Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > عاشوراء الحسين علية السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/10/30, 07:58 PM   #1
العقيلة

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3785
تاريخ التسجيل: 2015/04/19
المشاركات: 805
العقيلة غير متواجد حالياً
المستوى : العقيلة is on a distinguished road




عرض البوم صور العقيلة
افتراضي دفاع عن زيارة عاشوراءج2

دفاع زيارة عاشوراءج2

دفاع عن زيارة عاشوراءج2


الرواية الثانية: رواية الشيخ عن ابن بزيع
روى الشيخ أبو جعفر الطوسي في المصباح بسنده، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة وسيف بن عميرة، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام [36].

طريق الشيخ إلى ابن بزيع
يقول أُستاذنا السيد الخوئي عن طريق الصدوق إليه: «والطريق صحيح كطريق الشيخ، وإن كان في بعضها ابن أبي جيد»[37].

محمد بن إسماعيل بن بزيع
أمّا محمد بن إسماعيل بن بزيع، فقد قال عنه النجاشي: «من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم»[38]. وقال عنه الشيخ: «ثقة، صحيح» [39].

صالح بن عقبة
وهو مجهول لم يرد فيه توثيق.

سيف بن عميرة النخعي
تقدم الكلام فيه.

علقمة بن محمد الحضرمي
وهو من أصحاب الإمام الباقر والصادق علهيما السلام . له موقف مع زيد بن علي رضي الله عنه يرويه الكشّي، يدل على حُسن حاله[40]. لم يرد في توثيقه شيء.
فالسند تام ـ إذن ـ إلّا من ناحية علقمة بن محمد، ولا يضر وجود صالح بن عقبة في السند؛ لوجود سيف بن عميرة معه.
ولكن الرواية الأُولى المتقدمة عن الشيخ لزيارة عاشوراء ـ وهي رواية صفوان بن مهران الجمال ـ تشهد بصحة رواية علقمة.
فإن سيف بن عميرة يقول: «إنّ صفوان دعا بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام في يوم عاشوراء» كما تقدّم.
وهي تدل على صحة رواية علقمة في هذا السند. ولا إشكال في بقية رجال السند، ولا في طريق الشيخ إلى محمد بن إسماعيل بن بزيع.
بل في هذه الرواية ـ التي يرويها الشيخ في المصباح، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن صفوان ـ ما يدل على جلالة شأن علقمة بن محمد؛ فقد ورد في آخر الرواية: أنّ صفوان لما قرأ عليهم دعاء الزيارة، قال له سيف بن عميرة: إنّ علقمة بن محمد الحضرمي لم يأتنا بهذا عن أبي جعفر عليه السلام ، إنّما أتانا بدعاء الزيارة. فقال صفوان: وردت مع سيدي أبي عبد الله عليه السلام ... إلخ. وكأنّ سيف بن عميرة يقول لصفوان: إن كان هذا الدعاء وارداً بعد الزيارة لرواه لنا علقمة بن محمد، وهو يدل على درجة عالية من وثوق سيف بن عميرة برواية علقمة بن محمد الحضرمي، فيشرح له صفوان أنه سمع هذا الدعاء من أبي عبد الله الصادق عليه السلام مباشرة.
وكيفما كان، فإنّ اعتبار رواية الطيالسي يؤدي إلى اعتبار السند الثاني الذي يذكره الشيخ في المصباح لزيارة عاشوراء ودعائها.

المنهج الثاني:منهج الوثوق بالصدور بتجميع القرائن
يمكن إثبات صدق الرواية بالقرائن الموجودة في إسنادها، حتى على افتراض عدم ثبوت اعتبار الرواة، ولا منافاة بين نفي الاعتبار عن الرواة وصدق الرواية.
إذن؛ الفرق بين المنهجين أننا نتحدث عن وثاقة واعتبار الرواة في المنهج الأول، وعن صدق الرواية وصدورها في المنهج الثاني.
وقبل أن ندخل المنهج الثاني؛ ولأننا نستعمل كلمة الاستبعاد في هذا المنهج بصورة متكررة لا بد من توضيح لهذه الكلمة والعلاقة بينها وبين الاطمئنان.

معنى الاطمئنان والاستبعاد
الاطمئنان حالة نفسية متاخمة للعلم يتعامل معها العقلاء معاملة العلم؛ ولأن الشارع لم يُلغ هذا الاعتبار العقلائي يكون الاطمئنان حجةً كالعلم، ويترتب عليه ما يترتب على العلم من الحجية.

ومعنى الاطمئنان هو ركون النفس إلى ثبوت شيء.
وبخلافه الاستبعاد، فهو بمعنى ركون النفس إلى انتفاء احتمال الخلاف إلى حدود متاخمة للصفر؛ بحيث لا يعبأ به العقلاء ويلغونه من الحساب في مقام العمل، فهما متلازمان ووجهان لقضية واحدة.
فإذا دخلنا إلى بناية مشيّدة قوية البنيان نطمئن إلى حالة الأمن والسلامة في البناء إلى حدود متاخمة للعلم، ونستبعد حدوث الخطر إلى حدود متاخمة للصفر؛ بناءً على حساب الاحتمالات، وهو حساب علمي عقلائي يبني عليه العقلاء ويرتبون عليه الأثر إيجاباً أو سلباً.
ولا إشكال في أنّ الركون إلى انتفاء احتمال الخلاف يختلف عن حالة العلم بالانتفاء، ولكن العقلاء يتعاملون معه معاملة العلم بانتفاء احتمال الخلاف، وهو بمعنى إلغاء احتمال الخلاف في مقام العمل.

وكل منهما حجة عند العقلاء وعند الشارع.
أما الحجية العقلائية؛ فلأن العقلاء يتعاملون معهما معاملة العلم بالثبوت والعلم بانتفاء احتمال الخلاف.
وأمّا الحجية عند الشارع؛ فلأن الشارع لم يُلغ هذا الاعتبار العقلائي فيهما معاً، وعدم الإلغاء في أمثال هذه الموارد بمعنى الإمضاء، فهو بمثابة العلم عند الشارع ويترتب عليه ما يترتب على العلم من الحجية.

تحديد موضوع البحث
لسنا أمام مسألة فقهية؛ فليس في زيارة عاشوراء حكم فقهي. ولا مسألة عقائدية، ولو كانت مسألة عقائدية لم ينفعنا خبر الواحد، إلّا إذا كان محفوفاً بقرائن توجب القطع أو الاطمئنان.
ولسنا بصدد أن نعرف النص الكامل الصحيح الصادر عن الإمام أبي جعفر عليه السلام ؛ فإن إضافة كلمة أو نقصانها أو جملة لا تخلّ بالزيارة، وتحصل بها الزيارة، كما هو الشأن في اختلاف النسخ في سائر الزيارات والأدعية، وليس ذلك بمانع لنا من أن ندعوا الله تعالى بها أو نزور بها المعصومين عليهم السلام ، ما لم تُدخلنا الزيادة في بدعة أو مخالفة للكتاب والسنة، وما لم تكن النقيصة مخلّة بالغاية من الزيارة. وليس في زيارة عاشوراء شيء من ذلك.
وأما مسألة اللعن، فلا يوجد في النص الذي يرويه ابن قولويه رحمه الله ، والذي ورد من ذلك في المصباح، فقد تتبع المؤلف حفظه الله النسخ الخطية له، فلم يجد فيها هذه الجملة.
وعليه؛ فإن المسألة المهمة عندنا في هذا البحث أن نعرف هل أنّ نص الزيارة الواردة في كامل الزيارات ومصباح المتهجّد مجعول أم لا؟
ولمعرفة هذه المسألة لا بد أن نحصر الأشخاص الذين يمكن أن نتّهمهم بالوضع والجعل ممّن ورد ذكرهم في إسناد هذه الرواية لدى الشيخين ابن قولويه وأبي جعفر الطوسي ..
فنقول: أمامنا طرق خمسة إلى هذه الزيارة من خلال استعراض أسناد هذه الزيارة في كامل الزيارات والمصباح، وإليك هذه الأسانيد:

أسانيد الزيارة عند الشيخ الطوسي رحمه الله
1ـ محمد بن إسماعيل بن بزيع ← عن صالح بن عقبة ← عن أبيه ← عن أبي جعفر الباقر عليه السلام .
2ـ محمد بن إسماعيل بن بزيع ← عن صالح بن عقبة وسيف بن عميرة ← عن علقمة بن محمد الحضرمي ← عن أبي جعفر الباقر عليه السلام .
3ـ محمد بن خالد الطيالسي ← عن سيف بن عميرة ← عن صفوان الجمال ← عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام .

أسانيد الزيارة عند ابن قولويه رحمه الله
1ـ حكيم بن داود وغيره ← عن محمد بن موسى الهمداني ← عن محمد بن خالد الطيالسي ← عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة ← عن علقمة بن محمد الحضرمي ← عن أبي جعفر الباقر عليه السلام .
2ـ حكيم بن داود ← عن محمد بن موسى الهمداني ← عن محمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن إسماعيل ← عن صالح بن عقبة ← عن مالك الجهني ← عن أبي جعفر الباقر عليه السلام .

الرواة الذين لم يرد توثيقهم في هذه الأسانيد
1ـ صالح بن عقبة.
2ـ عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ذبيحة والد صالح.
3ـ علقمة بن محمد الحضرمي.
4ـ محمد بن خالد الطيالسي.
5ـ محمد بن موسى الهمداني.
6ـ مالك الجهني.

وهؤلاء لم توجه إلى أي منهم تهمة الجعل والوضع والكذب عدا محمد بن موسى الهمداني.
ومع ذلك، نحن ننطلق في هذه المطالعة الجديدة لأسانيد زيارة عاشوراء من منطلق افتراض أنّ كل واحد من هؤلاء الستة يمكن أن يكون عاملاً في انتحال هذه الزيارة؛ لنرى هل يصح هذا الافتراض أم لا؟
وإذا ثبت امتناع هذا الافتراض ـ أو استبعاده إلى حدود الامتناع العادي ـ في جميعهم أو جملة منهم تثبت بذلك صحة الزيارة.
وإذا انتهينا إلى إمكان هذا الافتراض توقفنا عن تصحيح الزيارة بهذا المنهج واكتفينا بالمنهج الرجالي المتقدم في إثبات صحة زيارة عاشوراء.

السند الأول والثاني عند الشيخ الطوسي
أقول: في السند الأول من الأسناد الثلاثة التي يذكرها الشيخ أبو جعفر رحمه الله لزيارة عاشوراء لا يمكن أن نتهم صالح بن عقبة بالوضع؛ لأن صالحاً يروي الزيارة بالاشتراك مع سيف عن علقمة في السند الثاني؛ فإنّ محمد بن إسماعيل يروي الزيارة في السند الثاني عن صالح وسيف معاً عن علقمة، ولا إشكال في وثاقة الراوي والمروي عنه وهما: محمد بن إسماعيل وسيف، وصالح شريك سيف في الرواية عن علقمة والتحديث بها لمحمد بن إسماعيل.
فلماذا ينتحل هذه الرواية، وقد سمعها حقاً عن علقمة.
ولا ريب في أن صالحاً قد سمع الرواية التي يرويها علقمة عن الإمام الباقر عليه السلام ، حتى لو اتهمناه بالوضع، إذ من الممتنع أن ينتحل هذه الزيارة، وهو لم يسمعها من علقمة مباشرة أو بواسطة، ثم يتطابق النص الذي انتحله، بعد فترة مع النص الذي يرويه علقمة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام .
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن انتحال هذا النص عمل عبثي، لا داعي إليه، ولماذا يكذب صالح وينتحل وله طريق حقيقي إلى رواية الزيارة عن علقمة بلا واسطة أو بواسطة؟!
فلا بد أن نصحح هنا رواية صالح، ونصدّقه في روايته، سواء وثّقناه أم لم نوثقه.
وأما أبوه، وهو عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ذبيحة، فمن المستبعد جداً تواطؤه مع سائر الرواة ـ الذين رووا هذه الرواية عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق علهيما السلام ـ على انتحال هذه الزيارة بصيغة واحدة، وهم أربعة على الأقل، وهم والد صالح، وعلقمة بن محمد الحضرمي، ومالك الجهني، عن أبي جعفر عليه السلام ، وصفوان عن الإمام الصادق عليه السلام .
ومن المستبعد جداً أن يتفقوا على انتحال نص بالكامل، ثم ينسبونه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله علهيما السلام .
نعم، قضايا الانتحال كثيرة، ولكننا لا نعرف جماعة يتواطؤون على انتحال نص ونسبته إلى مصدر معين.
ولو صح ذلك لكان أمراً خطيراً للغاية، ويعني وجود عصابات في سلاسل الرواة يتفقون على انتحال النصوص وينسبونها إلى المعصومين عليهم السلام ، ويتواطؤون على روايتها عنهم.
ولو كان كذلك لافتضح أمرهم، وشهّروا بهم وأسقطوهم، ومن غير الممكن اختفاء أمرهم على حفاظ الحديث وشيوخ الرواية وأصحاب الجرح والتعديل الحريصين على ودائع النبوة والإمامة، ومن غير الممكن السكوت عنهم وعدم التحذير من رواياتهم..
إنّ احتمال حصول تواطؤ بين عدد من المحدثين على صياغة نصوص موحّدة في الأدعية والزيارات وغيرهما مثلاً، ونسبتها إلى المعصومين والتحديث بها أمر في غاية الاستبعاد.
وعليه؛ فإننا إذا وجدنا أنّ علقمة بن محمد الحضرمي، وعقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ذبيحة، ومالك الجهني، وصفوان بن مهران يروون نصاً واحداً، باختلافات يسيرة عن الإمامين أبي جعفر وأبي عبد الله علهيما السلام ، لا نحتمل أنّهم قد تواطؤوا على ذلك.
ولو كان يحصل شيء من هذا القبيل في زيارة عاشوراء من خلال شبكة منظّمة متواطئة على الوضع والجعل والانتحال بصورة جماعية، لم يقتصر أمرهم على زيارة عاشوراء، ولتوسّعوا في الجعل والوضع في الفقه والتفسير والعقائد والأدعية والزيارات، ولو وقع شيء من هذا القبيل من خلال مجموعة متواطئة من الرجال في أسانيد الأحاديث؛ لافتضح أمرهم بالضرورة، ولكثر التحذير منهم، والتشهير بهم، من خلال علماء الجرح والتعديل الحريصين على ودائع الوحي والنبوّة.

السند الثالث عند الشيخ الطوسي
وأما السند الثالث في المصباح ـ الذي يتصدره محمد بن خالد الطيالسي، برواية الشيخ عنه ـ فقد تبين رأينا في اعتبار رواياته. ومن غير الممكن التشكيك في روايته هذه؛ حتى بناءً على الرأي الآخر، وهو سلب الاعتبار عن رواياته؛ إذ لا يمكن اتهامه بوضع هذه الرواية على لسان سيف بن عميرة؛ فإن سيف بن عميرة يروي هذه الرواية حقاً عن علقمة بن محمد عن الإمام أبي جعفر عليه السلام ، كما في السند الثاني، وهو ثقة في روايته..
فإن كان محمد بن خالد الطيالسي لا يعلم برواية سيف بن عميرة للزيارة عن علقمة، عن الإمام أبي جعفر عليه السلام ، فوضع هذه الزيارة فتطابقت تماماً مع النص الذي يرويه سيف بن عميرة ـ من باب الصدفة ـ فهو يكاد يكون مستحيلاً ممتنعاً؛ لاستحالة أن يضع محمد بن خالد الطيالسي نصاً ينسبه إلى سيف بن عميرة، ويصادف أنّ سيف بن عميرة يروي النص نفسه بالتمام عن علقمة عن أبي جعفر عليه السلام ، ومحمد بن خالد لا يعرف بذلك، وإن كان يعلم برواية سيف للزيارة عن علقمة، ثم يبادر إلى وضعها على لسان سيف ـ بالألفاظ نفسها في سند آخر ـ فهو أمر غير عقلائي جداً. ولا داعي إلى ذلك غير تكثير طرق الزيارة وهو سبب ضعيف جداً، لا يعبأ به العقلاء في محاوراتهم وإخباراتهم اليومية.
ولو كان محمد بن خالد الطيالسي بهذه المثابة من الاستهانة بأمر الوضع والجعل، والإقدام على الوضع بأدنى سبب لاشتهر أمره بين أرباب الجرح والتعديل.
وقد عرفنا أنّ الرجل لم يرد فيه أي جرح في المصادر الرجالية.
وعليه؛ فلا سبب يدعو إلى التوقف في قبول رواية محمد بن خالد الطيالسي في السند الثالث الذي يذكره الشيخ أبو جعفر. وسائر رجال السند موثوقون، وقد نصّ الأصحاب على وثاقتهم.

سندا كامل الزيارات
وفي السند الأول والثاني في كامل الزيارات يُتَّهمُ محمد بن موسى الهمداني بالوضع، ولكننا نستبعد ـ حسب المنهجية السابقة ـ أن يكون قد عمد إلى انتحال نص هذه الزيارة على لسان محمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن إسماعيل بن بزيع[41]؛ فإن محمد بن إسماعيل بن بزيع يروي هذا النص عن صالح بن عقبة وسيف بن عميرة جميعاً عن علقمة، والسند فيما عدا علقمة تام.
ومحمد بن موسى الهمداني مطلع بالتأكيد على النص الذي يرويه محمد بن إسماعيل عن صالح وسيف جميعاً عن علقمة لتطابق النصين في كثير من فقراتهما، وإن اختلفا في بعض الفقرات.
ومن الممتنع عادة ألاّ يكون محمد بن موسى مطلعاً على هذا النص، فيضع نصاً على لسان محمد بن خالد ومحمد بن إسماعيل، متطابقاً مع النص الذي يرويه محمد بن إسماعيل، صدفة.
وهذا أمر مستبعد جداً إلى حدود الامتناع العادي.
واذا قبلنا أن محمد بن موسى الهمداني كان مطلعاً على رواية محمد بن إسماعيل بواسطة أو من غير واسطة، فليس هناك من داع إلى انتحال الرواية؛ فمن الممكن أن يرويها عنه بواسطة أو من غير واسطة. إلّا أن تكون غايته تكثير طرق النص، وهو أمر بعيد جداً، إلّا أن استبعادنا هنا أخفّ من استبعادنا ذلك في رواية محمد بن خالد الطيالسي.
وأما الكلام عن مالك الجهني الذي يروي نص الزيارة عن الإمام الباقر عليه السلام ، فنقول ـ وفق المنهجية التي تحدثنا عنها من قبل في تصديق رواية علقمة ـ: إننا نستبعد جداً تواطؤ هؤلاء الثلاثة عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ذبيحة، وعلقمة بن محمد، ومالك الجهني على انتحال رواية عن الإمام الباقر عليه السلام . وقد عرفنا أنّ في رواية سيف بن عميرة عن صفوان تصحيحاً وتأكيداً لرواية علقمة عن الإمام الباقر عليه السلام .

وبعبارة أُخرى نقول: ليس بين أيدينا أكثر من حالتين ممكنتين ثبوتاً، وسائر الحالات افتراضات ضعيفة جداً:
الحالة الأُولى: أن يتواطأ الراويان ـ أو يتواطأ الرواة ـ على انتحال نص في الدعاء، أو الزيارة، أو حكم شرعي، أو حدث تاريخي وغير ذلك، وهذا المعنى وإن كان ممكناً ثبوتاً، ولكنه مستبعد جداً من الجهة الإثباتية، فلو كان شيء من هذا القبيل يحصل في طرقنا ورواياتنا لما أمكن التكتُّم عليه؛ ولاشتهر أمره في كتب الجرح والتعديل؛ ولبادر علماء الرجال والجرح والتعديل إلى نَبْذه والتشهير بمَن يقوم به، ولا يمكن السكوت عنه.
وعليه؛ فإن عدم تصريح علماء الرجال من المتقدمين والمتأخرين بحالات من أمثال ذلك يساوق عدم وجوده؛ أي عدم الثبوت يساوي ثبوت العدم.

الحالة الثانية: أن ينفرد كل واحد منهم بوضع النص، فيتطابق النصّان أو النصوص صدفة.. وهذا الاحتمال بموجب حساب الاحتمالات، أبعد من الاحتمال الأول، حتى مع وجود اختلاف يسير بين النصوص، كما في زيارة عاشوراء، فهناك اختلاف بين النص الذي يرويه ابن قولويه في الكامل والنص الذي يرويه الشيخ في المصباح.
أما سائر الحالات، فهي ضعيفة جداً أو يؤول أمرها أخيراً إلى واحدة من الحالتين اللتين حكمنا عليهما بالاستبعاد بمعنى إلغاء احتمال الخلاف رأساً عند العقلاء وفي الشرع.
أقول: وعليه؛ فإنَّ الغاية في الدراسات السندية لأمثال هذه النصوص إثبات أنّ النص ليس منتحلاً بالكامل، كالزيارة المفجعة، ودعاء حُبّي، ودعاء كنز العرش من الأدعية المجعولة على ما يذكره المحدث الشيخ عباس القمي رحمه الله في مفاتيح الجنان؛ حيث يشكو بمرارة من انتحال الأدعية والزيارات.
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإنّ بعض ما ذكرنا هنا يكفي للاطمئنان إلى أنّ النص الذي يرويه علقمة وغيره من الأصحاب في زيارة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء قد ألقاه وأملاه الإمام الباقر عليه السلام ، بل والصادق عليه السلام أيضاً على أصحابهم وشيعتهم في زيارة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، وليس بمزوَّر ولا مُنتَحل ولا موضوع.
ثمَّ من المؤكَّد أن هذه الزيارة قد شاعت شياعاً واسعاً في أجواء المؤمنين، يتوارثونها جيلاً بعد جيل، ويواظب عليها علماء الطائفة، ولم تكن تخفى عليهم الملاحظات التي تُذكر، ولن يهابوا الناس في نفيها، إلّا أنهم كانوا لا يعبأون بهذه الملاحظات لسببين:

السبب الأول: النقاط التي أوردناها في هذه المقالة على تلك الملاحظات.
والسبب الآخر: عدم جدوى إثارة التشويش حول هذه المسائل، ما لم تتضمن بدعة في الدين، أو مخالفة للكتاب والسنة. وقد علمنا أن هذه الزيارة لا تتضمن شيئاً من ذلك..
وأما مسألة اللعن، فقد ناقشها المؤلف بتفصيل، بل خصص لها أغلب صفحات كتابه.
على إننا إذا تجاوزنا ذلك كله، فقد وردت روايات صحيحة، من دون شك في استحباب زيارة الحسين عليه السلام مطلقاً، في يوم عاشوراء بصورة خاصّة، من دون التقييد بنصّ خاص، ومن ذلك:
ما يرويه الصدوق في عيون أخبار الرضا والأمالي، بسنده عن الريان بن شبيب ـ خال المعتصم ـ قال: «دخلت في أول يوم من المحرم على الرضا عليه السلام ، فقال لي:...يا بن شبيب، إن سَرّك أن تلقى الله } ولا ذنب لك فزر الحسين»[42]. والرواية صحيحة.
وما يرويه الشيخ في التهذيب، بسنده عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال: «مَن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام يوم عاشوراء عارفاً بحقه كان كمَن زار الله تعالى في عرشه»[43].
وزيارة عاشوراء المعروفة واحدة من مصاديق زيارة الحسين عليه السلام ، فهي مشمولة بما ورد في الروايات المطلقة من الأجر والثواب، ومستحبّة، ويصح التعبد بها، كأي نصّ آخر، إلّا أن يكون في النص ما يخالف الكتاب وما صحّ من السنّة الشريفة، وليس في زيارة عاشوراء شيء من ذلك.
والتحقيق الواسع الذي أجراه المؤلف في النصّ الذي يرويه الشيخ في المصباح يرفع الشبهة التي يتوقف عندها المؤلف.
فليس من سبب للتوقف في استحباب هذا النصّ وإيجابه للأجر والثواب الذي يبتغيه المؤمنون منه.
*********************************
{آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي}
اسالكم الدعاء






]thu uk .dhvm uha,vhx[2 .dhvm



رد مع اقتباس
قديم 2016/10/31, 01:59 AM   #2
عاشق نور الزهراء


معلومات إضافية
رقم العضوية : 1213
تاريخ التسجيل: 2013/03/14
الدولة: Canada
المشاركات: 14,823
عاشق نور الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : عاشق نور الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور عاشق نور الزهراء
افتراضي

اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
ألله يجزيكم كل الخير لإبداعكم المتدفق بعشق آل البيت (ع)
جزاكم الله الجنة بجاه محمد وآل محمد (ع)




توقيع : عاشق نور الزهراء
تفضلوا بزيارة صفحة منتدياتكم المباركة على الفايسبوك على الرابط التالي :
https://www.facebook.com/she3aalhsen?ref=hl
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دفاع, زيارة, عاشوراءج2

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دفاع الامام علي عن فاطمة الزهراء احمد العراقي الحوار العقائدي 9 2018/12/17 07:10 AM
دفاع عن زيارة عاشوراءج1 العقيلة عاشوراء الحسين علية السلام 0 2016/10/30 07:53 PM
موقع رمضان يقدم اليكى الاطباق الرمضانية و أرشادات الغذاء السليم و حفاظ على صحتك نرمين نادر مطبخ الاكلات الشهية 3 2015/10/02 02:02 AM
دفاع سلفي مستميت عن قصة أغرب من الخيال امرأة ولد 40 ولد دفعة واحدة ! أسد الله الغالب الحوار العقائدي 1 2014/03/27 02:57 PM
دفاع مدني عشان قطو عاشقة الحسين الابتسامة والتفاؤل 4 2012/06/05 09:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |