عرض مشاركة واحدة
قديم 2012/06/25, 03:34 PM   #1
الياس الموالي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 12
تاريخ التسجيل: 2011/12/24
الدولة: الہــعہراقہ-الـہـ عہ ــمہارہ-مہيسہانہ
المشاركات: 11,071
الياس الموالي غير متواجد حالياً
المستوى : الياس الموالي is on a distinguished road




عرض البوم صور الياس الموالي
Post الموسوعه المهدويه (تاريخ الغيبه الصغرى)2


الموسوعه المهدويه (تاريخ الغيبه الصغرى)2
الفصل الثاني : تأريخ الأمام علي بن محمد الهادي (ع)

كانت سامراء عاصمة الدولة العباسية في أوج عزها وعمرانها ، وكان المتوكل هو تسنم كرسي الخلافة جاء به جماعة من الموالى والاتراك عام 232هـ . وكان قد تسلم الخلافة حاقداً على أئمتنا (ع) وعلى اصحابهم حذراً منهم كل الحذر . وهذا واضح لمن يراجع التاريخ كل الوضوح (1) بلغ في آل ابي طالب ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ، وكان من ذلك ان كرب قرب الحسين السلام وعفى آثاره .
وفكر المتوكل ان يستقدم الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام إلى سامراء من المدينة ، آخذاً بالاسلوب الذي اخترعه المأمون العباسي وسار عليه من بعده تجاه الامام الجواد محمد بين علي عليه السلام ، ومن بعده الأئمة (ع) . فان المأمون حين زوج ابنته أم الفضل للامام الجواد عليه السلام ، كان قد وضع الحجر الأساسي للمراقبة الشديدة والحذر التام من الامام عليه السلام من الداخل ، مضافاً إلى مراقبته من الخارج .
_________________
(1) انظر الكامل جـ ، ص 304 ، ص 287 جـ 4 ص 51 ومقاتل الطالبين جـ 3 ص 424 .

صفحة (101)


وكان هذا الزواج وتقريبه إلى البلاط ، أسلوب ناجح الوصول إلى هذه النتيجة التي يراد بها جعل الامام عليه السلام بين سمع الخليفة وبصره ، وعزله عن قواعده الشعبية الموالية له ، وكفكفة نشاطه.
وإذ توفي الامام الجواد عليه السلام ، وتولى الامام الهادي عليه السلام الامامة بعده ، لم يكن ليفوت المتوكل ضرورة تطبيق نفس هذا الاسلوب عليه ، فهو يرى ان الامام حال وجوده في المدينة ، بعيداً عنه ، يشكل خطراً على الدولة لا محالة ، اذن فلا بد من استقدامه إلى سامرا حتى يأمن خطره ويهدأ باله ، ويضعه تحت الرقابة المباشرة منفصلاً عن قواعده الشعبية .
ومن ثم كانت الوشاية به – وهي ناقوس الخطر – كافيه لحفز المتوكل على ضعضعة حياة الامام الهادي عليه السلام ، ونقله من موطنه وداره في المدينة ، إلى العاصمة سامراء ، لكي يبدأ تاريخاً جديداً حافلاً في موطنه الجديد .
الاتجاه العام للامام الهادي (ع) :
في استقدام المتوكل اياه :
لم يكن من المصلحة في نظر الامام عليه السلام ، اعلان الخلاف ضد المتوكل ، وكذلك كانت سياسة ابيه وابنائه عليهم السلام بالنسبة إلى الخلافة العباسية ، حتى تكللت هذه السلبية بغيبة الامام المهدي عليه السلام
ولعلنا في غنى عن اعطاء الفكرة الكاملة عن سبب هذه السلبية ، بعد وضوح ان ما يستهدفه الأئمة (ع) انما هو تأسيس المجتمع الاسلامي العادل الواعي الذي يطبق تعاليم الاسلام بتفاصيلها ، ويتعاون افراده في انجاح التجربة الاسلامية .

صفحة (102)


وهذا انما يتوفر بعد وجود عنصرين :
اولهما: وجود الخلافة الاسلامية بالشكل الذي كان يؤمن به الأئمة عليهم السلام ، وهو توليهم بانفسهم منصب الامامة ورئاسة الدولة الاسلامية ، أو من يعينونه ويختارونه لذلك .
ثانيهما : وجود المجتمع الذي يملك اكثرية كبيرة أو مئة بالمئة ، لو تحقق ، من الافراد الواعين المتشبعين بفهم الاسلام نصاً وروحاً ، ومستعدين للتضحية في سبيله ، ولقول الحق ولو على أنفسهم ، ورفض مصالحهم الضيقة تجاهه . والذين يبذلون – نتيجة لذلك – الطاعة المطلقة للحاكم الاسلامي الحق .
ولعلنا نستطيع ان نستوضح أهمية انضمام هذين العنصرين في تكوين الدولة الدولة الاسلامية ، اذا تصورنا تخلى بعضها عن بعض . في صورة ما إذا تولى الامام الحق منصب الرئاسة في مجتمع متضارب الآراء مختلف الاهواء ، يعيش افراده على اللذاذة الآنية والمصلحة الشخصية ، بعيدين عن الاسلام وعن الاستعداد للتضحية في سبيله باقل القليل . هل يستطيع الامام ان يقدم الخدمات الاسلامية المطلوبة ، لمثل هذا المجتمع .
كلا ، فان تطبيق العدل الكامل ، يحتاج إلى العمل الدائب والتضحيات الكبيرة والطاعة المطلقة للرئيس العادل ، وكل ذلك مما لا يمكن توفره في المجتمع المنحرف وغير الواعي.

صفحة (103)

الموسوعه المهدويه (تاريخ الغيبه الصغرى)2




hgl,s,ui hgli],di (jhvdo hgydfi hgwyvn)2



توقيع : الياس الموالي
رد مع اقتباس