2014/01/31, 12:27 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
السيدة زينب في عهد جدّها الرسول
إن الذكاء المفرط ، والنضج المبكر يمهدان للطفل أن يرقى إلى أعلى الدرجات ـ إذا استغلت مواهبه ـ وخاصةً إذا كانت حياته محاطة بالنزاهة والقداسة ، وبكل ما يساعد على توجيه الطفل نحو الأخلاق والفضائل . بعد ثبوت هذه المقدمة نقول : ما تقول في طفلة : روحها أطهر من ماء السماء ، وقلبها أصفى من المرآة ، وتمتاز بنصيب وافر من الوعي والإدراك ، تفتح عينها في وجوه أسرتها الذين هم أشرف خلق الله ، وأطهر الكائنات ، وتنمو وتكبر وتدرج تحت رعاية والد لا يشبه آباء العالم ، وفي حجر والدة فاقت بنات حواء شرفاً وفضلاً وعظمة ؟ ! ! وإذا تحدثنا عن حياتها على ضوء علم التربية ، فهناك يجف القلم ، ويتوقف عن الكتابة ، لأن البحث عن حياتها التربوية يعتبر زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد44 بحثاً عن الكنز الدفين الذي لا يعرف له كم ولا كيف . ولكن الثابت القطعي أنها تربية نموذجية ، وحيدة وفريدة . وهل يستطيع الباحث أو الكاتب أو المتكلم أن يدرك الجو العائلي المستور في بيت الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام ؟ لقد روي أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قرأ قوله تعالى : «فـي بيـوت إذن الله ان ترفع ويذكـر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال . . . » (1) فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أي بيوت هذه ؟ فقال : بيوت الأنبياء . فقام إليه أبوبكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة . فقال النبي : «نعم ، من أفضلها» (2). ويجب أن لا ننسى أن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ الذي أعطى المناهج التربوية للأجيال ، وأضاء طرق التربية الصحيحة للقرون ـ لابد وأنه يبذل إهتماماً بالغاً (1) سورة النور ، الآية 36 . (2) البرهان في تفسير القرآن ، للسيد هاشم البحراني ، عند تفسير الآية الكريمة . زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد45 وعنايةً تامةً في تربية عائلته ، ويمهد لهم السبيل حتى ينالوا قمة الأخلاق والفضائل . وخاصةً حينما يجد فيهم المؤهلات والإستعداد لتقبل تلك التعاليم التربوية . ومن الواضح أن السيدة زينب ـ بمواهبها واستعدادها النفسي ـ كانت تتقبل تلك الأصول التربوية ، وتتبلور بها ، وتندمج معها (1). (1) ومن ذكريات الطفولة في حياة السيدة زينب (عليها السلام) نقرأ في كتب التاريخ : أنها سألت أباها ذات يوم فقالت : أتحبنا يا أبتاه ؟ ! فقال الإمام : وكيف لا أحبكم وأنتم ثمرة فؤادي ! فقالت : يا أبتاه إن الحب لله تعالى ، والشفقة لنا . المصدر : كتاب «زينب الكبرى» للنقدي ، وهو يحكي ذلك عن كتاب «مصابيح القلوب» للشيخ حسن السبزواري ، المعاصر للشهيد الأول ، رضوان الله عليهم . إن هذا الحوار الجميل يدل على أكثر من معنى ، فمن ذلك : 1 ـ جو الود والصفاء الذي كان يخيم على دار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والعلاقات الطيبة بين الوالد الرؤف وبين طفلته الذكية ! 2 ـ إن الحب ينقسم إلى أكثر من قسم ، باعتبار نوعه ومنشئه زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد46 وأكثر إنطباعات الإنسان النفسية يكون من أثر التربية ، كما = ومنطلقه ، وكل قسم منه له إسم خاص به ، لكن يطلق على الجميع كلمة «الحب» . فهناك حب الإنسان لله تعالى الذي خلق البشر وأنعم عليهم بأنواع النعم . وهناك حب الوالد لأطفاله، الذي ينبعث من العاطفة والحنان ، وقد عبرت السيدة زينب عن هذا النوع بـ «الشفقة» . ونقرأ في كتب اللغة أن الشفقة : هي العطف والحنان والرأفة والحنو . فهي ـ إذن ـ : فصيلة خاصة من الحب . . ينبعث من قلب الوالدين لأطفالهما . 3 ـ المستوى الرفيع لتفكير السيدة زينب . . رغم كونها في السنوات الأولى من مرحلة الطفولة . أجل ، إنها سيدة . . حتى يوم كانت طفلة ! * * * * ونقرأ ـ أيضاً ـ عن الذكاء المبكر للسيدة زينب : أن والدها أجلسها في حجره ـ يوم كانت طفلة ـ وبدأ يلاطفها ، وقال لها : بنية قولي واحد . فقالت : واحد . قال : قولي إثنين . فسكتت ! فقال لها : تكلمي يا قرة عيني . زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد47 أن أعماله وأفعاله ، بل وحتى حركاته وسكناته ، وتصرفاته وأخلاقه وصفاته نابعة من نوعية التربية التي أثرت في نفسه كل الأثر . إذن ، فمن الصحيح أن نقول : إن السيدة زينب تلقت دروس التربية الراقية العليا في ذلك البيت الطاهر ، كالعلم ـ بما في ذلك الفصاحة والبلاغة ، والإخبار عن المستقبل ـ ومعرفة الحياة ، وقوة النفس وعزتها ، والشجاعة والعقل الوافر ، والحكمة الصحيحة في تدبير الأمور ، واتخاذ ما يلزم ـ من موقف أو قرار ـ فقالت : يا أبتاه ما أطيق أن أقول اثنين بلسان أجريته بالواحد . فضمها إلى صدره وقبلها بين عينيها . المصدر : كتاب (زينب الكبرى) للنقدي ص 34 . إن هذه اللقطة التاريخية تدل ـ بكل وضوح ـ على قوة التفكير والنضج المبكر في ذهن وفكر السيدة زينب ، حتى وهي في عمر الطفولة ، فكلامها هذا يدل على الأفكار والمفاهيم والمعاني التي كانت تجول في خاطرها ! فاللسان الذي قال : واحد ، لا يمكن له أن ينطق بكلمة : اثنين ، لأن لكلمة «واحد» ظلال في ذهن السيدة زينب عليها السلام ، كلما ذكرت الكلمة تبادر الى الذهن ذلك الظلال ، وهو وحدانية الله سبحانه ، وعدم وجود إله ثان يشاركه في الألوهية والربوبية وإدارة الكون . المحقق زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد48 تجاه ما يحدث . بالإضافة إلى إيمانها الوثيق بالله تعالى ، وتقواها ، وورعها وعفافها ، وحيائها ، وهكذا إلى بقية فضائلها ومكارمها . وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يغمر أطفال السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعواطفه ، ويشملهم بحنانه ، بحيث لم يعهد من جد أن يكون مغرماً بأحفاده إلى تلك الدرجة . وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إذا زارهم في بيتهم أو زاروه في بيته ـ يعطر خدودهم وشفاههم بقبلاته ، ويلصق خده بخدودهم . ويعلم الله تعالى كم من مرة حظيت السيدة زينب (عليها السلام) بهذه العواطف الخاصة ؟ ! وكم من مرة وضع الرسول الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) خده الشريف على خد حفيدته زينب ؟ ! وكم من مرة أجلسها في حجره ؟ ! وكم من مرة تسلقت زينب أكتاف جدها الرسول ؟ ! زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد49 ويؤسفنا أنه لم تصل إلينا تفاصيل أو عينات تاريخية تنفعنا في هذا المجال ، وحول السنوات الخمس التي عاشتها السيدة تحت ظل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم . (1) (1) ونقرأ في بعض كتشب التاريخ رؤيا مخيفة رأتها السيدة زينب وهي في عمر الطفولة ، فحدثت بذلك جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت : يا جداه رأيت ـ البارحة ـ أن ريحاً عاصفة قد إنبعثت فاسودت الدنيا وما فيها وأظلمت السماء ، وحركتني الرياح من جانب إلى جانب ، فرأيت شجرة عظيمى فتمسكت بها لكي أسلم من شدة الريح العاصفة ، وإذا بالرياح قد قعلت الشجرة من مكانها وألقتها على الأرض ! ثم تمسكت بغصن قوي من أغصان تلك الشجرة فكسرتها الرياح ، تعلقت بغصن آخر فكسرتها الريح العاصفة ، ! ! فتمسكت بغصن آخر وغصن رابع ، ثم استيقظت من نومي ! وحينما سمع رسول الله منها هذه الرؤيا بكى وقال : أما الشجرة فهو جدك ، وأما الغصنان الكبيران فهما أمك وأباك ، وأما الغصان الآخران فأخواك الحسنان ، تسود الدنيا لفقدهم ، وتلبسين لباس المصيبة والحداد في رزيتهم . المصدر : كتاب (زينب الكبرى) للشيخ جعفر النقدي ص 18 ، مع تصرف يسير منا في بعض الكلمات hgsd]m .dkf td ui] []~ih hgvs,g |
2014/01/31, 09:58 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
جزاكم ربي خيرا وجعلها في ميزان حسناتكم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مرثية من داخل حرم السيدة زينب(ع) | النبأ العظيم | الصوتيات والمرئيات والرواديد | 2 | 2013/12/15 04:49 PM |
اين قبر السيدة زينب عليها السلام | فدك-الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 4 | 2013/05/29 05:40 PM |
السيدة زينب بنت علي(ع) | ابو مرام | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 2 | 2013/03/14 08:21 AM |
مقتل أولاد السيدة زينب (ع) | بسمة الفجر | عاشوراء الحسين علية السلام | 15 | 2013/03/03 12:25 PM |
السر في اسم السيدة زينب عليهاالسلام | لا مولى سوى الله | المواضيع الإسلامية | 1 | 2013/02/28 05:54 PM |
| |