Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > عاشوراء الحسين علية السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020/09/12, 04:34 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي بكاؤنا وبكاؤهم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته





بكاؤهم نابع من خسارة فقدت ولن تعوض، قد تكون خسارة أو فراق أو هزيمة..

بكاؤهم يجر النفس الى الضعف والقلق واليأس والقنوط..

بكاؤهم يؤدي الى السلبية في النظرة الى الحياة، أو طرق التعامل معها..

بكاؤهم محدود بين قوسي الانفعال الذاتي، متموضع في خصوصية العاطفة الشخصية ومدى ما ترتبط به من الموقف..

بكاؤهم عقيم لا يولد مواقف ولا يكتسب قيم بل إن ابعد مدى فيه : أن يكون سلوكا معبرا.

هكذا بكاؤهم وهم محقون حينما يدينون مثل هذا البكاء،

ونحن ندين البكاء الذي يمرض الروح، ويهين النفس، ويعذب العاطفة بأوجاع اليأس..

نحن ندين كل بكاء فيه رائحة الهزيمة والاستسلام والضعف والمرض.

نحن نرفض أن يكون البكاء عقيم في زنزانة النرجسية.

إن بكائنا على الإمام الحسين هو ليس لا من حيث السبب ولا من حيث المفهوم أو التأثير أو الموقف مثل بكائهم..

إننا لا نبكي الحسين لأنه مات (استشهد) فخسرناه لان مثل الحسين حي بشهادة الله عز وجل، في قوله تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون* فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين) سورة آل عمران 169-171.

إن الدموع التي نذرفها في عاشوراء، أو عند ذكر فاجعة كربلاء ما هي إلا أواصر نريد منها الالتحاق العاطفي بما يمثله الحسين بصورة عامة، ومواقفه في عاشوراء بصورة خاصة.

إن دموعنا هي دليل على صدق انتمائنا للقضية الحسينية وما تمثله ضد معسكر الظلم والانحراف وامتهان كرامة الإنسان.

إن الأئمة الأطهار أوصونا بالبكاء (عن الباقر (عليه السلام) قال: «كان أبي ـ علي بن الحسين صلوات الله عليه ـ يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوّأه الله تعالى في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذى مسّنا من عدوّنا في الدنيا بوّأه الله في الجنة مبوّأ صدق، وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار»(كامل الزيارات: 100).

وقال الامام الرضا(عليه السلام)(فيما أخرجه الصدوق في أماليه): «من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»(أمالي الصدوق: المجلس 17 الرقم 4).

وفي قرب الاسناد عن بكر بن محمد الازدي قال: قال أبو عبد الله ـ الصادق ـ (عليه السلام) لفضيل بن يسار: «أتجلسون وتحدّثون؟» قال: نعم جعلت فداك، قال (عليه السلام): «إنّ تلك المجالس أحبّها، فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل: من ذَكَرَنا أو ذُكِرْنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه». إلى غير ذلك من صحاح الاخبار المتواترة عن أئمة الابرار(راجع: بحار الانوار 44 / 278 ـ 296 الباب 34)) فان لم يبكي احدنا فليتباكى.

والتباكي استحضار للمشاعر التي تؤدي للبكاء، فدموعنا ليست ردة فعل أو استجابة غير واعية لفاجعة آل بيت الرسول، بل إنها موقف عاطفي واعي ومدرك ومسؤول تجاه ثورة الإمام الحسين ومبادئها القيمة.

وهذا ما جعل الكثيرون ممن لم يفهموا العلاقة بين الإنسان الشيعي وعاشوراء يستغربون من متانة الاستجابة العاطفية وقوتها وديمومتها لهذا الإنسان، فهو يعيش هذه العلاقة كل عام، بل يعيشها البعض كما هو سائد لمدة أربعين يوما، وفي الأغلب يحيي الموالي لآل البيت هذه العاطفة طيلة أيام السنة وبصورة متواصلة دون أن تفقد العاطفة حرارتها أو تغير اتجاهها ولعل ما يصدمهم إنها تزداد قوة وثراء في نمو روحي ونفسي ومعرفي يمتلئ به ذلك الانسان.

إن بكائنا أكثر من دموع انه مشاركة عاطفية لموقفنا مع الحسين ونهجه في الدفاع عن الدين وكرامة وحقوق الإنسان في الحياة.

وإذا كان بكاؤهم هزيمة فان بكائنا هو المشاركة فيما انتصر به الحسين وأصحابه، وكل السائرين على دربه من انتصارهم على طواغيت الأمم وفراعنة الشعوب، وسلاطين الظلم والرذيلة.

لم يكن الحسين صاحب حملة عسكرية أو شهوة سلطة هدفها إخضاع الناس لسيطرته وتحقيق مكاسب دنيوية هنا وهناك.

كان الحسين محبا وحينما يكون القلب مقدسا فما اطهر المحبة التي يحتويها..

كان محبا لله فما طاق أن يشوه المنحرفون دين الله فسار الى الموت كما يقول الشاعر (إن لم يستقم دين جدي إلا بقتلي فيا سيوف خذيني).

وكان محبا للمستضعفين الذين امنوا به فلبى ندائهم حتى بعد أن علم إنهم لا يطيقون إعلان الولاء له، وان خذلت الأمة حسينا لكنه لم يخذلها وأمام ضميرها الصامت ارتكب الظالمون جريمتهم الشنعاء بحقه.

فالبكاء على الحسين ليس بكاء على ميت بل إيقاظا للأمة مما مات من ضميرها واستجماعا لإرادتها للنهوض بوجه ظالميها.

بكاؤنا ليس ضعفا بل إن دموعنا الحسينية شرارات توقد في القلوب روح التصدي ومواجهة المستكبرين وكل الظلمة والمنحرفين، وهذا ما وعاه جميع طواغيت الأمة حيث اكتشفوا إن للبكاء طابعا احتجاجيا وبراءة رمزية من جرائمهم وظلمهم، لذا حاربوا الشعائر الحسينية ومنعوا مظاهر الحزن والحداد في عاشوراء واعدموا الناس على الظن والتهمة بسبب دمعة أو قصيدة رثاء.

بل إن الشيء الذي لم يتهاون فيه سلاطين الدكتاتوريات هو الشعائر الحسينية وخصوصا مظاهرها العاطفية.

وبكاؤنا ليس سلبي متقوقع حول الاستجابة العاطفية للذات لمثير داخلي أو خارجي،

بل انه تعبير عن موقف يتطلب إدراك ووعي بل ومسؤولية (فالإنسان الشيعي مضطهد في مراحل التاريخ بسبب صلابة عقيدته ورفضه الظلم والانحراف ومهادنة الحكومات الظالمة).

هذا الوعي مهيأ لاكتساب قيم ومبادئ النهضة الحسينية، وهذا الإدراك يكتسب مواقف عاشوراء تجاه المفاهيم المطروحة أو محل التدبر والتأمل.

إن ملحمة الطف كقصة تاريخية يمكن أن تختزل في دراما محدودة، لكنها كملحمة عقائدية وثقافية ودينية وفكرية وشعبية لا يمكن اختزالها، فكل من يشعر بالانتماء إليها مدعو للقيام بدور فيها في هذا الزمان او في غيره، و في هذا المكان او في غيره.

فكل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء.

بل إن فضاءات الملحمة تتسع لكل إنسان يمكن أن يسجل فيها موقفا مع أو ضد أو متفرج.

إن فضائها الإنساني كان على الدوام محفزا لمواقف مفكرين وثوار وقادة وفلاسفة لم يكونوا مسلمين ولا عربا.

وعندما نبين الفرق بين بكاؤنا وبكاؤهم لا نقصد المقارنة من اجل الفوارق أو تقييمها أو تمييزها، وان كان ذلك كله له مشروعية الكشف ومعرفية الهوية، لكننا قصدنا في تبيان ذلك إن هناك فروقا ومميزات على الطرف الآخر أن يفهمها ويعيها بعد أن تحملنا عنه مؤونة الكشف عنها ولا يظل يحكم علينا من منظوره الذاتي وما يتصوره هو عن الآخر، لان مثل هذا السلوك أمسى مرفوضا في عالم اليوم، عالم ثقافة الحوار وتقبل الآخر.



f;hckh ,f;hcil



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بكاؤنا, وبكاؤهم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دخول الشعراء على الأئمة عليهم السلام وبكاؤهم على الإمام الحسين عليه السلام وتشييدهم ا بنت الصدر عاشوراء الحسين علية السلام 2 2014/10/29 11:02 PM
بكاؤنا على الامام الحسين (عليه السلام) من مصاديق المودة طبع الشمع عاشوراء الحسين علية السلام 1 2014/02/09 06:07 AM
بكاؤنا على الامام الحسين (عليه السلام) من مصاديق المودة شجون الزهراء عاشوراء الحسين علية السلام 5 2013/11/29 08:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |