Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/03/26, 02:17 PM   #31
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2016/06/07, 12:32 AM   #32
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }. صدق الله العظيم.
الأخوة الأفاضل أعضاء منتدى شيعة الحسين عليه الصلاة والسلام مبارك عليكم الشهر الفضيل، أعاده الله عليكم وعلى جميع المسلمين بالخير والبركات، وكل عام وأنتم طيبون.
بهذه المناسبة الإسلامية الغالية، سيكون لنا، إن شاء الله تعالى، وقفة مع القرآن العظيم، نتناول فيها بعض الآيات التي تتضمن المسائل العقائدية لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
ونظرا لما للولاية من أهمية بالغة في فكر وعقيدة شيعة آل محمد ص، فإننا سنناقش هذه المسالة بالتفصيل.
ومعلوم أن آية الولاية هي أحد المواضيع المطروحة للحوار على صفحة هذا المنتدى المبارك؛ وقد تطرقنا، بصورة موجزة، أثناء الحوار إلى الآية الشريفة ؛ بقي أن نضع النقاط على الحروف، ونقدم بيانا مفصلا نوضح فيه معنى الآية توضيحا كاملا، مؤيدا بالأدلة العلمية والبراهين المفيدة لليقين ؛
وسنوافيكم بذلك تباعا خلال ليالي الشهر الفضيل إن شاء الله.
( النور البهي في الدليل على ولاية سيد الاوصياء الإمام علي عليه السلام).
سنقدم دراسة بحثية متكاملة حول آية الولاية، وكفى بها دليلا قاطعا وبرهانا ساطعا على إمامة أبي الحسن عليهما السلام.
فأنتم على موعد مع نفائس التأويل، تأتيكم من ربوع اليمن السعيد، فحتى ذلك الحين لكم منا أطيب التحايا والأمنيات.
........................................
روى ثقة الإسلام الكليني أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أفضل الرجال أهل اليمن، الإيمان يماني والحكمة يمانية، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من أهل اليمن ).


رد مع اقتباس
قديم 2016/06/07, 12:50 AM   #33
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

بسم الله العالي مولى الولاية والولي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه توفيقي وثقتي.

《 آية الولايـــــــة 》.
قال عزوجل : { إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }.
هذه هي الآية التي يستدل بها أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم على أن عليا عليه السلام هو الخليفة الشرعي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وسوف نقوم بتأويل الآية لكي يزيد الحق وضوحا.

المنهج المُعتمَد في تأويل الآية الشريفة :

اعتمدنا في تأويل الآية منهجاً تكامُلياً ، يتمثل بما يــلـي :
* الجمع بين الشرع والعقل.
* الأخذ بظاهر النّصّ إن كان مجرَّدا من القرائن الصارفة، ولم يتعارض والضرورة العقلية ، ما لم ففي ضوء الدّلالة السياقية ، وما يصاحب النص من قرائن نقلية أو عقلية ، لفظية أو معنوية.
* آيات القرآن يفسّر بعضها بعضا ويوضح بعضها البعض.
* السّنّة الصّحيحة والقطعية توافق القرآن وتفسّره.
* تطبيق قواعد علوم البلاغة ، المعاني، والبيان، والبديع.
* تطبيق قواعد علم النّحو والصرف.
* تطبيق قواعد علم المنطق وعلم الكلام.
* الاستشهاد بالشِّعر العربي البليغ عند اللّزوم.

ووفقاً للمنهجية المعتمَدة ، تعلم أخي القارئ أنّنا لم نعتمد على التفسير المعجمي للمفردات ، إلّا في حالات نادرة ، ومِن باب الاستئناس ليس إلّا ؛ لأنّ التفسير المعجمي ليس فيصلا في تحديد المعنى المراد.


إنّ اللّغة مفتاح المعرفة ، وقد قيل ، وقولُهم صواب ، :
( مَن لم ينشأ على أن يحبّ لغةَ قومه ، استخفّ بتراث أمّته ، واستهان بخصائص قوميته ، ومن لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسَمَت حياته بتبلد الشعور ، وانحلال الشخصية ، والقعود عن العمل ، وأصبح ديدنه التهاون والسطحية في سائر الأمور ).
..........................................


وقبل الخوض في التفاصيل أودُّ لفت نظر القارئ الكريم إلى مسألة مهمة وهي : إنّ معرفة المعنى المراد في الآية، وفهم التفسير الّذي قررناه فهما تاما يتطلب من القارئ الكريم أن يكون مُلِمّا ً إلماما ً كافيا بعلوم اللغة العربية ، لأنّ التأويل الذي اعتمدناه وقدّمناه للقُرّاء الكرام، عبارة عن تطبيق عملي للمعارف اللّسانية، والقواعد اللغوية المنثورة في كتب علم النّحو الصّرف ، وعلوم البلاغة وغيرها.
إلى اللقاء أيها الأحبة، غدا تبدأ الحكاية ................


رد مع اقتباس
قديم 2016/06/07, 08:07 PM   #34
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

من أصل تسعة فصول، نقدم لكم الفصل السابع كونه مخصصا لمناقشة دليل ولاية أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

......... .......
الفصل السابع

مَن هو وليُّ الأمرِ الأوّل بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل ؟.

..........................................

المقصود بـِ من هو : معرفته بذاته وصفته واسمه.
وقد عرفنا من آية الإطاعة أنّ الرسول وأولي الأمر بشرٌ، وعرفنا أيضاً صفاتهم.
بقيَ أمرٌ واحد ؛ هو معرفة الاسم ، اسم وليّ الأمر بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل حتى نتمكّن من أداء الطّاعة الّتي فرضها اللهُ له.
إنّ المتدبِّـــر لآيِ الذِّكرِ الحـكيـم يجد أنّ الجــواب عن هذه المسألة موجودٌ في الآيــة رقم 55 من سورة المائدة !.

وهذه الآية هي الّتي ذكَرنا في مقدّمة الكتاب أنّها مرتبطة ارتباطا وثيقا بآية الإطاعة.
آية الولاية :
قال عزوجل : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
رَاكِعُونَ ﴾.
القارئ العادي، المتّصِف بالسطحية والعشوائية ، عندما يقرأ آية الولاية يتوهم أنّ " الّذين ءامنوا " الوارد فيها مستغرق للِأمّة الإسلامية أجمعين !.

ولكنّ القارئ اللّبيب، الخبير بأساليب وفنون اللّسان العربيّ، يفهم أنّ الاسم الموصول في الآية الشريفة أسلوبٌ بلاغيٌّ رفيع ، في غاية الفخامة والجزالة، دلَّ على إغراق في مذاهب البلاغة ومنازع الفصاحة ، وكان له أكبر الأثر في بيان المعنى المقصود على أكمل وجهٍ وأتمَّه.

فهَيّا إلى رحلة العُمْرِ ومعرفة النّبأ العظيم ؛ سوف تجدون إِمامكم من جهةِ اليَمَن.
عِنـــد الـــذُّنَـيْـبِيِّ الخبـــرُ اليـقيـــن.
..................................

الكلام حول آية الولاية يتمحور حول مقصدَينِ :

المقصَـدُ الأوّل : المعنى المراد في آية الولايـــــــة.

المقصد الثاني : إسم وليّ الأمر الأوّل خِلافةً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو زينب اليمني ; 2016/06/07 الساعة 08:23 PM
رد مع اقتباس
قديم 2016/06/07, 08:15 PM   #35
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

المقصـد الأوّل
المعنى المُراد في آية الولاية.

يتمّ معرفة المعنى في الآية الشريفة من خلال التالي :

* أداة القصر الموجودة في الآية الكريمة : إنّما.
* الإطناب الموجود في الآية المباركة، قوله تعالى :
" الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
* معنى الركوع الوارد في الآية الكريمة : " وهم راكعون ".
* معنى الوليّ الوارد في الآية الشريفة : " وليّكم ".
* المقصود من قوله تعالى : " الّذين ءامنوا الّذين ........ " الآية.
هل هو شخص واحد أو مجموعة أشخاص ؟.

تلكم هي العناوين المعتمدة لبيان المعنى المقصود في آية الولايــــــة. وإلى التـفاصيــل : ـ

أوّلاً : القصر الموجود في الآية الشريفة
القصر في الاصطلاح : تخصيص أمرٍ بآخر بطريق مخصوص ؛ وأركانُه هي :
أداة القصر ، والمقصور ، والمقصور عليه.
أداة القصر في الآية : " إنّما ". تفيد معنى الحصر والتوكيد.
المقصور في الآية : الولاية ؛ لفظ " وليـّـكم ".
المقصور عليه : " الله ، ورسوله ، والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
إذاً ، الولاية مقصورةٌ على ثلاثة أطراف ، منفيّةٌ عمّن عداهم ، مقصورة على :
" الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

أنت ترى، أخي القارئ، أنّ النّصّ القرآني لم يتوقّف عند قوله تعالى :
" الّذين ءامنوا" ؛ ولو توقّفَ لكان ذلك معيباً ، وخدشاً في اللّسان العربي المبين؛ لأنّ الآية مُصَدَّرَة بأداة القصر " إنّما " وهي للتخصيص ، و" الّذين ءامنوا " إسم جنس ؛ فتكون الآية في تلك الحالة مركَّبا ناقصا لا يصح السكوت عليه؛ فلا بدّ إذاً ، من التفصيل والتوضيح ، لكي يزول الإبهام ، ويبلغ البنيان تمامه.

وقد جاء البيان الأكمل ، قوله عزّ وجلّ :
" الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
هذا الشطر من الآية يسمّى ، من وجهة نظر علم البلاغة ، استئنافاً بيانيّا، نوعه : كمال اتصال. ومن وجهة نظر علم النحو ، تابعا، نوعه : نعت، وعطف بيان، وتوكيد، ومُبْدَل منه وليس بدلاً ، وسنوافيكم بالبدل في الموضع المناسب.
ومن وجهة نظر علم الدّلالة ، تعيينا، ومن وجهة نظر علم المنطق وعلم الكلام، تشخُّصاً ، أفادَ تمييز الموصوف عن غيره وحدّد جنسه وذاته.

ثانياً : الدّلالة المعنوية للإطناب في الآية الشريفة
الإطناب في آية الولاية ، عبارة عن جملة حالية ، جيء بها من أجل تمييز مَن عناه النّصّ القرآني بـِ " الّذين ءامنوا ". والحال عبارة عن وصف ، أي نعت.
ووفقاً لعلم المعــاني، فإنّ الوصف يؤتَى بـه لأغراض عدّة ، منها، تمييز الموصوف عمّا عداه بشيءٍ معلوم تتمّ به معرفته وتمييزه عن غيره أكمل تمييز.

" الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " جملة حالية.
أركان الجملة الحالية :
وهم راكعون : الواو للحال ، الإتيان بالواو في هذا الموضع واجب.
هم راكعون : جملة الحال ، وهي جملة إسمية ، في محل نصب حال.
يؤتون الزكاة : العامل في الحال.
الّذين ءامنوا : صاحب الحال.
يقيمون الصلاة : لا محلّ لها من الإعراب.

والحال وصفٌ لبيان هيئة الفعل، وهي نوعان : حال ثابتة، وحال متنقِّلة.
الحال المذكورة في آية الولاية بيّنَت الكيفيّة الّتي حصل بها إيتاء الزكاة، وهي حال متنقّلة.
وبنـــاءً على ذلك، يكون المقصود هو التالي :
" الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة حال ركوعهم ".
" الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة إذ هم راكعون ".
" الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة أثناء ركوعهم ".

التابع، في الآية الشريفة ، جملةٌ خبريّة ، وهي الّتي تحتمل الصدق والكذب؛ والقرآن الكريم صدقٌ كلّه، لا كذبَ فيه، قطعاً حصلَ إيتاءٌ للزكاة أثناء الركوع، فيكون المعنى المستفاد : أنّه وقع من صاحب الحال (الّذين ءامنوا) إيتاء الزكاة حال الركوع ؛ والركوع ركنٌ من أركان الصلاة.

قد يقول سائلٌ : إذا كان المعنى كما ذكرتَ فلماذا جاء الفعل في الآية بصيغة الزمن الحاضر، أي بصيغة المضارع، ولم يأتِ بصيغة الماضي هكذا : " الّذين ءامنوا الّذين أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وهم راكعون " ؟

الدّلالة المعنوية لاستخدام صيغة الزمن المضارع :

1 - الدّلالة على أنّ الحال المذكورة مرئية للعيان ، متحققة فعلاً ، وأنّ المخاطبين عند نزول الآية شاهدوا الواقعة ، ولا زالوا يعيشون الحدث ـ إيتاء الزكاة حال الركوع ـ وصاحب الحال حاضرٌ أمامهم، موجودٌ بينهم؛
فنزول الآية في نفس الوقت والحال قبل مغادرة المشاهدين الكرام مفاده الخبر التالي : إنّ هذا المؤمن المؤتي الزكاة حال ركوعه ، والمُشاهَد فورا هو وليّكم، هو نفسه لا أحدَ غيره ، فآمِنوا بذلك وكونوا عليه من الشاهدين.
فالآية الشريفة بمثابة نبأ عاجل، والأنباء العاجلة لا تكون بصيغة الزمن الماضي، وهذا يدلّ على أنّ الحال المذكورة في الآية ، والّتي يسخر منها الكثيرون ، هي السبب في نزول آية الولاية.
ولو تمّ استخدام صيغة الزمن الماضي لفَقدَ البلاغ الفوري أهميته ، وتأثيره النّفسي والبياني، ومقصده الجليل.
لأنّه يؤدّي إلى احتمال وتوهم أنّ إيتاء الزكاة حال الركوع قد صدر عن أكثر من شخص فيقع الاشتراك واللّبس ، نظراً للعامل الزّمني الدّال على المُضي والانقضاء ، ونظرا لأنّ " الّذين ءامنوا " اسم جنس.
وعندها سيقول خُبراء الإجماع، وأساطين التفسير إنّ الآية نزلت للإخبار عن الأمم البائدة ، والعصور الغابرة ؛ ولعلّهم سيرجّحون أنّها نزلت في شأن نبيّ الله داوود ونبيّ الله سليمان عليهما السلام، لأنّهم كانوا أغنياء جدّاً ، أمّا أمّة محمّد فلا شأنَ لها بهذه الآية ، لأنّ الرسول وأصحابه كانوا فقراء ، يفترشون الحصير، ويلتحفون السماء فأنّى لهم أن يؤتوا الزكاة ؟.
ومن أجل سدّ أبواب السفسطة ، ونفي أي توهم أو لبس ، تمّ استعمال الزمن الحاضر الدّال على الحال ؛ لأنّه يستحيل، عقلاً ومنطقاً، أن يتّصف بهذا الفعل المتميِّز، والفريد من نوعه ـ إيتاء الزكاة حال الركوع ـ يستحيل أن يتصف به، أو يقوم به أكثر من شخص في نفس الزمن ونفس الوقت ؛ لأنّ الحال في الآية حال متنقِّلة ؛ فصاحب الحال ليس إلّا واحداً معيَّنَا، مخصوصاً بذاته ونعته و إسمه ، وهو
مِن أمّة محمّدٍ صلى الله عليه وآله.

2 - الدّلالة على الحال ، والتأكيد على أنّ التابع في آية الولاية جملة حالية ؛ لأنّ الفعل المضارع ، في الأصل ، يُستعمَل لِحكاية الحال.
والإتيــان بالمضارع مُراداً به الماضي كثيرُ الورود في اللّســـان العربي، وشواهده لا تُحصى ؛
قال تعالى : ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ﴾.
الإعطاء محققٌ ، قد وقع وحصل ، وجيء بالمضارع لحكاية الحال، فكأنّ الإعطاء واقع حالاً.
وقال تعالى : ﴿ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾.
تقتلون : فعل مضارع ، معطوف على كذّبتم : فعل ماضٍ ؛ المعنى : فريقاً كذّبتم وفريقاً قتلتم. وتمّ العدول عن الماضي إلى المضارع لحكاية الحال، ونظراً لأنّ في المضارع استحضار صورة الماضي في الذّهن ، فتكون ماثلة أمام النّفس وتأثيرها أبلغ وأقوى.
وقال الشــاعــر :
فلمّا خشيتُ أظافيرهم نجوتُ وأرهنُهم مالكا.
(دلائل الإعجاز - عبدالقاهرالجرجاني).
ينطبق على البيت الشعري نفس الكلام المذكور آنفاً، حيث إنّ الشاعر عطفَ الفعل المضارع " أرهنهم " على الفعل الماضي " نجوتُ " ؛ فالمعنى :
نجوتُ ورهنتهم مالكا ، وإنّما جيء بالمضارع لحكاية الحال ، واستحضار صورة الماضي.

وعليــه ، فإنّ صيغة المضارع في آية الولاية نقَلَت الحَدثَ من الماضي البعيد حكايةً للحال، وعرَضَتْه في مقام المشاهَدة لِيُستيقَن منه ولا يُناقَش فيه.

3 - مجيء التابع، في آية الولاية، بصيغة الزمن الحاضر فيه إشارة إلى العهدية؛ العهد الحضوري بالنّسبة للمخاطَبين عند نزول الآية، والعهد الذّهني المعنوي بالنّسبة للأجيال المتعاقبة عبر الأزمان وفي كلّ العصور، لأنّ الحال في الآية متنقِّلة، فهي معلومةٌ حسّاً ومعنى.

فليتنبّه المخاطَب إلى هذه الدّلالات المعنوية ، وليدرِك الخبر في الآية من كافّة الوجوه ؛ وسوف نُبيِّن كلَّ شيءٍ بالتفصيل إن شاء الله ، وما على القارئ الكريم إلّا أن يستحضر عقله وذهنه ، فالبحر عميقٌ ، والأمر دقيقُ المسلك.
وتستمر الحكاية .........

ثالثاً : معنى الــرّكــوع


رد مع اقتباس
قديم 2016/06/07, 09:41 PM   #36
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

ثالثاً : معنى الــرّكــوع

الركوع في الشرع واللّغة معاً : الإنكباب على الوجه ، وهو التطأطؤ والإنحناء المخصوص في الصلاة ، المعروف لدى كافّة أهل القبلة.
قال صاحب معجم العين : كلُّ قَومةٍ من الصلاةِ ركعةٌ، وركع ركوعاً ، وكلّ شيء ينكبّ لوجهه ، فتمسّ ركبتُه الأرضَ أو لا تمسّ بعد أن يطأطِئ رأسَه فهو راكعٌ؛
وأنشد لِلبيد :
أخبر أخبار القرون الّتي مضت
أدبّ كأنّي كلّما قمتُ راكع.
(معجم العين - الخليل الفراهيدي - مادة ركع).

فالركوع في أصل اللّغة والشرع : التطأطؤ والانحناء ، ومنه الركوع في الصّلاة.

هذا هو المعنى الحقيقي للركوع ، ومن نظرَ إلى معاجم اللّغة وجد هذا المعنى جليّاً؛
أمّا المعاني الأخرى للركوع فهي مجازية.

وبهذا النّعت الحصري ، المخصوص ـ إيتـاء الزكـاة حـال الركــوع ـ تمّ الاعتنــاء بصاحب الحال وتمييزه أكمل تمييز، وبإمكان القاصي والدّاني معرفته ؛ لأنّ الأوصاف المذكورة لا يجهلها المخاطَبون عند نزول الآية ، فهم يعرفونها ، شاهدوها بأمِّ أعينهم؛ كما أنّه لا يجهلها من لم يكن حاضراً وقتذاك، لأنّ جميع العقلاء يدركون أنّ الحال المذكورة مستحيلة الوقوع من أكثر من شخص في نفس الزمن ، كونها حال متنقّلة، فليس المقصود بها إلّا واحداً بعينِه.
والآية الكريمة تضع جميع المخاطَبين في قلب المشهد ، وتجعلهم يستحضرون الحدَث بأذهانهم كما لو أنّه واقعٌ مشاهدٌ أمامهم.

إذاً، الولاية منحصرة في ثلاثة أطراف :
{ الله ورسولـه والمؤتون الزكاة حال الركـوع } .
....................

قد يقول سائلٌ : إذا كان الركوع هو الهيئة الّتي وقع فيها إيتاء الزكاة ، فما الدّاعي والفائدة من قوله تعالى : " يقيمون الصلاة " ؛ أليس المعنى سليماً وصحيحاً بدون جملة " يقيمون الصلاة " على هذا النّحو :
الّذين ءامنوا الّذين يؤتون الزكاة وهم راكعون ؟.

نقول : الركوع، في الآية الشريفة، وصفٌ لِبيان الكيفية الّتي وقع بها إيتاء الزكاة؛
كما أنّ الركوع وصفٌ لِبيان الكيفية الّتي تُقام بها الصلاة ، لأنّ الركوع ركنٌ من أركان الصلاة.

يقول السائلُ : نحن نعلم أنّ الركوع ركن أساسي في الصلاة، فلا صلاةَ بدون ركوع ، نعلم ذلك سواءً أذُكِر ذلك في الآية أم لم يُذكر ؟
نقول للسائل الشاطر : أحسنت ، ونحن سعداء أنّك تعلم ذلك ؛
لأنّ قوله تعالى : " يقيمون الصلاة " عبارة عن إطناب أفاد توكيد المعنى المُراد من الركـــــوع وتقريره في ذهن المخاطب ؛ حيث إنّ المراد به : الركوع الجُسماني ، وهو الإنحناء المعروف ، المخصوص في الصلاة، هو بذاتـه ، دون غيره من المعاني ، فقد جيء بعبارة " يقيمون الصلاة " من أجل توكيد هذا المعنى ، لأنّه لا صلاة بدون ركوع ، وركوع الصلاة إنحناءٌ.

إنّ الآية الشريفة أثبتت المعنى الحقيقي للركوع ونفت ما عداه من المعاني، فمعنى الركوع ، في آية الولاية ، حقيقةٌ شرعية وحقيقة لغويّة ؛ المعنى مؤكَّد مرّتين.

والعلّة من هذا البيان والتوكيد هو لجمُ بعض الشّطار الّذين يقولون إنّ للركوع معاني أخرى غير الانحناء للصلاة ؛ كالخضوع والتذلل وغيرها من المعاني المجازية.

بهذا الإطناب القرآني المقدَّس ، تمّ إخراج كافّة المعاني المجازية للركوع ، وإثبات المعنى الحقيقي ، وهو الانحناء المعروف ، المخصوص في الصلاة.
فلا يصح حمل الركوع في آية الولاية على المعاني المجازية ، لأنّ المعنى الحقيقي مُقدَّمٌ على المعنى المجازي وفقاً لعلم الأصول.

{ كتاب أحكِمَتْ آياته ثمّ فصّلتْ من لدن حكيمٍ خبير }.
.....................................

وفي هذا المقام البهيج، لا ننسى أن نتقدم بالتعازي القلبية الحارة والساخنة إلى شيوخ المعتزلة بمناسبة انهيار المعاني التي ابتكروها للركوع، سقط برج بيزا !.
ومرة أخرى، ضربة معلم، وعالي شموخك يا يمن.
......................................

وتستمر الحكاية ...... ......

رابعاً : معنى الوليّ الوارد في الآية الكريمة : .....


رد مع اقتباس
قديم 2016/06/08, 04:22 PM   #37
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

رابعاً : معنى الوليّ الوارد في الآية الكريمة

إنّ العقلاء عندما يقرأون آية الولاية يطرحوون على أنفسهم سؤالاً : لماذا كلّ هذا التوكيد، والتخصيص، والتوضيح الموجود في آية الولاية ؟
والجواب ببساطة ، لأنّ مقام الخطاب يستلزم ذلك ، فمعلومٌ أنّه لكلّ مقامٍ مقال.
فاقتران الآية الشريفة بشواهد الاختصاص والتوكيد دليلٌ على أهمّية الخطاب، وخطورة شأنه ، هذا من ناحية ، ومن ناحيةٍ أخرى ، توضيح المعنى وتوكيده ، وتقريره في أذهان المخاطَبين بأفصح بيان ؛ فلم يعد هناك مجال للشك والظّن ، أو الجهل والتعامي عن المعنى المقصود ، فالآية الكريمة قد أسمعَت مَن به صمم.

فما معنى وليّكم في هذا النَّصّ القرآني الجليل ؟
يقول البعض معنى وليّكم : ناصِركم ومُحِبّكم !.
عجباً لأمر القوم !. ومالي لا أعجب وقد أبدلوا اللّسان العربي بلسانٍ من خشب.

هوِّنْ عليك فإنّ الأمور بكَفِّ الإله مقاديرُها.

إنّ حمل " الوليّ " في الآية على معنى الناصر والمحِب غلط من كافّة الوجوه، شرعاً وعقلاً ولغّةً وعُرفاً.

معنى " وليّكم " : الأَوْلَى بكم ، الّذي وجبت له الطّاعة عليكم.
هذا هو المعنى في الآية الشريفة . بدليل ما يلي : ـ
1 - أنّ آية الولاية خاصّة وليست عامّة، ومعلومٌ أنّ المحبة والنّصرة عامّة، مستغرقة لجميع المؤمنين والمؤمنات، وليست منحصرة فقط ومختصّة بالله تعالى، ورسوله، والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

قال تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾.

2 - ضمير الجمع في " وليّكم " يعود على جميع المخاطَبين، أي على جميع المؤمنين والمؤمنات؛ وهذا يمنع من أن يكون المراد بـِ " الوليّ " النّاصِر أو المُحِب ، وذلك لحصر الولاية في المؤمنين الموصوفين بالجملة الحالية.... إيتاء الزكاة حال الركوع.
فلو كان المقصود هو المحب والنّاصر لاستلزم ذلك أن يكون البعض الآخر غير ناصر ولا محب، لأنّ الحال المذكورة في الآية ليست حاصلة ومتحققة في جميع المؤمنين والمؤمنات ، إنّما هي نعتٌ مخصوص
لِذي هيئةٍ مخصوصة وفي زمن مخصوص ، وصاحب الحال مؤمنٌ واحدٌ، مقصودٌ بذاته ونعته.

إنّ أداة القصر، والجملة الحالية عبارة عن قيود ، أفادت تخصيص الحكم وتوكيده ؛ وليس لتقييد الحكم في آية الولاية أي معنى إلّا الدّلالة على ولاية الأمر والتدبير، وليس ولاية النّصرة ، لأنّها عامة لا اختصاص فيها ولا تقييد.

3 - الآية الشريفة تضمّنَت أيضاً ولاية الله ورسوله ، ومعلومٌ أنّ ولايتهما ولاية أمرٍ وتدبير، وطاعتهما واجبة على جميع المكلّفين.

قال تعالى : ﴿ اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ وَاللَّـهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴾.

هذه الآيات ونظائرها تؤكّد أنّ ولاية الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولاية أمر تدبير ؛ فولاية الّذين ءامنوا ، المخصوصين في آية الولاية، نفس ولاية الله ورسوله وعلى نسقها ، أي ولاية أمرٍ وتدبير.
وليس لأحد أن يقول : إنّ ولاية الله ورسوله ولاية أمر وتدبير وليست كذلك ولاية الّذين ءامنوا.
فهذا القول أوهن من بيت العنكبوت ، ساقط تماماً ؛ لأنّ " الّذين ءامنوا " معطوفٌ على الله ورسوله ، وهذا العطف أفاد التشريك في الحكم ، أثبت لهم حكم الولاية الثابت لله ورسوله ؛ فالولاية واحدة، وهي ولاية تَصَرُّف.

وهذا يؤكد أنّ الآية دالّةٌ على ولاية الأمر، وأنّ معنى الوليّ هو الأَوْلى والأحقّ بالطاعة ؛ وهو الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

4 - " وليّ " على وزن " فَعِيل " وجاء اللّفظ في الآية بصيغة الإفراد ؛ قال : إنّما وليّكم ، ولم يقل : إنّما أولياؤكم ، على الرغم أنّ الآية أثبتت الولاية لأكثر من واحد ، لثلاثة أطراف : " لِله ولِرسوله ولِلّذين ءامنوا الذين .... ".
فاللّفظ استوى فيه المفرد والجمع ؛

والألفاظ الّتي تأتي على وزن فعيل ويستوي فيها المفرد والجمع لا تكون إلّا بمعنى المفعول لا بمعنى الفاعل.
فمعنى " وليّ " في الآية ، هو مولى ، والمولى هو الأَوْلى : السيّد المُطاع، المُتَّبَع في جميع أمره ونهيه ؛ وهو الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

قال تعالى : ﴿ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ ﴾.
مولاكم : أَوْلَى بكم.

وقال تعالى : ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾. مولاهم : حاكمهم وسيّدهم.

وقال تعالى : ﴿ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ﴾.
كَلٌّ على مولاه : عبءٌ على سيّده.

وفي الحديث قوله صلى الله عليه وآله : {... والعبدُ إذا اتّقَى ربَّه وأطاعَ مواليَه فله أجران } (صحيح البخاري).
مواليه : أئمّته ؛ موالي : جمع مولى : السيّد المُطاع.

وفي صحيح البخاري : { باب إذا كان الوليّ هو الخاطب، أي الخاطب لامرأةٍ هو أَوْلى النّاس بها.
وقد علَّقَ الشّارحُ ـ مصطفى البغا ـ على الحديث قائلاً :
هو أَوْلَى .... : أي وليُّها }.

وقال الشــاعــر :
فما أنا في سهمٍ ولا نصرِ مالكٍ
ومولاهمُ عبد بن سعد بِطامعِ.
(النابغة الذبياني - ديوانه).
يقول : لستُ طامعاً في سهمٍ ، ولا بنصر مالكٍ ولا بمولاهم : أي سيّدهم.

وقال الشاعر يمدح يزيد بن معاوية :
وما وجَدَت فيها قريشٌ لِأمــرها
أعـفَّ وأَوْفى من أبيكَ وأمجــدا
فأصبحتَ مولاها من النّاس بَعدَه
وأحرَى قريشٍ أن يُهابَ ويُحمَدا.
(الأخطل التغلبي - ديوانه).

إنّ المعنى الحقيقي للوليّ والمولى هو الأَوْلَى ، والمعاني الأخرى مجازية، ولا يتمّ العدول عن المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي إلّا بشاهدٍ ودليل.

إذاً ، " وليّ " في آية الولاية، بمعنى مفعول، أي مَولى، وهو الأَوْلَى : السيّد المُطاع ، المُتّبَع ، مَن توالت طاعته حالاً بعد حال ، وزماناً بعد زمان ، دون أن يتخلّلها انقطاع أو عِصيان ؛ لأنّ وليّ صِفة مُشبَّهة.
وبما أنّ " وليّ " صفة مشبهة ، على وزن فعيل بمعنى " مفعول " امتنعَ أن يكون المعنى هو النّاصر أو المُحِبّ ، لأنّها أسماء فاعل بمعنى " فاعل " لا بمعنى مفعول، وهي دالّة على معنى الحدوث والتجدّد، وليس الثبوت والدّوام.

" الوليّ " : المُطاع ، أي مَن وجبت طاعته على المكلَّفين ، فهو مُطاع لأنّه مفعول ، والمكلَّفون طائعون لأنّهم فاعل ، ومَن وجبت طاعته وجبَ اتّباعه في جميع أمره ونهيه ، فالوليّ متبوعٌ لأنّه مفعول، والمكلَّفون تابعون لأنّهم فاعل، ومَن وجب اتّباعه وجبت نصرته ومحبّته ، الوليّ مولى ، لأنّه مفعول ، فهو منصورٌ و محبوب ، والمكلّفون ناصِرون ومُحِبّون لأنّهم فاعل ؛ والنُّصرة والمحبّة لازمٌ من لوازم اتّباع المولى وطاعته.

قال تعالى : ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾.

وقال ذوو الفطرة السليمة :
تعصي الإلهَ وأنت تُظهرُ حُبَّه
هذا لَعمركَ في المقال بديـعُ
لو كُنتَ تصدق حبَّه لَأطعتَــه
إنّ المُحِبَّ لِمَن يحبّ مُطيعُ .

.........................................

" إنّما الأَوْلى بكم الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
" إنّما مولاكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين ................ ".
" إنّما مُطاعكم الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين ................ ".
" إنّما محبوبكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين ................ ".
" إنّما منصوركم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين ............. ".

" وليّ " في الآية بمعنى المفعول، وحمل المعنى على المحِب والنّاصر يؤدّي إلى أن يكون " وليّ " بمعنى الفاعل، وهذا بدوره يؤدّي إلى انعكاس معنى الآية رأساً على عقب ، فيصير المفعول فاعلا، والفاعل مفعولاً ، أي يصير المُطاع طائعاً، والطّائع مطاعاً وهو باطل.

إنّه يؤدّي إلى جعل ( الوليّ ) ـ الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ يؤدّي إلى جعل الوليّ طائعاً تابعاً للمكلَّفين، والمكلّفين مُطاعين متبوعين ؛ وهذا المعنى ساقط شرعاً ولغّةً ؛ لأنّ :
الله تعالى مولى : فهو مُطاع لا طائع.
رسوله مولى : فهو مطاع لا طائع.
الّذين ءامنوا الّذين ......" مولى : فهو مطاع لا طائع.

وبهذا يظهر لك أخي القارئ فساد ما ذهب إليه المخالفون، حيث إنهم جعلوا (الوليّ) في الآية بمعنى (فاعل) فعكسوا معنى الآية رأسا على عقب، وهذا غلط لأنه بمعنى " مفعول " ، فهو متبوع ، طاعته ومحبّته ونُصْرته واجبة على المخاطَبين ، وليس العكس.

هل عرفتم الدلالة المعنوية لمجيء لفظ (ولي) بصيغة الإفراد ؟؟.

" قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون ".

وآية الولاية عبارة عن جملة خبريّة لفظاً ، إنشائية في المعنى، معنى الآية هكذا : " أطيعوا اللهَ ورسولَه والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

" الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين........" ؛ مفعولٌ به ، وليس فاعل.
ويتأكّد هذا المعنى الشريف بالآية التالية لِآية الولاية ، لأنّها معطوفةٌ عليها، أي قوله تعالى :
" ومَن يتولَّ اللهَ ورسولَه والّذين ءامنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون ".

" الله ورسوله والذين ءامنوا " مفعولٌ به ، تأكيداً على أنّ " وليّ " في آية الولاية ، بمعنى مفعول ، لا بمعنى فاعل.

ومرة أخرى، عالي شموخك يا يمن.

...........................................

وبنــاءً على كلّ ما سبق من الشواهد والأدلّة العلمية والشرعية، يتأكّد تماماً أنّ المعنى المراد في آية الولاية هو ولاية الأمر، ووجوب طاعة المذكورين فيها واتّباع أمرهم ونهيهم دائماً وأبداً ؛
" الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
هم الجديرون بالولاية ، الخليقون بالطّاعة ، والأحقّاء بها دون منازع.
فمعنى الآية دال بجلاء على الإمامة ، والرّئاسة العامة ؛ وقوله تعالى :
" الّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " المقصود به أعيان مخصوصون ، ولايتهم كولاية الله ورسوله ، وطاعتهم كطاعة الله ورسوله،
وهم الّذين أوجب لهم الشرعُ نفس الطّاعة الواجبة للرسول صلى الله عليه وآله في قوله تعالى :
" يا أيّها الّذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ".
هم الّذين جَعلَ الله طاعتَهم شرطاً واجباً من شروط الإيمان بالله واليوم الآخر.
واقتران ولايتهم بولاية الله ورسوله يؤكّد أعلميتهم، وعصمتهم، وعظيم منزلتهم.

العصمة : ملَكة اجتناب المعاصي مع التّمكّن منها.
(معجم التعريفات - علي الجرجاني).

﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾.
.........................................

واعلم أخي القارئ الكريم، أنّ آية الولاية أكّدت وجوب ولاية الأمر خلافةً عن رسول الله، وأنّ الإمامة باقية متواصلة بعده صلى الله عليه وآله وسلم، والفائدة الجليلة الّتي جاءت بها الآية الشريفة هي النّصّ على الخليفة الشرعي بصفته ونعته.
ومعلومٌ لدينا أنّ ولاية الله ورسوله واجبة على الخَلْقِ، نحن نعلم ذلك من آياتٍ أُخَر غير آية الولاية ؛ فالرسول هو وليُّ المسلمين في حال حياته وزمانه، ولا ولايةَ لِأحدٍ عليه، لأنّ النّبيّ أَولى بالمؤمنين من أنفسهم ؛ فإن مات أو قُتلَ انتقلت الولاية منه صلى الله عليه وآله إلى خليفته الموصوف بالإيمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حال الركوع، وفقاً لِما أخبرَتْ به آية الولاية.
وبناءً على ذلك، نعلم أنّ أداة القصر " إنّما " دالّة على إثبات الإمامة خِــلافةً عن رسول الله صلى الله عليه وآله لِمَن تحققَتْ فيه الصفات المذكورة في الآية منفيةٌ عمّن عداه.


رد مع اقتباس
قديم 2016/06/08, 04:34 PM   #38
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

فائدة :

* الحرف " إنّما " يتضمّنُ معنى النّفي والاستثناء، ومن ثمّ يفيد القصر، أي الاختصاص ، وينفرد هذا الحرف بمزيّة النفي والإثبات دفعة واحدة ؛
" إنّما وليّكم ... " هو بمنزلة : ما وليّكم إلّا ... ". و " ما " و " إلّا " من أدوات القصر.

* 《 الاختصاص والتخصيص معناهما الإنفراد والإفراد ، فإذا قلت : اختصّ زيد بالمال فمعناه أنّه انفرد به لم يشاركه أحد من النّاس فيه ، وخصصته به أي أفردته من دون سائر النّاس بالمال ، كما صرّحَ به أهلُ اللّغة ، وقال الراغب : التخصيص والاختصاص والتخصص تفرّدُ بعض الشيء بما لا يشاركه فيه الجملة 》.
(شرح تلخيص المفتاح - بهاء الدين السبكي - الجزء الأول ).

* الألفاظ الّتي تأتي على وزن " فَعِيل " بمعنى " مفعول " يستوي فيها المفرد والجمع والمذكَّر والمؤنّث ، وتلك الألفاظ إمّا أن تكون صفات مشبَّهة أو صِيَغ مبالغة ؛ ويقول علماء اللّغة إنّ صيغ المبالغة ترجع عند التحقيق إلى معنى الصفة المشبّهة ، لأنّ الإكثار من الفعل يجعله كالصفة الراسخة في النّفْس.

* " وليّ " : صفة مشبّهة على وزن فعيل ، و " أَوْلى " صفة مشبّهة على وزن " أَفْعَل ". فعيل وأفعل من أوزان الصفة المشبّهة.
قال تعالى : " والله أعلم بما تصفون " ؛ " أَعلم " على وزن أَفعَل بمعنى فعيل ، أي عليم، صفة مشبّهة ؛ فالله جلّ وعلا قد أحاطَ بكلّ شيءٍ عِلما ، وعلمه سرمديّ أبديّ ، لا يتخلّله تغيُّر أو انقطاع ، وعلمه تعالى لا يُقاس بعلم أحد.

* " مَولَى " : الميم في اللّفظ هي ميم المفعول، وهو مشتَقٌ من الفعل " وَلِيَ " والمقصود به معنى الثبوت والدّوام ؛ { إنّما مَولى المؤمنين اللهُ ورسولُه والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } ؛ و " والي " اسم الفاعل ؛ و " وليّ " صفة مشبّهة وصيغة مبالغة ؛ و " أَوْلى " صفة مشبّهة وإسم تفضيل.

* 《 إذا كانت الصّفة المقترِنة بـِ " ال " صفةً مُشبّهةً، أو إسمَ تفضيل، أو صيغةَ مبالغة ، فإنّ " ال " الدّاخِلة عليها ليست موصولية، وإنّما هي حرف تعريف، لأنّ هذه الصفات تدلّ على الثبوت، فلا تشبه الفعل من حيث دلالته على التجدّد، فلا يصح أن تقع صلةً للموصول كما يقع الفعل 》.
(جامع الدروس العربية - الشيخ الغلاييني - الجزء الأول ).

* 《 ما جاء على زِنتَيْ اسمَي الفاعل ، والمفعول ، مما قُصِدَ به معنى الثبوت والدّوام ، فهو صفة مشَبّهة ، كطاهِر القلبِ ، وناعِم العيش ، ومُعتدِل الرّأي ، ومُستقيم الطّريقة ، ومَرضِيّ الخُلُق ، ومُهذَّب الطّبع ، وممدوح السّيرة ، ومُنقَّى السّريرة 》.
(جامع الدروس العربية - الشيخ الغلاييني - الجزء الأول). ..........................................

وتستمر الحكاية .......

خامساً : المقصود بـ " الّذين ءامنوا " الموصوف بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
حال الركوع، هل هو شخصٌ واحد أو مجموعة أشخاص ؟
........


رد مع اقتباس
قديم 2016/06/09, 07:38 PM   #39
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

خامساً : المقصود بـ " الّذين ءامنوا " الموصوف بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حال الركوع، هل هو شخصٌ واحد أو مجموعة أشخاص ؟.

الجواب : إنّ المراد بـِ " الّذين ءامنوا " في آية الولاية ، واحدٌ مُعَيَّنٌ، مقصودٌ بذاته وإسمه. بدليل ما يـــلي : ـ

1- أداة القصر الموجودة في الآية أفادت التوكيد والتّخصيص والأمر المخصوص لا يكون مستغرِقا للجميع ، لأنّه لا معنى للقصر إلّا إثبات الحُكْم للمخصوص ونفيه عمّا عداه. فالمراد بـِ " الّذين ءامنوا " بعضٌ لا كلٌّ.

2- معنى " وليّكم " في الآية ، الأَوْلى بكم الّذي تجب له الطاعة عليكم ؛ وحمل لفظ " الّذين ءامنوا " على الاستغراق باطلٌ، لأنّه لا يصح اجتماع ولاية أكثر من خليفة في نفس الزمان، فوجب أن يكون " الّذين ءامنوا " غير مستغرِق لجميع المؤمنين، وغير مستغرق لأكثر من واحد في نفس الزمن.

3 - لفظ " وليّكم " جاء مفرداً مضافاً إلى ضمير الجمع، والضمير عائد على جميع المؤمنين، فلو كان لفظ " الّذين ءامنوا " مستغرقاً لجميع المؤمنين لأدّى إلى أن يكون كلّ واحدٍ وليّ نفسه وهو باطل.

4 - " الّذين ءامنوا " اتّصلَ به تابعٌ لإتمام معناه ، وهو قوله تعالى :
" الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".
وهذا التابع أفاد التخصيص والتمييز والتوكيد ، ونفي الاشتراك ، فلا يصح أن يكون المراد بـ " الّذين ءامنوا " الجميع ، لأنّ قوله تعالى : " وهم راكعون " جملةٌ حالية ، وهي حال متنقِّلة ، أي أنّها ليست حاصلة لجميع المؤمنين ، إنّما هي وصفٌ مخصوصٌ لِذي هيئةٍ مخصوصة، وفي زمنٍ مخصوص، والمقصود بها واحدٌ معيَّن، هو الّذي انطبق عليه النّعت المذكور.

وبالنّعت المذكور في الآية الشريفة ، وأداة القصر " إنّما " تمّ إخراج لفظ " الّذين ءامنوا " من العموم إلى الخصوص ، وتأكّدَ معنى الاختصاص بما لا مزيدَ عليه ؛ فكيف يُقال بعد كلّ هذا : إنّ اللّفظ مستغرق لجميع المؤمنين ؟!
نعوذ بالله من سُبات العقول.

5 - " الّذين ءامنوا " من الألفاظ الكثيرة الورود في القرآن الكريم، وقد عرفنا من آي الذِّكرِ الحكيم أنّ إجراء صفة الإيمان على المخاطَبين بصورة عامّة لا يعني أنّ المخاطَبين كلّهم أجمعين مؤمنون حق الإيمان ، بل منهم المؤمنون ومنهم دون ذلك.
منهم مَن حذّره القرآن من الارتداد عن الدّين، والانقلاب على الأعقاب؛
فليسَ كلُّ ما يلمعُ ذهَـبَـاً.

والّذي تفرّدَ به " الّذين ءامنوا " في آية الولاية ، هو الاختصاص ، وشهادة القرآن له بالإيمان ؛ ومن أجل توكيد هذا المعنى ، وتقرير هذه الحقيقة ، نجد أنّ الآية الشريفة قد قدّمَتْ نعتا دقيقا ميّز الموصوف عن غيره أكمل تمييز.
كما أنّ " الّذين ءامنوا " معطوفٌ على رسوله ، والرسول ص مؤمنٌ حقّا ، فيثبت للموصوف نفس الإيمان الثابت للرسول ؛ فالموصوف مؤمنٌ حقّاً.

وتحقُّق صفة الإيمان في الموصوف أخرجَ اللّفظ من العموم إلى الخصوص، لأنّ الإيمان الحقّ صفةٌ مفقودةٌ عند الأكثريّة ؛ فهي ليست متحقّقة في جميع المندرجين تحت هذا الاسم العام ـ الّذين ءامنوا ـ يشهد على ذلك الشرع الحكيم.

قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾.
وقال تعالى : ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾ .
تأمّل إلى قوله عزّ وجلّ : " وقليلٌ ما هم ".

وقال تعالى : ﴿ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ .
فهذا نوحٌ عليه السلام، ظلّ يدعو قومَه، ليلاً ونهاراً، لِمدّة عشرة قرون، ومع ذلك، ما ءامنَ معه إلّا قليل ؛ والقوم الّذين أُرسِلَ إليهم خاتمُ النّبيين صلى الله عليه وآله لا يختلفون عن قوم نوح ، فهؤلاء مثل أولئك وليسوا ملائكة، بل الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً ؛ فليس من الحكمة أن نُزكّي الآخرين بأكثر ممّا يستحقون.

قال رسول الله ص : { ألا وإنّه يُجاءُ برجالٍ من أُمّتي فيؤخَذ بهم ذات الشمال، فأقول : يا ربّ أُصَيحابي ، فيُقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبدُ الصالح : وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلمّا توفّيتني كنتَ أنت الرقيب عليهم وأنت على كلّ شيءٍ شهيد ؛ فيُقال : إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتَهم }.
( صحيح البخاري ).

إذاً، الموصوف في آية الولاية مؤمنٌ حقّ الإيمان، وهذا يؤكّد أنّ الآية خاصة وليست عامّة، ولا مجالَ فيها للاشتراك أو الاستغراق، والموصوف فيها ليس إلّا واحداً معيَّنا، هو المؤتي الزكاة حال الركوع.

6 - " الّذين " من الأسماء الموصولة ؛ وهو بمنزلة الاسم الموصول " مَن " أي يستوي فيه المفرد والجمع، والمذكَّر والمؤنّث، ويتم تعيين المعنى المراد وفق القرائن ذات الصّلة.

وسوف نؤكّد هذه الحقيقة اللغوية بالعديد من الأدلّة : ـ

أ - استواء المفرد والجمع في الاسم الموصول ( الّذين ) :

* قال تعالى : ﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾ .
الطفل : متبوع ؛ الّذين.. : تابع.

يشترط النّحاةُ في التابع أن يكون مطابقاً للمتبوع في الإفراد والتثنية والجمع ؛ ونحن نجد في الآية الكريمة أنّ المتبوع بصيغة الإفراد، والتابع بصيغة الجمع ، وإنّما جاز ذلك لأنّ " الّذين " يستوي فيه المفرد والجمع.
" الّذي والّذين " بمنزلةٍ واحدة ، ويتمّ معرفة المعنى المراد وفق القرائن.

أو الطفل الّذين ، هو بمنزلة أو الطفل الّذي ؛ والتابع في الآية أفاد التعريف والتخصيص ، فالطفل الّذي ينطبق عليه الوصف المذكور يُباح للمرأةِ المسلمة أن تُظهرَ زينتَها أمامه ، وما عدا ذلك من الأطفال فهو غير مُباح.

ووفقاً للقاعدة النّحوية : ( الجُمَل بعد النّكرات صفات وبعد المعارف أحوال ) فإنّه يجوز إعراب التابع نعتاً على اعتبار أنّ المتبوع نكرة في المعنى، ويجوز إعرابه حالاً على اعتبار أنّ المتبوع مُعرَّف بـ (ال) تعريفا لفظيّا.

* وقال تعالى : ﴿ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾.

{ كالّذي خاضوا } : الاسم الموصول بصيغة الإفراد، وصِلته بصيغة الجمع.
وإنّما صحّ ذلك لأنّ (الّذي) اسم موصول يستوي فيه المفرد والجمع؛ وليس صحيحاً ما يذكره النّحاةُ من أنّ النون حُذِفَت للتخفيف ، فليس كلّ ما قاله النّحاةُ صحيحاً ؛ بل الصحيح أنّ (الّذي) اسم موصول مشترك، حكمه حكم الاسم الموصول ( مَن ) و ( ما ) ؛ والجمع في (الذين) يعتبر ملحقا بجمع المذكر السالم، وليس جمع مذكر سالما.

* وقال تعالى : ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾.

استخدم " أولئك المتقون" ، وهو جمع، للإخبار عن "الّذي" وهو مفرد.
فالمتقون : هم أولئك الّذي جاء بالصدق وصدّقَ به.

هُم : ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب، جيء به للتوكيد، وللإيذان من أوّل الأمر على أنّ ما بعده خبَرٌ لا صفة ؛ ومعلوم أنّ الخبر ركنٌ أساسيٌّ في الجملة، لا تتمّ الفائدة إلّا به. فالمتقون خبر " الّذي ".

وهذا يفيد أنّ " الّذي والّذين " بمنزلةٍ واحدة، المفرد والجمع فيهما سواء.

واللّطيفة البيانية الرائعة في الآية هو تضمّنها لعنصر التشويق، ويتجلّى ذلك بتقديم المُسنَد إليه " المبتدأ " والإتيان بفاصل بينه وبين المسنَد " الخبر "؛
فالمسند إليه : الاسم الموصول "الّذي" والجملة الّتي بعده : جاء بالصدق وصدّقَ به، صلةٌ له.
والاسم الموصول وصلته متلازمان كأنّهما شيءٌ واحد ؛ والمخاطَب في هذه الحالة، يتطلّع شوقاً إلى معرفة الخبر؛ ما شأن الّذي جاء بالصدق وصدّق به يا تُرى ؟. فجاء الخبر متأخِّراً : أولئك هم المتّقون. وبه تمّت الفائدة.

والقصد من تضمين الآية معنى التشويق هو تنبيه المخاطَب لكي يدركَ الفائدة العلمية الّتي تضمّنَها النّص القرآني، وهي أنّ "الّذي" اسم موصول مشترك، والمفرد والجمع فيه سواء، ويتم تعيين المعنى المقصود بقرينة.

* وقال الشاعر :
إنّ الّذي حانت بفلجٍ دماؤهم
همُ القومُ كلّ القومِ يا أمّ خالد.
( الأشهب بن رملية ).

ينطبق على هذا البيت الشعري نفس الكلام المذكور في الآية آنفاً، ولا غرابة في ذلك فالقرآن نزلَ بلغّة العرب.

إنّ الشاعر استخدم الاسم الموصول بصيغة الإفراد وأخبر عنه بصيغة الجمع ؛
ألا ترى كيف أنّ الشاعر أكّدَ الخبر بأكثر من مؤكِّد، وكلّها ألفاظ دالة على الجمع والشمول ؛ قال : هم القوم ، ثمّ أكّد مرةً أخرى فقال : كلُّ القوم ؛
فالبيت واضح الدّلالة على أنّ "الّذي" اسمٌ موصولٌ يستوي فيه المفرد والجمع ؛ وللمتكلِّم الخيار في أن يستخدم " الّذي " أو " الّذين " وفقا لِما يقتضيه مقام الخطاب، والدّلالة المعنويّة الّتي يريد المتكلِّمُ إيصالَها إلى السّامِع.

ب - استواء المذكَّر والمؤنّث في لفظ ( الّذي = الّذين ) :

* قال تعالى : ﴿ وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿١١﴾ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾

إذاً، مثال الّذين ءامنوا : امرأة فرعون ، ومريم ابنت عمران ، عليهنّ السلام.

محل الشاهد، هو أنّ لفظ "الّذين" مستعمَل للكناية عن مؤنّث، امرأة فرعون، ومريم ابنت عمران.
وإنّما جاز ذلك لأنّ اللّفظ يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث ؛
ولو كان ذلك غير جائز لقال : ضرب الله مثلاً للمؤمنات امرأة فرعون ومريم ابنت عمران.

* وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ﴾.
قال : هذه البلدة الّذي حرّمَها ؛ ولم يقل : الّتي. لأنّ اللّفظ يستوي فيه
المذكَّر والمؤنّث.

وبناءً على ذلك، نعلم أنّ " الّذين ءامنوا " في آية الولاية ، إنّما هو مؤمنٌ واحد، والتعبير عنه بصيغة الجمع صحيح تماماً، لأنّ اللّفظ يستوي فيه المفرد والجمع، كما أنّه معطوفٌ على رسوله، ولفظ " رسول " يستوي فيه المفرد والجمع، وكذلك " وليّ " يستوي فيه المفرد والجمع، والمقام مقام تعظيم ورفعة ؛
فآية الولاية في غاية الحسن والفصاحة.

7 - يصح التعبير عن المفرد بصيغة الجمع في آية الولاية ، لأنّ " وليّ " مبتدأ صفة، مسبوقٌ بنفيٍ في المعنى ؛ إذ أنّ معنى " إنّما وليّكم " هو " ما وليّكم إلّا ". ولهذا جاز التعبير عن المفرد بصيغة الجمع.
وفي هذه الحالة ، يجوز إعراب " الله ورسوله والّذين ءامنوا ..." فاعل أو نائب فاعل، سدّ مسدّ الخبر ؛
فاعل، على اعتبار أنّ "وليّ" صفة مشبهة أو صيغة مبالغة من اسم الفاعل " والي " ، والوالي هو الحاكم.
{ ما واليكم إلا الله ورسوله والّذين ءامنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }.
ونائب فاعل، على اعتبار أن "ولي" بمعنى مفعول، أي مولى.
" ما مولاكم إلّا الله ورسوله والّذين ءامنو الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

8 - الألِف واللّام " ال " ، الدّاخلة على لفظ " الّذين ءامنوا " تفيد العهد وليس الاستغراق ؛ بدليل ما يــلـي :

* الأدلّة المذكورة آنفاً على أنّ المقصود بـ "الّذين ءامنوا" واحدٌ معيَّنٌ تُعتمد دليلاً هاهنا على أنّ الألِف واللّام للعهدية.

* لفظ " راكعون " عبارة عن صفة صريحة ، إسم فاعل ، وهو مجرّدٌ من الألف واللّام ، وهذا يفيد أنّ الألِف واللّام الدّاخلة على صاحب الحال دالّة على العهد الحضوري وليس الاستغراق.

* " الّذين ءامنوا " موصولٌ بوصفٍ من تمام معناه ، فهو شبيه بالمضاف، والإضافة هاهنا معنويّة ، أفادت التخصيص والتعريف والتأسيس.

ومعلومٌ أنّ الألفاظ الّتي تدخل عليها "ال" المفيدة للاستغراق والشمول لا تكون مضافة إضافةً معنويّة.
وعليه، فإنّ الألِف واللّام الدّاخلة على اللّفظ دالّة على العهد والقصر والتأسيس.

* آية الولاية عبارة عن جملة خبرية معهودة ، فالمخاطب لا يجهل النّعت المذكور في الآية ـ إيتاء الزكاة حال الركوع ـ فالموصوف بهذا الوصف معروفٌ ، معلومٌ لدى المخاطَبين ؛
معرفة حسيّة حضورية بالنّسبة للمخاطبين عند نزول الآية،
ومعرفة ذهنية معنوية بالنّسبة للمخاطَبين في كلّ زمان ومكان، لأنّ الحال في الآية متنقِلة ، ويستحيل أن يكون صاحب الحال أكثر من شخص في نفس الزمان والمكان.

وبناءً على ذلك، نعلم أنّ "ال" الدّاخلة على " الّذين ءامنوا" في آية الولاية، دالّة على العهد وليس الاستغراق ، واللّفظ موضوعٌ للكناية عن معهودٍ مخصوص، وهو المؤتي الزكاة حال الركوع.

و " الإلّ " هو العهد، وله معانٍ أخرى.
والعهـــد، في الشرع، هو الإمامة ؛ فهي عهد الله ؛ قال تعالى :
﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }.

وهكذا تعلم عزيزي القارئ، أنّ جميع القرائن والشواهد والأدلّة في آية الولاية، توضح بجلاء أنّ الآية الشريفة دالة على الإمامة، وإيجاب ولاية الأمر خِلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
{ بقيّة الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين }.

9 - لفظ الجمع في آية الولاية، جاء لفائدة بيانية ؛ والمستفاد من قوله تعالى : " الّذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " هو المدح والتعظيم ؛ ولو قال : " الّذي ءامن...." لما كان المعنى دالّاً على ذلك. بدليل :
* المعنى في الآية الشريفة هو ولاية الأمر، وهي رئاسة عامّة في الدِّين والدُّنيا جميعاً ؛ وقد عرفنا من آية " الإطاعة " أنّ من جملة فوائد الحذف الّذي وقع في لفظ "أولي الأمر" هو التنبيه على شرف الولاية وعظيم منزلتها ، ورفعة شأن المستحِقّين لها.

لفظ الجمع بحد ذاته ، أفاد أنّ الآية دالّة على ولاية الأمر، لأنّ التعظيم والتبجيل لا ينسجم إلّا مع مفهوم الإمامة ؛ وقد تمّ استخدام الإسم الموصول بصيغة الجمع للدّلالة على أنّ الموصوف أهلٌ للإمامة ، والسيادة التامة ؛
لفظ الجمع عبارة عن تزكية إلهية للموصوف.

* "الّذين ءامنوا" معطوف على "رسوله"، وهو معطوف على "الله" ؛ واستخدام لفظ الجمع أفاد التشريك بين المتعاطفات في المعنى البلاغي الدّال على التعظيم.

فنحن نعلم أنّ الله : لفظ الجلالة ، ينطوي فيه كلّ دقيق وجليل ، وهو جامع لكل صفات الجلال والكمال.
كما أنّ الرسول : لفظ يدلّ على الشرف والفضل ، وعظيم المنزلة ، ينطوي فيه كلّ قول بليغ ، ومعنىً شريف، حوى كلّ المحاسن وأوتيَ جوامعَ الكلم.

ومن أجل التشريك في ذلك المعنى ، كان الموصوف في آية الولاية بصيغة الجمع ، كي يتناسق السّبك في الخطاب ، وتصح المناسبة المعنوية الجامعة بين المعطوفات الدّالة على التعظيم والتبجيل.
هــكـذا هي البـــلاغـــة أيها العرب.

* آية الولاية وآية الإطاعة هما الآيتان التوأم في كتاب الله.
" آياتٌ محــكماتٌ هنّ أمُّ الكتاب ".

* اللّسان العربي يعبِّر عن المفرد بصيغة الجمع للدّلالة على المدح والتعظيم؛
قال الشاعر :
الحَكَمُ ابن أبي العاصِ الّذين همُ
غيثُ البلادِ ونورُ النّاسِ في الظُّلَمِ.
( الفرزدق - ديوانه ).

قال : الحكم ابن أبي العاص الّذين هم؛ ولم يقُلْ : الّذي هو ؛ لأنّ المقام مقام مدحٍ وتعظيم.

وبناءً على ذلك البيان القرآني الشريف ، تكون آية الولاية بنياناً بالغَ التمام، رفيعَ المقام ، واضحة الدّلالة على أنّ الموصوف بالإيمانية وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة حال الركوع مماثلٌ لرسول الله في الكمال الإنساني، له المدح الأبهى والشرف الأسمى ، والمقام الأسنى.

بشرٌ كمُلَت فيه الفضائل الإيمانية ، واجتمع فيه من القيم ومكارم الأخلاق ما تفرّقَ عند غيره ، حتى استوى فيه المفرد والجمع ، فكان خليقاً بالمدح والتعظيم، جديراً بالطّاعة ، ومقام الولاية خِلافةً عن سيّدِ وُلْدِ آدم َ محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثانـِيـه في كَـبـدِ السّمـاءِ ولم يكُـن
لاثنين ثانٍ إذ هُما في الغارِ .

.....................................

تلكم هي الشواهد والأدلّــة الّتي تثبت أنّ " الّـذين ءامنـوا " في آية الولاية، شخصٌ واحد، مقصودٌ بذاته وصفته، وهو المؤتي الزكاة حال ركوعه.
وأنّ الألِف واللّام في "الّذين ءامنوا" دالّة على العهدية وليس الاستغراق أو الشمول.

..........................................

واعلم أخي القارئ ، أنّنا بذلك نكون قد عثرنا على كنزٍ من كنوز العـلـم والمعرفة، وسيكون لذلك بمشيئة الله، أثراً طيّباً في نفوس المؤمنين، على الصعيدينِ، العقائدي والمعرفي.

كنزنـا الثــمين يتمثّل بالمعـــاني الشـــريفة واللّآلئ المكنونـــة في " الّــذين ءامنــوا " في آيـة الولايــة.

☆ معاني الألف واللّام في " الّذين ءامنوا ".
☆ معاني الاسم الموصول في آية الولاية.
☆ معاني الإيمان في آية الولاية.
.........................................

وفي رحاب الولاية، تستمر الحكاية ...............


رد مع اقتباس
قديم 2016/06/10, 02:33 AM   #40
أبو زينب اليمني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4529
تاريخ التسجيل: 2016/04/22
المشاركات: 1,034
أبو زينب اليمني غير متواجد حالياً
المستوى : أبو زينب اليمني is on a distinguished road




عرض البوم صور أبو زينب اليمني
افتراضي

☆ معاني الألف واللّام في " الّذين ءامنوا ".
☆ معاني الاسم الموصول في آية الولاية.
☆ معاني الإيمان في آية الولاية.

قبل الدّخول في لجّة بحر النّور نودّ أن نقدِّم للقرّاء الكرام فـائــــدة :

* أداة التعريف هي الألِف واللّام، وليس اللّام وحدها ؛ وهمزة "ال" همزة قطعٍ وُصِلت لكثرة الاستعمال ؛ وأداة التعريف "ال" لها دلالاتها المعنويّة الخاصة بها، والّلام لوحدها لها دلالاتها المعنوية الخاصة بها ؛ فلا يصح أن تكون اللّام لوحدها أداةً للتعريف.

* إنّ اللّغة، عربيةً كانت أو غير عربية ، عبارة عن مجموعة من المفردات المتشابهة، وأحياناً المتطابقة في اللّفظ، لكنّ المعنى قد يختلف تماماً ، والعبرة في المعنى لا في الألفاظ.

المعنى هو بيت القصيد في المسألة، ولولاه لَمَا تجشّمَ علماءُ اللّسانيات شيئاً من السهر والعناء، ومن أجل ذلك، تمّ طرح العديد من النّظريات والمقاييس للتفريق بين المعاني، وهي تؤكِّد أنّ معنى اللّفظ يتحدّد من خلال استعماله ووضعه في سياق معيَّن.


والألفاظ ليست إلّا وعاءً أنيقاً للمعاني ؛ ولا بدّ للّفظِ من دلالات معنويّة مفهومة، وإلّا فقَدَ الكلام قيمته وذهبت فائدته، وتحَوّلَ هذياناً.
وخير مثالٍ يوضّح ما حكيناه، هو لفظ " الّذين ءامنوا " الكثير الورود في القرآن الكريم، ولكنّ هذا اللّفظ في آية الولاية، يختلف عن غيره من الأسماء الموصولة اختلافاً تامّاً من حيث المعنى .

لقد تفرّدَ اللفظ عن غيره بدلالة سياقية منقطعة النّظير، وتميّزَ بقوة المنطق والبيان إلى درجة أنّ المرء يكاد يجد معنى خاصاً لكلّ حرفٍ من حروف آية الولاية.
وجميع الشواهد المتّصلة باللّفظ دلّت بوضوح على أنّ
" الّذين ءامنوا " في الآية ، موضوعٌ لـِ " الكناية عن معهود مخصوص".

* " الّذين ءامنوا " في آية الولاية : عهد كنائي ، وإسم موصوف، وهو جامد مؤول بالمشتق.

* " وليّ " في الآية : اسم صفة ، وهو مشتق.

* " الّذين ءامنوا " في الآية : عَلَمُ جنس، وعَلَمُ كناية.

* " الّذين يقيمون الصلاة .... إلخ " : عهد ذهني ، تابعٌ للاسم الموصول الأوّل.

يقول العلّامة عبد القاهر الجرجاني ، في سِفْره الخالد ، دلائل الإعجاز :
{ إعلَمْ أنّ لك في " الّذي " عِلماً كثيراً ، وأسراراً جَمَّة ، وخفايا إذا بحثتَ عنها وتصورتَها ، اطَّلعتَ على فوائدَ تؤنس النّفْس ، وتثلج الصدر ، بما يفضي بك إليه من اليقين ، ويؤدّيه إليك من حُسنِ التبيين }.
(دلائل الإعجاز - عبدالقاهرالجرجاني ).
لله درّه قولاً ما أحسنَه ، صدَقَ هذا العالِمُ النِّحرير.

فهيّا بنا إلى معرفــــة " الّـــذين ءامـنــــــوا " ؛ فهنا الجواهر واللآلئ والدّرر، هُنـــا الــزخــرف ، هُنـــا بحـــر النّــور.



☆ معــاني الألِف واللّام :

1 - العهد الكنائي : اللّفظ موضوع للكناية عن معهود مخصوص ، وهو المؤتي الزكاة حال الركوع.

2 - العهد الحضوري : صاحب الحال حاضرٌ بشخصه، مشاهَد للحاضرين عند نزول آية الولاية.

3 - العهد الذّهني : الحال في الآية حال متنقّلة، يدركها العقلاء إدراكاً معنوياً، فهي معلومة مُتصوَّرة في الأذهان ؛ وصاحب الحال ليس إلّا واحداً معيَّناً، لأنّه يستحيل أن يكون صاحب الحال أكثر من واحد في نفس الزمان والمكان.

العهد الكنائي ، والحضوري ، والذّهني ، هو الدّليل الّذي يقودنا إلى معرفة صاحب الحال عن طريق العهد الذّكري الصريح.

4 - الألف واللّام أفادت تقرير حقيقة، وهي أنّ الموصوف مؤمنٌ حقاً، والإيمان صفة متحقِّقة فيه بصورة دائمة وراسخة، فلا خوفٌ عليه من الارتداد عن الدّين أو الانقلاب على الأعقاب.

5 - الألف واللّام أفادت كمال الوصف للموصوف ، وأنّه هو المؤمن الكامل في الإيمان ، الجدير حقّاً بهذا الوصف ، قد اجتمع لديه من الفضائل الإيمانية ومكارم الأخلاق ما جعل الإيمان مقصوراً عليه ، خاصّاً به ، لا يدانيه في ذلك أحد، ولا يُقاس به أحد.

6 - الألِف واللّام دلّت على التأسيس، حيث إنّها أفادت معنى آخر من معاني " الّذين ءامنوا " لم يكن حاصلاً من قبل ؛ فكما أنّ الألف واللّام دلّت على العهدية، ودلّت على القصر، وأفادت أنّ الموصوف مؤمنٌ حق الإيمان فإنّها قد أفادت معنى آخر، وهو أنّ الموصوف " أمين ".

هناك توافق معنوي بين الفعل " ءامَنَ " والفعل " أمِنَ " ، والإيمان والأمان وما اشتُقّ منهما بمعنى واحد.

والأمين هو المؤتمَن، المأمون : الموثوق بعدله وعهده وأمانته ؛
الأمين : وليّ الأمر، الإمام.

قال الشاعر :
وأنت أمينُ الله في النّاس كلّهم
علينا وفيما احتاز شرقٌ ومَغرِبُ.
(هاشميات الكميت - ديوانه).

وقال الشاعر :
لنا الموقفانِ والحطيمُ وزمزمُ
ومِنّا على هذا الأنامِ أمينُها.
(الفرزدق - ديوانه).
........................................

" إنّما وليّكم الله ورسوله والأمين الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون ".
" إنّما وليّكم الله ورسوله والإمام الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة وهم راكعون ".

التابع في الآية يبقى بصيغة الجمع كما هو، لأنّ المتبوع
" الإمام " يستوي فيه المفرد والجمع ، و " الّذين " يستوي فيه المفرد والجمع ، كما أنّ المقام مقام مدح وتعظيم.

ألمْ أقُل لكم إنّ " الّذين ءامنوا " في آية الولاية ، يختلف اختلافاً تاماً، من حيث المعنى ، عن الأسماء الموصولة المتطابقة معه في اللّفظ ؟.

بقيَ للألِف واللّام فائدة بيانية دقيقة، تحتاج إلى فكر ثابت، وحس مرهَف، وقلب سليم ، لأنّ الدّلالة المعنوية، هاهنا، من عجائب فنون البلاغة، ولها شأنٌ وفخامة ونُبْل، وهي من سحر البيان الّذي يعجز المرءُ عن تأدية حقّه.
وإليك هذه الفائدة البيانية وبالله التوفيق،

7 - إنّ آية الولاية لا تريد إخبارك بأنّ الموصوف هو المجسِّدُ للإيمان الأكمل، وأنّه المؤمن المعهود بالصدق والعدل والأمانة، ولا قصر جنس الإيمان عليه مبالغةً وتعظيماً ؛
لا تريد إخبارك بهذا وحسب، بل تريد أن تقول لك : هل سمعتَ بالإيمان ؟ وهل تدري ما هو ؟
فإن كنت لا تدري ، فاعلم أنّ الموصوف في آية الولاية هو الإيمان بعينه، هو الإيمان ذاتُه ، هو الإيمان كلُّه ؛ الإيمان اسمٌ من أسمائه.
لم يعد الإيمان صفةً دائمةً في الموصوف وحسب، بل صار الإيمان عَلَمَاً له، إسمـــاً وكنيـــــةً ولقبـــاً.

" إنّما وليّكم الله ورسوله والإيمـان ".
الإيمــان ؟!. ما هو الإيمان ؟. فجاء البيان :
" الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ".

" الإيمان " في الآية الشريفة : عَلَمُ جنس وعَلَم كناية ؛ ولكن صاحب هذا الاسم لا يزال مبهماً ، مجهول الهويّة ، إسمه الخاص مجهول.
.....................................

☆ معــاني الاسم الموصول في آية الولاية

ذكرنا آنفاً معاني الألف واللّام الدّاخلة على "الّذين" ، وهنا نذكر ما تبقّى من معاني الاسم الموصول.
معنى " الّذين = الّذي " في آية الولاية، والموضوع للكناية عن معهود مخصوص، وهو المؤتي الزكاة أثناء الركوع، المكَنَّى بالإيمان .
" إنّما وليّكم الله ورسوله ولَهذا المؤمنُ الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
" إنّما وليّكم الله ورسوله و لَذو الإيمان الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
" إنّما وليّكم الله ورسوله و أولوا الإيمان الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
" إنّما وليّكم الله ورسوله و لَذَاتُ الإيمان الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " .
" إنّما وليّكم الله ورسوله ولَأهلُ الإيمان الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون ".
.....................

بيــان وتحـديـــد

* لفظ " الإيمان " الوارد في النّصوص السابقة، يُعتبَر عَلَمَ جنسٍ وعلَمَ كنايةٍ من جهة، وصفة مدحٍ وتعظيمٍ من جهةٍ أخرى.
والصفة المقصودة هنا، هي الصفة المعنوية، الّتي هي من خصائص عِلْمِ المعاني، وليس النّعت الّذي هو من خصائص علم النّحو.

* الألفاظ الواردة في النّصّ " ذا ـ ذو ـ ذات ـ أولوا ـ أهل " هي معاني الاسم الموصول في آية الولاية ، ولا يُحمَل الاسم الموصول على هذه المعاني إلّا إذا كانت الألف واللّام دالّة على العهدية ؛ تماماً كما في آية الولاية .

ذا : اسم موصول بمنزلة " الّذي ".
ذا : تلحقه هاءُ التنبيه فيكون اسم إشارة " هذا ".
ذو : اسم موصول بمنزلة " الّذي".
ذو : اسم ناقص، يدخل على أسماء الأجناس، وأسماء الأعلام، والمضمرات.
أولوا = ذوو : المفرد ذو ، بمعنى صاحب أو أهل ؛ الجمع : ذوون، ملحق بجمع المذكّر السالم ، وتُحذَف النون عند الإضافة.
ذات : معنىً من معاني ذو ، وذات الإيمان أي الإيمان نفسه، الإيمان.
تقول العرب : جاء ذو زيد، معناه : جاء زيد نفسه، أي صاحب هذا الاسم زيد. وقولهم : ذو الخلصة ؛ الخلصة اسم عَلَم لِصنم ، و " ذو " كناية عن بيته.
ذو :اسم من الأسماء الخمسة، و ذو: صِلة، أي زائدة.
و ذو : لفظ كنائي.

قال نجمُ الشعراء الكميت الأسدي :
إليكم ذوي آل النّبي تطلَّعتْ
نوازعُ من قلبي ظِماءٌ وألبُب.ُ
(هاشميات الكميت - ديوانه).
ذوي : جمع ذو، وهو صلة، ولفظ كنائي، ويجوز أن يكون بدلاً من "آل".

* اللّام الدّاخلة على معاني الاسم الموصول هي اللّام المزحلَقَة، وقد وقعَتْ على اسم مَكْنِيّ ، وجيء بها لإفادة معنى .
والدّلالة المعنوية للّام هنا هي :
* التوكيد والتحقيق .
* الابتداء.
* القَسَم.
* التبليغ.
* الولاية.
* الاختصاص.
* المُلْك.
............. ............................

* التابع في النَّصّ ، وهو قوله تعالى : " الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ؛ يبقى بصيغة الجمع كما هو لا بصيغة الإفراد ، لأنّ صيغة الجمع لها دلالة معنوية مهمّة ، وهي تمييز ذات الموصوف وجنسه ؛

الدّلالة المعنوية لصيغة الجمع في الآية الشريفة :

* الدّلالة على أنّ الموصوف ذات بشريّة لا ذات إلهية، لأنّ المؤمن والوليّ من أسماء الله ، والله عزّ وجلّ أحدي الذّات،
لا يُجمع.

* قوله تعالى : " وهم راكعون " عبارة عن حال ، والحال وصفٌ لِذوي الهيئات والأجسام ، المحدودين زماناً ومكاناً ، والركوع كيفيّة حسية وكيفية كمِّية.
حسية من حيثُ كونها مُدرَكة بالحواس والأذهان ، وكمّية من حيث كونها انحناءً.
والله تعالى يجلُّ عن الكيفية ، والجسميّة ، والعددية ، لا تدركه الأبصار، ولا تحدّه الأماكن والأزمان أو تتصوّره الخيالات والأذهان ؛ ليس كمثله شيء ، ولا تحدّه اللّغات جلّ جلاله ، وتقدّست أسماؤه.
فاستخدام لفظ الجمع، والجملة الحالية ينفي توهُّم أن يكون الموصوف ذات إلهية.

* مجيء التابع بصيغة الجمع له دلالة معنوية أخرى ، وهي المدح والتعظيم للموصوف، وفي نفس الوقت، نفي الإلوهية عنه.
وبذلك حصلَ التشخّص والتعيين ، وامتنع وقوع الاشتراك في الوصف والاسم.
وقد عرفنا أنّ "الّذين ءامنوا" موضوع للكناية عن معهود مخصوص، فيكون " الإيمان " عَلَمَاً للمعهود في الذِّهن ، وهو الموصوف بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حال الركوع ، والموصوف بهذا الوصف بشرٌ.

فالإيمان إذاً ، اسمُ عَلَمٍ لبشر ، إسمٌ ولقبٌ وكُنية ؛ عَلَمٌ مختَصّ بالمعهود في آية الولاية ، ولا يتعدّاه إلى غيره.

* يصح لُغويّاً ، أن يكون التابع بصيغة الجمع ، لأنّ المتبوع يستوي فيه المفرد والجمع ، لفظاً ومعنى.

..........................................

فائدة :


* الأسماء المكنية : ألفاظٌ يُكَنَّى بها عن مبهَم ، ولا يُعرف معناها إلّا بقرينة ؛ أي أنّ مُسمّاها الخاص مجهول مستور ، ولا يُعلم إلّا بقرينة زائدة.
وليس المقصود بالكناية هنا الكناية المعلومة من علم البيان ، بل المراد استعمال المبهَم في معيَّن بقرينةٍ فأشبهَ الكناية.
ويندرج تحت هذا المفهوم كلّ لفظٍ مبهم في المعنى ، مثل الضمائر ، والأسماء الموصولة، وأسماء الإشارة ، والنّكرة المقصودة.

الكناية في هذا الموضع وأمثاله ، عبارة عن وجهٍ خَفيّ لِحقيقةٍ معلَنَة ، والعبقري مَن يتوصّل إلى كشف المستور ، ومعرفة المبهَم.

* " ذو الإيمان " في الآيـــة الشريفة ، يعتبر عَلَمَاً بالكناية ، والمقصود بالكناية هنا، الكناية البيانية ، المعلومة من عِلم البلاغة.
وذلك أنّ المُركَّب الإضافي " ذو الإيمان " ـ قبل أن يصير عَلَماً ـ معناه : الملازم للحقّ والصِّدق والأمن والأمانة و.....الخ .
ويلزم من هذا أنّ الموصوف " مؤمنٌ وأمين ومؤتمن وصِدِّيق "؛
فيكون المعنى انتقالاً من الملزوم "ملازمة الإيمان" إلى اللّازم " كونه مأموناً وصِدِّيقاً ".
وبناءً على هذا المعنى الوضعي ، صار " الإيمان " عَلَمَاً على ذات.

والكناية هنا ، تضمَّنَتْ مجموعةَ معانٍ ، أي أنّها دالّة على معانٍ عدّة ، تعدّد معاني " ذو " وتعدّد معاني " الإيمان ".

.........................................

وتستمر الحكاية ..........
☆ معاني الإيمان : .......


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فواصل السلام عليكم ...فى امان الله،،(متجدد) طريقي زينبي الصــور العامة 6 2013/04/25 11:46 AM
خمس ايات في سورة النور عن اهل البيت عليهم السلام..! حنين الورد الحوار العقائدي 6 2013/03/14 09:36 PM
( زواج النور من النور ) اثبات المخالفين اهل الرحمه الحوار العقائدي 1 2012/11/12 02:26 AM
مناسبة زواج النور من النور ابوشهد خيمة شيعة الحسين العالميه 5 2012/11/08 02:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |