2014/02/03, 03:39 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
أحاديث التحريف في كتب أهل السنّة
احاديث مخرّجةمن الكتب الستّة المعروفة بـ ( الصحاح ) عندهم ، والتي ذهب جمهورهم إلى أنّ جميع ما اخرج فيها مقطوع بصدوره عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لا سيمّا كتابي البخاري ومسلم بن الحجّاج النيسابوري ، هذين الكتابين الملقّبين بـ ( الصحيحين ) والمبرّأين عندهم من كلّ شين ، فهي في هذه الكتب ، وفي كتبٍ أخرى تليها في الإعتبار والعظمة يطلقون عليها اسمها ( الصحيح ) واخرى يسمّونها بـ ( المسانيد ) . أنّ تلك الأحاديث موجودة في أهمّ أسفار القوم ، وإن شقّ الإعتراف بذلك على بعض كتّابهم ، وهي كثيرة ـ كما اعترف الآلوسي (1) ـ وليست بقليلة كما وصفها الرافعي (2) . هذا مضافاً إلى ما دلّ على وقوع الخطأ واللحن في القرآن ، والزيادة فيه ، وتبديل لفظ منه لفظ آخر . ولنذكر نماذج ممّا رووه عن الصحابة في الزيادة والتبديل ، ثمّ ما رووه عنهم في النقيصة ـ وهو موضوع هذا الفصل ـ ثم طرفاً مما نقل عن الصحابة من كلماتهم وأقوالهم في وقوع الخطأ واللحن في القرآن . الزيادة في القرآن فمن الزيادة في القرآن ـ في السور ـ ما اشتهر عن عبدالله بن مسعود وأتباعه من زيادة المعوّذتين ، فقد روى أحمد وغيره عن عبد الرحمن بن يزيد : ( كان عبد الله يحكّ المعوّذتين من مصافحه ، ويقول : إنّهما ليستا من كتاب الله تعالى (3) وفي الإتقان : قال ابن حجر في شرح البخاري : ( قد صحّ عن ابن مسعود إنكار ذلك ) (4) . ومن الزيادة ـ في ألفاظه ـ : ما رووه عن أبي الدرداء من زيادة ( ما خلق ) في قوله تعالى : (وَمَا خَلَقَ الذّكَرَ وَالأُنثَى) (5) ففي البخاري بسنده عن علقمة : (دخلت في نفر من أصحاب عبدالله الشام، فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال : أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا : نعم . قال : فأيّكم أقرأ ؟ فأشاروا إليّ فقال : إقرأ ، فقرأت : والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى والذكر والانثى. فقال: أنت سمعتها من فيّ صاحبك ؟ قلت: نعم . قال : وأنا سمعتها من فيّ النبي وهؤلاء يأبون علينا ) (6) . وفي رواية مسلم والترمذي : ( أنا والله هكذا سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقرؤها ، وهؤلاء يريدونني أن أقرأها: وما خلق ، فلا أتابعهم ) (7) . التبديل في الألفاظ ومن التغيير والتبديل في ألفاظ القرآن ما رووه عن ابن مسعود أنّه قد غيّر ( إنّي أنا الرزّاق ذو القوّة المتين ) إلى : (إِنّ اللّهَ هُوَ الرّزّاقُ...) (8) ففي مسند أحمد وصحيح الترمذي ، بسندهما عنه ، قال ( أقرأني رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ( إنّي أنا الرزّاق ذوالقوة المتين ) قال الترمذي : ( هذا حديث حسن صحيح ) (9) . وما رووه عن عمر أنّه كان يقرأ : ( فامضوا إلى ذكر الله ) بدل ( فاسعوا ... ) ففي الدرّ المنثور عن عدّة من الحفّاظ والأئمة أنّهم رووا عن خرشة بن الحرّ ، قال : ( رأى معي عمر بن الخطّاب لوحاً مكتوباً فيه : (إِذَا نُودِيَ لِلصّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللّهِ) (10) فقال : من أملى عليك هذا ؟ قلت : اُبيّ بن كعب ، قال : إنّ ابيّاً أقرؤنا للمنسوخ ، إقرأها : فامضوا إلى ذكر الله ... ) (11) . أحاديث نقصان القرآن وأحاديث نقصان القرآن منها ما يتعلّق بالسور ، ومنها ما يتعلّق بالآيات وأجزائها ، فمن القسم الأول : الأحاديث الواردة حول نقصان سورة الأحزاب ، ومنها : 1 ـ ما رواه الحافظ السيوطي ، بقوله : ( أخرج عبد الرزاق في المصنّف ، والطيالسي ، وسعيد بن منصور ، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن منيع والنسائي ، والدار قطني في الأفراد ، وابن المنذر ، وابن الأنباري في المصاحف ، والحاكم ـ وصحّحه ـ وابن مردويه ، والضياء في المختارة : عن زرّ ، قال : قال لي اُبيّ بن كعب : كيف تقرأ سورة الأحزاب ـ أو كم تعدّها ـ ؟ . قلت : ثلاثاً وسبعين آية . فقال اُبي : قد رأيتها وإنّها لتعادل سورة البقرة وأكثر من سورة البقرة ، ولقد قرأنا فيها : ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتّة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ) فرفع منها ما رفع ) (12) . وروى المتقي عن زر بن حبيش أيضاً ، قال : ( قال اُبيّ بن كعب : يا زر : كأيّن تقرأ سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاث وسبعين آية . قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة ... ) (13) . 2 ـ ما رواه الحافظ السيوطي عن عائشة ، أنّها قالت : ( كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ مائتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن ) (14) . 3 ـ ما رواه الحافظ السيوطي عن البخاري في تأريخه عن حذيفة قال : ( قرأت سورة الأحزاب على النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها ) (15) . ويفيد الحديث الأول المنقول عن اُبيّ بن كعب أنّه كان يرى أنّ الآيات غير الموجودة من سورة الأحزاب ـ ومنها آية الرجم ـ كانت ممّا أنزله الله سبحانه على نبيّه ، ومن القرآن حقيقة ، وأنّها كانت تقرء كذلك على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى ( رفع منها ما رفع ) ، فما معنى هذا الرفع ؟ ومتى كان ؟ وأمّا الحديث الثاني المنقول عن عائشة فيتضمّن الجواب عن هذا السؤال ، فإنّه يفيد أنّ المراد من ( الرفع ) هو ( الإسقاط ) وأنّه كان عندما كتب عثمان المصاحف . الأحاديث الواردة حول نقصان سورة التوبة ، ومنها : 1 ـ ما رواه الحافظ السيوطي بقوله : ( أخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الأوسط ، وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه ، عن حذيفة ، قال : التي تسمّون سورة التوبة هي سورة العذاب ، والله ما تركت أحداً إلاّ نالت منه ، ولا تقرأون ممّا كنّا نقرأ إلاّ ربعها ) (16) . 2 ـ ما رواه السيوطي أيضاً بقوله : ( أخرج أبو الشيخ عن حذيفة ، قال : ما تقرأون ثلثها ) (17) . 3 ـ ما رواه السيوطي أيضاً بقوله : ( أخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : سورة التوبة ! قال : التوبة ؟! بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل فيهم حتى ظنّنا أن لن يبقى منا أحد إلاّ ذكر فيها ) (18) . 4 ـ وروى مثله عن عمر بن الخطاب (19) . فسورة التوبة كانت في رأي هؤلاء الأصحاب ـ وهو : 1 ـ عبدالله بن عباس . 2 ـ حذيقة بن اليمان . 3 ـ عمر بن الخطاب . أضعاف هذا المقدار الموجود منها . وقد روى رأي هؤلاء كبار أئمّة الحديث والحفاظ المشاهير من أهل السنّة ، منهم : 1 ـ أبو بكر ابن أبي شيبة . صاحب المصنّف . 2 ـ الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك الصحيحين . 3 ـ أبو القاسم الطبراني صاحب المعاجم الثلاثة : الكبير والأوسط والصغير . 4 ـ أبو بكر ابن مردويه الأصبهاني . 5 ـ أبو بكر ابن المنذر . الأحاديث الواردة حول سورة كانوا يشبّهونها في الطول والشدّة بسورة براءة ، ومنها : ما رواه مسلم في صحيحة ، والحاكم في مستدركه ، والسيوطي في الدّر المنثور عن مسلم وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي ، عن أبي موسى الأشعري ، أنّه قال لقرّاء أهل البصرة : ( وإنّا كنّا نقرأ سورة كنا نشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فنسيتها غير أنّي حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لا بتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوفه إلاّ التراب ) (20) . الأحاديث الواردة حول سورة كانوا يشبّهونها بإحدى المسبّحات ، ومنها : ما رواه من ذكرنا في ذيل الحديث عن أبي موسى حول السورة السابقة ، فقد رووا عنه أنّه قال : ( وكنّا نقرأ سورة نشبّهها بإحدى المسبّحات أوّلها : سبّح لله ما في السماوات ، فانسيتها غير أنّي حفظت منها : يا أيّها الّذين آمنوا لا تقولوا مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ) . حول سورتي الخلع والحفد : ذكر الحافظ السيوطي في ( الإتقان ) سورتين سمّاها: ( الحفد ) و ( الخلع ) وروى أنّ السورتين كانتا ثابتتين في مصحف اُبيّ بن كعب ومصحف ابن عبّاس ، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام علّمهما عبدالله الغافقي ، وأنّ عمر بن الخطّاب قنت بهما في صلاته ، ... وأنّ أبا موسى كان يقرؤهما (21) . ولا أثر لهاتين السورتين في المصحف الموجود . ومن القسم الثاني : 1 ـ فقد أخرج البخاري عن عمر بن الخطّاب أنّه قال : ( إنّ الله بعث محمداً بالحقّ ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان ممّا أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلّوا بترك فريضة أنزلها الله . ثم إنّا كنّا نقرأ ـ فيما نقرأ من كتاب الله ـ : أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم أن ترغبوا عن أبائكم ، أو : إنّ كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ... ) (22) . وأخرج أيضاً عنه قوله : ( إنّ الله بعث محمداً ... فالرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا احصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه البيّنة ) (23) . وأخرجه مسلم بن الحجّاج أيضاً في صحيحة (24) ، وأحمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة ـ في مسنده (25) (1) روح المعاني 1 : 25 . (2) إعجاز القرآن : 44 . (3) مسند أحمد 5 : 129 . (4) الإتقال في علوم القرآن 1 : 271 . (5) سورة الليل : 3 . (6) صحيح الترمذي 5 : 191 ، صحيح مسلم 1 : 565 . (7) سورة الذاريات : 58 . (8) مسند أحمد 1 : 394 ، صحيح الترمذي 5 : 191 . (9) سورة الجمعة : 9 . (10) الدرّ المنثور 6 : 219 . (11) الدرّ المنثور 5 : 179 . (12) كنز العمّال 2 : 567 . (13) الإتقان في علوم القرآن 3 : 82 ، الدر المنثور 5 : 180 عن أبي عبيدة في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه . (14) الدر المنثور 5 : 180 . (15) الدرّ المنثور 3 : 208 . (16) الدّر المنثور 3 : 208 . (17) الدرّ المنثور 3 : 208 . (18) الدّر المنثور 3 : 208 . (19) صحيح مسلم 2 : 726 ح 1050 ، المستدرك على الصحيحين 2 : 224 ، الدر المنثور . (20) الإتقان في علوم القرآن 1 : 226 . (21) صحيح البخاري 6 : 210 (22) صحيح البخاري 8 : 208 . (23) صحيح البخاري 8 : 208 . (24) صحيح مسلم 3 : 1317 . (25) مسند أحمد 1 : 40 و 55 . المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الحوار العقائدي Hph]de hgjpvdt td ;jf Hig hgsk~m |
2014/02/04, 07:32 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
وماذا يمنع أن تنجو ل في صفحاتك
ونتمتع بما يزرعه قلمك من فن وإبداع متقن تقبل مرورى وشكرى |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لإخواني السنّة الكرام المعتدلين...هذا الحديث | عاشق نور الزهراء | الحوار العقائدي | 1 | 2015/09/29 10:13 PM |
اعتراف علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهدي ع | بنت الصدر | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 1 | 2015/09/21 01:58 PM |
إخواني السنّة الذين يستشبهون بمصحف فاطمة ع، تفضلوا هنا | عاشق نور الزهراء | الحوار العقائدي | 3 | 2013/03/17 05:02 PM |
روايات التحريف القران عند السنة ومن 224 مصدر | بشار الربيعي | الحوار العقائدي | 15 | 2012/11/30 10:58 PM |
( خلاصة ردود علماء الشيعة في التحريف ) | بشار الربيعي | الحوار العقائدي | 8 | 2012/11/30 10:11 PM |
| |