2013/12/11, 07:03 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
البلايا سبب للعودة إلى الحق
و لمّا كانت المعاصي و الذنوب من أكبر الأسباب التي توجب بعد الإنسان عن الهدف الذي خلق الإنسان من أجله ، و تعرقل مسيرة تكامله ، لأنّ الذي يعيش طيلة حياته في الكذب و النفاق و غيرها من المعاصي لايمكن أن يتوصّل إلى هدف الخلقة بل يبقى كالحيوان غائب الرشد سادر الفكر ، كان لابدّ من صدمة تعيده إلى رشده ، و تردّه إلى صوابه ، و كذلك تفعل البلايا و المصائب فإنّها بقطعها نظام الحياة و ايقافها للإنسان العاصي على نتائج أعماله توجب رجوعه إلى الحقّ و عودته إلى العدالة ، أو تدفعه إلى أن يعيد النظر في سلوكه و منهجه في الحياة على الأقل. إنّ القرآن الكريم يشير إلى هذه الحقيقة ـ بوضوح لاابهام فيه ـ إذ يقول : ( ظَهَرَ الفَسَادُ فِى البَّرِ وَ البَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ اَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ( الروم/41 ). و يقول سبحانه في آية اُخرى : ( وَ لَوْ اَنَّ أَهْلَ القُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكات مِنَ السَّماءِ وَ الاَْرْضِ وَ لكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) ( الأعراف/96 ) نقطتان هامّتان : و يجدر بنا في ختام هذا البحث أن نشير إلى نقطتين هامّتين : الاُولى : إنّ بقاء الحياة على نمط واحد و وتيرة واحدة يوجب ملل النفس و كلل الروح و تعب العقل ، فلاتكون الحياة محبّبة لذيذة إلاّ إذا تراوحت بين المرّ و الحلو ، و الجميل و القبيح ، و المحبوب و المكروه ، إذ لايمكن معرفة السلامة إلاّ عند العيب ، و لاالصحّة إلاّ عند المرض ، و لا العافية إلاّ عند الاصابة بالحمّى ، ولاتدرك لذة الحلاوة إلاّ عند تذوق المرارة. و بالجملة لولا المرض لما علمت قيمة الصحّة ، و لولا الشتاء لما عرفت قيمة الصيف ، و هكذا. و من هنا نجد البنّائين و المهندسين إذا بنوا داراً تفنّنوا في بناء الجدران و السقوف ، فبنوها متموّجة متعرّجة لامسطّحة خالية من أية تعرجات و تموّجات ، لأنّ النفس الميّالة بطبعها إلى التنوّع لاترتاح إلاّ برؤيتها للجدار المتنوّع الأشكال والسطوح. و لعلّ لهذا السبب كانت الوديان إلى جانب الجبال ، و الأشواك إلى جانب الورود ، و الثمار المرة إلى جانب الثمار الحلوة ، و الماء الاجاج إلى جانب الماء العذب الفرات ، و عبور الأنهر و المياه عبر الجداول المتعرجة الملتوية في بطون السهول و الاودية. إنّ المصائب و إن كانت مرّة غير مستساغة ، و لامأنوسة المذاق ، إلاّ أنّها تبرز من جانب حلاوة الحياة و قيمة النعم ، و أهمّية المواهب. فجمال الحياة و قيمة الطبيعة ينشئان من هذا التنوّع و الانتقال من حال إلى حال ، و التبدّل من وضع إلى آخر. الثانية : إنّ هناك من المحن ما ينسبها الإنسان الجاهل إلى خالق الكون والحال أنّ أكثرها من كسب نفسه و نتيحة منهجه. فإنّ الأنظمة الطاغوتية هي التي سبّبت تلك المحن و أوجدت تلك الكوارث ، ولو كانت هناك أنظمة قائمة على قيم إلهية لما تعرّض البشر لتلك المحن و لما أصابته أكثر تلك النوائب. فالتقسيم الظالم للثروات ـ مثلاً ـ هو الذي سبّب في تجمّع الثروة عند قلّة قليلة ، و انحسارها عن جماعات كثيرة ، و تمتّع الطائفة الاُولى بكلّ وسائل الوقاية و (232) الحماية ضد الأمراض و الحوادث ، و حرمان غيرهم منها ، وهذا هو الذي جعل الطائفة الفقيرة المحرومة من المال و الامكانيات أكثر عرضة للكوارث بسبب فقدانهم لوسائل الوقاية من الأمراض ، و الحماية من النوازل (1). و لهذا يكثر الدمار و الخراب و الخسائر المالية و الروحية بسبب الزلازل و السيول في القرى و الأرياف ، و يقلّ ذلك في المدن التي تتمتع بأعلى مستويات الوقاية و الحماية و الحصانة. و لو أنّ الناس سلكوا السبيل الإلهي المرسوم لهم ، وراعوا العدالة في تقسيم الثروة و الامكانيات لما تضرّر أحد بهذه النوازل و الحوادث ، و لكان الجميع في أمن من تبعاتها على السواء. فالأنظمة المجحفة ، و خروج الناس عن السبيل الإلهي القويم الذي يكفل توفير وسائل العيش و السلامة للجميع على السواء هو من الأسباب الرئيسية التي توجب تعرّض الناس للمحن و الكوارث. هذا كلّه في الخير المطلق ، و أمّا الخير المضاف ( كخير الحاكمين و ... ) فإليك تفسير ما ورد في الذكر الحكيم في ذلك المجال. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية hgfghdh sff ggu,]m Ygn hgpr |
2013/12/11, 08:47 PM | #2 | |
معلومات إضافية
|
اقتباس:
نتمنى ان يكون عبرة لمن لايعتبر الفاضله بنت الصدر رضوان الله عليه بورك العطاء الفياض وسددكم الله لمرضاته تقديري الدائم على هذا الطرح القيم جدا |
|
2013/12/12, 06:56 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
جزاكم الله خيرا
|
2013/12/14, 07:42 AM | #4 |
معلومات إضافية
|
أاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
جزاكم الله خيراا |
2013/12/17, 11:23 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
جزيتم خيرا اخوتي الاعزاء
شاكرة مروركم العطر |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حرز : سورة الإخلاص ..لدفع البلايا | فدك الزهراء | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 10 | 2015/09/18 05:23 PM |
المصائب و البلايا جرس انذار | بنت الصدر | المواضيع الإسلامية | 4 | 2013/12/17 11:17 PM |
المصائب و البلايا جرس انذار | بنت الصدر | الارشيف والتكرار | 1 | 2013/12/11 07:04 PM |
البلايا عقاب للكافرين والظالمين وثواب وعلو درجة للمؤمنين | شجون الزهراء | المواضيع الإسلامية | 2 | 2013/05/27 01:47 PM |
| |