2015/03/14, 10:23 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
كان يا ما كان (1)
القصة كان جدي معتدل القامة , حسن الوجه بملامح حادة توحي إليك بأن هنالك شخصية قوية خلف تلك الملامح الحادة . حينما رحل جدي عن الدنيا كنت في السادسة عشرة , و خلال هذه السنوات لم أره سوى عشر مرات ربما أكثر أو أقل بقليل , و خلال هذه المرات القليلة لا أذكر أني رأيته مبتسماً و لو لمرة واحد لهذا فإني لا أعرف كيف يكون شكل جدي حينما يبتسم . كان جدي رغم كبر سنه الذي ربما تجاوز السبعين أو وصل الثمانين يبدو نشيطاً غير بليد أو متمارض كما يبدو معظم الرجال الآن . أخبرتني أمي مرة أنه حينما ينام كان يوقف أحدى ركبتيه ويمد الأخرى و يبدو أنه لم يكن يتقلب في نومه فكان دائماً يضع يشماغه و عقاله على ركبته التي كان يوقفها تحسباً لأي طارئ قد يحدث في الليل و لكي لا يخرج حاسر الرأس عند حدوث أي طارئ أو قدوم ضيف مفاجئ كضرورة من ضرورات القيافة و الهيبة . و كان كريما لدرجة أنهم أطلقوا عليه لقب (أبو خزنة) . كان جدي شجاعاً و قيادياً ربما يصل أحياناً حد القسوة و كان سريعاً في كل شيء ليس فقط في الحركة كان يفكر و يقرر و ينفذ في آنٍ واحد و بسبب هذه السرعة كانت تأتي بعض القرارات أسرع مما يجب . و كان حينما ينام يضع قربه (المگوار) . (و المگوار هذا عصا من خشب ثقيل قطرها حوالي 4 إلى 5 سم و طولها نصف متر إلى 75 سم . يوضع على طرف العصا كتلة من القار تكون كروية الشكل و كان أحياناً يزين ببعض المسامير ذات الرؤوس العريضة و البراقة ). كان جدي يضع المگوار إلى جنبه ليستخدمه كسلاح لمواجهة اللصوص الذين كانوا يدخلون المنازل بكثرة في ذلك الوقت و يسرقون منها غالباً ما خف وزنه و غلا ثمنه كالمصوغات الذهبية مثلاُ أو قطعة سلاح ربما و أحياناً كانوا يذهبون إلى الحظائر ليقتادوا ما يمكن أخذه من المواشي و يفروا بها تحت جنح الليل ليساوموا أصحابها فيما بعد عليها ويعيدوها لهم مقابل أخذ فدية (حلاوة) على حد تعبيرهم . ليس هذا الشيء الوحيد الغريب في اللصوص بل الأغرب أن اللص كان يدخل البيت و هو يعرف تماماً لمن هذا البيت , و ماذا يمكن أن يسرق منه . في أحد الأيام استفاق جدي بعد منتصف الليل ليرى من بين الظلام لصاً جالساً قرب قدميه وقد أدار ظهره له و هو منشغلٌ بالسرقة مما جعل جدي يستشيط غضباً , إذ كيف تجرأ هذا اللص الوقح أن يدخل بيته و هو من تعرفه العرب , و كان يسأل نفسه أولم يجد هذا اللص غير الغرفة التي ينام هو فيها ليسرقها ؟ و بحركة ذكية و هادئة مد يده نحو المگوار و أمسكه بقوة ثم هوى بكل ما أوتي من قوة ... بكل ما أوتي من قوة .... بكل ما أوتي من قوة على رأس ذلك اللص الوقح الذي تجرأ و دخل منزله و أخذ يسرق الغرفة التي هو نائم فيها . حين أحس جدي بالألم علم أن ذلك اللص الوقح لم يكن سوى ركبته التي اعتاد أن يوقفها و يضع عقاله و يشماغه عليها تحسباً لأي طارئ في الليل المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: القصة القصيرة ;hk dh lh (1) |
2015/03/15, 01:30 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
|
2015/03/21, 03:29 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع وجهود أروع ننتظر مزيدكم بشوووق |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
| |