Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > عاشوراء الحسين علية السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/02/03, 07:15 AM   #1
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي السيدة زينب عليها السلام و حفظ مسار العصمة

السيدة زينب عليها السلام مسار
السيدة زينب عليها السلام و حفظ مسار العصمة

بقلم فضيلة المحروس: 30 / نوفمبر/ 2013

أدت العقيلة زينب عليها السلام في نهضة كربلاء المقدسة دوراً عظيماً وكبيراً في وقائع تسلسل الإمامة التي شاء الله لها أن تمتدّ عبر الزمن من خلال إمامة إثنا عشر معصوماً من ائمة أهل البيت عليهم السلام.
وقد لمسنا ذلك بوضوح في دفاع السيدة زينب عليها السلام المشرّف عن ابن أخيها الإمام المعصوم الرابع علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، وفي جهودها الجبارة التي قدمتها في نهضة كربلاء المقدسة من أجل حمايته وإنقاذه من أيدي وبطش الأعداء.

وقد تمثل دفاع السيدة زينب عليها السلام عن ابن أخيها آنذاك في بعدين:

البعد الأول: قبل استشهاد الإمام الحسين عليه السلام

فحينما وجد علي بن الحسين عليهما السلام أباه وحيداً فريداً لا ناصر له ولا معين في المعركة حيث لا أخوة ولا أبناء ولا عشيرة من حوله وكلهم قد استشهدوا.. وحينما سمعه يستغيث في القوم ويردد فيهم: (هل من موحد يخاف الله فينا؟، هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل..). . لم يتمالك علي زين العابدين عليه السلام نفسه أمام هذا الموقف العصيب فنهض من فراشه ليقف في صف أبيه الحسين عليه السلام ويقاتل الأعداء معه، لكن تدخل عمته الحوراء زينب عليها السلام و(... كان لنداء الإستغاثة وقع كبير على قلب الإمام زين العابدين، فقد آلمه وأحزنه أن يكون مريضاً مقعداً لا يقدر على حمل السيف وقتال الأعداء، لكنه مع ذلك تحامل على مرضه، ووثب من فراشه، ومشى خطوات يتوكأ على عصا ويجر سيفه فرمقه الحسين، وتأثر لمنظره وهيئته، ونادى بأخته أم كلثوم: خذيه واحبسيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمد. وأرجعته إلى الخيمة، وهو يقول: ياعمتاه ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله . ويؤكد أن أم كلثوم هذه هي السيدة زينب عليها السلام .

وقد يتبادر إلى الذهن عن هذا النص عدة استفهامات منها:
- ما الحكمة من وجود الإمام علي السجاد عليه السلام في واقعة الطف؟، ولماذا دافع عنه أبوه الحسين عليه السلام وحرص على بقائه حياً سالماً في ذلك اليوم العظيم رغم إنه كان بحاجة إليه وإلى دفاعه فجميع من معه من الرجال أخوة وأصحاب قد استشهدوا فيه؟.
- الم يكن بقاؤه في المدينة المنورة أسلم وآمن له ولنسله الطاهر"نسل آل محمد صلى الله عليه وآله" الذي سيرث الإمامة من بعده؟!
- ما المغزى من قول الإمام الحسين لأخته زينب عليهما السلام (احبسيه لئلا ينقطع نسل آل محمد)، فهل هناك علاقة بين كلمة احبسيه وقطع نسل آل محمد صلى الله عليه واله؟

فثمة علة وحكمة بالغة في وجود الإمام زين العابدين عليه السلام مع وقائع نهضة كربلاء المقدسة:
1- لكي يكون هو وعمته السيدة زينب ومن معهم من الصفوة من آل الحسين عليهم السلام مراجع وشهود ثقة للتأريخ حتى يتم بهم بواسطتهم نقل وتداول هذه الفاجعة العظيمة وتسجيل تفاصيلها بأمانة وصدق. (فتؤكد المصادر التأريخية أنّ الإمام السجاد عليه السلام كان حاضراً في كربلاء إذ شهد واقعة الطفّ بجزئياتها وتفاصيلها وجميع مشاهدها المروعة، وكان شاهداً عليها ومؤرخاً لها، ولعلّه يعتبر أهم مراجعها على الإطلاق، ولقد ورد في بعض النصوص التأريخية المعتبرة عن أهل البيت عليهم السلام عند ذكر أسماء من حضر مع الإمام الحسين عليه السلام، أنّ الإمام السجاد عليه السلام قد قاتل في ذلك اليوم وقد جُرح، وكان ممّا ورد في هذا السياق ما نصه: (وكان علي بن الحسين عليلاً، وأرث يومئذٍ، وقد حضر بعض القتال، فدفع الله عنه وأُخِذ مع النساء) .


2- لأجل دعم ومساندة دور الإمام زين العابدين عليه السلام بعد واقعة الطف باعتباره الشطر الأخر المكّمل لرسالة أبيه "رسالة نهضة كربلاء المباركة" بجانب دور عمته السيدة زينب عليها السلام أيضاً.
فكيف يمكن للإمام زين العابدين عليه السلام تأدية جميع أدواره ومهامه بعد نهضة كربلاء المقدسة وإشهار مظلوميتها وبيان رسالتها وأهدافها للناس من دون أن يكون له حضوراً مسبقاً فيها. فوجوده فيها كان أساسياً ومهماً لأن به سيمثل وجود الشاهد من أهله. والشاهد لابد أن يكون له حضور حي في موقع الحادث حتى تكون جميع أقواله وتصريحاته حية وموثقة ومفصلّة ومقبولة فيما بعد عند الناس، مع أن كل قول وفعل وإقرار من المعصوم هو حجة عليهم لكن ماذا يفعل مع الجهل والعناد اذا تفشى!
أما مسألة إنقاذ حياة "الإمام زين العابدين عليه السلام" وتخليصه من أيدي الأعداء في فاجعة كربلاء فلا أجد أن علاقة لها بكلمة الأمر(احبسيه) المذكورة في النص. كما إن امتداد نسل الإمام زين العابدين عليه السلام الطاهر غير متوقف عليها أيضاً، وذلك بدليل إضاءة بعض الشواهد منها:-

أولا:- الظاهر إن معنى كلمة (احبسيه) في العبارة لا تدل على نفس المعنى اللغوي أو الظاهري الذي فهمناه منها بعقولنا المحدودة، أي المعنى المبين في قواميس اللغة العربية، وهو المسك والمنع عن القتال خوفاً من مقتل الإمام زين العابدين عليه السلام، إنما يبدو إن هذه الكلمة ترمز إلى مفهوم ودلالة خاصة بين الإمامين الحسين وابنه علي السجاد والسيدة زينب عليهم السلام.
إن مسألة نجاة الإمام علي السجاد عليه السلام في كربلاء المقدسة كانت من المسائل المعلومة عند نفسه وعند أبيه الحسين وعند عمته عليهم السلام. وهذا ما توضحه لنا الروايات، منها:

- فعن رواية تأريخية أفصح فيها الإمام الحسين عليه السلام لأصحابه وأخبرهم عن مصرعه ومصرع جميع أصحابه في كربلاء المقدسة ماعدا ابنه العليل المريض "السجاد" الذي سيحفظه الله وينجو منها بحماية ورعاية من عمته الحوراء زينب عليها السلام له. (وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الإمامي في كتاب دلائل الإمامة قال: حدثنا أبو محمد سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع، عن الأعمش قال: قال لي أبو محمد الواقدي وزرارة ابن خلج: لقينا الحسين بن علي عليهما السلام قبل أن يخرج إلى العراق بثلاثة، فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة، وان قلوبهم معه وسيوفهم عليه. فأومأ بيده نحو السماء، ففتحت أبواب السماء، فنزلت الملائكة عدداً لا يحصيهم إلا الله عز وجل. فقال عليه السلام: «لولا تقارب الأشياء وحضور الأجل لقاتلتهم بهؤلاء، ولكني أعلم يقيناً أنّ هناك مصرعي وهناك مصارع أصحابي، لا ينجو منهم إلا ولدي علي» .

- و (لمَّا ضاق الأمر بالحسين عليه السلام وقد بقي وحيداً فريداً، التفت إلى خيم بني أبيه فرآها خاليةً منهم، ثمَّ التفت إلى خيم بني عقيل فوجدها خاليةً منهم، ثمَّ التفت إلى خيم أصحابه فلم يرى أحداً منهم، فجعل يُكثر من قول: لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم.. وقال له: يا ولدي! أنت أطيب ذرّيّتي، وأفضل عترتي، وأنت خليفتي على هؤلاء العيال والأطفال، فإنهم غرباء مخذولون. وفي قول آخر له عليه السلام كما جاء في كتاب الدمعة الساكبة في بعض الروايات: لمَّا ضاق الأمر بالحسين عليه السلام وقد بقي وحيداً فريداً، التفت إلى خيم بني أبيه فرآها خاليةً منهم، ثمَّ التفت إلى خيم بني عقيل فوجدها خاليةً منهم، ثمَّ التفت إلى خيم أصحابه فلم ير أحداً منهم، فجعل يُكثرمن قول: لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم...وقال له: يا ولدي! أنت أطيب ذرّيّتي، وأفضل عترتي، وأنت، قد شملتهم الذلّة واليتم شماتة الأعداء ونوائب الزمان، سكِّتهم إذا صرخوا، وآنسهم إذا استوحشوا، وسلِّ خواطرهم بليِّن الكلام، فإنّهم ما بقي من رجالهم من يستأنسون به غيرك، ولا أحد عندهم يشكون إليه حزنهم سواك، دعهم يشمّوك وتشمّهم، ويبكوا عليك وتبكي عليهم. ثمَّ لزمه بيده، وصاح بأعلى صوته: يا زينب! ويا أمَّ كلثوم! ويا سكينة! ويا رقيّة! ويا فاطمة! اسمعن كلامي، واعلمن أنّ ابني هذا خليفتي عليكم، وهو إمامٌ مفترضُ الطاعة، ثمَّ قال له: يا ولدي! بلِّغ شيعتي عنّي السلام فقل لهم: إنّ أبي مات غريباً فاندبوه، ومضى شهيداً فابكوه . شيعتي مهما شربتم عذبَ ماء فاذكروني فأنا السبط الذي من غير جرم قتلوني ليتكم في يوم عاشورا جميعاً تنظروني أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني وبجرد الخيلِ بعد القتل عمداً سحقوني كيف أستسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني

- ويؤكد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة هذا الأمر خاصةً في يوم وداعه يوم عاشوراء حينما جمع النساء والأطفال من حوله وقال لهم بأنهم في رعاية وحفظ من الله وسينجون من شر وجور الأعداء، وما عليهم سوى الإستعداد للبلاء والصبر، كما جاء ذلك في قوله عليه السلام (استعدوا للبلاء، واعلموا أن الله حافظكم وحاميكم، وسينجيكم من شر الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذب أعاديكم بأنواع البلاء ويعوضكم الله عن هذه البلية أنواع النعم والكرامة، فلا تشكوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم) .

- وما يدل على حتمية نجاة علي بن الحسين عليهما السلام أيضاً هو ما ذكرته بعض المراجع المستفيضة إن الإمام الحسين عليه السلام ترك بعض من الوصايا والمواريث بيد أم سلمة رضوان الله عليها وأخرى بيد ابنته فاطمة عليها السلام قبل خروجه من المدينة المنورة كي يتم لهما فيما بعد تسليمها للإمام زين العابدين عليه السلام، أي بعد نجاته وزوال الخطر عنه. و(أوصى الإمام الحسين عليه السلام بوصيتين لولده الإمام زين العابدين عليه السلام، ويظهر ان اولاهما كانت مجموعة مواريث الأنبياء التي أتى بها جبرئيل للنبي ودفعها إلى علي ثم إلى الحسن والحسين عليهما السلام، فقد ورد وصفها بأنها كتب. وروى في بصائر الدرجات/182،عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إن الكتب كانت عند علي عليه السلام فلما سار إلى العراق استودع الكتب أم سلمة، فلما مضى عليٌّ كانت عند الحسن، فلما مضى الحسن كانت عند الحسين، فلما مضى الحسين كانت عند علي بن الحسين، ثم كانت عند أبي).ونحوه/187، ومناقب آل أبي طالب:3/308 ، والكافي:1/298، بروايتين وفيهما: استودع أم سلمة كتبه والوصية فلما رجع الحسن دفعتها إليه.

أما الوصية الثانية فكانت كالطومار، وقد دفعها الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء لإبنته فاطمة لتعطيها للإمام زين العابدين عليه السلام عندما يزول عنه الخطر. فعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن الحسين عليه السلام لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة فدفع إليها كتاباً ملفوفاً، ووصية ظاهرة ووصية باطنة، وكان علي بن الحسين عليه السلام مبطوناً لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين عليه السلام، ثم صار ذلك إلينا. فقلت فما في ذلك؟ فقال: فيه والله جميع ما يحتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا) .

إذن عبارة (احبسيه لئلا..) تشير إلى حتمية بقاء الإمام زين العابدين عليه السلام وحتمية سلامته بعد فاجعة الطف وليس العكس، لأن الأمر الإلهي في "الإمامة" نصت فيه وذريته الطيبة من بعده وبقاءه سالماً بعد كربلاء المقدسة وبقاء واستمرار التسلسل والمد الإمامي من ذرية أبيه الإمام الحسين عليه السلام المتمثلة في صلبه وهم الأئمة التسعة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام، كما جاء في قوله تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ** ، وحتى يشاء الله بظهور أخرهم منقذ الأمة ومخلّصها من الظلم والجور الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه شريف .

البعد الثاني: زينب بعد استشهاد أخيها عليه السلام

وشاءت الأقدار الإلهية للسيدة زينب عليها السلام أن تكون هي المدافعة والمحامية عن ابن أخيها زين العابدين عليه السلام وعن حياته الكريمة، خاصةً في مرحلة السبي والأسر. تلك المرحلة التي تعرضت فيها قافلة آل الحسين عليه السلام إلى أسوأ الممارسات الوحشية من قبل العدو وهم يساقون نحو مدينة الكوفة والشام مكرهين ومجبرين على المسير بالأقدام.

فقد واجهت السيدة الطاهرة زينب صلوات الله عليها فيها عدة عراقيل وعواقب وقفت حائلاً بينها وبين بقاء ابن أخيها حياً سالماً لولا تدخلها ودفاعها عنه بقوة.

اليس هي من قالت لأبن أخيها الإمام زين العابدين عليه السلام فدتك روحي فأنت البقية الباقية من آل علي عليه السلام والإمام الوارث من العترة الطاهرة لقد أرادوا قتلك ولكن الله حفظك وأبعد عنك شرورهم وأثامهم ) . ولولا دفاعها عليها السلام دون ابن أخيها زين العابدين عليه السلام لاستطالت أيادي الأمويين عليه، ولشرعت في قتله، لأنه لا يوجد عندهم مانع آنذاك يحول دون قتله خاصةً للتو قتلوا أبيه الحسين عليه السلام وهو حفيد وسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وابن بنته فاطمة الزهراء عليها السلام الذي لم يراعوا فيه حرمة لله ولا لرسوله حينما قتلوه ومثلّوا بجسده الطاهر بأبشع وأسوأ الطرق، وحينما قتلوا جميع أولاده وأصحابه الكرام ولا سيما ابنه الصغير عبد الله الرضيع عليه السلام الذي لم يترددوا للحظة واحدة في قتله بمجرد أن جاءهم الأمر من أميرهم عبيد الله بن زياد لعنهما الله!. فهل يرجى منهم بعد ذلك من صحوةٍ تبعدهم وتمنعهم عن قتل الإمام زين العابدين عليه السلام وكان وجوده وبقاءه حياُ بعد واقعة الطف يعد خطراً كبيراً عليهم وعلى مصير السلطة الأموية. لذا أصبحت مسألة القضاء عليه من قبل الأمويين من الأمور الضرورية وذلك لعدة أسباب:

- لأنه الإبن الوحيد المتبقي من ذرية الإمام الحسين عليه السلام الطاهرة الذي شهد هذه المجزرة العظيمة بأكملها، فبإمكانه لو ترك حياً إدانة ومحاسبة جميع المجرمين الذين شاركوا فيها.

- كما إنه الإبن الوحيد الذي سيمّثل الإمتداد المنهجي والإصلاحي والإمامي لمدرسة أبيه الحسين عليه السلام، وعلى ذلك سيكون هناك أكثر من حسين واحد، في وجه السلطات الأموية.

إذن حياة علي بن الحسين عليهما السلام كانت مهددة ومستهدفة جداً عند السلطات الأموية الغاشمة، وتكررت محاولات البطش به والنيل منه لولا دفاع عمته السيدة زينب عليها السلام عنه ووقوفها بجانبه في جميع تلك اللحظات الخطيرة. وقد تمثل هذا وبوضوح في عدة مواطن في مسيرة الأسر والسبي إلى الكوفة والشام:-

- في عشية يوم العاشر من المحرم حينما شبت النيران في خيام آل الحسين عليه السلام، والسيدة زينب عليها السلام تشاهد ابن أخيها زين العابدين عليه السلام والبنيات الفاطميات حفيدات المصطفى صلى الله عليه وآله، محبوسات وسط الخيام المستعرة بالنيران.
فماذا عسى زينب أن تفعل في تلك الساعات الرهيبة؟! ولا سيما وهي المرأة الشجاعة الباسلة بنت علي بن أبي طالب أسد الله الباسل ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله، فلولاها و لولا رباطة جأشها ومتانة أعصابها وقوة إيمانها وصمودها لتبدد وتفرق كل شيء.

كيف تمكنت السيدة زينب عليها السلام في هذه اللحظات العصيبة أن تسابق تلك النيران في وسط الخيام. وكيف استطاعت أن تخرج من خبأ إلى أخر منها من دون اكتراث أو مبالاة لما ستتركه هذه النيران الملتهبة على جسدها الطاهر؟!
إن السيدة زينب عليها السلام كانت في ذلك الوقت تنظر بعين الحارس والناصر والمحامي عن ابن أخيها زين العابدين وعن بقية آل الحسين عليهم السلام فأصبح إنقادهم من النار من أهم وأكبر المسائل. فلما فرغ القوم من النهب والسلب، أمر عمر بن سعد لعنه الله بحرق الخيام. فأضرموا الخيم ناراً، ففررن بنات رسول الله من خيمة إلى خيمة، ومن خباء إلى خباء. وذكر في بعض كتب المقاتل: أن زينب الكبرى عليها السلام أقبلت إلى الإمام زين العابدين عليه السلام وقالت: يا بقية الماضين وثمال الباقين! قد أضرموا النار في مضاربنا فما رأيك فينا؟ فقال عليه السلام: عليكن بالفرار. ففررن بنات رسول الله صائحات باكيات.
قال بعض من شهد ذلك:
رأيت إمرأة جليلة واقفة بباب الخيمة، والنار تشتعل من جوانبها، وهي تارةً تنظر يمنة ويسرة، وتارةً أخرى تنظر إلى السماء، وتصفق بيديها، وتارةً تدخل في تلك الخيمة وتخرج. فأسرعت إليها وقلت: يا هذي! ما وقوفك ها هنا والنار تشتعل من جوانبك؟! وهؤلاء النسوة قد فررن وتفرقن، ولم لم تلحقي بهن؟! وما شأنك؟!
فبكت وقالت: يا شيخ إن لنا عليلاً في الخيمة، وهو لا يتمكن من الجلوس والنهوض، فكيف أفارقه وقد أحاطت النار به؟

وعن حميد بن مسلم قال (رأيت زينب ـ حين إحراق الخيام ـ قد دخلت في وسط النار، وخرجت وهي تسحب إنساناً من وسط لهيب النار، فظننت أنها تسحب ميتاً قد احترق، فاقتربت لأنظر إليه، فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين) .
- عندما هم الشمر بن ذي الجوشن قائد الميسرة في جيش عبيد الله بن زياد لعنهما الله في نفس عشية يوم العاشر من المحرم في كربلاء المقدسة بقتل الإمام علي بن الحسين عليه السلام، كان ذلك أثناء عملية محاصرة خيام أحرار الحسين عليه السلام وحرقها وتشريد نساءها وأطفالها. فقد (روي عن السيدة زينب عليها السلام أنها قالت: كنت ـ في ذلك الوقت ـ واقفة في الخيمة إذ دخل رجل أزرق العينين فأخذ ما كان في الخيمة ، ونظر إلى علي بن الحسين وهو على نطع من الأديم وكان مريضاً فجذب النطع من تحته، ورماه إلى الأرض!!

قال حميد بن مسلم: انتهيت إلى علي بن الحسين، وهو مريض ومنبسط على فراش، إذ أقبل ومعه جماعة من الرجالة، وهم يقولون [له]: ألا تقتل هذا العليل؟
فهم اللعين بقتله، فقلت: سبحان الله! أتقتل الصبيان؟! إنما هو صبي.
فلم يمتنع اللعين وسلّ سيفه ليقتله، فألقت زينب عليها السلام بنفسها عليه وقالت: والله لا يقتل حتى أقتل فأخذ عمر بن سعد بيده وقال: أما تستحي من الله، تريد أن تقتل هذا الغلام المريض؟!
فقال شمر: قد صدر أمر الأمير عبيد الله بن زياد أن أقتل جميع أولاد الحسين فبالغ عمر في منعه، فكف عنه .
وهجم الفجرة الجفاة على الإمام زين العابدين عليه السّلام، وكان مريضاً قد أنهكته العلة، فأراد الخبيث الأبرص شمر بن ذي الجوشن قتله فنهره حميد بن مسلم وقال له:
سبحان الله أتقتل الصبيان، إنّما هو مريض.
فلم يعن به الخبيث، ورام قتل الإمام إلا أنّ العقيلة سارعت نحوه، فتعلّقت به، وقالت: (لا يقتل حتى اُقتل دونه..) فكفّ اللئيم عنه، ولولا السيّدة زينب لمحيت ذرية أخيها الحسين..

أي بمعنى أن الشمر لعنه الله شرع مرتين في قتل الإمام علي بن الحسين عليهما السلام في كربلاء المقدسة.
وفي مجلس عبيد الله بن زياد لعنه الله بمدينة الكوفة عندما همّ هذا اللعين بقتل الإمام زين العابدين عليه السلام (فلما نظر- عبيد الله بن زياد- إلى الإمام عليه السلام وقال له من أنت قال أنا علي بن الحسين قال اللعين أوليس قد قتل الله علياً فقال الإمام عليه السلام كان لي أخ أكبر مني يسمى علي قتله الناس يوم كربلاء فقال ابن زياد بل الله قتله فقال الإمام الله يتوفى الأنفس حين موتها فغضب ابن زياد وقال أوبك جرأة على رد جوابي. غلمان جروا ابن الخارجي وأضربوا عنقه فقامت الجلاوزة وسحبوا الإمام إلى القتل فقامت العقيلة زينب عليه السلام ورمت بنفسها عليه وصاحت يابن زياد حسبك من دمائنا ما سفك فاترك لنا هذا العليل وإن كنت قد أردت قتله فاقتلني قبله قالوا فنظر إليها ابن زياد وقال عجباً للرحم أنها والله لتود أن تقتل دونه فاتركوه لها فانه لما به فتركوه .
فوجود الإمام زين العابدين عليه السلام حياً سالماً بعد واقعة الطف كان من الضروريات لأنه تمكن بعدها وبفعل جهوده الكريمة في المدينة المنورة من إحياء الدين الحنيف ومواجهة التضليل والإنحراف الديني والعقائدي الذي استشرى خطره كثيراً في ذلك المجتمع نتيجةٍ لما صنعته السياسات الأموية الضالة من شبهات ومغالطات مختلقة حول حقيقة نهضة أبيه الحسين عليه السلام .

فقد أتيحت للإمام زين العابدين عليه السلام فرص كبيرة بعد واقعة الطف لتبليغ هذه الرسالة المباركة على الرغم من شدة وقسوة الظروف التي عاشها الإمام آنذاك تحت سيطرة الأمويين لعنهم الله، فقد (استمرت إمامته أربعةً وثلاثين سنة، عاصر فيها مُلك يزيد بن معاوية، ومروان بن الحكم، وعبدالملك بن مروان، وتوفي مسموماً ـ حسب أكثر الروايات التأريخية ـ في عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وذلك في النصف الأول من شهر محرم الحرام سنة خمس وتسعين للهجرة، وقيل قبل ذلك أو بعده بقليل...) .

وانتشر منهاج أبيه الحسين عليه السلام في المجتمع في انتصار حقيقي لم يحدث مثله من قبل حيث تفاعلت معه كل المجتمعات معنوياً وروحياً وآمنت به إيماناً بالغاً فأصبح فيما بعد دافعاً الجماعات المناصرة للحق والفضيلة والمناهضة للظلم والإرهاب، منها: ثورة المختار الثقفي وثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي وثورة زيد بن علي بن الحسين..وكانت مسألة الإنتقام من قتلة الإمام الحسين عليه السلام وعذاب الضمير هما المنعطفان الأساسيان اللذان ساعدا على إطلاق أول شرارة من تلك الحركات الثورية بالرغم من الإرهاب الذي بذلته الأنظمة الغاشمة من أجل قمع هذه الحركات واجتثاث جذورها.



hgsd]m .dkf ugdih hgsghl , pt/ lshv hguwlm



توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)
رد مع اقتباس
قديم 2015/09/21, 01:34 AM   #2
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي

احسنتم
جزاكم الله خير جزاء


توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حجاب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والسيدة الحوراء زينب عليها السلام فدك-الزهراء الواحة الفاطمية 13 2014/08/14 10:18 AM
خطبة السيدة زينب عليها السلام.. النبأ العظيم Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them 4 2013/12/17 01:25 PM
حجاب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والسيدة الحوراء زينب عليها السلام شجون الزهراء بنات الزهراء 3 2013/12/08 05:44 AM
من داخل حرم السيدة زينب( عليها السلام) مدائن الصوتيات والمرئيات والرواديد 8 2013/06/16 11:14 PM
اين قبر السيدة زينب عليها السلام فدك-الزهراء سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 4 2013/05/29 05:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |