Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > المـدن والأماكن المقدسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/01/31, 03:42 PM   #1
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي مسجد الكوفة المعظم




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

مسجد الكوفة المعظم



مسجد الكوفة المعظم



تاريخية
:
المسجد هو الموضع الذي يسجد فيه، وسمي المسجد مسجداً لأنه موضع الصلاة اعتباراً بالسجود، ويرى الزجّاج: أن كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد، أخذاً من حديث للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول فيه: (( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا) ) وقال الفراء: المسجد بكسر الجيم والفتح جائز وهو موضع السجود من بدن الإنسان والجمع مساجد (1). وورد ذكر المسجد في القرآن الكريم عدة مرات فمن ذلك قوله تعالى: (( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) ) (2)، و (( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم) ) (3)، و (( إن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) ) (4).

مسجد الكوفة المعظم


جاء ذكر المسجد وفضيلته وأحكامه في جمهرة من الأحاديث النبوية الشريفة، وفي أقوال الأئمة والصحابة والتابعين والفقهاء المتقدمين (5).
أما الجامع فهو صفة للمسجد لأنه علامة للاجتماع، والمسجد الجامع الذي يجتمع فيه الناس وتقام فيه الجمعة، ثم أخذوا يطلقون لفظة الجامع على كل مسجد تقام فيه الجمعة، وفي العصور المتأخرة يطلقونها على كل مسجد يصلى فيه.
وكان العرب تارة يقتصرون على كلمة المسجد، وتارة يقولون المسجد الجامع وطوراً يضيفونها إلى الصفة فيقولون (( مسجد الجامع) ) ثم تجوز الناس فيما بعد واقتصروا على الصفة فقالوا (المسجد الكبير والجامع) والذي تصلى فيه الجمعة وان كان صغيراً، لأنه يجمع الناس لوقت معلوم، وهكذا يتجلى لنا الجامع كصفة شمول واستيعاب لموصوف مقدر هو المسجد فالعبارة الكاملة هي المسجد الجامع، ويسمى أيضاً مسجد الجمعة، أي خطبة الجمعة التي تجمع عامة مسلمي البلد الواحد في مسجد جامع واحد، إذ يكره تعديد (( الجمع) ) في المدينة الواحدة قدر الإمكان، ولكن كلمة الجامع تطلق على الجامع لغير هذا المعنى أيضاً فهي معنى الشمول والاستيعاب لوظيفة الإسلام.


وأول مسجد بني في الإسلام هو مسجد قباء الذي يقال له مسجد التقوى لقوله تعالى فيه (( لمسجد أسس على التقوى من أول يومٍ) ) (6).
وكان هذا المسجد أول تنظيمات رسول الله (صلى عليه وآله وسلم) في المدينة ليكون مقراً للحكومة الإسلامية الجديدة ومصلى للمسلمين ومحلاً عاماً لاجتماعاتهم ولتشاورهم في الأمور العامة للدولة.
ولما افتتح الخليفة عمر ابن الخطاب البلدان كتب إلى أبي موسى الأشعري وهو على البصرة يأمره أن يتخذ مسجداً للجماعة، وكتب إلى سعد بن أبي وقاص وهو على الكوفة بمثل ذلك، وكتب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر بمثل ذلك، وكتب إلى أمراء الشام إلا يتبددوا في القرى وأن ينزلوا المدائن وأن يتخذوا في كل مدينة مسجداً، وبهذا أصبح في كل مدينة جامع واحد للجمعة طيلة القرن الأول الهجري، ولما أسست بغداد جعل فيها جامعان للجمعة أحدهما في مدينة المنصور المدورة في الجانب الغربي والثاني بالرصافة في الجانب الشرقي، وفي القرن الرابع الهجري أصبح في كل مدينة عدة جوامع لإقامة الجمعة فكانت في بغداد ستة جوامع، وفي القاهرة سبعة جوامع، وفي البصرة ثلاثة جوامع، وفي نفس الوقت بقيت مدن رئيسية كثيرة على جامع واحد ومنها الكوفة، وخلال هذه الفترة وما تلاها شيدت ألوف المساجد في مشارق الأرض ومغاربها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن جميع المساجد قد مرت بأدوارٍ ثلاثة من حيث الهيئة المعمارية هي البناء الأول البسيط والذي يكون من القصب، وأحيطت المساجد بخندق يمنع ولوج الناس إليها دون طهارة ولمنع دخول الحيوانات كالذي صنعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بداية الدعوة الإسلامية وقلده المسلمون عندما خططوا مسجد الكوفة إذ لم تكن له جدران، ثم حل محله القصب واللبن.
واستعمل بعد ذلك الآجر أو الحجر بدل اللبن، وهذه المراحل تعتبر طبيعية لدى كل كيان حيث إن التطور سنة وخاصة بالنسبة إلى المساجد التي تعتبر المظهر السياسي والكيان النابض للفكرة الإسلامية فلا بد والحالة هذه أن يكون المسجد الإسلامي واجهة يستوضح منها التطور الذي تمر به الأمة من خلال الفتوحات الإسلامية الواسعة، وقد عمد المعماريون المسلون إلى الإبقاء على مظاهر البساطة في المساجد بشكل يتناسب والانتصارات التي حققتها الدولة الإسلامية.
وفي آخر المراحل من تاريخ المساجد الإسلامية، حصل تطوراً كبيراً في ميدان عمارتها بفعل تأثيرات كثيرة منها منافسة معابد أهل الذمة، والتطور الطبيعي للفن الإسلامي، بفعل الشعوب ذات الحضارات والفنون التشكيلية المتقدمة التي دخلت في الإسلام، وأصبحت تكون عناصر هامة في الدولة الإسلامية، فظهرت القباب والمآذن والأعمدة والأبواب والسقوف المنقوشة وعلقت التحف والثريات وأضيئت بالأنوار الساطعة كما عنى عناية خاصة بالزخرفة وجعلها تحفة نادرة تضاف إلى الهيئة المعمارية الجميلة... على أن الإسلام قد رغب عن هذه الأمور وكرهها ونهى عن زخرفة المساجد والإسراف في بنائها لئلا تشغل المصلين بروعة بنائها عن مراقبة ربهم، وحسن التوجه إليه، ومما يصح الاستشهاد به في هذا المجال إن عمر بن عبد العزيز عندما نظر إلى زخارف المسجد الأموي بدمشق عزم على إبطالها وروي أنه قال: (( لقد هممت أن اعمد إلى تلك الفسيفساء، وذلك الرخام فأقلعه وأجعل مكانه طوباً، وانزع تلك السلاسل واجعل مكانه الستائر فأبيع ذلك وادخله (( بيت المال) ) ثم عدل عن ذلك.
وهدف الإسلام من ذلك كله هو الحفاظ على بساطة المساجد لتبقى كرمز إلى جانب هام من جوانب العقيدة الإسلامية ذلك هو سهولتها ووضوحها وبعدها عن التعقيد.
منقول من كتاب العتبات المقدسة لمحمد سعيد ألطريحي.

مسجد الكوفة المعظم

ــــــــــ
(1) للتوسع في مدلول اللفظة ومعانيها يراجع:
مقاييس اللغة 3\133 ـ 134، قاموس البلاغة 1\423، الصحاح 1\ 481 المفردات للراغب الأصفهاني: 223، القاموس المحيط 1\310 مجمع البحرين 3\65 تاج العروس 2\371 المصباح المنير 1\286 المعجم الوسيط 1\416 ـ 417 معجم ألفاظ القرآن (مجمع اللغة العربية) 1\570 ـ 72.
(2) سورة التوبة – الآية 18.
(3) التوبة – الآية 17.
(4) سورة الجن ـ الآية 18.
(5) راجع مثلاً وسائل الشيعة 3\ 447 – 556، سنن أبي داود 1\106 – 114.
(6) سورة التوبة – الآية 108.
مسجد الكوفة في القران الكريم:
وردت آيات قرآنية كثيرة في فضل مسجد الكوفة مع إيضاح علماء التفسير لها وسنذكر بعضا قليلا منها:
(( ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً) )
عن أبي سعد الخراساني قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أيهما افضل زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام أو زيارة قبر الحسين عليه السلام الى ان قال: قال لي: اين تسكن؟ قلت الكوفة، قال: فان مسجد الكوفة بيت نوح لو دخله الرجل مائة مرة لكتب الله له مائة مغفرة لان فيه دعوة نوح حيث قال: (ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً) قال: قلت من عنى بوالديه؟ قال: ادم وحواء.
(بحار الانوار / فرحة الغري / وسائل الشيعة)
(( وآويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين) )
عن ابي سعيد الاسكافي عن ابي جعفر قال: قال قال امير المؤمنين عليه السلام:
(وآويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين) قال: الربوة: الكوفة، والقرار: المسجد، والمعين: الفرات.
(وسائل الشيعة / بحار الانوار)
(( والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) )
عن موسى بن بكر عن ابي الحسن موسى ابن جعفر عليه السلام عن ابيه عن ابائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ان الله اختار من البلدان أربع، فقال عز وجل: (التين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) فالتين: المدينة، والزيتون: بيت المقدس، وطور سنين: الكوفة، وهذا البلد الامين: مكة.


(بحار الانوار / وسائل الشيعة)
عن ابي الحسن الاول عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ان الله اختار من البلدان اربعة فقال عز وجل

مسجد الكوفة المعظم

(التين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين) فالتين: المدينة، والزيتون: بيت المقدس، وطور سنين: الكوفة، وهذا البلد الامين: مكة.
(الخصال للصدوق / معاني الاخبار / بحار الانوار)
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
بيان كنى الكوفة بطور سنين لأن ظهرها وهو النجف كان محل مناجاة سيد الاوصياء، كما ان الطور كان محل مناجاة موسى، هناك كما ورد في بعض الاخبار، او انه لما اراد ابن نوح ان يعتصم بهذا الجبل تقطع فصار بعضها في طور سيناء، او انه هو طور سيناء حقيقة، وغلط في المفسرون واللغويون.
(بحار الانوار)
قدم مسجد الكوفة:
أما قدم مسجد الكوفة، فإنه ذكر ذلك جماعة كثيرة من فقهائنا منهم: شيخنا الصدوق محمد بن علي بن موسى بن الحسين بن بابويه القمي (رحمه الله) صاحب التصانيف الكثيرة، فإنه ذكر ذلك في كتابه من لا يحضره الفقيه (1)، وآخر من ذكر قدم مسجد الكوفة العلامة الكبير السيد محمد ابن السيد عبد الكريم الطباطبائي (رحمه الله) (2)، وهذا السيد هو جد العلامة الحجة البالغة السيد محمد مهدي الشهير ببحر العلوم (قدس سره) وله تصانيف منها: رسالة في فضل الكوفة، فإنه ذكر في أولها نبذة من فضائل مسجد الكوفة الأعظم وفضل الصلاة فيه، قال: وقال النبي (صلى الله عليه وآله): « لما أسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا على البراق ومعي جبرئيل فقال: يا محمد هذه كوفان وهذا مسجدها، إنزل فصل في هذا المكان. قال: فنزل فصليت، فقلت: يا جبرئيل أي شيء هذا الموضع؟ قال: يا محمد هذه كوفان وهذا مسجدها، أما إني فقد رأيتها عشرين مرة خرابا وعشرين مرة عمرانا ما بين كل مرتين خمسمائة عام » انتهي (3).
قال البراقي: انظر أيها القارئ إلى قدم مسجد الكوفة، ويحتمل لكلام جبرئيل (عليه السلام) وجهان:
أحدهما: أن يكون رآه قبل أن يخلق آدم بهذه المدة وهي عشرون ألف سنة، فيكون على ما ذكرنا في أول كتابنا هذا، أنه كان معبدا للملائكة.
والوجه الثاني: وهو غير متجه، أنه رآه من حين ما خلق آدم إلى زمان نبينا، فعلى هذا الوجه لم يتجه، لأن من خلق آدم إلى نبينا ستة آلاف بالاتفاق من المؤرخين وأهل السير والأخبار، نعم إن فيما بينهم اختلافا في الزيادة على الستة آلاف بمقدار من السنين، فبعضهم يزيد مائة سنة وبعضهم أقل وبعضهم أكثر (4).
وقال السيد المذكور في رسالته: نقل أنه قد خطط ذلك المسجد أبو البشر آدم (عليه السلام) لما ذكر من حديث جبرئيل (عليه السلام). ثم قال: ولا ينافي ما ذكرنا من أنه خطه آدم بناء على ما نقل واشتهر: أنه كان من ابتداء خلق آدم إلى زمان نبينا (صلى الله عليه وآله) ستة آلاف سنة أو قريب منها، فلو كان المسجد مبنيا من زمانه (عليه السلام) لكان رؤية جبرئيل إياها من زمانه إلى زمان نبينا (صلى الله عليه وآله) اثنتي عشرة مرة، وذلك لجواز كون الباقي ثماني وعشرين مرة أخرى في زمان خلافة الملائكة والجن قبل آدم، وعمارته في زمانهما يمكن أن تكون بالعبادة أو مع البناء الظاهر. انتهى.
فاتضح: أن مسجد الكوفة كان قبل خلق أبينا آدم (عليه السلام) بألوف من السنين، وأنه كان قبل آدم معبدا للملائكة ولمن شاء الله من خلقه.
تأسيس مسجد الكوفة وحالته خلال العصر الإسلامي الأول:
بعد أن استولى المسلمون على عاصمة الدولة الساسانية طيسفون – المدائن – حرروا العراق من السيطرة الفارسية، كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب بما فتح الله على المسلمين فأمره عمر باتخاذ دار هجرة ومنزل جهاد للمسلمين، فنزل سعد بالناس الأنبار، فاجتووها وأصابتهم بها الحمى فلم توافقهم فتحولوا إلى موضع يعرف بـ كويفة عمرو بن سعد – فلم توافق الناس مع الذباب والحمى، فبعث سعد رجلاً من الأنصار يقال له: الحارث ابن سلمه ويقال عثمان بن حنيف فارتاد لهم موضع الكوفة فنزلها سعد بالناس وكان ذلك على الأرجح سنة 17 هـ ـ 639م وحينئذ كتب سعد إلى عمر يقول: (( إني قد نزلت بكوفة منزلاً بين الحيرة والفرات برياً بحرياً ينبت الحلى والنصى وخيرت المسلمون بالمدائن، فمن أعجبه المقام فيها تركته فيها كالمسلحة، فبقي أقوام من الأفناء، وأكثر بنو عبس) ).
فاقتنع عمر بذلك وأمره بتمصير الكوفة، وأوصى بأن تكون المناهج أربعين ذراعاً، وما يليها ثلاثين ذراعاً، ومابين ذلك عشرين وبالأزقة سبع أذرع ليس دون ذلك شيء، وفي القطائع ستين ذراعاً إلا الذي لبني ضبة، فأرسل سعد إلى أبي الهياج ألأسدي (1) واجتمع الصحبة ورؤساء القبائل للتقدير، حتى إذا أقاموا على شيء قسم أبو الهياج عليه، فأول شيء خط بالكوفة وبني حين عزموا على البناء المسجد فوضع في موضع أصحاب الصابون والتمّارين من السوق فاختطوه.
وفي موضع تخطيط المسجد يذكر البلاذري أن سعد بن أبي وقاص عندما انتهى إلى موضع مسجد الكوفة: (( أمر رجلاً فغلا بسهم قبل مهب القبلة فاعلم على موقعه، ثم غلا بسهم آخر قبل مهب الجنوب وأعلم على موقعه ثم غلا بسهم آخر قبل مهب الجنوب واعلم على موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الصبا فاعلم على موقعه، ثم وضع مسجدها ودار إمارتها في مقام الغالي وما حوله، واسهم لنزار وأهل اليمن بسهمين على انه من خرج بسهمه أولاً فله الجانب الأيسر، وهو خيرهما فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي، وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك العلامات. وترك ما دونها فناءاً للمسجد ودار الإمارة (2) )) وأظن إن هذا التخطيط التقليدي للمسجد استعمل من قبل في تخطيط مسجد المدائن (3).
ويعطينا الطبري تفاصيل أكثر عن موضوع تخطيط مسجد الكوفة وأوضح لنا أيضاً مناهج القبائل حوله، قال: (( قام رجل في وسطه رام شديد النزع فرمى من بين يديه، ومن خلفه، وأمر من شاء إن يبني وراء موضع السهمين فترك المسجد في مربعة غلوة (4)، من كل جوانبه، وبنى ظلة في مقدمه، ليست لها مجنبات ولا مواخير، والمربعة لاجتماع الناس لئلا يزدحموا وكذلك كانت المساجد ما خلا المسجد الحرام، فكانوا لا يشبهون به المساجد تعظيماً لحرمته، وكانت ظلته مائتي ذراع على أساطين رخام كانت للأكاسرة، وسماؤها كأسمية الكنائس الرومية، واعلموا على الصحن بخندق لئلا يقتحمه أحد ببنيان (5)، وبنوا لسعد داراً بحياله بينهما طريق منقب مائتي ذراع وجعل فيها بيوت الأموال، وهي قصر الكوفة (المعروف بدار الإمارة الماثلة إطلاله الآن جنوب المسجد الجامع) وبنى ذلك لسعد روزبه بن برز جمهر من آجر بنيان الأكاسرة بالحيرة، ثم اختط في الودعة من الصحن خمسة مناهج، وفي قبلته أربعة مناهج، وفي شرقيه ثلاثة مناهج، وفي غربيه ثلاثة مناهج، وعلمها فأنزل في ودعة الصحن سليماً وثقيفاً مما يلي الصحن على طريقين وهمدان على طريق وبجيله على طريق آخر، وتيم اللات على آخرهم وتغلب، وانزل في قبلة الصحن بني أسد على طريق، وبين بني أسد والنخع طريق، وبين النخع وكندة طريق، وبين كندة و الازد طريق، وأنزل في شرقي الصحن الأنصار، ومزينة على طريق، وتميماً ومحارباً على طريق، وأسداً وعامراً على طريق وأنزل في غربي الصحن بجالة وبجلة على طريق، وجهينة وأخلاطا على طريق، فكان من هؤلاء الذين يلون الصحن وسائر الناس وبين ذلك ومن وراء ذلك... فهذه مناهجها التي كانت تحيط بالمسجد الجامع... ) ) (6).
وقد أكد الكثير من المؤرخين بالإضافة إلى الطبري إن المسجد الجامع إستفاد من أبنية الأكاسرة ومن آجر قصور الحيرة، قال البلاذري: (( حدثني شيخ من أهل الحيرة قال: وجد في قراطيس هدم قصور الحيرة التي كانت لآل المنذر إن المسجد الجامع بالكوفة بني ببعض نقض تلك القصور وحسبت لأهل الحيرة – النصارى ـ قيمة ذلك من جزيتهم) ) (7).
وأكد هذه الحقيقة احد المؤرخين السريان في تاريخه الذي دونه سنة (660 ـ 680م) قال أن: (( العرب دمروا ما حوزا ونقلوا أبوابها إلى عاقولا) ) (8) وذكر بروكلمان (9): (( (ان معسكرات الجيش الفاتح الأولى في الكوفة والبصرة بالعراق وفي الفسطاط بمصر أيضاً، اكتفت بتقليد مسجد النبي القديم حتى إذا كانت خلافة عمر وعثمان وسَّعا مسجدي المدينة ومكة بعد إن اشتريا المنازل المجاورة لهما واستعاضا عن السقائف البسيطة – المصنوعة في الغالب من سعف النخل – بسقائف من نخل – واقتفت الأمصار أثر مكة والمدينة في ذلك فجهز سعد بن أبي وقاص مسجد الكوفة بأعمدة مأخوذة من مباني الساسانيين وكنائس الحيرة) ).
أما مساحة المسجد فقد كانت في تلك الفترة على عدد مقاتلة الكوفة قال ياقوت: (( وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد أن إختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم فخط على أربعين ألف إنسان، فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان... ) ) (10).
منقول من كتاب العتبات المقدسة في الكوفة لمحمد سعيد الطريحي
ـــــــــ
(1) أبو الهياج الاسدي واسمه عمر بن مالك بن جنادة وقيل: حيان بن حصين، وهو مهندس قدير له باع طويل في الفن المعماري وهو مخضرم وتابعي ثقة له مرويات كثيرة عن الامام علي (عليه السلام) وعمار بن ياسر وكان كاتب عمار وروى عنه ابنه جرير ومنصور وعامر الشعبي وغيرهم.
انظر تاريخ البخاري 2\53. ابن سعد 6\223 تهذيب التهذيب 12\269 فتوح البلدان \339.
(2) فتوح البلدان \ 339 ولا يختلف عن ذلك ما ذكره ياقوت في معجم البلدان 4\491.
(3) ذكر البلاذري أن اول مسجد جامع بني بالسواد (مسجد المدائن) بناه سعد وأصحابه ثم وسع بعد ذلك واحكم بناؤه وجرى على يدي حذيفة بن اليمان ثم بنى مسجد الكوفة ثم مسجد الانبار – فتوح البلدان 355.
(4) الغلوة: من الالفاظ العربية المستعملة لقياس المسافات وهي تساوي (400) أربعمائة ذراع أو 18480 سنتمتر أو 8\184 متر.
(5) بقي الخندق يحيط بمسجد الكوفة حتى بناه زياد بن أبيه وشيد أسواره ومما يدل على ذلك ما ذكره الطبري عن عطاء أبي محمد مولى اسحاق بن طلحة، قال: (( كنت اجلس في المسجد الاعظم قبل أن يبنيه زياد وليست له مجنبات ولا مواخير، فأرى منه دير هند وباب الجسر، وعن الشيبي قال: كان الرجل يجلس في المسجد فيرى منه باب الجسر) ) تاريخ الطبري 6\47 وذكر بريكز في بحثه عن فن العمارة قال: كان مسجد الكوفة مرفوعاً على عمد من الرخام قد أتى بها عن قصر من الملوك الفرس في اقليم الحيرة وكان مربع الشكل وتحيط به الخنادق بدلاً من الحوائط) ) تراث الاسلام \118 ترجمة د. زكي محمد حسن القاهرة 1926، وج 2\ 491 من ترجمة جرجيس فتح الله الموصل 1954.
(6) تاريخ الطبري 4\44 وما بعدها، وذكر اليعقوبي هذه المناهج على ترتيب آخر ومما ذكر: أن عمر اقطع اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانت عبس الى جانب المسجد ثم تحول قوم منهم الى اقصى الكوفة... واختط عبد الله بن مسعود وطلحة بن عبيد الله وعمرو بن حريث الدور حول المسجد... واقطع عمر أسامة بن زيد داراً ما بين المسجد الى دار عمرو بن الحارث بن ابي ضرار، واقطع أبو موسى الاشعري نصف الآري وكان فضاء عند المسجد، واقطع حذيفة بن اليمان مع جماعة من عبس نصف الآري وهو فضاء كانت فيه خيل المسلمين... وجعلت السوق من القصر والمسجد الى دار الوليد الى القلائين الى دور ثقيف واشجع وعليها ظلال بواري الى أيام خالد بن عبد الله القسري فانه بنى الاسواق وجعل لأهل كل بياعة داراً وطاقاً وجعل غلالها للجند... البلدان لليعقوبي 310 ـ 311 ليدن 1891.
(7) فتوح البلدان 340.
(8) التاريخ الصغير \ 92 وما حوزي (مقصورة) لفظة آرامية الأصل تعني بالعربية المدائن وهي تقع على الجانب الغربي من دجلة بالقرب من سلوقية وكانت قديماً مدرسة يهودية أسسها اليهود المسبيون ببابل في منتصف القرن الثالث للميلاد بعد خراب مدرسة نهردعة اليهودية، خربها الامبراطور جوليان سنة 363م واعيد بناؤها بعد ذلك ثم اتخذها المار زوطرة الثاني رئيس الجالوت مركزاً له عندها قام بثورته ضد الفرس، وقد أشار ياقوت الى موضع قرب بغداد باسم (ماحوزا) اظنه يقصد التي نتحدث عنها.
(9) بروكلمان، تاريخ الشعوب الاسلامية \140.
(10) معجم البلدان 4\491.



ls[] hg;,tm hglu/l



توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)
رد مع اقتباس
قديم 2014/01/31, 07:34 PM   #2
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

[كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسجد الكوفة في القرآن الكريم بشار الربيعي القران الكريم 5 2015/07/21 12:50 AM
علامة في مسجد الكوفة حنين الورد المواضيع الإسلامية 8 2013/08/12 10:40 PM
مناجاة الإمام علي عليه السلام في مسجد الكوفة الياس الموالي سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 4 2013/08/02 01:09 PM
احياء ليلة القدر في مسجد الكوفة عام 1433 هـ .. محمد التميمي المـدن والأماكن المقدسة 14 2012/09/12 11:41 AM
صور مسجد الكوفة احمد الكعبي المـدن والأماكن المقدسة 5 2012/07/29 01:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |