Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/01/08, 05:36 AM   #1
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الاليم


الله اجورنا واجوركم بهذا المصابالله اجورنا واجوركم بهذا المصاب

عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الاليم

الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب

نقدم تعازينا لسيدنا ومولانا بقية الله الاعظم صاحب العصر والزمان ( عج ) والامة الاسلامية وشيعة أهل البيت (عليهم السلام) واليكم منتسبي منتدى شیعه الحسین في ذكرى وفاة السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبى طالب عليهم السلام

السيدة سكينة العفيفة الطاهرة، والشريفة المطهرة، كانت سيدة نساء عصرها، أحسنهن أخلاقا، وأكثرهن زهدا وعبادة، ذات بيان وفصاحة، ولها السيرة الحسنة، والكرم الوافر، والعقل الراجح، تتصف بنبل الخصال، وجميل الفعال، وطيب الشمائل، يشهد بعبادتها وتهجدها أبوها الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله: أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله لما أراد الحسن بن الحسن بن عمها يطلبها من عمه ثم اختار له أختها السيدة فاطمة. ولا غرو فإنها من بيت جبلوا على العبادة والتهجد يختلفون عن غيرهم من الناس، ومن هذا النهج هيامهم بالعبادة واتصالهم بالله سبحانه وتعالى، والانقطاع إليه، وهو من مستلزمات حياتهم، كما ذكرهم المؤرخون بوصف عبادتهم، وتهجدهم، وأدعيتهم وبكائهم وتلاوتهم لكتاب الله الحكيم، وقيامهم بالأسحار، فكل من ترجم لهم (عليهم السلام) أكد هذا الاستغراق مع الخالق الجليل والمولى القدير جل شأنه، ولم يذكر المؤرخون، وأهل السير والتراجم لغيرهم من الاستغراق في ذات الله ما ذكروه لهم صلوات الله عليهم. ولكثرة تهجدهم وخلوتهم بربهم، وتفرغهم لعبادته أنشأوا كنوزا من الأدعية عجز عن مجاراتها فطاحل الأدباء وافتخرت الطائفة بهذه الثروة الضخمة إلى اليوم، إذ لم يرد مثلها لغيرهم ولم يعرفها المسلمون لغيرهم من الصحابة والتابعين وفطاحل العلماء والأدباء. كل هذا يدل على انقطاعهم إلى المولى سبحانه وتعالى والاستغراق في ملكوته، والهيام بحبه، والتزلف لديه. وقد أخذ عنهم هذا الاستغراق والانقطاع أبناءهم، فما في الآباء يرثه الأبناء، وقد ورثت السيدة سكينة هذه الخصال عن أبيها وجدها وهذا الاستغراق، كما شهد لها أبوها السبط بذلك:
" أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله ".

الافتراء على أهل بيت النبوة (عليهم السلام):
ولكن الأقلام المسمومة، والنفوس الخسيسة المأجورة حولت هذه المكارم إلى عكسها، هروبا من العار الذي غرق فيه آل أمية، وآل مروان، وآل الزبير، والفواحش المعشعشة في بيوتهم وبين نسائهم، " رمتني بدائها فانسلت ". إن أعداء أهل البيت الذين ورثوا البغضاء من بني أمية، وبني مروان، الذين سخروا بيت مال المسلمين إلى التنكيل برسول المسلمين والطعن على آله وجعلوا من ذوي النفوس الوضيعة الحاقدة مخلب قط وأداة تخريب من المرتزقة الوضاعين والأقلام المسمومة المأجورة كأبي هريرة، وأبي الدرداء، والمغيرة بن شعبة، وسمرة بن جندب وغيرهم من الذين باعوا دينهم إن كان لهم دين إلى حكام بني أمية وبني مروان، وحاك على منوالهم الزبيريين، أمثال عبد الله بن الزبير، ومصعب بن الزبير، وابن أخيه الزبير بن بكار، والهيثم بن عدي الطائي الكوفي الكذاب، وأشعب الطامع وأضرابهم، وأصروا بكل عناد ولجاجة بتشويه معالم ومقام أهل البيت الطاهر بكل ما لهم من حول وقوة وشراء الضمائر الميتة، وحيث إنهم لم يتمكنوا من نسبة المفتريات والطامات إلى الذين وجبت العصمة فيهم من الأئمة الطاهرين الهداة الميامين، عمدوا إلى أولادهم وبناتهم فاختلقوا في حقهم كل شائنة وموبقة تخرجهم عن الدين، لتجلب البسطاء من الناس للانضواء إليهم وإلى سلفهم، بكل وسائل الإرهاب والإرعاب والطمع بأموال القائمين على أمور زمانهم، وجاء من بعدهم وسار على خطاهم كالمدائني والخليع المستهتر صاحب الأغاني أبو الفرج الاصفهاني الأموي النسب والعقيدة بالضرب على طبولهم، وإشاعة التهم والبهت والفحشاء على أعراض آل رسول الله (صلى الله عليه وآله).فأكثر من الافتراء على أهل هذا البيت الطاهر، وشحنت مجامع الكذب بمروياته بحيث سادت البسطاء ومن لا تثبت له في النقل والتحقيق.وقد يحصل هناك من يحسب أن سعة العلم في الإكثار من الروايات الضعيفة من غير تثبت في النقل وصحة المصدر، فاختلط الحابل بالنابل، والصحيح بالسقيم، وديف السم في العسل، ثم جاء من بعدهم الكتاب والمؤرخون، لينقلوا ما كتبه سلفهم دون أي تحقيق أو تمحيص يرددون ذلك كالببغاوات، مما زاد في الطين بل.
غير أن الاستضاءة بنور العلم الصحيح، وتمحيص الحقائق كشف عن زيف وعوار تلك الأحاديث، المملوءة بالبهت والكذب والدس، وقد وضعوا هؤلاء الرجال على المحك وكشفوا كذبهم ولم يجعلوا لأحاديثهم قيمة في سوق الاعتبار فسدوا معرة أولئك الكذابين الدساسين وإخراجهم عن صفوف من يعتمد عليهم وعلى مروياتهم.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلم بما يحدث بعده من دسائس الدجالين فحذر أمته منهم ومن مفترياتهم فقال (صلى الله عليه وآله):
ستكثر علي القالة من بعدي، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار(2).
وهناك أدلة وبراهين تثبت طهارة أهل البيت (عليهم السلام) لا سيما السيدة الزكية سكينة ابنة الإمام الحسين (عليه السلام) فراجع كتاب (السيدة سكينة) للسيد عبد الرزاق المقرم، وكتاب (سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام)) للأستاذ علي الدخيل، ط بيروت، وكتاب (أعلام النساء المؤمنات) للأستاذ محمد الحسون، وغيرها من المصادر المعتبرة، ليتضح لك واقع الأمر والحقيقة.
أول من وضع الحديث: إن أول من وضع الأحاديث الشائنة في ابنة الإمام الحسين (عليه السلام) السيدة الطاهرة سكينة، مصعب الزبيري المتوفى سنة 236 ه‍ في كتابه (نسب قريش) لينصرف المغنون والشعراء عن ابنتهم، سكينة بنت خالد بن مصعب ابن الزبير التي تجتمع مع عمر بن أبي ربيعة الشاعر الخليع والمغنيات يغنين لهم (3)، وزمر بها مرافقه في بغداد المدائني (4) المتوفى سنة 225، وزاد عليها الزبير بن بكار وابنه، وتلقاها المبرد المتوفى سنة 285 عن هؤلاء الوضاعين، وعنه أخذها تلميذه الزجاجي وغيره من دون تمحيص وتحقيق فأضلوا كثيرا من الكتاب والمؤرخين حتى رووها بلا إسناد موهمين أنها من المسلمات، ثم جاء من بعدهم أبو علي القالي تلميذ الزجاجي الأموي الفكرة والعقيدة، فسجل في أماليه ما تلقاه من أستاذه قصدا للحط من كرامة البيت العلوي (5) خصوصا وقد تقلب في نعمة الناصر عبد الرحمن الأموي في الأندلس الذي استدعاه من بغداد، فأكرم مثواه، وعزز منزلته، فألف وكتب (6) ما يروق للأمويين الذين نكل بهم الهاشميون وبددوا ملكهم.

وحديث ولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي في الأندلس مشهورة، فإنها كتبت على تاجها:

أنا والله أصلح للمعالي * وأمشي مشيتي وأتيه تيهاوأمكن عاشقي من لثم ثغري * وأعطي قبلتي من يشتهيها (7)
بالإضافة إلى ذلك نقول إن لفظ سكينة في رواية الزجاجي، ولفظ سكين في رواية أبي علي القالي في الأمالي(8) لا إشعار فيه على إرادة سكينة بنت الحسين (عليه السلام)، بل كان المقصود في شعر عمر بن أبي ربيعة هو (سكينة الزبيرية) فإن صاحب الأغاني يروي عن رجاله، إن سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير، كانت تجتمع مع عمر بن أبي ربيعة ومعها ابنتها أمة المجيد زوجة محمد ابن مصعب بن الزبير وجاريتان كانتا تغنيان عندهم يقال لإحداهن البغوم، وللأخرى أسماء (9)، وقد تزوج سكينة بنت خالد بن مصعب بكير بن عثمان بن عفان، فولدت له بنتا يقال لها أم عثمان تزوجها عبد الله العرجي (10).
ويحدث ابن كثير: إن مصعب بن الزبير أولد سكينة وأمها فاطمة بنت عبد الله بن السائب (11). وإذا كان هذا حال سكينة بنت آل الزبير مع عمر بن أبي ربيعة والجواري المغنيات فمن القريب جدا أن يزحزح آل الزبير ومن سار على أثرهم من الرواة هذه الشائنة عن ابنتهم ويلصقوها بمن شابهتها في الاسم، خصوصا مع العداء المحتدم بينهم وبين العلويين وقد عرفت فيما مر عليك أن روايات صاحب الأغاني في هذا الباب مروية عن الزبير بن بكار، وعمه مصعب بن الزبير، والمدائني والهيثم بن عدي الكوفي الكذاب بنص جماعة من علماء الرجال، وكذلك أشعب الطامع، إلى غيرهم ممن يفتعل الحديث أو مجهول الحال، الذي لا يركن إليه.

وحديث افتعال البيتين المنسوبة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) هي سقطة أخرى باء بإثمها صاحب كتاب الأغاني، حيث لم تقنعه هاتيك السفاسف في خدش عواطف الخفرة فطفق يمس بكرامة أبيها المعصوم (عليه السلام) بما ينافي العصمة أو يصادم العظمة والحفاظ، فذكر في الرواية عن رجال مجاهيل لم يعرفهم علماء الرجال والتراجم، أن السيدة سكينة قالت: عتب عمي الحسن على أبي في أمي الرباب، فقال أبي الحسين رادا عليه (12):

لعمرك إنني لأحب دارا * تحل بها سكينة والربابأحبهما وأبذل جل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب
وزاد ابن جرير الطبري في المنتخب من الذيل ضغثا على إبالة، فذيلها بثالث. وعلى فرض وقوع العتاب المزعوم، فسيد الشهداء أبر وأتقى من أن يجابه حجة الوقت وإمام عصره على الأمة أجمع بنظم البيتين.ومما لا يلتئم مع حفاظ المرء ووقاره المزري بشم الرواسي وعظمته المشتقة من النبوة، مدح حليلته وابنته بشعر يعلم بطبع الحال أنه ستسير به الركبان ثم يبث ذلك بين الناس، فتلوكه الأشداق حتى يغني به المغنون في منتديات البطر، ومجتمعات الفجور.وهذا البهت لم يكن بدعا من مزاعم ذوي النفوس الخسيسة والباذلين أقلامهم لحكام الجور في زمانهم لحقد في نفوسهم أو طمعا في لعس فتات موائدهم والسحت من أموالهم.
الفواجع التي شاهدتها:
ثم أين السيدة سكينة من مجالس الأدب ومطاردة الشعر والحكم بين الشعراء وهي التي عاشت فاجعة الطف المروعة وشاهدت محنة أبيها وأعمامها وإخوتها وأهل بيتها وأصحاب أبيها في جهاد أعدائهم الذين أحاطوا بهم من كل جانب والذين بلغوا أكثر من ثلاثين ألف رجل مدججين بالسلاح الفتاك والحقد الأسود الدفين حتى قضوا عليهم، وشاهدتهم بأم عينها مجزرين عطاشى في ساحة الوغى، وتركتهم مطرحين على الثرى مسلوبين عراة بلا غسل ولا كفن ولا دفن، وهي لا تتجاوز الثانية عشر من عمرها الشريف.وأدهى من ذلك مشاهدتها أخيها العليل مطروحا في خيمته لا حول له ولا قوة قد أنهكه المرض والنار تشتعل في خيمته كما سرت النار في باقي خيام بيت الرسالة فصارت العلويات المروعات والأطفال يركضون من خيمة إلى خيمة حتى فروا بأرواحهم إلى البيداء والنار تلاحقهم بعد ما أحرقت كل شئ في الخيام بعد السلب، وترى عماتها وأمها وأخواتها حائرات كما شاهدت عمتها العقيلة زينب التي شاطرت الإمام الحسين في محنته، وتحملت من بعده في تدبير اليتامى والأرامل.وقد أثرت مصيبة الرضيع تأثيرا عظيما:فكل شئ كان يدور في خلدها إلا قتل عبد الله الرضيع فقد كانت تنتظر أن تستقبله، بعد أخذ أبيها الحسين (عليه السلام) إلى القوم ليسقيه وقد ارتوى، فإذا هو مذبوح من الوريد إلى الوريد بسهم حرملة لعنه الله.أذهل سكينة قتل أخيها والمصائب التي تحملتها طيلة ذلك اليوم حتى أنها ما استطاعت أن تقوم لتوديع أبيها الحسين (عليه السلام) الوداع الأخير الذي لا لقاء بعده في الدنيا، حيث حفت به بنات الرسالة وكرائم الوحي يتصارخن في توديعه، فقد ظلت في مكانها واجمة، ولحظها أبوها وهي بهذا الحال فوقف على رأسها يصبرها وهو يقول:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي * منك البكاء إذا الحمام دهانيلا تحرقي قلبي بدمعك حسرة * ما دام مني الروح في جثماني
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي * تأتينه يا خيرة النسوان (13)

وبعد مصرع أبيها الحسين (عليه السلام):
وبعد مصرع أبيها الحسين (عليه السلام) ومجئ جواده إلى الخيام محمحما، وسرجه ملويا خرجت سكينة مولولة صارخة، فنادت:
واقتيلاه، وا أبتاه، واحسناه، وا حسيناه، واغربتنا بعدك،
فلما سمع باقي الحرم خرجن فنظرن الفرس، فجعلن يلطمن الخدود، ويصحن: وا محمداه (14).

وداع الحادي عشر من محرم:
وحصلت السيدة سكينة على فرصة أخرى لتوديع أبيها (عليه السلام) والتزود منه، وذلك في الحادي عشر من المحرم بعد ما حملهم القوم أسرى يريدون بهم الكوفة، وقد جعلوا طريقهم على ساحة المعركة. ولما شاهدت سكينة جسد أبيها على الصعيد فألقت بنفسها عليه، تتزود من توديعه وتبثه ما اختلج في صدرها من المصائب. ولم يستطع أحد أن ينحيها عنه حتى اجتمع عليها عدة وجروها عنه بالقهر (15).
فجيعة الأسر والسبي:
ناهيك عن ما شاهدته وعاشته من فجائع الأسر وذل الموقف، والسير على الجمال في الصحراء من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام، والمواقف الرهيبة التي وقفتها مع عماتها وأخواتها في مجلس ابن زياد، ومجلس يزيد لعنهم الله.هذا وصف بعض ما شاهدته السيدة سكينة من فجائع يوم عاشوراء وما بعده. فهل ترى أيها الأريب اللبيب بعد ما شاهدت هذه الفجائع أن تركن السيدة سكينة مجالس الأدب ونظم الشعر ؟! وهي التي شهد بحقها حجة الله أنها غلب عليها الاستغراق مع الله، لا والله وألف كلا.وجاء في كتاب (السيدة سكينة) للسيد عبد الرزاق المقرم (الصفحات 63 - 66) ما يلي:والسيدة سكينة حضنتها الحجور الزاكية وتلقت من أبيها سيد الشهداء التعاليم الراقية والآداب الإلهية ودرست القيم الإسلامية وجارت في المجاهدة والرياضة جدتها الصديقة وعمتها العقيلة حتى حازت أرقى مراتب العبادة التي يرضاها رب العالمين ومن هنا منحها الإمام الحجة الواقف على نفسيات البشر ومقادير أعمالهم أرقى صفة تليق بامرأة كاملة تفانت في الطاعة لله تعالى وهو (خيرة النساء).من هذا وذاك صحبها (أبي الضيم) إلى محل شهادته في جملة من انتخبهم الباري سبحانه دعاة لدينه فشاهدت بين تلك الثنايا والعقبات الآيات المنذرة بتدابير النفوس وتخاذل القوم عن نصر الهدى واجتماعهم على إزهاق نفس ريحانة الرسول (صلى الله عليه وآله) وإراقة (دمه الطاهر) وأنهم قادمون على عصبة لا ترقب فيهم إلا ولا ذمة فلم تعبء بتلكم الأهوال التي يشيب لها فؤاد الطفل تسليما للقضاء وطاعة للرحمن عز شأنه.وشاهدت أولئك المناجيد مضرجين بالدماء مقطعين الأوصال وبينهم علة الكائنات ومدار الموجودات أبو عبد الله (الحسين) (عليه السلام) وقد مثلوا فيه بكل مثلة:
ووجهوا نحو في الحرب أربعة * السهم والسيف والخطي والحجرا
فقابلت تلكم الفوادح برباطة جأش وهدوء بال ولولا انخراطها في الاستغراق مع الله تعالى وتفانيها في الطاعة له كما أخبر أبوها الحجة (عليه السلام) بقوله: " الغالب عليها الاستغراق مع الله " لانهد قواها وساخ صبرها وتبلبل فكرها وفقدت مشاعرها ولكنها بالرغم من ذلك لم يرعها ذل الأسر ولا شماتة العدو وتراكم الرزايا وأنين الأطفال وبكاء الفواقد فلم يصدر عنها ما لا يتفق مع الخضوع للأصلح المرضي لله تعالى.ولو كان (أبي الضيم) يعلم بضعف عزمها وتفكك صبرها لما رافقها إلى محل تضحيته لئلا يستبب من تلكم الأهوال الوقوع في خطر عظيم.إن ذلك المشهد الدامي الذي لم يمر على نبي أو وصي وقابله شهيد الدين بصبر تعجبت منه ملائكة السماوات كما في نص زيارته ترك الجفون قرحى والعيون عبرى والقلوب حري إلى يوم الانقضاء على حد تعبير الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا،
والسيدة سكينة أبصرت كل ما جرى في ذلك اليوم وسمعت صرخة أبيها المظلوم واستغاثته وشاهدت حرائر النبوة ومخدرات الإمامة يتراكضن في تلك البيداء المقفرة حين شبت النار في مضاربهم ولا محامي يلذن به إلا زين العابدين وقد أنهكته العلة.

فلو أن أيوبا رأى بعض ما رأى * لقال بلى هذا العظيمة بلواه
فلم يتضعضع صبرها ولا وهى تسليمها للقضاء الجاري ولم يتحدث المؤرخون عما ينافي ثباتها على الخطوب في الكوفة والشام مع ما لاقته من شماتة ابن مرجانة وابن ميسون ونكته بالعود رأس الحسين وأهل المجلس يشاهدون الأنوار تتصاعد من أسارير جبهته والروائح العطرة تفوح منه وهو يرمق حرمه بعينيه ولما أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم لأنه أنكر عليه فعلته نطق الرأس المقدس بصوت جهوري (لا حول ولا قوة إلا بالله).
السيدة الطاهرة سكينة في مدينة جدها (ص):
فأخذت الناس الحيرة وراح الرجل يحدث جليسه بالضلال الذي عمهم وتحدثت أندية الشام بهذا الحادث الذي لم يسمع بمثله قبل يوم الحسين ولما رجعت السيدة الطاهرة سكينة إلى المدينة أقامت في بيت أبيها أبي عبد الله مع نساء قومها لابسات السواد يبكين الحسين والبهاليل من آل عبد المطلب ليل نهار.
ويحدثنا أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) عن حزن الفاطميات بقوله:
ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رؤي الدخان في بيت هاشمي خمس حجج إلى أن قتل عبيد الله بن زياد.
عاشت السيدة سكينة في بيت أخيها السجاد (عليه السلام) الذي لم يزل ليله ونهاره باكي العين على سيد شباب أهل الجنة وكان جوابه لمن يطلب منه التخفيف لئلا تذهب عيناه:
إني كلما نظرت إلى عماتي وإخواني إلا تذكرت فرارهن من خيمة إلى خيمة وكان هذا دأبه في البكاء على (قتيل العبرة) إلى أن استشهد صلوات الله عليه سنة 95
وإذا كان عميد البيت لا يفتر عن النياحة مدة حياته فما ظنك بمن حواه البيت من النساء ومن شأنهن الرقة والجزع والسيدة سكينة تأوي هذا البيت المفعم بالحزن والشجاء وفي مسامعها نشيج أخيها الحجة وتبصر تساقط دموعه على خديه فتشاركه في الزفرة وتجاوبه بالعبرة ولا تبارح فاكرتها الهياكل المضرجة بالدماء وقد شاهدتهم صرعى مقطعين الأوصال.

قد غير الطعن منهم كل جارحة * إلا المكارم في أمن من الغير
فهل تبقى لها لفتة إلى لوازم الحياة فضلا عن عقد مجالس الأنس والفرح بلى كانت السيدة العفيفة مدة حياة أخيها الإمام وبعده باكية نادبة على أبيها المظلوم الممنوع من الورود وأبو عبد الله حياة الكون وري الوجود. والماء يصدر عنه الوحش ريانا ...ولكن آل الزبير تحدثوا وافتعلوا وأكثروا ﴿فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون﴾.
خبر قولها الشعر؟
في هذا الفصل يكذب ما نسب للسيدة سكينة (عليها السلام) من مجالس الشعراء والتحكيم بينهم، فلو كانت بالمستوى الشعري الذي زعموا لملأت الدنيا رثاء لأبيها الحسين (عليه السلام)، فقد ذكروا أن الخنساء تقول البيت والبيتين وبعد مقتل أخويها بلغت في رثائهما الغاية.وأبيات الرثاء الذي ذكرها لها الزجاج (وعليه العهدة) لم نجد غيرها مع تتبعنا، وهو ينفي أن يكون قائلها بمستوى من يرتضيه رواة الشعر حكما فيما بينهم. ولكن اجتمعت عداوة الزبيري، وحقد الأموي والمرواني على الافتراء عليها، المشتكى إلى الله سبحانه وتعالى.
وهذه كل الأبيات التي رثت بها أبيها سيد الشهداء:


لا تعذليه فهم قاطع طرقه * فعينه بدموع ذرق غدقهإن الحسين غداة الطف يرشقه * ريب المنون فما أن يخطئ الحدقه
بكف شر عباد الله كلهم * نسل البغايا وجيش المرق الفسقه
يا أمة السوء هاتوا ما احتجاجكم * غدا وجلكم بالسيف قد صفقه
الويل حل بكم إلا بمن لحقه * صيرتموه لأرماح العدا درقه
يا عين فاحتفلي طول الحياة دما * لا تبك ولدا ولا أهلا ولا رفقه
لكن على ابن رسول الله فاسكبي * قيحا ودما وفي إثريهما العلقة (16)

خبر زواجها؟
من الأباطيل التي طبل لها رواة السوء، والمرتزقة من حثالات الأمة نسبة تعدد الأزواج للسيدة سكينة، فقد خبطوا في ذلك خبط عشواء، وغاب عنهم مقياس العلم والأخلاق والأمانة، فكالوا لأهل البيت الطاهرين وأتباعهم ومحبيهم شتى أنواع البهت والتهم والافتراءات، كل ذلك بسبب ولائهم لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.لقد كان أمر هذا التناقض في الروايات والأخبار يهون لو أنه توزع بين مراجع شتى مختلفة يتفرد كل منها بإحدى الروايات، فيكون أمام المحقق أن يختار أقدمها، أو أدعاها إلى الثقة، على هدى القواعد المقررة للترجيح والمقابلة، والتعديل والتجريح، ولكن نجد كل الروايات التي أمامنا متناقضة، تجتمع في المصدر الواحد دون محاولة من مؤلفها للفصل بينها، أو حسم الخلاف فيها، وحتى دون كلمة تؤذن بأنه يحس طبعا بهذا الخلاف.في صفحة واحدة من كتاب الأغاني مثلا نجد أربع روايات متناقضة، متضاربة، سردها أبو الفرج متتابعة دون تمحيص ثم لا شئ أكثر من هذا السرد، وهذا يدل على كذب الراوي الأول والرواة الذين جاؤوا بعده، وليس له تفسير إلا الحقد الأعمى واتباع السلطان.
أما الذي عليه الشيعة أتباع مذهب أهل البيت، فهو أن السيدة سكينة لم تتزوج غير ابن عمها عبد الله بن الإمام الحسن (عليه السلام) فقط وفقط،
وهناك روايات تقول ثم تزوجت بمصعب بن الزبير. ويوافق الشيعة على زواجها بعبد الله بن الحسن (عليه السلام) غيرهم من أهل السنة، ويروى أن عبد الله بن الحسن هو الذي قطعت أصابعه لما كان على صدر عمه الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء مستجيرا به (17).

وفاتها ومدفنها:
في طبقات ابن سعد، وفي تذكرة الخواص: توفيت بالمدينة وعليها خالد بن عبد الله بن الحارث بن الحكم واليا، ودفنت بالبقيع كما في شذرات الذهب، نقلها السيد محسن الأمين في أعيانه، كانت وفاتها بالمدينة، الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول من سنة 117 ه‍.أما القبر المنسوب إليها بدمشق في مقبرة الباب الصغير فهو غير صحيح، لإجماع أهل التاريخ أنها دفنت بالمدينة، ويوجد على القبر المنسوب إليها بدمشق، صندوق من الخشب كتبت عليه آية الكرسي بخط كوفي مشجر رأيته (18) وأخبرني الثقة الشيخ عباس القمي النجفي الذي هو ماهر في قراءة الخطوط الكوفية بدمشق في رجب أو شعبان من سنة 1356 ه‍، أن الاسم المكتوب بآخر الكتابة التي على الصندوق هو (سكينة بنت الملك) وهذا بلا شك ولا ريب، فالقبر إذا لإحدى بنات الملوك المسماة سكينة.
إلى هنا أكتفي بترجمة حياة السيدة سكينة ورد العاديات عنها من بهت الكذابين وروايات الحاقدين والذين يريدون المساس بكرامة آل البيت وكذلك عن أختها المظلومة السيدة فاطمة بنت الحسين (عليه السلام).(19)

وجاء في كتب أخرى لبعض الأعلام (أعلى الله مقامهم)، تفصيلاً آخر لحياة هذه السيدة الطاهرة نوجزه لكم في التالي:

.: سكينة (آمنة) بنت الحسين (عليه السلام) :.ترجمتها (عليها السلام):
جاء في كتاب الملهوف على قتلى الطفوف للسيد المحدث الكبير بن طاووس (رحمه الله):
سكينة بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كريمة نبيلة، كانت سيدة نساء عصرها، توفيت سنة 117 هـ،

وجاء عن سماحة الشيخ جواد المحدثي في موسوعته قال:
هي سكينة بنت الحسين (عليها السلام). كانت مشهورة بالعلم والأدب، والمعرفة والميل الروحي العميق نحو الباري، وكان أبوها يوليها رعاية خاصة.
ذكروا أن اسمها الأصلي آمنة أو أمينة أو أُمامة، وأمها "رباب" هي التي لقّبتها بلقب "سكينة"، وهي شقيقة "علي الأصغر" وحضرت كربلاء وهي في سن العاشرة أو الثالثة عشر.
وقيل أن الإمام الحسين (عليه السلام)لقبها يوم الطف بلقب "خيرة النسوان".

هذه الطفلة الفاضلة يصفها الشيخ عباس القمي بالقول:
"إنها امرأة تتميز بحصافة العقل، وإصابة الرأي، وكانت أفصح الناس وأعلمهم باللغة، والشعر، والفضل، والأدب" (20).
بعد العودة من سفر الكوفة والشام إلى المدينة صارت تحت رعاية السجاد عليه السلام. عاصرت ثلاثة من الأئمة وهم الإمام الحسين، والإمام السجاد, والإمام الباقر عليهم السلام.
عاشت سكينة في المدينة إلى أن توفيت في عهد هشام بن عبد الملك عن سبعين سنة (21). وقبرها في المدينة. وجاء في كتاب أعيان الشيعة (22) لسماحة السيد محسن الأمين أن اسمها (ع):
أميمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (ع). المعروفة بسكينة توفيت سنة 117 بالمدينة في أيام هشام بن عبد الملك.

اسم ابنة الحسين (ع) آمنة وليس سكينة:
إن المتتبع لكتب الأنساب والسير ليجد شيئا أغفلته كتابات السير التي ترجمت للسيدة آمنة بنت الحسين ونسبتها إلى سكينة، وهي غفلة متعمدة أكدتها مشاريع الزبيريين، ومن ورائهم مشاريع الأمويين، حتى صار ذلك أحد المرتكزات لدى العوام، واستشرى ذلك إلى كتابات الآخرين، فجعلوها من المسلمات غفلة منهم، وقلة تحقيق لديهم في هذا المضمار... إن الاسم الحقيقي للسيدة سكينة والتي اشتهرت على الألسن، هو آمنة بنت الحسين، وإنما سكينة لقب لقبته به أمها الرباب، وذلك لسكينتها وهدوء في طبعها غلب عليها، حتى كانت السكينة صفة لها. (23)
حضورها لواقعة الطف مع أبيها الحسين (ع):
ذكر أرباب المقاتل أنَّ السيدة سكينة سلام الله عليها حضرت واقعة الطف المريرة وشهدت مقتل والدها الحسين (ع)، ولها مواقف عديدة في هذه الواقعة نذكر بعضا منها:
1- يوم التاسع من محرم:

حالت سرايا الجيش الكوفي الأموي بين الحسين (ع) وأهل بيته وبين ماء الفرات في اليوم السابع من محرم. ولما كان اليوم التاسع أشتد بهم العطش في تلك الأرض الصحراوية شديدة الحرارة. قالت سكينة بنت الحسين (ع):
عزّ ماؤنا ليلة التاسع من المحرم، فجفت الأواني، ويبست الشفاه، حتى صرنا نتوقع الجرعة من الماء فلم نجدها. (24)

2- اعتنقت سكينة جسد الحسين (عليه السلام):

جاء في كتاب أعيان الشيعة ما يلي:
وشاهدت مصرعه وروى ابن طاوس في كتاب الملهوف أن سكينة اعتنقت جسد أبيها بعد قتله فاجتمع عدة من الأعراب حتى جروها عنه ... وأخذت مع الأسرى والرؤوس إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم عادت مع أخيها زين العابدين (ع) إلى المدينة. (25)

3- حال وداع الحسين (ع) للطاهرات من آل الرسول (ص):

ثم ذهب الحسين إلى خيام الطاهرات من آل رسول الله، ونادى:
يا سكينة ويا فاطمة ويا زينب ويا أم كلثوم: عليكنّ مني السلام فهذا آخر الاجتماع، وقد قرب منكنّ الافتجاع.
فعلتْ أصواتهن بالبكاء وصحْن: الوداع الوداع، الفراق الفراق، فجاءته عزيزته سكينة وقالت: يا ابة استسلمت للموت؟ فإلى من اتّكل؟ قال: يا نور عيني كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين. قالت: ابه ردّنا إلى حرم جدّنا؟ فقال الحسين: هيهات، لو ترك القطا لغفا ونام. (26)فبكت سكينة فأخذها وضمّها إلى صدره ومسح الدموع عن عينها وهو يقول:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي *** منك البكاء إذا الحِمام دهانيلا تحرقي قلبي بدمعك حسرة *** مادام منيّ الروح في جثمانيفإذا قتلت فأنت أولى بالذي *** تأتينه يا خيرة النسوان
ثم إن الحسين دعاهن بأجمعهن، وقال لهن:
استعدوا للبلاء واعلموا أن الله حافظكم وحاميكم، وسينجيكم من شر الأعداء ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذب أعاديكم بأنواع العذاب، ويعوّضكم عن هذه البليّة بأنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم.

ثم أمرهن بلبس أزرهن ومقانعهن، فسألته زينب عن ذلك، فقال:
كأنّي أراكم عن قريب كالإماء والعبيد يسوقونكم أمام الركاب، ويسومونكم سوء العذاب، فنادت زينب:
وا جدّاه وا قلّة ناصراه، فشقّت ثوبها ونتفت شعرها ولطمت على وجهها، فقال الحسين لها:
مهلاً يا بنت المرتضى إن البكاء طويل، فاراد الحسين أن يخرج من الخيمة فتعلّقت به زينب، وقالت:
مهلاً يا أخي توقّف حتى أتزوّد منك ومن نظري إليك وأودّعك وداع مفارق لا تلاقي بعده.
فجعلت تقبّل يديه ورجليه، وأحطن به سائر النسوة يقبّلن يديه ورجليه، فسكّتهن الحسين، وردّهن إلى الفسطاط.ثم دعا بأخته زينب وصبّرها وأمرّ يده على صدرها وسكّنها من الجزع، وذكر لها ما أعدّ الله للصابرين، فقالت له:
يابن أمي طب نفساً وقرّ عيناً فإنك تجدني كما تحب وترضى.

4- السيدة سكينة يوم العاشر:

أما ما يتعلق بما جرى عليها في يوم العاشر من محرم فقد جاء شرحه في كتب المقاتل،(27):
حينما كان الإمام الحسين يودّع عياله وأطفاله يوم عاشوراء رآها قد اعتزلت النساء جانباً وهي تبكي، فقال لها:

سيطول بعدي يا سكينة فأعلميمنك البـكاء إذا الحمام دهـاني
لا تحرقي قـلبي بدمعك حسـرة
مادام مني الـروح في جسـماني
فـإذا قُتـلتُ فأنـت أولى بالذي
تـأتيـنه يا خـيـرة النسـوان(28)

5- سكينة في الوداع الأخير للحسين (ع):

و في الوداع الأخير جاء أهل بيته وجراحاته تشخب دماً، وقال:
"استعدوا للبلاء واعلموا أن الله تعالى حاميكم وحافظكم..." (29).
ولمّا أراد النزول إلى القتال للمرة الخيرة، خاطب عياله قائلاً:
"يا سكينة يا فاطمة يا زينب يا أم كلثوم، عليكنَّ مِنّي السلام..." (30) وكان هذا بمثابة الوداع الأخير.

6- شيعتي مهما شربتم عذب ماء:

نقل الشيخ إبراهيم الكفعمي في جنته:
عن سكينة بنت الحسين (عليه السلام)، قالت: لما قتل الحسين (عليه السلام)، اعتنقته فأغمي علي فسمعته يقول:

شيعتي ما إن شربتم * ري عذب فاذكرونيأو سمعتم بغريب * أو شهيد فاندبوني
فقامت مرعوبة قد قرحت مآقيها، وهي تلطم على خديها... الخبر. (31)هذا بعض ما شهدته ذاكرتها سلام الله عليها في واقعة الطف... أمَّا ما كان بعد الطف فأنكى وأمرّ...
مسيرها مع ركب السبايا:
رافقت السيدة سكينة (آمنة) ابنة الحسين (عليه السلام) ركب السبايا مع أخوها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) وعماتها وأخواتها وعيالات الحسين سلام الله عليهم، وتحملت المصائب والآلام والسبي ونظرات الشامتين، وأدخلت لمجلس عبيد الله بن زياد ومجلس يزيد بن معاوية، وشهدت رأس الحسين يساق أمام عينيها فوق الرمح وشهدته (ع) يقرع بقضيب يزيد وصبرت محتسبة صابرة في سبيل الله، ...
وإليكم بعض ما جرى عليها وعلى سبايا الحسين (ع):

1- مسير السبايا:

(32) عن القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال:
لما قدم على يزيد بذراري الحسين (عليه السلام) ادخل بهن نهارا، مكشفات وجوههن (33)، فقال أهل الشام الجفاة:
ما رأينا سبيا أحسن من هؤلاء، فمن أنتم ؟ فقالت سكينة بنت الحسين (عليه السلام):
نحن سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله. (34)

2- سكينة في الشام:

روّج الأمويون بين الناس أن الخليفة قد انتصر على أعدائه المتمردين وسبى ذراريهم. حتى يذكر أن سهل بن سعد مرّ في مسيره بدمشق، ولما شاهد مظاهر الزينة سألهم:
ألكم في الشام عيد لا نعرفه؟ فقيل له:
لقد جيء برأس الحسين من العراق إلى الشام. فتأثّر سعد لذلك الموقف، ولبّى طلب سكينة بنت الحسين ودفع لحامل الرمح أربعمائة درهم ليسير بالرأس إلى الأمام بعيدا عن السبايا حتى ينشغل الناس بالنظر إليه ولا ينظروا إلى وجوه أهل البيت(35)لكن زينب والإمام السجاد قد أحالا ذلك الحفل إلى مأتم بخطبتهما، وجعلا طعم ذلك النصر مرا في فم يزيد.

3- ما رأته سكينة في المنام:

قالت سكينة (ع): فلما كان في اليوم الرابع من مقامنا رأيت في المنام، وذكرت مناماً طويلاً تقول في آخره:
ورأيت امرأة راكبة في هودج ويدها موضوعة على رأسها، فسألت عنها، فقيل لي: فاطمة ابنت محمد أم أبيك.
فقلت: والله لأنطلقن إليها ولأخبرنها ما صنع بنا، فسعيت مبادرة نحوها، حتى لحقت بها ووقفت بين يديها أبكي وأقول:
يا أمتاه جحدوا والله حقنا، يا أمتاه بددوا والله شملنا، يا أمتاه استباحوا والله حريمنا، يا أمتاه قتلوا والله الحسين أبانا.

فقالت لي: كفي صوتك يا سكينة، فقد قطعت نياط قلبي، وأقرحت كبدي، هذا قميص أبيك الحسين لا يفارقني حتى ألقى الله به.

ما جرى عليها بعد الرجوع إلى المدينة:
عمدت الدعاية الأموية إلى تدنيس سمعة أهل هذا البيت الطاهر؛ لتقلل من عبء وزر جناياتها، وتخفف من ثقل ما ارتكبه الأمويون في حق أهل هذا البيت، ولتصرف الأذهان عن مظلوميتهم (عليهم السلام)، وبهذا يستطيع الأمويون التقليل من شأن أهل هذا البيت، وحجم مظلوميتهم، ولذلك عمدوا إلى ترويج الدعايات الكاذبة والملفقة على أهل البيت عليهم السلام ومنها الدعايات والأكاذيب التي طالت سيدتنا سكينة ابنة الحسين (عليه السلام)، ومنها أكذوبتان أساسيتان:
(الأكذوبة الأولى: متمثلة بإدعائهم مجالسة السيدة للشعراء واستماعها للغناء،
والأكذوبة الثانية: المتمثلة في تعدد أزواجها، وزواجها بمصعب بن الزبير،
وقد رد بعض العلماء على هذه الإدعاءات بشيء من التفصيل وبينوا زيفها وكذبها، حيث قال السيد المحدث الكبير بن طاووس (رحمه الله) في كتابه اللهوف: نسب إليها بعض المؤرخين أموراً نقطع بكذبها وافترائها عليها،...(36)، ورد سماحة السيد محمد علي الحلو مفصلا على هذه الأكاذيب في كتابه عقيلة قريش (37)، وخلص إلى نتيجة في نهاية بحثه ننقلها لكم وهي كالتالي:
إن السيدة سكينة بنت الحسين (عليهما السلام) اسمها « آمنة »، وسكينة لقب لقبت به، وكل ما قيل من شعر في سكينة فهي ليست سكينة بنت الحسين التي هي آمنة، بل هناك سكينة بنت خالد بن مصعب الزبيري، التي كانت معروفة بملاقاتها واجتماعها مع عمر بن أبي ربيعة الشاعر، الذي تغزل بها وشبب بغيرها، أمثال عائشة بنت طلحة بن عبيد الله زوجة مصعب ابن الزبير، وسعدى بنت عبدالرحمن بن عوف، وبأم البنين بنت عبدالعزيز ابن مروان زوجة الوليد بن عبدالملك، وغيرهن من النساء الأمويات والمروانيات، وكانت سيرتهن مجالسة شعراء عصرهن وقتذاك، ومسامرتهن لهم وتحرشهن بهم، حتى عرفت فيهن ملاحم اللهو والعبث، وهذا لعمري إحدى الانتقاصات التي وجهتها المعارضة العلوية الشيعية، التي كانت تنظم بين الحين والآخر ضد النظام الأموي، وما ماثلته من حركات زبيرية وأطروحات مخالفة لأهل البيت (عليهم السلام)، وكانت هذه المعارضة تستعرض الانتهاكات الشرعية التي كانت ترتكبها هذه الأنظمة، وما صاحبها من حياة عابثة على مستوى نساء هذه التكتلات، التي لا تقيم وزنا للمحاذير الشرعية وهي ترفع شعار الخلافة الإسلامية، فهي لم تبق حرمة إلا انتهكتها، ولا محذور إلا مارسته.
وبالمقابل تجد أهل البيت (عليهم السلام) لا يزالون يمثلون الخلافة الإلهية حقا، بالرغم من إبعادهم عن ممارسة مهامهم، وإقصائهم عن مناصبهم. فالأمة كلما نظرت إلى هؤلاء وأولئك تجد الفرق واضحا، فهؤلاء أهل بيت الوحي، ومعدن النبوة، ومختلف الملائكة، وأهل التقوى والورع. وأولئك الأمويون وغيرهم يرتكبون كل ما حرم الله.

أما قضية تعدد الأزواج، فهي إساءة أخرى لهذا البيت الأقدس، فضلا عما حاوله هؤلاء من التقريب بين آل علي (عليه السلام) وبين أعدائهم، وإلغاء العداء التقليدي بينهم وبين مخالفيهم، والحال أن أخبار الزواج بعد مناقشتها لم تصمد عدا ما ذكر من أن السيدة آمنة بنت الحسين تزوجت من عبد الله بن الحسن السبط الذي استشهد في واقعة الطف، ولم تتزوج بعده حتى ماتت رضوان الله عليها من عفيفة الطالبيين، وعقيلة القرشيين.
إنها آمنة بنت الحسين بن علي (عليهم السلام)، وحسبك بذلك فخرا وشرفا وعزا، وأحبط الله محاولات الظالمين الذين أرادوا تشويه تاريخ أهل البيت عليهم السلام؛ ليضيفوا إلى مظلومياتهم، مظلومية أخرى، والله من ورائهم محيط. وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتقين.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

1- هؤلاء إخوة أبيها من السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ، ولها أعمام وعمات من غير جدتها فاطمة الزهراء (عليها السلام).2- احتجاج الطبرسي: 247 ، في احتجاج الإمام الجواد.3- الأغاني 1: 67.4- الأغاني 11: 127.5- سكينة بنت الحسين ، للفكيكي: 15 ، حديث الشهر.6- ترجمة القالي في مقدمة الأمالي / 3 شرح رسالة ابن زيدون بهامش لامية العجم 1: 11 ، ط مصر.7- نفس المصدر.8- ج 2: ص 305 ، ط دار الكتب العربية ، بيروت.9- الأغاني 1: 67.10- الأغاني 1: 153.11- البداية والنهاية 8: 322.12- الأغاني 14: 157 ، ونسب قريش لمصعب الزبيري: 59.13- سكينة بنت الحسين للفكيكي: 123.14- زينب الكبرى للشيخ جعفر النقدي: 109.15- تظلم الزهراء: 224.16- أمالي الزجاج: 169.17- إعلام الورى: 127 ، إسعاف الراغبين: 210 ، رياض الجنان: 51 ، مقتل الحسين (عليه السلام) للمقرم: 33 ، سكينة بنت الحسين (عليه السلام): 72 ، أدب الطف 1: 162 ، سفينة البحار 1: 638.18- والقول للسيد الأمين في أعيانه 3: 492.19- المصادر:1 - أعيان الشيعة 3: 491 و 7: 274.2 - أعلام النساء المؤمنات: 429.3 - احتجاج الطبرسي: 247.4 - الأغاني 1: 67 و 153.5 - الأعلام للزركلي 3: 106.6 - إعلام الورى: 127.7 - إسعاف الراغبين: 210.8 - سفينة البحار 1: 638.9 - مقتل الحسين للمقرم: 33.10 - أدب الطف 1: 162.11 - سكينة بنت الحسين - الفكيكي: 15.12 - البداية والنهاية 8: 322.13 - شرح رسالة ابن زيدون.14 - أمالي الزجاج: 169.20- (منتهى الآمال 1: 463)21- (تهذيب السماء للنووي 1: 163)22- ( ج 3 - ص 491 - 493)23- سماحة السيد محمد علي بن يحيى الحلو / (عقيلة قريش – (آمنة) سكينة ابنة الحسين عليه السلام) ...24- كتاب المختصر في حياة الإمام الحسين (عليه السلام)، لسماحة السيد زهير الأعرجي.25- كتاب أعيان الشيعة لسماحة السيد محسن الأمين في الجزء 7.26- كتاب واقعة الطف / لسماحة السيد محمد كاظم القزويني.27- (ومنها كتاب نفس المهموم).28- (سكينة للمقرم: 266).29- (مقتل الأمام الحسين للمقرّم:337)30- (معالي السبطين 25:2)31- (مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 17 - ص 26)32- (العوالم، الإمام الحسين (ع) - الشيخ عبد الله البحراني - ص 413)33- في المصدر: وجوههم34- ص 14 والبحار: 45 / 169 ح 15.35- (حياة الإمام الحسين 3: 369)
</B></I>


u/l hggi h[,vkh ,h[,v;l fi`h hglwhf hghgdl



توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .

رد مع اقتباس
قديم 2014/01/08, 12:09 PM   #2
النبأ العظيم

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 771
تاريخ التسجيل: 2012/12/04
الدولة: iraq*Baghdad*
المشاركات: 9,729
النبأ العظيم غير متواجد حالياً
المستوى : النبأ العظيم will become famous soon enough




عرض البوم صور النبأ العظيم
افتراضي


سلام الله على بنت الحسين سكينة عليها السلام العابدة التقية ..
عظم الله لنا ولكم الاجر بمصاب وفاتها ...


نسأل الله بحق هذه السيدة حبيبة قلب الإمام الحسين عليه السلام ان يعجل لوليه الفرج وان يقضي حوائجنا ويفرج همومنا ويرزقنا شفاعة محمد وآله بالدنيا والاخرة
..


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعظم الله اجورنا واجوركم بذكرى شهادة الامام الباقر عليه السلام عاشق نور الزهراء المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد 3 2013/10/16 03:21 AM
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد شباب الائمه ع عاشق نور الزهراء المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد 10 2013/10/09 04:19 AM
اعظم الله اجورنا واجوركم البيرق الصوتيات والمرئيات والرواديد 5 2012/08/14 12:32 AM
عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى وفاة ام البنين في 13/ جماد الاخرة 64 هــ ابوشهد الشعر الشعبي 3 2012/08/06 10:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |