ما قال له في غزوة تبوك : ( أَلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبي بعدي ؟ ) أحب إلي من أن يكون لي
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق 20 : 360 ترجمة سعد بن أبي وقاص ، المناقب للسروي 3 : 62 أخرجه عن كتاب اعتقاد أهل السنة لعبد العزيز الأشهي الشافعي ، مجمع الزوائد 7 : 235 عن مسند البزار ، أرجح المطالب : 600 عن ابن مردويه ، إحقاق الحق 5 : 631 أخرجه عن مفتاح النجاة للبدخشي : 66.
( 2 ) روى ابن حجر في فتح الباري 7 : 60 لمّا طلب معاوية من سعد أن يسب علياً قال سعد : لو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب علياً ما سببته أبداً. .. ( المعرّب )
ما طلعت عليه الشمس ، وأيم الله ، لا دخلت لك داراً ما بقيت ، ثمّ نهض .
وزاد المسعودي فقال : وجدت في كتاب علي بن محمد بن سليمان النوفلي في الأخبار : أنّ سعداً لمّا قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم ضرط له معاوية وقال له : اقعد حتى تسمع جواب ما قلت ، ما كنت عندي قط أَلأم منك الآن ، فهلاّ نصرته ؟ ولِمَ قعدت عن بيعته ؟ فإنّي لو سمعت من النبي ( صلى الله عليه وآله ) مثل الذي سمعت فيه ، لكنت خادماً لعلي ( عليه السلام ) ما عشت (1) .
أقول : وقد استجاب الله دعاء المؤمنين : اللهم اشغل الظالمين بالظالمين ، ليأمن الناس من شرهم ، واستنادهم إلى الحكمة القائلة : الفضل ما شهدت به الأعداء ، التي تكشف عن بيان حقيقة علو رتبة صاحبها ، فترى أنّ معاوية بن أبي سفيان وسعد بن أبي وقاص ـ كلاهما ظَلم علياً ( عليه السلام ) حقه ـ يتنازعان في علي ( عليه السلام ) ، وكل منهما يحتج على الآخر ، ويخطّئه بذكر فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) .
وأمّا معاوية وإن كان هو الآخر قد سمع هذه المناقب العلوية ، مثل حديث المنزلة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما روي في أكثر من عشر مصادر عن معاوية ، إلاّ أنّه أنكر في هذه الرواية ؛ تقريعاً لسعد بن أبي وقاص حيث قال له : فإنّي لو سمعت من النبي ( صلى الله عليه وآله ) مثل الذي سمعت فيه لكنت خادماً لعلي ما عشت .
ويجدر بنا أن نبارك لمعاوية ، هذا الاعتراف بأهمية حديث المنزلة ، وحديث أنت مع الحق ، وتحقيره لسعد بن أبي وقاص ، بأنّه أحقر وأشأم إنسان ؛ ذلك بسبب تخلّفه عن بيعة علي ( عليه السلام ) ونصرته .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مروج الذهب 3 : 14 في ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان ، تذكرة الخواص 18 - 19 رواه بالإجمال .
ولا يخفى أنّ معاوية هو أحقر وأشأم من سعد ؛ لأنّه لو لم يكن قد سمع بحديث أنت مع الحق وحديث المنزلة ، قبل سماعه من أمّ المؤمنين أمّ سلمة زوج الرسول ، التي يعتمد على روايتها الشيعة والسنة ، لكانت المسالة هيّنةً ، ولكنّه قد سمع وتغاضى عنه ، وهو في الحين نفسه سنّ سُنته السيئة ( لعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وسبه على المنابر وفي صلاة الجمع ) التي دامت سبعين سنة ، بحيث لمّا أمر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز ، بالكف عن شتم علي ( عليه السلام ) على المنابر فقط ، صاح به الناس الذين تأسّوا بمعاوية وقالوا : تركت السُنة وغيّرتها (1) .
فعلى هذا ، فلو كان لحديث ( أنت مع الحق ) و ( المنزلة ) هذه الدرجة من الأهمية ، بحيث يتمنّى معاوية أنّه لو كان قد سمعه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أن يخدم علياً ( عليه السلام ) مدى حياته ، إذن ، فلا ريب أنّ مخالفة علي ( عليه السلام ) والانحراف عنه تعتبر إنكاراً للحق ، فكيف إذاً آلت هذه المخالفة إلى ، محاربته ، وقتال أصحابه وسبه ، والأمر بلعنه ( عليه السلام ) ، الذي سنّه معاوية ، فهل هو شيء غير الكفر ومخالفة الإسلام والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟
أخرج العلاّمة الجويني بسنده قال : اجتمع الطرماح الطائي ، وهشام المرادي ، ومحمد بن عبد الله الحميري ـ وهم من أشهر شعراء العرب ـ عند معاوية ، فأخرج ـ معاوية ـ بدرة ووضعها بين يديه فقال : يا شعراء العرب ، قولوا قولكم في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ولا تقولوا إلاّ الحق ، فأنا نفي عن صخر بن حرب ـ أي أنّي لست ابن صخر ـ إن أعطيت هذه البدرة إلاّ مَن قال الحق في علي ( عليه السلام ) : فقام الطرماح فتكلم في علي ( عليه السلام ) ووقع فيه !! فقال له معاوية : اجلس فقد علم الله نيتك ورأى مكانك .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 13 : 220 - 222.
ثمّ قام هشام المرادي فقال ووقع فيه . فقال له معاوية : اجلس مع صاحبك قد علم الله نيتكما ورأى مكانكما . ثمّ قال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري - وكان خاصاً به ، وهذا الحميري هو جد السيد المرتضى لأمّه ـ : تكلم ولا تقل إلاّ الحق في علي ( عليه السلام ) . ثمّ قال : يا معاوية ، قد آليت أن لا تعطي هذه البدرة ، إلاّ قائل الحق في علي ( عليه السلام ) ؟ قال معاوية : نعم ، أنا نفي من صخر بن حرب ، إن أعطيت هذه البدرة إلاّ مَن قال الحق في علي ( عليه السلام ) . فقام محمد بن عبد الله فتكلم فقال :

بـحق مـحمّد قـولوا بحقٍ
فـإنّ الإفـك مـن شِيمِ اللئامِ
أبـعدَ مـحمّد بـأبي وأمّـي
رسول الله ذي الشرفِ التهامي
أَليس علي أفضلَ خَلقِ ربّي
وأشـرفَ عندَ تحصيلِ الأنامِ
ولايـته هـي الإيـمان حقاً
فـذَرني مـن أبـاطيل الكلامِ
وطـاعةُ ربِّـنا فـيها وفيها
شـفاءٌ لـلقلوبِ مـن السقامِ
عـلي إمـامنا بـأبي وأمّي
أبـو الحسن المطهّر من حرامِ
إمـام هـدىً أتـاه اللهُ علماً
بـه عرفَ الحلالَ من الحرامِ
ولـو أنّـي قتلتُ النفسَ حباً
لـه مـا كـان فـيها من أثامِ
يـحلّ الـنارَ قـومٌ أبغضوه
وإن صلّوا وصاموا ألفَ عامِ
ولا واللهِ لا تـزكوا صـلاةٌ
بـغير ولايـةِ الـعدلِ الإمامِ
أمـير المؤمنينَ بكَ اعتمادي
وبـالغُر الـميامينَ اعتصامي

فـهذا الـقول لي دين وهذا
إلـى لُـقياك يا ربّي كلامي
بَرأتُ من الذي عادى علياً
وحـاربه مـن أولادِ الطغامِ
تَـناسوا نصبَه في يوم خمٍ
مـن الباري ومن خيرِ الأنامِ
برغمِ الأنفِ مَن يشنأ كلامي
عـليٌ فـضلُه كالبحرِ طامي
وأبـرأ مـن أناسٍ أخّروه
وكـان هـو الـمقدّم بالمقامِ
عـليٌ هـزمَ الأبـطالَ لمّا
رأوا فـي كـفهِ برقَ الحُسامِ
فقال معاوية : أنت أصدقهم قولاً فخذ البدرة (1) .
أقول : الأبيات الخمس الأخيرة ، قد حذفت من كتاب فرائد السمطين ، الذي طبع في الآونة الأخيرة ، وهي موجودة في النسخة الخطية ، التي اعتمدها العلاّمة الأميني في غديره ، والقصيدة بكاملها 17 بيتاً ، نقلها الجويني من الخصائص العلوية على سائر البرية للحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد النطنزي .
5 - معاوية يعترف : علي ( عليه السلام ) أكرم الناس أباً وأُمّاً .
أخرج العلاّمة المحدّث البيهقي وقال : قال معاوية ذات يوم وعنده أشراف الناس من قريش وغيرهم : أخبروني بخير الناس ، أباً وأُمّاً ، وعماً وعمةً ، وخالاً وخالةً ، وجداً وجدةً ، فقام مالك بن عجلان فأومأ إلى الحسن ( عليه السلام ) فقال : ها هو ذا ، أبوه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأمّه فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعمه جعفر الطيّار في الجنات ، وعمته أمّ هانئ بنت أبي طالب ، وخاله القاسم بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وخالته زينب بنت
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فرائد السمطين 1 : 375 باب ( 68 ) ح 305 ، الغدير 2 : 177، بحار الأنوار 33 : 258 ح 531 ، بشارة المصطفى : 11 وقد زيد فيه بيتاً آخر ، وهو :
على آلِ الرسولِ صلاةُ ربّي صلاة بالكمالِ وبالتمامِ
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وجده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وجدته خديجة بنت خويلد ( عليها السلام ) . فسكت القوم ، ونهض الحسن ( عليه السلام ) ، فأقبل عمرو بن العاص على مالك فقال : حب بني هاشم حملك على أن تكلمت بالباطل ؟ فقال ابن عجلان : ما قلت إلاّ حقاً ، وما أحد من الناس يطلب مرضاة مخلوق بمعصية الخالق ، إلا لم يعطَ أمنيته في دنياه ، وخُتم له بالشقاء في آخرته ، بنو هاشم أنضركم عوداً ، وأوراكم زنداً ، أليس كذلك ، يا معاوية ؟ قال ـ معاوية ـ : نعم (1) .
وأخرج ابن عساكر الدمشقي في تاريخه حديثاً قريباً لهذا الحديث (2) .
وروى العلاّمة ابن عبد ربّه الأندلسي حديثاً آخر ، ولعلّه غير المذكور آنفاً قال فيه : سأل معاوية يوماً جلساءه : مَن أكرم الناس ، أباً وأُمّاً ، وجداً وجدةً ، وعماً وعمةً ، وخالاً وخالةً ؟ فقالوا : أنت أعلم .
فأخذ ـ معاوية ـ بيد الحسن بن علي ( عليه السلام ) وقال : هذا !! أبوه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأُمّه فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وجده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وجدته خديجة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعمه جعفر ، وعمته هالة بنت أبي طالب ، وخاله القاسم بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وخالته زينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (3) .
أقول : هذا الحديث وإن كان يتعلّق بذكر الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، ولكن لمّا كان فيه
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) المحاسن والمساوئ : 82 - 83.
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 13 : 240 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) لابن عساكر 3 : 121 في الهامش ، ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) لابن عساكر : 138 ح 229.
( 3 ) العقد الفريد 5 : 87.
اعتراف معاوية بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) ـ أبو الإمام الحسن ( عليه السلام ) ـ هو أكرم الناس طُراً ، وهو ممّا يتناسب بموضوع هذا الكتاب أدرجناه هنا .
6 - معاوية يعترف : بفضل علي ( عليه السلام ) ويترحّم عليه .
روى السيد الشريف الرضي في نهج البلاغة ، وغيره من أعلام الحديث وأرباب السير والتاريخ في مؤلّفاتهم : أنّ ضرار بن حمزة ـ أو ضمرة وهو من أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) وشيعته ـ دخل ذات يوم على معاوية بن أبي سفيان ، وكان ذلك بعد شهادة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فقال معاوية لضرار بن ضمرة : صِف لي علياً ؟
فقال ضرار : أَوَ تعفيني ؟
قال : بلْ صِفه .
قال : أَوَ تعفيني ؟
قال : لا أعفيك .
فبدأ ضرار بذكر فضائل الإمام وخُلقه وأدبه .
ثمّ قال : وأشهد باللهِ لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سُدوله وغارت نجومه ، وهو قائم في محرابه ، قابض على لحيته ، يَتململُ تململَ السليم ، ويبكي بكاءَ الحزين ، وكأنّي أسمعه وهو يقول : ( يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي ، أَبِي تَعَرَّضْتِ ، أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ ، لا حَانَ حِينُكِ ، هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي ، لا حَاجَةَ لِي فِيكِ ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاثاً لا رَجْعَةَ فِيهَا ، فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ ، وَأَمَلُكِ حَقِيرٌ ، آهٍ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ ، وَطُولِ الطَّرِيقِ ، وَبُعْدِ السَّفَرِ ، وَعَظِيمِ الْمَوْرِدِ ) (1) .
فذرفت دموع معاوية حتى خرّت على لحيته ، فما يملكها وهو ينشّفها بكمه ،
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح : 480 قصار الحكم ( 77 ) .
وقد اختنق القوم بالبكاء ، ثمّ قال معاوية : رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟
قال : حزن من ذُبح وَلدُها في حجرها ، فلا ترقأ عبرتها ، ولا يسكن حزنها (1) .
7 - معاوية يعترف : علي ( عليه السلام ) أفصح وأشجع وأسخى الناس طُراً .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر ، بإسناده عن أبي إسحاق قال : قَدم ابن أجور التميمي إلى معاوية بن أبي سفيان ، وقال : يا أمير المؤمنين ، جئتك من عند ألأم الناس ، وأبخل الناس ، وأعيى الناس ، وأجبن الناس ـ يقصد بذلك علي ( عليه السلام ) ـ .
فقال له معاوية : ويلك وأنّى أتاه اللؤم ؟ ولكنّا نتحدث أن لو كان لعلي ( عليه السلام ) بيت من تبن وآخر من تبر ، لأنفد التبر قبل بيت التبن .
وأنّى له العي ؟ وإن كنّا نتحدث أنّه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي ( عليه السلام ) .
ويلك وأنّى أتاه الجبن ؟ وما برز له رجل قط إلاّ صرعه ، والله يا بن أجور لولا الحرب خدعة لضربت عنقك ، اخرج فلا تُقيمَنّ في بلدي (2) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مروج الذهب 3 : 16 ، الاستيعاب 3 : 1107 ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) رقم 1855 ، الفتوحات الإسلامية 2 : 453 - 458، ربيع الأبرار 1 : 97 ، شرح نهج البلاغة 18 : 224 - 226 ، صفة الصفوة 1 : 315 ، الرياض النضرة 3 : 187، حلية الأولياء 1 : 84 - 85 ، ذخائر العقبى : 100، الصواعق المحرقة : 131 - 132، الإتحاف بحب الأشراف : 25، المستطرف للأبشيهي 1 : 137، نظر درر السمطين : 134 - 135، الأمالي للصدوق : 724 ح 990 ، كنز الفوائد 2 : 160.
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 414 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، شرح نهج البلاغة 1 : 24 - 25 و 6 : 279.
8 - معاوية يعترف : علي ( عليه السلام ) سنّ الفصاحة للعرب .
أخرج العلاّمة ابن أبي الحديد : لمّا قال محفن بن أبي محفن لمعاوية : جئتك من عند أعيى الناس ، والظاهر أنّ معاوية سأله : من أين أتيت ؟ قال ذلك في جوابه ـ ويقصد بأعيى الناس الإمام علي ( عليه السلام ) ـ : قال له معاوية : ويحك !! كيف يكون أعيى الناس ؟! يا بن اللخناء ، العلي تقول هذا ؟! فوالله ، ما سنّ الفصاحة لقريش غيره ، وقال لمحفن بن أبي محفن ـ لمّا قال له : جئتك من عند أبخل الناس ـ : ويحك ! كيف تقول إنّه أبخل الناس ؟! لو ملك بيتاً من تبر وبيتاً من تبن لأنفد تبره قبل تبنه (1) .
وقال ابن قتيبة : ذكروا أنّ عبد الله بن أبي محجن الثقفي قدم على معاوية ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّي أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب .
فقال معاوية : لله أنت !! أتدري ما قلت ؟ .
أمّا قولك ( الغبي ) ، فوالله ، لو أنّ أَلسن الناس جُمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان علي ( عليه السلام ) .
وأَمّا قولك ( إنّه جبان ) : ثكلتك أمّك هل رأيت أحداً قط بارزه إلاّ قتله ؟
وأمّا قولك ( إنّه بخيل ) ، فوالله ، لو كان له بيتان ، أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه .
فقال ابن أبي محجن الثقفي : فعَلامَ تقاتله إذاً ؟
قال : على دم عثمان ، وعلى هذا الخاتم الذي مّن جعله في يده جادت طينته
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 1 : 22.
وأطعم عياله ، وادّخر لأهله .
فضحك الثقفي ثمّ لحق بعلي ( عليه السلام ) (1) .
9 - معاوية يعترف : علي وبنيه خير خلق الله وعترة نبيه .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر بسنده عن جابر قال : كنّا عند معاوية فذكر علي ( عليه السلام ) فأحسن ذكره ، وذكر أبيه وأمّه ثمّ قال : وكيف لا أقول هذا لهم وهم خيار خلق الله وعترة نبيه ، أخيار أبنا أخيار ، ( وفي النسخة الخطية ) وعنده بنيه أخيار أبناء أخيار (2) .
10 - معاوية يعترف : علي ( عليه السلام ) يجيب مسائل ملك الروم .
روى العلاّمة السروي : كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن خصال ، فكان فيما سأله : أخبرني عن لا شيء ، فتحيّر معاوية وعجز عن الجواب ، وكان آنذاك في صفين ، فقال عمرو بن العاص : وجّه فرساً إلى معسكر علي ( عليه السلام ) ليباع ـ أي يبيع الفرس ـ فإذا قيل للذي هو معه بكم ؟ يقول : بلا شيء ، فعسى أن تخرج المسألة . فجاء الرجل ـ المرسَل بالمسألة ـ إلى عسكر علي ( عليه السلام ) ، إذ مرّ به علي ( عليه السلام ) ومعه قنبر فقال : ( يا قنبر ، ساومه . فقال قنبر : بكم الفرس ؟ قال : بلا شيء . قال علي ( عليه السلام ) : يا قنبر، خذ منه .
ـــــــــــــــــــــ
( 1 ) الإمامة والسياسة : 101، محاضرات الأدباء 2 : 387 .
( 2 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 415 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) .
قال الرجل : أعطني لا شيء . فأخرجه إلى الصحراء وأراه السراب ، فقال ( عليه السلام ) : ذلك لا شيء ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : اذهب فخبّره ، قال الرجل : وكيف ؟ قال ( عليه السلام ) : أَما سمعت بقول الله تعالى : ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) ) (1) (2) .
11 - معاوية يعترف : بأعلمية علي ( عليه السلام ) ، ويرجع إليه في حلّ مسالة .
أخرج العلاّمة الحافظ المتقي الهندي ، بإسناده عن أبي الوضين قال : إنّ رجلاً تزوّج إلى رجل من أهل الشام ابنةً له ابنة مهيرة ، فزوّجه وزّف إليه ابنةً له أخرى بنت فتاة ، فسألها الرجل بعد ما دخل بها : ابنة مَن أنت ؟ فقالت : ابنة فلانة تعني الفتاة ، فقال : إنّما تزوجت إلى أبيك ابنة المهيرة . فارتفعوا إلى معاوية بن أبي سفيان فقال : امرأة بامرأة ، وسأل مَن حوله من أهل الشام . فقالوا : امرأة بامرأة . فقال الرجل لمعاوية : ارفعنا إلى علي بن أبي طالب ، فقال : اذهبوا إليه ، فأتوا علياً ، فرفع علي ( عليه السلام ) شيئاً من الأرض وقال : ( القضاء في هذا أيسر من هذا ، لهذه ما سقتَ إليها بما استحللتَ من فرجها ، وعلى أبيها أن يجهّز الأخرى بما سقتَ إلى هذه ، ولا تقربها حتى تنقضي عدة هذه الأخرى ) ، قال أبو الوضين : وأحسب أنّه ( عليه السلام ) جلد أباها أو أراد أن يجلده (3) .
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) النور : 39.
( 2 ) مناقب ابن شهر آشوب السروي 2 : 382 .
( 3 ) كنز العمال 5 : 836 ح 14513 خرّجه عن ابن أبي شيبة ، المناقب للسروي 2 : 376.
12 - معاوية يسأل علياً ( عليه السلام ) عن حكم مسألة في النكاح .
أخرج الإمام مالك والشافعي ، وسعيد بن منصور بن شعبة المروزي ، وعبد الرزاق والبيهقي ، بإسنادهم جميعاً عن سعيد بن المسيب قال : إنّ رجلاً من أهل الشام يقال له ابن خيبري ، وجدَ مع امرأته رجلاً فقتله أو قتلهما معاً ، فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه ، فكتب إلى أبي موسى الأشعري يسأل له علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن ذلك ، فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال له علي ( عليه السلام ) : ( إنّ هذا الشيء ما هو بأرضي ، عزمت عليك لتُخبرني ، فقال له أبو موسى : كتب إليّ معاوية بن أبي سفيان أن أسألك عن ذلك ، فقال علي ( عليه السلام ) : أنا أبو الحسن القَرم (1) ، إن لم يأتِ بأربعة شهداء فليعط برمته ) (2) .
قال ابن شهر آشوب : إن كان الزاني مُحصناً فلا شيء على قاتله ؛ لأنّه قتل مَن يجب عليه القتل (3) .
13 - معاوية يعترف : علم علي ( عليه السلام ) أجمع العلوم وأحكمها .
بعث جواسيس معاوية إليه نبأ انتصاب مالك الأشتر والياً على مصر من قبل
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) القَرم : قال ابن الأثير في النهاية 4 : 49 مادة قرم : القَرم أي المقدّم في الرأي .
( 2 ) الموطأ 2 : 738 كتاب الأقضية باب ( 19 ) باب القضاء فيمَن وَجد مع امرأته رجلاً ح 18، مسند الشافعي 2 : 362 - 363 ، كتاب الجنائز والحدود ، السُنن الكبرى 8 : 230 ، وج 10 : 147 ، كنز العمال 15 : 83 - 84 ح 40198 أخرجه عن الشافعي ، وعبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي ، تيسير الوصول 4 : 86 باب من قتل زانياً بغير بيّنة ح 1، السيرة الحلبية 3 : 149.
( 3 ) المناقب لابن شهر آشوب 2 : 41 .
أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) ، فبعث معاوية إلى رجل من أهل الخراج في القلزم يثق به وقال له : إنّ الأشتر قد ولي مصر فإن كفيتنيه ـ وقضيت عليه ـ لم آخذ منك خراجاً ما بقيتُ وبقيتَ ، فاحتل في هلاكه ما قدرت عليه ، فاحتالَ هذا القلزمي في أن تظاهر له بحب علي ( عليه السلام ) ، وأتاه بطعام حتى إذا طعم سقاه شربة عسل قد جعل فيها سُماً، فلمّا شربها مات ، فسلبوا منه كتاب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) إليه ـ الذي يُعد دستوراً وقانوناً ، في الإدارة والحكومة والسياسة الإسلامية ، المعروف بعهد مالك الأشتر ـ وأرسلوه إلى معاوية ، فجعل معاوية ينظر فيه بدقة وتمعّن ، فتعجب من احتوائه على شتى الأصول الإدارية ، وشموله أرفع القيم وأتقنها ، فتحيّر معجباً بما رآه في ذلك العهد ، وعزم على أن يحتفظ به ، فقال الوليد بن عقبة ـ وهو عند معاوية آنذاك وقد رأى إعجابه به ـ : مر بهذه الأحاديث أن تُحرق ، فقال له معاوية : مه ، لا رأي لك . فقال الوليد : أَفمن الرأي أن يعلم الناس أنّ أحاديث أبي تراب عندك تتعلّم منها ؟ قال معاوية : ويحك !! أتأمرني أن أحرق علماً مثل هذا ! والله ما سمعت بعلم هو أجمع منه ولا أحكم . فقال الوليد : إن كنت تعجب من علمه وقضائه فعَلامَ تقاتله ؟ فقال : لولا أنّ أبا تراب قتل عثمان ، ثمّ أفتانا لأخذنا عنه ، ثمّ سكت هنيهة ، ثمّ نظر إلى جلسائه فقال : دعوني أنظر فيه ؛ لأنّي ما سمعت أحكم منه وأتقن ، وفيه آداب
الحكم والقضاء والسياسة (1) .
أقول : لقد حان الأوان لشيعة آل أبي سفيان ، أن يتأملوا قليلاً في اعتراف خليفتهم ورأيه ، في أصول القوانين في الحكم الإسلامي ، الذي كتبه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إلى واليه على مصر مالك الأشتر ، الذي كُلّف بتطبيق هذه المنشور القويم في تلك الولاية ، وكذا يتدبر هؤلاء في كيفية تخطيط معاوية لقتل مالك الأشتر ، حتى يعرفوا علياً ( عليه السلام ) وخصائصه العلمية ، ومؤهلاته الجامعة في أولويته على غيره في مسألة الخلافة ، ويطّلعوا أكثر على جرائم معاوية ، وانحرافاته الاعتقادية والعلمية .
14 - معاوية يعترف : ذهب الفقه والعلم بموت علي ( عليه السلام ) .
أخرج المؤرّخ ابن عبد البر القرطبي : كان معاوية يكتب فيما ينزل به ؛ ليسأل له علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عن ذلك ، فلمّا بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع هذا منك أهل الشام . فقال له : دعني عنك (2) .

15 - معاوية يعترف : علي ( عليه السلام ) هو الشجاع المطرِق .
قال ابن أبي الحديد : لمّا دعا الإمام علي ( عليه السلام ) معاوية في صفين إلى المبارزة ؛ ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما ، قال له عمرو : لقد أنصفك .
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 6 : 74 - 75.
( 2 ) الاستيعاب 3 : 1108، الفتوحات الإسلامية 2 : 453 ، فتح الملك العلي للغماري : 44 ، الشرف المؤبّد : 95.
فقال معاوية : ما غششتني منذ نصحتني إلاّ اليوم !! أتأمرني بمبارزة أبي الحسن ، وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرِق ؟! أراك طمعت في أمارة الشام بعدي ؟! (1) .
16 - معاوية يسأل علياً ( عليه السلام ) في مسألة الخنثى .
أخرج العلاّمة المتقي الهندي ، عن الحافظ سعيد بن منصور ، بإسناده عن الشعبي قال : قال أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : ( الحمد لله الذي جعل عدونا يسألنا عمّا نزل به من أمر دينه ، إنّ معاوية كتب إلي يسألني عن الخنثى ، فكتبتُ إليه : أن ورّثه من قِبل مباله ) (2) .
17 - معاوية يعترف : ماتت الفضائل بموت علي ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة ابن عساكر الدمشقي بطرق ثلاثة ، وكذا روى غيره بطرق أخرى : أنّه لمّا جاء نعي علي ( عليه السلام ) إلى معاوية ، استرجع ، وكان قائلاً مع امرأته فاختة بنت قرظة نصف النهار في يوم صائف ، فقعد باكياً وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا فقدوا من العلم ؟ فقالت له امرأته : تسترجع عليه اليوم وتبكي ، وأنت تطعن عليه بالأمس ! فقال : ويحكِ ، لا تدرين ما ذهب من علمه وفضله وسوابقه ؟ وما فقد الناس من حلمه وعلمه (3) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 1 : 20 و 5 : 217 ، محاضرات الأدباء للجاحظ 1 : 131.
( 2 ) كنز العمال 11 : 83 ح 30701.
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 583 ، المناقب للخوارزمي : 391 فصل ( 26 ) ح 408 ، فرائد السمطين 1 : 372 - 373 باب ( 68 ) ح 303 - 304 ، نظم درر السمطين : 134.
وقال المحمودي معلّقاً على هذه الرواية : وغير خفي على ذوي الدراية والفَطانة ، أنّ ما تضمّنه الحديث وما بسياقه مخالف لجِبلة معاوية ، مباين لِما كان استقر عليه عمل ابن هند من محادّة أولياء الله ، وسعيه في استئصالهم بكل حيلة ومكر وغدر .
نعم الملائم لسيرة
18 - معاوية يترحّم على علي ( عليه السلام ) ويعترف : عقمت الأمّهات أن يلدنَ مثله .
روى العلاّمة الزمخشري : سأل معاوية عقيلاً عن قصة الحديدة المحماة . فبكى عقيل وقال : أنا أحدّثك - يا معاوية - عنه ، ثمّ أحدّثك عمّا سألت ، نزل بالحسين ( عليه السلام ) ابنه ضيف فاستسلف درهماً اشترى به خبزاً ، واحتاج إلى الإدام ، فطلب من قنبر خادمهم أن يفتح له زقاً من زقاق العسل ، جاءتهم من اليمن ، فأخذ منه رطلاً ، فلمّا طلبها علي ( عليه السلام ) ليقسّمها قال : ( يا قنبر ، أظن أنّه حدث بهذا الزق حدث ، فأخبره ، فغضب ( عليه السلام ) وقال : عليّ بالحسين ، فرفع عليه الدرة . فقال الحسين ( عليه السلام ) : بحق عمي جعفر ـ وكان علي ( عليه السلام ) إذا سئل بحق جعفر سكن ـ فقال له : فداك أبوك ، وإن كان لك فيه حق ، فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم ! أَما لولا أنّي رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقبّل ثنيتك لأوجعتك ضرباً .
ــــــــــــــــــــــ
معاوية وما انعقد عليه ضميره ، هو ما ذكره الخوئي في منهاج البراعة 9 : 127 : ولمّا بلغ إلى معاوية نعي أمير المؤمنين فرح فرحاً شديداً وقال : إنّ الأسد الذي كان يفترش ذراعيه في الحرب قد قضى نحبه . ثمّ قال :
قلْ للأرانب ترعى أينما سرحت وللضباء بلا خوفٍ ولا وجلٍ
وقال الراغب في المحاضرات عن شريك : والله لقد أتاه قتل أمير المؤمنين ، وكان متكئاً فاستوى جالساً ثمّ قال : يا جارية ، غنيني فاليوم قرّت عيني ! فأنشأت تقول :
أَلا أبلغ معاويةَ بن حربٍ فلا قرّت عيونُ الشامتينا
أفي شهرِ الصيامِ فجعتمونا بخيرِ الناس طُراً أجمعينا
قتلتم خيرَ مَن ركب المطايا وأفضلهم ومَن ركب السفينا
( المعرّب )
ثمّ دفع إلى قنبر درهماً كان مصروراً في ردائه وقال : ( اشترِ به خير عسل تقدر عليه . قال عقيل : والله لكأنّي أنظر إلى يدي علي ( عليه السلام ) وهي على فم الزق ، وقنبر يقلب العسل فيه ، ثمّ شدّه وجعل يبكي ويقول : اللهم اغفر لحسين فإنّه لم يعلم !! ) .
فقال معاوية : ذكرت مَن لا ينكر فضله ، رحم الله أبا حسن ، فلقد سبق مَن كان قبله ، وأعجز مَن يأتي بعده ! هلمَّ حديث الحديدة .
قال عقيل : نعم ، أقويت وأصابتني مخمصة شديدة ، فسألته فلم تند صفاته ، فجمعت صبياني وجئته بهم ، والبؤس والضر ظاهران عليهم .
فقال ( عليه السلام ) : ( ائتني عشيةً لأدفع إليك شيئاً ، فجئته يقودني أحد وُلدي ، فأمره بالتنحّي ، ثمّ قال : أَلا فدونك ، فأهويت - حريصاً قد غلبني الجشع - أظنها صرةً ، فوضعت يدي على حديدة تلتهب ، فلمّا قبضتها نبذتها ، وخرت كما يخور الثور تحت يد جازره .
فقال ( عليه السلام ) : ثكلتك أمّك ! أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبهِ ـ بنار هذه الدنيا ـ وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها لغضبه ! أتئن من الأذى ولا أئن من لظى ؟
ثمّ قرأ : ( إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ) (1) .
ثم قال : ليس لك عندي فوق حقك الذي فرضه الله لك إلاّ ما ترى ، فانصرف إلى أهلك ) .
فجعل معاوية يتعجب من هذه الحكاية ويقول : هيهات هيهات !!! عقمت الأمّهات أن يلدنَ مثله (2) .
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) غافر : 71.
( 2 ) شرح نهج البلاغة 11 : 253 - 254، ربيع الأبرار 3 : 80 باب 52.
الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عمر بن عبد العزيز
1 - عمر بن عبد العزيز يروي حديث المنزلة .
روى العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، بسنده عن عمر بن عبد العزيز ـ الخليفة الأموي وحفيد مروان بن الحكم ـ عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي ( عليه السلام ) : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) (1) .
2 - عمر بن عبد العزيز يروي حديث ، تأثير إيمان علي ( عليه السلام ) على قلب جبرئيل ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي ، بسنده عن الحافظ ابن مردويه قال : لمّا بلغ عمر بن عبد العزيز أنّ قوماً تنقّصوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكر علياً ( عليه السلام ) وفضله وسابقته ثمّ قال : حدثني عراك بن مالك الغفاري ، عن أمّ سلمة قالت : بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه ، فتبسّم رسول الله ضاحكاً ، فلمّا سرى عنه قلت : بأبي أنت وأمّي ـ يا رسول الله ـ ما أضحكك ؟ فقال : ( أخبرني جبرئيل ، أنّه مرّ بعلي وهو يرعى ذوداً له ، وهو نائم قد أبدى بعض جسده قال : فرددت عليه ثوبه ، فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي ) (2) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 17 : 145.
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 129 - 130 ح 144.
3 - عمر بن عبد العزيز يروي جزاء مَن سبّ علياً ( عليه السلام ) .
أخرج العلاّمة ابن أبي الحديد عن أبي غسان النهدي ، قال : قال عمر بن عبد العزيز : كان أبي يخطب فلا يزال مستمراً في خطبته ، حتى إذا صار إلى ذكر علي ( عليه السلام ) وسبه تقطّع لسانه ، واصفرّ وجهه ، وتغيّرت حاله ، فقلت له في ذلك . فقال : أَوَ قد فطنت لذلك ؟ إنّ هؤلاء لو يعلمون من علي ( عليه السلام ) ما يعلمه أبوك ، ما تبعنا منهم رجل (1) .
4 - عمر بن عبد العزيز يروي حديث ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) .
أخرج العلاّمة أبو نعيم الأصفهاني ، وغيره من الحفّاظ والمؤرّخين ، بسندهم عن يزيد بن عمر بن مورق ،
قال : كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس ، فتقدّمت إليه
فقال لي : ممّن أنت ؟
قلت : من قريش .
قال : من أي قريش ؟
قلت : من بني هاشم .
قال : فسكت .
فقال : من أي بني هاشم ؟
قلت : مولى علي .
قال : من علي ؟ فسكت .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) شرح نهج البلاغة 13 : 221 رواه عن نقض العثمانية للإسكافي .
قال ابن مورق : فوضع ـ عمر بن عبد العزيز ـ يده على صدري
وقال : وأنا والله مولى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
ثمّ قال : حدثني عدة أنّهم سمعوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ) .
ثمّ قال : يا مزاحم ، كم تعطي أمثاله ؟
قال : مِئة أو مِئتي درهم .
قال : أعطِه خمسين ديناراً .
وقال ابن أبي داود : ـ أعطِه ـ ستين ديناراً ؛ لولايته علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
ثم قال : الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك (1) .
5 - عمر بن عبد العزيز يعترف : علي ( عليه السلام ) أزهد الناس .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي عن الحافظ ابن مردويه ، بإسناده عن عمر بن عبد العزيز قال : ما علمنا أنّ أحداً كان في هذه الأمّة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أزهد من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) حلية الأولياء 5 : 364 ، أسد الغابة : 5 : 383 ترجمة عمر بن عبد العزيز ، تاريخ مدينة دمشق 5 : 320 رواية زريق القرشي المدني ، فرائد السمطين 1 : 66 باب ( 10 ) ح 32 ، نظم درر السمطين : 112.
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 117 فصل ( 10 ) ح 128.

الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي بعض بني العباس
1 - خمس خلفاء يروون حديث سدّ الأبواب .
أخرج الحافظ ابن مندة الأصفهاني ، في كتاب مناقب العباس في مسانيد المأمون ، قال : حدثني أمير المؤمنين الرشيد ، حدثني أمير المؤمنين المهدي ، حدثني أمير المؤمنين المنصور ، حدثني أبي ـ السفاح ـ عن عبد الله بن العباس ـ حبر الأمّة ـ قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( أنت وارثي ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ موسى سأل الله تعالى أن يطهّر مسجده ـ لا يسكنه إلاّ موسى وهارون وابنا هارون ـ وإنّي سألت الله تعالى أن يطهّر مسجدي لك ، ولذريتك من بعدك ، ثمّ أرسل إلى أبي بكر : أن سدّ بابك ، فاسترجع أبو بكر وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وقال : فُعل هذا بغيري ؟ فقيل : لا . فقال : سمعاً وطاعةً ، فسدّ بابه . ثمّ أرسل إلى عمر فقال ( صلى الله عليه وآله ) : سدّ بابك ، فاسترجع ـ عمر ـ وقال : فُعل هذا بغيري ؟ فقيل : بأبي بكر . فقال ـ عمر ـ : إنّ في أبي بكر أسوة حسنة ، فسدّ بابه . ثمّ أرسل ( صلى الله عليه وآله ) إلى رجل آخر فسدّ بابه . ولمّا خاض الناس في ذلك ـ بأنّه لم يأمر علياً ( عليه السلام ) بسدّ بابه ـ صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر فقال : ما أنا سددت أبوابكم ، ولا أنا فتحت باب علي ( عليه السلام ) ، ولكن الله
سدّ أبوابكم ، وفتح باب علي ( عليه السلام ) ) (1) .
أقول : أخرج العلاّمة الأميني حديث سدّ الأبواب ، عن ثمان وثلاثين طريقاً ومصدراً حديثياً ، وغيره من مسانيد وجوامع أهل السُنة ، عن أربعة عشر صحابياً وثلاث وعشرين نصاً (2) .
ومَن يراجع كتاب إحقاق الحق للعلاّمة التستري المرعشي وملحقاته ، يرى أنّ هذا الحديث قد روي في أكثر من ستين مصدراً من كتب أهل السُنة فقط (3) .
ولا يخفى أنّ هذا الحديث كاشف عن منقبة عالية وسامية لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ويثبت تقدّمه وأولويته على غيره للخلافة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كما نرى أنّ علياً ( عليه السلام ) ناشد عدلاءه وقرناءه ، الذين قرنهم به عمر في الشورى ، واحتجّ ( عليه السلام ) بهذا الحديث عليهم ، ولم يردّ عليه أحد من أعضاء الشورى العمرية ، أو يكذّبه في ذلك . وأخرجه أيضاً العلاّمة المجلسي في بحاره بأربعة عشر لفظاً مختلفاً ، رواه عن طرق شيعية وسنية عديدة (4) .
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الطرائف لابن طاووس : 60 - 61 أخرجه عن ابن مندة ، العمدة لابن يطرق : 176 ح 273 الفصل العشرون ، وفيه : العباس ، أخرجه عن ابن مندة : 226 ح 288 ، غاية المرام للبحراني : 640 أخرجه عن ابن مندة ، الغدير 3 : 205. أخرجه عن السيوطي عن النسائي ، جامع الأحاديث للمسانيد والمراسيل للسيوطي 4 : 312 ح 12963 وفيه : سدوا هذه الأبواب . ..
( 2 ) الغدير 3 : 202 - 209.
( 3 ) انظر إحقاق الحق 4 : 129 ، 408 ، 410 ، 433 ، 435 ، 502 ، وج 5 : 60 ، 76 ، 87 ، 450 ، 486 ، وج 15 : 630 ، وج 16 : 332 - 375 ، وج 18 : 15 ، وج 21 : 243 - 255.
( 4 ) بحار الأنوار 39 : 19 - 35 كتاب تاريخ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) باب ( 720 ) باب أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمر بسدّ الأبواب. .. إلاّ بابه ( عليه السلام ) ح 1 - 14.
2 - ثلاث خلفاء عباسيين يروون حديث المنزلة .
أخرج العلاّمة الحافظ أبو بكر أحمد بن علي المشهور بالخطيب البغدادي ، وآخرون من حفّاظ أهل السُنة ومؤرّخيهم ، بإسنادهم عن المأمون العباسي ، عن أبيه هارون العباسي ، عن أبيه المهدي العباسي :
قال : دخل عليّ سفيان الثوري فقلت : حدثني بأفضل فضيلة عندك لعلي ( عليه السلام ) ! .
فقال ـ سفيان ـ : حدثني سلمة بن كهيل ، عن حجية بن عدي ، عن علي ( عليه السلام )
قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (1) .
3 - المأمون يعترف بحديث الغدير والمنزلة .
أخرج الحافظ القندوزي وغيره من الحفّاظ والمؤرّخين من السنة والشيعة حديثاً ، ذكره ابن مسكويه صاحب التاريخ بحوادث الإسلام ، في كتاب سمّاه نديم الفريد ، أو نديم الأحباب يقول فيه : لمّا ولّى المأمون العباسي الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ولاية العهد ، بعد ما دعاه من المدينة إلى خراسان ـ وبايعه الإمام ( عليه السلام ) في ذلك ، بشرط أن لا يتدخّل في شؤون الحكومة ، من عزل أو نصب أحد وغيره من الأمور ـ وضرب المأمون النقود باسم الرضا ( عليه السلام ) ، احتجّ بنو العباس على المأمون ، وكتبوا إليه كتاباً شجبوا فعله ، وطلبوا منه الجواب . فكتب المأمون إليهم كتاباً شرح فيه مواقف الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ومناقبه وفضائله ، وأحقيته في الخلافة عن غيره ، ودوره في ديمومة الدين ، ودفاعه
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ بغداد 4 : 70 - 71 ترجمة أبي الحسن أحمد بن جعفر الصيدلاني رقم 1693، موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 1 : 397 عن طريقين ترجمة إبراهيم بن سعيد الجوهري رقم 16 ، الرياض النضرة 3 : 117 عن الحافظ السلفي في النسخة البغدادية ، جامع الأحاديث للسيوطي 4 : 411 ح 7887 ، كنز العمال 13 : 150 ح 36470 ، الروضة الندية في شرح التحفة العلوية للكحلاني اليمني : 102 عن السيوطي .
عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وملكاته النفسية وخصائصه العائلية ، وكان ممّا كتب : فلم يقم مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحد من المهاجرين كقيام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإنّه آزره ووقاه بنفسه ، ونام في مضجعه ، ثمّ لم يزل بعد متمسكاً بأطراف الثغور ، وينازل الأبطال ، ولا ينكل عن قرن ، ولا يولّي عن جيش ، منيع القلب ، يأمر على الجميع ، ولا يُؤمّر عليه أحد ، أشد الناس وطأةً على المشركين ، وأعظمهم جهاداً في الله ، وأفقههم في دين الله ، وأقرأهم لكتاب الله ، وأعرفهم بالحلال والحرام ، وهو صاحب الولاية في حديث خم ، وصاحب قوله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (1) .
أقول : ومَن يرد الاطلاع أكثر فليراجع مصادره في الذيل .
4 - المأمون يعترف بحديث الطائر المشوي ، ويستدل به على أحقية علي للخلافة .
قبل الخوض في بيان الحديث المتعلّق بهذا الموضوع ، لابدّ من الإشارة إلى مسألتين ولو بالاختصار :
1 - ذكر أكثر من مِئة وواحد وثلاثين عالماً وحافظاً من علماء أهل السُنة والجماعة ، أنّه أهدت إحدى النساء المسلمات طائراً مشوياً إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، مع أنّ إحدى زوجاته وغلامه أنس بن مالك كانا حاضرينِ في الدار ، ولكنّه ( صلى الله عليه وآله ) دعا ربّه أن يأتيه بعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ لِما كان له عند الله شأناً كبيراً ، ليأكل معه ذلك الطير المشوي ، أو أنّه أراد بدعائه : ( اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي هذا الطعام ) أن يُري مقام الإمام علي ( عليه السلام ) للآخرين .
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) ينابيع المودة : 484 باب ( 92 ) باختصار ، الطرائف للسيد ابن طاووس : 275 - 282 ، عبقات الأنوار 1 : 147 ، بحار الأنوار 49 : 208 - 214.
وما برح أن جاء علي ( عليه السلام ) يسأل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فلم يُدخله أنس وعذره ، فرجع علي ثانيةً وثالثةً ، وأنس يمنعه ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ما زال ينتظر دخول أحب الخلق إلى الله ؛ ليأكل معه الطير ، ويرى أنّ الله قد استجاب دعاءه في علي ( عليه السلام ) (1) .
2 - روى العلاّمة الأديب والمؤرّخ ابن عبد ربّه الأندلسي ـ المتوفى 328 ـ وكذلك روى المحدّث الكبير الشيخ الصدوق ـ المتوفى 381 هـ‍ ـ أنّ المأمون أمر رئيس وزرائه ، وقاضي القضاة يحيى بن أكثم ، أن يجمع له أربعين عالماً من علماء أهل السُنة في بلاط الخلافة العباسية ؛ ليناظرهم في موضوع الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وأحقية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) للخلافة .
فغدا ابن أكثم والعلماء على المأمون في صبيحة الغد ، وناظرهم المأمون في ذلك الموضوع محتجّاً ومستنداً ، على أفضلية أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، بالآيات والأحاديث النبوية ـ الصحيحة التي نقلها واعترف بها أئمة الحديث عند أهل السنة ـ بشأن الإمام علي ( عليه السلام ) .
وبعد الحوار والمناظرة التي دامت ساعات ، واحتجّ عليهم المأمون في بيان أفضلية الإمام علي ( عليه السلام ) وأحقيته وأولويته للخلافة ، على غيره خاصةً الخليفتين الأَوّليين ، أذعن جميع العلماء الأربعون بذلك ، واعترفوا بعدم صحة خلافة غير علي ( عليه السلام ) ، وأنّ خلافتهم باطلة . وإليك نص الاحتجاج نقلناه من العقد الفريد فاقرأه وتأمله (2) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) ومَن أراد زيادة الاطلاع والإلمام ، بالأسانيد والمصادر الحديثية والتاريخية ، لحديث الطير المشوي ، فليراجع المجلدات الثمان من موسوعة عبقات الأنوار ، تأليف العلاّمة مير حامد حسين اللكهنوي ، ومقدمتنا المفصّلة على الطبعة التي طبعتها مؤسسة الإمام المهدي ( عليه السلام ) .
( 2 ) أخي القارئ ، لا يخفى عليك أنّ المؤلّف العلاّمة الشيخ مهدي فقيه الإيماني حفظه الله ، قد اكتفى في هذا الكتاب بنقل حديث الطائر ، واحتجاج المأمون به من أصل الحوار ، ولكنّنا لمّا شاهدنا أنّ هذا الحوار يكتنز في ثناياه حقائق أخرى واعترافات ، ارتأينا أن ننقله برمته ؛ لتكون الفائدة اشمل .

احتجاج المأمون على الفقهاء في فضل علي ( عليه السلام )
إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال :
بعث إليّ يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابي ، وهو يومئذ قاضي القضاة ، فقال : إنّ أمير المؤمنين أمرني أن أُحضر معي غداً ـ مع الفجر ـ أربعين رجلاً ، كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب ، فسمّوا مَن تظنونه يصلح لِما يطلب أمير المؤمنين . فسمّينا له عدة ، وذكر هو عدة ، حتى تمّ العدد الذي أراد ، وكتب تسمية القوم ، وأمر بالبكور في السحر ، وبعث إلى مَن لم يحضر فأمره بذلك . فغدونا عليه قبل طلوع الفجر ، فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا ، فركب وركبنا معه ، حتى صرنا إلى الباب ، فإذا بخادم واقف ، فلمّا نظر إلينا قال : يا أبا محمد ، أمير المؤمنين ينتظرك ، فأدخلنا ، فأمرنا بالصلاة ، فأخذنا فيها ، فلم نستتمّها حتى خرج الرسول فقال : ادخلوا ، فدخلنا ، فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه ، وعليه سواده وطيلسانه والطويلة وعمامته . فوقفنا وسلّمنا ، فردّ السلام ، وأمرنا بالجلوس . فلمّا استقر بنا المجلس تحدّر عن فراشه ، ونزع عمامته وطيلسانه ، ووضع قلنسوته ، ثمّ أقبل علينا فقال : إنّما فعلت ما رأيتم لتفعلوا مثل ذلك ، وأمّا الخُف فمنع من خلعه علة ، مَن قد عرفها منكم فقد عرفها ، ومَن لم يعرفها فسأعرّفه بها ، ومدّ رجله . ثمّ قال انزعوا قلانسكم وخفافكم وطيالسكم .
قال ـ إسحاق ـ : فأمسكنا ، فقال لنا يحيى : انتهوا إلى ما أمركم به أمير المؤمنين ، فتعجبنا فنزعنا أخفافنا
ـــــــــــــــــــــ
وإنّنا قد بدأنا في بحث مستقل ، في شرح وبيان هذا الخبر المأموني ، والاستدراك عليه ، وأرجو من العلي القدير أن ينجز لنا مقدمات طبعه ؛ وذلك لِما فيه الكثير من الحقائق العلوية ، التي دأب بعض المتعصبين والناصبين العداء لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) على إخفائها والتعتيم عليها . ومنه التوفيق وعليه التكلان . ( المعرّب ).
وطيالسنا وقلانسنا ورجعنا ، فلمّا استقر بنا المجلس قال - المأمون - : إنّما بعثت إليكم معشر القوم في المناظرة ، فمَن كان به شيء من الأخبثين (1) ، لم ينتفع بنفسه ولم يفقه ما يقول : فمَن أراد منكم الخلاء فهناك ، وأشار بيده ، فدعونا له . ثمّ ألقى مسألة من الفقه ، فقال : يا أبا محمد ، قل وليقل القوم من بعدك ، فأجابه يحيى ، ثمّ الذي يلي يحيى ، ثمّ الذي يليه ، حتى أجاب آخرنا في العلة وعلة العلة ، وهو مطرق لا يتكلم . حتى إذا انقطع الكلام التفت إلى يحيى فقال : يا أبا محمد ، أصبت الجواب وتركت الصواب في العلة ، ثمّ لم يزل يرد على كل واحد منا مقالته ، ويخطّئ بعضنا ويصوّب بعضنا ، حتى أتى على آخرنا . ثمّ قال : إنّي لم أبعث فيكم لهذا ، ولكنّني أحببت أن أنبئكم ، أنّ أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه ، ودينه الذي يدين الله به . قلنا : فليفعل أمير المؤمنين وفّقه الله .
فقال : إنّ أمير المؤمنين يدين الله على أنّ علي بن أبي طالب خير خلق الله بعد رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأولى الناس بالخلافة .
قال إسحاق : قلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ فينا مَن لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في علي ، وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة .
فقال ـ المأمون ـ : يا إسحاق ، اختر إن شئت أن أسالك ، وإن شئت أن تسأل .
قال إسحاق : فاغتنمتها منه ، فقلت : بل أسألك يا أمير المؤمنين .
قال : سلْ .
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأخبثان : البول والغائط . وفي بعض الأصول : ( الخبيثين ) . وفي ن : ( الحقنتين ) .
قلت : من أين قال أمير المؤمنين إنّ علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله ، وأحقهم بالخلافة بعده ؟
قال : يا إسحاق ، خبّرني عن الناس بِمَ يتفاضلون ، حتى يقال فلان أفضل من فلان ؟
قلت : بالأعمال الصالحة .
قال : صدقت . قال : فأخبرني عمّن صاحبه على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ إنّ المفضول عمل بعد وفاة رسول الله ، بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله ، أيلحق به ؟
قال ـ إسحاق ـ : فأطرقت .
فقال لي : يا إسحاق ، لا تقل نعم ، فإنّك إن قلت نعم ، أوجدتك في دهرنا هذا ، مَن هو أكثر منه جهاداً وحجاً وصياماً وصلاةً وصدقةً .
قلت : أجل يا أمير المؤمنين ، لا يلحق المفضول على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الفاضل أبداً .
قال : يا إسحاق ، فانظر ما رواه لك أصحابك ، ومَن أخذت عنهم دينك ، وجعلتهم قدوتك ، من فضائل علي بن أبي طالب . فقس عليها ما أتوك به من فضائل أبي بكر ، فإن رأيت فضائل أبي بكر تشاكل فضائل علي فقل إنّه أفضل منه ، لا والله ، ولكن قس إلى فضائله ما روي لك من فضائل أبي بكر وعمر، فإن وجدت لهما من الفضائل ما لعلي وحده فقل إنّهما أفضل منه ، لا والله ، ولكن قس إلى فضائله فضائل أبي بكر وعمر وعثمان ، فإن وجدتها مثل فضائل علي فقل إنّهم أفضل منه ، لا والله ، ولكن قس إلى فضائله العشرة ـ الذين شهد لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله بالجنة) ـ فإن وجدتها تشاكل فضائله فقل إنّهم أفضل منه .
ثمّ قال : يا إسحاق ، أي الأعمال كانت أفضل يوم بعث الله رسوله ؟
قلت : الإخلاص بالشهادة .
قال : أليس السبق إلى الإسلام ؟
قلت : نعم .
قال : اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (1) إنّما عنى مَن سبق إلى الإسلام ، فهل علمت أحداً سبق علياً إلى الإسلام ؟
قلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ علياً أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم ، وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم .
قال : أخبرني أيّهما أسلم قبل ؟ ثمّ أناظرك من بعده في الحداثة والكمال .
قلت : علي أسلم قبل أبي بكر على هذا الشريطة .
فقال : نعم ، فأخبرني عن إسلام علي حين أسلم لا يخلو من ، أن يكون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعاه إلى الإسلام ، أو يكون إلهاماً من الله ؟
قال ـ إسحاق ـ : فأطرقت .
فقال لي : يا إسحاق ، لا تقل إلهاماً فتقدّمه على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؛ لأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يعرف الإسلام ، حتى أتاه جبريل عن الله تعالى .
قلت : أجل ، بل دعاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الإسلام .
قال : يا إسحاق ، فهل يخلو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين دعاه إلى الإسلام ، من أن يكون دعاه بأمر الله ، أو تكلّف ذلك من نفسه ؟
قال ـ إسحاق ـ : فأطرقت .
فقال : يا إسحاق ، لا تنسب رسول الله إلى التكلّف ، فإنّ الله يقول : ( وَمَا أَنَا
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الواقعة : 10.
مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) (1) .
قلت : أجل يا أمير المؤمنين ، بل دعاه بأمر الله .
قال : فهل من صفة الجبّار جلّ ذكره أن يكلّف رُسله دعاء مَن لا يجوز عليه حكم ؟
قلت : أعوذ بالله !
فقال : أفتراه في قياس قولك ـ يا إسحاق ـ إنّ علياً أسلم صبياً لا يجوز عليه الحكم ، وقد كلّف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعاء الصبيان إلى ما لا يطيقونه ، فهو يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة ، فلا يجب عليهم في ارتدادهم شيء ، ولا يجوز عليهم حكم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، أترى هذا جائزاً عندك أن تنسبه إلى الله عزّ وجلّ (2) ؟
قلت : أعوذ بالله .
قال : يا إسحاق ، فأراك إنّما قصدت لفضيلة فضّل بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً على هذا الخلق ، أبانه بها منهم ؛ ليُعرف (3) مكانه وفضله ، ولو كان الله تبارك وتعالى أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا علياً ؟
قلت : بلى .
قال : فهل بلغك أنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) دعا أحداً من الصبيان من أهله وقرابته ؛ لئلا تقول إنّ علياً ابن عمه ؟ قلت : لا أعلم ، ولا أدري فعل أو لم يفعل .
قال : يا إسحاق ، أرأيت ما لم تدرِه ولم تعلمه هل تسأل عنه ؟
ـــــــــــــــــــــــ
( 1 ) ص : 86 .
( 2 ) والذي في سائر النسخ : ( رسول الله صلى الله عليه وآله ).
( 3 ) في بعض النسخ : ( ليعرفوا فضله ) .
قلت : لا .
قال : فدع ما قد وضعه الله عنا وعنك .
ثمّ قال : أي الأعمال كانت أفضل بعد السبق إلى الإسلام ؟
قلت : الجهاد في سبيل الله .
قال صدقت ، فهل تجد لأحد من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما تجد لعلي في الجهاد ؟
قلت : في أي وقت ؟
قال : في أي الأوقات شئت ؟
قلت : بدر .
قال : لا أريد غيرها ، فهل تجد لأحد إلاّ دون ما تجد لعلي يوم بدر ، أخبرني كم قتلى بدر ؟
قلت : نيّف وستون رجلاً من المشركين .
قال : فكم قتل علي وحده ؟
قلت : لا أدري .
قال : ثلاثة وعشرين أو اثنين وعشرين ، والأربعون لسائر الناس .
قلت : يا أمير المؤمنين ، كان أبو بكر مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عريشه .
قال : يصنع ماذا ؟
قلت : يدبّر .
قال : ويحك ! يدبّر دون رسول الله ، أو معه شريكاً ، أم افتقاراً من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى رأيه ؟ أي الثلاث أحب إليك ؟
قلت : أعوذ بالله أن يدبّر أبو بكر دون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أو أن يكون معه شريكاً ، أو أن يكون برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) افتقار إلى رأيه .
قال : فما الفضيلة بالعريش إذا كان الأمر كذلك ؟ أليس مَن ضرب بسيفه بين يدي رسول الله أفضل ممّن هو جالس ؟
قلت : يا أمير المؤمنين ، كل الجيش كان مجاهداً .
قال : صدقت ، كلٌّ مجاهد ، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن الجالس أفضل من الجالس ، أَما قرأت في كتاب الله : ( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) (1) .
قلت : وكان أبو بكر وعمر مجاهدينِ .
قال : فهل كان لأبي بكر وعمر فضل على مَن لم يشهد ذلك المشهد ؟
قلت : نعم .
قال : فكذلك سبق الباذل نفسه فضل أبي بكر وعمر .
قلت : أجل .
قال : يا إسحاق ، هل تقرأ القرآن ؟
قلت : نعم .
قال : اقرأ عليّ : ( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) (2) . فقرأت منها حتى بلغت : ( يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ) إلى قوله : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) (3) .
قال : على رسلك ، فيمَن أُنزلت هذه الآيات ؟
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) النساء : 95.
( 2 ) الإنسان : 1.
( 3 ) الإنسان : 5 - 8.
قلت : في علي .
قال : فهل بلغك أنّ علياً حين أطعم المسكين واليتيم والأسير .
قال : إنّما نطعمكم لوجه الله ؟
قلت : أجل .
قال : وهل سمعت الله وصف في كتابه أحداً بمثل ما وصف به علياً ؟
قلت : لا .
قال : صدقت ؛ لأنّ الله جلّ ثناؤه عرف سيرته .
يا إسحاق ، ألست تشهد أنّ العشرة في الجنة ؟
قلت : بلى ، يا أمير المؤمنين .
قال : أرأيت لو أنّ رجلاً قال : والله ما أدري هذا الحديث صحيح أم لا ، ولا أدري إن كان رسول الله قاله أم لم يقله ، أكان عندك كافراً ؟
قلت : أعوذ بالله .
قال : أرأيت لو أنّه قال : ما أدري هذه السورة من كتاب الله أم لا ، أكان كافراً ؟
قلت : نعم .
قال : يا إسحاق ، أرى بينهما فرقاً ، يا إسحاق ، أتروي الحديث ؟
قلت : نعم .
قال : فهل تعرف حديث الطير ؟
قلت : نعم .
قال : فحدّثني به .
قال ـ اسحاق ـ : فحدّثته الحديث .
فقال : يا إسحاق ، إنّي كنت أكلمك وأنا أظنك غير معاند للحق ، فأمّا الآن فقد
بان لي عنادك ، إنّك توافق أنّ هذا الحديث صحيح ؟
قلت : نعم ، رواه مَن لا يمكنني ردّه .
قال : أفرأيت أنّ مَن أيقن أنّ هذا الحديث صحيح ، ثمّ زعم أنّ أحداً أفضل من علي ، لا يخلو من إحدى ثلاثة :
1 - من أن تكون دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عنده مردودة عليه .
2 - أو أن يقول : إنّ الله عزّ وجلّ عرف الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه .
3 - أو أن يقال : إنّ الله عزّ وجلّ لم يعرف الفاضل من المفضول .
فأي الثلاثة أحب إليك أن تقول ؟
قال ـ اسحاق ـ : فأطرقت .
ثمّ قال : يا إسحاق ، لا تقل منها شيئاً ، فإنّك إن قلت منها شيئاً استتبتك ، وإن كان للحديث عندك تأويل غير هذه الثلاثة الأوجه فقله .
قلت : لا أعلم ، وإنّ لأبي بكر فضلاً .
قال : أجل ، لولا أنّ له فضلاً لَما قيل إنّ علياً أفضل منه ، فما فضله الذي قصدت إليه الساعة ؟
قلت : قول الله عزّ وجلّ : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) (1) ، فنسبه إلى صحبته .
قال : يا إسحاق ، أَما إنّي لا أحملك على الوعر من طريقك ، إنّي وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة مَن رضيه ، ورضي عنه كافراً ، وهو قوله : ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) التوبة : 40.
وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ) (1) .
قلت : إنّ ذلك صاحب كان كافراً ، وأبو بكر مؤمن .
قال : فإذا جاز أن ينسب إلى صحبة مَن رضيه كافراً ، جاز أن ينسب إلى صحبة نبيّه مؤمناً ، وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث .
قلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ قدر الآية عظيم ، إنّ الله يقول : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) .
قال : يا إسحاق ، تأبى الآن إلاّ أن أخرجك إلى الاستقصاء عليك ، أخبرني عن حزن أبي بكر ، أكان رضاً أم سخطاً ؟
قلت : إنّ أبا بكر إنّما حزن من ؛ أجل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خوفاً عليه ، وغماً أن يصل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيء من المكروه .
قال : ليس هذا جوابي ، إنّما كان جوابي أن تقول : رضا أم سخط ؟
قلت : بل رضا لله .
قال : فكان الله جلّ ذكره بعث إلينا رسولاً ينهى عن رضا الله عزّ وجلّ وعن طاعته .
قلت : أعوذ بالله .
قال : أَوَ ليس قد زعمت أنّ حزن أبي بكر رضي الله عنه رضا الله ؟
قلت : بلى .
قال : أَوَ لم تجد أنّ القرآن يشهد أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال له : ( لا تَحْزَنْ ) نهياً له عن الحزن .
قلت : أعوذ بالله .
ـــــــــــــــــ
( 1 ) الكهف : 37 - 38.
قال : يا إسحاق ، إنّ مذهبي الرفق بك ، لعلّ الله يردك إلى الحق ، ويعدل بك عن الباطل لكثرة ما تستعيذ به .
وحدثني عن قول الله : ( فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ) مَن عنى بذلك رسول الله أم أبا بكر ؟
قلت : بل رسول الله .
قال : صدقت .
قال : فحدثني عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ) إلى قوله : ( ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) أتعلم من المؤمنون الذين أراد الله في هذا الموضع ؟
قلت : لا أدري ، يا أمير المؤمنين .
قال : الناس جميعاً انهزموا يوم حنين ، فلم يبقَ مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلاّ سبعة نفر من بني هاشم : علي يضرب بسيفه بين يدي رسول الله ، والعباس آخذ بلجام بغلة رسول الله ، والخمسة محدِقون به خوفاً من أن يناله من جراح القوم شيء ، حتى أعطى الله لرسوله الظفر ، فالمؤمنون في هذا الموضع علي خاصة ، ثمّ مَن حضره من بني هاشم .
قال : فمَن أفضل : مَن كان مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك الوقت ، أم مَن انهزم عنه ولم يرَه الله موضعاً لينزلها عليه ؟
قلت : بل مَن أُنزلت عليه السكينة ؟
قال : يا إسحاق ، مَن أفضل : مَن كان معه في الغار أم مَن نام على فراشه ووقاه بنفسه ، حتى تمّ لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما أراد من الهجرة ؟ إنّ الله تبارك وتعالى أمر رسوله أن يأمر علياً بالنوم على فراشه ، وأن يقي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه ، فأمره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك ، فبكى علي رضي الله عنه ، فقال له رسول الله : ( ما يبكيك يا علي أَجزعاً من الموت ؟ )
قال ـ علي عليه السلام ـ : لا والذي بعثك بالحق يا رسول الله ، ولكن خوفاً عليك ، أَفتسلم يا رسول الله ؟ قال : نعم . قال : سمعاً وطاعةً وطيبة نفسي بالفداء لك يا رسول الله ، ثمّ أتى مضجعه واضطجع ، وتسجّى بثوبه . وجاء المشركون من قريش فحفّوا به ، لا يشكون أنّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قريش رجل ضربةً بالسيف ؛ لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطناً بدمه ، وعلي يسمع ما القوم فيه من تلف نفسه ، ولم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار ، ولم يزل علي صابراً محتسباً . فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتى أصبح ، فلمّا أصبح قام ، فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمد ؟ قال : وما علمي بمحمد أين هو ؟ قالوا : فلا نراك إلاّ كنت مغرّراً بنفسك منذ ليلتنا ، فلم يزل علي أفضل ما بدأ به يزيد ولا ينقص حتى قبضه الله إليه .
يا إسحاق : هل تروي حديث الولاية ؟
قلت : نعم ، يا أمير المؤمنين .
قال : أروِه .
قال ـ إسحاق ـ : ففعلت .
قال : يا إسحاق ، أرأيت هذا الحديث ، هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه ؟
قلت : إنّ الناس ذكروا ، أنّ الحديث إنّما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين علي ، وأنكر ولاء علي ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ) .
قال : وفي أي موضع قال هذا ؟ أليس بعد منصرفه من حجة الوداع ؟
قلت : أجل .
قال : فإنّ قتل زيد بن حارثة قبل الغدير (1) ، كيف رضيت لنفسك بهذا ؟ أخبرني لو رأيت ابناً لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول : مولاي مولى ابن عمي أيّها الناس ، فاعلموا ذلك . أكنت منكراً عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون ؟
فقلت : اللهم نعم .
قال : يا إسحاق ، أفتنزّه ابنك عمّا لا تنزّه عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ويحكم !
- يا إسحاق - : لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم ، إنّ الله جلّ ذكره قال في كتابه : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (2) ، ولم يصلّوا لهم ولا صاموا ، ولا زعموا أنّهم أرباب ، ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم .
يا إسحاق ، أتروي حديث : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قد سمعته وسمعت مَن صحّحه وجحده .
قال : فمَن أوثق عندك : مَن سمعت منه فصحّحه ، أو مَن جحده ؟
قلت : مَن صحّحه .
قال : فهل يمكن أن يكون الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مزح بهذا القول ؟
قلت : أعوذ بالله .
قال : فقال قولاً لا معنى له ، فلا يوقف عليه ؟
قلت : أعوذ بالله .
ــــــــــــــــــ
( 1 ) يريد : غدير خم ، وهو بين مكة والمدينة ، وبينه وبين الجُحفة ميلان ، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة ، وكان مقتل زيد بن حارثة في غزوة مؤتة في السنة السابعة من الهجرة .
( 2 ) التوبة : 31.
قال : أَفلا تعلم أنّ هارون كان أخا موسى لأبيه وأمّه ؟
قلت : بلى .
قال : فعليّ أخو رسول الله لأبيه وأمّه ؟
قلت : لا .
قال : أَوَ ليس هارون كان نبياً وعلي غير نبي ؟
قلت : بلى .
قال : فهذان الحالان معدومان في علي ، وقد كانا في هارون .
يا إسحاق ، فما معنى قوله : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ؟
قلت له : إنّما أراد أن يطيّب بذلك نفس علي لمّا قال المنافقون إنّه خلّفه استثقالاً له .
قال : فأراد أن يطيّب نفسه بقول لا معنى له ؟
قال إسحاق : فأطرقت .
قال : يا إسحاق ، له معنى في كتاب الله بيّن .
قلت : وما هو يا أمير المؤمنين ؟
قال : قوله عزّ وجلّ حكايةً عن موسى إنّه قال لأخيه هارون : ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) (1) .
قلت : يا أمير المؤمنين ، إنّ موسى ( عليه السلام ) خلّف هارون ( عليه السلام ) في قومه وهو حي ، ومضى إلى ربّه ، وإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خلّف علياً كذلك حين خرج إلى غزاته .
قال : كلا ليس كما قلت . أخبرني عن موسى حين خلّف هارون ( عليه السلام ) ، هل
ــــــــــــــــــ
( 1 ) الأعراف : 142.
كان معه حين ذهب إلى ربّه أحد من أصحابه أو أحد من بني إسرائيل ؟
قلت : لا .
قال : أَوَ ليس استخلفه على جماعتهم ؟
قلت : نعم .
قال : فأخبرني عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين خرج إلى غزاته ، هل خلّف إلاّ الضعفاء والنساء ، والصبيان ؟ فأنّى يكون مثل ذلك ؟ وله عندي تأويل آخر من كتاب الله ، يدل على استخلافه إيّاه لا يقدر أحد أن يحتج فيه ، ولا أعلم أحداً احتج به ، وأرجو أن يكون توفيقاً من الله .
قلت : وما هو يا أمير المؤمنين ؟
قال : قوله عزّ وجلّ حين حكى عن موسى ( عليه السلام ) قوله : ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ) (1) : فأنت مني يا علي بمنزلة هارون من موسى ، وزيري من أهلي ، وأخي أشد به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبح الله كثيراً ، ونذكره كثيراً ، فهل يقدر أحد أن يدخل في هذا شيئاً غير هذا ؟ ولم يكن ليبطل قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأن يكون لا معنى له .
قال ـ إسحاق ـ : فطال المجلس وارتفع النهار .
فقال يحيى بن أكثم القاضي : يا أمير المؤمنين ، قد أوضحت الحق لمَن أراد الله به بالخير ، وأثبتَ ما لا يقدر أحد أن يدفعه .
قال إسحاق : فأقبل علينا وقال : ما تقولون ؟
فقلنا : كلنا نقول أمير المؤمنين أعزّه الله .
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) طه : 29 - 35.
فقال : والله لولا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( اقبلوا القول من الناس ) ما كنت لأقبل منكم القول .
اللهم ، قد نصحت لهم القول ، اللهم ، إنّي قد أخرجت الأمر من عنقي ، اللهم ، إنّي أدينك بالتقرّب إليك بحب علي وولايته (1) .
وأخيراً ، نود أن نشير في خاتمة الكتاب ، إلى أنّ هناك العديد من المرويات والاعترافات الصريحة المنقولة ، عن لسان الخلفاء بحق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولكنّا ـ نظراً لضيق الوقت وخوفاً من الإطالة ـ اكتفينا بالمهم منها ، وما غايتنا إلاّ إتمام الحجة والبرهان ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) العقد الفريد 5 : 92 - 101 ، عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق 2 : 185 - 200 باختلاف يسير .
( 2 ) الأنعام : 149.


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2016/10/24, 11:34 PM   #5
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

1. الخلفاء الاربعة في القران

ان الخلفاء الالهيين الذين ذكرهم القران هم ادم وداود وهارون(عليهم السلام) وقد ورد عن اهل البيت (عليهم السلام)ان الخليفة الالهي الرابع هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) حيث ان ادم عليه السلام اول خليفة استقر على وجه الارض قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30البقرة)

وداود عليه السلام الذي قال القران عنه (يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26ص)

وهارون عليه السلام وصي وخليفة موسى عليه السلام قال تعالى( وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142)وكذلك عبر عنه القران بالوزير قال تعالى وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)الفرقان وعلي بن ابي طالب عليه السلام الخليفة المنصوب من قبل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وهو الخليفة الاول الذي نصبه رسول الله (صلى الله عليه واله)في حديث الدار

ولنقرا جميعا هذه الرواية التي رويت عن رضا ال محمد عليه السلام
عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه عن على عليه السلام قال : بينما أنا امشى مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرقات المدينة اذ لقينا شيخ طوال كث اللحية بعيد مابين المنكبين ، فسلم على النبى صلى الله عليه وآله ورحب به ثم التفت إلىَ فقال : السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته ، اليس كذلك هو يا رسوا الله ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : بلى ثم مضى فقلت :يا رسول الله ماهذا الذى قال لى هذا الشيخ وتصديقك له ؟ قال : أنت كذلك والحمدلله ،ان الله عزوجل قال في كتابه : (انى جاعل في الارض خليفة... (30البقرة))والخليفة المجعول فيها آدم عليه السلام ، وقال عزوجل : ( يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ) فهو الثانى ، وقال عزوجل حكاية عن موسى حين قال لهارون عليه السلام : ( اخلفنى في قومى واصلح (142)الاعراف) فهو هارون اذا استخلفه موسى عليه السلام في قومه وهو الثالث ، وقال عزوجل( واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) وكنت انت المبلغ عن الله عزوجل وعن رسوله ، وانت وصيى ووزيرى وقاضى دينى والمؤدى عنى ، وانت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبى بعدى ، فانت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ ، اولاتدرى من هو ؟ قلت : لاقال : ذاك أخوك الخضر عليه السلام فاعلم .



( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ) - ( التوبه : 3 )

عدد الروايات : ( 18 )

صحيح البخاري - كتاب الصلاة - باب ما يستر العورة

362 - حدثنا : ‏ ‏إسحاق ‏ ‏قال : ، حدثنا : ‏ ‏يعقوب بن إبراهيم ‏ ‏قال : ، حدثنا : ‏ ‏إبن أخي إبن شهاب ‏ ‏، عن ‏ ‏عمه ‏ ‏قال : أخبرني : ‏ ‏حميد بن عبد الرحمن بن عوف ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏قال : ‏بعثني ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن ‏ ‏بمنى ‏ ‏أن ‏ ‏لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان قال حميد بن عبد الرحمن ‏: ‏ثم أردف رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏علياًً ‏ ‏فأمره أن ‏ ‏يؤذن ‏ ‏ببراءة ‏، ‏قال أبو هريرة ‏: ‏فأذن معنا ‏ ‏علي ‏ ‏في أهل ‏ ‏منى ‏ ‏يوم النحر لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان.



________________________________________

صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة براءة - باب قوله : فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله

4378 - حدثنا : ‏ ‏سعيد بن عفير ‏ ‏قال : ، حدثني : ‏ ‏الليث ‏ ‏قال : ، حدثني : ‏ ‏عقيل ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن شهاب ،‏ ‏وأخبرني : ‏ ‏حميد بن عبد الرحمن ‏: ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏(ر) ‏ ‏قال : ‏ ‏: بعثني ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون ‏ ‏بمنى ‏ ‏أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان قال حميد بن عبد الرحمن ‏: ‏ثم ‏ ‏أردف رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏بعلي بن أبي طالب ‏ ‏وأمره أن يؤذن ببراءة ، قال أبو هريرة ‏ : ‏فأذن معنا ‏ ‏علي ‏ ‏يوم النحر في أهل ‏ ‏منى ‏ ‏ببراءة وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان.



________________________________________

صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة براءة - باب قوله : وأذان من الله ورسوله ....

4379 - حدثنا : ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ، حدثنا : ‏ ‏الليث ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏عقيل ‏ ‏قال إبن شهاب :‏ ‏فأخبرني ‏ ‏حميد بن عبد الرحمن ‏: ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏قال : ‏بعثني ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏(ر) ‏ ‏في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون ‏ ‏بمنى ‏ ‏أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان قال حميد ‏: ‏ثم ‏ ‏أردف النبي ‏ (ص) ‏ ‏بعلي بن أبي طالب ‏ ‏فأمره أن يؤذن ببراءة ، قال أبو هريرة ‏: ‏فأذن معنا ‏ ‏علي ‏ ‏في أهل ‏ ‏منى ‏ ‏يوم النحر ببراءة وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان.


________________________________________

مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند الخلفاء الراشدين - مسند أبي بكر الصديق (ر)

4 - حدثنا : ‏ ‏وكيع ‏ ‏قال : قال : ‏ ‏إسرائيل :‏ ‏قال : ‏أبو إسحاق ‏ ‏، عن ‏ ‏زيد بن يثيع ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي بكر ‏: ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏بعثه ‏ ‏ببراءة ‏ ‏لأهل ‏ ‏مكة ‏ ‏لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان ولا يدخل الجنة إلاّّ نفس مسلمة من كان بينه وبين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏مدة ‏ ‏فأجله إلى ‏ ‏مدته ‏ ‏والله بريء من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاًً ، ثم قال ‏لعلي ‏ ‏(ر) ‏ ‏الحقه ‏ ‏فرد ‏ ‏علي ‏ ‏أبابكر ‏ ‏وبلغها أنت ، قال : ففعل قال : فلما قدم على النبي ‏ (ص) ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏بكى قال : يا رسول الله حدث في شيء قال : ما حدث فيك إلاّّ خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلاّ أنا أو رجل مني.



________________________________________

سنن الترمذي - كتاب تفسير القرآن - باب ومن سورة التوبة

3090 - حدثنا : ‏ ‏بندار ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عفان بن مسلم ‏ ‏وعبد الصمد بن عبد الوارث ‏ ‏قالا : ، حدثنا : ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏، عن ‏ ‏سماك بن حرب ‏ ‏، عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏قال : بعث النبي ‏ (ص) ‏ ‏ببراءة ‏ ‏مع ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏ثم دعاه فقال : ‏لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلاّّ رجل من أهلي فدعا علياًً فأعطاه إياها ، قال : ‏هذا ‏حديث حسن غريب ‏ ‏من حديث ‏ ‏أنس بن مالك.



________________________________________

سنن النسائي - كتاب مناسك الحج - قوله عز وجل : خذوا زينتكم عند كل مسجد

2958 - أخبرنا : ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏قال : ، حدثنا : ‏ ‏محمد ‏ ‏وعثمان بن عمر ‏ ‏قالا : ، حدثنا : ‏ ‏شعبة ‏ ‏، عن ‏ ‏المغيرة ‏ ‏، عن ‏ ‏الشعبي ‏ ‏، عن ‏ ‏المحرر بن أبي هريرة ‏ ‏، عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏جئت مع ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏حين بعثه رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏إلى أهل ‏ ‏مكة ‏ ‏ببراءة ‏ ‏قال : ما كنتم تنادون قال : كنا ‏ ‏ننادي إنه ‏ ‏لا يدخل الجنة إلاّّ نفس مؤمنة ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏عهد فأجله ‏ ‏أو أمده ‏ ‏إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة أشهر فإن ‏ ‏الله بريء من المشركين ورسوله ‏ ‏ولا يحج بعد العام مشرك فكنت ‏ ‏أنادي حتى ‏ ‏صحل ‏ ‏صوتي.



________________________________________

مستدرك الحاكم - كتاب التفسير - تفسير سورة التوبة - لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم - رقم الحديث : ( 3328 )

3233 - أخبرنا : أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا : الفضل بن عبد الجبار ، ثنا : النضر بن شميل ، أنبأ شعبة ، عن سليمان الشيباني ، عن الشعبي ، عن المحرر بن أبي هريرة ، عن أبيه ، قال : كنت في البعث الذين بعثهم رسول الله (ص) مع علي (ر) ببراءة إلى مكة فقال له إبنه ، أو رجل آخر : فبم كنتم تنادون ؟ ، قال : كنا نقول : لا يدخل الجنة إلاّّ مؤمن ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله (ص) عهد ، فإن أجله أربعة أشهر فناديت حتى صحل صوتي ، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.



________________________________________

السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 211 )

- وأخرج إبن أبى حاتم ، عن حكيم بن حميد (ر) قال : قال لي علي بن الحسين : أن لعلى في كتاب الله أسماء ولكن لا يعرفونه قلت : ما هو قال : ألم تسمع قول الله : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ، هو والله الأذان.

________________________________________

محمد بن سليمان الكوفي - مناقب أمير المؤمنين (ع) - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 124 )

69 - محمد بن سليمان قال : ، حدثنا : خضر بن أبان قال : ، حدثنا : يحي بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع : ، عن ليث يذكره ، عن علي بن الحسين قال : أول من شرى نفسه إبتغاء مرضاة الله أبي ثم قرأ ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله ( البقرة : 207 ) وإن لعلي في القرآن إسماً ما يعرفونه قال : قلت : وقد قرأت القرآن فما رأيت له فيه إسماً ! قال : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ، فمن كان الأذان ؟.

________________________________________

الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 132 )

- حدثنا : خضر بن أبان ، قال : ، حدثنا : يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن قيس بن الربيع ، عن ليث يذكره ، عن الحسين قال : أول من شري نفسه إبتغاء مرضاة الله أبي ، ثم قرأ : ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله ، وإن لعلي في القرآن إسماً ما يعرفونه ! قال : قلت : قد قرأت القرآن فما رأيت له فيه إسماً قال : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ، فمن كان الأذان ؟

________________________________________

الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 303 )

307 - أخبرنا : أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد القاضي بقراءتي عليه في داري من أصله ، قال : ، أخبرنا : أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار بالكوفة ، قال : ، أخبرنا : أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان بن زياد القطان قال : ، حدثنا : أبى ، قال : ، حدثنا : إسحاق بن يزيد ، عن حكيم بن جبير : ، عن علي بن الحسين قال : إن لعلي أسماء في كتاب الله لا يعلمه الناس. قلت : وما هو ؟ ، قال : وأذان من الله ورسوله ، علي والله هو الأذان يوم الحج الأكبر ، ورواه ، عن حكيم قيس بن الربيع وحسين الأشقر ، وأبو الجارود ، ورواه إبن أبي أبي ذيب ، عن الزهري ، عن زين العابدين مثله ، والأخبار متظاهرة بأن هذا المبلغ هو علي بن أبي طالب (ع).

________________________________________

الموفق الخوارزمي - المناقب - رقم الصفحة : ( 61 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وقال له : أنت تبين لهم ما إشتبه عليهم بعدي ، وقال له : أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة ، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي ، وقال له : أنت الذي أنزل الله فيك : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر.

________________________________________

إبن أبي الفتح الأربلي - كشف الغمة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 330 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- قوله تعالى : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ، هو حين إذن علي (ع) بالآيات من سورة براءة وقد تقدم ذكرنا لها من مسند أحمد بن حنبل حين أنفذها مع أبى بكر (ر) وأتبعه بعلي (ع) وقال : قد أمرت أن لا يبلغها إلاّ أنا أو واحد منى.

________________________________________

القندوزي - ينابيع المودة - الجزء : ( 1 / 3 ) - رقم الصفحة : ( 301 / 302 / 279 )

- [ 2 ] الحاكم أبو القاسم الحسكاني : أخرج بسنده ، عن محمد بن الحنفية (ر) ، عن أبيه علي (ع) قال : فأذن مؤذن بينهم أن لعنه الله على الظالمين ، أنا ذلك المؤذن.

- [ 3 ] الحالكم بسنده ، عن أبى صالح ، عن إبن عباس (ع) : أنه قال علي (ر) : في كتاب الله أسماء لي لا يعرفها الناس منها : فأذن مؤذن بينهم يقول : أن لعنة الله عليه الظالمين ، أي الذين كذبوا بولايتي وإستخفوا بحقي.

- [ 4 ] وفى المناقب : ، عن جابر المجعفى ، عن الباقر (ع) قال : خطب أمير المؤمنين (ع) بالكوفة عند إنصرافه من النهروان وبلغه أن معاوية بن أبي سفيان يسبه ويقتل أصحابه فقام خطيباً إلى أن قال : أنا المؤذن في الدنيا والآخرة ، قال الله عز وجل فأذن مؤذن بينهم يقول : أن لعنة الله على الظالمين ، أنا ذلك المؤذن ، وقال : عز وجل : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ، وأنا ذلك الأذان.

- [ 5 ] ، عن محمد بن الفضيل ، عن أحمد ، عن عمر الحلال ، عن أبي الحسن موسى (ع) قال : المؤذن أمير المؤمنين علي (ع) يؤذن أذانا يسمع الخلائق ، والدليل على ذلك : وأذان من الله رسوله ، قال أمير المؤمنين (ع) : أنا ذلك الأذان.

- وأنت إمام وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي ، وأنت الذي أنزل الله فيه : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ، وأنت الآخذ بسنتي وذاب البدع ، عن ملتي ، أنا أول من إنشق الأرض عنه وأنت معي في الجنة ، وأول من يدخلها : إنا وأنت والحسن والحسين وفاطمة.





( علي (ع) وصيي ووراثي وقاضي ديني )

عدد الروايات : ( 6 )

مسند أحمد - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند الخلفاء الراشدين - ومن مسند علي بن أبي طالب (ع)

885 - حدثنا : ‏ ‏أسود بن عامر ‏ ، حدثنا : ‏ ‏شريك ‏ ‏، عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏، عن ‏ ‏المنهال ‏ ‏، عن ‏ ‏عباد بن عبد الله الأسدي ‏ ‏، عن ‏ ‏علي ‏ ‏(ر) ‏ ‏قال : ‏ ‏لما نزلت هذه الآية ‏: ‏وأنذر عشيرتك الأقربين ‏، ‏قال : ‏ ‏جمع النبي ‏ (ص) ‏ ‏من أهل بيته فإجتمع ثلاثون ، فأكلوا وشربوا قال : فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي ، فقال رجل ‏ ‏لم يسمه ‏ ‏شريك ‏: ‏يا رسول الله أنت كنت بحراًً من يقوم بهذا قال : ثم قال الآخر قال : فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال : ‏ ‏علي ‏ ‏(ر) ‏ ‏أنا.



________________________________________

مسند أحمد - مسند الشاميين - حديث حبشي بن جنادة السلولي (ر)

‏17051 - حدثنا : ‏ ‏يحيى بن آدم ‏ ‏وإبن أبي بكير ‏ ‏قالا : ، حدثنا : ‏ ‏إسرائيل ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي إسحاق ‏ ‏، عن ‏ ‏حبشي بن جنادة ‏ ‏قال يحيى بن آدم السلولي ‏ ‏: وكان قد شهد يوم حجة الوداع ‏ ‏قال : ‏قال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏علي ‏ ‏مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلاّ أنا أو ‏ ‏علي ‏ ‏وقال : ‏ ‏إبن أبي بكير ‏ ‏لا يقضي عني ديني إلاّ أنا أو ‏ ‏علي ‏ ‏(ر) ، حدثنا : ‏ ‏الزبيري ‏ ، حدثنا : ‏ ‏إسرائيل ‏ ‏مثله ‏ ‏وحدثناه : ‏ ‏يعني ‏ ‏الزبيري ‏ ، حدثنا : ‏ ‏شريك ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي إسحاق ‏ ‏، عن ‏ ‏حبشي بن جنادة ‏ ‏مثله ‏ ‏قال : ‏ ‏فقلت ‏ ‏لأبي إسحاق ‏ ‏إني أسمعت منه قال : وقف علينا على فرس له في مجلسنا في ‏ ‏جبانة السبيع. ‏



________________________________________

أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - ومن فضائل علي (ع)

976 - حدثنا : عبد الله ، قال : ، حدثني : أبي ، نا : يحيى بن أبي بكير ، وإبن آدم ، يعني يحيى ، قالا : ، نا : إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة ، قال إبن آدم السلولي : وكان قد شهد حجة الوداع قال : قال رسول الله (ص) : علي مني ، وأنا منه ، ولا يقضي عني ديني إلاّ أنا أو علي ، قال إبن آدم : ولا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي.

________________________________________

أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - ومن فضائل علي (ع)

1016 - حدثنا : هيثم بن خلف ، قثنا : محمد بن أبي عمر الدوري ، قثنا : شاذان ، قثنا : جعفر بن زياد ، عن مطر ، عن أنس ، يعني : إبن مالك ، قال : قلنا لسلمان : سل النبي (ص) من وصيه ، فقال له سلمان : يا رسول الله ، من وصيك ؟ ، قال : يا سلمان ، من كان وصي موسى ؟ ، قال : يوشع بن نون ، قال : فإن وصيي ووارثي يقضي ديني ، وينجز موعودي : علي بن أبي طالب.

________________________________________

أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - ومن فضائل علي (ع)

1073 - حدثنا : عبد الله ، قال : ، نا : يحيى بن عبد الحميد الحماني ، نا : شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي ، ح ، ونا : عبد الله ، نا : أبو خيثمة ، قثنا : أسود بن عامر ، قثنا : شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو عن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي قال : لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين ، دعا رسول الله (ص) رجالاً من أهل بيته ، إن كان الرجل منهم لآكلا جذعة ، وإن كان شارباً فرقاً ، فقدم إليهم رجلاًًًً ، فأكلوا حتى شبعوا ، فقال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ، ويكون معي في الجنة ، ويكون خليفتي في أهلي ؟ فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال علي : أنا ، فقال رسول الله (ص) : علي يقضي عني ديني ، وينجز مواعيدي ، ولفظ الحديث للحماني ، وبعضه لحديث أبي خيثمة.

________________________________________

أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - ومن فضائل علي (ع)

1157 - حدثنا : عبد الله ، نا : أبي ، نا : أسود بن عامر ، نا : شريك ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، عن علي قال : لما نزلت هذه الآية : وأنذر عشيرتك الأقربين ، جمع النبي (ص) من أهل بيته ، فإجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا ، قال : قال لهم : من يضمن عني ديني ومواعيدي ، ويكون معي في الجنة ، ويكون خليفتي في أهلي ؟ ، فقال رجل لم يسمه : يا رسول الله ، أنت كنت بحراً من يقوم بهذا ؟ ، قال : ثم قال لآخر ، قال : فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال علي : أنا.
( علي (ع) وصيي ووراثي وقاضي ديني )

عدد الروايات : ( 2 )

الطبراني - المعجم الكبير - من إسمه الحارث

3434 - حدثنا : محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا : يحيى الحماني ، ح ، وحدثنا : إبراهيم بن نائلة الإصبهاني ، ثنا : إسماعيل بن عمرو البجلي ، قالا : ، ثنا : قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة ، قال : قال رسول الله (ص) : لا يقضي ديني غيري أو علي.

________________________________________

الطبراني - المعجم الكبير - من إسمه سهل

5941 - حدثنا : محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا : إبراهيم بن الحسن الثعلبي ، ثنا : يحيى بن يعلى ، عن ناصح بن عبد الله عن سماك بن حرب ، عن أبي سعيد الخدري ، عن سلمان قال : قلت : يا رسول الله ، لكل نبي وصي ، فمن وصيك ؟ فسكت عني ، فلما كان بعد رآني ، فقال : يا سلمان فأسرعت إليه ، قلت : لبيك ، قال : تعلم من وصي موسى ؟ ، قلت : نعم يوشع بن نون ، قال : لم ؟ ، قلت : لأنه كان أعلمهم ، قال : فإن وصي وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ، وينجز عدتي ، ويقضي ديني علي بن أبي طالب ، قال أبو القاسم : قوله : وصي : يعني أنه أوصاه في أهله لا بالخلافة ، وقوله : خير من أترك بعدي : يعني من أهل بيته (ص).

( علي (ع) وصيي ووراثي وقاضي ديني )

عدد الروايات : ( 6 )

الإصفهاني - مناقب علي (ع) - ما نزل من القرآن في علي (ع) - رقم الصفحة : ( 103 / 104 )

111 - إبن مردويه ، أخبرنا : محمد بن علي بن دحيم ، أخبرنا : أحمد بن حازم ، أخبرنا : يحيى بن الحاى [ كذا ] ، أخبرنا : عبد العزيز بن محمد ، عن يزيد بن الهار ، عن محمد بن إبراهيم ، عن نافع بن عجير ، عن أبيه ، عن علي : أن النبي (ص) قال له : أما أنت فصفيي وأميني ، قال : رضيت يا رسول الله.

112 - إبن مردويه ، عن سلمان ، قال : قال لي رسول الله (ص) : هل تدري من كان وصي موسى ؟ ، قلت : يوشع بن نون ، قال : فقال : وصيي في أهلي ، وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب.

113 - إبن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري (ر) ، عن سلمان الفارسي ، قال : قلت : يا رسول الله ، لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ ، فقال : هل تعلم من وصي موسى ؟ ، قلت : نعم يوشع بن نون قال : لم ؟ ، قلت : لأنه كان أعلمهم ، قال : فإن وصيي ، وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ، وينجز عدتي ، ويقضي ديني علي بن أبي طالب.

114 - إبن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري (ر) ، عن سلمان (ر) ، قال : قلت : يا رسول الله ، لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ فسكت عني ، فلما كان الغد أتى فقال : يا سلمان ، فأسرعت إليه وقلت : لبيك قال : هل تعلم من وصي موسى ؟ ، قلت : نعم يوشع بن نون قال : لم ؟ ، قلت : لأنه أعلمهم ، قال : فإن وصيي ، وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ، ينجز عدتي ، ويقضي ديني علي بن أبي طالب.

115 - إبن مردويه ، عن أنس بن مالك ، عن سلمان ، قال : قلت : يا رسول الله ، عمن نأخذ بعدك وبمن نثق ؟ فسكت عني حتى سألت عشراًً ، ثم قال : يا سلمان ، إن وصيي ، وخليفتي ، وأخي ، ووزيري ، وخير من أخلف بعدي ، علي بن أبي طالب ، يؤدي عني ، وينجز موعدي.

116 - إبن مردويه ، حدثني : جدي ، حدثنا : أحمد بن محمود بن خرزاذ ، أخبرنا : أبو حصين القاضي ، حدثنا : عبد الرحمن بن دبيس بن حميد ، حدثني : محمد إبن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، عن مطير ، عن أنس ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله (ص) : علي بن أبي طالب (ع) ينجز عداتي ، ويقضي ديني.

( علي (ع) وصيي ووراثي وقاضي ديني )

عدد الروايات : ( 4 )

المتقي الهندي - كنز العمال - فضائل علي (ر) - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 604 )

32919 - علي يقضي ديني‏‏.

________________________________________

المتقي الهندي - كنز العمال - فضائل علي (ر) - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 611 )

32956 - علي بن أبي طالب ينجز عداتي ويقضي ديني‏‏.

________________________________________

المتقي الهندي - كنز العمال - فضائل علي (ر) - الجزء : ( 11 ) - رقم الصفحة : ( 612 )

32962 - لا يقضي ديني غيري أو علي‏‏.

32965 - يا علي‏‏!‏‏ أنت تغسل جثتي وتؤدي ديني وتواريني في حفرتي وتفي بذمتي وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة‏‏.

( علي (ع) وصيي ووراثي وقاضي ديني )

عدد الروايات : ( 9 )

القندوزي الحنفي - ينابيع المودة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 235 / 236 )

- [ 5 ] - موفق بن أحمد : بسنده أخرج حديث الوصية لعلي (ع) ، عن بريدة قال : قال النبي (ص) : لكل نبي وصى ووارث ، وإن علياًً وصيي ووارثي.

- [ 6 ] - أيضاًً موفق بن أحمد : بسنده ، عن أم سلمة (ر) قالت : قال رسول الله (ص) : إن الله إختار من كل أمة نبياًً وإختار لكل نبي وصياً فأنا نبي هذه الأمة وعلي وصيي في عترتي وأهل بيتي وأمتي من بعدي ، أيضاًً موفق بن أحمد ، عن أنس نحوه ، أيضاًً الحمويني أخرج حديث الوصية ، عن علي الرضا بن موسى (ر).

- [ 7 ] - أيضاًً الحمويني أخرجه ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله (ص) : أنا خاتم النبيين وأنت يا علي خاتم الوصيين إلى يوم الدين.

- [ 8 ] - موفق بن أحمد : بسنده ، عن غياث بن إبراهيم ، عن جعفر الصادق ، عن آبائه (ر) ، عن النبي (ص) قال : نزل عليّ جبرئيل (ع) صبيحة يوم فرحاً مستبشراًً ، فقلت : حبيبي حالي أراك فرحاً مستبشراًً ؟ ، فقال : يا محمد وكيف لا أكون كذلك وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب (ع) ، قلت : وبم أكرم الله أخي وإمام أمتي ؟ ، قال : باهى الله سبحانه بعبادته البارحة ملائكة وحملة عرشه وقال : يا ملائكتي إنظروا إلى حجتي في أرضى على عبادي بعد نبيي ، كيف عفر خده في التراب تواضعاً لعظمتي أشهد كم إنه إمام خلقي ومولى بريتي.

________________________________________

القندوزي الحنفي - ينابيع المودة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 79 / 163 / 232 / 279 )

- ( 96 ) - لكل نبي وصي ووارث وعلي وصيي ووارثي ، للديلمي.

- ( 460 ) - عن بريدة مرفوعاًً : لكل نبي وصي ووارث ، وإن علياًً وصيي ووارثي ، أخرجه الحافظ أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.

- ( 461 ) - وعن أنس مرفوعاًً : إن وصيي ووارثي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي علي بن أبي طالب ، أخرجه أحمد في المناقب.

- ( 651 ) - عن بريدة (ر) قال : قال رسول الله (ص) : لكل نبي وصي ووارث ، وإن علياًً وصيي ووارثي ، رواه صاحب الفردوس.

- ( 801 ) - وعن بريدة رفعه : لكل نبي وصي ووارث وإن علياًً وصيي ووارثي.
( علي (ع) وصيي ووراثي وقاضي ديني )

عدد الروايات : ( 13 )

إبن حجر - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب آخر ما تكلم به النبي (ص) - رقم الصفحة : ( 757 )

- قوله : ( باب آخر ما تكلم به النبي (ص) : عن سلمان قلت : يا رسول الله من وصيك قال : وصي وموضع سري وخليفتي على أهلي ، وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب ومن طريق أبي ربيعة الأيادي ، عن إبن بريدة ، عن أبيه رفعه لكل نبي وصي وإن علياًً وصي وولدي.



________________________________________

الطبري - تهذيب الآثار - ذكر خبر آخر من أخبار علي (ع)

1366 - حدثنا : أبو هشام الرفاعي ، قال : ، حدثنا : يحيى بن آدم ، قال : قلت لشريك : ما تقول في الرجل يقول : لورثته : من يضمن عني ديني ؟ ضمنه بعضهم ، ولا يسمي ، فقال : من أجازه فهو أحسن قولاً ممن لم يجزه ، حدثنا : الأعمش ، عن المنهال بن عمرو عن عباد ، عن علي : أن النبي (ص) قال : من يضمن عني ديني ، ويقضي عداتي ، ويكون معي في الجنة ؟ أو نحو ذا قلت : أنا ، وحدثنا : أبو هشام الرفاعي ، قال : ، حدثنا : يحيى ، قال : ، حدثنا : أبوبكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر ، إن شاء الله ، شك يحيى ، عن علي ، عن النبي (ص) مثله.

________________________________________

مسند البزار - البحر الزخار - عبدالله بن الحارث

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

431 - ختن سلمة بن الفضل ، عن سلمة بن الفضل ، عن إبن إسحاق ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث ، عن إبن عباس ، عن علي ، قال : .... فقال : أيكم يقضي عني ديني ؟ ، قال : فسكت وسكت القوم ، فأعاد رسول الله (ص) المنطق ، فقلت : أنا يا رسول الله ، قال : أنت يا علي ؟ أنت يا علي ، وهذا الحديث لا نعلم يروى بهذا الإسناد متصلاً ، عن إبن عباس ، عن علي إلاّ من حديث سلمة ، عن إبن إسحاق ، ولا نعلم روى عبد الله بن الحارث ، عن إبن عباس ، عن علي إلاّ هذه الأحاديث التي ذكرناها.

________________________________________

تفسير أبي حاتم - سورة الشعراء - قوله تعالى : وإنذر عشيرتك الأقربين

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

14943 - حدثنا : أبي ، ثنا : الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي ، ثنا : عبد الله بن عبد القدوس ، ثنا : الأعمش ، عن عمرو عن عبد الله بن الحارث ، قال : قال علي .... قال : فجمعهم فلما أكلوا وشربوا بدرهم رسول الله (ص) الكلام فقال : أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي ؟ ، قال : فسكتوا وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله ، قال : وسكت أنا لسن العباس ثم قالها مرة أخرى فسكت العباس فلما رأيت ذلك ، قلت : أنا يا رسول الله ، فقال : أنت ، قال : وإني يومئذ لأسوؤهم هيئة ، ولأني لأعمش العينين ضخم البطن حمش الساقين.

________________________________________

حلية الأولياء - سهل بن عبدالله

15325 - حدثنا : محمد بن المظفر إملاءً ، ثنا : أبو علي محمد بن الضحاك بن عمرو ، ثنا : سهل بن عبد الله الزاهد ، ثنا : سليمان بن عبد الرحمن ، ثنا : محمد بن عبد الرحمن القشيري ، ثنا : عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي (ص) قال : أعطيت في علي خمساًً ، أما إحداها : فيواري عورتي ، والثانية : يقضي ديني ، والثالثة : أنه متكئي في طول الموقف ، والرابعة : فإنه عوني على حوضي ، والخامسة : فإني لا أخاف عليه : أن يرجع كافراًً بعد إيمان ولا زانياً بعد إحصان كذا حدثناه : إبن المظفر ، وقال : سهل الزاهد هو التستري فقلت له : ببلدنا سهل بن عبد الله أبو طاهر أهو ذاك ؟ فأبى إلاّ التستري.

________________________________________

إبن الأثير - الكامل في التاريخ - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 154 )

- وكان سبب ذلك أن عبد الله بن سبأ كان يهودياًًً ، من أهل صنعاء أمة سوداء وأسلم أيام عثمان ثم تنقل في الحجاز ثم بالبصرة ثم بالكوفة ثم بالشام يريد إضلال الناس فلم يقدر منهم على ذلك ، فأخرجه أهل الشام فأتي مصر فأقام فيهم وقال لهم : العجب ممن يصدق إن عيسى يرجع ويكذب أن محمداًً يرجع ، فوضع لهم الرجعة فقبلت منه ، ثم قال : بعد ذلك إنه كان لكل نبي وصي وعلي وصي محمد فمن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله (ص) ووثب على وصيه وإن عثمان أخذها بغير حق فإنهضوا في هذا الأمر وإبدأوا الطعن علي أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا به الناس.

________________________________________

المناوي - فيض القدير شرح الجامع الصغير - حرف العين - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 472 )

5601 - ‏علي يقضي ديني‏ ‏، بفتح الدال ، أخرج الطبراني.

________________________________________

عبدالله بن عدي - الكامل - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 14 )

- فأما حديث محمد بن إسحاق فحدثنا محمد بن منير ، ثنا : علي بن سهل ، ثنا : محمد بن حميد ، ثنا : سلمة ، حدثني : محمد بن إسحاق ، عن شريك بن عبد الله عن أبي ربيعة الإيادي ، عن إبن بريدة ، عن أبيه : أن رسول الله (ص) قال : لكل نبي وصي ووارث وإن علياًً وصيي ووارثي.

________________________________________

إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 42 ) - رقم الصفحة : ( 392 )

- أخبرناه : أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا : أبو الحسين بن النقور ، أنا : أبو القاسم عيسى بن علي ، أنا : أبو القاسم البغوي ، نا : محمد بن حميد الرازي ، نا : علي بن مجاهد ، نا : محمد بن إسحاق ، عن شريك بن عبد الله عن أبي ربيعة الإيادي ، عن إبن بريدة ، عن أبيه قال : قال النبي (ص) : لكل نبي وصي ووارث وإن علياًً وصيي ووارثي.

________________________________________

إبن الجوزي - الموضوعات - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 376 )

- الحديث الخامس والعشرون في الوصية أيضاًً : ، أنبئنا : علي بن عبيد الله الزاغوني قال : ، أنبئنا : أحمد بن محمد السمسار قال : ، حدثنا : عيسى بن علي الوزير قال : ، حدثنا : البغوي قال : ، حدثنا : محمد بن حميد الرازي قال : ، حدثنا : علي بن مجاهد قال : ، حدثنا : محمد بن إسحاق ، عن شريك بن عبد الله عن أبي ربيعة الأيادي ، عن إبن بريدة ، عن أبيه قال : قال النبي (ص) : لكل نبي وصى ، وإن علياًً وصيي ووارثي.

________________________________________

الخوارزمي - المناقب - رقم الصفحة : ( 84 )

74 - وأنبأني : الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة ، أخبرنا : أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ ، أخبرنا : أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ، أخبرني : أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح ، أخبرنا : أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثنا : محمد بن حميد الرازي ، حدثنا : علي بن مجاهد ، حدثنا : محمد بن إسحاق ، عن شريك بن عبد الله عن أبي ربيعة الأيادي ، عن إبن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) : لكل نبي وصي ووارث ، وأن علياًً وصيي ووارثي.

________________________________________

إبن الدمشقي - جواهر المطالب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 107 )

- في إختصاصه بالوصاية بالإرث ، عن بريدة [ الأسلمي ] قال : قال رسول الله (ص) : لكل نبي وصي ووارث وإن علياًً وصيي ووارثي ، خرجه البغوي في معجمه.

- وعن أنس قال : قلت لسلمان الفارسي : سل النبي (ص) من وصيه ؟ ، فقال : سلمان : يا رسول الله من وصيك ؟ قبال : يا سلمان من كان وصي موسى ؟ ، قال : يوشع بن نون. فيقال : إن وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب ، خرجه الإمام أحمد في المناقب.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لخليفتين, منهما, الآخر, بويع, فإقتلوا



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( إذا بويع لخليفتين فإقتلوا الآخر منهما ) 5 الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 11 2016/11/01 05:32 PM
( إذا بويع لخليفتين فإقتلوا الآخر منهما ) 6 الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 2 2016/10/24 11:25 PM
( إذا بويع لخليفتين فإقتلوا الآخر منهما ) 4 الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 9 2016/10/23 03:56 PM
( إذا بويع لخليفتين فإقتلوا الآخر منهما ) 2 الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 6 2016/10/21 11:12 PM
( إذا بويع لخليفتين فإقتلوا الآخر منهما ) الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 4 2016/10/21 11:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |