[الرافضيه صبر السنين]

السلاو عليكم ورحمه الله وبركاته عليكم
اخييي الموالي النخلاوي الكريم
احسنتم طرحا وسؤالا وجيها
حسب ماذكرت كثير من المصادر والرويات عن تعدد تاريخ
استشهاد مولاتي فاطمة الزهراء ع
لماذا الإختلاف في تاريخ شهادة السيدة الزهراء عليها السلام؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
هناك عدة جوانب نستطيع من خلالها الإجابة عن هذا السؤال
اولاً: الإختلاف في التواريخ غير محصور في شهادة السيدة الزهراء عليها السلام بل نجد ان تاريخ ميلاد او شهادة معظم اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم فيها إختلاف بالأيام ولكن عادة يقوم اتباع اهل البيت بإحياء المناسبات وفقاً للمشهور
ثانياً: كان هناك صعوبة على القاعدة الشعبية من التواصل مع اهل البيت عليهم السلام نتيجة العزلة التي فرضتها السلطة الظالمة على الأئمة عليهم السلام. فلم يكن من السهل تدوين الحديث او نقله نتيجة عامل التقية الذي كان في اعلى الدرجات في ذلك العصر وبسبب ذلك نجد الإختلاف في التواريخ بشكل عام وحتى في بعض الروايات المتعلقة بالجانب الفقهي. وهذا لا يعني ان التضارب واقع في كلام اهل البيت عليهم السلام بل الإختلاف من الرواة والنسخ
ثالثاً: كثرة الأقوال في شهادة الصديقة الكبرى عليها السلام مع وحدة السبب دليل على مظلوميتها بوجه المشككين, فلو كانت المسألة غير ثابتة لما ذكرت بهذا العدد الكبير وعلى لسان كبار الطائفة ونحن وإن كنا نقتصر في ايامنا الحالية على إحياء ثلاثة مناسبات (1) في ذكرى الشهادة إلا انه هناك 21 قولاً في شهادة الزهراء جمعت من اكثر من 615 مصدراً, ابتداءً من 28 ربيع الثاني إلى 28 شوال. 2
رابعاً: بالرغم من إختلاف تواريخ شهادة بعض الأئمة عليهم السلام إلا انه عادة يقام العزاء وفقاً للرواية المشهورة والمجبورة. اما في شهادة الزهراء سلام الله عليها فإن الإحياء يكون في ثلاثة ايام على مدار شهرين تقريباً وهذا من بعض اسرار الحوراء الإنسية عليها السلام
ينقل ان احد العلماء (3) قام بالتحقيق في ذكرى شهادة السيدة الزهراء وتوصل إلى تحديد يوم معين ليكون العزاء مقتصراً عليه. ينقل عنه رحمه الله انه عندما خلد إلى النوم رأى السيدة الزهراء عليها السلام في عالم الرؤية تعاتبه وتقول له ” اتستكثر علي ان يحي الشيعة مصيبتي اكثر من ليلة؟” وعندما إستيقظ عدل عن فكرته في التحقيق بهذا الأمر.
طبعاً هذه القصة لا نستخدمها كدليل ولا يمكن الأخذ بها كحجة ولكن نقول كما جاء فيها ” اتستكثرون على الزهراء عليها السلام ان يحي الشيعة مصيبتها اكثر من ليلة؟

والله العالم

السيد العاملي

المصادر
————————————————-
1

القول الأول: 8 ربيع الثاني، على رواية بقائها(ع) بعد أبيها(ص) بـ (40) يوماً، وقد ورد هذا القول في (54) مصدراً، ويسمى بـموسم الفاطمية الأولى

القول الثاني: 13 جمادى الأولى، على رواية بقائها(ع) بعد أبيها(ص) بـ (75) يوماً، وقد ورد في (108) مصدراً، ويسمى بـموسم الفاطمية الثانية

القول الثالث: 3 جمادى الآخرة، على رواية بقائها(ع) بعد أبيها(ص) بـ (95) يوماً، وقد ورد في (72) مصدراً، ويسمى بـموسم الفاطمية الثالثة

2

راجع الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء (ع) ج:15 ص: 33 للشيخ إسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني