حوار بين قربة ماء العباس والسهم

[الملكه]

حوار بين قربة ماء العباس والسهم

بسم الله الرحمن الرحيم

حوار بين قربة ماء العباس وبين السهم الذي اخترقها )
ويبقى الليل ساتراً لهؤلاء النائحين
على مصيبة الحسين عليه السلام فظلامه
يخفي نحيبهم وصراخهم المكبوت
فكم تجرعوا من آلام الصمت في وضح النهار وانتظروا كثيراً لكي يأتي الليل ليعلنوا البكاء والعويل والصراخ فهل
كان أحد يعتقد أن هؤلاء هم أيضا قد أقاموا العزاء على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحابه عليهم السلام .
وكأن ذلك السهم يتوارى عن الأنظار خجلاً..
يجاهد نفسه على الكتمان ويعيش صراعاً داخلياً فلا يريد البوح و لكنه أيضاً يريد البوح يريد أن يخبرهم ماذا كان دوره في يوم عاشورا
لكنه تراجع عن ذلك اعتقاداً منه أنه لم يقتل أحداً ولم يصب أحداً ويحمد الله أن لا دماء عليه لكن ماذا يخفي ؟ولماذا يشعر بالخجل؟
ما صنعه في يوم عاشوراء مؤلماً لكنه يلتزم الصمت فلا دماء عليه ولم يقتل أحداً وهذا يكفي، لكن هناك شيء ما على الرمال ناداه
فالتفت الجميع إلى الصوت وهم في غمرة أحزانهم
فما أن سمع السهم نداء ذلك الشيء حتى أيقن أن أوان الكلام حان .
هل تعلمون من هو هذا السهم؟
ومن ذلك الشيء المبعثر على الرمال الذي ناداه؟
أنه السهم الذي مزق قربة الماء التي كان يحملها العباس
وذلك الشي المرمي على الرمال الذي ناداه بنبرة حزينة
( هو قربة الماء)، نادته القربة متألمة متمز قه يكسوها التراب وبقايا من قطرات الماء.
_ أيها السهم لذي مزقني ومن الماء حرم أطفال الحسين أين أنت أجبني؟
رد السهم بعبرة تخنقه: نعم أيتها القربة هل تريد أن تعاتبيني فيكفي ما بي من أحزان ردت القربة في شجن :
_ كلا أيها السهم إن الحزن عندك لا يتعد الندم على إراقة الماء أريد أن أنقل لك صوراً يعجز خيالك عن وصفها.
قال السهم: أعلم والله أعلم بما سوف تخبريني به سوف تتحدثين عن أطفال الحسين وكيف كانوا ينتظرونكِ لكن بسببي لم يحصلوا على الماء..
قالت القربة دامعة: وهل هذا شيء يُستهان به أنت بالفعل لم تقتل أحداً
لكنك قتلت الأمل في قلوب الأطفال بل أنك أضعفت معنويات العباس ابن علي فكم تألم وتألم وتحسر حين نظر إلى الماء يراق على الرمال
أيها السهم ماذا فعلت ؟
لمَ مزقتني لماذا لم تدعني وشأني؟ السهام تطلق على أهل المعركة فلماذا استهدفتني؟ أكنتُ أحارب معهم لكي تمزقني ؟
السهم: أيتها القربة لا تكثري من عتابي فقد كنتُ كغيري مُصوباً في المعركة
فقد سمعت اللعين يقول إلى المحاربين والله إنْ وصل العباس بالماء إلى أخيه الحسين أفناكم عن أخركم أقطعوا عليه الطريق وأمنعواوصول الماء لمخيم الحسين..
ولمعت الفكرة في عيون من كُنت في يده فما كان منه
الا أن صوبني نحوكِ بهدف عدم إيصال الماء لكي لايستعيد الحسين وأصحابه قوتهم فيهاجموا القوم بشجاعة فينتصروا.
قالت القربة: أيها السهم الماء كان للأطفال الصغار الذين ضجوا بالبكاء والنحيب من شدة العطش كان صوت الرضعان العطشى
يثير حزن العباس وكان صوت الأطفال وشهيقهم العالي وسؤالهم الدائم عن الماء قد أفقد العباس صوابه فكان القرار بأن يذهب للمشرعة
ليحضر الماء ولم يكن قراره القتال و لو كان قراره القتال لأفنى القوم عن أخرهم.
السهم: حين رأى القوم العباس قد وصل المشرعة جن جنونهم فلم يكن بطبيعة الحال يفكرون في أن هذا الماء للأطفال
كان تفكيرهم في ماذا لو شرب الحسين وأصحابه الماء
هنا ستكون الطامة الكبرى لذلك حاكوا مؤامرة الغدر على العباس وهو عند المشرعة فهل يشك أحد أن العباس ابن علي كان ضحية مؤامرة فصولها الغدر
فكل ما جرى له كان غدراً وقسوة وتحجر ليس بعده تحجر
بدءاًمن قطع يديه حتى ضربة العمودفمن قطع يديه كان مخططا له أن يتوارى عن أنظار العباس وبالنسبة للعامود فقد جاء اللعين من خلفه
وبالذات عندما أصيبت عين العباس بذلك السهم..
بكي الجميع حين تخيلوا العباس
وهو في حالة الغدر تلك حيث لم يكن في نيته محاربة القوم ولكن كانت نيته أن يصل بالماء للأطفال فكان المخطط المشئوم له قد بدأ في طور التنفيذ ،تابع السهم حديثه : ريثما خرج العباس من المشرعة اعتقد القوم
أنه شرب الماء وهو الآن في كامل قوته بعد الشرب وقد أخذ بعضاً منه للمخيم..
اختنقت القربة بعبرتها فخرجت كلماتها متقطعة وغير مفهومة:
_ لقد كان القوم على خطأ فالعباس لم يشرب الماء .
ذهل الجميع وظنوا أن القربة تبالغ في نقل الحقائق
فمن ذا يصبر على العطش والماء يجري أمام عينيه فطالبوها أن توضح ما أخبرتهم به.
فردت القربة بألم: أنا أيضا مثلكم وإلى هذه اللحظة لا أصدق ما شاهدته من فعل العباس ابن علي عند الشريعة لقد رايته وبوقار
يتأمل الماء فمد يده وعلى ما يبدو أنه شعر ببرودة الماء
فستبشر وجهه وتهلل فرحاً ورفع بين كفيه قليلاً من الماء ودنى ليشرب
صمتت القربة وغرقت في شرودها وهي تتذكر الموقف فما بعد هذا المنظر يفوق تصورها وتوقعاتها وقد أثار حيرتها
ثم تابعت بحزن
قائلة: لقد رايته يرمي بالماء، فقطع حديثها بكاء السيوف والسهام والنبال والرماح على العباس ابن علي سكتت لبرهة ثم واصلت حديثها الحزين:
_في البداية لم أفهم سر هذا التصرف الغريب
ولكن على ما أظن كان ذلك الخلق النبيل الذي أتصف به أنه الوفاء لأخيه فقد نظم شعراً رائعاً أحفظه عن ظهر قلب لقد قال ألا يا نفس بعد حسين ..هوني .
نطقتْ هذه الكلمات وهي تشهق بألم ..انتهى العتاب بين القربة وبين السهم الذي أراقها ثم غمرتها موجة من التعب وحرق الأسى
ولوعة الألم على مصائب الحسين عليه السلام في كربلاء ،ليست القربة وحدها من تحفظ شعر العباس عند نزوله المشرعة
كلنا نحفظه ونكرره بحزن يهز وجداننا مع القارئ أثناء مقتل العباس فهذا الموقف لو لاحظنا بمثابة درس تربوي عملي تطبيقي في التفاني الأخوي
يعطينا إياه العباس ابن علي ونحن نتألم لهذه اللحظة الإنسانية النبيلة الرائعة الصادقة فهذا الرجل شهد له الجميع بصفة الإيثار والوفاء لأخيه الحسين.
هذا الرجل يشهد له الجميع أنه على قدر كبير من الحنان والرحمة والشيمة والنخوة وهذه الحادثة تدل على أن نية العباس
هي إيصال الماء للأطفال فقد رفض أن يشرب الماء
وهناك من يتعذب بسبب حرمانه من الماء فيا لها من مشاعر إنسانيه ندر وجودها بين الأخوة الغير أشقاء.

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: عاشوراء الحسين علية السلام

---

p,hv fdk rvfm lhx hgufhs ,hgsil

[مهندس حسين]

سلمت الانامل وبارك الله بكم عالطرح الرائع

[الملكه]

نووووورت اخي

[عاشق نور الزهراء]

أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بارك الله سحر عطائكم ومواضيعكم وإبداعكم وجزاكم كل خير بجاه الحسين (ع)

[الملكه]

شكرا لمروركم
نوووورتو

[الرافضيه صبر السنين]

عظم الله اجوركم وبارك الله بنشركم

[الملكه]

اجورنا واجوركم
نوورتي ياغاليه