الموضوع: حقیقة النفوس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/09/30, 06:59 AM   #2
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

رد انّه من قرأ القرآن كانت له دعوة مجابة، إمّا معّجلة أو مؤجلّة.وإعلم أنّ (كتاب الله عز وجل على أربعة أشياء: على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق، فالعبارة للعوام، والإشارة الخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء، ومن قرأ آية في كتاب الله عز وجل في صلاته قائماً يكتب له بكل حرف مأة حسنة، فإذا قرأها في غير صلاة كتب الله له بكل حرف عشر حسنات، وإن إستمع القرآن كتب الله له بكل حرف حسنة، وإن ختم القرآن ليلاً، صلّت عليه الملائكة حتى يصبح، وإن ختمه نهاراً، صَلّت عليه الحَفَظة حتى يُمسي، وكانت له دعوة مجابة، وكان خيراً له ممّا بين السماء إلى الأرض).(فآيات القرآن خزائن، فكلّما فتحت خزانةً ينبغي لك أن تنظر فيها).

آغŒات الأنفس:

ومن ثم عندما تقرء آيات الانفس بتدبر وتأمل فإنّك تجد من وراء كل آية خزائن وكنوز من العلوم الحقّة والمعارف الإلهيّة، ولا سيما عندما ترجع إلى التفاسير وإلى كلّ الآية،وما قبلها وما بعدها، وتربط الآيات بعضها ببعض، فإنّ القرآن الكريم حقيقة نورية واحدة يُفسّر بعضه بعضاً، ولن تجد فيه إختلافاً. ومن ثم كان هو المرجع الأوّل للمسلمين جميعاً في عقائدهم وفقههم وأخلاقهم، وأنّه الخليقة الأول لرسول الله| من بعده كما قال في مواطن كثيرة في حديث متواتر عند السنة والشيعة على إختلاف طوائفهم ومذاهبهم:
(إني ـ مخلَف فيكم ـ تارك فيكم الثقلين كتاب اله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً، وأنهما لن يفترقان حتى يردا عليّ الحوض)
، وإنّما يعرف القرآن من خوطب به، وأنه يأتي القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورةً، فيمرّ بالمسلمين فيقولون أهذا رجل منّا، فيجاوزهم إلى النبيين فيقولون: هو منّا، فيجاوزهم إلى الملائكة المقربين فيقولون: هو منّا، حتى ينتهي إلى رب العزة جلّ وعز فيقول: يا ب فلان بن فلان أظمأتُ هوأجره، وأسهرتُ ليله في دار الدنيا، وفلان بن فلان لم أظمي هواجره، ولم أُسهر ليله، فيقول تعالى: أدخلهم الجنة على منازلهم، فيقوم فيتبعونه، فيقول للمؤمن إقرأ وارقأ قال: فيقرء ويرقا حتى يبلغ كلّ رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها) .

(إنّه لم ولن غŒبلَ وانّه لغضّ جديد لا يزداد على النشر والدرس إلّا غضاضة،لأنّ الله سبحانه لم يجعله لزمان دون زمان، ولا الناس دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة، فينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعلّمه، وقد جعل الله ولاية أهل البيت^ قطب القرآن، وقطب جميع الكتب،عليها يستدبر محكم القرآن، وبها يوصف الكتب ويستعين الإيمان، فهذا القرآن فيه نور الهدى ومصابيح الدّجى، فليجل جال بصره، ويفتح للضياء نظره فإنّ التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور).

هذا غيض من فيض في عظمة القرآن الكريم ومقامه ومنزلته عند الله سبحانه وعند أنبياءه وأوصياءه^ وإعلموا أنّ هذا القرآن هدى من الضلالة، وتبيان من العمى، وإستقالة من العثرة، ونورمن الظلمة، وضياء من الأجداث، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغواية، وبيان من الفتن، بلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم، وما عدل أخذ عن القرآن إلّا إلى النار).

ومن هذا المنطلق العظيم وفي هذا السياق القويم بجثوب الركاب أدباً في رحاب القرآن الكريم لنأخذ درساً في مفردة من مفرداته ألاوهي مفردة (النّفس) فموضوع البحث عندئذٍ عن حقيقة النفس في ضوء القرآن الكريم ومن الله التوفيق والصواب والتسديد. إنه خير ناصر ومعين.

فما المقصود من وراء هذه الدعوة الصّارخة، وما التّداعيات والمعطيات؟ عليّ أن أرجع إلى كتابه المقدس لأبي ماذا يقول سبحانه عن خلقه النّفس الإنسانية وعن حقيقتها، منذ البداية حتى النهاية، في الدنيا والآخرة، وما هي حالات النفس وما أصنافها، وما هي النفوس الممدوحة وما هي النفوس المذمومة، وغير ذلك من البحوث التي تتعلق بالنفس كما يقف عليها القارئ الكريم ويصيبه ما أصابني بمقدار عنده من خلفيّة علمية وثقافية، وكلّما إزاد علماً ومعرفة، فإنّه لاشك سيزداد في نظراته إلى الآيات الأنفسية وإنه ينظر إليها بنظرة فاحصة وعلمية ودقيقة، فلا يكون كأحد الناس من العامة بأن يكتفي بقراءة القرآن وحسب من دون تدبّر وتأمل.

فإنّ القرآن الكريم كما أخبر بذلك الإمام زين العابدين وأبوه سيد الشهداء الإمام الحسين÷ على أربع على الألفاظ وهي لعامة النّاس، والمعاني وهي للخواص، واللطائف وهي للأولياء والحقائق وهي للأنبياء، فما يفهم العامي ويقرءه، غير ما يقرءه العالم ويفهمه، وهكذا الأولياء والأنبياء^، فإنّ فوق كل ذي عليم عليم، وإنّ الله هو العلّام العليم على الإطلاق جلّ جلاله، وإليه ينتهي العلم (وإلى ربك المنتهى).



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس