Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/02/20, 06:44 PM   #1
الممهدون

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2741
تاريخ التسجيل: 2014/02/08
المشاركات: 14
الممهدون غير متواجد حالياً
المستوى : الممهدون is on a distinguished road




عرض البوم صور الممهدون
افتراضي على حافة الظهور 9-12

الحلقة (9)
على حافة الظهور!
هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين


الظهور:
استنادا لمنطق السنن (2)

عرفنا فيما سبق؛ أن حركة ظهور المخلص تخضع لمفاعيل السنن، التي تنظم بثوابتها إيقاع الأحداث، وتمثل موجهاته، ويعيد التاريخ من خلالها دورته ليكون الآتي صورة للماضي، لذلك قيل: التاريخ يعيد نفسه!.

كما عرفنا؛أن سنة الإصلاح تحيلنا على سنة تغيير النفوس، وهذه الأخيرة تفرض سنة الاستنصار. معنى ذلك، أن إصلاح الأمة يفرض تغيير نفوس أفرادها تزكيةً، وتغيير النفوس يتطلب الاستنصار الذي يتجلى بأكثر من صيغة أهمها:

الأول: الاستنصار بالله، كما يقول تعالى: "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ". "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ". مثاله ما نراه في صورة استنصار الرسول والجماعة المؤمنة في هذا المشهد: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

الثاني: الاستنصار بالإمام، وقد يكون استنصارا فرديا، فيه يستغيث الفرد بالإمام، كما في المشهد القرآني: (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَى(الإمام)ٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ).
*وقد يصدر الاستنصار عن الملأ، حيث الجماعة تستنجد بالإمام، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).

الثالث: الاستنصار بجماعة المؤمنين، كما في قوله: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ". كاستنصار الفرد بالجماعة أو جماعة بجماعة أخرى.
مثال استنصار الفرد بجماعة المؤمنين استنصار المبعوث في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)

فالبشر أفراد أو جماعات يستنصرون بالله، والله بدوره يرسل رسول يستنصرهم لتحقيق مشروع الله فيهم، ويحدث أن يستنصر البشر أفراد وجماعات بعضهم ببعض فتلك سنة الحياة.

إن سنة النصرة يمكن التدليل عليها من خلال الاستنصارات الفردية، فكثيرة تلك التجارب التي عانى فيها الأفراد من محن أخذت منهم مأخذها، ووصلوا الى شفير مهلكة، فلما استغاثوا بالإمام المهدي في لحظة صدق وإخلاص؛ تولدت من رحم المحنة والكرب ،وجدوه حاضرا وناصرا، وهذه من مسلمات التراث الشيعي التي كثرت شواهدها، قديما وحديثا، وهنا مثالا:


إن عبارة المخلص في قصة الدهان: "في هذه الساعة استغاث (استنصر) بي مئات من المحبين والشيعة فأريد أن أذهب إليهم وأغيثهم"، تكشف مفعول سنة الاستنصار، التي تفرض نفسها على المخلص بصورة واجب!

4/ سنة بعث الرسل:
إن سنة إرسال الرسل تكون استجابة لاستغاثة البشر أفراد أو جماعات بالله، عز اسمه، وقد تكون الاستغاثة صريحة أو ضمنية فيستجيب الله ويبعث رسله كأدلاء هادين للخروج من دركات الشقاء: الكفر والفسوق والعصيان إلى مراقي السعادة: الإسلام والإيمان والتقوى واليقين!

عن سنة إرسال الرسل يقول تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا)، (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ، إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ).

واتباعا للسنن كنظام للكون وتخلقا بأخلاق الله، عمل النبي(ص) بسنة بعث الرسل فأرسل إلى القبائل وإلى المدن، ثم إلى الممالك حول جزيرة العرب رسله مبشرين ومنذرين بالدعوة.

كما عمل الإمام علي(ع) بسنة بعث الرسل عندما أرسل رسله بعد انقلاب السقيفة- الذي فرض عليه الإقامة الجبرية- أرسلهم الى العراق التي فتحت في عصر الانقلابيين، فبعث عمار وسلمان وحذيفة بن اليمان، وابن مسعود، فحولوا العراق إلى التشيع الذي انتقل بعد ذلك إلى بلاد فارس.

وعمل الإمام الحسين بسنة بعث الرسل عندما استنصره أهل الكوفة باثني عشر ألف كتاب يعدونه فيها بالنصر!. فبعث إليهم مسلم بن عقيل رسولا، كما بعث آخر إلى أهل البصرة!

والإمام المهدي سيعتمد سنة بعث الرسل، فيرسل من يستنصر جماعة الأمة، هنا وهناك، والأحاديث تشير إلى ذلك، كما يدل على ذلك الخبر :
"يقول القائم (ع) لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة! فقل: يا أهل مكة! أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا!".

نستنتج من هذا الخبر أن الإمام المهدي يعمل بسنة بعث الرسل، الذين يبعثهم ليستنصر بهم المجتمعات المسلمة.
كما نستنتج أن ليس هذا الرسول هو الأول والأخير، الذي سيبعثه الإمام، لاسيما إذا عرفنا أن الرسول- الذي يذكره الخبر - يقتل بمجرد تفوهه بالرسالة المرسل بها، مما يعني أنه لابد أن سبقه رسل آخرون قبله يستنصرون الأمة ويستصرخونها باسمه، ولابد أن يكون أولئك الرسل أوفر حظا- من الرسول المقتول- فيحرزوا خطوات ملموسة وينجحوا في حشد قطاع من الأمة مهم لصالح ساعة الصفر.

لكن لماذا الرسل؟!
الجواب تقدمه الأصول التاريخية المحكمة التي تنسخ تشابه تجاربنا غير المنجزة؛ حيث لما استنصر اهل الكوفة الامام الحسين عندها بعث الإمام الرسل للاستنصار العكسي بغية التوثق من صدق نصرتهم له، فبعث رسولا إلى الكوفة، وآخر إلى البصرة!
فالرسول من أدواره أن يلعب دور بالون الاختبار الكاشف عن صدق زعم الجماعة بالنصرة!. فكثير ما يكون ثمة مفارقة بين القول والحقيقة، وعن ذلك يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).

ففي هذا المشهد الذي تقصه الآية نجد أن القوم طالبوا بالقتال واستعجلوه وجادلوا فيه، ولما فرض عليهم تولوا إلا قليل منهم !!
لهذا أرسل الإمام الحسين(ع) رسوله مسلم ليتوثق من وعد القوم بالنصرة، إلا أن أهل الكوفة أعطوه بطرف اللسان وعوداً! وصفقوا على يديه بيعةً! ولما جاءت لحظة الاستحقاق، تفرقوا عنه *جبنا وغدرا!.

إن ممارسة الشيعة في العقود المتأخرة الاستنصار بالإمام المهدي، رد عليه الإمام باستنصارهم من خلال رسل بعثهم فيهم: "إنا رسل المهدي إليكم: ألا من ناصر ينصرنا!". ليكون نصر أو خذلان، تصديق أو تكذيب الشيعة لأولئك الرسل هو نصر أو خذلان المهدي، ليس إلا!

نستنتج؛ ان استنصار الأمة بالإمام، قد رد عليه المهدي باستنصاره الأمة، بصورة غير مباشرة، فبدل ان يظهر المخلص كاستجابة لاستنصار الامة، تظهر رسله ممهدة ومتوثقة من صدق الامة في دعواها النصرة!

لقد أرسل النبي محمد (ص) مصعب بن عمير رسولا يمهد له الأرضية في يثرب قبل أن يظهر النبي في تلك المدينة!
ولقد أرسل الامام علي(ع) سلمان وحذيفة وعمار رسله إلى العراق ممهدين قبل أن يظهر فيها.

وعن دورهم ذاك ورد في الخبر عن سليم بن قيس: "جلست إلى سلمان وأبي ذر والمقداد فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشدا، فقال له سلمان: عليك بكتاب الله فالزمه وعلي بن أبي طالب، فإنه مع القرآن لايفارقه، فأنا أشهد أنا سمعنا رسول الله يقول: إن عليا يدور مع الحق حيث دار، وإن عليا هو الصديق والفاروق، يفرق بين الحق والباطل، قال الكوفي: فما بال القوم يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق؟! قال: نحلهما الناس اسم غيرهما كما نحلهما خلافة رسول الله وإمرة المؤمنين! لقد أمرنا رسول الله وأمرهم معنا فسلمنا جميعا على علي بإمرة المؤمنين". هذا قبس يكشف دور أولئك الرسل في تحويل العراق- الذي فتح في عصر أئمة السقيفة- إلى التشيع قبل ان تطأه قدم علي!

وبعث الإمام الحسين رسوله مسلم إلى أهل الكوفة، ليستوثق من نصرة القوم قبل أن يقدم عليهم، ويركن إلى استنصارهم!.
لقد كانت سنة بعث الرسول الممهد من السنن التي توالى العمل بها، وكذلك فعل الإمام المهدي عندما أرسل رسله الممهدين في العقود القليلة الماضية،ليسبقوا بظهورهم ظهوره الميمون، وليوطدوا له الأرضية قبل قدومه!
هذا ما يقتضيه منطق السنن، التي لا تتحول ولاتتبدل، ومعرفة هذا المنطق يحقق 95% من نسبة الوعي الضروري لإنجاح انتظار المتتظرين للمخلص، واستيعابهم لأحداث الظهور ومقدماته، وإنجاح تجاوبهم مع الرسل وعدم مناهضتهم!

ويبقى للحديث بقية!
وإلى حلقة قادمة، إن شاء الله!


ugn phtm hg/i,v 9-12



رد مع اقتباس
قديم 2014/02/21, 08:55 AM   #2
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

جزاك الله خير

وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2014/05/22, 10:31 PM   #3
الممهدون

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2741
تاريخ التسجيل: 2014/02/08
المشاركات: 14
الممهدون غير متواجد حالياً
المستوى : الممهدون is on a distinguished road




عرض البوم صور الممهدون
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة درر الحسين مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير

وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله
بارك الله فيك ووفقنا الله لخدمة محمد و ال محمد عليهم السلام


رد مع اقتباس
قديم 2014/05/22, 10:32 PM   #4
الممهدون

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2741
تاريخ التسجيل: 2014/02/08
المشاركات: 14
الممهدون غير متواجد حالياً
المستوى : الممهدون is on a distinguished road




عرض البوم صور الممهدون
افتراضي

الحلقة العاشرة
على حافة الظهور
هل بعث المهدي رسولاً ممهداً؟


5/ سنة التأييد بالآيات (1)


لقد اقتضت سنن الله في بعثة الرسل، ان تكون الرسالة مؤيدة بالآيات، المبرهنة على صدق الدعوة، وهذا تسجيل للحظة اجتباء موسى كرسول وتزويده بايتين يؤيد بهما رسالته: (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ).


ثم من سنن الاية ان تأتي متناسبة مع خبرة الوسط المبعوث اليهم الرسول، فعلى سبيل المثال، لغلبة السحر على زمن المبعوث موسى، بعث بالعصا المنقلبة الى ثعبان، واليد التي تخرج من جيبه بيضاء، من غير سوء، ولتفوق عصر المبعوث عيسى بالطب والحكمة بعث يشفي الاكمه والابرص ويحيي الموتي ويخلق من الطين كهيئة الطير، ولتفوق زمن الرسل محمد(ص) باللغة العربية بعث بالقرآن الكريم آية فارقة بين الحق والباطل.


ولكن لماذا يؤيد الله- جل جلاله- الرسل بالآيات التي اشتهر وتفوق به اقوامهم غالبا؟
ذلك باعتبار ان اهل ذلك الوسط سوف يكونون علماء وخبراء بدرجة عالية فيما اشتهروا وتفوقوا به، يعرفون دقائقه: (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ). لذلك عندما يأتيهم شيء في دائرة خبرتهم سوف يتعرفون عليه بأنه أمر مؤسس على السنن، التي تحكم مجال عملهم او هو خارج عنه، ولذلك يمكن ان يكتشفوا صدق المبعوث، بتفوقه على ما خبروا!.


من جهة اخرى، فان طبيعة النفوس البشرية تستكبر على ما تستصغره وتخضع وتطيع من يكبر في نفوسها ويعظم في صدورها: "خلقا مما يكبر في صدوركم". لذلك سمي القادة بالكبراء وفرض إكبارهم في النفوس طاعتهم: "إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا".
من ههنا ندرك ان الله يريد بالآيات التي يجريها على ايدي الرسل ان تكبرهم في نفوس اقوامهم وتعظمهم في صدور أممهم فتخضع لهم وتطيعهم: "وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله"


نستنتج؛ ان بناء كبرياء رسل الله(ع) وفرض سيادتهم، وايجاب طاعتهم على الناس، تؤسسها الآيات التي تجري على يد الرسل فتدهش الأقوام، بلحظة اثبات الصلة بين الرسول والمرسل، فيكبر الرسل في النفوس، ويعظموا في الصدور!


ان مثال لسطوة الآية في الاخضاع تتجلى في وقوع السحرة -شرار خلق الارض- ساجدين مذعنين عندما تظاهرت آية العصا بانقلابها الى ثعبان مبين: "وألق السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى"!. ولم يكن ذلك إلا لما هالهم موسى بآيته وكبر في نفوسهم، كما يكشف ذلك وصف فرعون - الذي صعق للمشهد-وصفه لموسى بالكبير عندما قال: "آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر".


ثم ننتقل الى كيف ان الاية مثلت المدخل الى إيمان السحرة -كهنة فرعون- بموسى، واذا عرفنا ان (آمنتم له) فيها الايمان يأتي من الأمان والوثوق فالاية المؤيد بها الرسول يراد منها التوثق من صدقه، وان هذا التوثق يؤدي الى الاطمئنان لصدق دعواه ..
ثم ان الله -عز اسمه- هو الذي يقدر الاية التي يؤيد بها رسوله، ويحدد كفايتها، وبالتالي هو الذي يأذن بها او بالمزيد منها، وهذا يعني ان إتيان الرسول بالآية لا يفرض كونه ذا قدرة مطلقة على الاتيان بكل شيء، وانما هو بشر محدود القدرة، ومتى أذن الله اظهر الآيات على يديه، لذلك قال تعالى موصفا اسراف تصور الاقوام لقدرة الرسل:


"ٍفَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا! وَقَالُوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا!!!
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا!!!
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا!!!
أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا!!!
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُف!!!
ٍأَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ!!!!
وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه!!!!
قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا!!!".


وعن اتصاف الآيات -التي يؤيد الرسول بها ابتداء- بالكافية الوافية، يقول تعالى: "وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْه آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ! قُل:ْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَوَلَمْ يَكْفِهِم!ْ".


وبناء على ذلك، فالمطلوب من القوم ان ينظروا في الايات التي يؤيد بها الرسول، (ولا يعرضوا) عنها باي حال!.
وهذا يفرض نتيجة فحواها أن الاية المؤيد بها الرسول هي الاكثر (ملاءمة) لفهم القوم والاكثر دلالة على صدق الرسول، مما يجعلها وافية كافية! لاسيما وهي تصدر من رب العالمين الذي احاط بكل شيء علما وهو احكم الحاكمين!


وان عدم اكتفاء الناس بالآيات التي ابتدأت بها الدعوة، وطلب المزيد منها تتطلب الأذن من الله، حيث كما يقول تعالى: "وما كان لرسول ان يأتي بآية إلا بإذن الله". ومثال ذلك شرط عيسى جريان اياته باذن الله: "وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).


وان عدم الاكتفاء بالايات الابتدائية وطلب المزيد منها يمكن الاستجابة له بمقدار كما يدل على ذلك تاريخ الرسالات. ولكن المطالبة بالمزيد والمزيد طغيانا في محاولة لاثبات عجز الرسول او تبرير تكذيبهم له، واجهته الرسل بامرين:


اولا: بالاعراض عن تلك الدعاوي المطالِبة بالمزيد، وعن ذلك يقول تعالى: "الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).


ثانيا: الاستجابة بالاتيان بالآية المطلوبة مع التوعد بالمعاقبة عليها بالعذاب المنكر حال تكذيبها، كما قال تعالى: "قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ".


ومثال للعذاب المنكر والمستئصل الذي يعقب إنكار الآيات الخاصة النازلة استجابة لطلب القوم، ما جرى مع قوم ثمود عندما طالبوا نبيهم صالح بناقة تخرج من الصخر، ثم كفروا بها وعقروها، مما ادى الى نزول العذاب الماحق لهم:"فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها".


نستنتج؛ ان الايات التي تؤيد بها الرسالات كدليل صدق ينبغي ان يكون الموقف منها يراعي المعطيات التالية:


اولا: أخذ الآية على محمل الجد وعدم الاستخفاف بها ..
ثانيا: امتحان دلالتها بالتعرف على مدى تعبيرها عن علم القوم وخبرتهم.
ثالثا: البحث عن مدى وفائها بالدلالة على صدق المبعوث بها.
رابعا: عدم طلب المزيد من الآيات تأدبا وتوقيرا لله والرسول وتجنبا للتعرض الى العقاب المنكر عند التكذيب بالايات الاضافية.
خامسا: اعتبار الايات المبينة مدخلا لصدق الرسول والرسالة، وداعيا الى الركون اليها مما يفتح المجال للايمان بهما.
اذا تحولنا من هذه الرؤية حول (سنة تأييد الرسل بالآيات) للنظر في أمر الامام المهدي ورسله يمكن القول:
ان الله هو (الغيب) الذي يجتبي الرسل ليتحدث على لسانهم الى الناس ويؤيد الله رسله بالايات والحجج والبينات برهانا على صدق صلتهم به.


هذا الواقع يشبه وضع الامام المهدي الغائب، لذلك يؤول المهدي بالغيب لغيابه عن الامة، يؤكد ذلك الخبر حيث سئل الامام الصادق(ع) عن قوله تعالى: "الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب"، من هم المتقون وما المراد بالغيب؟! قال: المتقون شيعة علي! والغيب هو الحجة الغائب!!".


وبناء على ذلك، فان (الامام) الغائب اذا بعث رسولا، لابد ان يؤيده بالايات الدالة على صدقه! كما يفعل الله في غيبه عندما يبعث رسله الى الناس، واعتمادا لمبدأ: "تخلقوا بأخلاق الله".


استنادا لهذه السنة نتوقع ان الإمام المهدي اذا بعث رسولا أيده بالآيات، التي تدل على صدق صلته به، وبالتالي لا يمكن تصور خلو دعوة رسول المهدي الغائب من آية او اكثر تثبت وتشهد له وتدفع عنه التكذيب والطعن في شخصه ودعوته، المتوقع ان يطاله!.
وهكذا نكتشف ان سنة تأييد الرسول بالآيات هو المعطى الذي يكمل بقية السنن الضرورية لتاسيس فهم واقع حركة الظهور!


والى حلقة مقبلة ان شاء الله!


رد مع اقتباس
قديم 2014/05/25, 07:20 PM   #5
الممهدون

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2741
تاريخ التسجيل: 2014/02/08
المشاركات: 14
الممهدون غير متواجد حالياً
المستوى : الممهدون is on a distinguished road




عرض البوم صور الممهدون
افتراضي

الحلقة (11)
على حافة الظهور!
هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟

5/ سنة التأييد بالآيات (2)
آيات الرسالة:
إن الآية المادية التي تجري على يد الرسول او تصاحب انبعاثه تمثل علامة دالة على صدقة فحسب، لذلك يمكن ان تكون مدخلا، يبدأ بعدها العقل يركن للمبعوث فيما يقوله، ويحاول تعقل التعاليم والبيانات والتشريعات استنادا لمعطيات العقل والمنطق، فيتعرف على الرسالة بالعقل!

إلا ان الحقيقة تبقى ان خطاب الرسالة بحد ذاته يحمل آيات وحجج وبراهين صدقها وصدق حاملها معها، وهي الايات التي تتصف بالاصالة والبقاء بالنسبة لاولي العقول، لذلك ورد في الحديث: "اعرفوا الرسول بالرسالة"!
فالايات المادية التي تصدر عن الرسول(ص) يشهدها الجيل المعاصر له، وتبقى لمن خلفهم ذكرى فحسب، بينما يتكاثر المؤمنون بالرسالة على مر القرون من خلال النظر في حجج الرسالة التي وردت في خطاباتها، مما يعني ان براهين الدعوة المنطقية هي الايات الكافية والوافية المتقومة بها الدالة على صدقها.

قال تعالى: "وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْه آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ (: آية) يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ". ففي هذا النص يوصي الكتاب بانه آية كافية على سلامة الرسالة وصدق الرسول تغني عن آيات أخرى مثل؛ شق القمر، ونطق الشجرة، وتسبيح الحجر!

ونموذج لمعرفة الرسول بالرسالة نجده في مشهد إسلام جعفر الذي استعرض رؤيته-التي دعته للإسلام- للنجاشي، فاقتنع النجاشي بها وأسلم من خلال نظره فيما تنص عليه الرسالة من صفات الرسول، ومن مبادئ واخلاقيات، وما تضمنته من تعاليم وتشريعات، عرضها عليه جعفر الطيار!.
"أيها الملك كنا قوما على الشرك نعبد الأوثان ونأكل الميتة ونسيء الجوار يستحل المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء وغيرها لا نحلل شيئا ولا نحرمه.. .
*فبعث الله إلينا نبيا من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته ..
فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ..
وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الأرحام وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ..
ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات.*فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من عند الله فعبدنا الله وحده لا شريك له ولم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا ..
فعدا علينا قومنا فعذبونا ليفتنونا عن ديننا ويردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ..
*فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك ..
*فقال النجاشي : هل معك شي مما جاء به؟*فقرأ عليه صدرا من سورة مريم فبكى - والله - النجاشي حتى اخضلت لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم ..
ثم قال: إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء بها موسى انطلقوا راشدين لا والله! لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عينا"..
وهذا النمط من الايمان المستند الى رؤية عقلانية مؤسسة على بينات الدعوة ومسلكها والآيات الواردة في خطابات وتشريعات الرسالة، وليس الى الكرامات والمعجزات، هو الذي ينتهجه الكبار والعقلاء والحلماء، كما يقول تعالى: "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ...َ مِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا".

لقد آمن أولئك العقلاء وفعلت الرسالة فيهم- فعل عصا موسى في السحرة- عندما خروا يبكون تأثرا بالايات المتلوه عليهم فقط قائلين آمنا، وكان نموذجهم النجاشي والاساقفة، الذين وصف الخبر المتقدم لحظة ايمانهم التي اعقبت بيان جعفر بالقول: "فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم".

إننا نلاحظ أن فعل الآيات والادلة العقلية الناجمة عن النظر في معطيات الدعوة لها ذات التاثير، الذي تركته الآية المادية كآية العصا، بل أشد وطأ، ﻹن الآية الخارقة من السهل ان يطرأ عليه الشك، بينما الآية العقلية من الصعب ان يطرأ عليها النقض!.
اذا فهمنا ذلك، يمكن ان نستنتج ان خطاب رسول الإمام المهدي بحد ذاته يمتلك من الآيات والبراهين الكافية في الدلالة على صدق الرسول والرسالة، بما يغني عن الايات المادية المتظاهرة في صورة كرامات ومعاجز.

ان الايمان يحتاج الى براهين منطقية وادلة عقلية لتؤسس لعقده الثابته في القلوب، التي لاتحول ولاتزول، وليس الايات المادية الباهرة الا مدخلا ظرفيا ومؤقتا لتلك الايات العقلية الثابته، ويمكن ان يستغنى عنه، بدليل ان المعاجز يشهدها المعاصرون للرسول ويستغنى عنها في المراحل التالية، عندما يتتابع البلاغ بالاستناد الى البراهين العقلية للرسالة، وليس الى المعجزات والايات الباهرات!.

فإذا طبقنا ذلك على حركة الإمام المهدي، فقد عرفنا ان الإمام المهدي يصلح الدين الذي فسد بعد الإمام علي، وإصلاحه اي إعادة معالمه الأولى التي أرساها الرسول الخاتم، وأعاد طرحها الإمام علي بن ابي طالب!.

وان حركة رسل المهدي لاتصبو لغير ذلك، فالنظر في رسالتهم لن يكشف الا عن تلك العناوين الاصلاحية التي يتوخاها الامام في مشروعه الاصلاحي، الذي يتلخص في العناوين التي تضمنها دعاءه الذي املاه على نائبه في الغيبة الصغرى :
1- واحي بوليك القران وارنا نوره سرمدا لاظلمة فيه (التعليم)
2- واحي به القلوب الميته واشف به الصدور الوغرة (التزكية)
3- اجمع به الاهواء المختلفة على الحق (الوحدة)
4- وأقم به الحدود المعطلة والأحكام المهملة (الدولة).
ان خطاب مشروع المهدي ورسله لن يتجاوز هذه المعطيات ...

ان الحديث النبوي الذي دعا الى العقلانية: (اعرفوا الرسول بالرسالة)، والذي نعيد طرحه وندعو العقلاء لتبنيه في التعامل مع رسل المهدي، هو خطاب موجه للعقول الكبيرة -في كل زمن ومكان- بينما تبقى العقول الصغيرة او الضعيفة هي التي تغيب آيات الرسالة، وتبحث عن آيات خارقة!
ان الكبير لايكبر أو يصغر بالتفاف العوام، ولا بخفق النعال، ولا بالدعاية والاعلام، وانما الكبير هو كذلك:
بمنطقه الكبير!
وموقفه الكبير!
ومسلكه الكبير!
الذي يلفت اليه التاريخ فلا ينساه!
كالنجاشي الذي خرج من بهرجة العرش، وانخلع من سطوة جاهه فهاجر للحق!
وكل من أسره منصبه وأسكره جاهه عن الاستجابة لنداء الايمان وداعي العقل هو صغير سيكشف عن ذلك، الزمان عاجلا ام آجلا، وعندها ينسدل الستار ويعفي على أثره كما فعل بسادة قريش العتاة!

فهل من عاقل يعتبر، وكبير يتعظ؟!


...والى حلقة قادمة انشاء الله!


رد مع اقتباس
قديم 2014/05/25, 07:21 PM   #6
الممهدون

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2741
تاريخ التسجيل: 2014/02/08
المشاركات: 14
الممهدون غير متواجد حالياً
المستوى : الممهدون is on a distinguished road




عرض البوم صور الممهدون
افتراضي

على حافة الظهور (12)
هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟!


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على محمد وآله


سنة تكذيب الرسل

عرفنا ان منطق المتغير/ والثابت يحول مشهد الوجود إلى أمثال متغيرة وسنن ثابته، وتجري السنن على الاخرين كما جرت على الأولين.
وباعتبار مثل الماضي: "ومضى مثل الاولين" يجسم ثابت السنة بصورة محسوسة: "فقد مضت سنة الاولين"، ما يجعل مثل الماضي اصل ينسخ تشابه شبهه في الحاضر:"اذا تشابهت الامور اعتبر اخرها باولها"، كما يستند اليه في التنبوء بما سيجري في المستقبل: "استدل على ما لم يكن بما قد كان فان الامور اشباه". كما يقول الإمام علي(ع).

ومثال ذلك، ان تكذيب الاقوام سنة تتكرر على مر الزمن، وذلك باعتبار ان الاقوام يتمسكون بالمألوف وينكرون التجديد، ولان الاصلاح هو نقض للمألوف وابداله بجديد اصلح، يرفض ويناهض: "واذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا: بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أو لو كان آباءهم لايعقلون شيئا ولايهتدون".

فدعوة: "اتبعوا ما أنزل الله!"، هي المعرَّفة بدعوة الاصلاح: "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله". وهي دعوة توصف ب"ذكرا محدثا"، تكسر المألوف وتتجاوزه، وهذه الدعوة الاصلاحية المجددة تثير العجب والادهاش: "بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم! فقال الكافرون: هذا شيء عجيب!".

وموقف مقاومة الدعوة الاصلاحية المحدثة، يقصها قوله تعالى: "وانطلق الملأ أن امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد، ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا الا اختلاق (: ابتداع)، أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب".

هذه الدعوة للتمسك بالموروث والمألوف وما ينجم عنه من الدفع والمقاومة لحركة الاصلاح والتجديد هي التي تتظاهر في صورة تكذيب كرر نفسه عبر الاجيال، واجهته كل الحركات الرسولية، وهذا ما يجعل التكذيب الذي يعيد نفسه مع كل دعوة اصلاحية يعتني القران بسرده ليلفت النظر اليه اعتبارا :
* ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين
*كذب اصحاب الايكة المرسلين
*كذبت قوم نوح المرسلين
*كذبت عاد المرسلين
*كذبت ثمود المرسلين
*كذبت قوم لوط المرسلين
*كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الاوتاد وثمود وقوم لوط واصحاب الايكة اولئك الاحزاب
*وان يكذبوك فقد كذب امم من قبلكم كل كذب الرسل.

من جانب اخر، يعبر التكذيب عن حالة من الطغيان في الذات، تمثل نوعا من الدفاع عنها حماية للمصالح والجاه والمنصب، قد يتخفى فيتخذ في الظاهر دفاعا عن المبادئ والقيم ولكنه في الباطن هو دفاع عن الذات والمصالح الطبقية والشخصية. يذكر القران هذا الظاهر والباطن بالقول:
*"وانطلق الملأ أن امشوا واصبروا على الهتكم ان هذا لشيء يراد، ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا الا اختلاق، أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب".

فالدعوة التي مشى بها الملأ يروجون لها بين الناس تؤكد على الصبر والتمسك بالمثل الاعلى المقدس الذي يعمل الملأ وكلاء له وتوصف الدعوة الاصلاحية بالمختلقة التي لم يسمع بها من قبل. بينما يكشف خاتمة الخطاب الباطن : "أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب". لتعبر عن الحسد، كما عبر عن ذلك صراحة بالقول :"لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله الله اعلم حيث يضع رسالته!".

لذلك فان رسل المهدي يتعرضون للتكذيب ذاته، وهذا التكذيب بالنسبة للعامة هو تمسكا بالمالوف واتباعا للاباء والكبراء، وبالنسبة للملأ فان التكذيب ناشئ عن حسدهم ودفاعهم عن مصالح الطبقة والمصالح الشخصية التي تتضرر بظهور الرسول ..
ولتقريب الفكرة كيف يفكر الملأ وعليَّة القوم بمصالحهم ومناصبهم وكيف تعمل المطامح على حجبهم وتصنع تكذيبهم لنضرب مثلا من التاريخ يوصف كيف كذب الرهبان بالرسول محمد، ففي الخبر:
"لما كتب رسول الله(ص) الى ملوك العرب والعجم وبعث الى القبائل واهل الكتاب .. ارسل الى أساقفة نجران يدعوهم الى رفض الاقانيم والانداد والالتزام بالتوحيد وعبادة الله تعالى. فلما قرا الاسقف الكتاب فزع وارتاع وقام وقعد وشاور اهل الحجى والراي منهم ...فاجتمع رايهم على ان يبعثواوفدا ياتي رسول الله فيرجع بخبره . فوفدوا اليه في ستين راكبا وفيهم ثلاثة عشر من اشرافهم وذوي الراي والحجى منهم العاقب والسيد واسقفهم الاول وحبرهم وامامهم وصاحب مدراسهم وهو الاسقف الاعظم الذي شرفه ملك الروم ومولوه وبنوا له الكنائس وبسطوا له الكرامات لما بلغهم من علمه واجتهاده في دينه!.
فلما توجهوا الى رسول الله جلس الاسقف على بغلة والى جنبه اخ له يقال له كرز قال: تعس الابعد! (يريد محمد).
فقال له الاسقف: بل انت تعست!
فقال له: ولم يا أخ؟!
فقال: والله انه النبي الذي كنا ننتظره!
فقال كرز: فما يمنعك وانت تعلم هذا ان تتبعه؟
فقال: ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا ومولونا واكرمونا وقد ابو الا مخالفته، ولو فعلت نزعوا كل ما ترى!!

لقد كانت المصالح هي التي تمنع الاسقف الاول وحبرهم وصاحب مدراسهم من الايمان بالرسول الذي ايقن بانه وعد الله الذي قامت الايات والبينات على اثباته!* فلما علم اخوه كرز بذلك اضمره حتى اسلم، فلم تكن له مصالح تحجبه عن الايمان بالرسول.
ان التاريخ يعيد نفسه ليحجب قومنا عن الايمان برسول المهدي، فيكذبه الناس نزوعا مع مألوفاتهم وطاعة لسادتهم وكبراءهم، ويكذبه الملأ من الكبراء حسدا من عند انفسهم وطلبا للجاه والشرف والمنصب والمال والاتباع، فالرغبة تمنعهم عن التنازل عن الدنيا وزخرفها والمنصب يأسرهم عن التنازل عن العوائد التي يمنحها لهم "فلقد احلولت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها!".

لذلك فان الوعي بالسنن يجعلنا من الملأ على حذر عظيم -لاسيما عندما يتعلق الامر برسول المهدي- فالسنن تشير الى ان الملأ يكذبونه وياخذون بتضليل الناس عنه حسدا من عند انفسهم، ويتهمونه بالكذب ويرمونه بالسحر والجنون بهتانا وطغيانا، بغية شيطنته وتنفير جمهور الناس منه، كما فعل الاولون حذو النعل بالنعل!

لذلك يتطلب الامر من كل فرد قادر على البحث ان يقرأ ويبحث ويتحرى الحقيقة بنفسه وبصورة دقيقة يتفكر ويحاور ويستشير ويجادل ويقارن ويوازن يمحص الاقوال والادلة ولايتبع الملأ من السادة والكبراء اتباعا اعمى، ولنتذكر عبرة القرآن، التي ينقلها عن الخاسرين: "ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيل"!.

والى حلقة قادمة انشاء الله


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على حافة الظهور الحلقة 6-8 (للنقاش) الممهدون الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 2 2014/02/20 06:42 PM
على حافة الظهور - الحلقة 1-5 (للنقاش) عاشقة بيت النبي الارشيف والتكرار 1 2014/02/13 09:22 AM
على حافة الظهور - الحلقة 1-5 للنقاش الممهدون الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 2 2014/02/10 11:35 AM
الفرق بين علامات الظهور وشرائط الظهور طبع الشمع الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 5 2013/09/22 08:53 PM
الفرق بين علامات الظهور وشرائط الظهور الفتلاوي2 الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 6 2013/03/11 09:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |