Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015/10/28, 06:27 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي جرائم خلفاء السوء.. بني أمية وبني العباس



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

قال: (وقتلت شيعنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب أو هدمت داره)(1).
ويصور لنا الشاعر الكبير عبد الله بن عامر المعروف بالعبلي الاضطهاد الذي عاناه بسبب حبه لأهل البيت (عليهم السلام) يقول:
شردو ابي عند امتداحـي عليا ورأوا ذاك فــي داءا دويـــا
فو ربي ما أبرح الدهـر حتى تمتلئ مهجـتـي بحبــي عليـا
وبنيـة لحـب أحـمـد إنـي كنــت أحببتهـم بحــبي النبيا
حب ديـن لا حب دنيا وشـر الحـب حـب يكــون دنيـويـا
صاغني الله في الذؤابة عنهـم لا ذميمــا ولا سنيـــدا دعيـا
أرأيت ما عاناه العبلي من الاضطهاد والتشريد لحبه سيد المتقين الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو مع ذلك لم يغفل ما عاناه.... لقد أحب أهل البيت (عليهم السلام) وأخلص لهم كأعظم ما يكون الإخلاص، ولم يكن ذلك عن هوى أو عاطفة وإنما كان من أجل الدين فرض ولاء العترة الطاهرة على جميع المسلمين.
وشار النمري في بعض قصائده إلى اضطهاد الشيعة من أجل مودتهم لعترة النبي (صلى الله عليه وآله) قول:
آل النبـي ومـن يحبهـم يتضامنون مخافـة القتـل
أمن النصارى واليهود وهم عـن أمة التوحيد في عزل
لقد كانت جميع الأديان والمذاهب تنعم بالأمن والاستقرار إلا شيعة أهل البيت (عليهم السلام) فقد صبت عليهم السلطات جميع ألوان القسوة والعذاب، وقد سئل الإمام أبو جعفر الباقر فقيل له:
كيف أصبحت؟
فأجاب بمرارة وألم: (أصبحت برسول الله (صلى الله عليه وآله) خائفا و أصبح الناس كلهم برسول الله (صلى الله عليه وآله آمنين)(2).
ونسبت أبيات من الشعر لبعض أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تحكي ما عانوه من المحن والخطوب يقول:
نحن بنو المصطفى ذوو محن يجـرعها في الأنام كاظمنا
عظيمة فـي الأيام محنتنا ولنا مبتلـى وآخـرنـــا
يفرح هذا الورى بعيـدهـم ونحـن أعيادنـا مآتمنــا
إن الأعياد الإسلامية التي يفرح بها المسلمون كعيد الفطر والأضحى قد عادت مأتما على أهل البيت (عليهم السلام) وأحزانا، وذلك لشدة مالا قوه من حكام عصورهم من القتل والسجن والتنكيل.
وروى المؤرخون أن الفضل بن دكين كان يتشيع فجاء إليه ولده وهو يبكي، فقال له:
(مالك؟)
(يا أبتي إن الناس يقولون: إنك تتشيع؟)
فأجابه الفضل:
وما زال كتمانيك حتى كأننـي بـرجـع جـواب السائـل لأعجم
لأسلم من قـول الوشاة وتسلمي سلمت وهل حي على الناس يسلم(3)
لقد كان الاتهام بالتشيع في العصر الأموي مما يستوجب النقمة والبطش من المسؤولين, فقد روي المؤرخون أن الاتهام بالكفر والزندقة والمورق من الدين أهون من الاتهام بالتشيع وبلغ الأمر أن من يسلم من العلويين على شخص يعرضه إلى التنكيل والبطش من قبل السلطة. ويحدثنا الرواة أن إبراهيم بن هرثمة دخل المدينة فأتاه علوي فسلم عليه، فقال له إبراهيم: تنح عني لا تشط بدمي(4).
وبلغ من عداء الأمويين للعلويين أنهم عهدوا إلى ولاتهم وعمالهم بقتل كل مولود يسمى عليا، ومن طريف ما ينقل أن علي بن رباح لما سمع ذلك خاف من القتل، وجعل يقول: لا أجعل في حل من سماني عليا فإن اسمي عُلى ـ بضم العين ـ(5).
لقد كانت محنة الشيعة في العصر الأموي شاقة وعسيرة فقد واجهت أعنف المشاكل وأقساها, وكذلك واجهت نفس الدور في العصر العباسي, ومن تلك الصور المفجعة أنه إذا أراد شخص الكيد لأحد والانتقام منه دس إليه من يرميه بالتشيع فتصادر أملاكه وتنهال عليه العقوبات حتى يظهر البراءة من الرفض(6).
وعلى أي حال فقد أمعنت السلطات الحاكمة في العصر الأموي والعباسي في قتل شيعة أهل البيت والتنكيل بهم، فزياد بن أبيه تتبع الأبرار من الشيعة فقتلهم تحت كل حجر ومدر فقطع أرجلهم وأيديهم وسمل عيونهم، وصلبهم على جذوع النخل، والسفاح الإرهابي الحجاج بن يوسف الممسوخ قتل في أيام حكمه من الشيعة مائة وعشرين ألفا، وتوفي في سجونه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة منهن ستة عشر ألف امرأة عارية مجردة من الثياب، وقال فيه النجيب الشريف عمر بن عبد العزيز: (لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم).
وفي العصور المتأخرة واجهت الشيعة أعنف المشاكل وأقسى الضربات فقد أشاع المجرم السلطان سليم القتل في شيعة أهل البيت بواسطة فتوى أحد فقهاء الضلال والفساد(7). ويقول الإمام شرف الدين إن الشيخ نوح الحنفي أفتى بكفر الشيعة ووجوب قتلهم، فقتل من جراء ذلك عشرات الألوف من شيعة حلب وغيرهم، وتشرد من سلم من شيعة حلب حتى لم يبق بها شيعي واحد، و كان التشيع فيها راسخا ومنتشرا(8).
وفي أيام السلطان بيبرس سنة( 665 ) صدرت أوامره بإتباع المذاهب السنية الأربعة، وتحريم ما عدها، كما صدرت أوامره بأن لا يولى قاض, ولا تقبل شهادة شاهد، ولا يرشح لوظيفة الخطابة أو الإمامة إلا من كان مقلدا لإحدى تلك المذاهب(9). و على أي حال فقد أمعن الحكام الظالمون باضطهاد الشيعة ولتنكيل بهم لأنهم كانوا الجبهة المعارضة لسياستهم التي ليس فيها بصيص من العدل والحق.
رسالة الخوارزمي لأهالي نيسابور
ويجدر بنا أن نذكر رسالة أبي بكر الخوارزمي التي بعثها إلى أهالي نيسابور يعزيهم فيها على ما جرى عليهم من الظلم والجور لتشيعهم، وقد حكت هذه الرسالة بصدق وأمانة المظالم الفظيعة التي عانتها الشيعة منذ أقدم العصور. وهذه بعض فصولها:
(سمعتم أرشد الله سعيكم، وجمع على التقوى أمركم ما تكلم به السلطان الذي لا يتحامل إلا على العدل، ولا يميل إلا على جانب الفضل، و لا يبالي أن يمزق دينه إذا رقا دنياه، ولا يفكر من أن يؤخر رضا الله إذا وجد رضا الله.
ونحن أصلحنا الله وإياكم عصابة لم يرض الله لنا الدنيا، قد أخرنا للدار الآخرة، ورغب بنا عن ثواب العاجل, فأعد لنا ثواب الآجل، وقسمنا قسمين: قسم مات شهيدا، وقسم عاش شريدا، فالحي يحسد الميت على ما صار إليه، ولا يرغب بنفسه عما جرى عليه، قال أمير المؤمنين ويعسوب الدين: المحن إلى شيعتنا أسرع من الماء إلى الحدور...وهذه مقالة أسست على الحق، وولد أهلها في طالع الهزاهز والفتن فحياة أهلها نغص، وقلوبهم حشوها غصص، والأيام عليهم متحاملة والدنيا عنهم مائلة، فإذا كنا شيعة أئمتنا في الفرائض والسنن، ومتبعي آثارهم في كل قبيح وحسن فينبغي أن نتبع آثارهم في المحن).
وحكى هذا المقطع ما تعانيه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) من صنوف البلاء والمحن من حكام الجور، وأن الله تعالى أدخر لهم أعظم المنازل في الدار الآخرة، واستمر أبو بكر الخوارزمي في رسالته قائلا: (وغصبت سيدتنا فاطمة صلوات الله عليها وعلى آلها ميراث أبيها صلوات الله عليه وعلى آله يوم السقيفة، وأخر أمير المؤمنين عن الخلافة، وسم الحسن سلام الله عليه سرا، وقتل أخوه كرم الله وجهه جهرا وصلب زيد بن علي بالكناسة، وقطع رأس زيد بن علي في المعركة(10) وقتل ابناه محمد وإبراهيم على يد عيسى بن موسى العباسي.. وقل موسى بن جعفر في حبس هارون، وسم علي بن موسى بيد المأمون، وهزم إدريس بفخ حتى وقع إلى الأندلس، وقتل يحيي بن عبد الله بعد الأمان والإيمان، وبعد تأكيد العهود والضمان)...
عرض الخوارزمي في هذا المقطع إلى المآسي التي حلت بأهل البيت النبوة (عليهم السلام)، وكان من أفجعها ما جرى على زهراء الرسول (عليها السلام)، من المحن والخطوب من منعها من ميراث أبيها، وإقصاء زوجها الإمام أمير المؤمنين عن الخلافة، ومن المآسي سم الإمام الحسن سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته، وإبادة العترة الطاهرة على صعيد كربلاء إلى غير ذلك من الخطوب التي حلت بالعترة الطاهرة...
ويمضي الخوارزمي في تعداد ما جرى على آل البيت من الظلم فيقول:
هذا غير ما فعل يعقوب بن الليث بعلوية طبرستان وقد قتل محمد بن زيد والحسن بن القاسم الداعين على أيدي آل ساسان وغير ما صنعه أبو الساج في علوية المدينة حملهم بلا غطاء ولا وطاء من الحجاز إلى سامراء، وهذا بعد قتل قتيبة بن مسلم الباهلي لابن عمر ابن علي حين أخذ بأبويه، وقد ستر نفسه، ووارى شيعته، يصانع حياته، ويدافع وفاته، وكما فعل الحسين بن إسماعيل المصعبي بيحيى ابن عمر الزيدي خاصة وما فعلة مزاحم بن خاقان بعلوية الكوفة كافة، فليس في بيضة الإسلام بلدة إلا وفيها قتيل طالبي وقومه تشارك في قتلهم الأموي والعباسي وأطبق عليهم العدناني والقحطاني:
فليــس حـي من الأحياء نعرفه من ذي يمان ومن بكر ومن مضر
إلا وهـم شــركاء في دمائهـم كما تشـارك إيسـار علـى جزر
وحكت هذه الكلمات ما عانته السادة العلويين من صنوف القتل من الأمويين والعباسيين .. ويستمر الخوارزمي في ذكر النكبات التي لاقتها الشيعة وأسيادهم العلويون:
(قادتهم ـ أي العلويين ـ الحمية إلى المنية، وكرهوا عيش الذلة فماتوا موت العزة، ووثقوا بما لهم في الدار الباقية فسخت نفوسهم من هذه الدار الفانية، ولم يشربوا كأسا من الموت إلا شربها شيعتهم وأوليائهم، ولا قاسوا لونا من الشدائد إلا قاسه أنصارهم وأتباعهم).
وحكت هذه الجمل عزة العلويين وكرامتهم، فقد أبوا أن يعيشوا أذلاء صاغرين في حكم الأمويين والعباسيين فرفعوا راية الثورة عليهم وماتوا أحرارا، وما جرى عليهم جرى على شيعتهم الذين تمردوا على الظلم والطغيان، ويمضي الخوارزمي في رسالته قائلا:
(داس عثمان بن عفان بطن عمار بن ياسر بالمدينة، ونفى أبا ذر الغفاري، وأشخص عامر بن عبد القيس التميمي، وعمر بن الأشتر النخعي، وعدي بن حاتم الطائي، وسير عمر بن زرارة إلى الشام، ونفى كميل بن زياد إلى العراق، وجفا أبي بن كعب وعادى محمد بن حذيفة، وناواه وعمل في ابن سالم ما عمل، وفعل مع كعب ما فعل...).
عرض الخوارزمي إلى ما اقترفه عثمان في حق خيار الصحابة الذين نقموا على سياسته أمثال الصحابي العظيم عمار بن ياسر والصحابي الثائر أبي ذر وأمثالهم من عيون المسلمين، فقد نكل بهم كشر ما يكون التنكيل. ويمضي الخوارزمي في ذكر المآسي التي عانها العلويون وشيعتهم فيقول:
(وأتبعه في سيرته ـ أي سيرة عثمان ـ بنو أمية يقتلون من حاربهم، ويغدرون بمن سالمهم، لا يحفلون لمهاجرين، ولا يصونون الأنصاريين، ولا يخافون الله، ولا يحتشمون الناس، قد اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله دولا، يهدمون الكعبة، ويستعبدن الصحابة، ويعطلون الصلاة الموقوتة، ويخنقون أعناق الأحرار، ويسيرون في حرم المسلمين سيرتهم في حرم الكفار، وإذا فسق الأموي فلم يأت بالصلاة عن كلالة....).
وحكى هذا المقطع الجرائم والموبقات التي اقترفها الأمويين فقد ساسوا الناس سياسة سوداء خرقاء لا ظل فيها للرحمة والعدل.. ويقول الخوارزمي:
(قتل معاوية حجر بن عدي الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي بعد الإيمان المؤكدة، والمواثيق المغلطة، وقتل زيد بن سمية الألوف من شيعة الكوفة وشيعة البصرة صبرا، وأوسعهم حبسا وأسرا، حتى قبض الله معاوية على أسوأ أعماله، وختم عمره بشر أحواله، فاتبعه ابنه يجهز على جرحاه، ويقتل أبناء قتلاه، إلى أن قتل هانئ بن عروة المرادي، ومسلم بن عقيل الهاشمي، وعقب بالحارث ابن زياد الرياحي، وبأبي موسى عمرو بن فرطة الأنصاري، وحبيب ابن مظاهر الأسدي، وسعيد بن عبد الله الحنفي، ونافع بن هلال الجملي، وحنظلة بن أسعد الشامي، وعابس بن أبي حبيب الشاكري في نفيف وسبعين من جماعة شيعة الحسين (عليه السلام) يوم كربلاء.
ثم سلط عليهم الدعي ابن الدعي عبيد الله بن زياد يصلبهم على جذوع النخل، ويقتلهم ألوان التل حتى اجتث الله دابره، ثقيل الظهر بدمائهم التي سفك، عظيم التبعة بجريمهم الذي انتهك.. فانتبهت لنصرة أهل البيت طائفة أراد الله أن يخرجهم من عهدة ما صنعوا ويغسل عنهم وضر ما اجترحوا فصمدوا ضد الفئة الباغية، وطلبوا بدم الشهيد الدعي ابن الدعي، لا يزيدهم قلة عددهم وانقطاع مددهم، وكثرة سواد أهل الكوفة بإزائهم إلا إقداما على القتل والقتال، وسخاء بالنفوس والأموال حتى قتل سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نحبة الفزاري وعبيد الله بن وال التميمي في رجال من خيار المؤمنين وعلية التابعين، ومصابيح الأنام، وفرسان الإسلام...).
عرض الخوارزمي في هذا المقطع إلى ما عانته شيعة أهل البيت في عهد الطاغية معاوية من صنوف القتل والتنكيل فقد سلط عليهم الإرهابي المجرم زياد بن أبيه فأمعن في قتلهم ومطاردتهم ولما انتهت أيام معاوية أعقبه ابنه يزيد فاقترف من الجرائم ما سود به وجه التأريخ وذلك على يد اللقيط ابن مرجانة الذي ارتكب كل جريمة وكل إثم، ولم يرع لله إلا ولا ذمة فقتل خيار الشيعة أمثال الورع التقي ميثم التمار، ورشيد الهجري، وبعد هلاك المجرم يزيد انتفضت خيار الشيعة وهم المعروفون بالتوابين فطالبوا بدم ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبي الأحرار الإمام الحسين وقد استشهد أعلامهم أمثال سليمان بن صرد الخزاعي وغيره....
ويستمر الخوارزمي في عرض مآسي العلويين وشيعتهم فيقولك (ثم سلط ابن الزبير على الحجاز والعراق فقتل المختار بعد أن شفى الأوتار، وأدرك الثأر، وأفنى الأشرار، وطلب بدم المظلوم الغريب فقتل قاتله، ونفى خاذله وأتبعوه أبا عمر بن كيسان وأحمر بن شميط ورفاعة بن يؤيده والسائب بن مالك، وعبد الله بن كامل، وتلقطوا بقايا الشيعة يمثلون بهم كل مثلة، ويقتلونهم شر قتلة، حتى طهر الله البلاد من عبد الله بن الزبير وأراح العباد من أخيه مصعب فقتلهما عبد الملك بن مروان (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) بعد ما حبس ابن الزبير محمد بن الحنفية، وأراد إحراقه ونفى عبد الله بن عباس....).
وحكت هذه الكلمات ثورة القائد الملهم العظيم المختار بن يوسف الثقفي نضرّ الله مثواه الذي طهر الأرض من أرجاسها الخونة المجرمين قتلة سيد شباب أهل الجنة أبي الأحرار الإمام الحسين فقد قتلهم المختار وأبادهم تحت كل حجر ومدر، فما أعظم عادته على أهل البيت، ولكن من المؤسف أن عبد الله بن الزبير وأخاه مصعب زحفا بجيوشهم صوب العراق فاحتلوه، وأبادا بصورة جماعية شيعة أهل البيت وفي طليتهم حاكم العراق المختار وجماعته المؤمنين الأخيار، ولكن الأمر لم يستقم لمصعب وأخيه، فقد زحف عبد الملك بجيوشه فاحتل الحجاز والعراق وقتل مصعبا وأخاه وأراح الله العباد والبلد منهما.
ويتحدث الخوارزمي عما عانته الشيعة في أيام الطاغية عبد الملك فيقول:
فلما خلت البلاد لآل مروان سلطوا الحجاج على الحجازيين ثم على العراقيين، فتلعب بالهاشميين وأخاف الفاطميين، وقتل شيعة علي ومحا أثار بيت النبوة، وجرى منه ما جرى على كميل بن زياد النخعي واتصل البلاء مدة ملك المروانية إلى الأيام العباسية، حتى إذا أراد الله أن يختم مدتهم بأكثر آثامهم، ويجعل أعظم ذنوبهم في آخر أيامهم بعث على بقية الحق المهمل، والدين المعطل زيد بن علي فخذله منافقو أهل العراق, وقتله أحزاب أهل الشام وقتل من شيعته نصر بن خزيمة الأسدي، ومعاوية بن إسحاق الأنصاري وجماعة ممن شايعه وتابعه، وحتى من زوجه وأدناه وحتى من كلمه وماشاه....).
عرض الخوارزمي في هذا المقطع إلى حكم المروانيين وما اقترفوه من الجرائم والموبقات، وكان من أفظع جرائمهم أنهم سلطوا الإرهابي المجرم الحجاج بن يوسف الثقفي فأمعن في قتل الأخيار والمصلحين من شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد انبرى لإنقاذ المسلمين من الجور، الشهيد الخالد زيد بن علي، ففجر ثورته الكبرى التي هي من الثورات الخالدة في دنيا الإسلام، وقد غدر به أهل الكوفة كما غدروا بجده الإمام الحسين فاستشهد نقي الثوب مجاهدا في سبيل الله وبعد شهادته تتبع الأمويون شيعته فأبادوهم ونكلوا بهم. ويعرض الخوارزمي إلى بض مآسي العلويين وشيعتهم فيقول:
(فلما انتهكوا ذلك الحريم، واقترفوا ذلك الإثم العظيم غضب الله عليهم ـ أي على الأمويين ـ وانتزع الملك منهم، فبعث العلويون أبا مجرم ـ لا أبا مسلم ـ فنظر لا نظر الله إليه إلى صلابة العلويين، وإلى لين العباسيين، فترك تقاه واتبع هواه، وباع آخرته بدنياه، وافتتح عمله بقتل عبد الله بن معاوية، وعبد الله بن جعفر، وسلط طواغيت خراسان وخوارج سجستان، وأكراد إصفهان على آل أبي طالب يقتلهم تحت كل حجر ومدر، ويطلبهم في كل سهل وجبل، حتى سلط الله عليه أحب الناس إليه فقتله كما قتل الناس في طاعتهن وأخذه كما أخذ النساء في بيعته، ولم ينفعه أن اسخط الله برضاه، وأن ركب مالا يهواه، وخلت من الدوانيقي الدنيا، فخبط فيهم عسفا، وتقضى فيها جورا وحيفا إلى أن مات، وقد امتلأت سجونه بأهل بيت الرسالة، ومعدن الطيب والطهارة، قد تتبع غائبهم وتلقط حاضرهم، حتى قتل عبد الله بن محمد، ابن عبد الله الحسني بالسند على يد عمر بن هشام التغلبي، فما ظنك بمن قرب تناول عليه، ولأن سمه على يديه؟).
وهذا قليل في جنب ما قتله هارون منهم، وما فعله موسى بهم قبله، فقد عرفتم ما توجه على الحسين بن علي بفخ ابن موسى، وما اتفق على علي بن الأفطس الحسيني من هارون، وما جرى على أحمد بن علي الزيدي، وعلى القاسم بن علي الحسيني من حبسه، وعلى ابن غسان حاضر الخزاعي حين أخذ من خيله، وبالجملة أن هارون مات وقد حصد شجرة النبوة، واقتلع غرس الإمامة وأنتم أصلحكم اله أعظم نصيبا في الدين من الأعمش فقد شموه ومن شريك فقد عزلوه، ومن هشام بن الحكم فقد أخافوه ومن علي بن يقطين فقد اتهموه.
وحكى هذا المقطع المآسي والنكبات التي جرت على السادة العلويين وعلى شيعتهم في عهد العباسيين فقد أسرفوا إلى حد بعيد في ظلمهم وقتلهم، وقد صور هذا المقطع قائمة بأسماء السادة العلويين الذين نفذ فيهم حكم الإعدام المجرم أبو مسلم الخراساني الذي انتقم الله منه على يد المنصور الدوانيقي الذي أخلص له، وأراق أنهارا من الدماء في سبيل توطيد الملك له ولأخيه السفاح.
وعرض الخوارزمي إلى ما اقترفه موسى الهادي وهارون من القتل والتنكيل بالعلويين وشيعتهم، ويستمر الخوارزمي في ذكر المآسي التي حلت بالعلويين وشيعتهم يقول: (فأما في الصدر الأول فقد قتل زيد بن صوحان العبدي وعوقب عثمان بن حنيف الأنصاري، وخفي حارثة بن خدامة السعدي وجندب بن زهير الأزدي وشرع بن هاني المرادي، ومالك بن كعب الأرحبي، ومعقل بن قيس الرياحي، والحارث الأعور الهمداني، وأبو الطفيل الكناني، وما فيهم إلا من خر على وجهه قتيلا أو عاش في بيته ذليلا، يسمع شتمة الوصي فلا ينكر، ويرى قتلة الأوصياء وأولادهم فلا يغير، ولا يخفى عليكم حرج عامتهم وحيرتهم كجابر الجعفي، ورشيد الهجري وزرارة بن أعين، وكفلان وأبي فلان، ليس إلا أنهم رحمهم الله كانوا يتولون أولياء الله، ويتبرؤون من أعدائه، وكفى به جرما عظيما عندهم وعيبا كبيرا.....).
وحكت هذه الكلمات ما جرى على أعلام الشيعة من صنوف القتل والاضطهاد أيام الحكم الأموي، وعدد الخوارزمي بعد ذلك إلى ما عانوه أيام الحكم العباسي من الاضطهاد فيقول: (وقل في بني العباس فإنك ستجد ـ بحمد الله ـ مثالا، وجل في عجائبهم فإنك ترى ما شئت مجالا.... يجئ فيئهم فيغرق على الديلمي والتركي، ويحمل إلى المغربي والفرغاني، ويموت إمام من أئمة الهدى، وسيد من سادات بني المصطفى، فلا تتبع جنازته ولا تجصص مقبرته، ويموت ضراط لهم أو لاعب، أو مسخرة أو ضارب، فتحضر جنازته العدول والقضاة، ويعمر مسجد التعزية عنه القواد والولاة، ويسلم فيهم من يعرفونه دهريا أو سوفسطائيا، ولا يتحرضون لمن يدرس كتابا مانويا ويقتلون من عرفوه شيعيا ويسفكون دم من سمى ابنه عليا، ولو لم يقتل من شيعة أهل البيت غير المعلى بن خنيس، قتيل داوود بن علي، ولم لم يحبس فيهم غير أبي تراب المروزي لكان ذلك جرما لا يبرأ، وثائرة لا تطفأ، وصدعا لا يلتئم، وجرحا لا يلتحم.
وكفاهم أن شعراء قريش، قالوا في الجاهلية: أشعارا يهجون فيها أمير المؤمنين ويعارضون فيها أشعار المسلمين، فحملت أشعارهم، ودونت أخبارهم، ورواها الرواة أمثال الواقدي، ووهب بن منبه التميمي ومثل الكلبي والشرقي بن القطامي، والهيثم بن عدي وداب بن الكناني.
وأن بعض شعراء الشيعة يتكلم في ذكر مناقب الوصي بل في ذكر معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) فيقطع لسانه ويمزق ديوانه ما فعل بعبد الله بن عمار البرقي وكما أريد بالكميت بن زيد الأسدي، وما نبش قبر منصور بن الزبرقان النمري، وكما دمر دعبل بن علي الخزاعي، إما مع رفقتهم من مروان بن أبي حفصة اليمامي، وعلي بن الجهم الشامي، فقد وسعوا عليهم ليس إلا لغلوهما في النصب، حتى أن هارون بن الخيزران، وجعفر المتوكل على الشيطان ـ لا على الرحمن ـ كانا لا يعطيان مالا، ولا يبذلان نوالا لا لمن شتم آل أبي طالب، ونصر مذهب النواصب مثل عبد الله بن مصعب الزبيري، ووهب بن وهب البختري، ومن الشعراء مثل مروان بن أبي حفصة الأموي، ومن الأدباء مثل عبد الملك بن قريب الأصمعي، فأما في أيام جعفر فمثل بكاء بن عبد الله الزبيري، وأبي السمط بن أبي الجون الأموي، وابن أبي الشوارب العيشمي...).
تعرض الخوارزمي في هذا المقطع إلى المحن الشاقة والعسيرة التي واجهتها الشيعة أيام الحكم العباسي الذي جهد على ظلم الشيعة وإرهاقهم والأعلام الذين أعدموا منهم وغير ذلك من صنوف الجور الذي عانوه، ومن بنود هذه الوثيقة قوله: (ونحن أرشدكم الله قد تمسكنا بالعروة الوثقى ـ يعني أهل البيت ـ وآثرنا الدين على الدنيا، وليس يزيدنا بصيرة زيادة من زاد فينا، ولن يحل لنا عقدة نقصان من نقص منا، فإن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود كما بدا.
كملة من الله، ووصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين، ومع اليوم غد، وبعد السبت أحد، قال عمار بن ياسر يوم صفين: لو ضربونا حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا أنّا على الحق، وأنهم على الباطل، ولقد هزم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم هزم، وتأخر الإسلام ثم تقدم (ألم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)(11) ولولا محنة المؤمنين وقلتهم، ودولة الكافرين وكثرتهم لما امتلأت جهنم حين تقول: (هل من مزيد) ولما قال الله تعالى: (ولكن أكثرهم لا يعلمون) ولما تبين الجزوع من الصبور، ولا عرف الجزوع من الشكور، ولما استحق المطيع الأجر، ولا احتقب العاصي الوزر... فإن إصابتنا نكبة فذلك ما قد تعودناه، وإن رجعت لنا دولة فذلك ما قد انتظرناه وعندنا بحمد الله تعالى لكل حالة آلة.... فعند المحن الصبر، وعند النعم الشكر، ولقد شتم أمير المؤمنين على المنابر ألف شهر فما شككنا في وصيته وكذب محمد (صلى الله عليه وآله) بضع عشرة سنة فما اتهمناه في نبوته....).
وحكت هذه الكلمات صمود الشيعة أمام الضربات القاسية التي عانتها من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) من أمويين وعباسيين فلم تصرفها عن ولائها وحبها لعترة النبي (صلى الله عليه وآله) وقد أثبتت الشيعة في مواقفها الصلبة أيام الحكم الأموي والعباسي أنها من أصلب المدافعين عن الإسلام والمناهضين للجور والطغيان، ولم تحفل بالكوارث والخطوب التي صبها عليها اللصوص من حكام الأمويين والعباسيين.
ويستمر الخوارزمي في رسالته فيقول: (اعلموا رحمكم الله أن بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن، وأتباع الطاغوت والشيطان جهدوا في دفن محاسن الوصي، واستأجروا من يكذب على النبي (صلى الله عليه وآله) ويضع الأحاديث وحولوا الجوار إلى بيت المقدس عن المدينة.
وبذلوا في طمس هذا الأمر الأموال، وقلدوا عليه الأعمال، واصطنعوا فيه الرجال فما قدروا على دفن حديث من أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا على تحريف آية من كتاب الله، ولا على دس أحد من أعداء الله في أولياء الله ولقد كان ينادي على رؤوسهم بفضائل العترة، ويبك بعضهم بعضا بالدليل والحجة.
والحق عزيز وإن أستذل أهله، والباطل ذليل، وإن وضع بالشبهة، وقبيح وإن غطى وجهه بكل مليح، قال عبد الرحمن بن الحكم وهو من أنفس بني أمية:
سمية أمسى نسلها عدد الحصى وبنت رسول الله ليس لها نسل
وقال غيره:
لعن الله مـن يســب عليـا وحسينا مـن سوقــة وإمام
وقال أبو دهبل الجحمي في سمة سلطان بني أمية وولدية آل بني سفيان:
تبيـت السكـارى من أمية نوما وبالطــف قتلـى ما ينام حميمها
وقال سليمان بن قتة:
وإن قتيـل الطـف من آل هاشم أذل رقـاب المسلميـن فذلت
وقال الكميت وهو جار خالد بن عبد الله القسري:
فقـل لبنـي أميـة حيـث حلوا وإن خفـت المهند والقطيعـا
أجـاع الله مـن أشبعتمـــوه وأشبـع من بجوركـم أجيعا
عرض الخوارزمي في هذا المقطع إلى ما بذله الأمويين من جهود جبارة لطمس فضائل الإمام أمير المؤمنين فقد سخروا جميع إمكانياتهم الاقتصادية والإعلامية، واستعلموا جميع وسائل الخوف والإرهاب لمحو ذكره وستر مناقبه إلا أنهم لم يفلحوا فقد برزت مناقبه ومآثره كأسمى صورة عرفتها الإنسانية، كما ظهرت للعيان صور أعدائه من اللصوص وقطاع الطرق، وافتضح أمرهم، وخاب سعيهم.

وحفل المقطع الأخير من هذه الرسالة ما عاناه السادة العلويون من الحصار الاقتصادي الذي فرض عليهم من قبل الطغمة العباسية فقد ضيقوا عليهم غاية التضييق حتى لم يجد العلوي ثوبا يستر بدنه ولا طعاما يسد رمقه، في حين أن واردات الدولة تنفق بسخاء على الماجنين والعابثين والمغنين..... ومن بنود هذه الرسالة: (ولقد كانت في بين أميه مخازي ومعائب.. كان معاوية قاتل الصحابة والتابعين، وأمه آكلة أكباد الشهداء الطاهرين، وابنه يزيد القرود ومربي الفهود، وهادم الكعبة، وناهب المدينة، وقاتل العترة، وصاحب يوم الحرة، وكان مروان الوزغ ابن الوزع قد لعن النبي (صلى الله عليه وآله) أباه، وهو في صلبه فلحقته لعنة الله، وكان عبد الملك صاحب الخطيئة التي طبقت الأرض، وهي توليته الحجاج بن يوسف الثقفي فاتك العباد وقاتل العباد، ومبيد الأوتاد، ومخرب البلاد، وخبيث أمة محمد (صلى الله عليه وآله) الذي جاءت به النذر وورد في الأثر.
وكان الوليد جبار بني أمية قد ولى الحجاج على المشرق وقرة بن شريك على المغرب، وكان سليمان صاحب البطن الذي قتلته بطنته، ومات بشما(12)، وكان يزيد صاحب سلامة، وحبابة الذي نسخ الجهاد بالخمر، وقصر أيام خلافته على العود والزمر، وأول سعر المغنيات، وأعلن بالفاحشات. وماذا أقول: فمن أغدق فيه مروان من جانب، ويزيد بن معاوية في جانب، فهما ملعونان وعريقان في الكفر.
وكان هشام قاتل زيد بن علي مولى يوسف بن عمر الثقفي، وكان الوليد بن يزيد خليع بني مروان الكافر بالرحمن الممزق بالسهام القرآن وأول من قال الشعر في الإيمان، وجاهر بالفسق والعصيان).
حكى هذا المقطع ما أثر عن ملوك بني أمية من الموبقات والجرائم لتي سودوا بها وجه التأريخ.... ثم عرض بعد ذلك إلى ملوك بني العباس، وختم بهم رسالته قائلا: (وهذه المثالب مع عظمها وكثرتها، ومع قبحها وشناعتها صغيرة وقليلة في جنب مثالب بني العباس الذين بنوا مدينة الجبارين وغرقوا في الملاهي والمعاصي أموال المسلمين، أهؤلاء أرشدكم الله الدائمين المهديين الراشدين الذين قضوا بالحق وبه يعدلون، بذلك يقف خطيب جمعتهم، وبذلك تقوم صلاة جماعتهم)(13).
وأعرب الخوارزمي بهذه الكلمات عن بعض مثالب بني العباس الذين هم شر من بني أمية، فقد أنفقوا أموال المسلمين على شهواتهم ولياليهم الحمراء في حين كانت الأكثرية الساحقة من الشعوب الإسلامية ينهشها الجوع والحرمان، ومن المؤسف أن وعاظ السلاطين وبعض المؤرخين قد أضفوا عليهم النعوت الحسنة والألقاب الكريمة وهم في الواقع لا نصيب لهم من أي صفة كريمة أو نزعة شريفة.
وبهذا ينتهي بنا المطاف عن رسالة الخوارزمي التي عرضت بصورة مفصلة ما عاناه السادة العلويون وشيعتهم من المآسي المفزعة والكوارث المدمرة من حكام الأمويين والعباسيين.
الالتجاء إلى التقية:
ولما أمعنت السلطات الأموية والعباسية في ظلم الشيعة وتصفيتهم جسديا ومصادرة أموالهم، فقد شرع أئمة الهدى (عليهم السلام) التقية، وألزموا بها شيعتهم، أما تعريف التقية فهي (كتما الحق وستر الاعتقاد ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو الدنيا).
لقد شرع أئمة الشيعة التقية، وألزموا بها شيعتهم حفظا على دمائهم التي استحلها أولئك الجلادون من برابرة الشر الذين خلقوا للجريمة والإساءة إلى الناس، ولولا التقية لما بقي للشيعة اسم ولا رسم نظرا لقسوة العذاب الذي لا قوه في تلك العهود السود.
لقد شدد الأئمة الطاهرون على شيعتهم بكتمان مودتهم وإخفاء عقيدتهم حفظا لدمائهم وإبقاءا على وجودهم، وكان ممن ألزم من الأئمة بالتقية الإمام أبو جعفر الباقر فقد أعلن أمام شيعته (التقية ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له....).
ومن المؤكد أنه لولا هذه الخطة الحكمية لذهب ذكر أهل البيت وانطمس مذهبهم، وما بقي لهم اسم على وجه الأرض فقد جهدت الحكومة الأموية والعباسية على إزالة آثار أهل البيت ومحو ذكرهم وإطفاء نورهم. يقول الشيخ الطوسي: ولم تلق فرقة ولا بلي مذهب بما بليت به الشيعة من التتبع والقصد وظهور كلمة أهل الخلاف، حتى لا نكاد نعرف زمانا ـ تقدم ـ سلمت فيه الشيعة من الخوف ولزوم التقية، ولا حالا عريت فيه من قصد السلطان وعصبته وميله وانحرافه....).
إن التجاء الشيعة إلى التقية والتزامهم في تلك العصور بإخفاء عقائدهم إنما هو دليل على مدى النضوج الفكر عندهم فقد حفظوا أرواحهم وعقائدهم من خصومهم الممسوخين الذين لا يخافون الله، ولا حريجة لهم في استحلال دماء المسلمين وأموالهم .. وقد بالغ خصومهم في نقدهم والتزامهم بهذه الظاهر إلا أن نقدهم لم يكن موضوعيا، ولا متفقا مع الأصول الشرعية التي ألزمت بالتقية عند خوف الضرر، ولا حزارة عليهم في ذلك.... وبهذا ينتهي بنا الحديث عن الأدوار الرهيبة التي عانت فيها الشيعة أقسى ألوان المحن والاضطهاد.
الهوامش:
ــــــــــــــــــ
1- شرح ابن أبي الحديد 3/15.
2- ميزان الاعتدال 4/160.
3- تأريخ بغداد 12/351.
4- تأريخ بغداد 6/127.
5- تهذيب لتهذيب 7/319.
6- الدرر الكامنة 2/43.
7- ساطع البلاد العربية والدولة العثمانية (ص 40).
8- الشيعة والحاكمون (ص 187).
9- خطط المقريزي 4/344.
10- احتز رأس الشهيد الخالد زيد بعدما أخرج من قبره وصلب.
11- سورة العنكبوت، الآية 1.2.
12- البشم: التخمة في الطعام
13- أخذنا هذه الرسالة من كتابنا حياة الإمام المهدي.


</b></i>


[vhzl ogthx hgs,x>> fkd Hldm ,fkd hgufhs



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2015/10/28, 07:12 PM   #2
مهندس حسين

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4047
تاريخ التسجيل: 2015/10/03
الدولة: العراق - بغداد
المشاركات: 7,055
مهندس حسين غير متواجد حالياً
المستوى : مهندس حسين is on a distinguished road




عرض البوم صور مهندس حسين
افتراضي

أحسنتم الطرح
أخت شجون الزهراء


توقيع : مهندس حسين
رد مع اقتباس
قديم 2015/10/28, 07:19 PM   #3
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي



توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
قديم 2015/10/28, 07:28 PM   #4
مهندس حسين

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4047
تاريخ التسجيل: 2015/10/03
الدولة: العراق - بغداد
المشاركات: 7,055
مهندس حسين غير متواجد حالياً
المستوى : مهندس حسين is on a distinguished road




عرض البوم صور مهندس حسين
افتراضي

أحسنتم الطرح
أخت شجون الزهراء


توقيع : مهندس حسين
رد مع اقتباس
قديم 2015/10/28, 07:54 PM   #5
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
افتراضي

احسنتم وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا


توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار بين قربة ماء العباس والسهم الملكه عاشوراء الحسين علية السلام 6 2015/10/22 09:24 PM
ابو الفضل العباس ع ابن امير المؤمنين ع الرافضيه صبر السنين سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 2 2015/10/21 06:23 AM
العباس بن علي قمر بني هاشم وحامل اللواء الرافضيه صبر السنين عاشوراء الحسين علية السلام 2 2015/10/19 03:10 PM
العباس ابن الامام علي قمر بني هاشم وحامل اللواء الرافضيه صبر السنين عاشوراء الحسين علية السلام 2 2015/10/03 03:42 PM
ابو الفضل العباس ع حامل الواء الرافضيه صبر السنين سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 1 2015/08/30 10:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |