التوقيت ليوم الظهور

[الباحث الطائي]

التوقيت ليوم الظهور

الباحث الطائي:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد - وعجل فرجهم

..... الــتوقيــت......

ملاحظة : هذا مبحث دقيق يحتاج لعله تركيز اكثر لبعض المطلعين حتى يستوعبه

جميع باحثي ودارسي القضية المهدوية وعلاماتها متفقون على ان ال البيت ع ورد عنهم نهي التوقيت ، ولقد ورد هذا المفهوم بعدة عبارات وصيغ تأكيدية ، وادناه فلنستعرض بعضها :

- ما ورد في النعماني بإسناده عن محمد بن مسلم ، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يا محمد من أخبرك عنا توقيتا بوقت فلا تهابن أن تكذبه فإنا لا نوقت لأحد وقتا.

- وعن أبي بكر الحضرمي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنا لا نوقت هذا الأمر.

- وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له جعلت فداك، متى خروج القائم (عليه السلام) فقال (عليه السلام): يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت وقد قال محمد (صلى الله عليه وآله) كذب الوقاتون .

- وفي الكافي والنعماني بإسنادهما أن مهزم قال للصادق (عليه السلام) جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو؟ فقال: يا مهزم ، كذب الوقاتون وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون.

- وبإسنادهما عن أبي بصير قال سألته يعني أبا عبد الله عن القائم (عليه السلام) فقال: كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت .


اقول : من خلال الاستعراض العام يتبين ان الثابت والاكيد هو الجزم والقطع بالنهي عن التوقيت .
وال البيت لا يوقتون لاحد ، وينهون من يوقت .
ولكن ما يمكن التحدث عنه والتدقيق به لعله هو " اطلاق او تخصيص هذا النهي "

اي هل هذا النهي من ناحية الامكان ايضا غير ممكن ام لا ، وبمعنى اوضح هو هل ان ال البيت ع لما قالوا لا توقيت ، فهل يفهم منه لا يجوز لكم التوقيت ولا نوقت لكم وان كان من الممكن ان يستخرج التوقيت ؟ ... او لا توقيت ولا يمكن لاحد ان يستطيع التوقيت لاستحالته وعليكم التعبد بهذا النهي ؟ ، فتأمل .

وللجواب دعنا نفهم التوقيت لغويا

التوقيت : وكما في مختار الصحاح / التوقيت تحديد الاوقات ، يقال وقته ليوم كذا توقيتا مثل اجله ،،، وقت الله الصلاة : حدد لها وقتا ( وقته )

- اقول من خلال مفهوم ومعنى التوقيت يمكن استخراج حدين رئيسين له .
الاول : هو تحديد الوقت من ناحية الزمان كأن تكون سنة معينة او شهر او يوم او غيرها او فترة زمية اي قطعة زمنية معينة .
والحد والثاني : القطع والجزم بها أي تعيينها بالذات قطعا وإلا لا يصدق عليها التوقيت فلا توقيت بلا قطع للتحديد الزمني.

وفي مبحث توقيت يوم الظهور الموعود هذا المعنى يختص كما هو معلوم للباحثين بتحديد سنة معينة لتوقيت الظهور ، والقطع والجزم بها .

لماذا نقول هذا ؟
الجواب : لان الروايات التي وصلت لنا من الرسول ص وال البيت ع أعطتنا تحديدات زمنية مختلفة ولكن لا يصدق عليها انها توقيت ، وذلك لأنها لم تحدد سنة معينة بذاتها وتجزم بها .
فوصل الينا مثلا ان الظهور والصيحة الجبرائيلية تكون في شهر رمضان ، وإنها تكون في ليلة ثلاث وعشرين من رمضان وانها ليلة جمعة
وان قيام القائم سيكون في سنة وتر ، وإنه سيكون في محرم ، وسيكون في العاشر منه كيوم استشهاد جده الحسين ع وإنه سيصادف يوم سبت .
فهذه كلها محددات زمنية دقيقة واضحة وصلت الينا ولكن لا تعتبر توقيتا لأنها لم تحدد سنة معينة وتقطع بها جزما ، فافهم


فعلى فرض انكسر احد الحدين السابقين للتوقيت فلا يبقى المعنى والمصداق توقيتا ، ولذلك نجد هناك معنى اخر ينطبق عليه كالاحتمال الذي قد يشترك مع مفهوم التوقيت بالزمن ولكن يختلف من حيث لا يقطع ويجزم بزمن معين وفي مبحث توقيت الظهور كون يحتمل سنة أو سنين فهي هنا احتمال فقط وليست توقيت ، ولعل العلامات القريبة من الظهور خير دليل حسي منطقي في احتمالها لقرب الظهور ، بل وردت في الروايات صيغ كثيرة تذكر ترقبوا الفرج من خلال كذا وكذا ، او اذا حصلت العلامة الفلانية فلا يطول الامر

ولنرجع مرة اخرى الى سؤالنا الاول والذي كان : هل ان التوقيت الذي نهى عنه ال البيت ع هو ممكن ولكن نهو الناس عنه والتزموا هم انفسهم عليهم السلام ايضا به ، ام غير ممكن ولا يمكن التوقيت لاستحالته ؟

- ومن خلال تفحص بعض الروايات لعله توجد قرينة ممكنة يمكن الاستظهار منها على استحالة التوقيت ، اي لا امكان للتوقيت فضلا عن النهي عنه بشكل قاطع
وهذا الفهم مستمد من قول المعصوم [ كذب الوقاتون ]
حيث ان التكذيب هنا يعلل النهي ، وبعبارة اخرى انت ايها المؤقت للظهور مهما تحاول وباي علم او طريقة فانت كاذب ومحكوم على نتائج توقيتك بالكذب مقدما ، وهذا لا يكون ( انتبه ) إلا اذا كان لا إمكان للتوقيت ويستحيل التوقيت والا بخلافه قد يستطيع احد ما اصابة الهدف اي استخراج نتيجة هي مطابقة للتوقيت وان كانت تنجيمية او تصادفية ولكنها وقعت على القصد والواقع وهنا لا يتطلب من الامام ان يقول كذب الوقاتون ويكتفي بالنهي عنه فتامل ، يتبعï؟½ï؟½

هذا واذا اضفنا اليه ان وقت الظهور هو من مختصات علم الله الغيبي وباذنه فقط ، لذلك قضية التوقيت ليس فقط كما يقول الحديث كذب المنجمون ولو صدفوا ( او صدقوا ) والتي يفهم منها قد يصيب التنجيم عشوائيا وتصادفيا الحق وليس علميا عن علم او طريقة ما ، بل في التوقيت حتى تصادفيا لعله لا يمكن به الوقوع على التوقيت .
ولذلك ورد ايضا ( ابى الله الا ان يخلف توقيت الموقتين ) وهذا لعله من اعجب النفي .

ولكن وللتوضيح اكثر في هذا المبحث الدقيق للتوقيت نقول ان التوقيت يتعلق بحيثيتين في قضية الظهور
الاول التوقيت بدلالة العلامات
الثاني التوقيت بدلالة الشرائط المنتجة للظهور ، ومصطلح شرائط الظهور وللفائدة نذكره خرج اول مرة من خلال الموسوعة المهدوية للسيد الشهيد الصدر الثاني ومنها أخذنا جميعا هذا الفهم .

- فأما التوقيت بدلالة العلامات فهو ليس له مدخل تكويني او سببي في اصل الظهور ، لان العلامات كما فهمها الباحثون من الروايات هي اشارات وآيات تدلل في على اقتراب الظهور ولعل البعض منها مرتبط باحداثه ومنها قد نحتمل او نستنتج اقتراب تكامل تحقق الشروط الغيبة الصانعة للظهور والذي هو باذن الله

ولذلك العلامة ليس لها القابلية وان تعمقنا بها او حاولنا استخدام اي علم لاستخراج وقت حصولها ان نستخلص منا وقت الظهور القطعي اي توقيته

- واما التوقيت بدلالة الشرائط المنتجة للظهور ، فيحتاج هنا الى انتباه وتركيز لمن يقراء حتى يفهم فلسفة هذه الحيثية ،
هناك مرتبتين من علم الله بالنسبة للوقت المعلوم لوقت الظهور بدلالة الشرائط

مرتبة منها هو علم الله الازلي بالاشياء ، وهو علم ثابت لا يتغير ، وهو ما موجود في اللوح المحفوظ .
وعلم الله هناك بالاشياء هو لا يفهم منه حكمه الجبري عليها بل هو علمه باخر نتيجة ومصير لذلك الشيئ وما ينتهي اليه بعد تفاعله في مرتبة ادنى من القدر والمقدرات والمتغيرات والاسباب التي تحكمه وحسب سنن الله في المرتبة الادنى من اللوح المحفوظ ، لذلك لا سبيل للمؤقت من الوصول لهذا السر هناك لانه في مكان مكنون ولا يمسه الا المطهرون

واما المرتبة الثانية وهي مرتبة علم الله بالشرائط الظرورية لانتاج يوم الظهور في دار الاقدار والاسباب وحسب مفهوم يمحوا الله ما يشاء ويثبت ، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وهنا تكون الحوادث غيبية من جهة وخاضعة الى قوانيين تكوينية وسببية متعددة ، ومن هنا فان الذي يريد معرفة التوقيت يحتاج الى ان يكسر حاجز الغيب هذا اولا ومن ثم فهم معادلة تحقيق شرائط الظهور والتحكم بها ومعرفة متى اكتملت وهذا محال لان المسألة المبحوثة هي عبارة عن متغير دائم ويريد المؤقت استخراج ثابت ومحدد من متغير بعد ان كسر حاجز الغيب وتعرف على شرائط الظهور باكملها ، وهل يستطيع احد هذا ، بل اكثر ما حاول المؤقتون الآن كجابر البلوشي وغيره انه استخدموا علم الحروف والارقام مثلا وطبقوه على بعض آيات القران واستخرجوا رقم يقولون انها هي توقيت سنة الظهور ولا يدرون هل هي توقيت على اساس العلامة ام على اساس الشرائط وكلاهما مستحيل وغير ممكن ، بل وليس هناك قاعدة علمية رصينة تبين سبب تأكدهم ، وكما بينا اعلاه بقدر فهمنا للقضية ،

لذلك حتى نختصر هذا القول اعلاه نقول : ان التوقيت للظهور هو ذلك السر المكنون في اللوح المحفوظ ، سوف ينزل به الروح القدس في ليلة القدر ( ليلة 23 شهر رمضان ) وهي اول ليلة في العام القدري الذي يبداء من ليلة القدر وينتهي بليلة القدر من السنة التالية وينزل فيها قضاء الله لعالم التكوين من خزائن الغيب في اللوح المحفوظ
ولو تشاء اقراء : وإن من شيئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر .
وهذا القدر ينزل في ليلة القدر ، وما من شيئ ينزل إلى الدنيا الا في هذه الليلة المباركة التي يفرق فيها كل امرٍ حكيم ،

- لذلك سوف يكون في يوم الظهور اذا اذن الله لوليه بالفرج والظهور ان يحمل هذا السر وينزل على قلب حجة الله الامام ع ويؤمر جبرائيل بالنداء ولا يعلم احد قبل ذلك بهذا الامر من حيث الوقوع القطعي لا التوقع العلاماتي

هذا ما وفقنا الله اليه من تفصيل ، ونقول الله اعلم ، ونسأل الله ان يعجل فرج وليه ويحفظ شيعته انه على كل شيئ قدير
والله أعلم
الباحث الطائي

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

---

hgj,rdj gd,l hg/i,v g[,x hgj,rdj hg/i,v