صحابي مصر

[أبو زينب اليمني]

صحابي مصر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : صحابي مصر
" لدينا في هذا الموضوع وجهة نظر قابلة للنقاش، والمجال مفتوح للآراء الأخرى ".

" صحابي مصر "!
هذه التسمية وردت في بعض روايات عصر الظهور، ويستفاد من ذلك أن المقصود به شخصية ممهدة للإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

لكن المشكلة أن هناك غموضا شديدا حول هذه الشخصية، فالروايات لم تقدم شيئا من الأوصاف أو السمات المخصوصة التي يمكن من خلالها تمييز تلك الشخصية ومعرفتها حق المعرفة، بل الذي جاء في الروايات عبارة عن أوصاف عامة، على الرغم أنها أوصاف جليلة وعظيمة، إلا أنها لا تقود إلى تحديد تلك الشخصية بصورة نهائية.
فالمسألة في الحقيقة، شائكة ومعقدة.

الآن نأتي إلى أهم النصوص الشريفة المروية عن طريق أهل البيت ع، والتي تشير إلى " صحابي مصر "، وهي بمجملها روايات قليلة جدا.

يتبع ،،،،،،،،

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

---

wphfd lwv sdhjd

[أبو زينب اليمني]

* الرواية الأولى :
روى الطوسي في الغيبة عن محمد بن مسلم عن آل محمد صلوات الله عليهم : { يخرج قبل السفياني مصري ويماني }.
(غيبة الطوسي - ص :447).

* الرواية الثانية :
عن أمير المؤمنين علي عليه السلام : { مصر سند المهدي، ويعضهم البلاء حتى يقولوا ما أطول هذا العناء! يسميها اليهود عدوهم الذى بالجنوب، لهم البشرى بدخول القدس بعدما يسرج الله فيها السراج المنير، صحابيا يغدو فيها على مثال الصالحين ليحل فيها ربقا (اى الخيط) ويعتق فيها عتقا، ويصدع شعبا ويشعب صدعا، لايبصره أحد وهو معهم، يلبس للحكمة جنتها، وهي عند نفسه ضالته التى يطلبها، يصبر صبر الأولياء، ويرفع الراية السوداء والذى فلق الحبة وبرأ النسم إنه الممهد للمهدى ......
يظهر صحابي مصر، أسمر اللون، على رأس جيش من أهل العرفان، يدعوا للإمام المهدي المنتظر ....

في مصر يبسط البساط ويمهد لأحداث نهاية الزمان رجل بأسه حديد وقلبه شديد، يفتح الله له فتوح العارفين، ويلهمه إلهام المحدثين، يرفع الحسام ذي الأسرار والأنوار، ويخرجه من غمده الذى نام فيه لقرون، ويبرز الكوكب ذو القرون }.
المفاجأة لمحمد عيسى بن داود - ص : 505 نقلاً عن الجفر.

* الرواية الثالثة :
عن الإمام الصادق (ع) : { ويخرج فارس آل سفيان بالأكاذيب وترتفع راية اليمانى مسارعة وراءه عما قريب، وهى راية هدى تدعو للحق والى طريق مستقيم، وتغدو مقاليد مصر فى يد المحارب الرهيب، يمهد للمهدى بأصوات عديدة من سماء مصر، ويدعو القدس حاضرة الأمر .. }.
المفاجأة - ص : 242.
..............................
نظرة شاملة إلى ما جاء في الروايات آنفة الذكر

* { يظهر قبل السفياني مصري ويماني }.

سؤال وجيه :
هل يوجد شخصية من مصر ممهدة للإمام الحجة بن الحسن عليه الصلاة والسلام؟؟

وإن كان الأمر كذلك، فلماذا لم توضح الروايات شأنه ومقامه كما هي الحال بالنسبة لليماني والخراساني.

إنّ المتأمل إلى الروايات يجد أن شخصيات عصر الظهور الموالية لأهل البيت ع منحصرة في شخصين فقط، لا ثالث لهما، اليماني والخراساني، وهما أصحاب الرايات السود الهاشمية، رايات حق لا تكذب.
اليماني والخراساني هما والله خيل الحسين عليه السلام.
.............
الرواية آنفة الذكر تذكر شخصا منسوبا إلى مصر، ولكننا لم نجد في روايات أخرى ما يبين دوره ومهمته، وما الذي يقوم به تحديدا، فليس الأمر واضحا كما هي الحال بالنسبة لليماني.
فالروايات مثلا، قد وضعت لليماني أوصافا وسمات يتمكن بها المرء من معرفة اليماني حق المعرفة، وتمييزه عن غيره أكمل تمييز، إلى درجة أنها قد ذكرت حتى مهنته، ومسقط رأسه، أي اسم قريته.
ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للمصري.

فلفظ " مصري " الوارد في الرواية ليس دليلا كافيا وقطعيا على أن " صحابي مصر " يعتبر من مصر، البلد العربي المعروف!.

* الرواية الثانية تتضمن أوصافا عامة لتلك الشخصية، صحابي مصر :

* أنه رجل صالح، أي يتمتع بالتقوى والصلاح، وبلا شك ولا ريب أنه شخصية موالية لأهل البيت، الأئمّة الإثني عشر عليهم الصلاة والسلام.

* يحل ربقا، ويصدع شعبا، ويشعب صدعا : أي أنه يحل مشكلة كبيرة وشائكة، فيكون لذلك بالغ الأثر في خدمة الدين القويم، وفي المقابل يفتح مشكلة كبيرة وعويصة أمام المخالفين للحق، والمنحرفين عن المنهاج الشرعي الحكيم.

* لا يبصره أحد وهو معهم!.
أي ليس هناك أحد يرى ذلك الصحابي على الرغم أنه معهم!.
مع من؟؟
مع أهل القدس!!.

* يلبس للحكمة جنتها ..... : هذا يفيد أنّ الموصوف صاحب علم ومعرفة، أي أن لديه علما نافعا، وأنه يتمتع بمواصفات إيمانية رفيعة.
فالحكمة مرجعها إلى العلم والحلم والعدل.

* يرفع الراية السوداء : هذا يفيد أنه شخصية من شخصيات أصحاب الرايات السود، وهي رايات فكرية عقائدية.

* ممهد للمهدي : أي أنه من الداعين إلى ولاية أهل البيت عليهم السلام، وهي تتمثل في آخر الزمان بالإمام الثاني عشر، الحجة بن الحسن، والدعوة إليه وإلى نصرته عليه الصلاة والسلام.

* أسمر اللون : هذه صفة جسدية من صفات الصحابي المشار إليه.

* يظهر على رأس جيش من أهل العرفان : هذا يؤيد ويؤكد من أنه رجل علم ومعرفة، وأنه صاحب راية تنويرية، فكرية عقائدية.

* يدعو للإمام المهدي المنتظر : يعني أنه من الممهدين للإمام ومن أنصاره المخلصين.

* في مصر يبسط البساط ويمهد لأحداث نهاية الزمان رجل بأسه حديد ....... : هذا المقطع واضح ولا يحتاج إلى تفسير.
ببساطة، يعني أنه رجل قوي الإرادة والهمة، وصلب في مواقفه.

* يفتح الله له فتوح العارفين ..... : تأكيد على أن المشار إليه بهذا الوصف لديه علما شريفا، وأنه مؤيد بتوفيق الله تعالى.

* يرفع الحسام ذي الأسرار والأنوار ... : أي يرفع القلم، ويأتي بما لم تستطعه الأوائل، فهو صاحب دعوة فكرية.
نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء.

* يخرجه من غمده الذي نام فيه لقرون : هذه إشارة إلى اضمحلال العلم، وانتشار الجهل في آخر الزمان، فيبرز ذلك الصحابي، فيكشف الله بنوره الظلماء، ويظهر الحق بعد الخفاء.

* ويبرز الكوكب ذو القرون : أي يتلألأ النجم ذو القرون، ويظهر للعلن.
الكوكب ذو القرون هو نفسه النجم ذو القرون - الكوكب والنجم في لغة العرب شيء واحد.
والنجم ذو القرون هو نفسه النجم ذو الذنب.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : { ويسبق المهدي ظهور النجم ذو الذنب العجيب، ليس ما ترونه نجم ثلثي العقد الواحد ولا نجم ثلثي القرن ولا نجم كل قرن، إنما النجم ذو القرون له قلب وفيه نار وثلج و ..... إلخ }.

فالكوكب ذو القرون : هو النجم ذو القرون وهو النجم ذو الذنب، كما هو واضح من الرواية.
والنجم أو الكوكب ذو القرون وذو الذنب بشر كما هو معلوم من الروايات، وليس جرما فلكيا حقيقياً، وهو نفسه صحابي مصر.

فمن يكون صحابي مصر يا ترى؟؟!!
من هو الكوكب ذو القرون أو النجم ذو الذنب؟؟!!
إنه ذلك المحارب الرهيب، الذي أخبرتنا عنه هذه الرواية :

{ ويخرج فارس آل سفيان بالأكاذيب وترتفع راية اليمانى مسارعة وراءه عما قريب، وهي راية هدى، تدعو إلى الحق والى طريق مستقيم، وتغدو مقاليد مصر فى يد المحارب الرهيب، يمهد للمهدى بأصوات عديدة من سماء مصر، ويدعو القدس حاضرة الأمر }.

ببساطة، صحابي مصر هو صاحب أهدى الرايات، اليماني!!.
إنه ذلك الشخصية العجائبية، النجم ذو الذنب.

يا إلهي!!
كيف صار صحابي مصر هو اليماني؟؟!!!

الجواب :
ذكرنا في مشاركة سابقة أن " التورية " أسلوب مستخدم بكثرة في روايات عصر الظهور.

ما هو مفهوم التورية؟؟
التورية أسلوب من أساليب علم البديع، وهي : " أن تحمل كلمة أو جملة معنيين اثنين، أحدهما أقرب إلى الذهن لكنه المعنى غير المقصود، والثاني بعيد عن الذهن لكنه المعنى المقصود ".

الروايات التي تتحدث عن صحابي مصر فيها تورية، وتحديدا في لفظ " مصر ".

فهذا اللفظ، ليس منحصرا معناه بالبلد العربي المعروف، بل له معان أخرى، معان بعيدة تماما عن الذهن، لا يعقلها إلا العالمون!

مصر : البلد العربي المعروف.
هذا هو المعنى القريب إلى الذهن، ولكن ليس هذا هو المعنى المراد، بل المراد معنى آخر. ما هو؟؟

مصر : المصر : كل كورة تقام فيها الحدود وتغزى منها الثغور، ويقسم فيها الفيء والصدقات من غير مؤامرة الخليفة، وقد مصر عمر بن الخطاب سبعة أمصار، منها :- البصرة والكوفة، فالأمصار عند العرب تلك.
( معجم العين - الجزء الرابع - ص : 145 ).

وبقية الأمصار هي : مكة، والمدينة، والشام، واليمن، والبحرين، وعمان.
فالأمصار عند العرب هي : مكة، والمدينة، والبصرة، والكوفة، والشام، واليمن، والبحرين، وعمان.
وبعضهم يعتبر البحرين وعمان مصرا واحداً.

وبناءً على ذلك، فإن الكوفة أو كوفان مصر. والبصرة مصر. واليمن مصر. وهلم جرا .....

يتبع ، ، ، ، ، ،

[أبو زينب اليمني]

صحابي مصر، أي مصر من الأمصار المعروفة عند العرب، والمقصود به اليماني، لأن اليمن مصر، وفقاً لما هو معلوم من لغة العرب.

واليماني ممهد للإمام المهدي المنتظر (عج)، وشأن اليماني في الروايات أشهر من نار على علم!.
إنه أهم شخصية من شخصيات عصر الظهور.
فهو صاحب دعوة الحق، الدعوة إلى الإمام، وصاحب الدعوات من السماء!، وهو الذي يواجه السفياني - بمعية الخراساني طبعا - وهو صاحب أهدى الرايات، وهو صاحب الراية السوداء التي تظهر بالمشرق ورائحتها تطير إلى المغرب كالمسك الأذفر، وهو الكوكب ذو القرون، وهو النجم ذو الذنب، وهو ......، وهو ...... إلخ.

فأوصاف صحابي مصر تنطبق تماما على الفتى اليماني، صاحب أهدى الرايات.

ولكي يزيد الحق وضوحا، نتلوا على مسامعكم خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام، وردت في النهج الشريف، وهي خطبة تتضمن جميع الأوصاف الواردة بحق صحابي مصر، إلا أنها لم تذكر ذلك الصحابي بالتصريح، وإنما اكتفت بذكر الصفات وحسب ،،،،

قال أمير المؤمنين عليه السلام :
{ وَأَخَذُوا يَميناً وشِمالاً، ضَعْناً في مَسَالِكَ الغَيِّ، وَتَرْكاً لِمَذاهِبِ الرُّشْدِ، فَلا تَسْتَعْجِلُوا ما هُوَ كائِنٌ مُرصَدٌ، وَتَستَبْطئوا مَا يَجيَ بِهِ الغَدُ، فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ، وَمَا أَقْرَبَ اليَوْمَ مِنْ تَبَاشِيرِ غَدٍ.

يا قَوْمِ! هَذَا أَبَانُ وُرُوُدِ كُلِّ مَوْعُودٍ، وَدُنُوٍ مِنْ طَلْعَةِ مَا لا تعرِفُونَ.
ألا إنَّ مَنْ أدْرَكَها مِنَّا، يَسْـري فيها بِسِرَاجٍ مُنيرٍ، وَيَحْذُو فِيها عَلَى مِثَال اِلصَّالِحينَ، لِيَحلَّ فِيها رِبْقاً، وَيعْتِقَ فيها رِبْقاً، وَيَصْدَعَ شَعْباً، وَيَشْعَبَ صَدْعاً، في سترةٍ عَنِ النّاسِ، لا يُبْصِـرُ القائِفُ أَثَرَهُ وَلَو تابَعَ نَظَرهُ،
ثُمَّ لَيشحذنَّ فيها قَوْمٌ شَحْذَ القَيْـنِ النَّصْل، تُجْلَى بالتَّنْزيلِ أَبْصَارُهُمْ، وَيُرْمَى بالتفسِيرِ في مَسَامِعِهمْ، وَيَغْبقُونَ كَأسَ الحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ }.

وقال عليه السلام في بعض خطبه : { قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَها، وأَخَذَهَا بِجَمِيعِ أَدَبِهَا، مِنَ الاِقْبَالِ عَلَيْهَا، وَالمَعْرِفَةِ بِهَا، والتَّفرُّغِ لَهَا، فَهِيَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتِـي يَطْلُبُها، وَحَاجَتُهُ التَّي يَسْأَلُ عَنْهَا }.
( نهج البلاغة الشريف ).

ألا ترون أن هذه الخطبة تتضمن نفس الصفات الواردة في روايات " صحابي مصر "؟؟

إلا أن الأمير في هذه الخطبة لم يذكر " صحابي مصر " بل قال عليه السلام : { ألا إن من أدركها منا .... إلخ }.

"..... أدركها منا " : ممن؟ ما المقصود ب " منا" ؟؟

أي من أهل البيت عليهم السلام.
وهذا يعني أن صاحب تلك الأوصاف رجل من أهل البيت.
ومعلوم أنّ اليماني من أهل البيت، فهو من نسل علي عليه السلام.
قال صلى الله عليه وآله : { سيخرج من صلب علي عليه السلام فتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى اليمني، فإنه يُقبل من قبل المشرق، وهو صاحب راية المهدي }.
( المهدي الموعود المنتظر ).

فصحابي مصر رجل من أهل البيت، وهو اليماني، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه للممهد للمهدي، وهو صاحب رايته.
والملتوي عليه من أهل النار.

روى علي بن محمد بن سليمان عن عثمان عن محمد الكوفي عن عباد ابن يعقوب عن محمد بن فرات قال : سمعت زيد ابن علي عليه السلام يقول : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ عليه السلام أنه قال : { دعوتكم إلى الحق فتوليتم، وضربتكم بالدرة فأعييتموني، أما إنه ستليكم ولاةٌ لا يرضون بهذا، يعذبونكم بالسوط والحديد، إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة، وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحل بين أظهركم فيأخذ العمال وعمال العمال، رجلٌ منا أهل البيت فانصروه فإنه يدعو إلى الحق }.
( كتاب سيرة الإمام الهادي إلى الحق - ص : 29 ).

اليماني يدعو إلى الحق، وإلى طريق مستقيم، فصحابي مصر هو صاحب اليمن، الفتى اليمني.
وهناك الكثير والكثير من القرائن التي تدل بوضوح على أنّ صحابي مصر هو اليماني، ولكننا نكتفي بهذا القدر حتى لا يطول بنا المقام.

لو لم يكن من تلك القرائن والأدلة إلا عبارة " الكوكب ذو القرون " لكان في ذلك الهداية والكفاية.

فالكوكب ذو القرون هو النجم ذو الذنب.

و " ذو الذنب " و " ذو القرون " أوصاف خاصة ومنحصرة باليماني فقط، فقط، ولا تنصرف إلى غيره بتاتا.
وهذان الوصفان من العلامات المميزة لليماني تمييزا أكيدا ونهائيا، وأي شخص يدعي أنه اليماني دون أن ينطبق عليه هذان الوصفان فهو كذاب أشر.
اليماني الحقيقي لازم ينطبق عليه وصف " ذو القرون " و " ذو الذنب ".

لا كذب لا كذب، هو النجم ذو الذنب، ولكم فيه آية، وعجائب سرد الحكاية!.
............
بقي كلام أخير نختم به الموضوع

الشيء الجميل في روايات عصر الظهور أنها جاءت بصيغ علمية ذكية وعبقرية!، فليس من السهل أن يفهمها كل أحد.

وتلك الصيغ في الحقيقة، تكشف جواهر الناس وطبائعهم، وتفضح ذوي الأهواء المريضة، والانتهازيين والمتاجرين بالدين!.
فنحن في الفترة الأخيرة بدأنا نسمع أبواقا شيطانية تزعم أن " صحابي مصر " هو عبد الفتاح السيسي، المحارب الرهيب!!!
هههههههه
إنني أضحك الآن.

والعجيب في أمر هؤلاء الدجالين أنهم أخذوا رواية واحدة عن طريق أمير المؤمنين عليه السلام بخصوص ذلك الصحابي، أو بالأحرى، أخذوا فقط التسمية " صحابي مصر " ولم يأخذوا عنه عليه السلام بقية الروايات، وإنما لجأوا إلى كلام ابن عربي!!. لماذا؟؟

ببساطة، لأن الجمع بين الروايات الثابتة عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام يوضح تماما أن " صحابي مصر " ليس من جمهورية مصر العربية، بل من بلد آخر.
لهذا فهم يفرون من أحاديث علي المرتضى ع!!.

ضربة معلم، فديتك يالأمير العبقري فديتك!!.
عنده علم الكتاب عليه سلام الله. هذا علي خير ولي.
وهو مني نجدة لم تبخل، وأنا منه فدا المستبسل.

وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطيبين الطاهرين.

[أبو زينب اليمني]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : من روايات عصر الظهور

عن علي عليه السلام أنه قال : { سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه، ويملك من هو بينهم غريب، فهو المهدي، أحمر الوجه بشعره صهوبة، يملأ الأرض عدلاً بلا صعوبة، يعتزل في صغره عن أمه وأبيه، ويكون عزيزاً في مرباه فيملك بلاد المسلمين بأمان، ويصفو له الزمان ويسمع كلامه، ويطيعه الشيوخ والفتيان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورا، فعند ذلك كملت إمامته وتقررت خلافته، والله يبعث من في القبور فأصبحوا لا ترى إلاّ مساكنهم، وتعمر الأرض وتصفو وتزهو الأرض بمهديها، وتجري به أنهارها وتعدم الفتن والغارات ويكثر الخير والبركات، ولا حاجة لي فيما أقوله بعد ذلك ومني على الدنيا السلام }.
( ينابيع المودة - ص : ٤٦٧ - طبعة الكاظمية ).
..................
نحن يا أيها الأخوة نحرص على أن نقدم لكم الأحاديث والأخبار المروية عن طريق الرسول صلى الله عليه وآله وعن طريق أهل بيته الطاهرين عليهم السلام.
ونأمل أن تسفيدوا منها.

أما بالنسبة للأخبار الواردة عن طريق المنجمين أو المتنبئين فإننا نعرض عنها لعدم وثوقنا بصحتها ومصداقيتها.
مثال على ذلك، ابن عربي.
فهذا الرجل لديه العديد من التنبؤات الغيبية، وعند التدقيق في تلك التنبؤات ومحاولة تفكيك رموزها وتشفيراتها يجد المرء فيها شيئا من المصداقية، ولكن لا يمكن الإعتماد على نبوءات ابن عربي، والاستدلال بها من أجل إثبات مسألة من مسائل عصر الظهور!.
يمكن الاستدلال والاطلاع على نبوءات ابن عربي من باب الاستئناس فقط، وليس للاعتماد عليها بشكل كامل.

والأخبار الواردة عن طريق ابن عربي شديدة الغموض والإلغاز، شأنها شأن باقي روايات عصر الظهور.
ولكي يتضح المقال نأخذ هذا الخبر كمثال :
يقول ابن عربي عند حديثه عن صحابي مصر :
{ ترى ‏القاف يظهر سرها بمجدد لدين إله العرش رب العوالم، يقوم بإذن ظاهر من بطونه لإحياء شرع الله من نسل آدم، ومظهرها ‏م ملك عظيم ونعته كريم، على مولى فى شكل خادم، يجدد فرض الله بعد انصرامه، ويحيي كذا سنن لتحية هاشم، ألف ابن ميم من له الركن مسكنا مولى على المجموع للفرد من مصر ..
يظهر فى الكنانة جيم العدد، رومي الأصل، حميد السيرة، يفتح باب التودد بين الرفاق، ويسري ذكره فى الآفاق، يجتمع الناس على حمده وشكر صنيعه.
ويرى قطان الكنانة الأحداث بصندوق عجيب القياس، وينقسم أهل الكنانة إلى شقين، أحدهما كثير، والآخر بين غافل ومكير .... }.

وهناك خبر مروي عن طريق أمير المؤمنين عليه السلام بخصوص صحابي مصر، يتشابه نوعا ما مع نبوءة ابن عربي!.

يقول الإمام علي ع - منقول من أحد المواقع الإلكترونية - :
{ وبكنانة الله سيوف صوارم، هي أعظم أجنادي، بها قلم آل بيتنا بادي، صاحب حجة على الشاكين، يبسط الله له بساط المودة واليد على المعاندين، يصدع بأمرنا، وينصح لأصحاب مصر بنصحنا، فى أرض أذن الله أن يرفع منبر فيها لنا، يلقى ‏الضر والسحر والقتل والتثريب، لكنه منصور بنا، ينابذ بالتهوين وتارة بالأذى والترهيب وحماه ظهرنا، لا يخاف فى الله لومة لائم، وهو بسر أسماء الله قائم، ماض بنون والقلم وما يسطرون أمره، من ناوأه فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعنه، يمهد للعظيم المهدي العقول ...... }.

خلاصة القول :
ما يهمنا بالدرجة الأولى في هذه المساهمة هو الأخبار المروية عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، بحيث يمكن الاستفادة منها قدر الإمكان.

دمتم في رعاية الله وحفظه
وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطاهرين.

[أبو زينب اليمني]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : صحابي مصر وصاحب مصر في روايات عصر الظهور

البعض يعتقد أن هناك فرقاً بين صحابي مصر، وصاحب مصر.
وقد ذهبوا أن صاحب مصر هو حسني مبارك، أما صحابي مصر هو السيسي!.

فهل هذا صحيح؟؟
الجواب : لا. غير صحيح!
وذلك للأسباب التالية :

* أولا : صحابي مصر أو صاحب مصر، الوارد في روايات عصر الظهور، ليس شخصا من جمهورية مصر العربية، بل من بلد عربي آخر.
وقد أوضحنا هذا الأمر في مشاركات سابقة، ولا حاجة بنا للإعادة.

* ثانياً : المعلوم من الروايات أن "صحابي مصر" شخصية ممهدة للإمام المهدي المنتظر، وكذلك الحال بالنسبة ل " صاحب مصر ".
وكل ما في الأمر هو أن بعض الروايات تستخدم لفظ " صحابي مصر " والبعض الآخر يستخدم لفظ " صاحب مصر ".

والروايات الشريفة التالية تؤكد ذلك :

* جاء عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليهما السلام) أنه قال : { صاحب مصر علامة العلامات وآيته عجب لها أمارات، قلبه حسن ورأسه محمد ويغير اسم الجد، إن خرج فأعلم أن المهدي سيطرق أبوابكم، فقبل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب، أو ائتوه زحفاً وحبواً على الثلج }.

في هذه الرواية تم استخدام لفظ " صاحب مصر "، وهو موصوف بعدة أوصاف، منها أنه يغير اسم الجد.
وهذا الوصف - يغير اسم الجد - هو الذي جعل البعض يحملون الرواية على حسني مبارك، لأنه فعلا غير اسم جده!.

ولكننا نجد هذا الوصف نفسه في رواية أخرى، وتلك الرواية كانت بصدد الحديث عن " صحابي مصر ".
* قال أمير المؤمنين عليه السلام :
{ مصر سند المهدي، ويعضّهم البلاء حتى يقولوا ما أطول هذا العناء يسميها اليهود عدوهم الذي بالجنوب، لهم البشرى بدخول القدس بعدما يسرج الله فيها السراج المنير، صحابيا يغدو فيها على مثال الصالحين ليحل فيها ربقاً، ويعتق فيها عتقا، ويصدع فيها شعبا ويشعب صدعا، لا يبصره أحد وهو معهم، يلبس للحكمة جنتها وهي عند نفسه ضالته التي يطلبها، يصبر صبر الأولياء ويرفع الراية السوداء والذي فلق الحبه وبرأ النسمة إنه للممهد للمهدي، وهو عالي القد، أحمر الخد، مليح الصورة، يغير اسم الجد، حسن السريرة أهدب الشعر حديد النظر ، صحيح الفكر لحيته بيضاء فيها جمال ونور ونصفه العلوي أحسن من السفلي معروف للقوم لكنه في خفاء }.
( كتاب ماذا قال علي رضي الله عنه في آخر الزمان - ص : 327 ).

هذه الرواية تتحدث عن ممهد للإمام المهدي المنتظر، وقد أطلقت عليه الرواية " صحابيا، أي صحابي مصر " ثمّ وصفته بعدة أوصاف، من تلك الأوصاف أنه يغير اسم الجد.

فأوصاف صاحب مصر هي نفسها أوصاف صحابي مصر كما هو واضح من الروايات.

وبناءً على ذلك، نعلم أنّ صاحب مصر هو نفسه صحابي مصر.
تعددت التسميات والمقصود واحد.
المقصود بذلك شخصية من شخصيات عصر الظهور المبارك، وهو اليماني!.
شخص موال كل الولاء لآل محمد عليهم السلام، ممهد للإمام المهدي المنتظر، يمهد العقول، عقول الناس، ويكشف خبيء العلامات.
وليس المقصود بذلك حسني مبارك أو عبد الفتاح السيسي.

* وقال أمير المؤمنين عليه السلام : { ألا وبشروا أهل مصر بأنهم يدخلون القدس، ولهم مع القدس موعد، وصاحب مصر يمهد للمهدى سلطانه، ألا ستكون ثارات عظيمة، وعصابات يقتل بعضهم بعضا، وتكون فتن، يخرب منازل وديار، وتتحرك عروش عن مواطنها }.

تأملوا إلى قول الأمير عليه الصلاة والسلام : " وصاحب مصر يمهد للمهدي سلطانه ".

فصاحب مصر ممهد للمهدي، وصحابي مصر ممهد للمهدي.
فالمقصود واحد، وليس صحيحاً ما ذهب إليه البعض من أن هناك اختلافاً بين الصاحب والصحابي.

دمتم في رعاية الله وحفظه
وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطاهرين.

[الرافضيه صبر السنين]

اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتمطرحا وبارك الله فيكم
اخييي الفاضل

[أبو زينب اليمني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرافضيه صبر السنين

اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتمطرحا وبارك الله فيكم
اخييي الفاضل

شكرا جزيلا على مروركم الطيب.
وربنا يحفظكم ويرعاكم.

[أبو زينب اليمني]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : في رحاب صحابي مصر = صاحب مصر

عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليهما السلام) أنه قال : { صاحب مصر علامة العلامات وآيته عجب لها أمارات، قلبه حسن ورأسه محمد، ويغير اسم الجد، إن خرج فأعلم أن المهدي سيطرق أبوابكم، فقبل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب، أو ائتوه زحفاً وحبواً على الثلج }.

قول أمير المؤمنين عليه السلام : " قلبه حسن، ورأسه محمد، ويغير إسم الجد ".

قال الأخوة المصريون :
معنى القلب هو المنتصف، ومعنى الرأس هو أول الشيء.
وبناءً على هذا فإن المقصود بهذه الرواية هو حسني مبارك.
لأن رأسه، أي اسمه الأول هو محمد، وقلبه، أي اسمه الأوسط هو حسني.
بالإضافة إلى أنه غير اسم الجد، فجده يسمى " السيد " وقد تغير إلى " مبارك ".
........
نقول لأحبتنا المصريين : ما ذهبتم إليه ليس صحيحا للأسف!.

بل المعنى المقصود هو ما يلي :
الرأس هو الأب، رأس العائلة، والقلب هي الأم، أم الأبناء، والجسم أو البدن هو الشخص.
ولا يحيا البدن بدون الرأس وبدون القلب!.
الإنسان سليم مع الرأس والقلب معاً، والعائلة السليمة يكون الرأس هو الأب والقلب هو الأم يتناغمان مع بعضهما لخير العائلة.

هذا هو المعنى المراد في حديث أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ولا ينبئك مثل خبير!.

وبناءً على ذلك، نتوصل إلى معرفة اسم والد صحابي مصر، وأيضا معرفة اسم أمه.
هههههههه.

هل فهمتم الحكاية؟؟
نأمل ذلك.

والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطاهرين.

[أبو زينب اليمني]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : من أقوال أبي الحسن عليه الصلاة والسلام

قال أمير المؤمنين عليه السلام : { يا قوم هذا أبان ورود كل موعود، ودنو من طلعة ما لا تعرفون، ألا إن من أدركها منا يسري فيها بسراج منير، ويحذو فيها على مثال الصالحين، ليحل فيها ربقاً ويعتق فيها رقاً ويصدع شعباً ويشعب صدعاً، في سترة عن الناس، لا يبصر القائف أثره ولو تابع نظره، ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين النصل، تجلى بالتنزيل أبصارهم، ويرمى بالتفسير في مسامعهم، ويغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح }.

وقال عليه السلام : { قد لبس للحكمة جنتها، وأخذها بجميع أدبها، من الإقبال عليها والمعرفة بها والتفرغ لها، فهي عند نفسه ضالته التي يطلبها وحاجته التي يسأل عنها، فهو مغترب إذا اغترب الإسلام، وضرب بعسيب ذنبه وألصق الأرض بجرانه، بقية من بقايا حجته، خليفة من خلائف أنبيائه }.

{ يعطف الهوى على الهدى، إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي، حتى تقوم الحرب بكم على ساق، بادياً نواجذها، مملوءة أخلافها، حلواً رضاعها، علقماً عاقبتها! ألا وفي غد وسيأتي غد بما لا تعرفون، يأخذ الوالي من غيرها عمالها على مساوئ أعمالها، وتخرج له الأرض أفاليذ كبدها، وتلقي إليه سلماً مقاليدها، فيريكم كيف عدل السيرة، ويحيي ميت الكتاب والسنة }.
( المصدر : نهج البلاغة الشريف ).

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : " هذا الكلام فسره كل طائفة على حسب اعتقادها، فالشيعة الإمامية تزعم أن المراد به المهدي المنتظر عندهم، والصوفية يزعمون أنه يعنى به ولي الله في الأرض، وعندهم أن الدنيا لا تخلو عن الأبدال وهم أربعون، وعن الأوتاد وهم سبعة، وعن القطب وهو واحد، فإذا مات القطب صار أحد السبعة قطباً عوضه، وصار أحد الأربعين وتداً عوض الوتد، وصار بعض الأولياء الذين يصطفيهم الله تعالى أبدالاً عوض ذلك البدل، وأصحابنا - أي المعتزلة - يزعمون أن الله تعالى لا يخلي الأمة من جماعة من المؤمنين العلماء بالعدل والتوحيد، وأن الإجماع إنما يكون حجة باعتبار أقوال أولئك العلماء، لكنه لما تعذرت معرفتهم بأعيانهم، اعتبر إجماع سائر العلماء، وإنما الأصل قول أولئك، قالوا : وكلام أمير المؤمنين - عليه السلام - يشير فيه إلى جماعة أولئك العلماء من حيث هم جماعة، ولكنه يصف حال كل واحد منهم، فيقول : من صفته كذا، ومن صفته كذا.
والفلاسفة يزعمون أن مراده عليه السلام بهذا الكلام العارف، ولهم في العرفان وصفات أربابه كلام يعرفه من له أنس بأقوالهم.
وليس يبعد عندي أن يريد به القائم من آل محمد - صلى الله عليه و آله - في آخر الوقت إذا خلقه الله تعالى وإن لم يكن الآن موجوداً، فليس في الكلام ما يدل على وجوده الآن، وقد وقع اتفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أن الدنيا والتكليف لا ينقضي إلا عليه ".
إنتهى كلام ابن أبي الحديد.

أقول : المراد بكلام أمير المؤمنين عليه السلام هو صحابي مصر، وهو شخصية من شخصيات عصر الظهور، ممهد للإمام المهدي المنتظر ( عج ) في آخر الزمان.

عبدا من عباد الله، على رأس جيش من أهل العرفان، يفتح الله له فتوح العارفين، ويلهمه إلهام المحدثين، فيريكم كيف عدل السيرة، ويحيي ميت الكتاب والسنة.
فاستمعوا من ربّانيّكم، وأحضروه قلوبكم، واستيقظوا إن هتف بكم، ليصدق رائد أهله، وليجمع شمله، وليحضر ذهنه.

دمتم في رعاية الله وحفظه
وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطاهرين.

[أبو زينب اليمني]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع : في رحاب صحابي مصر

ذكرنا آنفا أن صحابي مصر هو اليماني المعهود في الروايات الشريفة.
وقد ذكرنا في مساهمات سابقة بعض الأدلة على ذلك.
وفي هذه المساهمة سوف نذكر مزيدا من الأدلة.

يقول أمير المؤمنين عليه السلام : { مصر مدد وسند، ممسوكة بيد المؤمن، وتغدو للمهدي جناحه الأيمن بعدما تقوم جموع ..
مصر سند المهدي، ويعضّهُم البلاء حتى يقولوا ما أطول هذا العناء!، يُسمِّيها اليهود عدوهم الذي بالجنوب ..... إلخ }.

تقول الرواية : " مصر مدد وسند، وتغدو للمهدي جناحه الأيمن ".
مصر سند ومدد للإمام المهدي المنتظر (عج) وتغدو الجناح الأيمن للإمام المهدي.

المعلوم والثابت عند المسلمين أن الإمام المهدي يظهر في مكة المكرمة.
والرواية تقول لنا إن مصر تغدو الجناح الأيمن للمهدي.
ما هو الجناح الأيمن لمكة؟؟
الجواب : هي اليمن، وهذا معروف مشهور، لا خلاف عليه.
وأحد أسباب تسمية اليمن بهذا الاسم هو أنها تقع يمين مكة المكرمة، يمين الكعبة المشرفة.
فالمقصود ب " مصر " في الرواية هي اليمن.
ولا يخفى أن لفظ " مصر " يطلق أيضا على اليمن، لأنها مصر من الأمصار السبعة المعروفة عند العرب.
هذا أولا.

ثانيا : الرواية تقول : " مصر مدد وسند ".
معلوم من الأحاديث النبوية الشريفة أن اليمن هي أرض المدد للدعوة الإسلامية المباركة، وهناك العديد من الروايات في هذا الشأن، نذكر على سبيل المثال هذه الرواية :
عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول : { إن الله استقبل بي الشام، وولى ظهري اليمن، ثم قال، يا محمد إني جعلت ما وراءك مددا لك، وجعلت ما تجاهك عصمة لك ورزقا ..... إلخ }.
( مختصر تأريخ دمشق - ابن منظور - الجزء الأول - ص : 146 ).

مصر الواردة في الرواية موصوفة بأنها أرض السند والمدد، فالمقصود بها اليمن.
اليمن سند ومدد لسيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله، وهي كذلك، سند ومدد، لابن بنت رسول الله ص، الإمام المهدي المنتظر عليه وعلى آبائه الطاهرين الصلاة والسلام.

ثالثا : تقول الرواية : " يسميها اليهود عدوهم الذي في الجنوب ".

لحسن الحظ أن " يمن " في اللغة العربية والعبرية معا تعني الجنوب.
وكتاب التوراة والإنجيل يسميها " التيمن أو تيمان ".
و التيمن أو تيمان : اسم عبري معناه " اليميني أو الجنوبي "، وهي في الإنجليزية مترجمة إلى south ، أي الجنوب.

يروي التوراة والإنجيل أن ملكة سبأ، أو ملكة التيمن، قد زارت الملك سليمان بعد أن سمعت عن حكمته وسعة ملكه.

جاء في سفر الملوك الأول ( 10: 1) : { وسمعت ملكة سبأ بخبر سليمان لمجد الرب، فأتت لتمتحنه بمسائل فلما رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان .... }.
وهذا ما تحدث به يسوع المسيح عندما قال : { أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان }.
( إنجيل لوقا 11: 31 ).

وفي الإنجيل يسميها السيد المسيح ملكة " التيمن " بمعنى ملكة " الجنوب " وهو النص الوارد في انجيل لوقا وإنجيل متى (12: 42) : { ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه، لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان }.
وتتفق اليهودية والمسيحية مع الإسلام على أن ملكة سبأ حقيقة واقعة، لا كما يدعي البعض بأنها من الأساطير.
يقول القمص يعقوب : { ويكفينا لإثبات حقيقة وشخصية ملكة سبأ أن السيد المسيح له المجد ذكرها بفمه على أنها ملكة التيمن أي ملكة الجنوب }.
( كتاب النقد الكتابي : مدارس النقد والتشكيك والرد عليها - أ. حلمي القمص يعقوب ).
............
ومعلوم أن مملكة التيمن أو مملكة سبأ قامت في اليمن، في أرض الجنوب،في شبه الجزيرة العربية، وكانت تلك المنطقة تسمى قديما ب " إقليم مصر الأقصى "، الواقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية، ويشمل اليمن والحجاز.

فلا غرابة أن نجد بعض الأخبار تصف " هاجر " زوجة نبي الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - بأنها امرأة مصرية.
ومعلوم أن هاجر عليها السلام من قبيلة جرهم، والتي كانت تسكن في اليمن.
هاجر اليمنية امرأة مصرية!، لأنها من قاطني أرض الجنوب، ومنسوبة إلى المنطقة المعروفة قديما ب " إقليم مصر الأقصى ".

لمزيد من التفاصيل حول هذه القضية المهمة دينيا وتأريخيا وفكريا وعقائديا أنظر كتاب ( نبي أرض الجنوب في الأسفار اليهودية والمسيحية - تأليف : جمال الدين الشرقاوي ).
وانظر أيضا، كتاب ( الحضور اليماني في تأريخ الشرق الأدنى - سبر في التأريخ القديم - تأليف : فضل عبدالله الجثام ).
..............
وبناء على ذلك أيها الأخوة، نتوصل إلى النتيجة الواضحة البينة، وهي أن صحابي مصر هو اليماني، صاحب أهدى الرايات.

دمتم في رعاية الله وحفظه
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.