Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/12/20, 09:55 AM   #1
رمضان مطاوع

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3424
تاريخ التسجيل: 2014/09/29
المشاركات: 94
رمضان مطاوع غير متواجد حالياً
المستوى : رمضان مطاوع is on a distinguished road




عرض البوم صور رمضان مطاوع
Qa3ba النفس وعلاقتها بالجسد

النفس وعلاقتها بالجسد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخوة القراء الكرام التمهل والتريث والتفكر والتدبر جيدا في هذا الموضوع قبل إصدار أي أحكام أو اتهامات - لأنه في غاية الأهمية فهو موضوع حساس جدا لأنه من الغيبيات والله أعلم بالغيب - كل ما نفعله نحن البشر هو استنباط الحقيقة من الكتاب والسنة - فما وافق الكتاب والسنة فخذوه وما خالف ذلك فدعوه - وندعوا الله تعالى أن يوفقنا لما فيه الخير لصالح الإسلام وعزة المسلمين

مقدمة يسيرة
قديما كان فلاسفة اليونان يقولون بأن تركيبة الإنسان ثنائية - وكانوا يعتقدون أن في داخل جسد الإنسان شيء خفي! - فمرةً يسمونه النفس - و مرةً يسمونه العقل - ومرةً يسمونه الذات - وغير ذلك - ويعتقدون أن هذا الكائن الخفي هو السبب في وجود الوعي والإدراك - وهو السبب في حياة البدن وغيابه يعني الموت .
وحين نزل القرآن الكريم من الله رب العالمين على رسوله الأمين ، تكلم القرآن عن النفس وخاطبها خطابا باعتبار أنها كيان مستقل ، وذكر أن من طبائعها الطمأنينة واللوم والأمر بالسوء - وتكلم عن شيء آخر هو الروح وسيأتي ذكره فيما بعد - واختلاف الأسماء يدل ولا شك على اختلاف الماهيات .
وفقهاء المسلمين ، تكلموا عن أن تركيبة الإنسان ثنائية ، روح ( وهي النفس عندهم ) وجسد .
وهم في هذا لا يتبعون المتفلسفة من اليونانيين ومن قاربهم من فلاسفة العرب ، وإنما نظروا إلى وضع كلمة ( روح ) و ( نفس ) في حديث النبي (ص) ــ فظنوا وجود الترادف بينهما . ولذا شاع بينهم أن النفس والروح شيء واحد . ودعم هذا القول أن اللغة العربية كانت ولا زالت تعتبر النفس هي الروح ، وتفسر كل منهما بالآخر .


أولا : حقيقة النفس وعلاقتها بالجسد
يقول تعالى عن النفس :
- وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ @
- وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا
رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا @
- وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى @
- يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ @ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً @ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي @ وَادْخُلِي جَنَّتِي @
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ @
- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا
وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ @
- يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ @
- يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ........... @
- وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70)
- يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ @
- وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)
- فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)
- الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)

من النصوص الشرعية التي وردت فيها النفس ومشتقاتها سواء في الكتاب أو في السنة
يتبين أن الإنسان مركب ثنائي التركيب - يعني يتركب من : ( نفس + جسد )
النفس هي جوهر الإنسان أو حقيقته , الجسد هو الأداة أو الآلة التي تعمل بها النفس
أما الروح فهو لفظ شرعي : ( أُطلق على الوحي كما ورد في القرآن - وأُطلق على النفس كما ورد في السنة )

النفس هي الذات لأنها مصدر الحياة المادية ( البيولوجية ) للجسد - وهي حقيقة الكائن الحي المتحرك سواء في الغيب أو في الشهادة - وهي الجوهر الذي يتضمن الصفات وليس عرض - وهي التي شهدت بربوبية الله في عالم الغيب - وهي المستخلفة لتنفيذ إرادة الله في الأرض - وهي الذات التي قبلت حمل الأمانة والعمل بشرع الله - وهي التي خُلقت لتسبيح الله بحمده في الدنيا والآخرة من خلال العبادة المُكلفة بها - فمنها المطمأنة واللوامة والأمارة بالسوء - وهي التي تحيا الحياة الروحية في الدنيا عندما تستقيم على أمر الله - وهي التي يتوفى الله عملها حين الموت العملي ( سواء النهائي عند خروجها من الجسد أو المؤقت عند النوم ) - وهي التي يقبضها ملك الموت ويخرجها من جسدها المادي لعالم البرزخ - وهي التي يقبرها الملائكة في القبر الروحي في البرزخ والجسد يقبره البشر في المقبرة المادية في الدنيا - وهي التي تذوق نعيم أو عذاب القبر الروحي في البرزخ - وهي التي تُستوفى آثار أعمالها يوم البعث من القبر فتسكن جسدها مرة أخرى يوم البعث - وهي التي سوف تُحاسب يوم الفصل - وهي التي تُستوفى ما كسبت من حسنات وما اكتسبت من سيئات - وهي التي تُستوفى جزاءها بعد الحساب بدخولها النار أو الجنة

علاقة النفس بالجسد :
هي مصدر النشاط البيولوجي في خلايا الجسد المادي , وهي القوة المحركة لكافة أجهزة وخلايا جسد الدابة , وبواسطتها تتم تغذية وحركة وقيام وحياة هذا الجسد , ولولا وجودها في الجسد لتوقـف الجسد عن الحركة ولأصبح خامداً لا حراك فيه شأنه شأن سائر الجمادات , وهي التي تقود الجسد وما الجسد إلا أداة أو آلة للنفس تقوده مثل سائق السيارة , أي أن الجسد مجرد وسيط بينها وبين العالم الخارجي الموجودة فيه النفس , والنفس هي التي أطلق عليها لفظ القلب في القرآن المجيد , ويُقصد بالنفس ( القلب الروحي ) , لأنها تحيط بالقلب المادي المعروف ( مركز الجهاز الدوري ) وتُعتبر مفتاح أو أساس تشغيله , وبالتالي عمل القلب المادي يتوقف على وجود القلب الروحي , والقلب المادي هو مركز الجهاز الدوري الذي يجعل جميع خلايا الجسد حيّة تعمل , فالنفس ( القلب الروحي ) هي التي تجعل القلب المادي ينبض والدم يجري والمعدة تهضم والشعر ينمو وغير ذلك من جميع العمليات اللاإرادية , فضلا عن باقي العمليات الحيوية

نفخ الروح ( النفس ) في جسد الجنين :
الملائكة جنود الله في السموات عبارة عن أنفس داخل أجساد نورانية من طبيعة العالم النوراني المخلوقين منه وموجودين به - والبشر جنود الله في الأرض عبارة عن أنفس داخل أجساد مادية من طبيعة العالم المادي المخلوقين منه وموجودين به
- وأنفس البشر هي المكلفة في الكتاب , وجميع الأنفس بلا استثناء هي أصلاً من عالم الغيب خُلقت فيه وله وليس من عالمنا المادي , وأنفس أهل الأرض سبق أن أشهدهم الله على أنفسهم بربوبيته وهم في عالم الذر فقالوا شهدنا , وظلت جميع الأنفس موجودة في عالم الغيب حتى يأتي دور كل نفس في الدنيا , فإذا ما حان دور النفس أن تعمل في الدنيا بعث الله بها المَلك إلى الدنيا لينفخها في جسد مادي بيولوجي لا إرادي خُلق من نطفة , بعد أن مر هذا الجسد بثلاث مراحل تكوين في أربعة أشهر من الخلايا الحية للأبوين في رحم الأم , وعندما يقوم الملك بنفخ النفس في جسدها المقدر لها بكن فيكون بأمر الله ( كما نص على ذلك حديث نفخ الروح في الجنين ) , فتنشأ للجنين إرادة مستقلة بسبب النفس ( الروح ) التي نُفخت فيه , وتبدأ حركته الذاتية الإرادية المستقلة عن إرادة الأم أي الحياة العملية الخاصة به , يعني يتحرك رغم أنها حركة عشوائية ولكنها بإرادة مستقلة - فتقود هذه النفس ( الروح ) جسدها الذي يستمد غذاءه من غذاء الأم , والنفس تستخدم الجسد منذ نفخها فيه في رحم الأم ولكن بدون تكليف إلى أن تخرج بجسدها عند الولادة إلى الدنيا , فيبدأ الجسد يستمد غذاءه من عناصر مادة الأرض أي الطبيعة ,

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي :
وعندما تخرج النفس بجسدها من رحم الأم إلى الدنيا وتقوده فيها حتى يتم تسوية بنية هذا الجسد المادية فيصبح مهيأ لاستقبال الوحي , فإذا سوى الله بنية هذا الجسد المادية وصار إنسان سوي أي أن آليات الإحساس الجسدية أصبحت عند هذا الإنسان مهيأة لأن تستخدمها نفسه فتسمع وتُبصر بواسطة هذه الآليات وتفكر وتعقل شرع الله , عندئذٍ تُنفخ فيه ( أي في نفسه ) الروح الأخرى وهي الوحي بواسطة ملك الوحي جبريل عليه السلام , لتقود جسدها المادي بواسطة هذا الوحي أي أن النفس تلتزم بما جاء في الوحي من تعليمات وقوانين , فيضيف هذا الوحي ( الذي أطلق عليه في القرآن لفظ الروح ) الحياة الروحية إلى الحياة العملية للنفس ( التي أطلق عليها في السنة أيضا الروح ) إلى أجل مسمى , ونفخ الروح ( الوحي ) هذا هو ما تشرف به جميع الأنبياء , والله تعالى خلق النفس لتسعى بجسدها في الدنيا لكي يؤهلها لمرتبة العبادة ويختبرها في مدى تحملها الأمانة من عدمه حيث فيها تسبيح الله بحمده , ثم تموت يعني تسكن القبر ثم تبعث يوم القيامة إلى عالمها الذي جاءت منه قبل استخلافها في الدنيا حيث لابد من رجوعها إليه مرة أخرى لتنال الجزاء , ومن الملاحظ هنا أن ( النفس روح تُنفخ في الجسد - والوحي روح يُنفخ في النفس )


ماهية النفس ومكانها في الجسد :
النفس هي جوهر الإنسان القائم بذاته , والنفس ذاتها تفكر وتعقل وتحس وتشعر وفيها منطقة حديث النفس ومنطقة الكسب والشهوة والإرادة , وهي تتضمن خصائص ذاتية وُصِفت بها تسمى الصفات ( كالرحمة والعفو واللطف والحب والكراهية والغضب وغيرها , يعني 99 خاصية أو صفة ) والتي يُشتق منها الأسماء , والنفس شيء لطيف غير مادي يحيط بالقلب المادي المعروف في منطقة الصدر , ويُعتقد أنها توجد في المجال الكهرومغناطيسي النابع من أعصاب القلب المادي , وتتصل هذه النفس العاقلة بالمخ الذي هو بمثابة لوحة التحكم في الجسد عن طريق الحبل الشوكي الذي يصل أعصاب القلب بأعصاب المخ , واتصال النفس ( القلب الروحي ) بالقلب المادي المعروف بطريقة ما فتجعله حيا ينبض ما دامت متصلة به , وخط سير انتقال الأوامر والمعلومات بين النفس والجوارح كما يلي :
( الأمر ينتقل من النفس إلى أعصاب القلب ومنه إلى الحبل الشوكي ومنه إلى المخ ومنه إلى الجوارح ... ثم العكس )

وتعب وإرهاق المخ ينتج عنه النعاس - فيحول النوم بين النفس الموجودة داخل الجسد وسيطرتها على الجوارح - فتتوقف عن العمل بصفة مؤقتة وهذا ما يسمى بالموت العملي أو الموتة الصغرى أو الموت المؤقت , وكذلك التخدير الكلي يؤدي إلى حجب النفس الموجودة داخل الجسد عن العالم الخارجي وبالتالي فقد الوعي ومن ثم فقد الإحساس والشعور - وفي القرآن أدلة كثيرة جدا على أن المقصود بالقلب هو ( النفس ) وليس القلب المادي المعروف , هذا لأنها بالفعل تحيط بالقلب المادي المعروف في منطقة الصدر - وهي التي تتدبر وهي التي تعقل وهي التي تؤمن وتنال السكينة ثم تزداد إيمان وهي التي تطمئن بذكر الله وهي التي تخشع له بدليل :
قوله نعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ} وقوله :{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ } وقوله : { هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَاناً } وقوله : { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ } وقوله : ( أَلَمْ يَأْنِ لِلّذِينَ آمَنُوَاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ }

آليات إحساس وشعور النفس :
الحواس الخمسة التي نحس بها هي ( السمع - البصر - الشم - التذوق - اللمس )
والنفس تحس بالحواس الخمسة بواسطة إما آليات جسدية أو آليات نفسية كما يلي :
1- آليات الإحساس الجسدية : مادية كـ ( الأذن - العين - الأنف - اللسان - الجلد )
ودليلٌ على ذلك أن النفس تحس بالألم أو باللذة في هذا العالم المادي عبر مادة الجسد وهي الحواس الخمسة , فمثلا لو سمعنا صوتا أو شاهدنا منظرا أوشمينا رائحة أو تذوقنا طعما أو لمسنا شيء طيب أو خبيث , المخ هو الجسر الذي يعبر منه الإحساس بهذا العالم المادي إلى النفس , والنفس تحس بالألم أو باللذة يلازم هذا الإحساس شعور نفسي بالضيق أو بالمتعة وبالتالي الشقاء أو السعادة , والنفس لا تستخدم هذه الآليات الجسدية إلا في حالة الوعي التام للمخ أي اليقظة
2- آليات الإحساس النفسية : غير مادية ( فلا نعلم كيفيتها ولكن نؤمن بوجودها ) بدليل :
أثناء أحلامنا في النوم نحس بالألم أو باللذة يلازمه شعور بالضيق أو بالمتعة على الرغم من أن الجسد لم يتعرض لأي مؤثر مادي يؤدي إلى تلك الأحاسيس كي تشعر النفس النائمة بهذا الشعور , وبالتالي النفس لا تحتاج في إحساسها في العوالم غير المادية ( كالنوم ) للآليات الحسية الجسدية , ففي النوم يتم الإحساس من خلال حواس نفسية لا نعلم كيفية آليات هذه الحواس ، ورغم أنها حواس نفسية إلا أن الجسد أحياناً يستجيب لتلك الأحاسيس ، فعندما نفيق نجد أجسادنا أحياناً وكأنها هي من تعرض للتأثيرات التي تعرضنا لها في المنام ، وهذا الأمر يتعلق بالعلاقة بين النفس والجسد , وهذا دليل قاطع على أن النفس موجودة في الجسد أثناء النوم ولم تخرج منه , وتحس بآلياتها الخاصة بها يعني بدون آليات الإحساس الجسدية المادية المعروفة , والنفس لا تستخدم هذه الآليات النفسية إلا في حالة فقد الوعي التام للمخ أي النوم
وفي كلا الحالتين النفس هي التي تحس سواء بالآليات الجسدية أو بالآليات النفسية , فهي التي تحس بالألم أو اللذة يلازم هذا الإحساس الشعور بالضيق أو المتعة فيُكسبها هذا الشعور إما الشقاء أو السعادة , ولذلك هي التي تشتهي الشيء اللذيذ الممتع الذي يكسبها السعادة , معادلة ( الألم + الضيق = الشقاء ) أما ( اللذة + المتعة = السعادة )
والنفس تشتهي النعم الروحانية الخاصة بها والتي تشعرها بالمتعة وتُكسبها السعادة وهى أكبر نعمة يفضل الله بها نفس العبد الحقيقي عن غيرها , وأيضا تشتهي النعم المادية كالطعام والشراب والملبس الخاصة بجسدها المادي والتي تشعرها بالمتعة وتُكسبها السعادة أيضا - ولكن أي نعمة تساوي النعمة الروحية الدائمة الخاصة بغذاء النفس وسعادتها , أما النعمة المادية الخاصة بغذاء الجسد وسلامته فهي تنتهي بانتهاء العالم المادي

مقارنة لتوضيح علاقة النفس بالجسد
لو اعتبرنا مثلا : النفس البشرية وعلاقتها بجسدها - كرائد الفضاء وعلاقته بزيه الذي يرتديه
الرحلة الأولى : ( من عالم الغيب إلى الأرض )
النفس البشرية انتقلت من الغيب إلى كوكب الأرض لمهمة فضائية معينة - ومن المعروف أن لكل نفس جسد خاص بها للحماية من بيئة الكوكب محل الامتحان في الفضاء الخارجي , وعلى ذلك يكون الجسد بمثابة درع حماية وكأن مرتديه موجود في الغيب - حيث أن جسد النفس صنع خصيصا لهذا الغرض - فهو من الداخل يناسب بيئة النفس ومن الخارج يناسب بيئة كوكب الأرض محل الامتحان - وإذا فسد جسد النفس عادت على الفور إلى بيئتها الأصلية لأنها لا تستطيع البقاء للحظة واحدة على كوكب الأرض - بدون الجسد الذي خُلق خصيصا لتدب به في الأرض
الرحلة الثانية : ( من عالم الأرض إلى المريخ مثلا )
رائد الفضاء انتقل من الأرض إلى كوكب المريخ لمهمة فضائية معينة - ومن المعروف أن لكل رائد زي خاص به للحماية من بيئة الكوكب محل الاستكشاف في الفضاء الخارجي , وعلى ذلك يكون الزي بمثابة درع حماية وكأن مرتديه موجود في الأرض - حيث أن زي الرائد صنع خصيصا لهذا الغرض - فهو من الداخل يناسب بيئة الرائد ومن الخارج يناسب بيئة كوكب المريخ محل الاستكشاف - وإذا فسد زي الرائد عاد على الفور إلى بيئته الأصلية لأنه لا يستطيع البقاء للحظة واحدة على كوكب المريخ - بدون الزي الذي صُنع خصيصا ليتحرك به في المريخ

ويمكن أيضا أن نشبه النفس وعلاقتها بالجسد - كالسائق وعلاقته بالسيارة - كالرائد وعلاقته بالزي
• فالمركبة ما هي إلا وسيلة لانتقال السائق وتحركه في البيئة الموجود فيها
• فالسيارة ما هي إلا وسيلة لانتقال الإنسان وتحركه في البيئة الموجود فيها
• والجسد ما هو إلا وسيلة لانتقال النفس وتحركها في البيئة الموجودة فيها
• والزي ما هو إلا وسيلة لانتقال الرائد وتحركه في البيئة الموجود فيها


والله تعالى أعلم


hgkts ,ughrjih fhg[s]



رد مع اقتباس
قديم 2014/12/20, 03:37 PM   #2
عاشق نور الزهراء


معلومات إضافية
رقم العضوية : 1213
تاريخ التسجيل: 2013/03/14
الدولة: Canada
المشاركات: 14,823
عاشق نور الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : عاشق نور الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور عاشق نور الزهراء
افتراضي

بارك الله بكم اخي


توقيع : عاشق نور الزهراء
تفضلوا بزيارة صفحة منتدياتكم المباركة على الفايسبوك على الرابط التالي :
https://www.facebook.com/she3aalhsen?ref=hl
رد مع اقتباس
قديم 2014/12/20, 04:52 PM   #3
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي

بارك الله بكم
بأنتظار ابداعكم القادم
♥تحياتي♥


توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
قديم 2014/12/20, 07:41 PM   #4
معلومات إضافية
رقم العضوية : 3431
تاريخ التسجيل: 2014/10/05
المشاركات: 2,923
عابر سبيل غير متواجد حالياً
المستوى : عابر سبيل is on a distinguished road




عرض البوم صور عابر سبيل
افتراضي

موضوع جدا راقي وشامل لعلاقة النفس بالجسد
بارك الله بكل اخي الفاضل رمضان على هذا النقل
وجزاكم الله خيراَ
ننتظر منك ماهو الاجمل والابهى
مع تحياتي


رد مع اقتباس
قديم 2014/12/20, 07:42 PM   #5
معلومات إضافية
رقم العضوية : 3431
تاريخ التسجيل: 2014/10/05
المشاركات: 2,923
عابر سبيل غير متواجد حالياً
المستوى : عابر سبيل is on a distinguished road




عرض البوم صور عابر سبيل
افتراضي

موضوع جدا راقي وشامل لعلاقة النفس بالجسد
بارك الله بكل اخي الفاضل رمضان على هذا النقل
وجزاكم الله خيراَ
ننتظر منك ماهو الاجمل والابهى
مع تحياتي


رد مع اقتباس
قديم 2014/12/20, 10:30 PM   #6
رمضان مطاوع

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3424
تاريخ التسجيل: 2014/09/29
المشاركات: 94
رمضان مطاوع غير متواجد حالياً
المستوى : رمضان مطاوع is on a distinguished road




عرض البوم صور رمضان مطاوع
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الله سبحانه وتعالى أولا أن من علينا باليسير مما لا نُحط بشيء من علمه سبحانه
وثانيا أشكر الأخوة والأخوات الكرام على مروركم الطيب المبارك
سعدت وشرُفت بمروركم
وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير
لصالح الإسلام وعزة المسلمين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النفس تبكي على الدنيا عابر سبيل الشعر الفصيح والخواطر 5 2014/11/27 10:27 PM
تسويل النفس بنت الصدر المواضيع الإسلامية 2 2014/11/05 09:20 PM
النفس مرآة الرب عزوجل النبأ العظيم المواضيع الإسلامية 1 2014/09/06 01:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |