تنظيف النفس والقلب من الحسد

[النبأ العظيم]

تنظيف النفس والقلب من الحسد

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام على آل ياسين
اللهم صل على محمد وآل محمد كما تحب وترضى

تنظيف النفس والقلب من الحسد

يلزم على الإنسان تنظيف قلبه وتطهير نفسه من الحسد، فإن الحسد داء عضال، ومرض روحي وبيء، يؤدي بصحة الإنسان وسلامته، ويفسد عليه دنياه وآخرته.
قال الله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً)(1).
وقال سبحانه: (ومن شر حاسد إذا حسد)(2).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (إن رجلاً ليأتي بأدنى بادرة فيكفر، وإن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب)(3).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (كاد الفقر أن يكون كفراً، وكاد الحسد أن يغلب القدر)(4).
أقول: لعل المعنى إن الحسود يهتم ويعمل بإزالة نعمة المحسود. فالمقدر الأول كأنه كان في وجود النعمة له ولكن يزول بسبب عمل الحاسد.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال: (قال الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران (عليه السلام) يا بن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدن عينيك إلى ذلك، ولا تتبعه نفسك، فإن الحاسد ساخط لنعمتي، صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني)(5).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط)(6).
أقول: الفرق بين الحسد والغبطة هو: أن الأول طلب زوال نعمة المحسود، أو الاهتمام بجرِّها منه إلى نفسه وزوالها عنه، بينما الثاني هو طلب أن يكون المغتبط كالمغبوط في النعمة، أو الاهتمام بأن يكون مثله فيها مع إرادته بقاءها له.
وعن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) قال: (يا علي أنهاك عن ثلاث خصال، الحسد والحرص والكبر)(7).


الحسد من أصول الكفر

عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (أصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار والحسد)(8).
وعن أبي الحسن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (دبّ إليكم داء الأمم قبلكم: البغضاء والحسد)(9).
أقول: التحاسد ينتهي إلى التباغض، ومعنى كون ذلك داء الأمم السابقة أي: الداء الذي سبب زوال النعم عنهم.
وعن علي (عليه السلام) قال: (صحة الجسد من قلة الحسد)(10)،
أقول: وذلك واضح لأن الحسد محله النفس، والنفس المريضة تسبب مرض الجسد، كما ان الجسد المريض يسبب مرض النفس، فإن كليهما يعمل في الآخر، وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (بينما موسى بن عمران يناجي ربه ويكلمه إذا رأى رجلاً تحت ظل عرش الله فقال: يا رب من هذا الذي أظله عرشك، فقال: يا موسى هذا من لم يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله)(11).


لا تحسدوا علياً (عليه السلام)

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبة يوم الغدير: (معاشر الناس إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه ـ يعني علياً (عليه السلام) ـ فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض لخطيئة واحدة وهو صفوة الله عزّ وجلّ وكيف بكم وأنتم أنتم؟)(12).
وعن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لا تتحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب اليابس)(13).
وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد، نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم)(14).
وقال (عليه السلام): (الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له إليه، بخيل بما لا يملكه)(15).
وقال (عليه السلام): (الحسد آفة الدين، وحسب الحاسد ما يلقى)(16).
وقال (عليه السلام): (لا مروءة لكذوب، ولا راحة لحسود)(17).
وقال (عليه السلام): (يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك)(18).
وقال (عليه السلام): (الحسود سريع الوثبة، بطيء العطفة)(19).
وقال (عليه السلام): (الحسود مغموم، واللئيم مذموم)(20).
وقال (عليه السلام): (لا غنى مع فجور، ولا راحة لحسود ولا مودة لملول)(21).
وقال (عليه السلام): (الحسد لا يجلب إلا مضرة وغيظاً، يوهن قلبك ويمرض جسمك وشر ما استشعر قلب المرء الحسد)(22).


الحسد والإيمان لا يجتمعان
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يجتمع الحسد والإيمان في قلب امرئ)(23).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (الحسد يميث الإيمان في القلب كما يميث الماء الثلج)(24).
وعن أبي جعفر عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أقل الناس لذة الحسود)(25).
وعن الكاظم (عليه السلام) قال: (يا هشام أفضل ما تقرب به العبد إلى الله بعد المعرفة به: الصلاة، وبر الوالدين، وترك الحسد، والعجب، والفخر)(26).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: (أن أبغضكم إليّ الله المترئسون، المشاءون بالنمائم، الحسدة لإخوانهم، ليسوا مني ولا أنا منهم ـ إلى أن قال: ـ والله لو قدم أحدكم ملء الأرض ذهباً على الله ثم حسد مؤمناً، لكان ذلك الذهب مما يكوى به في النار)(27).
وعن علي (عليه السلام) قال: (لا يكون العبد عالماً حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من هو دونه)(28).
وعنه (عليه السلام) قال: (يقول إبليس لجنده: القوا بينهم البغي والحسد، فإنهما يعدلان قريباً من الشرك)(29).
وعن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) قال: (إياك والحسد، فإنه يبين فيك ولا يعمل في عدوك)(30).
وعن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: (الحسود لا ينال شرفاً، والحقود يموت كمداً، واللئيم يأكل ماله الأعداء، والذي خبث لا يخرج إلا نكداً)(31).


---------------------------

1ـ سورة النساء: الآية 54.

2ـ سورة الفلق: الآية 5.
3ـ وسائل الشيعة: ج11 ص292 ب55 ح1.
4ـ وسائل الشيعة: ج11 ص292 ب55 ح4.
5ـ الكافي: ج2 ص307 ح6.
6ـ الكافي: ج2 ص307 ح7.
7ـ وسائل الشيعة: ج11 ص293 ب55 ح9.
8ـ وسائل الشيعة: ج11 ص293 ب55 ح10.
9ـ وسائل الشيعة: ج11 ص293 ب55 ح11.
10ـ وسائل الشيعة: ج11 ص293 ب55 ح14.
11ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص15 ب52 ح13384.
12ـ بحار الأنوار: ج37 ص210 ب52 ح86.
13ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13387.
14ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
15ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
16ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
17ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
18ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
19ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
20ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
21ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
22ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص17 ب55 ح13388.
23ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص18 ب55 ح13389.
24ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص18 ب55 ح13389.
25ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص19 ب55 ح13392.
26ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص19 ب55 ح13393.
27ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص19 ب55 ح13394.
28ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص19 ب55 ح13396.
29ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص20 ب55 ح13397.
30ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص20 ب55 ح13398.
31ـ مستدرك الوسائل: ج12 ص20 ب55 ح13400.

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية

---

jk/dt hgkts ,hgrgf lk hgps]

[صلوات على محمد و آل محمد]

دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ

يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم

وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ

تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي

لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله