عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/11/23, 09:41 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي الطاعة الباطنية


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم

الطاعة الباطنية
كما أنَّ لظاهر الإنسان عبادته ومعاصيه أمام الله سبحانه وتعالى، فكذلك المحتوى الداخليُّ للفرد له طاعاته ومعاصيه، بل هي أهمُّ من الطاعات والمعاصي الظاهرية، كما سنعرف.
فالطاعات الظاهرية: هي إطاعة الأوامر والمرجحات الشرعية الظاهرية كالصلاة والصوم والصدقة. وغيرها كثير.
والمعاصي الظاهرية: هي عصيان تلك الأوامر والنواهي، كشرب الخمر والكذب والغيبة والزنا.
والطاعات الداخلية أو الباطنية: هي ما يخصُّ العمل النفسيَّ أو القلبيَّ للإنسان، وليس له أثرٌ مباشرٌ على الجسد، كالإخلاص والصبر والتوكل والتوحيد وغيرها.
والمعاصي الداخلية: ما يقابل ذلك كالحسد والجشع والرغبة في الحرام والشرك وغير ذلك.

وإذا عرفنا أنَّ العبادات الظاهرية، تنتج من الفرد كفرد ذي نفسٍ وقلبٍ وعقل، أي أنها ناتجةٌ من المحتوى الداخليِّّ للإنسان، فقد أصبح المحتوى الداخليُّ سبباً، والعملُ الظاهريُّ مسبباً.
ولا محالة فإنَّ العمل الظاهريَّ يتحدد ويتأقلم بإقليم المحتوى الداخليِّ للفرد، كالحرارة تزيد عند زيادة النار وتضعف عند قلتها. فكذلك الصلاة مثلاً، قد تصدر بإخلاصٍ كبيرٍ وقد تصدر بإخلاصٍ قليل، كما قد تصدر بخشوعٍ كثيرٍ وقد توجد بخشوعٍ قليل. وهكذا.
إذن، فالجزء الأهمُّ والأوكد من العمل، سواءٌ على مستوى الطاعات أم مستوى المعاصي، إنما هو العمل في المحتوى الداخليِّ للإنسان. والعمل الظاهريُّ، مهما رأيناه لطيفاً ومحترماً، فإنما يتحدد بالباطن.
ومن هنا ورد :(إنَّ الله سبحانه لا ينظر إلى صوركم بل ينظر إلى قلوبكم)(1) . وورد: (نية المؤمن خيرٌ من عمله ونية الفاسق شرٌّ من عمله) (2) ، وورد قوله تعالى: [ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ](3). إلى غير ذلك من النصوص.

----------------
[[1]] البحار للمجلسي: ج 70. ص 248 حديث 21. مستدرك الوسائل: ج 2. الباب 20 من أبواب جهاد النفس. حديث 6. ص 299.
[[2]] الوسائل: ج 1 م 1. الباب 6. من أبواب مقدمة العبادات. حديث 3- مصباح الشريعة: ص 5 - منية المريد: ص43 - جامع السعادات: ج3. ص168 .
[[3]] سورة البقرة: آية204.



hg'hum hgfh'kdm



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس