2015/07/02, 11:18 PM
|
#2
|
معلومات إضافية
رقم العضوية : 3888
تاريخ التسجيل: 2015/07/02
المشاركات: 51
المستوى : ![قبس نور وهدى is on a distinguished road](images/reputation/reputation_pos.gif)
|
كلام الإمام الحسن عليه السّلام في القَدَر في جوابه على رسالة الحسن البصريّ
روي أنّ الحسن بن أبي الحسن البصريّ كتب إلى الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: من الحسن البصريّ إلى الحسن بن رسول الله صلّى الله عليه وآله: أمّا بعد، فإنّكم - معاشر بني هاشم - الفُلْكُ الجاريةُ في اللُّجَجِ الغامرة، ومصابيحُ الدّجى، وأعلامُ الهدى، والأئمّة القادة الّذين مَنِ اتّبعهم نجا، والسّفينة الّتي يؤول إليها المؤمنون، وينجو فيها المتمسّكون. قد كَثُرَ يا ابن رسول الله عندنا الكلام في القَدَر واختلافنا في الاستطاعة، فَعَلّمنا ما الّذي عليه رأيك ورأي آبائك، فإنّكم ذرّيةً بعضها من بعض، مِنْ عِلْمِ الله علِمْتُم، وهو الشّاهد عليكم، وأنتم شهداء على النّاس والسّلام.
فأجابه الحسن بن عليّ صلوات الله عليهما:
" من الحسن بن عليّ إلى الحسن البَصْريّ، أمّا بعد: أما بعد فقد انتهى إليّ كتابك عند حَيْرَتِك وحَيْرَة مَنْ زعمْتَ من أمّتنا، وكيف ترجعون إلينا وأنتم معنا بالقول دون العمل؟ واعلم أنّه لولا ما تناهى إليّ من حَيْرَتِك وحَيْرَة الأمّة قِبَلَكَ، لأمسكْتُ عن الجواب، ولكنّي النّاصح وابن النّاصح الأمين. والّذي أنا عليه: أنّه مَنْ لم يؤمن بالقَدَر - خيرِهِ وشرِّهِ - فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله عزّ وجلّ، فقد فَجَرَ. إنّ الله لا يُطاع بإكراه، ولا يُعصى بِغَلَبَة، ولم يُهْمِلِ العباد سُدىً من المملكة، ولكنّه عزّ وجلّ المالكُ لِما ملّكهم، والقادر على ما عليه أقدرهم، فإن ائتمروا بالطّاعة، لم يكن الله عزّ وجلّ لهم صادّاً، ولا عنها مانعاً، وإن ائتمروا بالمعصية، فَشَاء سبحانه أن يَمُنّ عليهم فَيَحولَ بينهم وبينها فَعَلَ، وإن لم يفعل، فليس هو الّذي حملهم عليها إجباراً، ولا ألزمهم بها إكراهاً، بل احتجاجُهُ جلّ ذِكْرُهُ عليهم، أن عرّفهم، وجعل لهم السّبيل إلى فِعْلِ ما دعاهم إليه، وترك ما نهاهم عنه، ولله الحُجّة البالغة والسّلام ".
( مجلّة شعائر – العدد 64 – شهر رمضان 1436 هـ، عن كنز الفوائد للكراجكي )
|
|
|