الغربة الخالدة

[بسمة الفجر]

الغربة الخالدة

الغربة الخالدة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قبل أيام كان حديثي عن ذلك المذاق المر الذي لا تستسيغه النفس ولا تهضمه المشاعر ، المسمى بالغربة ، وبينت الأثر المترتب على المغترب عن أهله وأحبته ، واليوم لن أُبالغ إن قلت بأن الغريب لو امتلك الدنيا بما فيها وحُرم من شم ذلك التراب الذي لامسته قدماه بخطواته الأولى عليه وهو طفلٌ رضيع ، ودَب عليه لاعباً في فترة صباه مع أولاد عمه وأخوته وأصحابه ، وسجد عليه شاباً يافعاً متقرباً إلى خالقه وشاكراً له على نعمائه ، ورآه وهو يُهال على جثة عزيز مات وقُبِر في تلك اللأرض التي طالما رآه عليها يغدو ويروح أن يُسجى في ثراها فقيداً ، ذكرياتٌ لا تخمد ومشاعر لا تهدأ وشوق لا يُنسى ، تشده إلى ذلك الوطن الذي هجره مُرغماً ، وسافر عنه مُكرهاً واتخذ وطناً بديلاً عنه لا ينتمي إليه فكراً ولا خُلقاً ولا ديناً ، ليحفظ فيه نفسه ويطلب فيه رزقه ، ساعياً بذلك فيما يُغنيه ذل السؤال ، ويكفيه الحاجة إلى اللئام ، ليعيش كريماً ويموت عزيزاً إن قدر الله له الوفاة في غربته ..
قد يتحمل الإنسان الغربة في سبيل تحسين العيش وتغيير الحال ، لكن هل عن إنسان هجر الوطن وسافر بأهل بيته إلى أرض يلقى فيها حتفه ، وتسبى فيها أطفاله ونساؤه ، أرضٍ يستقبله فيها أعداءٌ لئام لا يعرفون لله حُرمة ولا لرسوله كرامة ، تجيشوا بالآلاف وتهيأوا بالعتاد ، ليحرموه من العيش بسلام في غربته ؟
أكيد أنكم سمعتم بقصة ذلك العظيم الذي هجر وطن جده ، وتخلى عن حج بيت ربه وسافر بنسائه وأطفاله وأهل بيته وقلة من أصحابه ، إلى أرضٍ يرويها بدمائه ويُحييها، بمهجته ، ليرسم خارطة عظيمة على كوكب الأرض نقطة البدء فيها كربلاء يخط فيها بدمائه الزكية منافذ الحرية وطرق الإباء لمن أراد العيش كريماً أو الموت عزيزاً ، وليُبين بسبي نسائه وأطفاله منها الغاية من الهجرة من وطنه وتركه لأحبته ، وليوضح الأهداف السامية التي دفعته لمواجهة جحافل الضلال ، وليُعري السلطة التي ادعت خلافتها لجده المصطفى صلى الله عليه وآله ، ذلك العظيم الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، وليكشف للأجيال تلو الأجيال وحشية السلطة الغاشمة المستعبدة لخلق الله ، وبعدها عن قيم الدين وأخلاق سيد النبيين
نعم أحبتي: إن الحسين بن علي عليهما السلام خرج من وطنه لأمر عظيم وترك حجه حفاظاً على حرمة بيت الله العتيق ، وأحط الرحل في كربلاء غريباً ليواجه أعداء الدين ، وذُبح عُطشانا غريباً ليُشير إلى قساوة تلك القلوب وبُغضها لدين الله وعداءها لمن جعله الله مصباح هدى وسفينة نجاة ، فحمل نساءه وأطفالة إلى تلك الأرض التي شربت دمائه ، لا لعبث بل لغاية ظهرت وتجلت وبقيت ناصعة على مر الزمان ليستذكرها الأجيال تلو الأجيال ، ألا وهي كشفه لزيف إدعاء حكام الضلال على ألسِنة سباياه الكرام وعلى رأسهم الإمام السجاد والحوراء زينب عليهم جيمعاً سلام الله ، من خلال خطبهم والتي خلدت تلك الثورة المباركة وفضحت أولئك المتلبسين بلباس الدين والسالكين لمنهاج الفراعنة المتجبرين والعاملين بما يسخط الرب العظيم بهدمهم لأركان الدين وإقصاء ريحانة خير المرسلين.
للأمانة منقول.

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: عاشوراء الحسين علية السلام

---

hgyvfm hgohg]m

[الياس الموالي]

يجزيكم ربي الف خـــير على الموضوع وننتظر القاادم منكم

[حنين الورد]

مشكوووووووووووورة خيتو على الموضوع
في ميزان حسناتكِ

[بسمة الفجر]

اسعدني تواجدكم هنا دمتم بالف خير ولا حرمت من هذه الطله

[احزان زينب]

يسلمو على هذا الموضوع الرائع في ميزان حسناتج انشاء الله

[بسمة الفجر]

تسلمي ع المرور اختي احزان زينب لاحرمت من هالتواجد المبارك

[هو الحق]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين

سلام الله على غريب الغرباء روحي له الفداء
بوركتم سيدتي على هذا التوضيح المهم
ربي يرعاكم

[بسمة الفجر]

تسلم على المرور اخي. هو الحق منور

[عراقي انا]

موضوع جميل
بارك الله فيك
لك مني اجمل تحيه

[بنت الصدر]

اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم والعن عدوهم
ربي يبارك بالايادي الطاهرة
لروعة ماسطرت لنا من درر
بارك الله بكم وجزيتم خير