30 ـ من آثار من يزور الإمام الحسين 7 على خوف ووجل ـ من سلطان جائر أو عدو قاهر أو في عصرنا هذا من الارهابيين ومن متفجراتهم ـ الأمن يوم الفزع الأكبر والانصراف بالمغفرة وسلام الله الملائكة وزيارة النّبي والدعاء له والانقلاب بنعمة الله وغيره .
عن محمّد بن مسلم ـ في حديث طويل ـ قال لي أبو جعفر محمّد بن علي 7: هل تأتي قبر الحسين 7؟ قلت : نعم على خوف ووجل . ـ وهذا يعني ان بطش الطغاة
والفتک بزوّار الإمام الحسين 7 لم يكن جديداً بل منذ اليوم الأوّل بعد شهادته إلى يومنا هذا، هناک من يحارب الإمام الحسين 7 ويحارب شعائره ومآتمه وزيارته ، فتزوره الناس على خوف ووجل ـ فقال له : ما كان من هذا أشدّ فالثواب فيه على قدر الخوف ، ومن خاف في اتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لربّ العالمين ، وانصرف بالمغفرة ، وسلّمت عليه الملائكة ، وزاره النّبي 6 ودعا له ، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء، واتّبع رضوان الله.
31 ـ امنيّة أهل القيامة زيارة الإمام الحسين لما فيها من الثواب والفضائل :
عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر 7 قال : لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين من الفضل لماتوا شوقاً، وتقطّعت أنفسهم عليه حسرات ، قلت : وما فيه ؟ قال : من أتاه تشوّقاً، كتب الله له ألف حجّة متقبّلة ، وألف عمرة مبرورة ، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقة مقبولة ، وثواب ألف نسمة اُريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظاً سنته من كلّ آفة أهونها الشيطان ، ووكّل به ملک كريم يحفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، ومن فوق رأسه ، ومن تحت قدمه .
فان مات سنته حضرته ملائكة الرحمة ، يحضرون غسله وأكفانه والاستغفار له ، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ، ويؤمنه الله من ضغطة القبر، ومن منكر ونكير أن يروعانه ، ويفتح له باب إلى الجنّة ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويعطى يوم القيامة نوراً يضيء لنوره ما بين المشرق والمغرب .
وينادي منادٍ: هذا من زوّار قبر الحسين بن علي شوقاً إليه ، فلا يبقى أحد في
القيامة ، إلّا تمنّى يومئذٍ انه كان من زوّار الحسين بن علي 8.
وعن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبي عبدالله 7: ما لمن ان أتى قبر الحسين ؟ قال : من أتى قبر الحسين شوقاً إليه كان من عباد الله المكرمين ، وكان تحت لواء الحسين بن علي 8 حتّى يدخلهما الله جميعاً الجنّة .
32 ـ زائر الإمام الحسين سعيد ويخوض في رحمة الله:
عن القدّاح عن أبي عبدالله 7 قال : قلت له : ما لمن أتى الحسين بن علي 8 زائراً عارفاً بحقّقه غير مستنكف ولا مستكبر؟ قال : يكتب له ألف حجّة مقبولة وألف عمرة مبرورة ، وإن كان شقيّاً كتب سعيداً، ولم يزل يخوض في رحمة الله.
أقول : ممّا يدلّ هذا الحديث الشريف على ان السعادة والشقاوة ليستا من الذاتيّات في الانسان كما عند الأشاعرة ومن اشتبه عليه الأمر، بل في لوح المحو والاثبات ، من كتب شقياً، فانّ هناک عوامل تمحو شقاوته وتكتبه سعيداً، كالدعاء وصلة الأرحام والصدقة ، ومن أفضلها زيارة الإمام الحسين 7 ثمّ بعد سعادته يخوض في رحمة الله الرحمانيّة والرحيميّة ، كمن يخوض ويغوص في البحار لاستخراج اللئالي والمجوهرات من أسرار التوحيد والكون ، فتدبّر وأنت من العارفين في روضة المقرّبين .
عن الإمام الصادق 7: لا تدع زيارة الحسين بن علي ، ومر أصحابک بذلک ، يمدّ الله في عمرک ، ويزيد الله في رزقک ، ويحييک الله سعيداً، ولا تموت الّا سعيداً، ويكتبک سعيداً.
ومن الواضح ان السعيد يفوز بالجنّة لقوله تعالى : (وَأَمَّا آلَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي
آلْجَنَّةِ )[16] . ومن فاز بالجنة فقد فاز فوزآ عظيمآ، ومثل هذا فليعمل العاملون .