2013/08/08, 01:47 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
ما هي النظرة القرآنية لمفهوم العيد؟..
اللهم صل على محمد وال محمد مقاطع من محاضرة ألقاها سماحة الشيخ حبيب الكاظمي ما هي النظرة القرآنية لمفهوم العيد؟.. قال تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}.. نلاحظ أن الحوارين، وهم ألصق الناس بعيسى (ع)، والذين كانوا يدَّعون الاستنان بسنة المسيح، ورغم المعاشرة، لا المعايشة -وهناك فرق بين المعايشة والمعاشرة، فرق الثرى عن الثريا- هؤلاء طلبوا من المسيح أن ينزل عليهم مائدة من السماء، وجعلوا فلسفة ذلك؛ الأكل منها، ولاطمئنان القلب!.. أضف إلى أن التعبير لم يكن مناسباً، حيث أنهم يخاطبون المسيح بكلمة (ربك)!.. ولم يقولوا: (ربنا)، طبعاً المسيح علَّق على هذا الحالة، وأمرهم بالتقوى، ولكن بعد ذلك امتثل لطلبهم، فطلب من الله تعالى، أن ينزل عليهم مائدة من السماء، هذه المائدة تكون عيداً لأولهم وآخرهم. وهنا إشارة إلى نقطة جوهرية مهمة {تَكُونُ لَنَا عِيداً}: إن نزول المائدة حركة رسالية، فهي آية من الله تعالى، ومنَّة منه.. فرب العالمين ينزل من السماء الآيات، والصحف، وأما أن ينزل مائدة حسية!.. فهذا لم يكن متعارفا في حياة الأمم.. ولكن هذه المباركة الإلهية، هي عيد؛ لأن هذا الأمر يذكرهم بالله عز وجل.. وبالتالي، فقد ارتبط مفهوم العيد بمفهوم رسالي.. ولكن نحن -مع الأسف- حولنا العيد إلى يوم الزينة، إلى يوم الأكل، والشرب.. إلى درجة أن بعض الناس في اليوم الأول من العيد، يمارسون بعض المنكرات التي هجرها طوال الشهر الكريم.. فإذن، المفهوم القرآني الصحيح للعيد: أن في العيد تعود المفاهيم الراقية، أساساً أن كلمة العيد في اللغة، مأخوذة من العَود.. ففي كل سنة يعود ذلك اليوم، لا بساعاته، وأكله، وشربه، وإنما بالمعاني المختزنة في ذلك اليوم المبارك.. ثم أن الله تعالى يتوعد من يكفر منهم بالعذاب الشديد، وفي هذا تهديد فظيع، ومخيف.. فلنعتبر بهذه الحركة: الحواريون كانوا لصيقين بعيسى، ولكن بعد إتمام الحجة، ونزول المائدة الإلهية، فإن الذي يكفر بالنعمة الإلهية، سيعذبه عذاباً بليغاً.. وقياساً نقول: بأن الذين عاشوا اللحظات الروحانية الجميلة، في شهر رمضان المبارك، هؤلاء أنزلت عليهم المائدة، وهذه أجلّ وأشرف من مائدة الحواريين؛ حيث كانت مائدتهم الطعام.. بينما مائدة البعض كانت نفحات إلهية؛ فالذي شملته هذه النفحات، ثم عاود إلى ما كان عليه من المنكر، فليتوقع شيئاً من هذا العذاب. نظرة أهل البيت (ع) لمفهوم العيد؟.. إن الإمام علي (ع) رأى أحدهم يضحك في العيد، وكأنه مرتاح لما هو فيه؛ فنبهه الإمام (ع) قائلاً: (ليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما العيد لمن أمن الوعيد).. أي: إنما يفرح في هذا العيد من غُفر له، والذي يعيش حلاوة المغفرة الإلهية.. وإلا فالذي لا يرى شيئاً من علامات القبول في هذا الشهر، فكيف يفرح بالعيد، ويقتنع بلبس الجديد وما شابه ذلك؟!.. كما هو الحال من أعمال عامة الناس.. فإذن، العيد الحقيقي لمن حصل على مكاسب مهمة في هذا الشهر المبارك.. لا يخفى بأن بعض الموالين عندما يأتي العيد يتجدد الحزن لديهم، حيث يعيشون حرقة فراق ولي أمرهم (عج)، إمام العصر، وقائد الأمة، والذي تنتظره الأمم على اختلاف اتجاهاتها. هل هناك تأثير لخطبة العيد في توحيد الأمة، وتصحيح مسارها نحو الاتجاه الصحيح؟.. إن العيد من مصاديق الجماعة، فصلاة العيد تمثل أكبر تجمع جماهيري للمسلمين.. ومن المعلوم أن الخطيب، يستغل الفرصة لطرح المفاهيم التي تحتاجها الأمة.. ومن الطريف في هذا المجال، ما نقل عن المأمون العباسي: أنه كان في أحد الأعياد مريضاً، فطلب من إمامنا الرضا (ع) أن يؤمّ الناس في صلاة العيد، وما أن رأى الناس الإمام المعصوم، إلا وأحاطوا به من كل الجهات -عجل الله في فرج إمامنا (ع)- وبهذا المنظر الجميل المهيب، أحس المأمون بأن الخطر محدقٌ به، وعاش حالة الاضطراب.. فأمر برجوع الإمام (ع)، ومنعه من الصلاة بالناس؛ خوفاً من هذه الصلاة المؤثرة، والخطبة البليغة، والتي قد تزلزل عرشه، وتغير مسار حكمهم!.. من الطبيعي أن يفرح الإنسان في العيد، فهل هناك من ضوابط في هذا المجال؟.. لنلتفت إلى أن كل حركة من الإنسان المؤمن، لا بد أن تكون حركة مدروسة: فرحه، وحبه، وبغضه، وحزنه، مثلما قال القرآن الكريم: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.. أي أن الإنسان المؤمن عليه أن يفرح بما يقدمه من الهدف النهائي، وإلا فالفرح الذي لا مبرر له، ليس فرحاً رسالياً هادفاً.. وعليه، فإن ما يوجب الفرح للمؤمن، هو كل عمل فيه طاعة رب العالمين.. وأما حالة البطر والترف، والذهاب إلى دور الملاهي، وحالة الاسترخاء الكاذب.. هذه كلها لا تناسب الإنسان المؤمن، ونحن لسنا ضد سبل الترويح المحللة، ولا ننكر أن يعطي المؤمن نفسه حقها، ولكن ضمن الحلال والمشروع، وفي جو لا يجره إلى الحرام والغفلة.. حيث السياحة الهادفة، كما ورد في بعض النصوص عن الإمام الصادق (ع): (المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة.. وقد يجمعهما الله لأقوام).. أي بمعنى أن الدنيا والآخرة قد تجتمعان لبعض الناس. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية lh id hgk/vm hgrvNkdm glti,l hgud]?>> |
2013/08/08, 06:02 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بكم وجزاكم ربي الف خير
|
2013/08/09, 12:42 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
جزاك الله خير اختي على التوضيح والمعلومات
بارك الله فيك |
2013/08/09, 12:44 AM | #4 |
معلومات إضافية
|
جزاك الله خير على توضيح المفهوم وايراد الموضوع
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
والفجر: لإمامُ المهديُ هو الوجه الآخر لمفهوم الفجر قرآنياً | ياسمين | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 3 | 2013/06/12 01:21 AM |
سوء الظن في المجتمعات القرآنية | شجون الزهراء | القران الكريم | 4 | 2013/06/11 04:11 PM |
في خواص السور القرآنية | عاشق نور الزهراء | القران الكريم | 3 | 2013/04/30 08:35 PM |
عاقبة النظرة المخيفة! | ابوشهد | المواضيع الإسلامية | 2 | 2013/03/31 06:36 PM |
50% من الرجال يعشقون من النظرة الأوللا | طريقي زينبي | شباب أهل البيت (ع) | 9 | 2013/03/24 12:53 PM |
| |