2014/04/09, 10:52 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
أصبحتُ أعشق ساعات الانتظار
قال لي صديقي: أمس ضحكت زوجتي فأنا كنت أقرأ في الصباح سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي، وإذا بي قبل النوم أقرأُ سورة هود.. فقالت: ما بك؟ أصبحتَ تتنقَّل بين السور على غير عادتك في ختم القرآن! هل لأنك تحب سورة هود أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك..؟ قلت لها: سأحكي لكي لاحقًا، لكنها نامت. في الصباح كنَّا على موعدٍ عائلي، ولمَّا كانت زوجتي تتأخر في "الجهوزية".. فقد لبستُ ثياب الخروج، وأمرت الكبار بمساعدة الصغار وإنزال الشنط للسيارة. وسحبت كرسي وجلست بجوار باب الخروج، ومعي مصحفي، فكانت تتوقع مني أن أرفع صوتي وأصيح بصوتي الجهوري لها هيَّا.. تأخرتي.. لكنها كانت تسمع قراءة القرآن، وعند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي فهمَّت زوجتي وقالت: سبحان الله ربنا يهدي.. أين موشحات الحِفاظ على الموعد وضرورة السرعة في "الجهوزية"؟ ضحكتُ وقلت لها: يكفي23 عامًا من النصائح. وكان لي موعد عند أحد الزبائن لكنه أبقاني في حجرة الجلوس نصف ساعة معتذرًا بأدب، فتناولت مصحفي وأنهيتً وردي. خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد بزحامها وضوضائها وزخمها أخذتُ ابني معي ليقود السيارة، وتناولت مصحفي ولم أحس بالزحام ولا الضوضاء ولا أي شيء بل السكون والراحة والسلام يملأ حياتي، لكن الدموع نزلت من عيني ليست دموع الفرح ولا دموع تأثُّري بالآيات الجليلة, إنما هي دموع الندم.. يا الله! كم فرطنا من ساعاتٍ، هل يُعقل أنني أختم القرآن في حوالي 5 أيام من ساعات الانتظار، هذه الأوقات التي كانت كلها توتُّر وتبرُّم وضيق وانزعاج.. فكم قصَّرتُ في حق نفسي..؟ هل يُعقل أنني أصبحت أحبُّ ساعات الانتظار!!. في انتظار الطعام ذلك الموعد الذي أحافظ عليه مع أولادي حين يتأخر الطعام كنت أنزعج.. لكني أمسكت مصحفي وعلا صوتي عند الآية ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء: من الآية 82). قالت لي زوجتي: إن قراءتك هذه تركت انطباعًا طيبًا لدى الأولاد كلهم كبارًا وصغارًا، فهم بالرغم من أنهم يحفظون القرآن منذ الصغر إلا أن صوتك الطيب بحشرجته الخفيفة وإحساسك بالمعاني جعلهم يشتاقون لذلك، ويقولون: إنهم يتذكَّرون الآيات التي قرأتها ويقلدونك. أين أنت يا رجل..؟!. يا الله! نزلت عليَّ الملاحظة كالصاعقة، فكم قصَّرت في حقهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".. فغياب القدوة في القرآن بالبيت وغياب القدوة في الأذكار والصيام والأوراد.. يجعل تعليماتك لهم بأداء أعمالهم التعبدية باهتةً ودون روح.. وتصبح التعليمات أمرًا من ضمن آلاف الأوامر التي يسمعونها صباحَ مساء. يا الله! كم ضيعت عليهم ساعات الطمأنينة والهدوء والسلام التي كان يحققها القرآن؟.. ضيعت عليهم الرحمة والنور ومباركة الملائكة.. ضيعت عليهم الشفاء وينابيع الخير والعطاء التي يمنحنا إيَّاها القرآن، أأنا السبب؟.. الله المستعان.. لكن عذرًا فأنا من سيزرع فيهم عشق ساعات الانتظار.. اللهم أكرمنا بكرم القرآن, وشرِّفنا بشرف القرآن, واجعلنا من أهله منقـــــــــــــــــــــــــول المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية HwfpjE Huar shuhj hghkj/hv |
2014/04/10, 06:04 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
وماذا يمنع أن تنجو ل في صفحاتك
ونتمتع بما يزرعه قلمك من فن وإبداع متقن تقبل مرورى وشكرى |
2014/04/10, 09:39 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
أسعدتني ردودكم وتعطيركم لصفحتي
فجزاكم الله الفردوس إن شاء الله ودمتم بحفظ الله ورعايته |
2014/04/10, 09:49 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
وماذا يمنعنا ان نكون كهذا الرجل
نشغل اوقاتنا بالذكر الحكيم فالكثير منا لديه اوقات فرااغ ولكن للاسف لا يستغلها للتقرب لربه عسى الله يهدينا ويوفقن لنكون من الذاكرين والمداومين على تلاوة الكتاب العزيز صلوات على محمد وال محمد احسنت ايتها المبدعة والرائعة ارجو الاستمرار بهذا التالق ولا تحرمينا جديدك |
2014/04/10, 09:55 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
تفاعلك مع موضوعي أفرحني
وأدخل البهجة في صفحتي فبوركتي وجزا كي الله خيرا |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أعشق المرأه لأنها المخلوق الوحيد الجميل في هذا الكون | احساسي عباسي | الارشيف والتكرار | 5 | 2013/11/29 11:54 AM |
أعشق المرأه لأنها المخلوق الوحيد الجميل | هو الحق | بنات الزهراء | 8 | 2013/08/17 08:23 PM |
أعشق حروفك ياحيدر***وأرسمك في أملي | هو الحق | الشعر الفصيح والخواطر | 11 | 2013/08/02 04:44 AM |
لهذا أعشق عليا | هو الحق | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 3 | 2013/06/20 11:16 AM |
حقيقة الانتظار وما شروط الانتظار؟ | شجون الزهراء | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 3 | 2013/05/24 04:14 PM |
| |