Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > سيرة أهـل البيت (عليهم السلام)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015/06/30, 01:57 PM   #1
الفاطمي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3882
تاريخ التسجيل: 2015/06/29
المشاركات: 147
الفاطمي غير متواجد حالياً
المستوى : الفاطمي is on a distinguished road




عرض البوم صور الفاطمي
Imam Al Hussain شرح خطبة الشقشقية للإمام علي عليه السلام


كتبت من محاضرة صوتية ألقاها سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني قبل سنين في الكويت

عنوان الموقع
http://kazemalkhaghani.com/category/...%D9%8A-%D8%B9/
المحاضرة الأولى
لحمد للَّه الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يُحصي نعماءه العادّون، ولا يؤدّي حقّه المجتهدون.
وأحمده إتماماً لنعمته؛ حيث هدانا بنور الإيمان والإسلام، فسرنا تحت راية رسول اللَّه (ص) ، وقد جاء بينابيع الخير وأطياف السلام، والأمم متشتتة في آرائها، مختلفة في سيرها نحو وديان الظلمات، لكنّ الأسماء مختلفة، والعناوين متفاوتة، وإلاّ فالجامع لجميع الأمم آنذاك هي الضلالة والغواية، والبُعد عن منهج الحق والصراط المستقيم، فهذا ابتدع رهبانية نصرانية ما أنزل اللَّه بها من سلطان، وذاك ابتدع يهودية بخيلاء الكبر والعناد، و آخر راح ليعبد النار.
أجل، جاء رسول اللَّه (ص) والأمم بهذا الحال، حتى بلغ بهم الانحدار ــ من بعد جميع الأنبياء والرسل ــ إلى السير نحو الحضيض والسقوط، ثمّ سارت الأمة الإسلامية فترة من الزمن تحت راية قائدها الأعظم محمّد (ص) تهتدي بهدي الإسلام، وتسير بخطى الرسالة، وتفخر على الأمم: أنّها خرجت من الظلمات إلى النور، وما هي إلاّ فترة قليلة من الزمن حتى أصبحنا ــ كأمة إسلامية ــ مصداقاً لقوله تعالى: { وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ اللَّه شيئاً وسيجزي اللَّه الشاكرين} ([1][1][1]) وقد قال رسول الله (ص) :(ستسير هذه الأمة على ما سارت عليه الأمم من قبلها شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى ولو أنهم دخلوا جحر ضب لدخلتم فيه فقيل له يا رسول الله (ص) اليهود والنصارى ؟قال نعم ) فهذه سنّة اللَّه تعالى في عباده، أجراها على الماضين، وألحق بهم التالين؛ لإتمام الحجة في دار الفناء، فانقلبت الأمة على أعقابها بعدما عاش الرسول (ص) بين ظهرانيهم ثلاث وعشرين سنة، يخرجهم من الظلمات إلى النور، وإذ بلحظة واحدة بعد رحيله تنقلب الأمة على الأعقاب، وترجع الجاهلية مرة ثانية، سواء كانت جاهلية باسم الجاهلية والأوثان، أو كانت جاهلية باسم الإبراهيمية والموسوية والعيسوية، لتصبح بعد ذلك جاهلية باسم رسول
اللَّه (ص) ، فتبدّلت الأسماء، والجهل نفس الجهل، والغواية نفس الغواية، والثابتون نوادر من البشر، هم حجج اللَّه تعالى على خلقه، فأخذوا باسم الإسلام يسحقون معالم الإسلام، وباسم الصلاة يهدمون قوائم الشرع، ويقتلون النفوس، ويشوّهون المناهج، ويبدّلون النواميس، ويلعبون بكلّ القيم، فيُقتل مالك بن نويرة ــ ذلك الرجل الصالح ــ باسم دين اللَّه، وتستباح حُرمته، ويُتعدّى على عرضه باسم رسول اللَّه (ص) ، فأخذت التجاوزات على القيم باسم النواميس والشرائع الإلهية يوماً بعد يوم تدخل في ظلمة، وتتجاوز لتنتقل إلى ظلمة أخرى، فقتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة، وتعّدى على عرضه في تلك الليلة، باسم اللَّه، وباسم رسوله، وباسم خلفاء المسلمين، والمسلمون بمشهد وبمنظر ينظرون ما يرتكب هؤلاء، ولا رادع ولا متكلّم، كأنهم يشاهدون الأنوار وسبل الحق والخير، ولم يشاهدوا الزناة والطغاة والمجرمين، ويعيش أبو ذر ــ ذلك الرجل الصالح بشهادة رسول اللَّه (ص) ــ بعيداً عن مدينة رسول اللَّه في الربذة، مبعّداً، يعيش وحيداً، ويموت وحيداً، ويؤتى بالحطب ليحرقوا الدار ومن فيها، وهو بيت ما قام الإسلام ولا استقام إلاّ به، ألا وهو بيت علي وفاطمة، وإذ نرى الذين طردهم الرسول، وحكم عليهم بالكفر والارتداد والعناد، وأبعدهم من المدينة، يدخلهم الخليفة الثالث بلا رادع ولا مانع.
هكذا تلاعبوا بالقيم الإسلامية، فأخذت القيم الإسلامية تنهار يوماً بعد يوم، حتى جاء الثاني، وقسّم الأموال على الشهوات، وقدّم من قدّم، وأخّر من أخّر، حتى وصل الأمر بأن كانت الأعمال جهارى ترتكب على خلاف الموازين والقيم الإسلامية، فكأنّهم ما عاشروا الرسول (ص) ، وما سمعوا آية، ولا صلّوا، ولا صاموا، حتى وصل الأمر إلى مرحلة بأن قام المسلمون جميعاً على الخليفة الثالث فقتلوه، وجاؤوا بجمعهم وبقبائلهم وبشتى أصنافهم من كلّ المدن التي كانت قد اجتمعت في المدينة ليبايعوا علياً (ع) ، لكنّها كانت أطماعاً باسم الدين، ومقاصد شخصية، فما نقموا على عثمان؛ لأنه غيّر وبدّل، فلو كانوا نقموا عليه تغييراً أو تبديلاً لنقموا على الأول والثاني! لكنّ عثمان خصّصها لنفسه وأهل بيته من بني أمية، فضجّ الناس والمسلمون، فصاحوا: واديناه، واإسلاماه، فكانوا يصيحون لمقاصدهم الشخصية، بعيدين عن كلّ الحقائق.
فلمّا جاء رجل الحق والصدق والثبات، وصيّ رسول اللَّه (ص) ليأخذ بهم إلى المحجة البيضاء، وإذا بهم ــ مرّة ثانية ــ يجسّدون الانقلاب على الأعقاب، ويرجعون إلى الجاهلية مرة ثانية، ونحن نحمد اللَّه تعالى على أننا بعد رحيل رسول اللَّه (ص) اهتدينا بعترته الطاهرة، فرحنا نسير وراء الولاية الكبرى، ولاية علي (ع).
أجل، قد تمسّك الأبرار والصلحاء كأبي ذر والمقداد بولاية علي(ع)، فملئت من هؤلاء وأضرابهم السجون طيلة القرون، وارتوت من دمائهم الأرض، فهذه مرج عذراء قُتل فيها الرجل التقي البار حجر بن عدي، وقُتل من كان معه، وهذه كربلاء أكبر شاهد على المواقف الشيعية ضد الطغاة و الظالمين، فأخذ الشيعة يضحّون ويقفون ويثبتون أمام كلّ التيارات، حتى وصل الأمر إلى يومنا هذا، فشاهدنا وشاهدتم التلاعب بالقيم والموازين باسم الدين، فقضاءٌ بلا اجتهاد، وشاهدتم وشاهدنا تبدّل العفو بالمجازر والقتل، فكأن الرسول (ص) ما فتح مكّة المكرّمة بعد قوله (ص) : ( ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) ([2][2][2]) وإذا به يدخل مكّة المكرّمة وتبقى كلمته الخالدة:
( أنتم الطلقاء) ([3][3][3])، فعفى عن كلّ مجرم، حتى وصلت المثالية في العفو إلى مرحلة بأن جعل بيت أبي سفيان مأمناً للناس.
وجدد الإمام علي (ع) سيرة رسول اللَّه (ص) في حرب الجمل وغيرها من حروبه؛ لأنه قد يقول قائل: إنّ الرسول (ص) عفى ولم يقتص من أحد من المشركين، وهذا لا يعم الباغين من المسلمين.
فإنا نقول له: لو كان السماح والعفو في مقابل المشركين فقط لما جدّده علي (ع) في البصرة من بعدما انتصر على أهلها، فعفى عنهم جميعاً حتى مروان بن الحكم وعبد اللَّه بن الزبير، قادة الجريمة والبغي والطغيان؛ ليرسم مثالية القيم والعفو الإسلامي للأجيال، فما قسّم مالاً، ولا تجاوز على عرض، ولا أجهز على جريح.
وها نحن نقسّم الأموال بلا رادع، ولا مانع.أين علماؤنا؟ وأين الذين أمرهم اللَّه سبحانه وتعالى أن يقفوا أمام الباطل، وأن يقفوا أمام كلّ بدعة باسم الدين؟
وقد قال علي عليه السلام :(أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم)
وقد ورد عن الحجة عجل الله فرجه الشريف في مقام إرجاع الناس الى العلماء في ليالي الدهور وسلطة الظالمين ليكونوا سبيل هداية يشق بواسطتهم عامة الناس الطريق الى الحق :(وأما الحوادث الواقعة فإرجعوا فيها الى رواة حديثنا……..)
و من المعلوم أن الحوادث ليست حكما شرعيا يؤخذ من رسالة عملية تبين حكم الصلاة والصوم و موارد الطهارة والنجاسة بل هي ما يبتلى به المجتمع في كافة شؤون حياتهم لأجل تمييز الحق في مقابل الباطل حتى يعرفوا موازين شرع الله في كل مجالات الحياة لأن الشرع رسالة الحياة و لكي يعرفوا كيف سبيل الدفاع عن المظلومين في مقابل الظالمين و ما ابتليت به الأمة من الحكام الجائرين طيلة القرون تارة بإسم الإسلام و تارة بأسماء مختلفة أخرى.
ولا أدري كيف أصبح سياسة مستنكرة ما هو من وظيفة العلماء كما أشار الإمام علي عليه السلام و أشار الحجة عجل الله فرجه الشريف وما ورد عن الرسول (ص) : (من أصبح و لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) وأمور المسلمين ما يعم شؤون حياتهم في كافة المجالات.
لقد كنّا نتعجب من الماضين، فأصبحنا نطبّق الأمر بحذافيره، فتجري هذه الأمور بمشهد ومنظر من حوزاتنا، ومن كلّ الطوائف والشعوب، فلا متكلّم، ولا رادع، حتى بلغ بنا الأمر أن نتصالح على حقوق الفقراء والمساكين باسم الدين، فوصل بنا الأمر إلى أن بعض الوكلاء ــ في كثير من المناطق ــ يقسّمون الأموال ويلعبون فيها، فلا رادع، ولا مانع، فهل جُعل التقليد فقط لكي نعطي الأخماس والزكوات؟ وهل جُعل التقليد فقط لكي نصلّي ونُقبّل الأيدي، أم أنّ التقليد لمعرفة المنهج والقيادة السليمة والدفاع عن المظلومين؟ فهل التقليد اليوم كما كان في الأزمنة المتقدّمة؟
حينما كان هناك رجال اللَّه الحقيقيّون، كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وكانوا يقفون أمام كلّ التيارات، وما نجد اليوم من هذا النمط إلاّ القلائل من رجالات الحق، وهذه التقية التي جعلناها غطاءاً لكلّ نفاق ومكر ورياء و إن كانت حقا في نفسها فأصبحت من كلمة حق يراد بها باطل.
إلى متى يتترّس الواحد منّا بسلاح التقية؟ لقد جعلنا التقية وسيلة لكل تلاعب، وفراراً من أعباء المسؤولية، فإلى متى استخدام التقية بهذا النحو؟ هلاّ كان أبو ذر يعرف التقية في مقابل عثمان! وهلاّ كان المقداد يعرف التقية في مقابل الأول والثاني! وهلاّ كان هشام بن الحكم وهو من أهم أصحاب الإمام الصادق يعرف التقية في مقابل الطواغيت! أم نحن فقط من عرف التقيّة ودرسها! وهلاّ كان أصحاب الرسول (ص) ــ الذين ثبتوا مع علي (ع) ــ قرأوا سطرين من التقيّة ليعلموا ما علمنا نحن اليوم؟
فنحن ننظر إلى كلّ تلاعب ولا يتكلّم منّا أحد إلاّ دفاعاً عن خصوصياته وشؤونه وعناوينه، أهكذا أمرنا اللَّه تعالى؟! أين ذهب العفو الإسلامي؟ وأين ذهب القضاء الإسلامي؟ فمن أين جئنا بما جئنا به من الأمور؟ كلّ ذلك باسم اللَّه وأنبيائه وأوصيائه، واللَّه يعلم بأنّا نعرف موازين الحق لكنّ الدنيا حليت في أعيننا.
والآن نبدأ في الخطبة المعروفة بخطبة الشقشقية، وما مرّ على إمام الموحدين وسيّد الأوصياء، حيث قال علي (ع): ( أما واللَّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى، ينحدر عنّي السيل، ولا يرقى إليَّ الطير، فسدَلتُ دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء، أو أصبر على طخيةٍ عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهباً، حتى مضى الأوّل لسبيله…) ([4][4][4]) .
فيجب أوّلاً أن ننظر إلى فقرات هذه الخطبة:
( أما واللَّه) كلمة أما مثل كلمة ألا من حروف التنبيه والتوجيه، أما واللَّه قسمٌ صادر من علي (ع).
( لقد تقمّصها ابن أبي قحافة) التقمّص: لبس الشي‏ء كالقميص، فيقول علي (ع): إنّ ابن أبي قحافة لبس الخلافة لباساً، وتقمّصها تقمّصاً في حال كونه يعلم بذلك علم اليقين، فكلمة ( إنّ) من حروف التوكيد، وإنّه ليعلم: تأكيد بعد تأكيد.
( أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى) .

أقول: خُدعنا وننخدع على طول التاريخ بمجرد ثبوت العلم، والعلم بلا تقوى لا يفيد، فليس هناك من عالم بشهادة أمير المؤمنين علي (ع) بلغ مرتبة من العلم والمعارف حتى كان بهذه المرحلة، بأنّه يعلم ويعرف بكلّ معنى الكلمة: أنّ قطب رحى الإسلام هو علي (ع) ، وأنّ تحرّك الإسلام بكلّ قيمه وشؤونه بخلافته وعلمه، وبكلّ مقاييس الرسالة، لا يكون متحقّقاً إلاّ بوجود علي (ع)، فالقطب هو الذي تدور عليه الرحى، وبدون قطب الرحى لا تحرّك للرحى، فعليٌ (ع) يشهد في حق أبي بكر على أنه يعلم ويعرف بكلّ معنى الكلمة: أنّ قطب رحى الإسلام ــ بكلّ أبعاده ــ هوعلي (ع) ، فلا تحرّك، ولا بيان، ولا تطبيق، إلاّ بعلي (ع) ، ولذا قال: ( أما واللَّه) قسم ( لقد تقمّصها ابن أبي قحافة) يعني لبس الخلافة كالقميص ( وإنّه) أي ابن أبي قحافة ( ليعلم) . وإنّه حرف توكيد. وليعلم تأكيد بعد تأكيد ( أنّ محلّي منها) أي من الخلافة ( محلّ القطب من الرحى) ، فهكذا كان يعلم ابن أبي قحافة منزلة علي (ع) ، فإن شئت سَمِّه فقيهاً، أو عارفاً، أو ما تشاء أن تسمّيه من الأسماء، فكان عارفاً لكنّ الدنيا حليت في عينه، فتقمّص الخلافة على الرغم من كلّ العرفان والدراية.
أرجو التوجّه إلى نكتة قد لا تُعجب ولا ترضي المجتمع، وهي: أنّ مدرسة كان المعلّم فيها رسول اللَّه (ص) في ضمن ثلاث وعشرين سنة، فمنهم من حضر جميع هذه الصفوف من بداية الدعوة إلى زمن رحيل الرسول (ص) ، ومنهم من تتلمذ في هذه المدرسة العشرين والخمسة عشر والعشر سنوات والأقل من ذلك، فمدرسة يدرّس فيها سيّد الكائنات
محمد (ص) ، بعد رحيله ينقلب الناس على الأعقاب، فحصيلة هذه المدرسة أفراد نوادر قلائل ثبتوا مع علي (ع) ، فكيف الحال في مدارسنا وحوزاتنا! فهل تنتج أكثر ممّا أنتجت مدرسة معلّمها سيّد الكائنات؟! فكلامه (ص) كلام نافذ في القلوب مع صدق وحقيقة لا سابقة لها ولا لاحقة، وإذا بنفوس الأمة الإسلامية تصل إلى مرحلة بأن تكون منقلبة على الأعقاب، فعندما جاء الزلزال والبلاء الإلهي إذ بتلك المدرسة يخرج فائزاً منها أمثال أبي ذر والمقداد بن الأسود وعمّار بن ياسر وسلمان الفارسي و… فإن عددناهم فهم عشرة، وإن أكثرنا فهم مائة، وإن وجد من هو دون أولئك العظماء في مراتب الإيمان، تلك هي مدرسة الرسول (ص) ، فما هو توقعنا من مدارسنا وحوزاتنا، هل يمكن أن تنتج رجالاً كعمار أو أبي ذر والمقداد؟ وإن وجدوا فما يكونون إلاّ نوادر في كل قرن يحتج اللَّه تعالى بهم على البشرية يوم الدين، أمّا التكلّم على المنابر فهو كثير، وأما صياغة الألفاظ فهي حسنة، فكلّ واحدٍ منّا خطيب بارع، أو عالم وفقيه حصل على أعلى الشهادات في مواطن إعمال الموازنات، فإذا تكلّم تظنّ أنّه يمثّل الأنبياء والأوصياء، لكن إذا جاء الاختبار وجاء المحك والزلزال فهل من مجتمعنا يثبت اثنان؟ لا أقول إنّ أرض اللَّه خالية، ولا أدّعي هذه الادّعاءات، لكن أقول: إنّ الثابت على الدين هو الذي يعامل اللَّه معاملة حقيقية واقعية، لا من أجل رئاسات، ولا زعامات، وهؤلاء قلائل على مرّ الدهور.قال الإمام الحسين :(الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يدورونه ما دارت معايشهم فإذا محّصوا بالبلاء قل الديانون).
فبأيّ عنوان قبلنا لأنفسنا سمات وعناوين وألقاب، كحجة الإسلام، وثقة الإسلام، وحجة الإسلام والمسلمين، وآية اللَّه، وآية اللَّه العظمى والكبرى، لنتنازع في الألقاب؟ وها هي مواقفنا وأعمالنا في مقابل ما نشاهد ونرى من الانحراف والتحريف، أما الألقاب فالحمد للَّه ربّ العالمين تزداد كل يوم، وتتطوّر بتطور الزمن، وهذه كلمات قد لا تعجب الكثير من الناس، لكن اللَّه يشهد إن كان لي من الدين بالمائة واحد فلا أريد من المائة واحد أن أكون منافقاً، بل أريد أن أقدم على ربّي بواحد من الألف من القيم، أو بواحدٍ من عشرات الآلاف من القيم صادقاً محتسباً، أرجو عفو ربّي، وأرجو أن يكون ذلك العمل ــ وإن قلّ ــ مقبولاً عنده.
فأقول: علينا أن نكون واقعيين، أن نكون حقيقيين، أين القيم التي جاء بها الرسول (ص) ؟ أين الحوزات العلمية مع كثرة عددها وعشرات آلافها، باختلاف مراتبهم؟ أين هم من الثبات والقيم وهم يشاهدون نسف الموازين بإسم دين الله ؟ لا أقول: إنّ الأرض خالية، بل هناك من ثبت ووقف وتكلّم وعانى، وهناك من كان قدوة وأسوة وحجّة يحتج به اللَّه يوم القيامة، لكنّهم أقلّون.إنّ الكثير من الوكلاء الذين يبعثون إلى الخارج لا يعرفون حتّى المقدّمات، فكيف نبعثهم إلى الغرب والشرق إلى الأمم المختلفة، يقابلون أبناء العامّة واليهود والنصارى والعلمانيين بقيمٍ علمية لا تكون بمقدار الصفوف البدائية؟ فكيف بعثناهم؟ ولماذا نتسابق على بعث الوكلاء إعطاء الوكالات ونحن نعلم أن الكثير منهم لا علم عنده؟ فإلى متى نسير بهذه المسيرة: نتسابق في إعطاء الوكالات؟ رضي الناس منّي أو لم يرضَ منهم أحد، فإنّي من أوّل الأمر صمّمت أن لا أصلّي جماعة، ولا أعرّض نفسي إلى مسألة اجتماعية حتى لا أفقدها عندما أتعرض لهجمة اجتماعية شعبية، فلا أخاف من إمامة صلاة تفقد، ولا أخاف من حقٍّ شرعي يسلب، ولا أخاف من وكالة تسترد، ولا من أيّ شي‏ء آخر، فأقول: إلى متى نسكت عن المتلاعبين باسم الدين؟ نشاهد ما نشاهد وكأنه لا حساب ولا كتاب، وإذا جلسنا ليالي الجمعة ندعو بالفرج، أو في صباحها بدعاء الندبة، فإنّ الظهور لا يكون لأناس سكتوا عن الحق، فهل مثل هذه الدعوات تكون مستجابة؟
قال (ع): ( أما واللَّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى) فالعلم ليس هو انكشاف الواقع فقط، لأنّ انكشاف الواقع كان حاصلاً لأبي بكر، لكنه هل استفاد منه؟ هل كان هذا العلم سبيلاً للنجاة؟ فلا يقول القائل: أنا حكيم، أو عارف، أو متكلّم، أو فقيه وأصولي.
إنّ الإمام علي (ع) يتأوّه ويتحسّر على الأقلّين من الرجال الذين يثبتون على طول التاريخ، ويقول: إنّهم الأقلّون عدداً، والعمائم كثيرة، والادّعاءات أكثر وأكبر، وكلّ واحدٍ منّا قد تصل به الحالة النفسانية في العجب والغرور أن لا يردّ السلام على الآخرين، ويظن نفسه يسير في مسلك رسول اللَّه (ص) خلقاً وتربية، فالرجل الذي وصل في المعرفة والعلم بأن عرف: أنّ رحى الإسلام لا تتحرّك، ولا وجود لها إلاّ بعلي الذي هو قطبها، فإن هكذا علم لم يكن رادعاً ولا مانعاً لهوى اغتصاب الخلافة وتقمّصها، هل تظن أنّ طلحة والزبير كانا جاهلين؟! لقد ثبتا مع الرسول (ص) ، وحاربا وقاتلا، لكن لمّا حليت الدنيا في الأعين من بعد وفاة الرسول (ص) رأينا: هذا ينازع على حكم، وذاك يتقمّص خلافة، وذاك يسكت عن الباطل كاتماً للحق، فتبدّلت الأمور، وضاعت المقاييس، فجاء علي (ع) بعد خمسٍ وعشرين سنة من تبديل القيم والموازين والحقائق، يريد إرجاعها مرة ثانية إلى مصبّها السليم، إلى ما كانت عليه في عهد رسول اللَّه (ص) ، فثقل على الناس أن يتقبلوا محض الحق من علي (ع) ، مع أنّ الأيام كانت قريبة من عهد الرسول (ص) ، والناس قد شاهدوا الرسول (ص) ، وسمعوا منه الكلام، فكيف بنا لو حصل الظهور لصاحب الزمان (عج) وقد ابتعدنا الآلاف من السنين! فهل تظنون أنّنا لو دعينا إلى الإسلام سنلبّي؟ فهناك روايات تقول: إنّ أوّل مخالف عند ظهوره وأوّل قائل لـه: ارجع يا ابن رسول اللَّه، هم العلماء، فلعل قائلاً يقول: هؤلاء لا يقصد بهم نحن، نقول: يقيناً المقصود بهم نحن؛ لأنّ علماء السنّة يشكّكون في نفس الأمر، فالروايات تقول: إذا جاء (عج) يسأله الناس، ويقول القائل: هل هذه يا ابن رسول اللَّه هي شريعة رسول اللَّه (ص) ، أم هي شريعة أخرى؟
لماذا نقول بهذه المقالات؛ لأننا ابتعدنا ثم ابتعدنا وسكت الكثير من العلماء عن الحق.يتأثّر المتأثّر منّا، وينزعج إذا قيل لـه كلمة: شيخ، أو حجة الإسلام والمسلمين؛ لأنه يأمل أن يقال له: آية اللَّه العظمى، وتسحق الشريعة بكلّ أبعادها، لا متأثّر، ولا متكلّم، ولا قائل، ولا ناظر، إلاّ النوادر من العلماء، لقد كانت هذه الكلمات كـ ( ثقة الإسلام) لا تطلق إلاّ على الأوتاد، فيقال: إنّ فلاناً ثقتي، فما كانت تقال لأمثالي وأشباهي من الرجال. كانت كلمة( ثقتي) تطلق على زكريا بن آدم، الذي يقول في حقّه الإمام الصادق (ع) :
( إنّ بمثل زكريا بن آدم يمسك اللَّه السماء أن تقع على الأرض) ([5][5][5]) . لقد كانت كلمة ( ثقة) و ( حجّة) وما شاكل هذه الكلمات تطلق على عظماء الرجال، كانت تطلق على زرارة ومالك الأشتر، كانت تطلق على رجال اللَّه الحقيقيين، لا على الذين يتنازعون فيما بينهم على مسجد، أو حسينية، ونتنازع على ألقاب لا نستحق منها بدايات الكلمات، فما نحن وحجج الإسلام؟ وما نحن وثقات الإسلام؟ وما نحن وآيات اللَّه الكبرى؟ فإنّ آيته الكبرى علي (ع).
وبالجملة: فالعلم لا يكون سدّاً منيعاً يحصّن الإنسان أمام الباطل، فأبو بكر كان عالماً، ووصل به العرفان والمعارف إلى مرحلة من العلم بأن عرف أن قطب رحى الإسلام ــ الذي لا حراك للإسلام علماً وعملاً بدونه هوعلي (ع) ، وأنا وأنت من أبناء الشيعة لعل الكثير منا لا نعرف هذه المعاني بأبعادها، فعلينا أن نتثبت في الأمر، وعلينا إذا أردنا أن نقلّد لا نتسارع في التقليد، لأنّ التقليد ليس فقط من شرطه العلم، بل التقليد علمٌ وتقوى، فيجب أن يكون الإنسان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا يكتم المجتمع حقائق الأمور.
كيف يكون الإنسان قدوة، مرجعاً، ملاذاً، وهو لا يبالي بما جرى أو يجري على الكيان الإسلامي والمجتمع بما يعيشونه من ظلم واضطهاد؟ فهو يريد فقط وفقط محاسبة الناس على أخماس وزكوات، وإنما قلّده الناس رقابهم وحياتهم الأبدية من أجل أن يبيّن لهم حقائق الأمور في مواطن الحق والباطل، ويكون أداة صدق للدفاع عن المظلوم في مقابل الظالم.
فالتقليد هو بيان الشريعة بكلّ أبعادها، والتقليد هو أن يكون متقدّماً أمام كلّ شي‏ء، حتى يكون أسوة لكلّ شي‏ء، فنحن نأمر الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وننسى أنفسنا، ونأمر الناس بالجهاد ونختفي في البيوت، ونقدّم أبناء الناس إلى محارق الموت ونجلس في البيوت، أهكذا كان قادة الإسلام والمسلمين؟ فهذا عليٌّ (ع) يقول: ( كنّا إذا اشتدّ البأس وحمي الوطيس لذنا برسول اللَّه (ص) ) ([6][6][6]) ، وقال علي (ع): إذا اشتدت الحرب قام رسول اللَّه (ص) فقال: تقدّم يا علي، تقدّم يا حمزة، تقدّم يا عبيدة، فيجعل أهل بيته سدّاً ودرعاً يقي بهم المسلمين، وإذا اشتدّ جعل نفسه وقاية لأهل بيته، فهو درعٌ لأهل بيته، وأهل بيته درع للمسلمين، ونحن ندعو الناس لمحارق الموت ونختفي في البيوت!
وهذا الحسين (ع) أوّل قتيل قدّمه هو علي الأكبر قبل الأنصار، وقبل بني هاشم، وهذا علي (ع) دخل حروبه جميعاً هو في القلب، أو في الميمنة، أو الميسرة، وقسّم بني هاشم قلباً وميمنة وميسرة، ما خرج إلى حرب إلاّ وهو في أوساط القوم، والحسن والحسين كذلك وبقية بني هاشم.
هكذا عرفنا الإسلام في سيرة المعصومين، لا أنّ ميادين الوغى لغيرنا ولأولاد غيرنا، ونختفي في البيوت! هذه حجة من اللَّه عليّ وعليكم ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاّ من أتى اللَّه بقلب سليم، حيث يقول تعالى:
{ وقفوهم إنّهم مسؤولون} ([7][7][7]) .
والحمد للَّه ربّ العالمين
[1][1][1]ــ سورة آل عمران، الآية 144 .
[1][2][2]ــ مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب 3 : 42 .
[1][3][3]ــ قرب الإسناد، الحميري: 384 ، ح 1354 .
[1][4][4]ــ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي 1 : 151 ، خطبة رقم 3 المعروفة بالشقشقية.
[1][5][5]ــ
[1][6][6] ــ النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير 1 : 91 .
[1][7][7]ــ سورة الصافات، الآية 24 .
[1][1][1]ــ سورة آل عمران، الآية 144 .
[2][2][2]ــ مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب 3 : 42 .
[3][3][3]ــ قرب الإسناد، الحميري: 384 ، ح 1354 .
[4][4][4]ــ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي 1 : 151 ، خطبة رقم 3 المعروفة بالشقشقية.
http://kazemalkhaghani.com/category/...%D9%8A-%D8%B9/
[5][5][5]ــ



avp o'fm hgarardm ggYlhl ugd ugdi hgsghl hgo'fi hgarardm hgohrhkd




التعديل الأخير تم بواسطة الفاطمي ; 2016/07/09 الساعة 11:55 AM
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/01, 12:31 AM   #2
عاشق نور الزهراء


معلومات إضافية
رقم العضوية : 1213
تاريخ التسجيل: 2013/03/14
الدولة: Canada
المشاركات: 14,823
عاشق نور الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : عاشق نور الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور عاشق نور الزهراء
افتراضي



توقيع : عاشق نور الزهراء
تفضلوا بزيارة صفحة منتدياتكم المباركة على الفايسبوك على الرابط التالي :
https://www.facebook.com/she3aalhsen?ref=hl
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/01, 04:38 AM   #3
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي

بارك الله بكم


توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/02, 09:06 AM   #4
الفاطمي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3882
تاريخ التسجيل: 2015/06/29
المشاركات: 147
الفاطمي غير متواجد حالياً
المستوى : الفاطمي is on a distinguished road




عرض البوم صور الفاطمي
افتراضي المحاضرة الثانية

شرح خطبة الشقشقية للإمام علي علية السلام

كتبت من محاضرة صوتية ألقاها سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني قبل سنين في الكويت

المحاضرة الثانية

قال رسول اللَّه (ص) : ( اعرفوا الحقّ تعرفوا أهله) ([1][1][1]) وقال علي (ع): ( الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله) ([2][2][2]).

يمرّ علي (ع) وهو قاصد البصرة بما فيها من صحابة رسول اللَّه (ص) فيأتي إليه السائل فيسأله: أمقاتل أنت عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير وهما من حواريي رسول اللَّه (ص) ، وأم المؤمنين هي شعار الإسلام ترفع معالم الدين؟

فكيف يريد علي (ع) أن يقاتل صحابة رسول اللَّه (ص) ، وأن يقاتل أم المؤمنين عائشة؟! ثم ازداد بعد ذلك الاستغراب من الناس والمسلمين على أنّ علياً (ع) كيف يريد أن يقاتل حفظة القرآن الذين يحيون الليل بتلاوة القرآن، والذين عرفهم الناس بالإيمان والتقوى؟ فأخذ الناس يتردّدون وأخذ الناس يلوم بعضها بعضاً: كيف نقف مع رجلٍ واحد ونخالف صحابة رسول اللَّه (ص) ، ونخالف أمّهات المؤمنين، ونخالف حفظة القرآن؟ ما قامت وما مدّت هذه السيوف إلاّ لتقاتل مشركي قريش، أو الفرس، أو الخارجين على الدين، فكيف يمكن، وكيف تساعدنا سواعدنا أن نرفع سيوفنا على حفظة القرآن وحواري رسول اللَّه (ص) ؟

هكذا تقع الشبه في النفوس حينما تكون الموازين والمقاييس هي الأعداد، أو الرجال، أو النساء، لا سنن اللَّه وقيم الشرع المبين!

أقول: لمّا تركنا نواميس الشرع، وتركنا قواعد الإسلام، وأخذنا نقيس الشرع بأفعال الرجال والنساء، وأردنا من الشرع أن يطبق نفسه على أحوال الرجال، ويكون تابعاً لأغراضهم، جئنا نتكلّم بمثل هذه الكلمات، ولمّا أردنا أن يأتي الشرع ويتصاغر أمام شهوات الرجال والنساء جئنا نتكلّم بمثل هذه المتاهات، وقد أبعد اللَّه تعالى ابن نوح من نوح (ع) ، وبرأ نوحاً من أفعال ابنه، وقد أبعد آباء الأنبياء من الأنبياء؛ بناء على الأبوة، أو العمومة، فأبعد العم عن ابن أخيه، وقد كرّم زوجة فرعون، فلمّا أخذنا نخلط في المقاييس والموازين تاركين المنهج والشريعة نـتّبع أقوال الرجال وأفعالهم جاء الزمن ومرّت بنا القرون يتلو بعضها بعضاً، ونحن لا نتكلّم، ولا نتمكن أن نقول بمقالة الحق؛ لأنّ هذا يقول: تعدّى على الصحابة، وذاك يقول: تعدّى على السلف، وهذا يقول: تعدّى على أمّهات المؤمنين، واليوم هذا يقول: قد تعدّى على حوزة، أو تعدّى على عالم وفاضل، أو فقيه.

فالمقياس لا يقوم بمجرّد حوزة، أو بفعل رجل، أو عالم، أو مجتهد، أو فقيه، فهناك مقاييس شرع شرّعها رسول اللَّه (ص) ، من التزم بها ــ ولو كان من الصين ــ فهو منّا، ونقدّره، ومن لم يلتزم بنواميس الشرع، ولايأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، يرى التخبّط والتلاعب بالمقاييس، فلا يحافظ ولا يلحظ إلاّ نفسه، أو مرجعيته وتقليده وشؤونه الخاصة، فهو لا يفكّر إلاّ بجمع زكاة وخمس، كائناً من كان، فإنّا لا نرتبط به ولا نقدّره؛ لأنّ العلم وحده لا قيمة لـه ما لم يقرن بالتقوى وخلوص العمل، فالمقياس كتاب اللَّه وسنة نبيه (ص) ، فمن سار عليهما كان على هدى، ومن لم يسر عليهما فهو على ضلالة، وباطل، ومن المؤسف أن يُرى كتمان الحق منهجاً، والسكوت عن ظلم الظالمين منهاجاً، والعمل بالموازنة لإرضاء جميع الأطراف سبيلاً !

ولعل قائلاً يقول: كيف يقول الرسول (ص) : ( اعرفوا الحق تعرفوا
أهله) ([3][3][3]) ، والحق صعب لا يمكن معرفته، ولا يستطيع عامة المجتمع معرفة الحق والوصول إليه إلاّ بفعل الرجال، وهم العلماء، أو بما يسمع من أقوالهم؟

فنقول: لو كان الحق صعباً ممتنعاً لما قال اللَّه تعالى في كتابه المجيد: { والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ اللَّه لمع المحسنين} ([4][4][4]) .

فإذن: الحجة تامة، والبلاغ تام، وليس لأحدٍ منّا أن يتوهّم بأنه سوف يتخلّص يوم القيامة من السؤال، فهذه أوهام حكمنا بها لأنفسنا، وخداعٌ نخادع به ضمائرنا، ونحن نعلم بأمّ عقلنا وفطرتنا على: أنّ الحق واضح، ولا تقليد إلاّ في فروع الفروع من الأحكام الشرعية فقط، كبعض أحكام الصلاة، أو الصوم.

لقد أصبحنا نتبع القضايا بالصداقات والمجاملات. قال الإمام
الحسين (ع): ( الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون) ([5][5][5]) .

هذا واقع مجتمعنا، فلا نكون من الذين إذا جمعهم اللَّه يوم القيامة كانوا تحت راية إمام المنقلبين على الأعقاب، فهناك راية سترفع يوم القيامة للذين انقلبوا على أعقابهم، ولا يدخل تحت هذه الراية فقط مَن كان في عهد رسول اللَّه (ص) وانقلب بعد وفاته، بل سوف يدخل كلّ ساكت عن الحق، وكلّ متلبّس بالتقية كذباً وبطلاناً، فيجتمعون تحت تلك الراية، فلا يتصوّر المتصوّر أنّ اللَّه امتحن البشرية واختبرهم فقط بعد وفاة
الرسول (ص) ، فظهرت ضمائر المجتمع، ثم اختبرهم في عهد علي (ع) فظهرت بواطنهم أيضاً، ثم اختبرهم في عهد الحسن أيضاً فظهرت ضمائرهم، وبدا أنهم من المنقلبين على الأعقاب بمراتب، فهذا انقلب على عقبه عملاً، وأنكر ولايةً كبرى، ونحن أقررنا بها لفظاً، وسرنا بمسيرة المنقلبين على الأعقاب عملاً، إلاّ النوادر، فجاء زمن الإمام الحسين (ع) وقد خرج في اليوم الثامن تاركاً جمع الحجيج والمسلمين، والمسلمون من كافة أقطار العالم مجتمعون هناك، فأقام عليهم الحجّة، ثم انتقل الخبر بواسطة الحُجّاج إلى جميع الأقطار الإسلامية، فانكشفت ضمائر المجتمع: أنّ الدين لعقٌ على الألسن، حتى جاء دور الإمام الصادق (ع) ، فجاءت الوفود من فارس، فقدمت عليه (ع) تقول له: يا ابن رسول اللَّه، لمَ أنت سكتّ عن حقك، ولك فقط في خراسان مائة وعشرون ألف مقاتل، وقام جدّك بأقلّ من ذلك، فلمَ ساكت أنت عن حقّك، وعن حق الشريعة الإسلامية يتلاعب بها بنو أمية، أو بنو العبّاس؟ فخاطب القوم قائلاً: تعتقدون أنّ لي في خراسان مائة وعشرين ألف مقاتل؟ قالوا: نعم، قال: إذن لابدّ أن تكون بيعة وعهد بيني وبينكم، وأنتم رؤساء القوم، فصعد على السطح وبعث غلامه ينادي الواحد تلو الآخر، وكان كلّما صعد واحدٌ منهم ذبح شاة، فكان الدم يسيل من الميزاب، وصعد الأول، فلمّا صعد الثاني كان متردّداً شاكّاً، والثالث تثاقل في الصعود، والرابع صاح بأعلى صوته: يا جعفر، جئت بنا إلى هنا لتقتلنا؟([6][6][6]) فنسي الإمامة والمعتقدات، وأنزل الإمامة منزلة إنسانٍ جزّار قاتلٍ للنفوس .

فهكذا إذا ابتلينا بواقع الأمر، أمّا إطلاق كلمات ( ياليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً) في الرخاء، في غرفة تشتغل فيها المكيّفات، والأمن فيها حاصل، يتكلّمها المتكلّم وكأنّه يتكلّم أوهاماً وخيالاً، فكلمات تصاغ بصيغة لطيفة لا تعكس واقعاً، ولا تجسّد حقيقة.

فهذه كلّها مقدّمات، وإن شاء اللَّه سندخل في بحث الخطبة، ولكن إتماماً للحجّة على نفسي أوّلاً، وعلى غيري بعد ذلك، أقول: قال علي (ع) لكميل بن زياد([7][7][7]) ــ في كلام طويل مرّ عليكم كراراً وتكراراً ــ : ( الناس ثلاثة: فعالم ربّاني) يعني عالم يسير بخطى التربية الإلهية في كلّ أموره، عقيدة وعملاً، وإلاّ فالعلماء كثيرون، ( ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق) إلى أن قال: ( بلى، لا تخلو الأرض من قائم للَّه بحجة، إما ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً) .

جئت بهذا الكلام من الإمام علي (ع) حتى لا يتصوّر متصوّر أنّ الحوزات العلمية، أو البلاد الإسلامية الشيعية، خالية من رجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، لكنّهم الأقلون ( لئلاّ تبطل حجج اللَّه وبيّناته) فلابدّ من رجال، شاءت الناس أو أبت، نسلاً بعد نسل، وقرناً بعد قرن، يجعلهم اللَّه حجة، يقيم بهم حججه على الخلائق؛ لئلاّ تبطل حجج اللَّه وبـيّناته.

ثم قال (ع) : ( وكم ذا) والكلام هاهنا، وكم ذا: سؤال من الإمام
علي (ع) ، يقول: كم هؤلاء؟ قلائل، نوادر، يعدّون بالأصابع ( وأين أولئك) فهذا كلام من الإمام (ع) يظهر فيه قلّتهم، يعني لا تخدعون بكثرة العمائم والخطباء والشعراء.

ثم يقول: ( أولئك واللَّه الأقلّون عدداً، والأعظمون قدراً) فأولئك هم الأوتاد الذين منع اللَّه بهم السماء أن تقع على الأرض، ( يحفظ اللَّه بهم حججه وبيّناته حتى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلى) .

ثم يقول: ( أولئك خلفاء اللَّه في أرضه، والدعاة إلى دينه) .

ثمّ يتأوّه ويقول: ( آهٍ آه، شوقاً إلى رؤيتهم) فعلي (ع) يشتاق ــ وهو الثقل الأكبر بعد رسول اللَّه (ص) ــ إلى هؤلاء الأوتاد، فهؤلاء لم يصافحوا طاغية، ولم ينافقوا باسم التقية، ولم يسكتوا عن الحق؛ خوفاً من أن تنقطع عنهم سيول الأخماس والزكوات، هؤلاء لم يتسابقوا إلى بعث بعض الجهّال إلى المناطق العالمية بلا اختبار ولا امتحان، لا علماً ولا عملاً، فيشتاق علي (ع) ــ مع جلالة قدره، ومقامه العظيم ــ إلى هؤلاء الأوتاد، إلى هذه النخبة الطاهرة.

اللهمّ، إنك لتعلم أنّه لما جاء الإمام الحسين (ع) ودعى المجتمع الإسلامي المجتمِع في مكّة المكرّمة، وبيّن لهم ما بيّن، وحذّرهم ما حذّرهم من الطغاة والمتلبّسين باسم الدين، فلما لم ينصروا الحق في حينه وأوانه جاءت الطواغيت فاحتلّت مدينة رسول اللَّه (ص) ، فكان الحسين (ع) سدّاً منيعاً أمام كلّ باطل، وهجمة كلّ جبار وطاغ على وجه الأرض، فما نصروه في حينه، فجاءت سيول الجريمة من الطواغيت فضربت مدينة رسول
اللَّه (ص) ، فما حفظوا السدّ ليتترّسوا به أمام الباطل، حتى قُتل واستشهد مع فتية من الأطهار، فجاءت جيوش المكرة بعد ذلك باسم الدين لتحتل مدينة رسول اللَّه (ص) ، فقتل الرجال، وتعدّى الجيش المسمى بالجيش الإسلامي تحت راية ضلال ليستبيح نساء المدينة، فكان الرجل لا يزوّج ابنته إلاّ بهذا الشرط: أنّي لا أضمن لك بكارة، وإذا بالصحابة والمسلمين ــ من بعدما احتلت المدينة التي سكتت عن الحق في حينه ــ يؤتى بهم أذلاّء خاسئين، يُطبع على ظهورهم: عبيد ليزيد وآل أبي سفيان وبني أمية، هكذا هو حكم الساكتين عن الحق.

ثمّ لم تقف الجريمة، ولم يقف العدوان على مدينة رسول اللَّه (ص) حتى اتّسعت الأبعاد، فهوجمت الكعبة، وأحرقت.

أجل، حينما قُتل الحسين (ع) ظنّ الناس أنّه نزاع شخصي بين
الحسين (ع) ويزيد، لكنّهم عرفوا بعد حين أنّه نزاع أُسُسٍ وقيم، نزاع جند الرحمن مع جند الشيطان، فلمّا سقطت راية الحق بلا ناصرٍ ولا معين جاء الباطل ليعمّ كلّ ناحية وقطر حتى وصل إلى مكّة والمدينة، واللَّه يعلم أنّه لما جاء داعية الحق من بعد الثورة في إيران ودعا الناس والعلماء إلى الثبات من أجل الحق تركوه، فما أضرّوه، بل أضرّوا أنفسهم، فأخذهم التيار، وسيأخذهم، وسيندمون على ما فعلوا في الدنيا قبل الآخرة، فقد ناداهم بنداء الحق، وصاح صيحة عظيمة: أيّها الناس، إنّ الانحراف في أوّله سهل، فقفوا لدينكم، ودافعوا عن معتقداتكم، تكلّموا بكلام الحق قبل أن يفوت الأوان، فلم يتكلّم متكلّم، ولم يقل قائل: لماذا هذا الانحراف باسم الدين؟! فالحساب كان في الدنيا قبل الآخرة، والمذلّة في الدنيا قبل الآخرة، ونحن في بدايات الذلّ والهوان.

والآن نأتي إلى الخطبة الشريفة؛ حيث كانت شقشقة، فأردنا أن تبدأ بشقشقة.

لقد كانت هدرة من علي (ع) ، رجل البصيرة والحق، الذي كان يشاهد التلاعب باسم الدين، ويشاهد الذئاب أصبحوا ولاة للمسلمين:

( أما واللَّه) الواو هنا حالية، يعني: أما واللَّه تنبّهوا وتوجهوا، يعني والحال لقد تقمّصها ابن أبي قحافة، كيف تقمّصها وكيف لبس الخلافة ثوباً؟ فآدم (ع) خليفة للَّه، ونوح (ع) خليفة للَّه، والأنبياء والأوصياء هم خلفاء للَّه على وجه الأرض، فالخليفة مَن كان جامعاً لمظاهر اسم اللَّه، ومَن كان جامعاً لكلّ الأسماء والصفات الإلهية يمثّل اللَّه في الكائنات، فالخليفة هو الاسم الأعظم الفعلي للَّه تعالى، واللَّه تعالى هو الاسم الجامع الذي تدخل تحته جميع الأسماء من رازق، مريد،… كل الأسماء والصفات تدخل تحت اسم اللَّه، فاللَّه في واحديّته، في جمعه للصفات، هو الاسم الأعظم الإلهي، والإنسان الكامل والكلمة التامة والآية الكبرى هي اسم اللَّه الفعلي على وجه الأرض، واللَّه تعالى إذا أراد شيئاً قال له: كن فيكون، والإنسان إذا أصبح اسماً للَّه، إذا أصبح الاسم الأعظم الفعلي للَّه، كان إذا قال للشي‏ء كن فيكون، فكيف يتقمّصها زيد وعمرو؟! وهو أخذها بلا شورى، بعد سحق قيم النصوص تحت الأقدام، فقال القائل: إنّه عمل بذلك حفظاً للإسلام ــ لأنّ علياً (ع) حدث السنّ، شاب، فقد تفلت الأمور، والعرب لا ترضى إلاّ بشيخ، فكان هو أكبر القوم، فأخذها وتسارع إليها؛ لأنه دفعته دوافع المحبّة لحفظ شريعة رسول اللَّه (ص) !

فإن كان حقّاً ما يقولون: إنّ مثل هذه التوجيهات تكون سبباً لسحق القيم تحت الأقدام من نصٍّ وشورى، فإن كان حقاً مثل هذا الادعاء، ولم تكن نهمة الرئاسة دفعته لذلك، فلمَ نصّب الثاني أيضاً بلا شورى ولا نصّ؟ فإن كان هناك خوف في بداية رحيل رسول اللَّه (ص) ، فكيف استمرار الخوف إلى زمن الخليفة الثاني؟ وكيف قبلها الثاني، وهو القائل: بيعة أبي بكر كانت فلتة، من أتى بمثلها فاقتلوه؟ فهو أوّل محكوم بالقتل قبل كلّ أحد، فلا نعاتب أحداً، ولا نعجب من قول، وكيف نعاتب غيرنا ونحن ابتلينا بما ابتلي به غيرنا ! لقد كنّا نفخر على الآخرين، لكن اليوم لا فخر ولا زهو بعدما راحت الخروقات للشرع تجري بمرأى ومنظر من العامة والخاصة، ومن السواد الأعظم والعلماء.

أجل ( أما واللَّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة) فالعلم بلا تقوى لا قيمة له، ( ينحدر عنّي السيل) فالسيل ينحدر من المواطن والأماكن العالية، فإنّه أراد أن يقول للمجتمع: إنّ سيل العلم والمعارف والأحكام السماوية الإلهية هي في صدر باب مدينة النبيين، فمن أرادها من غير بابها لا يتمكن أن يصل إليها، فجاء سيل العلم الإلهي على صدر محمّد (ص) لينصبّ على المجتمع البشري من جبله الرفيع، وهو عليٌّ (ع) .

( ولا يرقى إليَّ الطير) فكلّ طائرٍ مهما بلغ في قوّته وعروجه وصعوده لا يتمكن أن يرقى إليّ، فهو (ع) جبلٌ لا كالجبال، جبلٌ لو أراد الطير أن يصعد إليه لما تمكّن من ذلك، لا جبال العقول، ولا جبال العرفان والفقه قادرة على أن ترقى إليه، وهذا هو المعنى الأول، فسيل العلوم اختص به بواسطة رسول اللَّه(ص) ، فهو باب مدينة العلم، ثمّ يقول: ولا يظن، ولا يتوهّم متوهّم أنه يتمكن من أن يرقى إلى هذا الجبل، يعني: كلّ من فهم كلمة فهو فهم قدراً من الإسلام، كلام لا تسمعه العقول، فالناس على اختلاف مراتبها مهما حاولت وتحاول أن تفهم علياً (ع) لا تتمكّن، ولا يشير علي (ع) إلى علماء الأرض وأبناء الدنيا، بل يشير إلى العلماء الربانيين الحقيقيين الصدّيقين، أهل العروج، فيقول: هؤلاء لا يتمكّنون من أن يعرجوا ويصعدوا إلى هذا الجبل، فهو جبلٌ قرينٌ لسيد الكائنات، أين منه العلماء والعرفاء؟ أين منه عمّار ومقداد ومالك وسلمان؟

أمّا أمثالنا من الجهال فلا نتكلّم عن أنفسنا، فإضافة على سيل العلوم، سيل الحقائق، سيل التكوين، خلقهم اللَّه أنواراً، فكانوا بعرشه محدقين، وقد قالت الصدّيقة الكبرى فاطمة سلام الله عليها بالنسبة إلى أبيها رسول اللَّه (ص) : اختاره وانتجبه إذ الخلائق في كتم العدم مصونة، فيشير (ع) في هذه الخطبة إلى قصور الكائنات الذاتي، نزولاً وصعوداً في قوسي الصعود والنزول، إلى أنّ هناك قصوراً في مرتبة التشريع، لا يتمكن أن يرقى إليه المخلصون الصديقون، فضلاً عن القاصرين والمقصّرين، فهو فيضه وجبله المنيع.

والحمد للَّه ربّ العالمين.


رد مع اقتباس
قديم 2015/07/06, 05:57 AM   #5
الفاطمي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3882
تاريخ التسجيل: 2015/06/29
المشاركات: 147
الفاطمي غير متواجد حالياً
المستوى : الفاطمي is on a distinguished road




عرض البوم صور الفاطمي
Abbas Shi

اللهم صلي على محمد وآل محمد



التعديل الأخير تم بواسطة الفاطمي ; 2016/04/10 الساعة 07:35 AM
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/07, 05:57 AM   #6
الفاطمي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3882
تاريخ التسجيل: 2015/06/29
المشاركات: 147
الفاطمي غير متواجد حالياً
المستوى : الفاطمي is on a distinguished road




عرض البوم صور الفاطمي
افتراضي

للهم صلي على محمد وآل محمد



التعديل الأخير تم بواسطة الفاطمي ; 2016/04/10 الساعة 07:34 AM
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/08, 09:04 AM   #7
الفاطمي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3882
تاريخ التسجيل: 2015/06/29
المشاركات: 147
الفاطمي غير متواجد حالياً
المستوى : الفاطمي is on a distinguished road




عرض البوم صور الفاطمي
Quba Nabi

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً



التعديل الأخير تم بواسطة الفاطمي ; 2015/12/07 الساعة 07:51 AM
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/09, 06:39 AM   #8
الفاطمي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3882
تاريخ التسجيل: 2015/06/29
المشاركات: 147
الفاطمي غير متواجد حالياً
المستوى : الفاطمي is on a distinguished road




عرض البوم صور الفاطمي
Quba Nabi

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً



التعديل الأخير تم بواسطة الفاطمي ; 2015/12/07 الساعة 07:50 AM
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/29, 08:00 AM   #9
الفاطمي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3882
تاريخ التسجيل: 2015/06/29
المشاركات: 147
الفاطمي غير متواجد حالياً
المستوى : الفاطمي is on a distinguished road




عرض البوم صور الفاطمي
افتراضي

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً



التعديل الأخير تم بواسطة الفاطمي ; 2015/12/07 الساعة 07:48 AM
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/29, 09:27 PM   #10
معلومات إضافية
رقم العضوية : 3431
تاريخ التسجيل: 2014/10/05
المشاركات: 2,923
عابر سبيل غير متواجد حالياً
المستوى : عابر سبيل is on a distinguished road




عرض البوم صور عابر سبيل
افتراضي

قراءت المقال من الالف الى الياء فكان موضوعاً جميل
اللهم احفظ مراجعنا الكرام وسدد خطاهم واعلى كلمتهم
ولكاتب الموضوع خالص مودتي


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخطبه الشقشقية الخاقاني

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمقتل الحسين عليه السلام في كربلاء بسمة الفجر عاشوراء الحسين علية السلام 5 2015/06/22 02:57 AM
الامام جعفر صادق ع بالتفصيل الجمال الرائع سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 4 2015/02/22 07:12 AM
فاطمة الزهراء عليها السلام الجمال الرائع الواحة الفاطمية 2 2014/12/30 12:36 PM
مما جاء في العلامات الجمال الرائع الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 2 2014/12/10 09:58 AM
العباس عليه السلام المقام والكرامات وقضاء الحوائج الجمال الرائع سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 4 2014/12/04 05:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |