2013/12/10, 04:50 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
الحرية ... والمساواة
السؤال الذي يتردد على لسان حاملي لواء المطالبة بحقوق المرأة المسلمة ، شعارهم : نحن نطالب بالحرية ... والمساواة ، لنمضي في ركب الحضارة والمدنية ، شأن النساء الاوروبيات . وكانت صيحة محمومة ، ومطالبة صارخة ، إن هناك من الحقوق المغبونة ، والظلم الواقع على رأس المرأة المسلمة ، لأن الإسلام لم ينصف المرأة ، عندما جعلها دون الرجل ، وسلَّطه عليها . والحق يقال : إن جميع ما يتشدق به دعاة المدنية ، ماهو سوى بعد عن الحقائق ، وتقليد أعمى ، درجت عليه المرأة الشرقية ، وارتضته المسلمة لنفسها ، بالاضافة إلى ما ارتضته من نقائص وسخافات مستوردة من البلاد الأجنبية ، وقلدتها راضية مرضية . إذا كانت المرأة الأجنبية ، تطالب بحقوقها ، فهذا أمر راجع لاعتبارات كثيرة ، اقتصادية ... واجتماعية ... وتربوية ، التي كانت تعاني منها عندما كانت ترسف بالقيود ، وتتخبط في الظلمات . (39) وما شأن المرأة المسلمة بهذه المطالب ؟؟ مع العلم أن الإسلام أنصفها وأرضاها ، وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة . لا يخفى أن المرأة في البلدان الأجنبية ، من شرقية أو غربية قد مرَّت بأشواط قاسية . ففي العصور المظلمة التي تخبطت بها المرأة ، كثر الجدل حول حقيقتها انها بشر ... ؟ أم شيطان ... وهل تحتوي نفسها على الخير كالرجل ؟ أم انها بشر ؟ فضلاً عن أن الرجل كان يقودها ويبيعها في السوق ، وهي راضخة ، قانعة بوضعها مكتفية بإنفاق الرجل عليها . وبعد قيام الثورة الصناعية في جميع البلدان ، وإنشاء المصانع والمعامل والشركات تبدلت الأوضاع ... وتفاوتت الاعتبارات . لقد أسدت الثورة الصناعية ، خدمات كثيرة إلى بني الإنسان ، ولكنها من جهة ثانية ، أساءت إلى المجتمع الأخلاقي ، الذي أخذ بالتفكك والانحلال تدريجياً . حيث أصبح الفرد لا يهتم إلا بنفسه ، ثم إشباع ذاته وحاجته وانغماسه في الملذات . لأن الثورة الصناعية أدَّت إلى نشوء طبقتين الطبقة الاولى : أرباب العمل وهم الأغنياء الذين أفسد الترف أخلاقهم ، والطبقة الثانية : العمال وهم الفقراء الذين ألجأهم الحرمان للهث وراء المال لسد حاجتهم ، ويكون المثل الأعلى يومئذٍ للرجل الناجح هو الرجل الغني . صرف المرء حينئذٍ نفسه وتفكيره وطاقاته وجهوده عن كل شيء إلا الحصول على المال ، بأي وسيلة ، ومن أي طريق . كان من الطبيعي أن تدخل المرأة في ميدان العمل ، لإعالة نفسها ، ولكنها الجانب الضعيف الذي ينحني عادة للأقوى ، في كل زمان ومكان إذا لم يكن هناك رادع ديني ... أو أخلاقي. (40) نزلت المرأة إلى ميدان العمل ، وعملت مع الرجل وقامت بنفس الجهد أو أكثر ، ولكن بأجر أقل من الرجل ، جهد كثير ، وأجر قليل وكرامة غير محفوظة . وأخيراً تهاوت تحت وطأة الحاجة والعوز بنفسها وشرفها . هذا واقع أكثر النساء الأجنبيات اللواتي تريد تقليدهن والاقتداء بهن ، المرأة المسلمة ، والزمرة التي تطالب بحرية المرأة ومساواتها بالرجل . هذا واقع النساء المتحرزات الاوروبيات او الأجنبيات . وهذا ما دعاهن إلى شق عصا الطاعة ، والتنفيس عما يعانينه من جور وحرمان واضطهاد . قامت النساء ، يطلبن حريتهن وحقوقهن المهضومة ورفعت الأصوات ... وزادت المطالبة بالحرية والمساواة ... وتمَّ للمرأة ما أرادت ، ولكن هل حلَّت المساواة والحرية مشكلتها ؟ وهل حققت لها السعادة ؟؟ هل رفعتها في نظر الرجل ؟؟ هل صانت نفسها ... وشرفها ؟؟ لا... وألف لا ... هذه صحفهم كلها تشهد وتقول : صحيح ان قانون المساواة حقق للمرأة الكسب المادي ، ولكنه سبب زيادة في الطلاق وأدى الى تفكك الروابط العائلية ، بسبب غيابها عن البيت ، وابتعادها عن أطفالها وعدم رعايتهم ، والاعتماد على دور الحضانة . وماذا يجدي الكسب المادي ؟ إذا كان الأمن بعيداً عن البيت ؟؟ والاطمئنان مفقوداً ؟! « اطمئنان الزوج ... الأم ... الأطفال ... » جاء في مجلة ( شجرة الدر ) في الجزء السادس من السنة الاولى نقلاً عن جريدة ( الاسترن ميل ) بقلم الانكليزية الشهيرة ( آني رورد ) (1) « إذا اشتغلت بناتنا في البيوت خوادم او كالخوادم ، فذلك خير وأخف بلاء ، من اشتغالهن بالمعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تُذهب برونق حياتها الى الابد . ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، حيث الحشمة والعفاف ... والطهارة رداء الخادم ... والخادمة اللذين يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان معاملة رب البيت ، ولا يمس عرضهما بسوء .. نعم ، إنه عار على بلاد الانكليز أن تجعل بناتها ، مثلاً للرذائل ، لكثرة مخالطة الرجال ، فما لنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية ، من ملازمة البيت ، وترك أعمال الرجال للرجال ، سلامة لشرفها !! » انتهى . إن عقلاء الامم الغربية ينفرون من هذه الحال التي ضربت فيهم بجرانها ، وفينا نفر ، أضلهم الله على علم ... يريدون أن يفسدوا المرأة باسم إصلاحها ، ويهدموا حياتها وطبيعتها ، بسوء هذا الصنيع . فهم يحملون الناس ، بتزاويق الكلام ، على أن ينهجوا منهج الغربيين سالكين طريقتهم ، مقلدين في كل شيء ، حتى الضار من الاخلاق . . والعادات ... والتقاليد ... ورحم الله القائل : فلا يفسد التقليد طيب ارثكم ولا تقربوا منهم سوى العلم وحده ففي دسم الغرب اختفى ناقع السّم وعضوا على أخلاق آبائنا الشم ولكنني أتساءل .... هل يجب علينا نحن المسلمات ، ان نحمل نفس الشعارات .... ونهتف ... وننادي بها ؟ ! . (1) عن كتاب نظرات في السفور والحجاب ـ الشيخ مصطفى الغلاييني . (42) هل يجب علينا تقليد الاجانب من الافرنج وغيرهم ؟ التقليد الاعمى الذي يؤدي بنا إلى الهاوية ؟ كلنا يعلم أن الإسلام أعطانا الكثير .. ولكن نحن ظالمات ، جاحدات لنعم الله سبحانه . ما ظلم الإسلام المرأة ... ولا أجحف بحقها ، ولا أنقص من كرامتها . ولكنه رسم لها جانباً ايجابياً عظيماً في هذه الحياة . والله سبحانه وتعالى ساوى بين الرجل والمرأة بالإنسانية والجزاء ... متساويين في الخلق : قال تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى .... ) (1) . إنكما متساويان أمام الله في الأعمال ـ الثواب ـ العقاب ... ( إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى بعضكم من بعض ... ) (2) . ولكن الباري سبحانه وتعالى فرق بين الرجل والمرأة في المواضع التي تقتضيها الفطرة ... والطبيعة . فيا اختي المسلمة ... عودي الى الدين ... والى الحياء ... وصوني كرامتك وشرفك ، فليس غير الإسلام يصون نفسك ويحفظها . تحرري من هذه النظريات والسموم ، فوالله إن المستعمر يريد استعبادنا واستثمارنا ، بعد أن يضعف ديننا ، ويصرفنا عنه بشتى الأساليب والحيل والخداع واتقي الله واستعيني به . من استعان بغير الله في طلب فإن ناصره عجز وخذلان المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: بنات الزهراء hgpvdm >>> ,hglsh,hm |
2013/12/11, 08:22 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
الحمد لله على نعمه الاسلام
بارك الله فيك على المجهود المبارك دمت بالف خير |
2013/12/11, 10:53 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
شكرا لمرورك
... في حفظ الرحمن |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دوري الدرجة الاولى العراقي يدخل موسوعة غينيس ! | طريقي زينبي | أخبار الرياضة والرياضيين | 2 | 2013/12/10 01:31 PM |
هذه قصة حقيقية حصلت في بغداد في منطقة الحرية | طبع الشمع | القصة القصيرة | 6 | 2013/11/15 10:41 AM |
دمعة على جثمان الحرية | نسمة الحنان | الشعر الفصيح والخواطر | 6 | 2013/08/01 02:07 PM |
يابنات الزهراء تعلمن الحرية من مولاتنا زينب عليها السلام | نسمة الحنان | بنات الزهراء | 13 | 2013/01/11 12:09 PM |
| |