Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/08/05, 12:36 AM   #1
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي وظائفنا في زمن الغيبة

إن العمل فرعٌ للمعرفة، والذي لا يعرف تكليفهُ لا يؤدي دوره.. لذا، فإن من أهم الأبحاث في زمان الغيبة، أن نتعرف على هذهِ التكاليف وعلى هذهِ الوظائف.. ومن هذه الوظائف التوسل.. وعليه، فإنه من الضروري جداً أن نعرف الخلفية الفكرية والإعتقادية والمعرفية لهذا العمل.. كثيرٌ منا يستعمل اصطلاح التوسل بأهل البيت عموماً، وعلى رأس من نتوسل بهم؛ النبي الأكرم (ص) وعندما نطلب الحوائج من الله -عز وجل- نقول: (نقدم بين يدي حوائجنا محمدا وآل محمد)، فنجعل النبي هو المحور، ثم نعطف عليه أهل البيت.. وفي خصوص حديث الكساء، هنالك ذكرٌ للزهراء (ع) (فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها)، وهذا قطعاً لا يعني أنها أفضل من أبيها أبداً، ولكن النبي الأكرم هو مركز الشفاعة، أليس هو القائل: (ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)!..

وظائفنا في زمان الغيبة:
- التوسل.. إن من الوظائف في زمان الغيبة التوسل به (عج).. ورد في بعض الروايات توسل بالإمام صاحب العصر والزمان (عج) في الشدائد، منها: (اللهم!.. إني أسألك بحق وليك وحجتك صاحب الزمان، إلا أعنتني به على جميع أُموري، وكفيتني به مؤنة كل مؤذ وطاغ وباغ، وأعنتني به فقد بلغ مجهودي، وكفيتني كل عدوّ وهمّ وغمّ ودين، وولدي وجميع أهلي وإخواني ومن يعنيني أمره وخاصتي، آمين رب العالمين).. الإنسان عندما تنقطع بهِ السُبل، يتوجه بالخطاب إلى صاحب الأمرِ صلوات الله عليه.. حيث أن هنالك خصوصية في إمام زماننا لنا نحنُ، وهي أنه الإمام الذي سنحشر تحت لوائهِ يوم القيامة.

ما هي حقيقة التوسل؟..
إن أئمة أهل البيت (ع) وعلى رأسهم النبي (ص)؛ هؤلاء كلهم مخلوقون لله عز وجل.. رب العالمين عندما يخلق الخلق، يخلق الذات ويعطيها القابليات؛ فهو مبدأ الفيض ومبدأ الخير.. طبعاً هذهِ القابليات استثمرها النبي والمعصوم، فبلغ ما بلغ، ولو أن الله -عز وجل- خلق المعصوم معصوماً من دون مجاهدة، لما كان في ذلك فضل.. ولكن لماذا أعطى القابليات لهؤلاء؟.. فذلك بحثٌ آخر {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.. هذهِ البذرة فيها القابلية أن تكون ثمرة، وهذهِ الثمرة فيها قابلية أن تكون شوكة.. لماذا هذهِ القابلية هنا، وهذهِ القابلية هناك؟.. ورد في الحديث النبوي الشريف: (الناسُ معادن كمعادن الذهب والفضة).

وعليه، فإن الكلام في أن هؤلاء مخلوقون، ونحنُ عندما نتوسل بهم، نطلب من الله -عز وجل- بجاه هؤلاء أن يستجيب لنا.. لأن أحدنا بسبب ذنوبه، وعلاقته المتوترة مع رب العالمين -إن صح التعبير- كأنهُ يقول: يا رب!.. أنا ليس لي وجه أن أطلب منكَ طلباً، أنا إنسان الذنوب أخرسته، وحبست دعاءه، كما نقرأ في دعاء كميل: (اللّهُمَّ!.. اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعاء)، فأقدم بين يدي حوائجي من أمرت بحبهم، وصلتهم، وأمرت بالتوسل بهم.. فإذن، إن القضية فيها هدفان:

الهدف الأول: التوسل بالله عز وجل، ولكن لفرط ذنوبنا ومعاصينا وقلة وجاهتنا لديه، نتوسلُ بمن أمر رب العالمين بالتوسل بهم؛ وهذا أمر شائع في حياة البشر.. مثلا: ولد عندهُ علاقة متوترة مع أبيه، الأب لا يستجيب طلبه؛ لأنه ابن عاق ومتمرد.. ولكن علاقتهُ طيبة بأمه؛ قد يذهب إلى الأم ويطلب منها أن تتوسط له عند أبيه؛ لأن الوالد يحترم الأم، ومن ناحية الولد لا يجرؤ أن يكلم أباه.. فيقدم الواسطة؛ وهو تعبير متعارف جداً.. هذا التعبير "الواسطة" هو من نتوسل بهِ، هل هنالك من لا يجوّز هذا الأمر؟.. حتى موضوع الوساطة إذا لم يكن هنالك إخلال بالقانون، وليس هنالك من تضييع لحق أحد، لا أحد يفتي بحرمتها.. والهدية المعطاة لا تعتبر رشوة، إذا كانت بعنوان "الهدية المتعارفة" لأجل تسريع المعاملة، طبعاً دون إخلال بالقوانين أبداً؛ ليكن هذا القيد معلوماً!..

وبالتالي، فإن تلك الحركة؛ حركة فطرية بشرية.. ورب العالمين أوحى هذا المضمون إلى نبيهِ الأكرم في حديث، وراوي الرواية سلمان عندما مر بقوم من اليهود، فسألوه أن يجلس إليهم، ويحدثهم بما سمع من محمد -صلى الله عليه وآله- في يومه هذا، فجلس إليهم لحرصه على إسلامهم، فقال: سمعت محمدا -صلى الله عليه وآله- يقول: (إن الله -عز وجل- يقول: يا عبادي!.. أو ليس من له إليكم حوائج كبار لا تجودون بها، إلا أن يتحمل عليكم بأحب الخلق إليكم تقصونها كرامة لشفيعهم؟.. ألا فاعلموا إن أكرم الخلق عليّ، وأفضلهم لديّ: محمد، وأخوه علي، ومن بعده من الأئمة الذين هم الوسائل إلي.. ألا فليدعني من هم بحاجة يريد نفعها، أو دهته داهية يريد كف ضررها، بمحمد وآله الأفضلين الطيبين الطاهرين، أقضها له أحسن مما يقضيها من تستشفعون إليه بأعز الخلق عليه).. يقولربُ العالمين: أنتم فيما بينكم تجعلون أحب الخلق إليكم وسائط، وأنا عندي أحب الوسائط هم النبي وآله.. إذن لا غرابة أبداً في هذهِ المسألة!..

الهدف الثاني: تبيان منزلة الشفيع.. إن الله -عز وجل- عندما يجعل شفعاء في الخلق، يريدُ أن يُبين منزلتهم عند الناس.. مثلا: عندما يُريد الملك أن يقدم هدية لإنسان: بعض الأوقات يختار الملك أباً لشهيد، شخصية متميزة ويطلب منه أن يقدم هذهِ الهدية نيابة عنه.. هي هدية الملك، ولكن بهذهِ الحركة أراد أن يقول: هذا إنسان مجهول الحال، أردت أن أجري الخير على يدهِ لتعرفوا قدره.. فإذن، إن الهدية هي هدية رب العالمين، والكرامة كرامة رب العالمين.. هذهِ الكرامة يعطيها لعبدهِ، ولكن من خلال ولي من أوليائهِ ليحقق هدفين:
الهدف الأول:
قضاء حاجة عبده.
والهدف الثاني: إظهار كرامة من أجرى على يديه هذا الخير.

ولهذا نقول في الدعاء: اللهم أجرِ الخيرَّ على أيدينا لعبادك المؤمنين!.. أنت أجرِ الخير، ولكن الخير لابد أن يجري على يد إنسان، ذلك الإنسان أجعلهُ أنا هذا العبد الفقير.. يا لهُ من تعبير!..

إن دعاء التوسل: هو عبارة عن تكرار للفظ الجلالة، والمعصوم يُذكر في أول العبارة.. وهذا قمة التوسل!.. هذا منطقنا في خطابنا مع أئمة أهل البيت، أين الغضاضة؟.. وأين الشرك؟.. وأين الإشكالية؟.. على الإنسان أن يُحكم المنطق والعقل؛ وإلا فإن رفع الشعار ما أسهله!.. علينا أن نخاف رب العالمين، المؤمن بل كل إنسان يأتي يوم القيامة ليدافع عن كل ما يقول.. إن دافع بنجاح؛ دخل الجنة وإلا عوتبَ وعوقب!..

- دعوة الناس إلى الله عز وجل: ومن وظائفنا في زمان الغيبة أيضاً؛ أن ندعو الناس إلى الله -سبحانهُ وتعالى- ونحببهم إليه.. فالذي يحبب الناس إلى الله -عز وجل- قد ادخرت لهُ جائزة من الجوائز العظام.. مثلا: إنسان يُعلّم إنسانا مسألة شرعية؛ هذا ممتاز.. أو إنسان ينهى إنسانا عن منكر؛ هذا أيضا ممتاز.. ولكن إذا كان هناك عبد آبق؛ إنسان متوغل في المعاصي، وعمل على هذا الشخص مدة ليخرجهُ من الظُلماتِ إلى النور؛ هذا هو العمل الذي يُعتد به!.. طبعاً كل الأعمال يُعتد بها، ولكن أن تبني إنساناً، وأن تغير مسيرة إنسان، فهذا عمل عظيم!.. ولطالما ابتلى أحدنا بولد عاق، منحرف عن الطريق، فتراه لا يفكر بولدهِ، بل يفكر في فقراء أفريقيا مثلاً.. بينما ابنهِ الذي لا يعلم معالم الدين، هذا أولى من غيرهِ بالعمل!..

قال علي بن الحسين (ع): (أوحى الله -تعالى- إلى موسى (ع): حببني إلى خلقي، وحبب خلقي إلي.. فقال موسى (ع): يا رب كيف أفعل؟.. قال تعالى: ذكّرهم آلائي، ونعمائي ليحبوني.. فلا تردّ آبقاً عن بابي، أو ضالاً عن فنائي.. إن ذلك أفضل لك من عبادة مائة سنة، يصام نهارها ويقام ليلها.. قال موسى (ع): من هذا العبد الآبق منك؟.. قال تعالى: المتمرد.. قال (ع): فمن الضال عن فنائك؟.. قال تعالى: الجاهل بإمام زمانه، والغائب عنه بعدما عرفه، الجاهل بشريعة دينه.. تعرّفه شريعته، وما يعبد به ربه تعالى، ويتوصل به إلى مرضاته).. أنت عندما تُذكر الناس بآلاء الله -عز وجل- تحببه به؛ لأن طبيعة الإنسان السوي أنهُ يحب المحسن إليه، فالإنسان أسير الإحسان..

التعبير جميل: (فلا تردّ آبقاً عن بابي)؛ إبحث عن هؤلاء المتمردين.. ولهذا بعض المؤمنين عندما يقال لهُ: لماذا تذهب إلى بلاد الغرب، ألا يُعد هذا تعرب بعد الهجرة؟.. يقول: نعم، للبعض تعرب، ولكن أنا أذهب إلى بلاد الغرب لألقي القبض على الفارين من طاعة الله عز وجل.. ففي بلاد المسلمين هنالك: علماء، وأئمة مساجد، وخطباء، وغيره.. أما أنا فأذهبُ إلى بلدٍ ليس فيهِ عالم، كي أرجع هؤلاء الفارين إلى طريق الهداية.. فإذن، إن هناك حركة أخلاقية للعبد الآبق، وحركة عقائدية معرفية للعبد الضال عن طريق الهداية.

- انتظار الفرج.. إن كلمة "انتظار الفرج" استعمال شائع في صفوف المؤمنين، الفرق واضح بينَ الانتظار الصادق، وبين الانتظار الكاذب.. بين الانتظار الادعائي، وبين الانتظار الواقعي.. مثلا: إن الذي ينتظر ضيفا، ترى آثار الضيافة واضحة في بيته: الجو مفعم، والمائدة ممدودة، والعائلة في عمل مستمر؛ هذا هو المنتظر.. أما الإنسان الذي يبدي أشواقهُ من دون عمل؛ هذا الإنسان إنسان لهُ منطق شعري، شاعري، هذا ليس لهُ واقع أبداً.. المنتظر لفرج الإمام -عليه السلام- هو الذي يقوم بدور ما في زمان الغيبة، ولو كان دوراً بسيطاً.. عندما أمر نمرود الظالم بجمعِ نارٍ لإحراق إبراهيم -عليه السلام- كان تأتي المرأة والرجل وبيدهم شوكة يلقونها في تلك النار؛ لأنهم يريدون أن يكون لهم دور في تأجيج هذهِ النار.. هكذا في الباطل، فلماذا نحنُ لا نعمل بهذا الدور في الحق؟!.. الذي ينشرُ كتاباً بصفحاتٍ محدودة من أجل بيان وظائف زمان الغيبة، هذا الإنسان لهُ دور في تعجيل الفرج.. مثلا: صاحب كتاب "مكيال المكارم" هذا الإنسان يوم القيامة ماذا سيعطيه الإمام عليه السلام؟.. حيث أنه في زمان الغيبة ألفَ كتاباً حول فوائد الدعاء لهُ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.

عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : يا بن رسول الله!.. هل تعرف مودّتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إيّاكم؟..
قال: فقال: نعم.
قال: قلت: فإنّي أسألك مسألة تجيبني فيها، فإنّي مكفوف البصر، قليل المشي، ولا أستطيع زيارتكم كل حين؟.. قال: هات حاجتك.
قلت: أخبرني بدينك الذي تدين الله -عزّ وجلّ- به أنت وأهل بيتك، لأُدين الله -عزّ وجلّ- به.
قال: إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة، والله لأعطينّك ديني ودين آبائي الذي ندين الله -عزّ وجلّ- به: (شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والإقرار بما جاء به من عند الله، والولاية لوليّنا والبراءة من عدوّنا، والتسليم لأمرنا، وانتظار قائمنا، والإجتهاد، والورع).



أنظروا إلى سمو الإنسان!.. يصل الإنسان -أحياناً- إلى درجة راقية، كم من الذينَ عاشوا مع النبي ومع أمير المؤمنين ومع الحسنِ -عليه السلام- ولم يتعلموا أولويات الشريعة!.. بينما هذا الإنسان يسأل الإمام عن دينه الذي يدين الله به!.. الشاهد هنا: أن الإمام الباقر -عليه السلام- يقول: من عناصر الدين هو (انتظار قائمنا)، هذا من ديننا، هذهِ من أصول شريعتنا، أن ننتظر الإمام.. والإمام الباقر -عليه السلام- فرقهُ عن الإمام المهدي -عليه السلام- سنوات طويلة.. ثم يختم الإمام -عليه السلام- بقوله: (والاجتهاد والورع)؛ أي ليس فقط الولاية والتبري من أعدائهم.. إذن، إن الانتظار الحقيقي، هو ذلك الانتظار الذي يستتبع العمل.

الخلاصة: 1- من أهم الأبحاث في زمان الغيبة، أن نتعرف على تكاليفنا و وظائفنا فيه فالعمل فرعٌ للمعرفة، والذي لا يعرف تكليفهُ لا يؤدي دوره، ومن هذه الوظائف التوسل..
2- إن من الوظائف في زمان الغيبة التوسل به (عج).. حيث أن هنالك خصوصية في إمام زماننا لنا نحنُ، وهي أنه الإمام الذي سنحشر تحت لوائهِ يوم القيامة.
3- رب العالمين عندما يخلق الخلق، يخلق الذات ويعطيها القابليات؛ فهو مبدأ الفيض ومبدأ الخير.. طبعاً هذهِ القابليات استثمرها النبي والمعصوم، فبلغ ما بلغ.
4- إن قضية التوسل فيها هدفان: الهدف الأول: التوسل بالله عز وجل ،ولكننا لفرط ذنوبنا ومعاصينا وقلة وجاهتنا لديه، نتوسلُ بمن أمر رب العالمين بالتوسل بهم.الهدف الثاني: تبيان منزلة الشفيع..فالله -عز وجل- عندما يجعل شفعاء في الخلق، يريدُ أن يُبين منزلتهم عند الناس.
5- ومن وظائفنا في زمان الغيبة أيضاً؛ أن ندعو الناس إلى الله -سبحانهُ وتعالى- ونحببهم إليه.
6- إن المنتظر لفرج الإمام -عليه السلام- هو الذي يقوم بدور ما في زمان الغيبة، ولو كان دوراً بسيطاً.. أما الإنسان الذي يبدي أشواقهُ من دون عمل؛ هذا الإنسان إنسان لهُ منطق شعري، شاعري، هذا ليس لهُ واقع أبداً.. فالانتظار الحقيقي، هو ذلك الانتظار الذي يستتبع العمل.


,/hztkh td .lk hgydfm



توقيع : الجمال الرائع
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
رد مع اقتباس
قديم 2014/08/05, 12:41 AM   #2
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي

احسنتم
بارك الله بكم


توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
قديم 2014/08/05, 12:55 AM   #3
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

إن الإنسان المؤمن في زمان الغيبة، يعيش حقيقة الضيافة والإجارة، وذلك فرع الإحساس بحياتهِ بينَ أيدينا.. البعض منا في مقام العمل، لا يكاد يفرق في مقام التعامل بينهُ وبين آبائهِ الكرام، وكأنهُ -صلوات اللهِ وسلامهُ عليه- يعيش في جزيرةٍ نائية.. والحال بأنهُ -صلوات الله وسلامهُ عليه- يحيط علماً بأنبائنا، ولا يعزبُ عنهُ شيء من أخبارنا.. البعض منا -أحياناً- يرى منظراً في التلفاز يعكسُ جانباً من مأساة في بلاد المسلمين، فلا ينام ليلتهُ.. فكيف بمن هو المعني بشؤون المسلمين، ويُعاين الحدث، وصاحب المصيبة يستغيث بهِ، وهو لا يقدر على الإغاثة لظروفِ زمان الغيبة.. حقيقةً قلبهُ -صلوات الله وسلامهُ عليه- من أكثر القلوب في تاريخ البشرية تألماً.. صحيح أن البكائين في التاريخ خمسة، رُوِيَ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أَنهُ قَالَ: "الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ: آدَمُ، وَيَعْقُوبُ، وَيُوسُفُ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السَّلام)".. ولكن أيضاً من العيون التي بكت كثيراً على وجه الأرض، عيون الإمام (عج).. أكثر من ألف سنة وهو يعيشُ مأساة الأمة، بالإضافة إلى ما منسوب إليه.. إذ تكفيه مصيبة جده الحسين!.. فهو يومياً صباحاً ومساءً يخاطب أبا عبد الله قائلا: (السلام عليك يا جداه!.. لئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً، ولمن نصب لك العداوة ناصباً.. لأندبنك صباحاً ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً).

هنيئاً لمن أدركَ زمانهُ!.. إن سرعة الأحداث في زماننا هذا تُبشر بذلك.. فإذن، من المرجو كثيراً أن نعيش هذهِ الدولة الكريمة، ونحنُ في أوج التوفيق والصحة والعافية.. وهنالك أيضاً قوم سوفَ يخرجون في ركابهِ -صلوات اللهِ عليه- ممن مُحِضَ الإيمان مَحضاً، ألا نقرأ في دعاء العهد: (اللهم!.. إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا، فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني، شاهرا سيفي، مجردا قناتي، ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي).. إن الذي يلتزم بهذهِ الزيارة أربعينَ صباحاً يُرجى أن تستجاب لهُ هذهِ الدعوة، والذي يوفق لذلك يُرجى أن تكون هذهِ علامة خير له؛ حيث أن الكثيرين يلتزمون بها، ولكن في اليوم الأخير قد ينتابهُ النعاس ولا يكمل عدد الأربعين.

من وظائف المؤمن في زمان الغيبة:
- التسليم القلبي لشريعة جدهِ المصطفى (ص).. إن علم الطب الذي هو أرقى العلوم هذهِ الأيام، يتناول هذا الهيكل الفاني.. والمهندس يبني بناءً لهذا الهيكل الفاني في درجةٍ لاحقة.. والدين يأتي ليبرمج روح الإنسان، والسعادة الأبدية.. فكل له تخصصه، ولا يجوز لكل إنسان أن يدلي بدلوه، فالمسألة خطيرة جداً، عن النبي (ص): (من فسّر القرآن برأيه، فليتبوأ مقعده من النار).. علماؤنا الأبرار في الحوزات العلمية يمضون ستين أو سبعين سنة من البحث العلمي، وعندما يُريد أن يكتب الفتوى؛ يدهُ ترتجف، يا لها من مسؤولية!.. بينما نرى أن الإنسان يأتي وبكل بساطة يقول: الإسلام يقول كذا، والدين يقول كذا.. طبعاً نحنُ أيضاً لا نغلق باب الفهم، ليس معنى ذلك أن الكلام في الدين ممنوع إلا لأهل الاختصاص.. نعم هنالك كليات، المؤمن أيضاً لهُ الحق أن يدلو بدلوه، ثمَّ إن أراد أن يقولَ شيئاً حول القرآن والحديث، عليه أن يقول: هكذا يفهم، أو هكذا أنا أفهم.. لا بأس أيضاً أن يتكلم الإنسان بهذا المنطق، أو ينقل آراء الآخرين، ويحاول النقد البناء.

إن الإمام زين العابدين -عليه السلام- يتناول هذهِ النقطة.. هذهِ النقطة كانت حساسة جداً في حياة أئمة أهل البيت، في نفي الطرق اللاشرعية في استنباط الأحكام الشرعية.. فدين الله -عزَ وجل- لا يُصابُ بالعقول، إن كان العقلُ كافياً لأن يُريك الطريق، لماذا أرسل رب العالمين الأنبياءَ والمرسلين؟.. الرسول الباطني هو العقل، ولكنّ هنالكَ رسولا خارجيا؛ وهو النبي ومن بعدهِ الوصي.. ويبدو أن ربَّ العالمين هكذا متعمد في شريعتهِ، أن يأتي بأحكام تصطدم مع العقول؛ ليفهم العقل أنهُ قف مكانك!.. مثلما قال جبرائيل في عالم المعراج: (لو تقدمت قيد أنملة، لاحترقت)، وكذلك العقلُ لو دنا أنملةً في جانب الشريعة لاحترقَ.. مثلا: الزنا أين، والقتل أين؟.. في القتل يجب أن يكون هناك شاهدان لإثبات الجريمة، أما في الزنا فإنه يتطلب أربعة شهود لإثبات الواقعة.. أيضا الصلاةُ أرقى من الصيام، ولكن المرأة تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة.. ولو ترك الأمر بأيدينا لقدمنا الغسلتين على المسحتين في الوضوء، فالغسل ينقي ما عليه من غبار ودرن وهذا أفضل، ولكن جاءَ الأمر بالمسح إلى الكعبين!..

فإذن، إن دينَ الله لا يُصابُ بالعقول الناقصة، والآراء الباطلة، والمقاييس الفاسدة.. وهذا الذي قام بهِ إبليس اللعين، حيث عمل قياساً باطلاً، أرادَ أن يعمل عقلهُ، ولعلهُ عند البعض قياس صحيح، {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}.. جعل منشأ الخلقة عندهُ أفضل من منشأ الخلقة في آدم، فقالَ: أنا خيرٌ منه.. إن كان الأمر بهذهِ الطريقة، معنى ذلك أن إبليس أفضل من آدم.. وعليهِ، فإن السجاد (ع) يقول: (إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة، والآراء الباطلة، والمقاييس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم: فمَن سلم لنا؛ سلم.. ومَن اقتدى بنا؛ هدي.. ومَن كان يعمل بالقياس والرأي؛ هلك.. ومَن وجد في نفسه شيئاً مما نقوله، أو نقص به حرجاً؛ كفر بالذي أنزل السبع المثاني، والقرآن العظيم؛ وهو لا يعلم).

إن البعضيُراجع الرسالة العملية وكُل أمنيتهِ أن يأتي الفقيه بالجواب.. هو يحب أن يعمل معاملة ربوية معينة، أو يقوم بعمل يوافق شهوتهُ مثلاً، وعندما يرى المسألة خلاف مزاجهِ يغّير المرجع.. وهنالك قسم من الناس يلتقطون الفتاوى التقاطا؛ أي يأخذ من كُلِّ فقيه ما يناسب مزاجهِ ورأيه.. هل هكذا يؤخذ الدين؟!.. القرآن الكريم يقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}.. هنا الامتحان القلبي!.. من الممكن أن يعمل الإنسان بالفتوى على مضض، ويترك الحرام وهو متأذٍّ.. هذا الإنسان لم يبلغ حقيقة الإيمان؛ لأن قلبهُ قلب مضطرب، وغير نقي.. هذا هو الشرك القلبي!.. طبعاً من الممكن أن يعيش الإنسان هذا الإحساس وهو متبرم، وهذا يجعلهُ في دائرة الإيمان، وإلا لو عاش الاعتراض القلبي فهو بقلبهِ مشرك.

- الدعاء له (عج) بالفرج في قنوت الصلاة.. إن المؤمن في عصر الجمعة، لهُ وقفة مع إمام زمانهِ -صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه-، وفي اليوم له وقفتان عباديتان في قنوت الصلوات، في اليوم والليلة مرة واحدة ندعو لفرجه، دعاء: (اللهم!.. كن لوليك الحجة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آباءه، في هذه الساعة وفي كل ساعة، وليا وحافظا، وقائدا وناصرا، ودليلا وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا، وتمتعه فيها طويلا، برحمتك يا أرحم الرحمين).. هذهِ محطة نلتزم بها، لأنهُ لو لم نربط العبادات بمحطات زمانية ومكانية من الممكن أن ننسى.. فمن المناسب أن نجعل ورداً يتعلق بالدعاء له بالفرج (عج) في قنوتِ إحدى صلواتنا، هذا من حيث المحطة العبادية..

- الالتزام بدعاء زمان الغيبة عصر الجمعة.. وأما من حيث المحطة الزمانية؛ فإن المؤمن عصر الجمعة قُبيل الغروب يذهب إلى زاوية يجلس ويتمتم، بعض المؤمنين يبكي في هذهِ الساعة، يقول: (يا مولاي!.. يا صاحب الزمان!.. صلوات الله عليك وعلى آل بيتك.. هذا يوم الجمعة، وهو يومك المتوقع فيه ظهورك، والفرج فيه للمؤمنين على يديك، وقتل الكافرين بسيفك).. القلوب المؤمنة تعيش حالة الهمِ والغمِ في الساعة الأخيرة من عصر الجمعة؛ لأن اليوم قد انتهى وليس هناك من بوادر للظهور والفرج!..

ماذا نقرأ في هذهِ العصرية؟.. هنالكَ دعاء معروف يُقرأ يوم الجمعة، وهو: (اللهم!.. صلّ على محمّد: سيّد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجّة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهّر من كل آفة، المبرئ من كل عيب، المؤمّل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوّض إليه دين الله.. اللهم!.. شرّف بنيانه، وعظَّم برهانه، وافلح حجّته، وارفع درجته، وأضئ نوره، وبيّض وجهه، وأعطه الفضل والفضيلة والمنزلة والوسيلة، والدرجة الرفيعة، وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأوّلون والآخرون).. وهنالك دعاء جميل جداً لو قرأتهُ مرة واحدة ستلتزم بهِ، وهو دعاء زمان الغيبة.

إن من فقرات هذا الدعاء:(ولين قلبي لولي أمرك)!.. نعم، رب العالمين يجعل لنفسه الحق أن يتصرف بالقلوب.. إبليس يوسوس في صدور الناس، ورب العالمين لا حق له أن يلهم الناس الكلام الطيب؟.. القرآن الكريم عندما يتكلم عن القلوب، يُصرح بأن الله -عز وجل- يتصرف حتى في قلوب الكافرين، مع أن الكافر بعيد عن الرحمة الإلهية، ولكن رب العالمين لهُ طريقه {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}.. عندما يأتي الإمام، يسير الرعب إمامه مسيرة شهرٍ أو سنة؛ النبي الأكرم -صلى الله عليه وآلهِ وسلم- في غزواتهِ وفي حروبهِ، كان يعتمد هذا الأسلوب، حتى أنهُ يقال: أن بعض من قُتل على يد أمير المؤمنين -عليه السلام- من أسبابهِ أنهُ كان يُصاب بالرعب، فيستسلم أمام الإمام، نعم الرعب!.. رب العالمين يلقي الرعب في قلوب الكافرين، ويتصرف في قلوب المؤمنين: ألم يربط على قلوب: أهل الكهف، وأم موسى، ومريم، وعلى قلوب المؤمنين {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}.. إن آيات التصرف القلبي في قلوب الناس في القرآن الكريم مجموعة كبيرة من الآيات.. فـ(لين قلبي لولي أمرك)، طبعاً بإذن الله.. فكل أمر ينسب إلى البشر، إنما هو بتأييد إلهي بإذن الله عز وجل، لا يتحرك ساكن في هذا الوجود إلا بإمضاء رب العـزة والجلال، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}، هو الذي يُعطي الشفاعة لنبيه، وهو الذي يُعطي هذهِ المزايا لأوليائه.

- الولاء العملي.. إن البعض يرى أن أسلوب التقرب إلى أوليائهِ وإلى أئمة أهل البيت (ع)، وعلى رأسهم النبي الأكرم (ص)، يكون بإظهار الحب، وذلك من خلال زيارة مشاهدهم المشرفة، وبإقامة مجالسهم: أفراحهم، وأحزانهم، وبلبس السواد في مجالسهم.. هذا كلهُ جيد، ولكن كل هذهِ الحركات تصب في خانة الولاء العاطفي؛ المهم بالإضافة إلى ذلك الولاء العملي.. يقول صلوات الله ِوسلامهُ عليه في توقيعٍ له، فيه عتاب لكل من يدعي الانتساب إليه، يقول: (ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب، في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة، وصدقها منهم بنا.. فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلواته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم)؛ يبدي ألمهُ ويبدي انزعاجه من تصرفاتنا نحنُ.. نعم، الإمام الصادق -عليه السلام- يفرح لأن أحدهم وصل ابن عمٍ له، فأئمتنا -عليهم السلام- كلهم مدرسة واحدة، ونهج واحد.

فإذن، إن الذي يريد أن يدخل السرور على قلب وليهِ، ليس في الزيارة، ولا بدفع الصدقةِ عنه، ولا بالدعاءِ لفرجهِ فحسب!.. هذا كلهُ جيد، ولكن أفضل ما تدخل بهِ السرور على قلب إمامك، أن تقلع عن منكر عاكف عليه.. هذا خير ما تقدم له، عندما تذهب لزيارة المعصوم، خير ما تستجلب بهِ وده قل: يا مولاي!.. أعاهد الله -عز وجل- عندك، أن أترك الحرام الفلاني، وتلتزم بهِ.. وانظر كيف يمدك المعصوم -عليه السلام- بمددهِ، وبدعوتهِ، الخ.. هذا هو المطلوب من أحدنا.


عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال ذات يوم: (من سره أن يکون من أصحاب القائم: فلينتظر، وليعمل بالورع، ومحاسن الأخلاق وهو منتظر.. فإن مات وقام القائم بعده، کان له من الأجر مثل أجر من أدرکه.. فجدوا وانتظروا، هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة).. المؤمن منتظر، ولكن متمتع بمحاسن الأخلاق.. أنظروا إلى البشارة، يا لها من بشارة!.. تريد أن يكون لكَ أجر من يقوم معهُ -صلوات اللهِ وسلامهُ عليه- عليك بالورع!.. هنالك مقولة: أن الذي يتورع في زمان الغيبة، هذا أرقى ممن يتورع في زمان الظهور.. لأن الإمام إذا ظهر وقامت دولتهُ الكريمة، وأظهر كراماتهُ في عالم الوجود، عند ذلك لا فخر.. فالقضية كما ورد في الآية الكريمة: {لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ}، نحنُ الآن قبل الفتح، من التزمَ بلوازم الشريعة الآن، أقربُ عند الله -عز وجل- ممن هو في زمان دولتهِ الكريمة.

الخلاصة: 1- إن الإنسان المؤمن في زمان الغيبة، يعيش حقيقة الضيافة والإجارة، وذلك فرع الإحساس بحياتهِ عليه السلام بينَ أيدينا.
2- من وظائف المؤمن في زمان الغيبة التسليم القلبي لشريعة جدهِ المصطفى (ص)..لأنه إن كان العقلُ كافياً لأن يُريك الطريق، لماذا أرسل رب العالمين الأنبياءَ والمرسلين؟..
3- من الممكن أن يعمل الإنسان بالفتوى على مضض، ويترك الحرام وهو متأذٍّ.. هذا الإنسان لم يبلغ حقيقة الإيمان؛ لأن قلبهُ قلب مضطرب، وغير نقي.. هذا هو الشرك القلبي!..
4- إن للمؤمن وقفة مع إمام زمانه صلوات الله وسلامه عليه- فوقفة عبادية بالدعاء له (عج) بالفرج في قنوت صلواته اليومية، ووقفة زمانية عصر الجمعة بالالتزام بدعاء زمن الغيبة وهو تحسس حالة الغم والهم في الساعة الأخيرة قبيل الغروب لأن اليوم قد انتهى وليس هناك من بوادر للظهور.
5- إن زيارة المشاهد الشريفة وإقامة أفراح وأحزان المعصومين شيء جيد لكنه يصب فقط في خانة الولاء العاطفي، والمهم بالإضافة إلى ذلك الولاء العملي.
6- إن خير ما تدخل به السرور على قلب إمامك


توقيع : الجمال الرائع
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
رد مع اقتباس
قديم 2014/08/05, 12:56 AM   #4
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

شكرا على المرور تابعي البقية الموضوع تحياتي


توقيع : الجمال الرائع
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
رد مع اقتباس
قديم 2014/08/05, 12:57 AM   #5
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

ليس الأمر بغريب أن يجدد الإنسان عهدهُ بذلك الإمام، الذي نعلم من بعض النصوص أن هناك علاقة بين أعمالنا وبينهُ صلوات اللهِ وسلامهُ عليه {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.. السياق الواحد يقتضي التجانس، من الذي يطلع على عملنا بجانب الله ورسوله؟.. من هو هذا المؤمن الذي لهُ الحق أن يرى أعمالنا؟.. من الواضح أن هؤلاء المؤمنين متناسبون مع رسول الله (ص) بنسبة العصمة والولاية.. فإذن، إن المؤمن يوم القيامة لهُ صلة بإمامهِ صلوات الله وسلامهُ عليه.
ومن وظائفنا في زمان الغيبة:
- الالتزام بدعاء العهد..
إن من الأمور التي تعمق صلتنا بهِ -صلوات اللهِ عليه- هذهِ الزيارات والأدعية المروية، التي تذكرنا بهِ وبدولتهِ الكريمة.. بعض هذهِ الأدعية لا نعلم لها سنداً واضحاً، ولكن نحنُ نعلم أنهُ في الأدعية والزيارات، لا نطالب بسندٍ قطعي، فلسنا في مقام الفتوى.. ولكن خصوص هذا الدعاء، مرويٌ عن الإمام الصادق (ع) والملفت حقاً أن النبي الأكرم (ص) وأولادهُ المعصومين جميعاً كانوا يلهجون أو يذكرون ولدهم المهدي -صلوات الله وسلامهُ عليه- وكذلك الأنبياء السلف.. والسرُ في ذلك أنه ليس هنالك من نبي حقق أمنيتهُ في هذهِ الحياة، من ينكر هذهِ الحقيقة؟.. نوح من أولي العزم، معنى ذلك أنهُ نبي متميز، لهُ همة عالية؛ ومع ذلك لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، ما آمن معهُ إلا قليل، وخاصة وأن أقرب الناس إليه وهو ابنهُ، قال كلمة سخيفة: {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء}.

وعليه، فإن السبب في أن النبي وآل النبي يذكرونهُ؛ لأنهُ يحقق آمال الأنبياء، حتى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في بعض النصوص، لم يحقق آمالهُ في هذهِ الأمة، سئل الرضا (ع) عن قول النبي (ص): (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، وعن قوله (ص): (دعوا لي أصحابي)، فقال: (هذا صحيح، يريد مَن لم يغيّر بعده ولم يبدّل)، قيل: وكيف نعلم أنهم قد غيّروا وبدّلوا؟.. قال: لما يروونه من أنه (ص) قال: (ليذادنّ رجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي، كما تذاد (أي تُدفع) غرائب الإبل عن الماء، فأقول: يا ربّ!.. أصحابي أصحابي، فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول بُعداً لهم وسحقاً، أفترى هذا لمن لم يغيّر ولم يبدّل)؟..
فإذن، إن الإمام -عليه السلام- هو المحقق لآمال الأنبياء والأولياء.. وهذهِ الدولة الكريمة متصلة بيوم القيامة، رب العالمين بدأ الأرض باستخلاف آدم، وينهي هذهِ الأرض باستخلاف وليهِ المهدي صلوات اللهِ عليه.. هذا هو السبب في أن هؤلاء جميعاً كانوا يذكروننا بهذا الوجود الشريف.. فقد رُوي عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: (من دعا إلى الله أربعين صباحا بهذا العهد، كان من أنصار قائمنا.. فإن مات قبله، أخرجه الله -تعالى- من قبره، وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة).. لاحظوا كلمات أهل البيت -عليهم السلام- كلُّ كلمةٍ لها معنى.. لماذا لم يقل: "دعا الله عز وجل"، بل قال: (دعا إلى الله عز وجل)؟.. قد يفهم من هذهِ العبارة حالة التلهف، وحالة الالتجاء إلى الله عز وجل.. فالإنسان تارة يدعو دعاءً عابراً، وتارةً يدعو دعاء الغريق، المضطر، الملهوف.
إن الذي يريد أن يعلم صلتهُ بإمام زمانه، فلينظر إلى قلبه في مواطن الاستجابة.. قد يوفق الإنسان أن يكون تحت الحائر الحُسيني يوم الأربعين مثلاً، لينظر إلى قلبه عندما تجري دمعتهُ ما هي دعوته؟.. عندما يصل إلى الحطيم بعد اللتيا والتي والحجر الأسودِ مثلاً، ما هو الدعاء الطبيعي المنقدح بلا تكلف؟.. من تلقاء نفسه، يخجل أن يقدم حوائجهُ على حوائج إمامه.. ما هي حوائجنا؟.. إن حوائجنا الشخصية لا تتعدى خمسة أنواع من الحوائج لا أكثر: شفاء مريض، وأداء ديون، ورفع هم وغم، وحل مشكلة اجتماعية.. أما الفائدة من تقريب فرجِ ذلك الوجود الشريف؛ فهي العدالة المطبقة في كل الأرض.. الإمام ليست مهمتهُ محصورة في الشرق الأوسط، ولا في الحرمين الشريفين، وإنما يملأ الأرض قسطاً وعدلا، والأرض أي من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي؛ كُل هذهِ الأرض تعمها العدالة.. حتى أن الإنسان يريد أن يدفع زكاة مالهِ، فلا يجد مستحقاً على وجه الأرض.. فإذن، إن الدعاء لهُ بتلهف، وتراكم أدعية المؤمنين طوال التاريخ، من موجبات تعجيل الفرج ولو يوماً واحداً.. الله -عز وجل- عجل رفعَ البلاء عن آل فرعون ببركة أدعيتهم، كان البلاء ممتداً، ولكن عندما دعوا بتلهف، رب العالمين عجل لهم النجاة والفوز على فرعون.
بالنسبة إلى دعاء العهد: إن كلمة "العهد" تعني أن هنالك مبايعة، والتزاما.. في عالم الفقه الإنسان عندما يعاهد عهداً، أو ينذر نذراً، أو يقسم قسماً؛ هذا لهُ تبعات.. والكفارات مترتبةٌ على القسمِ والنذرِ والعهد؛ الأمر يختلف عن الوعد.. ولهذا بعض الفقهاء ولعل الكل يقول: من وعد مؤمنا أو غير مؤمن شيئاً، فلهُ أن يخلف الوعد.. إلا إذا كان بانياً على المخالفة من البداية، فيدخل في شبهة الكذب.. وإلا في الوعد، الإنسان ليس ملزماً بوعده.. ولكن عندما يعاهد عهداً، هذا العهد مُلزم فقهياً، ومُلزم أخلاقياً.
إن الإنسان في دعاء العهد يلتفت إلى المضامين، قد يقول قائل: وما لي والعهود؟!.. بالفعل بعض العلماء يقول: لا تلزم نفسكَ بشيء.. لماذا تنذر النذر، وأنت تخاف أن لا تفي بهذا النذر؟.. بعض العلماء لا يُرجح هذا المعنى، يقول: قل: يا رب!.. أنا سأقوم بهذا العمل، من دون التزام.. بشكل عام: خاصة النذور الثقيلة، حاول أن لا تلزم نفسكَ بنذرٍ ثقيل.. على كل حال، هذا العهد في دعاء العهد، ليس بعهدٍ شرعي، ولكنهُ عهدٌ أخلاقي.
قال الصادق (ع): (من دعا إلى الله أربعين صباحا بهذا العهد)؛ لماذا صباحا؟.. لماذا ليس في جوف الليل؛ ساعة الخلوة، ساعة الانقطاع، ساعة الهدوء؟.. نعم، لليل دعاءٌ، وللصباحِ دعاء.. المؤمن لهُ حالات مختلفة: المناسب للتوبة والإنابة والبكاء؛ جوف الليل مثل مناجاة الإمام زين العابدين، المسمى بدعاء أبي حمزة الثمالي -مع الأسف- البعضُ منا لا يقرأ هذا الدعاءِ إلا في أسحارِ شهرِ رمضان، والحال بأنها مضامين تناسب كل الليالي والأيام!.. وأما عندما يريد الإنسان أن يقدم بين يدي الله -عز وجل- عهداً استراتيجياً، في أن يكون في زمرة الناصرين لإمام زمانه، فإن المناسب لذلك هو أول الصباح.
قد يقول قائل: ما أسهل هذا العمل!.. ندعو بدعاء العهد أربعين صباحا، فنفوز بهذهِ الكرامة العظمى: (كان من أنصار قائمنا)، التعبير بالقائم، ومنسوب إلى أهل البيت، هذا لهُ معنى: أن الإمام منسوبٌ للأنبياء السلف، محققٌ لآمالهم، ومبرئٌ لآلامهم، وكذلك لأئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.. يفهم من بعض ما نقل: أن أئمة أهل البيت، عندما كان البعض منهم يقع في أزمة أو في شدة، كان يذكر الإمام صلواتُ الله عليه.. وكما هو معلوم أن من أُولى مهام الإمام عند ظهورهِ، أن يأخذ بثأر جدهِ الحُسين (صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه).
وعليه، فإن الجائزة الأولى أن يكون من أنصاره.. معنى ذلك أن من يقرأ هذا الدعاء، ثمَّ يُشرّف بزمان الظهور، فهوَ من أنصاره.. قد يقول قائل: وهل هنالك مؤمن في زمان الظهور لا يُعد من أنصارهِ؟.. نعم، هنالك بعض المؤمنين يُفاجأ بزمان الظهور!.. إن خيارنا في زمان الغيبة، هم الأخيار في زمان الظهور.. ربُ العالمين عادل، لا يُعطي المقام جُزافاً، الذينَ يكونون من أنصارهِ وأعوانهِ والذابين عنه، هم الذين لهم تميز في زمان الغيبة.. فإن ماتَ قبل ذلك، ماذا يكون جزاؤهُ؟.. يقول: (أخرجه الله -تعالى- من قبره،)؛ هدية لا تقدر بثمن: أن يخرج الإنسان من قبرهِ، ليكون في زمرتهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.. (أخرجه الله -تعالى- من قبره، وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة).. هذهِ غنيمة أن يخرج من قبرهِ يوم القيامة، وقد أعُطي هذا الامتياز العظيم.
فإذن، إن القدر المتيقن: من دعا بهذا الدعاء، وصادف أيام الظهور كان من أنصاره.. ومن دعا بهذا الدعاء، ومات قبل الظهور، أخرجه الله من قبرهِ وأعطي هذهِ الجزية.. البعض يقول: بأن هذا الأجر العظيم، أن يكون الإنسان من أنصارهِ، وإن مات بعد ذلك يخرج من قبرهِ بهذهِ الهدايا القيمة؛ هذا يحتاج إلى دورة تدريبية، وإلى سنوات من المجاهدة والتربية.. أما أربعون صباحاً يقرأ دعاء العهد، فيُعطى هذهِ المزية، كيف نوفق بين عظمة الجائزة وبينَ سهولة العمل؟..
أولاً: هذا لهُ نظير في القرآن الكريم، إذا كنت تشك في أي ثواب، لا تشكُ في هذا الثواب!.. {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.. هل تغير الزمان في ليلة القدر؟.. هل أنت تغيرت في ليلة القدر؟.. {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.. ألف شهر؛ أي حوالي أكثر من ثمانين سنة، تُعطى هدية مجانية في مقابل إحياء ليلة القدر.. (طبعاً ليس مجانية بكل معنى الكلمة).. أين ثواب إحياء ليلة، وبين أن تُعطى ثواب إحياء ثمانين سنة بلياليها وأيامها؟!.. وثمانون سنة عبادة مقبولة، وليس عبادة مشكوكة القبول.. إذن لهُ نظير بالقرآن الكريم؛ هذا أولاً..
ثانيا: رب العالمين كأنهُ يريد بذلك أن يدخل الناس الجنة بأدنى مبرر.. ربُ العالمين لهُ عطايا ولهُ جوائز، يريد أن يُعطيها بأدنى مبرر.. قل: لا إله إلا الله؛ وخذ هذهِ الجائزة!.. فإذن، الربُ كريم، ونحن قوم كُسالى في حياتنا لا نقوم بما يسد هذهِ الثغرات.. رب العالمين قال للمسلمين: لا بأس؛ على الأقل في ليلة القدر اعملوا خيراً؛ حتى أعطيكم ثواب ألف شهر.. واحتياطاً جعلها بين ثلاث ليال حتى نبالغ في الدعاء في هذهِ الليالي الثلاثة.. هذهِ الأيام الحج السريع، عبارة عن أربعة أيام، الإنسان يحج ويرجع، وقد خرج من الذنوب كيوم ولدتهُ أمه.. هل رأيت في الخبر أن من حج ماشياً أو ركب على دابةٍ فارهة، أعطي هذا الأجر؟.. الأجرُ هو الأجر!.. معنى ذلك أن البناء على التفضل وعلى الإعطاء بغير حساب.. وعليه، فإنه لا غرابة في الأمرِ أبداً.
إن البعض قد يقول: أن هناكَ قيودا مخفية، وبتعبير النحويين: أن هنالك ضميرا مستترا.. أي من قرأ هذا الدعاء أُعطي هذا الأجر، هُنالك شيء مقدر، ولكن إذا لم يكن هنالك مانع.. مثلا: عندما تقول: احضر لي ناراً، واطبخ الطعام.. إذا كانت هذهِ النار خفيفة، أو إذا كان بين النار والقدر مادة عازلة؛ فإنه لا يتحقق الطبخ.. إذن، بشرطها.. ولهذا الإمام الرضا -عليه السلام- عندما قال حديث السلسلة الذهبية: (كلمة لا إله إلاّ الله حصني، ومن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي)، عندما أراد أن يمشي، قال: (بشروطها وأنا من شروطها)، التوحيد بالإضافة إلى الولاية.. نحن نقول في دعاء كميل: (اللهم!.. اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء).. ودعاء العهد دعاءٌ؛ فإذا كان هنالك ما يحبس هذا الدعاء، لو قرأته ليس أربعينية، بل عشرات الأربعينيات؛ فإن النتيجة لا تحصل، ولا تكون من أنصار الإمام عليه السلام.
وبالتالي، فإن هذهِ الروايات وهذهِ الأدعية في مقام بيان المقتضي، وأما الموانع فلابد أن نبحث عنها.. ومن الموانع أن لا يكون الإنسان مرضياً عند إمامهِ، يقرأ دعاء العهد صباحاً، وأثناء النهارِ والليل يرتكب ما يدمي قلب إمام زمانه.. هل هذا يُعطى الأجر؟!..

وعليه، فإنه من الخسارة أن لا يوفق الإنسان في سنوات عمره، أو السنوات الماضية من العمر، لقراءة هذا الدعاء أربعينَ صباحاً.. ويقولون -الله العالم-: أن الذي ليس بأهل لا يوفق في أربعين صباحاً؛ قد يوفق تسعة وثلاثين يوما، وفي اليوم الأخير يُلقى عليهِ النعاس، كما في دعاء أبي حمزة (ألقيت علي نعاسا إذا أنا صليت وسلبتني).
الخلاصة: 1- إن المؤمن يوم القيامة له صلة بإمامه عليهالسلام إذ أن هناك علاقة بين أعمالنا وبينه عليه السلام:( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
2- إن من الأمور التي تعمق من صلتنا به – صلوات الله وسلامه عليه- الالتزام بالأدعية المروية كدعاء العهد.
3- إن الإمام عليه السلام هو محقق حلم الأنبياء والأولياء لذا نجد أن النبي الأكرم – صلوات الله عليه وآله- وأولاده المعصومين جميعا كانوا يلهجون بذكر ولدهم المهدي – صلوات الله وسلامه عليه- وكذلك الأنبياء السلف.
4- إن الذي يريد أن يعلم صلته بإمام زمانه لينظر إلى الدعاء المنقدح في نفسه بدون تكلف في مواضع الإجابة، فإذا جرت دمعته مثلا لينظر إلى قلبه ما هي دعوته؟ فهل يخجل أن يقدم حوائجه على حوائج إمامه؟
5- إن على المؤمن أن يلتفت إلى مضامين دعاء العهد، لأن كلمة العهد تعني أن هناك مبايعة والتزاما وعند الفقهاء عندما يعاهد الإنسان عهدا فإن هذا العهد يكون ملزما له فقهيا وأخلاقيا.
6- إن هناك من المؤمنين من يتفاجأ بزمان الظهور، فرب العالمين عادل ولا يعطي المقام جزافا فخيارنا في زمان الغيبة هم الأخيار زمان الظهور.
7- إن من الخسارة ألاّ يوفق الإنسان لقراءة دعاء العهد أربعين صباحا في سنوات عمره، لذا لابد أن نبحث عن موانع التوفيق لذلك، ومن الموانع أن لا يكون الإنسان مرضيا عند إمام زمانه، فمن يقرأ دعاء العهد صباحا ويفعل في خلال يومه ما يدمي قلب إمام زمانه..لا يعطى هذا الأجر.


توقيع : الجمال الرائع
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
رد مع اقتباس
قديم 2014/08/05, 12:58 AM   #6
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

إن المؤمن يوم الجمعة، يجدد عهدهُ وذكرهُ لولي أمره، ورد في الحديث الشريف: (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها)، وفي رواية أخرى: (من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية).. فإذن، هو إمامنا الذي بهِ خرجنا عن ميتة الجاهلية، وهو الإمام الذي سنحشر تحتّ لوائهِ يوم القيامة.. في عرصات القيامة المؤمنون يفوجون كُلُّ فوج مع إمامٍ معاصرٍ لهم، نحنُ أيضاً نتشرف بأن نكون تحت لوائه، وهذا الكون تحت اللواء لهُ صورتان:
الصورة الأولى: كونٌ قهري..
يقولون: فلان كان معاصراً لإمام زمانه فلان، فيحشر تحتَّ لوائه، ولكن إمامهُ ساخطٌ عليه..
الصورة الثانية: كون اختياري..
وهناك إنسان يكونُ تحتَّ لوائهِ، وهو من السابقين إلى إرادته، والممتثلين لأوامره، والداعين إلى قضاء حوائجِ محبيه وشيعته..

لذا، فإنه من الضروري جداً أن نعرف وظائفنا في زمان الغيبة، النجاحُ في العمل فرعُ النجاح في المعرفة.. المعرفة أمر ضروري جداً، الذي يمشي على غير بصيرةٍ وهدى، لا تزيدهُ كثرة السير إلا بُعداً!.. والمصيبة أنه في زمان الغيبة من الممكن أن نفتري عليه، حيث أن هناك البعض يدعي الاتصال به، أو السفارة عنه.. لو ظهر الإمام في الملأ العام وقال: فلان مفترٍ كذاب؛ لانتهت المشكلة؛ ولكن رب العالمين لم يأذن لهُ بإظهار دعوتهِ صريحاً.. ومن هنا كَثُر الدجالون والكذابون، والذين ادعوا هذهِ الفرية الكبيرة؛ ربُ العالمين فضحهم في الدنيا قبل الآخرة.. إن الذي يدعي العلم الكثير هذا يفتضح؛ لأن هذه من صفات المعصوم.. والذي أيضاً يدعي الانتساب إلى ذلك الوجود المبارك انتساباً خاصاً، أيضاً يدخل في هذهِ الدائرة.. ولطالما ورد عن أئمة أهل البيت، وخصوصاً الإمام المهدي -عليه السلام- تكذيب الذينَ يدعون المشاهدة لهُ.. طبعاً المشاهدة كما وقعَ لكثير من المؤمنين؛ لا دليل على بطلانه.. ولكنَ الكلام في الانتساب الخاص.. دعوى الانتساب إليه دعوى خطيرة جداً، وما الداعي إلى ذلك؟.. أنت إذا أردت أن تعمل بما يرضيه، فاعمل بقول من جُعل حُجة بينك وبين الله، مراجع التقليد على تعددهم، نحن نعلم أن الأعلم الواقعي عند الله أعلم واحد، ولكن المجتهدين كثيرون كُلٌ يرى أنهُ هو الأعلم، ولا ضير في ذلك.
إن كلمات الإمام المهدي -عليه السلام- محدودة؛ ولكن لهُ كلماتهُ في زمان الغيبة الصُغرى، وعبر سفرائهِ الأربعة وصل إلينا ما وصل.. وهكذا بعضُ رسائلهِ إلى خواصِ من كان يرتضيه كالشيخ المفيد؛ وكفى لهُ فخراً أن يوجه لهُ الخطاب بالخصوص في زمان الغيبة!.. وهنالكَ الصحيفة المهدوية، كما هنالكَ الصحيفة السجادية، والصحيفة الصادقية.. كم من الجميل أن يلهج الإنسان بأدعيةٍ منسوبةٍ إلى إمام زمانه صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه!..
بعض ما نُقل عنه في زمان الغيبة، نحنُ لا نقول بأنها روايات قطعية، ونرجو أن يكون هذا المعنى معروفاً!.. هذهِ الروايات لأنها لا تستبطن حكماً إلزامياً؛ تحريمياً أو إيجابياً لا ضير في نقلها، فنحن لسنا في مقام الإفتاء.. المفتي لابدَّ أن يتقن دراسة: السند، والمتن، والتعارض، وغير ذلك.. أما في الرواية الأخلاقية، فإنه مجرد توفر احتمال الصدق فيها، فإن هذا المقدار يكفي لنقل الروايات.. حيث أن هناك ما يسمى التسامح في أدلة السُنن، لا مانع أبداً من أن ننقل رواية، ولو كانت ضعيفة مما يتصل بشؤون حياتنا العامة، وليس فيهاِ حكم شرعي.
إن من كلماتهِ -صلواتُ الله وسلامهُ عليه- في زمان الغيبة (ولو أنّ أشياعنا، وفّقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم بالسعادة بمشاهدتنا).. كل كلمةٍ من كلمات أئمة أهل البيت -عليهم السلام- ترمزُ إلى قاعدة وترمزُ إلى حكمة.. هؤلاء معادن كلمات اللهِ عزَ وجل، هؤلاء تربية القرآن والنبي الأكرم، كلماتهم كلها متقنة ومصبوبة صباً محكماً.. (ولو أنّ أشياعنا) ما قال: أشياعي، الإمام -عليه السلام- يقول: الذين يتبعونا هؤلاء أشياعنا.. الإمام يمثل الأنبياء والأوصياء، فهو عندما يأتي، يأتي ليحيي آمال الأنبياء والمرسلين، هو الذي يحقق آمال: آدم، وإبراهيم الخليل، ونوح، وغيرهم من الأنبياء العظام.. ولهذا رب العالمين ادخرَّ نبياً من أنبيائه، وهو عيسى عليه السلام؛ أكثر الأنبياء اتباعاً في التأريخ؛ ليصلي في آخر الزمان خلف إمام زماننا صلوات اللهِ وسلامهُ عليه.. ولا عجب في ذلك!.. صحيح هو آخر الأوصياء، ولكن الذي يحمل علم القرآن الكريم وهو خاتم الكتب السماوية؛ أرقى ممن يحمل علم الإنجيل، وهو ما قبل القرآن جاءَ ليصدق النبي وكتابه.. الذي يحمل الرسالة الخاتمة، الذي يحمل أسرار الدين الحنيف وهو الإسلام؛ أرقى ممن يحمل أسرار الدين المنسوخ {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.. نعم، ثبت بذلك أن المهدي -صلوت الله وسلامه عليه- حاملٌ لعلم الكتاب الخاتم، وحاملٌ لعلوم الرسالة الخاتمة؛ فلا عجب أن يكونَ إماماً لنبي، هذا النبي نُسخَ دينه وهذا النبي نُسخَ كتابهُ.. فالإمام -عليه السلام- يجعل التابعَ لهُ تابعاً لرسالات الأنبياء جميعاً.
إن الإمام في كل فرصة وفي كل مناسبة يدعو لمحبيه، قال: (وفقهم الله لطاعته).. هذهِ حركة جميلة في المؤمن، أن يُكثر من الدعاء لنفسهِ ولغيره، وعلى رأس هذهِ الأدعية أن يطلب من الله -عز وجل- التوفيقَ لطاعتهِ.. يقول عليه السلام: (ولو أنّ أشياعنا، وفّقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا).. صحيح أن من أسباب الغيبة، وطول الظهور؛ تكالب الأعداء عليكم.. صحيح وجود الظالمين من موانع الفرج.. ولكنَ الإمام في هذهِ الفقرة العتابية، يجعل من أسباب تأخير الظهور، اختلاف المنتسبين إليه صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.. ففي زمان الغيبة ليس هُنالكَ أحد يُمثل العرش، وليس هنالك أحد يحتل لقب الناطق الرسمي باسم الله ورسوله.. والإنسان يحكم بالظواهر، له مُعطيات سياسية أو علمية أو غير ذلك، وآخر لهُ معطيات.. إذا اختلفا، لا بأس بذلك!.. ولكن المشكلة في الإصرار على الرأي!.. عندما يتكلم الإنسان في قضية اجتماعية، أو في قضية سياسية، أو في قضية تربوية؛ تراه يتكلم بملء فيه، وكأنهُ هو الحق الذي ما وراءهُ حق.. بأية معايير يتكلم: هل جاءه جبرائيل، هل اتصل بروح القدس؟.. قل: هذا رأيي والله العالم!..
أنظروا إلى مراجع التقليد -حفظهم الله جميعاً- ما من فتوى إلا وتذيل بتوقيع المجتهد وختم المجتهد، ولكن قبل التوقيع يكتب كلمتين، يُخلص بهما نفسه من أهوال القيامة، يقول فيهما: والله العالم؟.. مجتهد خبير وهو الذي أُعطي قلم الفتوى، والناس تقلدهُ؛ يتواضع ويقول: والله العالم!.. بعض المراجع عندما كان يجيب عن الفتوى، كانت ترتعش يده، يقول: أريد أن أكتب حكم الله -عز وجل- هذهِ دعوة كبيرة.. بينما يأتي إنسان ويقول: فلان على حق وفلان على باطل، هذا راجح وهذا مرجوح، هذا مؤمن وهذا فاسق.. من أين لكَ هذا العلم؟.. طبعاً ليس معنى ذلك أن نُعطل الأفكار والتحليلات، ولكن نتكلم بأدب.. القاعدة الشرعية تقول: لكَ الحق أن تقيّم فعل أخيك المؤمن بما تشاء، تقول مثلا: فلان أخطأ، أو فلان تجاوزَ المصلحة، أو لم يتقن صنع فعلهِ.. هذا كلهُ جائز، وليس هُنالك فتوى بتحريم هذا الكلام.. انظروا إلى كتب الرجال، الشيخ الطوسي وغيرهم من أعلام الطائفة، عندما يصل إلى الراوي يقول: هذا الراوي كان ينسى في كلامه، هذا الراوي كانَ فيهِ خلطٌ؛ كان فيه كذا وكذا.. وتارةً يقول: الراوي صادق، ولكن كانَ يُخطئ في النقل، أو كانَ كثير النسيان.. يقيّم الراوي، ولكن لا يفسقهُ، ويقول: الراوي فاسق، أو كاذب.. هذا دأبُ علمائنا طوال التأريخ.
فإذن، لا بأس أبداً بأن تقيّم الموقف، بأن تحلل الشخصية وآثار الشخصية.. أما أن تتعدى من الفعلِ إلى الذات، هنا النقطة الحمراء، هنا الخطورة!.. ولطالما يأتي الإنسان في عرصات القيامة وهو مفلس، روي أن رسول الله قال: (أتدرون من المفلس؟.. قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع!.. فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا.. فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته.. فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)؛ أي يبقى مفلسا، نعم يأتي مؤمن متورط ويقول: يا رب، فلان اغتابني، فلان اتهمني بكذا وكذا، وأنا مفلس لا أرضى عنه إلا أن يُعطيني حجتهُ هذهِ السنة.. لماذا تورط نفسك بما لا جدوى منه؟.. وخصوصاً في بعض الأيام -كأيام الانتخابات وغير ذلك- كأن القلم مرفوع في هذهِ الأيام.. حلل المواقف، والآثار، وحلل النتائج، لا بأس في ذلك!.. ولكن أن تحكم على قلوب الناس، ربُ العالمين ما جعل باطن العبد إلا سراً بينَ يديه، نعم ومن أطلعه من أوليائه؛ النبي والوصي يعرفُ أسرار العباد، ولكن أنتَ لا تعرف نفسك ولا تعرف موقعك من الله ورسوله، فكيف تُعطي الدرجات للأشخاص؟.. المؤمن يتوقف عند الشبهات، حفظَ الله أحد العلماء الكبار من المراجع، يقول كلمة جيدة، يقول: من يجب لعنهُ العنوه، ومن يجب الترحم عليه ترحموا عليه، والمشكوك في أمرهم اجعلوهم في خانة الاحتياط: أي لا تمدح ولا تذم.
إن الإمام -عليه السلام- في هذا التوقيع الشريف يقول: (ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته)؛ أي نعم التزموا بخط الطاعة.. هنيئاً لمؤمن ينظر إلى قلبه، فلا يرى فيهِ غلا لأحد، لأن القلب إذا انشغل بالحقد والعداوة، هذا الإنسان يصلي يقول: الله أكبر!.. وإذا بالخصم أمام عينيه.. في عالم الصلاة الذي يأتي في بال المصلي شخصيتان: إما المحبوب: حُباً إنسانياً، أو حُباً شهوياً.. أو المبغوض؛ إذا بغضت إنسانا يأتيكَ رغمَ أنفك.. وإذا أحببت إنسانا أو إنسانة أيضاً تأتيك رغمَ أنفك.. هذهِ طبيعة القلوب، نعم رب العالمين هكذا يملأ القلب بما يتناسب مع فعل العبد، فالإنسان الذي ينظر إلى قلبهِ فلا يرى فيهِ شيئاً إلا الله، هنيئاً له!.. إن الله -تعالى- يقول: (أيّما عبد اطلعت على قلبه، فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري؛ توليت سياسته، وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه)؛ أي جزاء الذي يفرغ قلبه من كُل شاغل سواه، ربُ العالمين يُصبح مربياً له.. ربُ العالمين يتحول إلى محدث وجليس (يا إلهي الحقيق!.. يا ركني الوثيق!.. يا جاري اللصيق!.. يا موالاي الشفيق!.. يا رب البيت العتيق)!.. نحنُ أهملنا هذهِ المراتب، وحرمنا هذهِ المراتب لسوءِ اختيارنا.
فإذن هنيئاً لمؤمن ينظر إلى قلبهِ فيعيش مشاعر أهل الجنة، أهل الجنة عندما يدخلون الجنة ربُ العالمين ينزع ما في قلوبهم من غلٍّ.. لأنه لو بقي هذا الغل؛ فإن الإنسان لن يتهنأ لا بالجنة ولا بالحور!.. الإنسان الحسود إنسان سخيف وسفيه، إنسان يحرق نفسهُ في مقابل نعمة الآخرين، يقول الشاعر:
صبرك على الحسود فإن صبرك قاتله ** كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله

يقول في هذهِ التوقيع المبارك: (لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا).. إن تاريخ الغيبة أشبهُ ما يكون بسلة العملات الأجنبية، هذهِ الأيام بعض العملات عملات ترتفع يوماً وتنزل يوماً، ما المشكلة أن يكون تاريخ الغيبة في علم الله -عز وجل- تاريخاً متأرجحاً؛ بمعنى أن الله -عز وجل- قدر الظهور في تلكَ السنة، ولكن لذنوب البعض، وتقاعس البعض؛ تأجل هذا التأريخ.. فبني إسرائيل كُتبَ لهم النجاة، ولكن بعد سنوات طويلة، بفعلهم الإيجابي؛ نعم كانت لهم حركات إيجابية أيضاً، رب العالمين قدمَّ النصرَ لهم.. ممكن لرب العالمين أن يعجل فرجَ وليهِ مئة سنة، أو خمسين، أو عشر سنوات، أو سنة واحدة؛ ببركات دعوة مؤمن أو مؤمنة.. مؤمن متشبث بأذيال الكعبة، وهو بثياب الإحرام، ودموعهُ تجري على خديه ويقول: (يا رب، عجل لوليك الفرج) من كُل وجوده.. يأتي النداء الإلهي لوليهِ المهدي: يا أبا صالح المهدي، قدمنا من فرجك سنةً كاملة لدعوة فلان المتشبث بأستار الكعبة.. يا تُرى إمامنا بم يدعو لهُ، هذا الذي صار سبباً لفرجهِ سنة، أو سنتين، أو عشرة، أو عشرين؟.. وما ذلكَ على الله بعزيز، خزائنهُ بينَ الكافِ والنون.
(ولتعجّلت لهم بالسعادة بمشاهدتنا).. هذهِ الكلمات من الإمام شبيهه بالمقتل، كيفَ أن المقتل يثير البكاء والحزن، فإن عتابيات المهدي -صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه- حقيقةً تُدمي القلوب.. طبعاً القلوب المحبة؛ مثلا: لو تأتيك رسالة من ابنك وهو في بلاد الغرب، وهو يشكو بعض ما هو فيه.. فإن الأم عندما تقرأ الرسالة تبكي لحال ولدها عندما يشكو أمرهُ.. إمامنا -صلوات الله وسلامه عليه- يشكو أمرهُ.. يقول: (فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتّصل بنا ممّا نكرهه ولا تؤثره منهم)، بعض الناس هذهِ الأيام قد يسمع الأخبار المحزنة التي تجري على المسلمين، ولا يتأوه أبداً.. بينما المؤمن موجود حساس، على الأقل سل الله الفرج، كلما رأيت خبراً مزعجاً.. رب العالمين رأى مقتولاً قبل آلاف السنين وهو هابيل، فخلد ذكرهُ لأنه قُتل مظلوماً.. فكيفَ بإنسان يقتل في بيتٍ من بيوت الله، في مشاهد أئمة أهل البيت.. وكيف إذا رأيت في كل ساعة، وفي كل دقيقة شريطاً إخبارياً مزعجاً؟!.. الإمام -عليه السلام- هكذا وضعه؛ يقول: (يتّصل بنا ممّا نكرهه).. أحدنا لو يرتكب في كل يوم ذنباً واحداً، يكون هناك أخبار مزعجة بعدد الموالين.. والإمام -عليه السلام- يحمل همَ المستضعفين جميعاً، نقرأ في دعاء العهد: (وناصراً لمن لا يجدُ لهُ ناصراً غيرك)، نعم الذي هو مستضعف على وجه الأرض، يدخل في خانةِ اهتماماته (صلوات الله وسلامه عليه).

إن على المؤمن أن يعيش مشاعر الإمام في زمان الغيبة.. تصور أن هناك ظالما غاشما طاغية، احتل بيتك وأخرجك من المنزل، وحبس أهلكَ وعيالك، وتسلطَ عليهم، وصار أباً غشوماً.. وأنت ساكن خارج المنزل، تنظر إلى بيتك المحتل، وتنظر إلى أهلك وهم ينظرون إليك ويستغيثونَ بك، يقولون: أبتاه!.. أنقذنا من شر هذا الظالم!.. ماذا سيجري عليك؛ وكل صباحٍ ومساء تسمعُ بكاء وأنين زوجتكَ وأولادك، والظالم يتحكم بهم يضربهم بالسياط، وتسمع التأوه والأنين وأنتَ مغلول اليدين!.. تصور ماذا سيجري عليك!.. أو تعلم أن حال إمام زمانك في كُلِّ عصر حال هكذا إنسان، الأرضُ بيد غيره، الفاسدون يعيثون في الأرض فساداً.. ونحنُ كلما امتد بنا الزمان، كلما امتد الظلم والجور.. إذن الأرض ليست بيده، وأنصارهُ وأعوانهُ يستغيثون به.. ولا يستبعد أن بعض من يقتل في طاعة الله عز وجل؛ وهو ينزف دماً، ويعلم أنهُ سيموت بعضَ لحظات؛ طبيعي في اللحظات الأخيرة من أنفاسهِ يستغيث بإمام زمانه.. وهو يسمع ويرى؛ ولكنهُ مكتوف اليدين ينتظرُ فرجهُ.. هذا حالهُ في زمان الغيبة، هنيئاً لمن شاطرهُ همهُ وغمه!..
الخلاصة: 1- في عرصات القيامة يفوّج المؤمنون كل فوج تحت لواء إمام زمانه فهذا التفويج إما أن يكون قهريا لمن يحشر تحت لواء إمامه وهو عنه ساخط، وإما أن يكون اختياريا للذين كانوا سابقين إلى إرادته وممتثلين لأوامره، والداعين إلى قضاء حوائج محبيه وشيعته.
2- إنه من الضروري جدا أن نعرف وظائفنا في زمن الغيبة فالذي يمشي على غير هدى لا تزيده كثرة السير إلاّ بعدا.
3- إن الإمام –عج- في كل فرصة ومناسبة يدعو لنفسه ومحبيه، وهذه حركة جميلة من المؤمن أن يكثر من الدعاء لنفسه ولغيره وعلى رأس هذه الأدعية أن يطلب من الله جل وعلا التوفيق إلى طاعته.
4- أن من أسباب طول الغيبة وتأخير الظهور ليس فقط تكالب الأعداء، بل أيضا اختلاف المنتسبين إليه صلوات الله وسلامه عليه.
5- إن المؤمن يتوقف عند الشبهات فلا يعطي الدرجات للأشخاص، لأن الله جل وعلا ما جعل باطن العبد إلاّ سرا بين يديه.
6- أن رب العالمين يملأ قلب العبد بما يتناسب مع فعله، فالإنسان الذي ينظر إلى قلبه فلا يرى فيه شيئا إلاّ الله، هنيئا له.
7- أن المؤمن موجود حساس لذا سل الله الفرج كلما رأيت خبرا مزعجا من الأخبار المحزنة التي تجري على المسلمين.
8- على المؤمن أن يعيش مشاعر إمامه في زمان غيبته، فالأرض ليست بيده وأنصاره وأعوانه يستغيثون به ولكنه مكتوف اليدين ينتظر فرجه، فهنيئا لمن شاطره همّه وغمه.


توقيع : الجمال الرائع
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الغيبة عاشق نور الزهراء الرسول الاعظم محمد (ص) 12 2015/12/11 05:31 PM
100 وصية في زمن الغيبة خادمة ألكوثر الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 15 2014/02/28 09:11 AM
علة الغيبة بنت الصدر الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 1 2014/02/05 09:22 AM
وظائفنا تجاه الاموات شجون الزهراء المواضيع الإسلامية 3 2013/07/06 05:03 PM
الغيبة والنميمة ابو مرام المواضيع الإسلامية 10 2013/03/15 01:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |