2013/06/15, 11:56 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
كيف يحكم الامام المهدي ( عليه السلام) بالناسخ والمنسوخ
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم الناسخ والمنسوخ سنة من سنن الله سبحانه وتعالى في الشرائع السماوية حتى قبل الإسلام، فقد حرَّم الله على اليهود أموراً، ثم بعث عيسى (ع) ليحل لهم ما حُرِّم عليهم، قال تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً﴾ النساء : 160.. وعيسى (ع) في القرآن يقول: ﴿وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ آل عمران : 50. وفيه حِكَمٌ كثيرة لا تقل عن الحِكَم التي في المحكم والمتشابه، بل إنّ الناسخ والمنسوخ من المتشابه، ولا يعلمه إلا المعصوم، أو مَنْ أطلعه عليه. والمنسوخ سواء كان شريعة بأكملها، أو حكماً معيناً فهو كان قانون وشريعة الله في يوم من الأيام، فيجب الإيمان به واحترامه وتقديسه؛ لأنه أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى. ويبقى أنّ للمنسوخ كرّة ورجعة في زمن القائم (عج)، فيحكم (ع) بالشرائع السابقة، حتى ينتهي إلى الإسلام، ويعترض عليه بعض أنصاره كما ورد في الروايات عن أهل البيت (ع) ، لأنه يحكم بحكم الأنبياء السابقين وبشرائعهم، وهي مخالفة للإسلام كما هو معلوم. ومن أسباب حكم القائم بالشرائع السابقة هو أنه منفّذ لدين الله في أرضه، وجميع الأنبياء والمرسلين كانوا مبشرين ومنذرين، ولم تأخذ شرائعهم حقها في أرض الواقع والتنفيذ، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾ .الشورى : 13. والذين شرّع لهم الدين هم: آل محمد (ع) ؛ لأنهم ورثة الأنبـياء، وهذه الآية تخصّ القائـم (عج) وبه نزلت وإياه عنت. عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي بن الحسين في قوله تعالى: “شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا” قال: (نحن الذين شرع الله لنا دينه في كتابه، وذلك قوله عز وجل: “شرع لكم” يا آل محمد “من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين” يا آل محمد “ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه” من ولاية علي(ع) “الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب” أي من يجيبك إلى ولاية علي (ع)) بحار الأنوار: ج23 ص365. وقال تعالى مخاطباً سليمـان (ع): ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ ص : 39. ، والقائم (عج) هو سليمان آل محمد (ع) فالأمر مخول له يقضي بما شاء، بما علمه الله سبحانه وتعالى من علمه. وفي الرواية عن الباقر (ع): (يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء آدم(ع) فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود (ع) فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء إبراهيم (ع) فيقدمهم فيضرب أعناقهم، ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد فلا ينكرها أحد عليه) بحار الأنوار : ج52 ص389.. ومن الآيات المنسوخة التي يعمل بها القائم (عج) هي: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّه﴾ البقرة : 284. فهذه الآية منسوخة بالآيات التي تليها من سورة البقرة، ومع ذلك فإنّ القائم (عج) يعمل بهذه الآيـة المنسوخـة كما ورد في الروايات عن أهل البيت (ع)، فهو يقتل رجلاً ممن ضرب بالسيف بين يديه، فيقول لهم أضجعوه واضربوا عنقه مع أنه لم يصدر منه شيء ظاهر مخالف للشريعة ويستحق عليه القتل، ولكنّ القائم (عج) يحاسب هذا الرجل على ما في نفسه، فعن الصادق (ع) قال: (بينا الرجل على رأس القائم (عج) يأمره وينهاه إذ قال أديروه، فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه، فلا يبقى في الخافقين شيء إلا خافه) غيبة النعماني : ص245 ، بحار الأنوار : ج52 ص355. وعن الباقر (ع) قال: (إنما سمي المهدي؛ لأنه يهدي إلى أمر قد خفي حتى أنه يبعث إلى رجل لا يعلم الناس له ذنباً فيقتله) بحار الأنوار : ج52 ص390. وعن معاوية الدهني عن أبي عبد الله في قول الله تعالى: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾ الرحمن : 41.، فقال: يا معاوية ما يقولون في هذا، قلت: يزعمون أنّ الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة، فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار، فقال (ع) لي: وكيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهم خلقه ؟ فقلت جعلت فداك وما ذلك؟ قال: لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطاً) بحار الأنوار : ج52 ص321. ولتتضح الصورة أكثر أسلّط الضوء قليلاً على هذه الآية المنسوخة: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّه﴾ فالآيات التي نسختها، وهي: ﴿…. لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ …﴾ البقرة : 286.، بالحقيقة مشروطة بالآيات التي قبلها، وهي الإيمان بالله وبما أنزل إلى الرسول وبالملائكة وبالكتب السماوية وعدم التفريق بينها. ومن الإيمان بهذه الكتب والأنبياء الذين جاءوا بها، هو قبول عمل القائـم (عج) بها، والتسليم له إذا حكم بحكـم ورد فيها، وإن كان مخالفاً لحكم الإسـلام، فالقائـم (عج) معصوم ولا يصدر منه إلا الحق، وقد ورد في الروايات أنه يأتي بإسلام جديد. عن عبد الله بن عطا، قال: سألت الباقر (ع)، فقلت: إذا قام القائم بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال: (يهدم ما قبله كما صنع رسول الله ويستأنف الإسلام جديداً) غيبة النعماني : 238، بحار الأنوار : ج52 ص354. وعن الباقر (ع)، قال: ( إنّ قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد، كما دعا إليه رسول الله (صل الله عليه و آله) ، وأنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) غيبة النعماني : 336، بحار الأنوار : ج52 ص366. وما بقاء الخضر وإيليا وعيسى (ع) إلا ليشهدوا للناس أنّ حكم القائم (عج) هو ما جاء به آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى(ع). ثم إنه في النهاية يحكم بحكم الإسلام وبما جاء به محمـد (صل الله عليه و آله) مع أنه لا تعارض حقيقي بين ما جاء به الأنبياء السابقون وما جاء به محمد (صل الله عليه و آله) المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) ;dt dp;l hghlhl hgli]d ( ugdi hgsghl) fhgkhso ,hglks,o |
2013/06/15, 04:53 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
جزاكم الله خيراا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تكون من انصار الامام المهدي ( عليه السلام) | شيعة الحسين | شباب أهل البيت (ع) | 13 | 2013/03/28 01:00 AM |
الامام المهدي عليه السلام | ام جعفر | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 5 | 2013/03/06 03:37 AM |
من معاجز الامام المهدي عليه السلام | كلي غرام | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 4 | 2012/10/25 11:31 PM |
الامام الجواد عليه السلام يخبر عن الامام القائم المهدي عليه السلام | فدك الزهراء | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 9 | 2012/09/12 11:23 AM |
| |