2014/02/09, 04:33 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
وصية الامام السجاد(ع) لسائر اصحابه وشيعته
أيها الناس اتقوا الله واعلموا أنكم إليه راجعون، فتجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه؛ ويحك يا ابن آدم الغافل وليس مغفولاً عنه أن أجلك أسرع شيء إليك قد اقبل نحوك حثيثاً يطلبك، ويوشك أن يدركك، فكأن قد أوفيت أجلك وقد قبض الملك روحك، وصيّرت إلى قبرك وحيداً، فرّد عليك روحك واقتحم عليك ملكاك منكر ونكير لمساءلتك، وشديد امتحانك، ألا وأن أول من يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده، وعن نبيك الذي أرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذين كنت تتلوه، وعن إمامك الذين كنت تتولاه، وعن عمرك فيما أفنيت، وعن مالك من أين اكتسبته وفيما انفقته فخذ حذرك، وانظر لنفسك، وأعدَّ الجواب قبل الإمتحان والمسألة والإختبار، فإن تك مؤمناً عارفاً بدينك، متبعاً للصادقين، موالياً لأولياء الله، لقاك الله حجتك، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب، وبشرت بالجنة والرضوان من الله، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك، ودحضت حجتك، وعييت عن الجواب، وبشرت بالنار، واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم، وتصلية جحيم. واعلم يا ابن آدم إن ما وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب، يوم القبلة، ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود، يجمع الله فيه الأولين والآخرين يوم ينفخ في الصور، ويبعثر فيه القبور، وذلك يوم الآزفة إذا القلوب لدى الحناجر كاظمين، ذلك يوم لا تقال فيه عثرة، ولا تؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده. فاحذروا أيها الناس من الذنوب ما قد نهاكم عنها وحذركموها في الكتاب الصادق، والبيان الناطق، ولا تأمنوا مكر الله وتدميره عندما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا، فإن الله يقول: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم يبصرن) واشعروا قلوبكم خوف الله، وتذكروا ما وعدكم في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد عقابه، فإنه من خاف شيئاً حذره، ومن حذر شيئاً تركه، ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا الذين مكروا السيئات وقد قال الله تعالى: (افأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون. أو يأخذكم في تقلبهم فما هم بمعجزين) أو يأخذهم على تخوف، فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في كتابه، لقد وعظكم الله بغيركم، وإن السعيد من وعظ بغيره، ولقد اسمعكم الله في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: (وأنشأنا بعدها قوم آخرين) وقال: (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون) يعني يهربون. قال: (تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) فلما أتاهم العذاب: (قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين) فان قلتم أيها الناس إن الله إنما عنى بهذا أهل الشرك، فكيف ذاك وهو يقول: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنما حاسبين) اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، ولا تنشر لهم الدواوين وإنما يحشرون إلى جنهم زمرا، وإنما تنصب الموازين، وتنشر الدواوين لأهل الإسلام فاتقوا اله عباد الله واعلموا أن الله لم يحب زهرة الدنيا لأحد من أوليائه، ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها، وظاهر بهجتها، فإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملاً لآخرته، وأيم الله لقد ضربت لكم فيه الأمثال، وصرفت الآيات لقوم يعقلون، فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون ولا قوة إلا بالله، وازهدوا فيما زهدكم الله فيه عاجل الدنيا، فإن الله يقول وقوله الحق: (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها انهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون، ولا تركنوا إلى الدنيا فإن الله قال لمحمد صلى الله عليه وآله: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ولا تركنوا إلى هذه الدنيا وما فيها ركون من اتخذها دار قرار، ومنزل استيطان، فإنها دار قلعة، ومنزل بلغة، ودار عمل، فتزودوا الأعمال الصالحة قبل تفرق أيامها، وقبل الأذن من الله في خرابها، فكأن قد أخبرها الذي عمرها أول مرة وابتداؤها وهو ولي ميراثها. وأسأل الله لنا ولكم العون على تزود التقوى والزهد في الدنيا، جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل هذه الحياة الدنيا، الراغبين في آجل ثواب الآخرة، فإنما نحن له وبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته م/ن ,wdm hghlhl hgs[h](u) gshzv hwphfi ,aduji |
2014/02/10, 10:12 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
جَزآك الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكَ الله فيكِ عَ آلمَوضوعْ آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكِ بآلريآحينْ دمْت بِ طآعَة الله ..} |
2015/10/11, 10:03 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
احسنتم
بارك الله بكم جزاكم الله خيرا |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقام السيدة شهربان والدة الامام السجاد ابن الامام الحسين | احمد الكعبي | المـدن والأماكن المقدسة | 16 | 2015/09/19 01:19 PM |
منهج الامام السجاد في تربية اصحابه | عاشقة الحسين | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 2 | 2014/11/21 08:40 PM |
روائع الحكم القصار « من تراث الامام « الامام السجاد (ع) | كربلائية الهوى | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 3 | 2013/12/15 12:59 PM |
وصية الامام الصادق (ع) | احمد العراقي | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 22 | 2012/09/09 01:07 AM |
الامام السجاد يتحدث عن الامام المهدي (عج) | عاشقة الحسين | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 5 | 2012/08/07 02:07 PM |
| |